سيدة القصر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854759 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389648 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-04-2019, 02:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي سيدة القصر

سيدة القصر



د. عبد الله عيادة






حركة غير عادية تجتاح بيتنا الصغير ؛ فهذه هي اللحظات الأخيرة لنا فيه، بدأت أودع كل جدار وكل نافذة وكل زاوية شهدت أجمل ذكريات عشتها منذ اللحظات الأولى لزواجي ، فهذا البيت كان هدية زواجي ، و كنت أعده قصراً شامخاً في ذلك الوقت ، سجلت فيه أروع اللحظات من السعادة والمحبة والمودة والرحمة.
هاهو اليوم الأخير لنا فيه .. سبحان الله ما أسرع ما يزهد الإنسان بالماضي، وتتطلع نفسه إلى ما هو أكبر وأوسع ولا يدري ما ينتظره ، ولكنها النفس البشرية تلهو وتنسى سريعاً.
وقفت ألقي بنظرة الوداع الأخيرة ، فسافرت للماضي وتذكرت يوم كنت عروساً أدخله لأول مرة ، فجذبني زوجي من يدي وأعادني إلى الواقع وهو يقول: ستنسين هذا البيت بمجرد أن تدخلي ذلك القصر! فقلت: الحمد لله الذي أبدلنا وفتح لنا باب رزق من عنده..
دخلت إلى القصر الجديد، فما أجمل ما رأيت.. جنة في الأرض !! غمرتني سعادة لا أستطيع وصفها، فصرت كالفراشة التي تنتقل بين الزهور بكل كبرياء.. أنا سيدة هذا القصر.. سبحان الله نعمه لا تعدُّ ولا تُحصى.. اللهم أعنِي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ...
مرَّت أشهر قليلة وأنا لم أفق بعد من لذة ونشوة الفرحة بهذا القصر، وبينما الأيام تمر كأجمل ما يكون؛ أقام زوجي وليمة ودعا إليها الأقارب والأصدقاء لزيارة لهذا القصر، فرفضت أن يحضر زوجي الطعام من الفندق؛ وآثرت أن أعد الوليمة بنفسي، ومنذ الصباح الباكر أيقظت العاملات وبدأنا في إعداد الوليمة وتهيئة القصر للزائرين ، أردت أن أتفوَّق على ما يعده أصحاب الفنادق والمطاعم؛ لأثبت لزوجي أني قادرة على ذلك .
خرج زوجي الساعة العاشرة صباحاً بعد ما ألقى بنظره عليَّ وأنا كالمهرة في السباق، فرأيت شيئاً في عينيه لم أفهمه بعد ما رسم على شفتيه ابتسامة أعذب من ماء المطر جمعت كل معاني الحب والحنان والرحمة والمودة، فأحسست بقشعريرة في جسدي لم أعهدها من قبل ولم أجد لها تفسيراً.. فامتزج الفرح بالخوف والطمأنينة بالقلق !!
لم تهدأ الحركة داخل القصر حتى رفع صوت الحق معلناً دخول وقت صلاة الظهر، أديت الصلاة وعدت إلى وضع اللمسات الأخيرة على السفرة في صالة الطعام، بعد الصلاة بدأ الضيوف يتوافدون .. الساعة تقترب من الواحدة والنصف ظهراً، اصطكت صالة الجلوس بالرجال، وصالة النساء بالنساء..
لا أدري ما بي !! أحس بدبيب القلق يسري في عروقي رغم أن كل شيء على ما يرام ، فما هذا القلق ؟؟!!
عقارب الساعة تقترب من الثانية ظهراً .. زوجي لم يحضر بعد.. قال إنه لن يتأخر.. ولكن لا زال في الوقت متسع فلماذا القلق؟!
الضيوف قد اكتمل عددهم.. بدأت أطرافي ترتعش ولا أدري لماذا .. أخرج وأدخل.. !!
ابنتي أفزعها قلقي.. ما بك يا أماه؟ لا أدري يا بنيتي.. أبوك لم يحضر بعد والضيوف قد اجتمعوا.. والطعام جاهز.. بدأ الشك يساورني.. أنفاسي تتلاحق.. أحسست بجفاف في حلقي فهرعت إلى الماء، ولكن يظهر أني لستُ بحاجة إلى الماء، فأنا بحاجة إلى أن أطمئن على زوجي.. لماذا تأخر؟.. ترى أين أنت يا زوجي؟!
جالت بخاطري أفكارً سيئة.. قد يكون تعرض لحادث تصادم؟ أنا أعرف إذا كان مشغولاً يسرع ولا يلقي بالاً لبعض الإشارات التي تتربص بالمستعجل.. لا .. لا .. هو أعقل من أن يتجاوزها.. قد تكون السيارة تعطَّلت به، لكن سيتصل ويخبرني..
الساعة الثانية والنصف.. القلق يخيم على القصر.. الهمس بدأ يسري بين الضيوف.. لا أدري ما بي.. قدماي لا تحملاني.. رنَّ جرس الهاتف فأسرعت إليه وأنا أصرخ.. دعوه أنا أكلمه.. رفعت السماعة.. أين أنت يا حبيبي؟ الضيوف بالقصر والطعام جاهز، لماذا تأخرت.. هل حصل لك مكروه؟ فأوقفتني صرخة من المتحدث.. دعيني أخبرك أنا لست زوجك..! سقطت السماعة من يدي وأنا ألقي بنظرة على الباب المطل على صالة الضيوف.. فرأيت شيئاً غريباً!! الضيوف مالهم يخرجون وهم لم يتناولوا الطعام؟! لا بدّ أن أمراً ما قد حصل..! لطفك يا ربي..
دخل عليَّ أخي وهو يجرُّ خطاه جراً.. فرأيت بقايا دمعة قد حبست في عينيه.. فسافرت بعيداً في ظنوني.. وعرفت أنَّ هناك أمراً لا أطيق احتماله، فقلت وأنا أطلق صرخة في داخلي فجَّرت كوامن حيرتي.. أين زوجي؟ أين حبيبي؟ فلم يجبني.. فاشتد ذهولي بعد ما صرف وجهه عني وهو يخفي دموعه التي غلبته، فلم يستطع حبسها فخرج مسرعاً.. فأبصرت بيقيني وعرفت أنَّه الرحيل الحتمي الذي لا بدَّ منه، فتبعت أخي وأنا بين الذهول واليقين.. هل مات زوجي؟؟ لقد كان سليماً !!
قال أخي وهو يغلب بكاءه: إنه الموت يا أخيَّة ليس له قريب أو صاحب.. زائر يقدم بدون إخبار ويدخل دون استئذان.. قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون.. اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها.
قلبت بصري في أرجاء قصري الشامخ.. وإذا به تحوَّل إلى قصر للأشباح.. أظلم بعد النور وانهدم بعد البناء، بعد ما رحل عموده وأساسه.. وقد كنت آمل أن أعيش وزوجي فيه سنين طويلة.. ونتنعَّم بهذا النعيم أمداً طويلاً..!! ولكني أتذرع بحبائل الصبر والاحتساب والرضى بما قدَّر الله.. فأحسست بنهر الطمأنينة بعد ما ذاب جليد الحزن والهمّ.

فليت شعري هل تدوم القصور لأهلها؟!
وليت شعري كم ساكن لقصره سيرحل عنه قريباً؟!
وكم من مؤمل لدنيا خطفه الموت ولم يبلغ مناه؟!
آه على هذه الدنيا.. كم أفسدت من عامر وأشقت بعد سعادة؟؟
وكم فرقت من أحبة ؟! فأين المعتبر والمعتبرة؟!
صدق الله تعالى: {وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.31 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]