الأدلة من القرآن والسنة والإجماع على تحريم التبرج - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 16 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          دروس رمضانية السيد مراد سلامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 340 )           »          جدول لآحلى الأكلات والوصفات على سفرتك يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 725 )           »          منيو إفطار 18رمضان.. طريقة عمل كبسة اللحم وسلطة الدقوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          5 ألوان لخزائن المطبخ عفا عليها الزمان.. بلاش منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          5 طرق لتنظيف الأرضيات الرخامية بشكل صحيح.. عشان تلمع من تانى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          دروس رمضانية محمد بن سند الزهراني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 349 )           »          إشراق الصيام وانطلاق القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-06-2019, 10:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,521
الدولة : Egypt
افتراضي الأدلة من القرآن والسنة والإجماع على تحريم التبرج


الأدلة من القرآن والسنة والإجماع على تحريم التبرج


حماده إسماعيل فوده

أولًا: الأدلة من كتاب الله تعالى:

1- قَوْلُ الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 59].
وتفسيره: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُرخين على رؤوسهن ووجوههن من أرديتهن وملاحفهن؛ لستر وجوههن وصدورهن ورؤوسهن; ذلك أقرب أن يميَّزن بالستر والصيانة، فلا يُتعَرَّض لهن بمكروه أو أذى" [1].
وفي التبرج مخالفة صريحة لهذه الآية، فدلَّت على تحريمه.
2- قَوْلُ الله تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33].
أي: لا تُكْثِرْن الخروج متجملات أو متطيبات، كعادة أهل الجاهلية الأولى، الذين لا علم عندهم ولا دين[2].
قال مجاهد بن جبر في تفسير هذه الآية: "ذلك أن المرأة منهن كانت تخرج تمشي بين يدي الرجال، فذلك تبرج الجاهلية"[3].
وقال مقاتل بن حيان: "والتبرج: أنها تُلقي الخمار على رأسها، ولا تشده فيواري قلائدها وقُرْطَها وعنقها، ويبدو ذلك كله منها، وذلك التبرج - يقصد تبرج الجاهلية -، ثم عمت نساء المؤمنين في التبرج"[4].
سبحان الله!! هذا تبرج الجاهلية في زمان الأولين، فماذا عن تبرج النساء اليوم؟!
3- قَوْلُ الله تعالى: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].
﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ﴾: أي مواضع الزينة الساقين حيث يوضع الخلخال، وكالكفين والذراعين حيث الأساور والخواتم والحناء، والرأس حيث الشعر والأقراط في الأذنين والتزجيج في الحاجبين والكحل في العينين والعنق، والصدر حيث السخاب والقلائد.
﴿ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾: أي بالضرورة دون اختيار وذلك كالكفين لتناول شيئًا، والعين الواحدة أو الاثنتين للنظر بهما، والثياب الظاهرة كالخمار والعِجار والعباءة [5].
4- قَوْلُ الله تعالى: ﴿ وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [النور: 60].
قال الشيخ السِّعْدِيّ: " ﴿ وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ ﴾؛ أي: اللاتي قعدن عن الاستمتاع والشهوة، ﴿ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا؛ أي: لا يَطْمَعْنَ في النكاح، ولا يُطْمَعُ فيهنَّ، وذلك لكونها عجوزًا لا تَشْتَهِي ولا تُشْتَهَى، أو دميمة الخلقة لا تُشْتَهَى، ﴿ فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ ﴾؛ أي: حرج وإثم، ﴿ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ؛ أي: الثياب الظاهرة كالخمار ونحوه، الذي قال الله فيه للنساء: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31]، فهؤلاء يجوز لهُنَّ أن يكشفن وجوههنَّ لأَمنِ المحذور منها وعليها، ولما كان نَفْي الحرج عنهن في وضع الثياب، ربما توهم منه جواز استعمالها لكل شيء، دفع هذا الاحتراز بقوله: ﴿ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ؛ أي: غير مظهرات للناس زينة، من تجمل بثياب ظاهرة؛ وتستر وجهها، ومن ضرب الأرض برجلها؛ ليعلم ما تخفي من زينتها؛ لأن مجرد الزينة على الأنثى ولو مع تستُّرها، ولو كانت لا تُشتهى، يفتن فيها، ويوقع الناظر إليها في الحرَج "[6].
ثانيًا: الأدلة من السُّنة:
1- عن فضالة بن عبيد ت أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثَةٌ لَا تَسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ، وَعَصَى إِمَامَهُ، وَمَاتَ عَاصِيًا، وَأَمَةٌ أَوْ عَبْدٌ أَبَقَ فَمَاتَ، وَامْرَأَةٌ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، قَدْ كَفَاهَا مُؤْنَةَ الدُّنْيَا فَتَبَرَّجَتْبَعْدَهُ، فَلَا تَسْأَلْ عَنْهُمْ "[7].
وفي هذا الحديث أن هذه المرأة بعدما غاب زوجها تبرجت، فكيف بنساء اليوم اللآئي يتبرجن على مرأَى ومسمع بل وإقرار ورضا من أزواجهن وأولياء أمورهن؟!.
2- عن عبد الله بن عمرو بن العاص ب أنه قال: جاءت أميمة بنت رُقَيْقَةَ إلى رسول الله غ تبايعه على الإسلام فقال: "أُبَايِعُكِ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكِي بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقِي وَلَا تَزْنِي، وَلَا تَقْتُلِي وَلَدَكِ، وَلَا تَأْتِي بِبُهْتَانٍ تَفْتَرِينَهُ بَيْنَ يَدَيْكِ وَرِجْلَيْكِ، وَلَا تَنُوحِي، وَلَا تَبَرَّجِي تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى"[8].
ومر معنا الكلام عن تبرج الجاهلية[9] الذي نهى عنه ربُّنا عز وجل، ونبينا غ، وكيف صَارَ تبرج اليوم أقبح منه بكثير، وعليه فإنه أشد منه نهيًا وتحريمًا، فنسأل الله أن يَرُدَّ نساء المسلمين إليه رَدًّا يُرضيه.
ومن الأحاديث الواردة في ذم التبرج معنى:
3- عن أبي موسى أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا اسْتَعْطَرَتِ الْمَرْأَةُ، فَمَرَّتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا، فَهِيَ كَذَا وَكَذَا" قَالَ قَوْلًا شَدِيدًا [10]، وفي رواية "فَهِيَ زَانِيَةٌ"[11].
لِأَنَّهَا هَيَّجَتْ شَهْوَةَ الرِّجَالِ بِعِطْرِهَا وَحَمَلَتْهُمْ عَلَى النَّظَرِ إِلَيْهَا وَمَنْ نَظَرَ إِلَيْهَا فَقَدْ زَنَى بِعَيْنَيْهِ فَهِيَ سَبَبُ زِنَى الْعَيْنِ فَهِيَ آثِمَةٌ[12]، ومنه ما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا فَلَا تَشْهَدْ مَعَنَا الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ "[13].
4- عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا -وذكر منهما- وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ، مَائِلَاتٌ رُؤوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا "[14].
وعن ابن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَيَكُونُ آخِرُ أُمَّتِي نِسَاءً كَاسِيَاتٍ عَارِيَاتٍ عَلَى رُؤُوسِهِنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ، الْعَنُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ"[15].
قال ابن عبدالبر: "أَمَّا مَعْنَى قَوْلِهِ غ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ فَإِنَّهُ أَرَادَ اللَّوَاتِي يَلْبَسْنَ مِنَ الثِّيَابِ الشَّيْءَ الْخَفِيفَ الَّذِي يَصِفُ وَلَا يَسْتُرُ فَهُنَّ كَاسِيَاتٌ بِالِاسْمِ عَارِيَاتٌ فِي الْحَقِيقَةِ "[16].
"مَائِلَاتٌ" أَي: زائغات عَن الطَّاعَة، "مُمِيلَاتٌ "يُعَلِّمن غَيْرهنَّ الدُّخُول فِي مثل فِعْلِهنّ، أَو مَائِلَاتٌ متبخترات فِي مشيتهنّ، مُمِيلَاتٌ للقلوب بغنجهن.
" رُؤُسِهِنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ"أَي: يُعظِّمن رؤوسهنَّ بالخرق حَتَّى تُشْبه أسنمة الْإِبِل[17].
و" الْبُخْت": نوع من الإبل لها سنامان، بينهما شيء من الانخفاض والميلان، هذا مائل إلى جهة وهذا مائل إلى جهة، فهؤلاء النِّسْوة لما عظَّمن وكبَّرْن رؤوسهنَّ بما جَعَلْنَ عليها، أشْبَهْنَ هذه الأسنمة[18].
وقال الذهبي: "وَمن الْأَفْعَال الَّتِي تُلعن عَلَيْهَا الْمَرْأَة إِظْهَار الزِّينَة وَالذَّهَب واللؤلؤ من تَحت النقاب، وتطيبها بالمسك والعنبر وَالطّيب إِذا خرجت، ولبسها الصباغات والأزر وَالْحَرِير والأقبية الْقصار مَعَ تَطْوِيل الثَّوْب وتوسعة الأكمام وتطويلها إِلَى غير ذَلِك إِذا خرجت، وكل ذَلِك من التبرج الَّذِي يمقت الله عَلَيْهِ، ويمقت فَاعله فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة"[19].
5- عن أسامة بن زيد أنه قال: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قُبطيّة كثيفة كانت مما أهداها دحية الكلبي فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا لَكَ لَمْ تَلْبَسِ الْقُبْطِيَّةَ؟"، قلت: يا رسول الله، كسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مُرْهَا فَلْتَجْعَلْ تَحْتَهَا غِلَالَةً، إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَصِفَ حَجْمَ عِظَامِهَا"[20].
الْقُبْطِيَّةَ: ثِيَابٌ رَقِيقٌ لَا تَسْتُرُ الْبَشَرَةَ عَنْ رُؤْيَةِ النَّاظِرِ بَلْ تَصِفُهَا[21].
قال الشيخ الألباني: "فقد أمر صلى الله عليه وسلم بأن تجعل المرأة تحت القبطية غِلالة - وهي شعار يلبس تحت الثوب - ليمنع بها وصف بدنها، والأمر يفيد الوجوب كما تقرر في الأصول، والحديث وارد على الثياب الكثيفة التي تصف حجم الجسم من ليونتها ولو كانت غير رقيقة وشفافة، وذلك واضح من الحديث لأمرين:
الأول: أنه قد صرح فيه بأن القبطية كانت كثيفة، أي: ثخينة غليظة.
الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صرح فيه بالمحذور الذي خَشِيَهُ من هذه القبطية فقال: "إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَصِفَ حَجْمَ عِظَامِهَا"، فهذا نصٌ في أن المحذور إنما هو وصف الحجم. "[22].


6- ما جاء في الصحيحين، عن عبدالله بن مسعود أنه قال: "لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ" قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ وَكَانَتْ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَأَتَتْهُ فَقَالَتْ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ لَعَنْتَ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ، لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: "وَمَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ غ وَهُوَ فِي كِتَابِ اللهِ؟" فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ لَوْحَيِ الْمُصْحَفِ فَمَا وَجَدْتُهُ فَقَالَ: "لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ، قَالَ اللهُ تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7] "، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: فَإِنِّي أَرَى شَيْئًا مِنْ هَذَا عَلَى امْرَأَتِكَ الْآنَ، قَالَ: "اذْهَبِي فَانْظُرِي"، قَالَ: فَدَخَلَتْ عَلَى امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ فَلَمْ تَرَ شَيْئًا، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا، فَقَالَ: "أَمَا لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ نُجَامِعْهَا "[23].
"اللَّعْن": هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله تعالى، قال المباركفوري: "اللَّعْنَةُ هِيَ الطَّرْدُ وَالْإِبْعَادُ، وَلَعْنُ الْكَافِرِ؛ إِبْعَادُهُ عَنِ الرَّحْمَةِ كُلَّ الْإِبْعَادِ, وَلَعْنُ الْفَاسِقِ؛ إِبْعَادُهُ عَنْ رَحْمَةٍ تَخُصُّ الْمُطِيعِينَ"[24].
"الْوَاشِمَةُ": فَاعِلَةُ الْوَشْمِ وَهِيَ أَنْ تَغْرِزَ إِبْرَةً أَوْ مِسَلَّةً أَوْ نَحْوَهُمَا فِي ظَهْرِ الْكَفِّ أَوِ الْمِعْصَمِ أَوِ الشَّفَةِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ بَدَنِ الْمَرْأَةِ حَتَّى يَسِيلَ الدَّمُ ثُمَّ تَحْشُو ذَلِكَ الْمَوْضِعَ بِالْكُحْلِ أَوِ غيره فَيَخْضَرُّ، وَقَدْ يُفْعَلُ ذَلِكَ بِدَارَاتٍ وَنُقُوشٍ، وَقَدْ تُكَثِّرُهُ وَقَدْ تُقَلِّلُهُ، وَفَاعِلَةُ هَذَا وَاشِمَةٌ، فَإِنْ طَلَبَتْ فِعْلَ ذَلِكَ بِهَا فَهِيَ"مُسْتَوْشِمَةٌ"، وَهُوَ حَرَامٌ عَلَى الْفَاعِلَةِ وَالْمَفْعُولِ بِهَا بِاخْتِيَارِهَا وَالطَّالِبَةِ لَهُ، وَقَدْ يُفْعَلُ بِالْبِنْتِ وَهِيَ طِفْلَةٌ فَتَأْثَمُ الفاعلة ولاتأثم الْبِنْتُ لِعَدَمِ تَكْلِيفِهَا حِينَئِذٍ.
"النَّامِصَةُ": هِيَ الَّتِي تُزِيلُ الشَّعْرَ مِنَ الْحَواجِبِ، وَ"الْمُتَنَمِّصَةُ": الَّتِي تَطْلُبُ فِعْلَ ذلك بها وهذا الفعل حرام.
"الْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ": الْمُرَادُ مُفَلِّجَاتُ الْأَسْنَانِ بِأَنْ تَبْرُدَ مَا بَيْنَ أَسْنَانِهَا الثَّنَايَا وَالرُّبَاعِيَّاتِ وَهُوَ مِنَ الْفَلَجِ، وَهِيَ فُرْجَةٌ بَيْنَ الثَّنَايَا وَالرُّبَاعِيَّاتِ، وَتَفْعَلُ ذَلِكَ الْعَجُوزُ وَمَنْ قَارَبَتْهَا فِي السِّنِّ إِظْهَارًا لِلصِّغَرِ وَحُسْنِ الْأَسْنَانِ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْفُرْجَةَ اللَّطِيفَةَ بَيْنَ الْأَسْنَانِ تَكُونُ لِلْبَنَاتِ الصِّغَارِ، فَإِذَا عَجَزَتِ الْمَرْأَةُ كَبُرَتْ سِنُّهَا وَتَوَحَّشَتْ فَتَبْرُدُهَا بِالْمِبْرَدِل لِتَصِيرَ لَطِيفَةً حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ وَتُوهِمَ كَوْنَهَا صَغِيرَةً، وَيُقَالُ لَهُ أَيْضًا الْوَشْرُ، وَمِنْهُ لَعْنُ الْوَاشِرَةِ وَالْمُسْتَوْشِرَةِ، وَهَذَا الْفِعْلُ حَرَامٌ عَلَى الْفَاعِلَةِ وَالْمَفْعُولِ بِهَا لِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ، وَلِأَنَّهُ تَغْيِيرٌ لِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى وَلِأَنَّهُ تَزْوِيرٌ وَلِأَنَّهُ تَدْلِيسٌ.
" لَمْ نُجَامِعْهَا ": قَالَ جَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ مَعْنَاهُ لَمْ نُصَاحِبْهَا وَلَمْ نَجْتَمِعْ نَحْنُ وَهِيَ بَلْ كُنَّا نُطَلِّقُهَا وَنُفَارِقُهَا. اهـ[25].
7- ما جاء في الصحيحين عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، عَامَ حَجَّ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَتَنَاوَلَ قُصَّةً مِنْ شَعَرٍ كَانَتْ فِي يَدِ حَرَسِيٍّ[26]، يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ غ يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذِهِ، وَيَقُولُ: "إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَ هَذِهِ نِسَاؤُهُمْ"[27].
"قُصَّة مِنْ شَعر": قَالَ الْأَصْمَعِيُّ وَغَيْرُهُ: هِيَ شَعْرُ مُقَدَّمِ الرَّأْسِ الْمُقْبِلُ عَلَى الْجَبْهَةِ، وَقِيلَ: شَعْرُ النَّاصِيَةِ. ا.هـ [28].
وفي هذا الحديث الدلالة الصريحة على تحريم اتخاذ الرأس الصناعي المسمى (الباروكة)؛ لأن ما ذكره معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح في حكم القُصَّة ينطبق عليه، بل ما اتخذه الناس اليوم مما يسمى الباروكة أشد من التلبيس وأعظم من الزور إن لم يكن هو عين ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عن بني إسرائيل فليس دونه، بل هو أشد منه في الفتنة والتلبيس والزور، ويترتب عليه من الفتنة ما يترتب على القُصَّة، ولا فرق في ذلك بين الذكر والأنثى؛ لأن العلة تعمهما جميعًا [29].
ثالثًا: الإجماع:
وقد أجمع المسلمون على تحريم التبرج، كما حكاه العلامة الصنعاني في حاشيته[30]، وبالإجماع العملي على عدم تبرج نساء المؤمنين في عصر النبي غ، وعلى ستر أبدانهن وزينتهن، حتى انحلال الدولة العثمانية في عام 1342ه وتوزيع العالم الإسلامي وحلول الاستعمار فيه ا.ه[31].
رابعًا: الأدلة من أقوال السلف الصالح التي ليس لها مُخالف:
1- عن أم الضياء أنها قالت لعائشة: يا أم المؤمنين ما تقولين في الخضاب والصباغ والقرطين والخلخال وخاتم الذهب وثياب الرقاق؟ فقالت لها: "يا معشر النساء، قصتكن كلها واحدة، أحل الله لَكُنَّ الزينة غير متبرجات"[32]؛ أي: لا يحل لَكُنَّ أن يروا منكن مُحرمًا.
2- قالت أم علقمة بن أبي علقمة: "دخلت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر على عائشة أم المؤمنين ي وعليها خمار رقيق فشقته عائشة عليها وكستها خمارًا كثيفًا"[33].
3- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكشف النساء وجوههن بحيث يراهن الأجانب غير جائز"[34].
أختي المسلمة، احذري التبرج وإظهار الزينة لغير المحارم، واحذري كثرة الخروج من البيت دون عذر شرعي، طاعةً لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وصيانة لنفسك ودينك وعرضك عن الابتذال والامتهان، وإليك - يا أختاه - أسباب التبرج.

[1] تفسير الطبري (20/ 324).


[2] تفسير السعدي (ص:663).

[3] تفسير ابن كثير (6/ 410).

[4] المرجع السابق.

[5] أيسر التفاسير(3/ 565).
والعِجار: ثوب تلفه الْمَرْأَة على استدارة رَأسهَا، انظر: المعجم الوسيط(2/ 585)

[6] تفسير السعدي (ص:574).

[7] رواه أحمد (23942) واللفظ له، والبخاري في الأدب المفرد (590). وصححه الألباني في صحيح الجامع (3058).

[8] رواه أحمد (6850). وقال المحقق شعيب الأرنؤوط:صحيح لغيره.

[9] عند الكلام على قول الله تعالى: ﴿ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33].

[10] رواه أبو داود (4172).

[11] رواه النسائي (5126)، وحسنه الألباني في جلباب المرأة المسلمة (ص:137).

[12]تحفة الأحوذي (8/ 58).

[13] رواه مسلم(444).

[14] رواه مسلم (2128).

[15] الطبراني في الصغير (1125)، وصححه الألباني في جلباب المرأة المسلمة (ص:125).

[16] التمهيد (13/ 204).

[17]التيسير بشرح الجامع الصغير؛ للمناوي (2/ 94).

[18]مجموع فتاوى العلامة ابن باز (6/ 356).

[19] الكبائر (ص:135).

[20] رواه أحمد (21786)، وحسن إسناده الألباني في جلباب المرأة المسلمة (ص: 131).

[21] نيل الأوطار (2/ 136).

[22]جلباب المرأة المسلمة (ص:131-132).

[23] رواه البخاري (4886)، مسلم (2125) واللفظ له.

[24] تحفة الأحوذي(6/ 137).


[25] شرح النووي على مسلم (14/ 106-107).


[26] حرسي: نسبة إلى الحرس وهم خدم الأمير.


[27] رواه البخاري (5932)، ومسلم (2127).

[28] شرح النووي على مسلم (14/ 108).

[29]مجموع فتاوى العلامة ابن باز (25/ 90).

[30] منحة الغفار على ضوء النهار (4/ 2011-2012).

[31] حراسة الفضيلة (ص:73).


[32] تفسير ابن كثير (6/ 84).

[33] الطبقات لابن سعد (8/ 71).

[34] الفتاوى الكبرى (3/ 72).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.61 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.56%)]