النبذة الحسنة في معنى حديث: (من سن في الإسلام سنة حسنة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 14 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          البلاء في حقك: نعمةٌ أو نقمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          شرح النووي لحديث: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          شرح النووي لحديث: ارم فداك أبي وأمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-07-2020, 02:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي النبذة الحسنة في معنى حديث: (من سن في الإسلام سنة حسنة)

النبذة الحسنة في معنى حديث: (من سن في الإسلام سنة حسنة)
عدنان بن عيسى العمادي


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وآله الطيبين، أما بعد:
فقد ثبت في السنة أن ناسًا جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأى سوء حالهم إذ أصابتهم حاجة؛ فحث الناس على الصدقة، فأبطؤوا عنه حتى رئي ذلك في وجهه، قال: ثم إن رجلًا من الأنصار جاء بصرَّة من وَرِقٍ، ثم جاء آخر، ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من سن في الإسلام سنة حسنة، فعمل بها بعده، كتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء))؛ [صحيح مسلم: ١٠١٧].

وعن أبي مسعود الأنصاري، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أُبْدِعَ بي فاحملني، فقال: ((ما عندي))، فقال رجل: يا رسول الله، أنا أدله على من يحمله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من دل على خير، فله مثلُ أجر فاعله))؛ [صحيح مسلم: ١٨٩٣].

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من أحيا سنة من سنتي، فعمل بها الناس: كان له مثل أجر من عمل بها، لا ينقص من أجورهم شيئًا، ومن ابتدع بدعة، فعمل بها: كان عليه أوزار من عمل بها، لا ينقص من أوزار من عمل بها شيئًا))؛ [سنن ابن ماجه: ٢٠٩]، وفي لفظ: ((إنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي، فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ومن ابتدع بدعة ضلالة لا ترضي الله ورسوله، كان عليه مثل آثام من عمل بها، لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئًا))؛ [سنن الترمذي: ٢٦٧٧].

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من دعا إلى هدًى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا))؛ [صحيح مسلم: ٢٦٧٤].

فهذه الأحاديث - وفقنا الله وإياك لمرضاته - جميعها يدل على أن من عمل بسنة قد قل العمل بها أو أميتت، أو دعا إلى سنةٍ أو عملِ خيرٍ، أو أعان على عمل خير من أعمال الشريعة الغراء - فإن له مثل أجور من تبعه وعمل بما دعا إليه.. وأن من ابتدع في الدين أي بدعةٍ محدثةٍ زائدةٍ على ما شرعه الله ورسوله، فإنه يحمل أوزاره وأوزار من اتبعه في بدعته ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ [النحل: 25].

والسنَّة السيئة: هي كل ما أُحدِثَ من العبادات والاعتقادات التي لم تعرف عن السلف الأوائل - وهم ﴿ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ﴾ - والتي لم يجئ فيها نص ولا برهان؛ بدلالة قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((وإياكم ومحدَثاتِ الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة))؛ فـ "كل" من ألفاظ العموم؛ فتعم جميع المحدثات والبدع، سواء كانت حسنةً في نظر من ابتدعها، أو سيئة ظاهرة المعارضة للشرع؛ إذ كل ما خالف نص الوحيين فليس بحسن، وكل ما زاد عنهما من العبادات والاعتقادات فليس بشرع.

ومعنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من سن في الإسلام سنة حسنة)) في الحديث الأول: هو إحياء سنة من الدين، منصوصٍ عليها في الكتاب والسنة، ومعمولٍ بها عند السلف الأول؛ بدلالة قصة الحديث الذي صدرت بها المقال، وبدلالة باقي النصوص التي ذكرتها، ولحديث: ((من دعا إلى هدى))، والهُدى لا يكون إلا من الشرع؛ إذ الهدى هو ما جاء به الله عز وجل في كتابه أو على لسان أنبيائه عليهم السلام؛ إذ يقول تعالى في موضعين من كتابه: ﴿ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى ﴾ [البقرة: 120، الأنعام: 71].. ومن السنة الحسنة أيضًا: كل ما كان له أصلٌ في الشرع من الطاعات، "وإن لم يكن مثاله موجودًا؛ كنوعٍ من الجود والسخاء وفعل المعروف، فهذا فعله من الأفعال المحمودة، وإن لم يكن الفاعل قد سبق إليه"؛ [انظر تفسير القرطبي: الآية: ١١٧ من سورة البقرة]، ومثاله الثابت في السنة ما ذكر في أول المقال من البدء بنوعٍ من الصدقة استحث الناس على الاقتداء به، فهذا رجل تصدق وسبق بنوعٍ لم يسبق إليه، وقد كان أصل الصدقات وجنسها مشروعًا.

قال الشاطبي - غفر الله له -: "ليس المراد بالحديث الاستنان [سنة حسنة] بمعنى الاختراع، وإنما المراد به العمل بما ثبت من السنة النبوية؛ وذلك من وجهين:
أحدهما: أن السبب الذي لأجله جاء الحديث هو الصدقة المشروعة...

الوجه الثاني من وجهي الجواب: أن قوله: ((من سن سنة حسنة)) و((من سن سنةً سيئةً)) لا يمكن حمله على الاختراع من أصلٍ؛ لأن كونها حسنةً أو سيئةً لا يُعرَف إلا من جهة الشرع".

قال ابن عمر - رضي الله عنهما -: "كل بدعة ضلالة، وإن رآها الناس حسنة"؛ [الإبانة الكبرى: ٢٠٥]، وقال حذيفة - رضي الله عنه -: "كل عبادة لا يتعبدها أصحاب رسول الله فلا تَعَبَّدُوها؛ فإن الأول لم يَدَعْ للآخِرِ مقالًا؛ فاتقوا الله يا معشر القراء، وخُذوا طريق مَن كان قبلكم"؛ [الحوادث والبدع: ص ١٤٩].

فهذان صحابيان جليلان تفقَّهَا في حديث نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: ((كل بدعة ضلالة))؛ فبيَّنا أن العمل المشروع للأمة هو ما كان عليه الصحابة، وأن كل ما خالفه فهو ضلالة، ولا يعرف أن أحدًا من الصحابة خالفهما في تفسيرهما..

قال القرطبي - رحمه الله - في تفسيره شارحًا حديث: ((وكل بدعة ضلالة)): "يريد ما لم يوافق كتابًا أو سنَّةً أو عمل الصحابة رضي الله عنهم"؛ [الآية: ١١٧ من سورة البقرة].

ويؤكده ما جاء في حديث الافتراق المشهور من قوله صلى الله عليه وآله وسلم في نعت الفرقة الناجية: ((مَن كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي))؛ [المعجم الأوسط للطبراني: ٧٨٤٠، وغيره]؛ أي: في أمور الشرع من العقائد والعبادات، لا أمور الدنيا.

وكذلك ذم الله تعالى من اتبع غير سبيل المؤمنين بقوله سبحانه: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115]، والمؤمنون الذين أمرنا بمتابعتهم هم السابقون الأولون من الصحابة رضوان الله عليهم؛ إذ يقول عز وجل: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].

والشريعة - رعاك الله - لا تؤخذ مجزأةً مفرقة كل حديثٍ يفهم فهمًا مستقلًّا، بل تفهم النصوص مجتمعةً، يفسر بعضها بعضًا، وإذا أخذت مجزأة انحرفت فيها الفُهومُ وضلَّت، وقد أخذ بعضهم حديثًا من هذا الباب وفهموا منه جواز إحداث العبادات والأعمال الصالحة في نظرهم التي لم يأتِ بها الشرع، وتركوا بقية أحاديث الباب التي ذكرتها مفسرةً للمعنى الصواب.

أخيرًا: قال عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله -: "أوصيك بتقوى الله، والاقتصاد في أمره، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وترك ما أحدث المحدِثون مما قد جرت سنته، وكفوا مؤنته؛ فعليك بلزوم السنة؛ فإن السنة إنما سنَّها مَن قد عرف ما في خلافها من الخطأ والزلل والحُمق والتعمق؛ فارضَ لنفسك بما رضي به القوم لأنفسهم؛ فإنهم على علم وقَفوا، وببصر نافذٍ قد كفوا، ولَهُمْ كانوا على كشف الأمور أقوى، وبفضلٍ لو كان فيه أحرى..."؛ [سنن أبي داود: ٤٦١٢]؛ فيا عبد الله، لن تكون خيرًا من أصحاب نبيك في عبادتهم واعتقادهم، ولن تصل إلى خير مما وصلوا إليه، ومما علمهم إياه نبيك ونبيهم صلى الله عليه وآله وسلم؛ فاحذر أن تجاوز حدود الله؛ فتظلم نفسك؛ "فما لم يكن يومئذ دينًا، فلا يكون اليوم دينًا"، وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين..

وكتبه: عدنان بن عيسى العمادي - غفر الله له ولوالديه والمسلمين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.73 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.17%)]