اتهموا الرأي فإنها وصية سهل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7824 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 51 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859443 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393804 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215954 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 82 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-02-2024, 08:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي اتهموا الرأي فإنها وصية سهل

اتهموا الرأي فإنها وصية سهل


سهل بن حنيف ] صحابي جليل شهد صلح الحديبية مع رسول الله [، والذي اعتبر حينها قبولاً بالدنية في الدين، أو بتعبير أوضح: خضوعاً للعدو حيث نظر إلى ظاهر شروطه المجحفة، وفي حقيقته كان فتحاً مبيناً.
وانسياقاً مع الظاهر أنكره كثير من صحابة رسول الله [، فهذا الفاروق عمر بن الخطاب ] يقول عن ذلك الصلح فيما يرويه الإمام مسلم في صحيحه بعدما رأى وشاهد بنوده الصعبة على نفوس المؤمنين، قال: يا رسول الله ألسنا على الحق وهم على باطل؟ قال له الرسول [: بلى، قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى، قال: ففيم نعطي الدنيّة في ديننا ونرجع ولمّا يحكم الله بيننا وبينهم ؟ فقال رسول الله [: يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيّعني أبداً، قال: فانطلق عمر فلم يصبر متغيّضاً، فأتى أبا بكر ] فقال يا أبا بكر ألسنا على الحق وهم على باطل... فقال له كما قال للرسول [ فرد أبوبكر قائلاً: إنه رسول الله ولن يضيّعه الله أبداً قال فنزل القرآن على رسول الله بالفتح فأرسل إلى عمر فأقرأه إيّاه فقال يا رسول الله أوَ فتح هو؟ قال: نعم، فطابت نفسه ورجع.. أ.هـ. سهل ] يروي هذه القصة وذلكم الحدث والحوار بين رسول الله [ والفاروق عمر ] لما رأى الفتنة أطلّت برأسها بين معاوية بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما حينما دعوا إلى الصلح والتصالح فقبله علي ] وردّه بعنف بعض أصحابه فذكرهم سهل بن حنيف ] بموقف الفاروق عمر وردِّ رسول الله [ وأبي بكر عليه وكيف جاء القرآن مؤيداً للرسول [ وأنزلت سورة الفتح.
وحيث قد اشتدت الأزمة في يمن الإيمان والحكمة ولوحظ تمسك كل طرف بمواقفه المثالية ومحاولة إرغام الآخر على قبول شروطه، أجدها فرصة لأذكّر الجميع بقول سهل ]: يأيها الناس اتهموا الرأي على دينكم وتأملوا صلح الحديبية وبنوده الصعبة على النفوس وها هي بعض بنود صلح الحديبية للتأمل والعظة :-
رفض المشركون أن يكتب في الصحيفة محمد رسول الله - بأبي هو وأمي - فقالوا اكتب محمد بن عبد الله باسمه المجرد عن الرسالة، فاستجاب لهم ونزل عند رغبتهم وكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله.
ومنها رفض المشركين للمسلمين إتمام عمرتهم التي جاءوا محرمين بها وهديهم مقلّد لم يبلغ محلّه، على أن يقضوا تلك العمرة العام القادم، فوافق رسول الله [ وأمر أصحابه بالتحلل.
ومنها أن لا يأتي رجل مسلم مهاجر إلى رسول الله [ إلا ردّه إليهم وفي المقابل إذا ارتدّ مسلم فلا يلزمهم رده إلى الرسول [ فوافق وقبل ذلك مع أن في ظاهره عدم المساواة بل ضيم وحيف، لماذا؟ لأن النبيَّ [ قد وضع لنفسه هدفاً عظيماً هو تعظيم حرمات الله فقال: «والذي نفسي بيده، لا يسألونني خطة رشد يعظمون بها حرمات الله إلا أجبتهم إلى ذلك» فمن أجل تحقيق ذلك الهدف العظيم قبل تلك الشروط المجحفة.
إذا تأملنا نحن بنود تلكم الاتفاقية ( صلح الحديبية ) رأيناها بنوداً مجحفة وقاسية ومن الصعب تقبلها ولكن رسول الله [ قبلها فكان فتحاً مبيناً، وثمة هدف آخر مهم وهو حقن دماء المؤمنين أخّر الله فتح مكة قرابة سنتين لأجله، قال تعالى {هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}، انظروا إلى قيمة الدم المسلم كيف فُدي هذا الدم لمجموعة من المسلمين المنتشرين بين المشركين، كيف فدي بهذا الفداء الكبير بقبول تلك الشروط المجحفة وتأخير الفتح تلك المدة الطويلة وإغضاب أصحاب رسول الله [ حتى سرى الحنق الذي أدى إلى الاعتراض إلى قادتهم وسادتهم أمثال عمر ].
إنّ من أصعب شيء على القادة وخصوصاً أثناء الأزمات إغضاب الأتباع عامة فكيف إذا كان من يغضب أمثال عمر بن الخطاب؟ ومع ذلك لم يتردد رسول الله [ في فعل ما رآه محققاً للأهداف العليا غير آبه بما يكون في نفوس أصحابه، وهنا أرجو أن تكون للأطراف المتنازعة في اليمن الأسوة الحسنة برسول الله [ من التجرد لتحقيق أعظم الأهداف وهو الحفاظ على دماء اليمنيين وأعراضهم وأموالهم، الحفاظ على البيئة الصالحة للاستقرار والتنمية، الحفاظ على مكانة اليمن فيعزمون على خطوات تحفظ ذلك وإن خالفت هوى النفوس وإن خالفت هوى الجماهير وهوى الأتباع الذين ربطوا وجودهم ومصالحهم ببقاء فلان أو رحيل فلان، عليهم أن يقتدوا برسول الله [ حينما عزم وتوكل على الله بعد أن رأى أن الإقدام خير من إرضاء الأصحاب والأخذ برأيهم مع أنه من أكثر الناس تقيداً بالشورى ولكنه هذه المرة أخذ بقوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} فهل يعزم قادة الرأي من أهل يمن الإيمان والحكمة هذه المرة بهذا المبدأ هل سيعزمون على إخراج البلاد والعباد من هذه الأزمة ويتوكلون على الله، ويتمردون على ضغط الأتباع؟ مع أنهم في أكثر أحيانهم لا يأبهون بالرأي العام ولا بضغط ورغبات الشارع اليمني عندما يكون التمرد على ذلك موافقاً لأهوائهم فهل يفعلونها هذه المرة ويتمردون على هذا الضغط للمصلحة العليا؟ أرجو ذلك.
يأيّها الساسة - الرئيس ومناوئوه من أحزاب اللقاء المشترك وأبنائي الشباب المعتصمون في الساحات العامة، كلنا مع التغيير للأفضل والأحسن ولكن عليكم الأسوة برسول الله [ في كل شيء ومنها هذا الصلح وبنوده فكيف تنازل الرسول عن صفة ومنزلة ومرتبة لا تدانيها مرتبة اليوم وذلك في سبيل الصلح والاتفاق وحقن دماء المؤمنين مع أن الطرف الآخر مشرك كافر؟! فكيف وأنتم المسلمون اليمانيون الذين وصفكم رسول الله بأصحاب الأفئدة الرقيقة وأصحاب الحكمة والرأي السديد فهل تتجلى تلك الحكمة عملياً لتنزع فتيل الفتنة و هل تصغي الآذان إلى رجع صدى صوت سهل بن حنيف؟ أرجو ذلك.

اعداد: الشيخ:أحمــد بن حسـن




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 47.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.65 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (4.88%)]