الأفعال الملازمة للمجهُول بـين النحويـين واللغويـين - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836877 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379389 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191233 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2666 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 661 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 945 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1098 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 854 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-07-2019, 04:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي الأفعال الملازمة للمجهُول بـين النحويـين واللغويـين

الأفعال الملازمة للمجهُول بـين النحويـين واللغويـين
الدكتور مصطفى أحمد النماس


الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلقه وأفضل رسله سيدنا محمد الذي اصطفاه مولاه بلسان عربي مبين وجعل فصاحته في ربوة ذات قرار ومعين وعلى آله المفوهين وصحابته الغر الميامين بعد:


مقدمة:

فالأفعال من الأبنية التي عنى بها العلماء، لأنها جذبت أنظار الباحثين أولاً لكثرة تصرفاتها والتغيرات التي تعتريها ومشقة العلم بها ويؤيد ذلك قول ابن القوطية في مقدمة كتابه (الأفعال): اعلم أن الأفعال أصول مباني أكثر الكلام،وبذلك سماها العلماء الأبنية ولذلك بدأ التأليف فيها وألف فيها من العلماء (قطرب سنة 206)، والفراء سنة 207 هـ، وأبو عبيده سنة 210، والأصمعي سنة 213 هـ، و أبو زيد الأنصاري سنة 215 وأبو عبيد القاسم ابن سلام سنة 224 هـ وأبو محمد عبد الله التوزى سنة 233 هـ ويعقوب بن السكيت سنة246هـ والسجستاني سنة 255 هـ وابن قتيبة سنة 276 هـ وثعلب سنة 291هـ وألف فيه من أهـل القرن الرابع الزجاج سنة 311 هـ، وابن دريد سنة 321 هـ، وابن درستويه سنة347 هـ، وأبو على القالي سنة 356هـ، وأبو بكر محمد بن عمر المعروف بابن القرطبة سنة 317 هـ ثم ألف فيه أبو بكر بن الأنباري سنة 577هـ ثم القاسم بن القاسم سنة 626 هـ وأبو عثمان سعيد بن محمد المعافري السرقسطي سنة 400 هـ، وعلي بن جعفر السعدي المعروف بابن القطاع سنة 515هـ وابن سيدة سنة 458 هـ في المخصص السفر الخامس عشر والرابع عشر.

واللغة العربية من اللغات الإشتقاقية التي تصوغ للمعاني المختلفة أبنية متنوعة من المادة الواحدة وقد عني النحويون والصرفيون بهذه الأبنية ودلالاتها وتصرفاتها منذ أمد مبكر وألفوا فيها الرسائل الصغيرة والكتب الكبيرة التي تبلغ مبلغ المعاجم، وأفرد لها بعض العلماء كثيراً من الأبواب الخاصة وأحاول في هذا البحث أن ألقي نظرة سريعة على جهود اللغويين في صنف معيّن من الأفعال، وهو الفعل الذي وضعه علماء تحت قائمة الأفعال التي جاءت على صورة الفعل المبني للمجهول وأطلقوا عليه اسم (الفعل الذي لم يسم فاعله) وقد فهم بعض النحاة أن المراد من هذه التسمية هو عدم استعمالها في معانيها السالفة مبنية للمعلوم وصرّح بعضهم بذلك في كتابه الفصيح وهو أبو العباس أحمد بين يحيى ثعلب المتوفى (291هـ) فهذه الأفعال حرمت البناء للمعلوم كما يقول البعض وها أنا ذا أحاول وضع هذه الأفعال تحت بساط البحث لنرى هل كان وضعها تحت هذا العنوان مفضياً لهذا الفهم أو يصح أن تكون مبنية للمعلوم تارة وتارة أخرى تكون مبنية للمجهول… وهي الصورة المسموعة عن أكثر قبائل العرب. سأحاول الرجوع إلى أمهات كتب اللغة بكل فعل من هذه الأفعال لأعالج ما يصادفه الباحث من عناء في فهم المراد من هذه الأفعال والآثار التي تترتب على هذا الفهم، والله أسأل أن يسدد خطانا لمعرفة أسرار اللغة العربية التي هي وعاء للقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف.

الأصل في وضع الفعل أن يكون مبنياً للمعلوم؛ لأن كلّ فعل لا بدّ له من فاعل غالباً هذا بغض النظر عن الأفعال التي تتصل بها (ما) مثل: قلّما، وكثرما، وطالما، فالأخيرة لا تتطلب فاعلاً؛ لأن الفعل لقد كف عن العمل بناء على مذهب سيبويه وعلى هذا لا يليها إلاّ جملة فعلية، ومن العلماء من يزعم أن (ما) في نحو (طالما شكرتك) مصدرية سابكة لما بعدها بمصدر هو فاعل طال والتقدير: طال شكري إيّاك، وهذا يوافق الأصل العام الذي يقتضي بأن يكون لكل فعل أصلي فاعل، فلا داعي لإخراج هذه الأفعال من نطاق الأصل، وكذلك كان الزائدة لا تحتاج إلى مرفوع مثل قول الشاعر:

لله درّ أنو شــرون من رجـل
ما كـان أعـرفه بالدون والسفـل

فالراجح عند المحققين من العلماء أن (كان) الزائدة لا فاعل لها، وكذلك قول بعضهم وهو قيس ابن غالب في فاطمة بنت الخرشب من بني أنمار من بني غطفان:

ولّت فاطمة بنت الخرشب الأنمارية الكملية من بني عبس لم يوجد كان أفضل منهم، وقال سيبويه:" وقال الخليل: إن من أفضلهم كان زيداً على إلغاء (كان) "، وشبهه بقول الشاعر وهو الفرزدق:

فكيف إذا مـررت بـدار قـوم
وجـيران لنــا كـانوا كـرام

وكقول الشاعرة وهي أم عقيل بن أبي طالب:

أنـت تكـون ماجـد نبيــل
إذا تهـب شـمـأل بـلـيـل

فهذه لا تحتاج إلى مرفوع[1]

فكل فعل لا بد له من فاعل إما أن يكون ظاهراً أو ضميراً بارزاً أو مستتراً كما قال ابن مالك في ألفيته:

وبعد فعـل فاعـل فـإن ظهـر
فهـو وإلا فضميــر استتــر

ولا يستغني الفعل الأصلي عن الفاعل إلا إذا غيّر وبني للمجهول فيحذف الفاعل ويسند الفعل للمفعول فيبنى الفعل لهذا المفعول، والملحوظ أن البناء للمجهول يجيء عرضاً لا أصلاً؛ بدليل أن الفعل المفتوح الفاعل تضم فأوه فالفاعل جزء أساسي في جملته لا بد منه لذا فهو عمدة يبنى الفعل الأصلي له وهو الذي فعل الفعل أو قام به الفعل.

فإذا غير أول الفعل وبني للمفعول الحقيقي فهذا أمر أقره النحاة والصرفيون؛ لأن الفعل إذا أسند إلى المفعول فإذا جاء الفعل على صورة المبني للمجهول، وبني للفاعل فهل يصح لنا أن نطلق عليه بأنه أسلوب المبني للمجهول؟ وهل نضع الفعل في أبواب معينة تحت (الأفعال الملازمة للبناء للمجهول) خاصة كما قلت وأن الاسم الذي بعدها هو الذي فعل الفعل أو قام به هذا ما أحببت أن أعالجه لنرى كيف نظر العلماء إلى الفعل الذي جاء على صورة المبني للمجهول ناطوا به بعض البحوث كالبحث في التعجب وأفعل التفضيل، وشذوذ بعض الأبنية على اسم المفعول من غير الثلاثي على وزن مفعول.

نتيجة أنهم نظروا للفعل نظرة المبني للمجهول حقيقة؛ فشذ بذلك نظرهم في مجموعة كبيرة من الأساليب، ولو حققنا هذه الأساليب تبعاً لأفعالها لوجدناها سائغة وقياسية وأنها وردت عن كثير من شعراء وأدباء العرب قديماً ولكنها من الأمور التي ترجع إلى اللغات مثل تعدد صور المضارع واختلاف الصيغ في الماضي من فعل، وفعل، وفعل بفتح الفاء والعين، وفتحها مع كسر العين، وضمها مع كسر العين مع اتفاق المعنى واختلافه في المادة الواحدة، ومن الملحوظ أن اللغويين قد أفردوا باباً لما جاء من الأفعال على صيغة ما لم يسم فاعله، فابن سيدة[2] المتوفى سنة 458هـ في السفر- 15 (باب ما جاء من الأفعال على صيغة ما لم يسم فاعله) يقول: وهذا الباب على ضربين فمنه ما لا يستعمل إلا على تلك الصيغة (كـ عنيت بحاجتك، ونفست المرأة) ومنه ما تكون على هذه الصيغة أغلب، وقد يستعمل بصيغة ما سمي فاعله (كـ زهيت علينا) فإن ابن السكيت حكى زهوت، وإنما أفرد ما لم يسم فاعله أفعال (ما) على صيغة (ما)؛ لأن ما لم يسم فاعله نائب مناب الفاعل فافردوه بمثال لا يكون لغيره كما أن للفاعل أفعالاً على صيغة خص بها نحو (فعل) وانفعل فمن هذا الباب: عنيت بحاجتك ووعك الرجل، وحم، وقحطت الأرض، وقد أولعت بالشيء وقد بهت الرجل، وقد وثئت يده وقد شغلت عنك وقد شهر في الناس، وطلّ دمه، وهدر دمه، ووقص الرجل إذا سقط عن دابته فاندقت عنقه، ووضع الرجل في التجارة، ووكس وغبن في البيع غبناً وغبن رأيه إذا كان ضعيف الرأي، وهزل الرجل والدابة ونكب الرجل، ورهصت الدابة ونتجت، وعقمت المرأة (إذا لم تحبل) وفلج الرجل من الفالج، وقد غم الهلال على الناس، وأغمي المريض وغشي عليه، وقد أهل الهلال على الناس، واستهل، وقد شدهت: وقد برّ حجك وثلج فؤادك إذا كان بليداً، وثلج بخير أتاه إذا سر به وقد امتقع لونه (تغير)، وكذلك انتقع والتمع واهتقع وانشف وانتشف كله بمعنى، وانقطع بالرجل وهذا كله حكاية كقولك: لتعن بحاجتي، ولتوضع في تجارتك، ولتزه علينا، وقعصت الدابة أصابها القعاص وقد يقال بالسين، وهقع بسؤة رمى بها، وعجز الرجل وثمد، ألح عليه في ماله، وعضد الرجل شكا عضده، ويطرد على هذا باب في جميع الأعضاء، وعدس الرجل أصابته عدسة وهي بثرة قاتلة كالطاعون، وسدع الرجل نكب يمانية وسعر الرجل ضربته السموم، وسعف الرجل- أصابته سعفة وهى قرحة ورمع الرجل ورمع أصابه الرماع وهو داء في البطن يصغر منه الوجه، وأوزعت به، وأولعت وحنش الرجل - غمز حسبه ورحض الرجل - عرق، وأرق الزرع - أصابه الأرقان وكذلك جميع آفات النبات، وفقئت الأرض - مطرت وفقيها نبت فحمل عليه فأفسده وضنك الرجل (أصابه الضناك وهو الزكام) ونكس في المرض كظن الرجل- سكت، وكلب أصابه الكلاب وهو ذهاب العقل من الكلب، وأكمت الأرض- أكل جميع ما فيها، وأشب لي الرجل إذا رفعت طرفك فرأيته، وأشرب حب فلا نه- أي خالط قلبه وحنبث به، ضرب وضمئد الرجل- زكم، كذلك أرض وفضم جانب البيت- انهدم، وسل الرجل من السلّ وسلس- ذهب عقله، وسرفت الشجرة - أصابتها السرفة، وأسر بوله - احتبس، ونسئت المرأة- تأخر حيضها، ووطب البعير- احتبس نجوه، وأطلف الرجل ذهب ماله ودمه هدراً، ولبط الرجل أصابه زكام وسعال و بدى جدر أو حصب، وافتلت- مات فلتة وأهتر عدم لبه من الكبر، وهبت- عدم عقله وشخص به - أتي إليه أمر بقلقه ونشعت به أو لعت- وأغرب الرجل- لجّ في الضحك.


جولة في كتب اللغة مع هذه الأفعال:

وعك: قال في اللسان - ورد في الحديث ذكر الوعك وهو الحمى وقيل: المها وقد وعكه المرض وعكا، ووعك فهو موعوك. وقد وعكته الحمى تعكه.

حم: حم هذا الأمر حماً إذا قضى، وحم له ذلك قدر فأما ما أنشده ثعلب من قول جميل:

فليت رجالاً فيك قـد نذروا دمـي
وحمّـوا لقـائي يابثيـن لقـوني

فإنه لم يفسر حموا لقائي .. قال ابن سيده:" والتقدير عندي للقائي فحذف أي حم لهم لقائي " ثم يقول في اللسان:

وحم (بفتح الحاء) الله له كذا وأحمه قضاه قال عمر وذو الكلب الهذلي:

أحـم الله ذلـك مـن لقــاء
أحـاد أحـاد في الشهر الحـلال

وحم الشيء وأحم أي قدر فهو محموم أنشد ابن برى لخباب بن غزّي:

وأرمى بنفسـي في فـروج كثـيرة
وليس لأمـر حمّـه الله صـارف

وحمّه (بفتح الحاء).

وقال البعيث:

ألا يا لـقوم كـل ما حـم واقـع
وللطير مجـرى والجنـوب مصارع

قحطت الأرض: قال في اللسان: القحط احتباس المطر وقد قحط بفتح الحاء والقاف وقحط (بكسر القاف والحاء) والفتح أعلى قحطاً وقحطوطاً، وقحط الناس (بضم الأول وكسر الثاني) على ما لم يسم فاعله لا غير قحطاً وأقحطوا وكرهها بعضهم وقال ابن سيدة:

لا يقال: قحطوا (بضم القاف وكسر الحاء) ولا اقحطوا.

وحكى أبو حنيفة:" قحط المطر (ضم القاف) على صيغة ما لم يسم فاعله واقحط على فعل الفاعل، وقحطت الأرض على صيغة ما لم يسم فاعله فهي مقحوطة " قال ابن برى:" قال بعضهم: قحط المطر (بفتح القاف والحاء) وقحط المكان (بفتح القاف وكسر الحاء) هو الصواب " ويقال أيضاً قحط القطر (بضم القاف و كسر الحاء).

قال الأعشى:

وهم يطعمـون إن قحـط القـطر
هبـت بشـمـأل وضـريـب

وقال ابن سيدة:" وقد يشتق القحط في كل شيء قلة خيره والأصل للمطر ".

وفي الحديث:" إذا أتى الرجل القوم فقالوا قحطاً قحطاً له يوم يلقى ربه " أي أنه إذا كان ممن يقال له عند قدومه على الناس هذا القول فإنه يقال له مثل ذلك يوم القيامة، وهو دعاء بالجدب فاستعاره لانقطاع الخير عنه وجدبه من الأعمال الصالحة.

بهت الرجل: بهت الرجل يبهته بهتاً وبهتاناً فهو بهّات أي قال عليه ما لم يفعله فهو مبهوت، وبهته بهتاً، أخذه بغتة؛ وفي النزيل:{بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ} أما قول ابن النجم: (سبّي الحماة وابهتى عليها) فان على مقحمة لا يقال بهت عليه إنما الكلام بهته.

ثم يقول: وقد بهت وبهت (بفتح فضم، ثم فتح فكسر) وبهت الخصم استولت عليه الحجة، في التنزيل:{فَبُهِت َ الَّذِي كَفَرَ}.

تأيله: انقطع سكت متحيراً عنها، ابن جني:" قرأه السميفع فبهت الذي كفر (بفتح الباء والهاء)؛ أي: فبهت إبراهيم الكافر"، قرأه ابن حيوة (فبهت) بفتح الباء وضم الهاء) لغة في بهت (بفتح وكسر) قال:" قد يجوز أن يكون بهت (بالفتح فيهما) لغة في بهت (بفتح وكسر) ".

ثم يقول: وأفصح منهما (بهت) (بضم فكسر) كما قال عزّ وجلّ: {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ}؛ لأنه يقال: رجل مبهوت ولا يقال باهت ولا بهيت.

شغل به: قال في القاموس: شغله كمنعه شغلاً، وأشغله لغة جيدة أو قليلة أو رديئة، اشتغل به وشغل كـ عني ويقال منه ما أشغله وهو شاذ لأنه لا يتعجب من المجهول.

وثئت يده: قال في القاموس: الوثاء، والوثأة وصم يصيب اللحم لا يبلغ العظم، أو توجع في العظم بلا كسر، أو هو الفك ووثئت يده كفرح تثأ وثأ ووثأ (بسكون الثاء وفتحها) فهي وثئة كفرحة، ووثئت كعني فهي موثوأة ووثيئة وهذه ضربة قد أوثأت اللحم.

شهر في الناس: قال في القاموس : شهره كمنعه وشهّره والشهير والمشهور: المكان المعروف.

طل دمه: قال في القاموس: وطلّ دمه (بفتح الطاء) يطلّ كـيزلّ ويملّ، وأطل بالضم فهو مطل، وطله حقه كمدّه: نقصه إيّاه وأبطله، وغريمه مطله هدر دمه: قال في القاموس: الهدر محركة ما يبطل من دم وغيره هدر يهدر (كضرب يضرب) ويهدر (كنصر ينصر) هدراً و هدرته لازم متعد وأهدرته فعل وأفعل بمعنى.

وقص الرجل: قال في القاموس: وقص عنقه كوعد: كسرها فوقصت لازم متعد، ووقص كعني فهو موقوص، وقصت به راحلته تقصه والفرس الآكام دقها.

ووضع الرجل في التجارة: قال في القاموس: ووضع في تجارته ضيعة ووضيعة كعني خسر، و كوجل يوجل، وأوضع بالضم خسر فيها.

وكس في البيع: قال في القاموس: الوكس كالوعد النقصان لازم متعد والتنقيص، ووكس الرجل في تجارته وأوكس مجهولين، كوكس كوعد، وأوكس ماله ذهب لازم.

غبن في البيع - قال في القاموس: غبنه في البيع يغبنه غبناً (بضم الغين) ويحرك أو بالتسكين في البيع، وبالتحريك في الرأي خدعه. وقد غبن كعني فهو مغبون. ومنه: غبن رأيه غبناً (بالتحريك) إذا كان ضعيف الرأي.

هزل الرجل والدابة: قال في القاموس: الهزل نقيض الجدّ، هزل كضرب وفرح، وهازل ورجل هزل ككتف كثيرة، وأهزله وجده لعّاباً، والهزالة الفكاهة، والهزال (بالضم) نقيض السمن، وهزل كعني هزالاً، وهزل كنصر هزلاً (بسكون الزاي).

أولع به: قال في تاج العروس: وأولع به (بالضم) إيلاعاً وولوعاً فهو مولع به (بالفتح)، أي: بفتح اللام أي: أغريته وغرى به فهو مغرٍ به، وولع به كوجل يولع ولعاً محركة وولوعاً بالفتح أي: ألح في أمره وحرص على إيذائه.

وقال في المصباح المنير: أولع بالشيء بالبناء للمفعول يولع به ولوعاً بفتح الواو علق به. وفي لغة: ولع (بفتح اللام وكسرها) يلع (بفتحها منهما مع سقوط الواو).

نكب الرجل: قال في تاج العروس للزبيدي: نكبه الدهر ينكبه نكباً ونكباً بلغ منه أو أصابه بنكبة، ويقال نكبته حوادث الدهر فأصابته نكبة، ونكب فلان فهو منكوب وهو ما يصيب الإنسان من الحوادث. وفي الحديث: أنه نكبت أصدمه أي: نالتها الحجارة، ونكب به على الأرض طرحه وألقاه.

رهصت الدابة: قال في تاج العروس: ورهص الفرس كعني عن ثعلب وفرح عن الكسائي وأبي زيد والأول أفصح قاله ثعلب وأباه الكسائي فهو رهيص- ومرهوص: أي أصابته الرهصة و هي وقرة تصيب باطن حافره.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-07-2019, 04:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأفعال الملازمة للمجهُول بـين النحويـين واللغويـين

الأفعال الملازمة للمجهُول بـين النحويـين واللغويـين
الدكتور مصطفى أحمد النماس


نتجت الدابة: قال في تاج العروس للزبيدى:

نتجت الناقة والفرس كعني صرح به ثعلب والجوهري نتجاً ونتاجاً بالكسر وبعضهم يقول نتجت الفرس والناقة: ولدت وأنتجت دنا ولادهما، كلاهما فعل لم يسمّ فاعله، وقال: ولم أسمع نتجت ولا أنتجت على صيغة فعل الفاعل.

فلج الرجل من الفالج و قال في تاج العروس: الفالج مرضه من الأمراض يتكون من استرخاء أحد شقي البدن طولاً هذا نص الزمخشري في الأساس وزاد في شرح الفصيح: فيبطل إحساسه وحركته وربما كان في عضو واحد، وفي اللسان هو ريح يأخذ الإنسان فيذهب بشقه، ومثله قول الخليل في كتاب العين: وفي حديث أبي هريرة " الفالج داء الأنبياء "، وقال التدمري في شرح الفصيح:" هو داء يصيب الإنسان عند امتلاء بطون الدماغ من بعض- الرطوبات فيبطل منه الحس وحركات الأعضاء ويبقى العليل كالميت لا يعقل شيئاً، والمفلوج صاحب الفالج ".

وقد فلج كعني اقتصر عليه ثعلب في الفصيح وتبعه المشاهير من الأئمة زاد شيخنا: وبقي على المصنف أن يقال: فلج بالكسر كعلم حكاها ابن القطاع والسرقسطى وغيرهما، فهو مفلوج، قال ابن دريد:" لأنه ذهب نصفه "، وقال ابن سيده:" فلج فالجاً أحد ما جاء من المصادر على مثال فاعل".

غم الهلال على الناس قال في اللسان:

غم عليه الخبر: على ما لم يسم فاعله أي استعجم مثال أغمي وغمّ الهلال على الناس غما ستره الغيم وغيره فلم يرها وفي الحديث " صوموا ..الخ ".

قال شمر:" يقال غمّ علينا الهلال غما فهو مغموم إذا حال دون رؤية الهلال غيم رقيق من غممت الشيء إذا غطيته، وفي غم ضمير الهلال، قال: ويجوز أن يكون غم مسنداً إلى الظرف أي فإن كنتم مغموماً فأكملوا وترك ذكر الهلال للإستغناء عنه. وغم القمر النجوم (بفتح الغين) بهرها وكاد يستر ضوءها، وغم يومنا بالفتح، يغم (بفتح فضم) غماً وغموماً من الغيم ورجل مغموم مغتم من قولهم: غم علينا الهلال فهو مغموم إذا التبس ".

أغمي على المريض: قال في اللسان وفي التهذيب أغمي على فلان إذا ظن أنه مات ثم يرجع حياً، وغمي عليه فهو مغمى عليه على مفعول ثم يقول: ومنه أغمي على المريض إذا أغشي عليه كأن المرض ستر عقله وغطاه.

غشي عليه: قال في اللسان: وغشي عليه غشية وغشياً وغشياناً أغمي فهو مغشي عليه وهي الغشية وكذلك غشية الموت وغشي غشياناً أتاه وأغشاه إيّاه غيره.

برّ حجك: قال في القاموس: ويقال برّ حجك وبر (بفتح الباء وضمها) فهو مبرور.

ثلج فؤادك: قال في القاموس. ثلج بخير أتاه إذا سرّ به.

ثلجتنا السماء وأثلجتنا، وثلجت نفس (بفتح الثاء) كنصر وفرح ثلوجاً وثلجاً اطمأنت، والمثلوج الفؤاد البليد، وثلج كخجل فرح.

اهتقع لونه: قال في القاموس:

هقعت الناقة كفرح فهي هقعة وهي التي إذا أرادت الفحل وقعت من شدة الضبعة، واهتقعه عرق سوء، أقعده عن بلوغ الشرف والخير، واهتقع فلاناً صده ومنعه، والحمى فلاناً تركته يوماً فعاودته وأثخنته وكل ما عاودك فقد اهتقعك، واهتقع لونه مجهولاً: تغير (وهقع بسوءة رمى بها).

وانتشف لونه، وانتسف لونه: قال في القاموس:

أنشفت الناقة ولدت ذكراً بعد أنثى، وانتشف لونه للمفعول تغير.

قعصت الدابة: القعاص داء في الغنم لا يلبثها أن تموت وداء في الصدر كأنه يكسر العنق، قعصت بالضم فهي معقوصة، وقعصت كفرح ما كانت كذلك. وقعصه كمنعه قتله مكانه كأقعصه، وانقعص مات والشيء انثنى.

عضد الرجل: قال في القاموس:

عضده، يعضده قطعه، وكنصره أعانه ونصره، وأصاب عضده وكعني شكا عضده.

عدس الرجل: قال في القاموس:

عدس يعدس خدم، وفي الأرض عدساً وعدساناً وعداساً ذهب، والمال عدساً رعاه، والعدس الحدس وشدة الوطء وقد عدس كعني فهو معدوس أي أصابته العدسة وهي بثرة تخرج بالبدن فتقتل.

سعف الرجل: قال في القاموس: السعفة قروح تخرج على رأس الصبي- ووجهه سعف كعني وهو مسعوف، وسعف بحاجته كمنع، وأسعف قضاها له، وأسعف دنا وله الصيد أمكنه وبأهله ألم.

رمع الرجل، ورمّع: قال في القاموس:

رمع أنفه كمنع رمعاناً محركة تحرك وبيديه أومأ وبالصبي ولدته وعينه بالبكاء سالت، ورأسه نفضة والرماعة وجع يعترض في ظهر الساقي حتى يمنعه من السقي، وقد رمع كعني واصفرار وتغير في وجه المرأة من داء يصيب بظرها وقد رمعت كفرح ورمعت بالضم مشددة.

أوزعت به: قال في القاموس، وزعته كوضع كففته فاتزع هو كف وأوزعه بالشيء أغراه، فأوزع به بالضم فهو موزع مغرى.

رحض الرجل: قال في القاموس: رحضه كمنعه غسله فأرحضه فهو رحيض ومرحوض، والرخضاء كالخشناء العرق أثر الحمى، أو عرق يغسل الجلد كثره، وقد رحض المحموم كعني أي عرق.

أرق الزرع: قال في القاموس- أرق كفرح فهو أرق، وأرق والأرقان بالكسر شجر أحمر والحناء والزعفران، وآفة تصيب الزرع والناس كالأرقان.

أطلف الرجل: قال في القاموس- الطلف الهدر، والعطاء، وأطلفه وهبه وأهدره، والطليف: المأخوذ والهدر والباطل.

سرفت الشجرة: قال في القاموس- سرفة كفرح أغفله وجهله، وسرفت السرفة الشجرة أكلت ورقها.

وأرض سرفة كفرحة كثيرتها.

وأهتر الرجل- قال في القاموس: الهتر مزق العرض، وهتره يهتره، وهتره وبالكسر الكذب والداهية، وبالضم ذهاب العقل من كبر أو مرض أو حزن، وقد أهتر فهو مهتر بفتح التاء، شاذ، وقد قيل: أهتر بالضم ولم يذكر الجوهري غيره، وأهتر بالضم فهو مهتر أولع القول في الشيء، وهتره الكبر يهتره كنصر ينصر، وقد استهتر بكذا على ما لم يسم فاعله.

هبت الرجل- قال في القاموس: الهبيت: الجبان الذاهب العقل كالمهبوت وقد هبت كعني، وهبته يهبته (كنصر) ضربه وحطه، والهبتة الضعف.

نشعت به: قال في القاموس:

نشعه كمنعه نشعاً انتزعه بعنف، والصبي أوجره، وفلاناً الكلام لقنه إيّاه، وفلان نشوعاً قرب من الموت ثم نجا، ونشع بكذا كعني فهو منشوع أولع.

أغرب الرجل: قال في القاموس- أغرب بالفتح بالغ في الضحك وأغرب بالضمّ اشتدّ وجعه، وعليه صنع به صنيع قبيح.

افتلت: قال في القاموس: افتلت الكلام ارتجله، وافتلت على بناء المفعول مات فجأة، وبأمر كذا فوجئ به قبل أن يستعد له.

أشرب فلان حب فلانة: قال في القاموس- خالط قلبه وأشرب به كذب عليه، وأشرب أبله جعل لكل جمل قريناً، والخيل جعل الحبال في أعناقها.

فصم جانب البيت: قال في القاموس- فصمه يفصمه كسره فانفصم، وأفصم الحمى أو المطر أقلع، وفصم جانب البيت كعني انهدم.

ونظرة فاحصة في هذه الأفعال التي لم يسم فاعلها نجد أن أغلبها يدل على الأدواء والمرض والآفات التي لا دخل للإنسان فيها فالفاعل فيها غالباً هو الله تعالى، ولم يستعمل لأنه من المعلوم عادة فهذه الأفعال ليست من أفعال الآدميين. ولهذا يعتبرها بعض اللغويين مبنية للمجهول في الصورة اللفظية لا في الحقيقة المعنوية لأن الإسم معها في أغلبها هو الذي فعل الفعل أو قام به، وهذا ما ينطبق على تصريف الفاعل وحده ولذلك يعرب بعضهم ما بعدها على أنه فاعل وبعضهم يعربه على أنه نائب عن الفاعل تبعاً لصورة الفعل.

وعلى المثال: مجد الدين الفيروزآبادي المتوفى سنة 816-817هـ نبه في مقدمة القاموس المحيط[3] إلى أن الرأي الأول صريحاً قال:" المقصد في بيان الأمور التي اختص بها القاموس عند قوله: مسألة الأفعال المبنية للمفعول صورة وما بعدها فاعل لا نائب فاعل، مثل: هزل، ونتج، وعني، ودهش، وشده بمعناه، وشفف، وأولع، وأهتر به، وأغري، وأغرم، (وأهرع) " ويقول في أثناء شرحه للمواد:" ما يفسر لنا معنى هذه الأفعال للمجهول فكثيراً ما يقول: كعني يريد به: المجهول من الثلاثي المجرد سواء لم يستعمل إلا مبيناً للمجهول أو كان بناؤه للمجهول كثير الإستعمال ولا يريد به أنه لا يستعمل إلا مبنياً للمجهول كما وهم بعضهم بدليل قوله: وعني بالضم عناية وكرضى قليل، وملئ كسمع وملأ كمنع وملئ كعني (المعنى مختلف) وكثير من الأفعال أوردتها من المخصص أوردها الفيروزآبادي متعددة الصورة تبعاً للماضي مع المضارع مما يرجع إلى لغات القبائل التي استعملت المادة من باب ضرب وقبيلة أخرى من باب منع وثالثة على صورة المبني للمجهول، والآن أحاول عرض أراء الكثير من العلماء الذين تعرضوا لهذه المجموعة من الأفعال التي جاءت على صورة المبني للمجهول:-

أما أبو العباس أحمد بن يحيى المعروف بثعلب المتوفى سنة 291 صرح في كتاب الفصيح:" بأنها لا تبنى للمعلوم وجاء بعده كثير من النحاة الذين حذوا حذوه، فيقولون: المقصود بملازمتها للمجهول هو أنها لا تستعمل مبنية للمعلوم، ولا يكون الفعل إلا مضموم الأول، فلا يصح أن نقول في هذا الفعل وأضربه شدهني الأمر، أو عناني أمرك إلخ .."

ويقول الخضري:" في باب أبنية المصادر عند الكلام على مصدر (فعل) إلا إذا كان المبني للمجهول لزوماً غير رافع الاسم بعده نحو سقط في يد المتسرع بمعنى ندم فشبه الجملة نائب الفاعل وليس بفاعل؛ لأن الفاعل لا يكون شبه جملة.

أما ابن درستوريه المتوفى سنة 347هـ فيقول في الرسالة المشتملة على انتقاد ابن الخشاب البغدادي على العلامة أبي محمد الحريري في مقاماته ثم انتصار ابن بري للإمام الحريري في الرد على ابن الخشاب قال ابن الخشاب معترض على الحريري في المقامة السادسة عند قوله:" ومتى اخترع خرع وإن بده شده ".

قال ابن الخشاب:" (شده) من الأفعال التي جاءت في كلامهم مقصورة على بناء الذي لم يسم فاعله. كقوله: شدهت وأنا مشدوه أي شغلت وهو يقارب دهش ولا يكادون يقولون: شدهني كذا، ولا شدهت زيداً في كلام فصيح وقد بينوا ذلك في المختصرات من كتب اللغة فضلاً عن غيرها، قال ابن بري المتوفى سنة 582 هـ:" إنما قطع ابن الخشاب على ابن الحريري بالغلط في قوله (شده) ثقة بقول ثعلب في الفصيح (وقد شدهت، وأنا مشدوه) .

ألا تراه يقول: وقد بينوا ذلك في كتب المختصرات يعني كتاب الفصح ولم يعلم بأن ابن دستوريه أنكر ما قاله ثعلب وغيره من أهل اللغة وهذه حكاية لفظه- قال ابن درستويه:" عامة أهل اللغة يزعمون أن هذا الباب لا يكون إلا مضموم الأول، ولم يقولوا إنه إذا سمي فاعله جاز بغير ضم وهذا غلط منهم لأن الأفعال كلها مفتوحة الأوائل في الماضي فإذا لم يسم فاعلها فهي كلها مضمومة الأوائل ولم يخصّ بذلك بعضها دون بعض وقد بينا ذلك بعلته وقياسه "، وذكر أنه يجوز: عنيت بأمرك، وعناني أمرك، وشغلت بأمرك وشغلني أمرك، وشدهت بأمرك وشدهني أمرك فهذا الذي ذكره ابن درستوريه تصحيح لقول ابن الحريري وإبطال لقول غيره وفي ذلك كفاية تغني عن زيادة إيضاح وبيان ".

ومما يتصل بهذا ما جاء في المقامة السابعة والثلاثين:

( فسقط الفتى في يده ولاذ بحقو والده )

قال ابن الخشاب:" أخطأ في قوله: (سقط الفتى في يده).

ولم يعلم حقيقة هذا الكلام كيف تستعمله العرب.

وبيانه: يقال: (سقط في يد فلان) إذا ندم، ولا يقال (سقط فلان في يده).

قال الله تعالى:{وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ} ولم يقل (سقطوا في أيديهم) وهذا كلام جار مجرى المثل، وفاعل (سقط) مضمر لا يظهر، معناه الندم فكأنه والله أعلم (سقط الندم في يد فلان) وليس المعنى (سقط فلان في يد نفسه) هذا محال لا يجوز عليه ولا يعطيه لفظ هذا الكلام ولا معناه، وهذا الغلط من أفحش غلط الحريري في مقاماته، ويدل عليه دلالة قاطعة قوله تعالى:{وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا} أي في الثاني وهو ضلوا وهو ضمير المذكورين في أول الآيات ولم يأت به في الأول وهو سقط لأن فاعله غيرهم وهو ضمير الندم على ما بيّن أهل اللغة العربية وهو الصواب والله أعلم ".

قال (ابن برى):" قول ابن الخشاب: إن قي سقط من قولهم سقط قي يده) وفي قوله تعالى:{سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ} فضمير لا يظهر، معناه: الندم غلط فيه لأن (سقط) فعل غير متعد إنما ذلك في قراءة من قرأ (سقط في أيديهم) وهى قراءة حكاها الأخفش وقال: تقريره ولما سقط الندم في أيديهم ) وإذا ثبت أن الندم فاعل لسقط لم يجز أن يكون مرفوعاً لسقط، لأن الفاعل لا يكون مفعولاً لم يسم فاعله وإنما يكون غيره وهو قوله (في أيديهم) وكذلك (سقط في يده) الجار والمجرور في موضع المفعول الذي لم يسم فاعله ".

وظاهر كلام ابن الخشاب يقتضي أن القراءة المشهورة:{وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِم} بفتح السين وذلك غلط على أن القراء كلهم مجمعون على (سقط) بضم السين وكسر القاف وهو من الأفعال المبنية لما لم يسم فاعله، مثل: جنّ وزكم.

ولم يقرأ أحد (سقط في أيديهم) إلا أبو السميفع في الشواذ من القراءات وذلك غير معروف عند أهل اللغة وكذلك ذكره ابن الحريري (فسقط الفتى في يده) (ولاذ بحقو والده) ولم يرو أحد عنه فسقط الفتى بفتح السين ولا يصح كلام ابن الخشاب إلا على (سقط) بفتح السين وهو خلاف ما روي عن ابن الحريري في مقاماته إلا أن ابن الحريري غلط بذكر الفتى وصوابه (فسقط في يده) من غير ذكر(الفتى) أو يقول: فإذا الفتى ساقط في يده ولا يكون في سقط ضمير الفتى.

لأنه فعل غير متعد والمجرور في موضع رفع به.

فإذا قال قائل: فلعل هذا من غلط الكاتب على ابن الخشاب أن مثل هذا لا يخفى عليه أعني القراءة المجمع عليها {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِم} على ما لم يسم فاعله:

قيل له كلام ابن الخشاب يقتضي أنه إنما قال (سقط) بفتح السين ألا تراه قال:" وفاعل سقط المضمر لا يظهر " [4].

ومعناه: الندم ثم قال بعد هذا، ويدل عليه دلالة قاطعة أي على أن الندم مضمر في( سقط)، قوله تعالى: {وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا}وهو ضمير المذكورين في أول الآيات، ولم يأت به في الأول وهو (سقط) لأن فاعله غيرهم وهو ضمير على ما بيّن أهل اللغة العربية وهو الصواب، انقضى كلام ابن الخشاب.

وقد أثبت أن القراءة (سقط) بفتح السين وأن الفاعل لم يظهر في (سقط) كما ظهر في (ضلوا)، ولك فاعل (سقط) عين فاعل (ضلوا) وهو الندم، وقد ثبت بهذا غلطة في القراءة، اللهم إلا أن يكون الناقل عنه قد غير الكلام عليه، وأن الذي قال: إن (سقط في يده) فعل مبني للمفعول، وكان الفعل قبل أن يبنى للمفعول (سقط في يده) بفتح السين أي سقط الندم في يده ثمّ حذف الفاعل وأقيم الجار والمجرور مقامه، والدليل على صحة ذلك (سقط في أيديهم) فحينئذ يكون الكلام مستقيماً والردّ صحيحاً.

قال السيوطي[5]:" في شرح المقامات للمطرزي: قال الزجاجي: (سقط في أيديهم) نظم لم يسمع قبل القرآن، ولا عرفته العرب ولم يوجد ذلك في أشعارهم، والذي يدلّ على هذا أن شعراء الإسلام لما سمعوه، واستعملوه في كلامهم خفي عليهم وجه الإستعمال؛ لأن عادتهم لم تجربه، فقال أبو نواس:

( ونشوة سقطت منها في يدي وهو العالم النحرير، فأخطأه في استعماله، وكان ينبغي أن يقول (سقط) وذكر أبو حاتم:" (سقط) فلان في يده وهذا مثل قول أبي نواس، وكذلك قول الحريري (سقط الفتى في يده) وكله بفتح السين، نعرف أن الفاعل هو الذي قام به الفعل، وأوقع منه والمفعول به الذي وقع عليه الفعل " .


الدكتور مصطفى أحمد النماس

الأستاذ المشارك بكلية اللغة العربية بالجامعة الاسلامية - المدينة المنورة

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 81.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.79 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (2.88%)]