خنفساؤولوجيا - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 25 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-07-2020, 03:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي خنفساؤولوجيا

خنفساؤولوجيا


حامد الإدريسي



من احتِرامنا لحقوق التعبير، وتقديرنا للحيوانات والحشرات، سنَعِيش هذه اللحظة مع خنفساء صغيرة جدًّا، حالفها الحظُّ في حياتها القصيرة ولم يدسها أحدٌ برِجليه، إلى أن وصلت أخيرًا إلى تحقيق حلمها، ووقفت على باب القصر الذي حلمتْ منذ طفولتها بدخوله، وها هي تجد ثقبًا صغيرًا استطاعتْ بطلتُنا أن تلج منه إلى حديقة القصر الغنَّاء.

وبعد أيامٍ من الكد والجهد، والجمع واللم، والقص واللصق - خرجت تحمِل كرات كبيرةً مدورة، وحدَّثت جمعَ الخنافس الذين تجمهروا يستمعون لها بإجلالٍ قائلة: إنَّ هذا القصر الكبير البهي المنظرِ، فيه الكثيرُ من الوساخة، فلا يغرَّنكم لونه الأبيض ولا زهوره الجميلة، وهذه الكرات التي أمامَكم والتي جمعتُها بجهد جهيد، واجتهدت في إخراجها - دليلٌ على ما أقول.

حين صفَّق جمعُ الخنافس بنشوة، أحسَّت الخنفساء بأنها قد حقَّقت ذاتها، وأكَّدت حضورها، وقامَت بدورها، فهي خنفساء، وتلك نحلة، وثمَّة ذِبَّان، كلٌّ يقوم بدوره الذي خُلِق له، ويؤدِّي مهمَّته في مسلسل الحياة المُترابِط، ويَبقَى القصر قصرًا، رغم كلِّ تلك الكرات التي أخرجَتْها خنفساؤنا، ورغم كلِّ تلك الأوساخ التي أضنَتْ نفسها بجمعها وتتبُّعها بأنفها الذي لم يُخلَق لشمِّ العطر، ولا لتتبُّع الرحيق، وإنما خُلِق لهذه المهمة التي هي من حِكَم الله - عزَّ وجلَّ - البالغة، وكما قيل:
وَإِذَا أَرَادَ اللهُ نَشْرَ فَضِيلَةٍ
طُوِيَتْ أَتَاحَ لَهَا لِسَانَ حَسُودِ



إنَّ الإنسان هو فهرست الكون، كما يعبِّر بديع الزمان النورسي، وفيه من كلِّ ما خلَق الله - عزَّ وجلَّ - فالصِّفات التي تفرَّقت في الحيوانات اجتمعَتْ في هذا المخلوق العجيب، الذي هو ثمرة شجرة الكون، وهو تعبيرٌ آخَر بديعٌ من بديع الزمان، وقد أثبَت العُلَماء قديمًا تشابُه صفات الناس بصفات الحيوانات؛ بل قسَّموا البشر على هذا الأساس، وقد اطَّلعت على هذا العِلْمِ عند الصينيين، في كتابٍ عن علم "الفينغ شوا"، وهو علمٌ عجيب عن الطاقة ومساراتها، وهو أحدث ما يُطبَّق الآن في علم الهندسة والبناء، حيث يتمُّ تصميم المنازل على حسب ما يَتوافَق مع المكان والبيئة والهواء ومجرى الطاقة.

إذًا من الناس أُسُود لها زئير، وخيل أُنُف، وضِباع لئيمة، وذِئاب ختَّالة، وثعالب غدَّارة، ومنهم مَن يكمل نفسه بالتقوى والإيمان، ومنهم مَن يترك تلك الطبائع تتغلَّب على تصرُّفاته وأخلاقه، فيَصِيرون في شرِّ حال، بعيدًا عن أخلاق الفضل والخير والسموِّ؛ ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ [التين: 4 - 6].

ولقد بدأت حكاية تعلُّم الإنسان من علوم الطبيعة منذ العراك الأول الذي حصل بين ابنَيْ آدم، حين تتلمذ قابيل على يد غرابٍ يبحث في الأرض ليُرِيَه كيف يُوارِي سَوْءَة أخيه، وممَّا تعلَّمه كذلك أسلوبٌ من أساليب الطبيعة في إكمال الدورة البيولوجية، الأسلوب الذي تتَّبعه الخنفساء وكثيرٌ من الحشرات في جمع الرذائل وتتبُّعها وتكويرها وبلورتها وإبرازها، وهو ما أعبِّر عنه مجازًا بـ(الخنفساؤولوجيا)، أو علم تتبُّع العورات.

يبحث هذا العلم ومختصُّوه في كلِّ فضيلةٍ، ويتتبَّعون عورةَ كلِّ عالم وفاضل؛ ليحصوا عليه ما وقَع فيه من أخطاء، فيجمعوها بقوَّتهم البالغة في هذا التتبُّع وهذا الجمع، وأسلوبهم المُتناسِق كتناسُق كرة الخنفساء، ونشاطهم المُنقَطِع النظير، فلا يحسُّون بكلل ولا ملل، وكثيرٌ من الناس يظنُّ أنهم مسترزقون بذلك، وقد يكون بعضهم نالَ شيئًا من عرض الدنيا، لكن الدافع الذي يؤزُّهم أزًّا، ليس هو المال بالدرجة الأولى؛ بل كثيرٌ منهم من أفقر خلق الله وأقلهم جاهًا ومكانة ومالاً، بل دافعهم الأوَّل هو ما دفع الخنفساء إلى أن تحشر نفسَها في دهاليز القصر ومَجارِيه، معرضة نفسها لخطر أن تُداس بالأرجل، وذلك دافع الحكمة الربانيَّة في تسلسل الخلق مراتب وطبقات؛ ﴿ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [الزخرف: 32]، وهم مُسَخَّرون لخدمة ذلك الإنسان الذي يسعى إلى الكمال، خصمهم الأوحد، فكثيرٌ من جهودهم قد فتحت له آفاقًا، وأوضحت له إشكاليات، وبيَّنت له عورات، وفتحت عنده باب قضيَّة كان عنها غافلاً، نحن لا نُنكِر ذلك، فرُبَّ حكمةٍ تُؤخَذ من أحمق، خصوصًا أنَّ بعضهم قد أضنى نفسَه في كتب التراث الإسلامي، وبذَل في ذلك طاقة عجيبة، وسأل وبحث حتى وصَل إلى ما يدعم أطروحته، ويميِّزه من بين الكتَّاب الآخَرين، ويجعله يفوز برضا الجريدة وأصحابها ومَن فوقهم؛ ﴿ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ﴾ [الأنفال: 60].

فلا تستغرب حين ترى فرَح أحدهم بما وصَل إليه، ولا تستغرب حين ترَى أصحابه من المتخصِّصين في علمٍ أو الخنفسة، وقد اجتمعوا حوله بأقلامهم، يؤيِّدونه وينصرونه، فمتى ما رأيت كرةً من هذه الكرات، فاعلم أنهم سيتتابَعُون في كلِّ الجرائد كأنهم أكَلَةٌ على قصعةٍ، فما أنْ ينبعث أشقاهم، حتى يتبعه الآخَرون، يَلُوكُون الكلام لَوْكًا، ويبدَؤُون فيه ويُعِيدون، مُستَخدِمين سطوتهم الإعلاميَّة، ولغتهم الدربة، وأفكارهم الماكِرَة، واستهزاءهم الجارح، ينتَشُون بذلك نشوةً عجيبة، لا تُشبِهها إلا نشوة الخنفساء وهي تُعانِق أكبر كراتها.

إنَّ من الصعوبة بمكان أن تَتعامَل مع أحد مختصِّي هذا العلم، أو تُحاوِره أو تُناقِشه، وكثيرٌ منهم تحوَّل إلى هذا التخصُّص بعد أن فشل في طلب العلم الشرعي، ولم يكن له في الخير منصب ولا نصيب، فتَراه حلَق لحيتَه وقد كانت طويلة، وغيَّر لباسه وقد كان شرعيًّا، وعبَث بما كان يُقَدِّسه، وتجرَّأ على ما كان يتقرَّب به إلى الله - عزَّ وجلَّ - فاستَبدَل دينه بدنيا غيره، ولم يحصل من الدنيا إلا ما كان قد كُتِب له، فيرفعه الإعلام رفعة سريعة، حتى إذا قضَى منه الوَطَر، وتكلَّم بما أُرِيدَ له أن يتكلَّم به، اختَفَى فجأةً، وانطفأ كأن لم يكن، وسُحِب من السوق كأنَّه بضاعة فاسدة، فانقَلَب في آخِر عمره فارِغ اليدين، إلا من بعض الدنانير أو بعض الثناء ممَّن لا يُغنُون عنه من الله شيئًا، فكان كصاحب بني إسرائيل: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ ﴾ [الأعراف: 175 - 176].

وهذا أسلوب القرآن في تشبيه الناس بما يُناسِبهم من مخلوقات الله - عزَّ وجلَّ - وعليه بنيت هذا المقال، وعلى هذا الأسلوب مشيت، وبه تمسَّكت، وبخُطاه استَرشدت فإن كان صوابًا فمن الله، وإن كان خطأ فمن غضبتي على هذا الدين وأهله، حين يستَبِيح عرضهم صاحبُ كلِّ قلم مستورد.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.35 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]