أصول الحوار وآدابه في الإسلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 32 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859160 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393480 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215764 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-10-2023, 09:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي أصول الحوار وآدابه في الإسلام

أصول الحوار وآدابه في الإسلام (1)


يراد بالحوار والجدال في مصطلح الناس: المناقشة بين طرفين أو أطراف، يُقصد بها تصحيح كلامٍ، وإظهار حجَّةٍ، وإثبات حقٍ، ودفع شبهةٍ، وردُّ الفاسد من القول والرأي.



والغاية من الحوار التعاون من المُتناظرين على معرفة الحقيقة والتَّوصُّل إليها، ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها، والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق، وإقامةُ الحجة ودفعُ الشبهة والفاسد من القول والرأي وإيجاد حل وسط يرضي الطرفين والتعرُّف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى، وهو هدف تمهيدي مهم، وأخيراً البحث والتنقيب، من أجل الاستقصاء والاستقراء في تنويع الرُّؤى والتصورات المتاحة، من أجل الوصول إلى نتائج أفضل وأمْكَنَ، ولو في حوارات تالية، وهذه هي الغاية الأصلية، وهي جليَّة بيِّنة.

والخلاف واقع بين الناس في مختلف الأعصار والأمصار، وهو سنَّة الله في خلقه؛ قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ < إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} (هود:118ـ119) يقول الفخر الرازي: «والمراد اختلاف الناس في الأديان والأخلاق والأفعال».
إنّ بدْءَ الحديث والحوار بمواطن الاتفاق طريق إلى كسب الثقة وفُشُوِّ روح التفاهم، ويصير به الحوار هادئاً وهادفاً.
ومن أصول الحوار نذكر الآتي:
- الأصل الأول:
1. تقديم الأدلة المُثبِتة أو المرجِّحة للدعوى.
2. صحة تقديم النقل في الأمور المنقولة.
وفي هذين الطريقين جاءت القاعدة الحوارية المشهورة: «إن كنت ناقلاً فالصحة، وإن كنت مدَّعياً فالدليل».
وفي التنزيل جاء قوله سبحانه: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (البقرة: 111).
- والأصل الثاني:
سلامة كلامِ المناظر ودليله من التناقض ؛ فالمتناقض ساقط بداهة.
- والأصل الثالث:
ألا يكون الدليل هو عين الدعوى؛ لأنه إذا كان كذلك لم يكن دليلاً، ولكنه إعادة للدعوى بألفاظ وصيغ أخرى. وعند بعض المُحاورين من البراعة في تزويق الألفاظ وزخرفتها ما يوهم بأنه يُورد دليلاً. وواقع الحال أنه إعادة للدعوى بلفظ مُغاير، وهذا تحايل في أصول الحوار لإطالة النقاش من غير فائدة.
- والأصل الرابع:
الاتفاق على منطلقات ثابتة وقضايا مُسَلَّمة، وهذه المُسَلَّمات والثوابت قد يكون مرجعها؛ أنها عقلية بحتة: كحُسْنِ الصدق، وقُبحِ الكذب، وشُكر المُحسن، ومعاقبة المُذنب. أو تكون مُسَلَّمات دينية لا يختلف عليها المعتنقون لهذه الديانة أو تلك.
وبالوقوف عند الثوابت والمُسَلَّمات، والانطلاقِ منها يتحدد مُريد الحق ممن لا يريد إلا المراء والجدل والسفسطة.
- والأصل الخامس:
التجرُّد، وقصد الحق، والبعد عن التعصب، والالتزام بآداب الحوار وذمّ التعصب ولو كان للحق.
- والأصل السادس:
أهلية المحاور:
1. من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من كان على الباطل.
2. من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يعرف الحق.
3. من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يجيد الدفاع عن الحق.
4. من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يدرك مسالك الباطل.
والذي يجمع لك كل ذلك: العلم.
قال الشافعي رحمه الله: «ما جادلت عالماً إلا وغلبته، وما جادلني جاهل إلا غلبني! «. وهذا التهكم من الشافعي - رحمه الله - يشير إلى الجدال العقيم، وهو الذي يجري بين غير المتكافئين.
- والأصل السابع:
قطعية النتائج ونسبيَّتها: ومعناه أن الرأي الفكري نسبيُّ الدلالة على الصواب أو الخطأ، والذين لا يجوز عليهم الخطأ هم الأنبياء عليهم السلام: «رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب».
يقول ابن تيمية رحمه الله: «وكان بعضهم يعذر كل من خالفه في المسائل الاجتهادية، ولا يكلفه أن يوافقه فهمه» ا هـ.
ويكون الحوار فاشلاً إذا انتهى إلى نزاع وقطيعة، وتدابر ومكايدة وتجهيل وتخطئة.



اعداد: محمد الراشد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-10-2023, 03:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أصول الحوار وآدابه في الإسلام

أصول الحوار وآدابه في الإسلام (2)


تكلمنا في المقال السابق عن غاية وأصول الحوار وكيف يكون ناجحاً أو فاشلاً, والآن سنتطرق إلى آداب الحوار والسلوك الذي ينبغي للمحاور أن يسلكه.
فآداب الحوار:
1. التزام القول الحسن، وتجنب منهج التحدي والإفحام:
إن من أهم ما يتوجه إليه المُحاور في حواره، التزام الحُسنى في القول والمجادلة، ففي محكم التنزيل: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن} (الإسراء:53). {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن} (النحل:125).
ومن الأدب عدم استخدام ضمير المتكلم إفراداً أو جمعاً ؛ فلا يقول: فعلتُ وقلتُ، وفي رأيي، ودَرَسْنا، فهذا ثقيل في نفوس المتابعين والناس يشمئزون من المتعالم المتعالي، ومن اللائق أن يبدله بضمير الغيبة فيقول: يبدو للدارس، وتدل تجارب العاملين، ويقول المختصون، وفي رأي أهل الشأن، ونحو ذلك.
2. الالتزام بوقت محدد في الكلام:
ينبغي أن يستقر في ذهن المُحاور ألا يستأثر بالكلام، ويستطيل في الحديث، ويسترسل بما يخرج به عن حدود اللباقة والأدب والذوق الرفيع.
يقول ابن عقيل في كتابه فن الجدل: «وليتناوبا الكلام مناوبة لا مناهبة، بحيث ينصت المعترض للمُستَدِلّ حتى يفرغ من تقريره للدليل، ثم المُستدِلُّ للمعترض حتى يُقرر اعتراضه، ولا يقطع أحد منهما على الآخر كلامه وإن فهم مقصوده من بعضه». ومن المفيد أن تعلم أن أغلب أسباب الإطالة في الكلام ومقاطعة أحاديث الرجال يرجع إلى ما يلي:
أ. إعجاب المرء بنفسه.
ب. حبّ الشهرة والثناء.
ج. ظنّ المتحدث أن ما يأتي به جديد على الناس.
د. قِلَّة المبالاة بالناس في علمهم ووقتهم وظروفهم.
3. حسن الاستماع وأدب الإنصات وتجنب المقاطعة: قال الحسن بن علي لابنه، رضي الله عنهم أجمعين:
«يا بنيّ إذا جالست العلماء ؛ فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلًم حُسْنَ الاستماع كما تتعلم حسن الكلام، ولا تقطع على أحد حديثاً ـ وإن طال ـ حتى يُمسك».
4. تقدير الخصم واحترامه: ينبغي في مجلس الحوار التأكيد على الاحترام المتبادل من الأطراف، وإعطاء كل ذي حق حقه، والاعتراف بمنزلته ومقامه، فيخاطب بالعبارات اللائقة، والألقاب المستحقة، والأساليب المهذبة.
5. حصر المناظرات في مكان محدود: يذكر أهل العلم أن المُحاورات والجدل ينبغي أن يكون في خلوات محدودة الحضور ؛ قالوا: وذلك أجمع للفكر والفهم، وأقرب لصفاء الذهن، وأسلم لحسن القصد، وإن في حضور الجمع الغفير ما يحرك دواعي الرياء، والحرص على الغلبة بالحق أو بالباطل.
ومما استدل به على ذلك قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} (سبأ:46).
6. الإخلاص: أن يدفع عن نفسه حب الظهور والتميُّز على الأقران، وإظهار البراعة وعمق الثقافة، والتعالي على النظراء والأنداد؛ فإن قَصْدَ انتزاع الإعجاب والثناء واستجلاب المديح، مُفسد للأمر صارف عن الغاية.
والخلاصة من مقالنا هذا أن الحجة القوية، والحوار الهادئ المقنع الرزين، من صاحب عقل وفهم وعلم، يفعل في كثير من الأحيان ما لا تفعله الحروب، وقد أكّد على هذا الكلام الشيخ عبدالله المنيع في جلسة كانت معه في مكتب العم طارق العيسى حيث أثنى على ديوانيات الكويت، واقترح على أهل الديوانيات استضافة أهل العلم ليقيموا حوارات مع المخالفين بالحكمة والموعظة الحسنة، ففيه خير كبير لقبول الحق.


اعداد: محمد الراشد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.97 كيلو بايت... تم توفير 2.18 كيلو بايت...بمعدل (3.62%)]