الشعر بين الحقيقة والمجاز - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4408 - عددالزوار : 847593 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3938 - عددالزوار : 384622 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 163 - عددالزوار : 59468 )           »          المستشرقون.. طلائع وعيون للنهب الاستعماري الحلقة الثالثة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 587 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          أبواب الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          المتسولون (صناعة النصب والاحتيال) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          إلى كل فتاة.. رمضان بوابة للمبادرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          أســـرار الصـــوم ودرجات الصائمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-06-2019, 11:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,300
الدولة : Egypt
افتراضي الشعر بين الحقيقة والمجاز

الشعر بين الحقيقة والمجاز
وكتبه ياسين نزال

سؤال: هل قول الشاعر:

إني سألتُ القبرَ ما فعلَتْ بعدي وجوهٌ فيك مُنَعفِرَهْ

فأجابني صيَّرت ريحَهُمْ تؤذيك بعدَ روائحٍ عَطِرَهْ
وقوله:

قل لأهل القبور كيف وجدتم طعم مُرِّ البلى وثقلَ التـرابِ

في بيوتٍ سقوفهاالبن فيها أسكن الموتُ جوفها أحبابي

أكل الدود من وجوهٍ حسانٍ لم تزل فيغضارةٍ وشبـــابِ

هل يعارض قول الله تعالى: (إنك لا تسمع الموتى) وقوله: (وما أنت بسمع من في القبور)؟ أفيدونا بارك الله فيكم فإننا نشكو أقواما خلطوا علينا صحيح الشعر من سقيمه؟

الجواب:

إنَّ مِنَ أعظم نِعم الله تعالى على العبد أن يوفَّق –دوما- لما يُصلح أمر دينه ودنياه. و لولا ذاك لاستوى وجودُه وعدمُه من حيث النفع؛ بل عدمُه أنفع للأمة من وجوده بسبب ما ينشر من أفكار وآراء تلوّث العقول والفِطر لا سيما إذا كان هذا العبد من المقدمين في قومه . فمقدَّم القوم يحصل له من السمع والطاعة ما لا يحصل لغيره وإنْ كان كلامه ليس مقبولًا لا عقلاً ولا شرعًا. وهذا النوع من العباد الذين يتمكنون من تمرير بواطلهم وذلك بقلب الحق باطلا تسمّيه العربُ باقعة من البواقع أو داهية من الدواهي وهو مَثلَ فيه اشتراك للمتأمّل.

والسبب في تمكنهم من قلب المعاني يعود إلى أحد أمرين: جهل المستمع بحقائق الأمور مع محبته للشرع؛ لذلك تجده يرفض مثل هذا الكلام حال سماعه لأن ظاهره عنده قد خالف هواه فظنّهُ بذلك مخالفًا للشرع الحنيف، أو أنّه ليس يجهله وإنّما تقليدًا لمن يتّبع رغبةً ورهبة.

ومعلوم بأن الحكم على كلام معين من حيث الخطأ والصواب مردّه إلى الكتاب وصحيح السنة النبوية بفهمٍ لا يخالف لغة الشرع والعرب؛ وهو المراد حينما نقول على فهم السّلف؛ فَكلام الله تعالى عربي منزَلٌ على أفصح العرب لِسانا صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

والعربُ تُنوّع طرق الخطاب بين منثور ومنظوم لدرجة أن الكلام المنظوم كان يعدّ من الأسلحة الفتاكة في الحروب حتى قال النبيّ صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه اهج المشركين ؛ فإن جبريل معك) وفي لفظ أجب عني اللهم أيده بروح القدس).

فهذا من جنس قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن من البيان لسحرا) وأما قوله تعالى (والشعراء يتبعهم الغاوون) فهذا عام مخصص بقوله تعالى (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا).

والمقصود أنّ الشّعر لا يزال وُجهة كل ذي ملكة شعرية يريد به إيصال بعض المعاني إلى صنفٍ معيّن من الناس قد لا تتأثر إلا بهذا الضربِ من الخطاب.

وأمَّا عنِ الأبيات التي ذكرها السائل فهي تذكّرني بقصة إمام مسجد من المتصدرين أُوتي بكتاب فيه مثل هذه الأبيات الشعرية؛ بل هي نفسها فكفّر –غفر الله له- القائلَ والنّاقلَ!!

والسّبب في ذلك راجعٌ إلى جهله بمخارج الكلام حتى ظنّ بأنّ مَنْ يصوّر أحوال القبور والموتى قد خالفَ الكتاب والسّنّة؛ فأخرجه من دائرة الإسلام إلى دائرة الكفر والعياذ بالله تعالى.

فأمثال هؤلاء لما سمعوا قول الشاعر (سألت القبور...) وقوله (فأجابني) حملوا كلامه على الحقيقة لفرط جهلهم وضيق فهمهم. ومعلوم أن كلام الناس لابدّ أن يحمل على مقاصدهم لا سيما إذا علمنا بأن أبا العتاهية يعدّ من شعراء الزهد؛ فهو يخاطب النّاس –واعظًا إيّاهم- بتصوير أحوالٍ بعضها: حقيقتُها معلومةٌ، وأخرى مجهولة لكنّها معلومةٌ شرعًا؛ فمعلوم بأن القبر كما هو مشاهَد مملوء ظلمة على أهلها، وأجساد المقبورين مآلها التغير، وبالمقابل فإنه من المعلوم شرعًا بِأنّ القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار؛ فالشاعر لم يخرج عن هذين المعنيين.

ويحضرني كذلك هنا بيت شعر قاله أحد الفضلاء اتُّهم به بالاعتزال وهو قوله في (داليته):

(قرآننا يشكوالأسى من هجره وديننا يصيح بل يستنجدُ )
فلما قرأ بعض الناس هذا الكلام قالوا: كيف كلام الله تعالى يشكو والدِّين يصيح؟ فهل معنى هذا أن القرآن مخلوق؟، ثم ألزمه البعض بالتوبة إلى الله تعالى.

ففِعلهم هذا هو من جنس فعل ذلكم الذي كفر أبا العتاهية وناقلَ أبياته فظن –هو كذلك- بأن كلام صاحب هذا البيت يدل على أن القرآن -وهو كلام الله تعالى- شكى حقيقة والدين يستنجد حقيقة.

ولو نزلنا كلام هذا الفاضل على الكتاب والسنة لما وجدنا أي تناقض أو تعارض؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يقوليجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه : هل تعرفني ؟ أنا الذي كنت أُسهر ليلك ....)؛ فهل نقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم يرى بأنّ كلام الله تعالى مخلوق، وذلك بتصويره القرآنَ رجلاً أعاذنا الله تعالى من سوء الفهم وسوء المنقلب.

ولو حُمل الكلام على معناه الصحيح لعُلم بأنّ الذي يشكو -حقيقة- وأن الرجل الذي يجيء -حقيقة-هو حال العبد مع القرآن وليس العكس، وهو المعنى الذي تؤيده النصوص بدلالة قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث نفسه (يقول لصاحبه) أي صاحب القرآن ومعناه العامل بالقرآن والملازم قراءته؛ فالإضافة هنا محمولة على شدّة الملازمة؛ فصاحب القرآن هو الملازم له علما وعملا، وهو نظير قولك فلان صاحب فلان.

والنبي صلى الله عليه وسلم في الحديث لم يقل (يجيء كلام الله تعالى) وإنما قال (يجيء القرآن) لأن كلام الله تعالى أعم من القرآن، والقرآن هو الكلام الذي أنزل على نبينا صلى الله عليه وسلم المبدوء بالفاتحة المختوم بسورة الناس الموجود بين الدفتين، والله تعالى لا يزال متكلما وكلماته تعالى لا تنفد (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي).

وهذا نظير قول النبي صلى الله عليه وسلم (يؤتى بالموت يوم القيامة على صورة كبش أملح فيذبح بين الجنة والنار) فليس المقصود قطعا ملك الموت عليه السلام وإنما حقيقة موت الناس.

وأما قول الفاضل (وديننا يصيح؛ بل يستنجد) فهو كناية عن عدم قيام الناس بنصرة هذا الدين وليس المعنى أن الدين يصرخ ويقول- على الحقيقة -: أغيثوني أغيثوني. وإنما هي أحوال الناس مع دينهم كالذي سبق. فالناس لما زهدوا في دينهم وطلبوا العزّةَ والكرامةَ في دنياهم هُزموا فضعفت شوكة الدّين بضعف أهله؛ لأنهم هم المطالبون بنصرة هذا الدين.

وهو يوافق حديث النبيّ صلّى الله عليه وسلم (إِنَّ الإِسْلامَ بَدَأَ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ)؛ فالمعنى أن هذا الدين سيصير غريبا بين أهله بسبب ابتعاد الناس عن أصوله وفروعه ليصبحَ المتمسك به كالغريب في غير دياره، وليس المعنى أن الدين سيعسر فهمه على الناس خواصهم وعوامهم ؛ فهذا ممتنع وإلا صار من باب التكليف بما لا يطاق. فقول قائل: صار الدين غريبا حتى صاح في أهله ليوقظهم من سباتهم؛ ليس فيه أدنى مخالفة؛ بل هو تعبير قد يحرك القلوب حينما يعلم الناس أنهم قد ضيّعوا أعزَّ ما لديهم.

ولما كان فهمُ الأئمة سديدًا والصّدرُسليما لم يروْا تصوير بعض الأحوال التي لها أصل في الكتاب والسنة فيه محذور. فها هو ابن القيم يقول في نونيته عن الحور العين:

(يا خاطبَ الحور الحسان طالبا لوصالهن بجنة الحيوان

لو كنت تدري من خطبتَ وما طلبتَ .....) إلى آخر كلامه فانظره.

وقال -أيضًا- في موضع آخر:

(...

فتيمّموا تلك الخيام فأنسوا فيهن أقمارا بلا نقصان

من قاصرات الطرف لا تبغي سوى محبوبها من سائر الشبان)

ومن حدة ذكاء هذا الإمام وعلمه بوجود صنف قد يقف على قصيدته فيقصر عقله عن فهمها فيبدعه أو يكفره قال:

(يا أيها القاري لها اجلس مجلس الـ حكم الأمين انتابه خصمان

واحكم هداك الله حكما يشهد الـ ـعقل الصريح به مع القرآن

واصبر ولا تعجل بتكفير الذي قد قالها جهلا بلا برهان)

فكذلك نقول لأمثال هؤلاء بألاّ يتسرعوا في الحكم ولا بنشره بين الناس فعواقبه قد تكون وخيمة في الدنيا والآخرة والله وحده العاصم.


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.69 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]