تحرير مخرج حرف الضاد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216102 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7830 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859637 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393977 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 86 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-01-2024, 11:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي تحرير مخرج حرف الضاد

تحرير مخرج حرف الضاد
عبدالله بن يوسف الأحمد



الحمد لله؛ أما بعد:
في حرف الضاد اليوم وتحقيق صفة الاستطالة في نطقه طرائق تنتهي إلى وجهين اثنين، وقولين مشهورين للمعاصرين، والأقرب إلى تحريرات العلماء ما ينطقها به الأعراب في جزيرة العرب، وكذلك كبار السن الذين لم يختلطوا بالأعاجم في صغرهم؛ كالشيخ ابن باز، وابن عثيمين، وابن جبرين، وقد ذكر شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى 23/ 350) أن الضاد والظاء في السمع شيء واحد، ولما كانا بهذا القرب عسُر على الأعاجم إدراك الفرق بينهما في النطق، فجنحوا إلى خلق هذا التفاوت المنتشر اليوم على ألسنة القرَّاء حتى صارت الضاد شبيهة بالطاء، ولا يُعرَف لهذا التفريق بين الضاد والظاء أصل في كلام العرب وتقريرات العلماء.


ولِما للأعاجم من فضل في الإسلام، ومشاركة في التدوين والرواية، فقد انتشرت الضاد المحدَثة أثناء إقرائهم الناس وتعليمهم، والضاد المحدثة هي الضاد التي عدَّها بعض المعاصرين قولًا ثانيًا.


وعندي في كل وجه من نطقها إجازة مسندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم بالصواب.


ولقرب مخرجي الظاء والضاد، ودخول الأعاجم بين المسلمين في حواضر العلم؛ كمكة والمدينة، والقدس ودمشق، وبغداد ومصر؛ فقد صنف أبو بكر الصابوني الشاعر في القرن السادس كتاب (معرفة الفرق بين الضاد والظاء).


كما أثَّر قرب مخرجيهما ودقة الفرق بينهما في الحكم الفقهي لمن نطق الضاد في فاتحة الصلاة ظاء؛ فالفقهاء تتابعت تقريراتهم في باب الصلاة من كتب الفقه على أن من نطق الضاد ظاء في الفاتحة صحَّت صلاته، وإن اختلفوا في حكم إمامته.


وذلك خلافًا لمن استبدلها بالطاء المطبَّقة أو الدال المفخمة، فإنهم يبطلون صلاته لانخرام ركن الفاتحة فيها بما لا وجه له في لسان العرب.


قال ابن كثير في مقدمة تفسيره:
الصحيح من مذاهب العلماء أنه يُغتفَر الإخلال بتحرير ما بين الضاد والظاء لقرب مخرجيهما؛ وذلك أن الضاد نخرجها من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس، ومخرج الظاء من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا، ولأن كلا الحرفين من الحروف المجهورة، ومن الحروف الرخوة، ومن الحروف المطبقة؛ فلهذا كله اغتُفر استعمال أحدهما مكان الآخر لمن لا يميز ذلك والله أعلم؛ ا.ه‍.


فتأمل كيف تشابهت صفات الظاء والضاد في الجهر والإطباق والرخاوة؛ بحيث إن الضاد لا تتميز عن الظاء، إلا بمحل النطق وصفة الاستطالة، وانظر ما أُحدث فيها اليوم حتى صار حرف الطاء والدال المفخمة أقرب إلى الضاد المحدثة من الظاء في سمع السامع، خلافًا لوصف العلماء.


وقال محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية في جواب على سؤال فيه أن إمامًا غيَّر نطق حرف الضاد:
قال: هؤلاء الأعاجم الذين ذكرتم إن كانوا لا يستطيعون النطق ببعض الحروف؛ لأن ألسنتهم لا تساعدهم على النطق بها لعجمتهم، فهم معذورون؛ لقوله تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]، مع أن العلماء سهَّلوا في إبدال الضاد ظاء لا سيما من يُعجِزه النطق بالضاد.


ومن أسباب انتشار الضاد الأعجمية المحدثة المنتشرة في مصر والشام لدينا:
أن المشايخ المقرئين قدموا من خارج البلاد، وتفرغوا وتصدروا لإقراء الناس القرآن، ونُصِّبوا لتعليم الصبيان القاعدة النورانية، فتلقَّف المتعلمون كلَّ ما لديهم بلا تمييز، وأغلبه حق بحمد الله، ولكن نطق الضاد أحد مواطن الإشكال.


وقد كنت قبل البحث والوصول إلى هذه النتيجة أعجب من نفسي، كيف أنطق الضاد من رمضان بالطريقة المصرية في قول الله: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185] في المحراب، بينما أنطقها بطريقة أخرى أثناء الحديث العام والكلام العفوي، والكلمة هي هي، فهل كانت العجمة في لساني أو في الضاد؟


وهذا ما انتهى إليه شيخنا د. عبدالله الأنصاري أستاذ اللغة العربية بجامعة الإمام، والشيخ سعد يوسف سنبل المقرئ المعروف بمدينة الرياض، والشيخ د. جَلُّول بن إبراهيم سالمي المقرئ بالقراءات العشر، وجمع من أهل العلم والتحقيق، وكذلك المقرئون الذين جمعوا علم الدراية باللغة وعلوم القرآن إلى علم الإسناد والرواية.


وكذلك الشيخ غانم قدوري الحمد انتهى في بحثه إلى أن الضاد التي يتلقاها الطلاب عن المشايخ المصريين حفظهم الله، إنما هي طاء مجهورة أو دالٌ مطبقة.


وقد حدثني شيخي عبدالله الأنصاري أنه لا يكاد يضبط الضاد الفصيحة من لم ينشأ في صغره بين أبَوينِ عربيين.


قال العيني في عمدة القاري بشرح صحيح البخاري (19/ 21):
"إتقان الفصل بين الضاد والظاء واجب، ومعرفة مخرجهما لا بد منه للقارئ؛ فإن أكثر العجم لا يفرقون بين الطرفين".


وقد رجح جماعة من أهل العلم والتحقيق في القرون المتأخرة أن الضاد العربية هي التي لا زال العرب ينطقونها في اليمن وعمان وتهامة ونجد وبادية العراق وسيناء والصحراء الكبرى بإفريقية، إلى غيرها ممن لم تزدحم أقطارهم بالأعاجم.


وقد أحسن البيان ومعالجة الخطأ المعاصر في نطق حرف الضاد أحد المتخصصين في اللغة العربية بجامعة الملك خالد؛ وهو الدكتور محمد العمري، وذلك في كلام منشور على الشبكة بعنوان: الفرق بين نطق الضاد والظاء؛ كما في الرابط:
https://twitter.com/noor3agl/status/1550457513241346055?t=TRtbF6sSJcQ-u2ursIumeQ&s=08-
رابط بديل:
https://youtu.be/tpFsr9tQq5g?si=giFlyM5lU5RgSv9c

وتأملت كلام سيبويه مرارًا، وكلام الخليل بن أحمد في القرن الثاني في كتاب العين وغيرهم من العلماء المتقدمين الذين أدركوا العرب الصُّرَحاء، ووصفوا نطقهم، فوجدته موافقًا لنطق شِيباننا (كبار السن) في نجد والسراة وتهامة واليمن.


وفي ذلك يقول الشيخ مكي بن أبي طالب (ت 437هـ) في الرعاية: "الضاد المعجمة يشبَّه لفظها بلفظ الظاء المعجمة".


وقال: "الظَّاء المعجمة يشبه لفظها في السمع لفظ الضاد؛ لأنهما من حروف الإطباق، ومن الحروف المستعلية، ومن الحروف المجهورة، ولولا اختلاف المخرجين لهما، وزيادة الاستطالة التي في الضاد، لكانت الظَّاء ضادًا".


وقال ابن الجزري في مقدمته:
والضاد باستطالة ومخرجِ ميز من الظاء وكلها تجي

وقال شمس الدين ابن النجار (ت 870ه): "قلت: وبعضهم يخرجها ممزوجة بالدال أو بالطَّاء المهملة فيصير لفظها إذا تحقق في السمع قريبًا من لفظ الدال والطَّاء، وهم أكثر المصريين وبعض أهل المغرب، ويزعم أن هذا هو الصواب، وهذا خطأ محض، وتبديل فاحش، وإنما أوقعهم في ذلك عدم أخذهم عن العلماء المحققين، وممارستهم لمخارج الحروف وصفاتها".


وقال: "واعلم أن لفظ الضاد يشتبه بلفظ الظَّاء المعجمة؛ وذلك لأن الظاء يشارك الضاد في أوصافه المذكورة غير الاستطالة؛ فلذلك اشتد شبهه به، وعسر التمييز بينهما، واحتاج القارئ في ذلك إلى الرياضة التامة".


وسئل الشيخ الألباني عن هذه المسألة فقال: "إن العرب أنفسهم يختلفون في نطق الضاد، وإن الضاد المصرية والشامية تختلف تمامًا عن الضاد العراقية والضاد النجدية... ونطق أهل نجد وأهل العراق أقرب إلى الصواب من النطق الذي ينطقه المصريون والشاميون".


والجواب بصوته في الرابط الآتي:
https://youtu.be/oIittE83_5A?si=gjnmhTL7ErtAuILv


وقد جربت أن أنطق الضاد طاءً في جملة: ﴿ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7]، وجعلتها: ولا الطالين، فإذا هي أقرب الأشياء شبهًا بالضاد المصرية والشامية، وسمعها مني من معي، فحسبها ضادًا مصرية أو شامية، ولم يخطر بباله أنها طاء.


كما أن نطقها بالطريقة المحدثة يخرم الجرس والإيقاع الصوتي المنتظم في الحروف العربية الأخرى، ويحدث نشازًا، بل قد يترتب عليه فصل الكلمة الواحدة بوقف يسير في المنتصف؛ في مثل: اضطر، ومضطبع، ومضطجع.


فإن قلت: كيف أنطق الظاء؟ وكيف أنطق الضاد؟
فالجواب أن من أوضح الفروق إخراجَ اللسان في الظاء ذات العصا؛ كما قال ابن تيمية (مجموع الفتاوى 23 / 350): "مخرج الضاد الشدق، ومخرج الظاء طرف الأسنان"؛ ا.ه‍.


وختامًا، أذكِّر بمعنى شريف أشار له الغزالي في إحياء علوم الدين (3/ 401)، قال في باب ذم الغرور: "وفرقة أخرى تغلب عليهم الوسوسة في إخراج حروف الفاتحة، وسائر الأذكار من مخارجها، فلا يزال يحتاط في التشديدات، والفرق بين الضاد والظاء، وتصحيح مخارج الحروف في جميع صلاته، لا يهمه غيره، ولا يتفكر فيما سواه ذاهلًا عن معنى القرآن والاتعاظ به، وصرف الفهم إلى أسراره.


وهذا من أقبح أنواع الغرور؛ فإنه لم يكلف الخَلق في تلاوة القرآن من تحقيق مخارج الحروف إلا بما جرت به عادتهم في الكلام"؛ ا.ه‍.


ويشهد لكلام الغزالي قول الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ﴾ [القمر: 17]؛ أي: للتلاوة، وقوله سبحانه: ﴿ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ﴾ [ص: 86]، وقد جاء التكلف في سياق النفي فيفيد العموم.


اللهم اهدنا لِما اختُلف فيه من الحق بإذنك.
اللهم صلِّ وسلم على رسول الله.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.04 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.03%)]