بين يدي رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أسئلة بيانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 637 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 269 )           »          معنى حديث «من ستر مسلماً ستره الله..» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ركعتا تحية المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حكم صيام من دخل بعض الماء إلى جوفه دون قصد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          دروس رمضانية محمد بن سند الزهراني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 368 )           »          قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 837018 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-04-2019, 11:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,626
الدولة : Egypt
افتراضي بين يدي رمضان

بين يدي رمضان (1)




الشيخ: محمد إسماعيل المقدم




إن حكمة الله -جل وعلا- اقتضت أن يجعل هذه الدنيا مزرعةً للآخرة، وميداناً للتنافس, وكان من فضله -عز وجل- على عباده وكرمه أن يجزي على القليل كثيراً، ويضاعفَ الحساب، ويجعلَ لعباده مواسم تعظم فيها هذه المضاعفة؛ فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرَّب فيها إلى مولاه بما أمكنه من وظائف الطاعات، عسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات؛ فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات، قال الحسن -رحمه الله- في قول الله -عز وجل-: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} (الفرقان: 62)، قال: «من عجز بالليل كان له من أول النهار مستعتب، ومن عجز بالنهار كان له من الليل مستعتب».

أعظم المواسم

ومن أعظم هذه المواسم المباركة وأجلِّها شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن المجيد؛ ولذا كان حريًا بالمؤمن أن يحسن الاستعداد لهذا القادم الكريم، ويتفقه في شروط العبادات ومستحباتها وآدابها المرتبطة بهذا الموسم الحافل؛ لئلا يفوته الخير العظيم، ولا ينشغل بمفضول عن فاضل، ولا بفاضل عما هو أفضل منه.

استبشار بالقريب

أخي المسلم: استحضر في قلبك الآن أحب الناس إليك، وقد غاب عنك أحد عشر شهراً، وهب أنك بُشِّرتَ بقدومه وعودته خلال أيام قلائل، كيف تكون فرحتك بقدومه، واستبشارك بقربه، وبشاشتك للقائه؟

أول الآداب الشرعية

إن أول الآداب الشرعية بين يدي رمضان، أن تتأهب لقدومه قبل الاستهلاك، وأن تكون النفس بقدومه مستبشرة ولإزالة الشك في رؤية الهلال منتظرة، وأن تستشرف لنظره استشرافها لقدوم حبيب غائب من سفره؛ إذ إن التأهب لشهر رمضان والاستعداد لقدومه من تعظيم شعائر الله -تبارك وتعالى- القائل: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} (الحـج: 32).

العزم على تعميره بالطاعات

يفرح المؤمنون بقدوم شهر رمضان ويستبشرون، ويحمدون الله أن بلَّغهم إياه، ويعقدون العزم على تعميره بالطاعات، وزيادة الحسنات، وهجر السيئات، وأولئك يبشَّرون بقول الله -تبارك وتعالى-: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (يونس: 58)؛ وذلك لأن محبة الأعمال الصالحة والاستبشار بها فرع عن محبة الله -عز وجل-، قال -تعالى-: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } (التوبة: 124)؛ فترى المؤمنين متلهفين مشتاقين إلى رمضان، تحن قلوبهم إلى صوم نهاره، ومكابدة ليله بالقيام والتهجد بين يدي مولاهم، وتراهم يمهدون لاستقبال رمضان بصيام التطوع ولاسيما في شعبان.

قصة جارية

باع قوم من السلف جارية لهم لأحد الناس؛ فلما أقبل رمضان أخذ سيدها الجديد يتهيأ بألوان المطعومات والمشروبات لاستقبال رمضان – كما يصنع كثير من الناس اليوم –؛ فلما رأت الجارية ذلك منهم، قالت: «لمـاذا تصنعون ذلك؟»، قالوا: «لاستقبال شهر رمضان»؛ فقالت: «وأنتم لا تصومون إلا في رمضان؟ والله لقد جئت من عند قوم السَّنَةُ عندهم كأنها كلَّها رمضان، لا حاجة لي فيكم، رُدُّوني إليهم»، ورجعت إلى سيدها الأول.

إلا الصوم

سمع المؤمنون قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كل عمل ابن آدم يضاعف: الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، قال -تعالى-: «إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي» (الحديث رواه مسـلم)؛ فعلموا أن الامتناع عن الشهوات لله -عزوجل- في هذه الدنيا سبب لنيلها في الآخرة، كما أشار إلى ذلك مفهوم قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من شرب الخمر في الدنيا، ثم لم يتب منها، حُرِمَها في الآخرة» (متفق عليه), وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة» (متفق عليه)، وقوله - صلى الله عليه وسلم-: «من ترك اللباس تواضعاً لله، وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يخيره من أي حلل الإيمان شـاء يلبسها» (رواه الترمذي وحسنه، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي).

قصة سرية

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبو موسى على سرية في البحر؛ فبينما هم كذلك، قد رفعوا الشراع في ليلة مظلمة، إذا هاتف فوقهم يهتف: «يا أهل السفينة ! قفوا أخبركم بقضاء الله على نفسه» فقال أبو موسى: «أخبرنا إن كنت مخبراً»، قال: «إن الله -تبارك وتعالى- قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له في يوم صائف، سقاه الله يوم العطش» (رواه البزار، وحسنه المنذري)، وفي رواية عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: «إن الله قضى على نفسه أن من عطَّش نفسه لله في يوم حار، كان حقًا على الله أن يَرْوَيه يوم القيامة»، قال: «فكان أبو موسى يتوخى اليوم الشديد الحر الذي يكاد الإنسان ينسلخ فيه حراً فيصومه» (رواه ابن أبي الدنيا).

باب الريان

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائـمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم؛ فإذا دخلوا أغلِق؛ فلم يدخل منه أحد؛ فإذا دخل آخرهم أغلق، ومن دخل شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً».

قل: آمين

وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أتاني جبريل؛ فقال: يا محمد، من أدرك أحد والديه، فمات فدخل النار؛ فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، قال: يا محمد، من أدرك شهر رمضان، فمات فلم يُغفر له، فأُدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، قال: ومن ذُكِرتَ عنده فلم يصل عليك، فمات، فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين» (رواه الطبراني في (الكبير)، وصححه الألباني).

لا تعجب فرمضان فرصة نادرة

فهل تعجب أخي المؤمن أن جبريل ملك الوحي يقول في هذا الحديث، وفيما رواه مسلم: «من أدرك شهر رمضان ولم يُغفر له باعده الله في النار» ثم يؤمِّن خليل الرحمن الصادق - صلى الله عليه وسلم - على دعائه؟!، وأي عجب ورمضان فرصة نادرة ثمينة فيها الرحمة والمغفرة، ودواعيها متيسرة، والأعوان عليها كثيرون، وعوامل الفساد محدودة، ومردة الشياطين مصفَّدون، ولله عتقاء في كل ليلة، وأبواب الجنة مفتحة، وأبواب النيران مغلقة؛ فمن لم تنله الرحمة مع كل ذلك فمتى تناله إذاً؟، ولا يهلك على الله إلا هالك، ومن لم يكن أهلاً للمغفرة في هذا الموسم؛ ففي أي وقت يتأهل لها؟ ومن خاض البحر اللجاج ولم يَطَّهَّرْ فماذا يطهره؟!.

إذا الروْض أمسى مُجْدِباً في ربيِعِه ففي أي حينٍ يستنيرُ ويُخْصِبُ؟

الاستعداد لرمضان

لقد بيَّن الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - اختلاف سعى الناس في الاستعداد لرمضان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بمحلوف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان، ولا أتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان، وذلك لما يُعِدُّ المؤمنون فيه من القوة للعبادة وما يُعد فيه المنافقون من غَفلات الناس واتباع عوراتهم, هوغَنْمٌ للمؤمن يغتنمه الفاجر». (أخرجه الإمام أحمد، ونسبه ابن حجر في «التعجيل» إلى صحيح ابن خزيمة، وصححه العلامة أحمد شاكر رقم8350).


خير الشهور

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - من طريق آخر مرفوعاً: «أظلَّكم» أي أشرف عليكم، وقرب منكم «شهركم هذا بمحلوف رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ما مَرَّ بالمؤمنين شهر خير لهم منه، ولا بالمنافقين شهر شر لهم منه، إن الله -عز وجل- ليكتب أجره ونوافله من قبل أن يُدخِله، ويكتب إصره – أي إثمه وعقوبته – «وشقاؤه من قبل أن يدخله»؛ لأنه يعلم ما كان وما يكون «وذلك أن المؤمن يُعِدُّ فيه القوة للعبادة من النفقة، ويعد المنافق اتباع غفلة الناس واتباع عوراتهم؛ فهو غنم للمؤمن، يغتنمه المنافق» (رواه الإمام أحمد والبيهقي والطبراني في الأوسط، وابن خزيمة في صحيحه، وسكت عنه المنذري، وأورده الهيثمي، وقال: رواه أحمد والطبراني في الأوسط، عن تميم مولى ابن رمانة ولم أجد من ترجمه) اهـ.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13-05-2019, 10:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,626
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بين يدي رمضان

بين يدي رمضان (2) ماذا يحدث في أول ليلة من رمضان؟


الشيخ: محمد إسماعيل المقدم




عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، صُفِّدت الشياطين ومردة الجن، وغُلِّقت أبواب النار؛ فلم يُفتح منها باب، وفُتحت أبواب الجنة؛ فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة» (رواه الترمذي وابن ماجه، وابن خزيمة في صحيحه، والبيهقي)، إن خير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم -، ومن هديه - صلى الله عليه وسلم- في هذا الموضع المبادرة إلى تذكير الناس ببركات هذا الموسم العظيم؛ فقد قال - صلى الله عليه وسلم- لأصحابه في أول ليلة من رمضان: «أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِمَ» (رواه النسائي والبيهقي، وحسنه الألباني).

كيف يستقبل باغي الخير رمضان؟

التوبة الصادقة

المبادرة إلى التوبة الصادقة، المستوفية لشروطها، وكثرة الاستغفار؛ لأنه شُرِعَ في استفتاح بعض الأعمال، كما في خطبة الحاجة «نحمده، ونستعينه، ونستغفره» كما نُدب إليه مطلقاً، وقال الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} ( التحريم:8 ).

فقه الصيام

تعلم ما لابد منه من فقه الصيام، أحكامه وآدابه، والعبادات المرتبطة برمضان من اعتكاف وعمرة وزكاة فِطر، وغيرها، قال رسول - صلى الله عليه وسلم-: «طلب العلم فريضة على كل مسلم».

تعمير رمضان

عقد العزم الصادق والهمة العالية على تعمير رمضان بالأعمال الصالحة، قال -تعالى-: {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} (محمد:21)، وقال -جل وعلا-: {وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةًَ} (التوبة: 46)، وتحري أفضل الأعمال فيه وأعظمها أجراً.

أيام معدودات

استحضار أن رمضان -كما وصفه الله عزَّ وجلَّ- أياما معدودات، سرعان ما يمضي؛ فهو موسم فاضل، ولكنه سريع الرحيل، واستحضار أن المشقة الناشئة عن الاجتهاد في العبادة تذهب أيضاً، ويبقى الأجر، وشَرْحُ الصدر؛ فإن فرط الإنسان ذهبت ساعات لهوه وغفلته، وبقيت تبعاتها وأوزارها.

الأذكار والأدعية

الاجتهاد في حفظ الأذكار والأدعية المطلقة منها والموظفة، خصوصاً الوظائف المتعلقة برمضان، استدعاءً للخشوع وحضور القلب، واغتناماً لأوقات إجابة الدعاء في رمضان، والاستعانة على ذلك بدعاء: «اللهم أعنِّي على ذكرك، وشكرك، وحُسن عبادتك»، وهاك الأذكار الثابتة المتعلقة بوظائف رمضان:

ما يقول إذا رأى الهلال

- يقول مستقبلا القبلة: الله أكبر، اللهم أَهِلَّه علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيقِ لما تحب وترضى، ربنا وربكَ الله، وإذا رأى القمر، قال: أعوذ بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب، وإذا صام؛ فلا يرفث، ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: «إني صائم، إني صائم» (مرتين أو أكثر).

ماذا يقول عند الإفطار؟

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر»، وهذه الدعوة التي لا ترد تكون عند فطره، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم-: «ثلاث لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة مظلوم»، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد»، وأفضل الدعاء الدعاء المأثور عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد كان يقول - صلى الله عليه وسلم - إذا أفطر: «ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر -إن شاء الله».

وعن معاذ بن زهرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم - كان إذا أفطر قال: «اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت» (رواه أبو داود مرسلاً) وقال الألباني: «لكن له شواهد يتقوى بها»، وكان ابن عمر -رضي الله عنهما- يقول عند فطره: «اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي» (رواه أبو داود).

الأعمال الصالحات

الاستكثار من الأعمال الصالحات؛ فإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها، ومن ذلك:

تلاوة القرآن الكريم

- فإن رمضان هو شهر القرآن؛ فينبغي أن يكثر العبد المسلم من تلاوته وحفظه، وتدبره، وعرضه على من هو أقرأ منه، كان جبريل يدارس النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن في رمضان، وعارضه في عام وفاته مرتين، وكان عثمان بن عفان - رضي الله عنه - يختم القرآن الكريم كل يوم مرة، وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر؛ فكانوا يقرؤون القرآن في الصلاة وفي غيرها؛ فكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة، وكان الأسود يقرأ القرآن كل ليلتين في رمضان، وكان قتادة يختم في كل سبع دائماً، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر في كل ليلة، وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، ويقبل على تلاوة المصحف، كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان أقبل على قراءة القرآن، قال الزهري: «إذا دخل رمضان؛ فإنما هو قراءة القرآن، وإطعام الطعام».

قيام رمضان

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُرَغِّب في قيام رمضان، من غير أن يأمرهم بعزيمة، ثم يقول: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رجل من قضاعة؛ فقال: يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وصمت الشهر، وقمت رمضان، وآتيت الزكاة؟» فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء».

الصدقة

فقد كان - صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة، ولا يُسأل شيئاً إلا أعطاه، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «أفضل الصدقة صدقة في رمضان»، ومن صور الصدقة إطعام الطعام، وتفطير الصوام، قال -صلى الله عليه وسلم-: «من فطَّر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا يُنْقِصُ من أجر الصائم شيئاً»؛ فإن عجز عن عَشائه فطَّره على تمرة أو شربة ماء أو لبن، وقال - صلى الله عليه وسلم-: «اتقوا النار، ولو بشق تمرة»، وعن عليّ - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن في الجنة غُرفاً يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله -تعالى- لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام»، وقال - صلى الله عليه وسلم-: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر»، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع، أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمناً على ظمأ، سقاه الله من الرحيق المختوم».

وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم، ويجلس يخدمهم ويروحهم، منهم الحسن وابن المبارك، وقال أبو السوار العدوي: «كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد؛ فأكله مع الناس وأكل الناس معه»، قال الإمام الماوردي –رحمه الله-: «ويستحب للرجل أن يوسع على عياله في شهر رمضان، وأن يحسن إلى أرحامه وجيرانه، لاسيما في العشر الأواخر منه» اهـ.

المكث في المسجد بعد صلاة الفجر

فقد كان - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس، وقال - صلى الله عليه وسلم-: «من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة».

فعلى المرء أن يجمع همته ليغتنم هذا الزمان الشريف، ولا يضيره انصراف أكثر الناس عن هذه السُّنَّة، بل الحازم ينظر في أمر الدين إلى من هو فوقه، ومن هو أنشط منه {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (المطففين: 26)، وقد يُحرم المرء من هذه السُّنَّة الجليلة لإفراطه في السهر أو السمر بعد العشاء.

الاعتكاف

فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في كل رمضان عشرة أيام؛ فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يوماً.

العمرة

فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رجع من حجة الوداع، قال لامرأة من الأنصار اسمها أم سنان: «ما منعك أن تحجي معنا؟» قالت: أبو فلان -زوجها- له ناضحان، حج على أحدهما، والآخر نسقي عليه؛ فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: «فإذا جاء رمضان فاعتمري؛ فإن عمرة فيه تعدل حجة، أو قال: حجة معي».

تحري ليلة القدر

التي قال -تعالى- في شأنها: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ(2)لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ(3)} (القدر: 1-3)، قال - صلى الله عليه وسلم-: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه»، وقال - صلى الله عليه وسلم-: «من قامها ابتغاءها، ثم وقعت له، غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر».

وكان - صلى الله عليه وسلم- يتحرى ليلة القدر، ويأمر أصحابه بتحريها، وكان يعتكف لذلك، وكان يوقظ أهله في ليالي العشر رجاء أن يدركوها، وعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلتُ: يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني».

الإكثار من النوافل بعد الفرائض

كالسُّنن القبلية والبعدية، وصلاة التسبيح، والضحى، والذكر والاستغفار، والدعاء، ولاسيما في أوقات الإجابة، وعند الإفطار، وفي ثلث الليل الآخر، وفي الأسحار، وساعة الإجابة يوم الجمعة.

حق شهر الصيام شيئان

إن كنت من الموجبين حـق الصيام.

تقطـع الصوم في نهارك بالذكر

وتفنـي ظلامـه بالقيـام.

المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد

والاجتهاد في تطبيق قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من صلى لله أربعين يوماً في جماعة، يدرك التكبيرة الأولى، كتب له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق».

قال سعيد بن المسيب: «من حافظ على الصلوات الخمس في جماعة؛ فقد ملأ البر والبحر عبادةً».

هذه إلمامة عجلى ببعض مظاهر الخير الذي ينادي من يقصده وينويه في أول ليلة من رمضان: «يا باغي الخير أقبل»، فماذا عن باغي الشر الذي يقال له في الليلة نفسها «يا باغي الشر أقصر»؟

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14-05-2019, 12:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,626
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بين يدي رمضان

خير الشهور

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - من طريق آخر مرفوعاً: «أظلَّكم» أي أشرف عليكم، وقرب منكم «شهركم هذا بمحلوف رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ما مَرَّ بالمؤمنين شهر خير لهم منه، ولا بالمنافقين شهر شر لهم منه، إن الله -عز وجل- ليكتب أجره ونوافله من قبل أن يُدخِله، ويكتب إصره – أي إثمه وعقوبته – «وشقاؤه من قبل أن يدخله»؛ لأنه يعلم ما كان وما يكون «وذلك أن المؤمن يُعِدُّ فيه القوة للعبادة من النفقة، ويعد المنافق اتباع غفلة الناس واتباع عوراتهم؛ فهو غنم للمؤمن، يغتنمه المنافق» (رواه الإمام أحمد والبيهقي والطبراني في الأوسط، وابن خزيمة في صحيحه، وسكت عنه المنذري، وأورده الهيثمي، وقال: رواه أحمد والطبراني في الأوسط، عن تميم مولى ابن رمانة ولم أجد من ترجمه) اهـ.
قال محققو المسند: إسناده ضعيف، كثير بن زيد ليس بالقوي، يكتب حديثه للمتابعات، وعمرو بن تميم، قال البخاري عن حديثه هذا: فيه نظر، وقال العقيلي: لا يتابع عليه، وأبوه تميم -وهو ابن يزيد مولى بني زمعة- مجهول.وسيأتي برقم (8870) و (10783) و (10784) .المؤمنون والمنافقون: جاءا في بعض النسخ منصوبين، ووجه السندي رواية النصب على أنه على نزع الخافض، ثم رجَح كونهما بالرفع على أنهما فاعل الإعداد.قوله: "يغتنمه"، قال السندي: هكذا في نسخ"المسند"، فقيل: هو من اغتنم الأمر، أي: حرص عليه كما يحرص على الغنيمة، وفي "المجمع": يغتبنه، من الغُبْن، وهو واضح، والله تعالى أعلم.
منقول
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 84.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 81.61 كيلو بايت... تم توفير 2.84 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]