الإعلام وتغيير المنكر.. بين الضرورة المجتمعية والحرية الشخصية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أسئلة بيانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 630 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 257 )           »          معنى حديث «من ستر مسلماً ستره الله..» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ركعتا تحية المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حكم صيام من دخل بعض الماء إلى جوفه دون قصد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          دروس رمضانية محمد بن سند الزهراني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 366 )           »          قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836997 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-03-2019, 01:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,626
الدولة : Egypt
افتراضي الإعلام وتغيير المنكر.. بين الضرورة المجتمعية والحرية الشخصية

الإعلام وتغيير المنكر.. بين الضرورة المجتمعية والحرية الشخصية

د.عبدالله بدران





لاشك في أن الناظر في أوضاع المسلمين حاليًّا، وما يعتريهم من نقص وعجز وتخلّف في مجالات عديدة، وابتعاد عن تعاليم دينهم، وانجرار وراء التقليد الأعمى للغرب، وانحراف عن الرؤية السديدة والمسار الواضح، وأخذهم إنجازات الغرب العلمية دون محاولة تقليده واللحاق به، واستشراء لأمراض نفسية وسلوكية فيهم، قد يصاب بالإحباط واليأس، وتتمكن منه فكرة أن الخلاص من هذا الواقع أمر شبه مستحيل.

لكن المسلم الحق، الذي آمن بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا ومنهجًا وشريعة، وبالنبي محمد عليه السلام هاديًا وداعيًا وقدوة وإمامًا، لا بد من أن يدرك أن هذا الأمر سيزول بزوال أسبابه، وسيتغير بتغير الأمور التي أدت إلى وجوده.
ولقد عبَّر البيان الإلهي عن ذلك بالقول:
‏{إِنّ اللّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتّىَ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوَءًا فَلاَ مَرَدّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مّن دُونِهِ مِن وَالٍ}(الرعد:11)
والمسلمون مدعوون اليوم إلى السير في الدرب الذي سلكه السلف الصالح في التمسك بدينهم وعقيدتهم، والتشبث بكتاب خالقهم عز وجل وسنة نبيهم " صلى الله عليه وسلم" ، والسير بدينهم وفق المنهج الرباني الذي اختطه الله لعباده، وعدم مخالفة ذلك الصراط مهما كانت الأحوال، حتى يستطيعوا تحقيق التغيير الذي يجب أن يحدثوه في الأرض، ويحققوا مبدأ أمة الشهود على الخلق، وينطلقوا نحو العمل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جميع الميادين المتاحة لهم، مستخدمين كل السبل والأدوات المتاحة، ومستعينين بشتى الوسائل والأساليب التي تعينهم على ذلك وتساهم في تحقيق ما ينشدونه.
والملاحظ حاليًّا أن أصحاب المنكرات صاروا أكثر جرأة على إظهار ما يفعلونه، وأشد حرصًا على فشوز ذلك بين الخلائق، وأصبح لهم منظمات تساعدهم، وهيئات تتكفل بهم، وجهات تحتضنهم، وتقدم لهم الدعم والمساندة والمؤازرة.
إن الإعلام الإسلامي يجب أن يكون له دور فاعل ومؤثر يتواكب مع واجب الدعاة ويسانده، وتكون له إسهاماته الواضحة في ذلك الأمر.
ومن هنا فإن الإعلام الإسلامي مطالب بتفعيل وظائفه الأساسية، ووضعها موضع التنفيذ المناسب، لتحقيق مضمونها وإنقاذ محتواها.

ومن المعروف أن من أهم الوظائف التي يضطلع بها الإعلام الإسلامي هي:

1 - بيان الحق ودفع الباطل والفساد.
2 - دفع الناس إلى المثل الأعلى وإقناعهم بالعودة إلى الدين القويم.
3 - تنظيم حياة البشر على أسس سليمة مستمدة من الإسلام.
4 - تحقيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
5 - تحقيق التعارف والتعاون والتآلف بين المسلمين.
6 - الترويح والترفيه ضمن ما هو مشروع.
فعلى سبيل المثال يلجأ الإعلام الإسلامي إلى الإفادة من تغيير المنكر عن طريق العظة والاعتبار، وذلك حين يلجأ إلى التذكير بقصص القرآن الكريم والأحاديث النبوية عن الأقوام السابقة التي تضمنت عبرًا وعظات جلّية، كان هدفها الأساسي تقديم صورة للمسلمين عما جرى للأقوام السابقة الذين أضاءت نفوسهم بأنوار الحق والهداية بعد أن شاع لديهم الأمر بالمعروف وارتدعوا عن المنكرات، وتبيان الخاتمة السيئة لمن أعرضوا عن درب الهدى، وتنكبوا طريق الغواية والضلال، ونبذوا تعاليم رسلهم وراء ظهورهم، واستمروا في سلوك المنكرات.
ولقد أوضح البيان الإلهي ذلك بالقول: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لاُوْلِي الألْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَىَ وَلَـَكِن تَصْدِيقَ الّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (يوسف: 111)
وقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي الأرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوَاْ أَشَدّ مِنْهُمْ قُوّةً وَأَثَارُواْ الأرْضَ وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيّنَاتِ فَمَا كَانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـَكِن كَانُوَاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (الروم: 9)
ويلتزم الإعلام الإسلامي بنشر الأخبار التي تحمي المجتمع من أعدائه الداخليين والخارجيين، وكشف مؤامراتهم، وفضح أعمالهم، ووقفهم عن التمادي في بث الفتن ونشر الاضطرابات.
كما أخذ الإعلام الإسلامي منحى خاص أي في تعامله مع المتسببين في انهيار النسيج الداخلي للمجتمع الإسلامي، أو الباثين أفكارًا تدعو إلى إباحة المحرمات وتحليل المنكرات.
ويمكن إدراك ذلك من الحالات الاستثنائية التي يسمح فيها الإسلام بالغيبة والتشهير، ومن تلك الحالات حالة المطالبة بالحقوق والاستعانة على تغيير المنكر، وبذل النصح لطالب المشورة، وكون المخالف للقانون إنسانًا مجاهرًا بمخالفته ولا سيما إذا كان يقوم بوظيفة عامة.
بين الحرية والضرورة

إن ثنائية الحرية والسلطة أو الحرية والاستبداد وما ترتب عليها من صراع سياسي واجتماعي أسهمت في تحويل مفهوم الحرية من مجرد فكرة تجريدية إلى حق من حقوق الإنسان تكفله المواثيق الدولية والدساتير وترعاه التنظيمات السياسية والشعبية المعنية بالحريات وحقوق الإنسان.
ومن الضرورة بمكان إحداث توازن بين الحريات والمقومات الأساسية للمجتمع فلا يجور المجتمع على الحرية باسم المصلحة العامة أو الحريات الشخصية ولا تجوز الحرية على القيم الدينية والأخلاقية وتتحول إلى أداة إفساد وتدمير وانحلال.
والحرية في الشريعة الإسلامية أصل عام يمتد إلى كل مجالات الحياة فليس هناك حرية من الحريات لم يتم تعريفها، فالحرية قيمة إسلامية ملزمة وفطرة مما فطر الله الناس عليها تؤكدها سيرة رسل الله وتثبتها نصوص القرآن والسنة.
يقول الله تعالى في سورة التوبة {وَالْمُؤْمِنُو� �َ وَالْمُؤْمِنَات ِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر} (التوبة: 71).
ويقول عليه الصلاة والسلام «إن الناس إذ رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه».

والشريعة الإسلامية إذ تقرر الحرية لا تعني إطلاق هذه الحرية بغير قيود أو حدود، فالحرية تعني أن تجد حدًا لها فيما يكفل لكل فرد أن يتمتع بحريته إزاء أخيه، وتجد حدًا لهما فيما يكفل لمصالح المجتمع ألا تتعرض للخطر، ومن هنا فإنه يمكن العمل على تغيير المنكر بطريقة منهجية سليمة دون المساس بالحريات الشخصية التي كفلها الإسلام للفرد، ومن دون أن يتعارض ذلك مع الفطرة السليمة ومع حاجات المجتمع الضرورية، ولا تعارض بين ذلك كله إلا في أذهان من يرون أن الإسلام عدو الحرية ومناقض لها.
وبقدر ما التزمت الدولة الإسلامية بالحرية والاجتهاد والتسامح، وعملت على بناء مجتمعاتها وفق قواعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بقدر ما تقدمت وصارت عواصمها منارة للفكر والعلم، وبقدر ما انتهكت هذه المبادئ بقدر ما تراجعت وتفككت وانهارت ولا ينبغي أن تغيب عن أذهان دعاة الحرية الفكرية والسياسية التي تستند إلى الإسلام حقيقة يشهد عليها تاريخ البشرية في مختلف أديانها وهي أن أسوأ صور الظلم وأفدحها ما كان مستنداً إلى نظرة دينية يساء فيها استخدام نصوص الدين بتأويلها وفق أهواء الظالمين أو يدس على الدين ما ليس منه.
وإن كان تأويل النصوص الدينية والانحراف في تطبيقها قد أصاب العديد من المجتمعات بالركود والتخلف فإن التمرد عليها وإنكارها قد أصاب حرية الرأي بالترهل والشذوذ فأصبحت سلاحًا ضد الفضائل والعادات والتقاليد والأعراف والبناء العائلي والاجتماعي، وإذا انهدم البناء الأسري والاجتماعي انهدم كل شيء.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.33 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]