|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الكهرباء واستخدام مصادر المياه
الكهرباء واستخدام مصادر المياه الشيخ طه محمد الساكت اكتب مقالةً بيِّن فيها ما تجنيه الأمَّة المصرية من استخدام مساقط الماء في سدِّ أسوان للحصول على الكهرباء، وسبب تأخيرها. مسكينة يا مصر! حظُّ أهلك منك الحرمان والشَّقاء، وحظ الأجانب الثروة والرَّخاء، أرضك منابع الذَّهب، ونيلك ينبوع الثَّروة، ولكن واأسفاه! كأنْ قد كُتِب عليكِ أن تظلي دهرك خادمة لغيرك، محرومة خيرك. هذا خزَّان أسوان إحدى المزايا الطبيعية، بل إحدى العطايا الإلهيَّة، لو رُزقَت مصر رجالًا عاملين مخلصين، لاستخدموا مساقطَ هذا الخزان في توليد الكهرباء، وهنالك حَدِّث عن الرفعة الشماء والعزَّةِ القعساء، والخيرِ العميم والفضل العظيم، ولا لومَ عليك ولا تثريب. وإن تعجَب فعجَب أن يمضي على هذا الخزان عهد بعيد يناهز نصف قرن دون أن ينتفع المصريون بهذا المشروع الجليل، وها هم أولاء لا يزالون كسالى عن تنفيذه، ولا يعلم إلَّا الله متى ينهضون، ويكترثون. وايم اللهِ، لو أنَّ أمَّةً من الأمم قُدِّر لها ما قدِّر للمصريين من مثل هذه الهبة الربانيَّة لانتفعوا به أيَّما انتفاع، ولأَتوا بالعجائب المدهشات. قد يحتجُّ بعض الناس بأن تأخير هذا المشروع يرجع إلى ضَعف الخزانة، وحاجة الأمَّة إلى المال، ولعمري إنها لحجَّة أَوْهى من بيت العنكبوت، فها هي تي الحكومة تنفِق الأموالَ الطائلة ذات اليمين وذات الشمال في استيراد الفحم لتسيير القاطرات والآلات، وفي استيراد السِّماد والمواد الكيميائية، إلى غير ذلك مما لا يدخل تحت حساب، ولو أنها عملَت على ادِّخار هذه الأموال الباهظة لتوليد الكهرباء لكانت في غِنًى عن التبديد والإسراف. إنَّ من أعظم الفوائد التي تجنيها الأمَّة من توليد الكهرباء باستخدام هذا الخزان تعميمَ الإنارة في القُطر المصري، وتسييرَ القاطرات والآلات، وترقية القُطر ترقيةً صناعية ذات شأن بما يكون فيه من المصانع العظيمة، واستغناءه بالمواد الكيميائية عن استيرادها من الخارج. وفي هذا كله - ولا ريب - حماية للصحَّة العامَّة، ووقاية للناس من ضرر الفحم وزيت الإضاءة، وفيه وقفٌ للمجرمين عند حدِّهم؛ إذ لا يكثر الأذى والإضرار إلَّا في غياهب الظلمات... لو أنَّ لي إلمامًا بفنِّ الكهرباء وخبرة بعلم الكيمياء لوفَّيتُ هذا الموضوع ما يجب له من العناية والتقدير، ولكن حسبي أن أقول: إنَّ مصر مسكينة محرومة، ولو كُتِب لها الخير والسعادة لنهضَت بإنفاذ هذا المشروع الجليل، وحقَّ لها أن تتسنم ذروة العزِّ والفخار، وأن ترفع رأسها عاليًا بين الأمم. ملاحظة: نظرًا لعدم خبرتي العلمية بالفوائد كلها غلَّبتُ النَّاحيةَ الأدبية في الموضوع على الناحية العلمية.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |