إرواء الظمآن في ختام شهر رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7821 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 48 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859411 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393770 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215937 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 78 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-04-2023, 11:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي إرواء الظمآن في ختام شهر رمضان

إرواء الظمآن في ختام شهر رمضان


ها هو رمضان في أواخره، انسلَخ رمضان الذي أوَّله رحمة، وأوسطه رحمة، وآخره رحمة، رمضان الذي كلُّه بركة، رمضان الذي كلُّه عتقٌ من النيران، هذا الشهر ولَّى ولم يبقَ منه إلا يومٌ أو يومان، والقليل الذي فيه، فيه خيرٌ كثير بعمل يسير، فمن فاتته العبادةُ والطاعةُ في أوَّله، فليجتهد في آخره، فهناك أملٌ ورجاءٌ أن تكون ليلةُ التاسعِ والعشرين هي ليلةُ القدر، هناك وأمل ورجاء في ذلك، فلنغتنِم ما تبقى من هذا الشهر، في الطاعة والعبادة والذكر.


وفيه ختامِ هذا الشهر، فلنخرج زكاةَ الفطر التي هي بمثابة سجدتي السهو في الصلاة، فتجبران ما حدث فيها من خلل، أو زيادة أو نقص، وكذلك فريضةُ الصيام خُتمت بزكاة الفطر في آخر أيامه، تُجبر الخللَ من اللغوِ والرفث، وتكون عونًا للفقراء والمساكين، يفرَحون بها يوم العيد، فزكاة الفطر وتسمى صدقةُ الفطر، وتسمى الفِطْرة؛ هي فريضة من الفرائض، قال ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى العَبْدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ»، البخاري (1503)، فهل تخرج شرعًا من الذهب أو من الفضة؟ أو من الأنعام أو من الثياب؟

والجواب عند أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: «كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ»، (البخاري (1506)، والأَقِطُ هو اللبن المجفف؛ أي: تقريبًا ثلاث كيلو من الطعام.

أما وقتها فيجوز إخراجُها قبل صلاة العيد، فكَانَ ابْنِ عُمَرَ «يُخْرِجُ زَكَاتَهُ إِلَى الْمُصَلَّى قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ»، مسند ابن الجعد (ص: 443، رقم 3018)، فلها ثلاثة أوقات: وقت وجوب بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وجبت زكاة الفطر، ووقت فضيلة وهو بعد صلاة الصبح من يوم العيد، وقبل الصلاة، ووقت جواز قبل العيد بيوم أو يومين، أو ثلاثة، ولا يجوز إخراجها بعد صلاة العيد عمدًا دون عذر، فتصبح صدقة من الصدقات.

وعمَّن تُخرَج؟

قال نافع فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ «يُعْطِي عَنِ الصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ، حَتَّى إِنْ كَانَ لِيُعْطِي عَنْ بَنِيَّ»، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا، وَكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ»، (البخاري (1511)) .

وبزكاة الفطر في آخر رمضان ينتهي الصيام، ويختم على ما قدمنا؛ من طاعات وعبادات، وأعمال صالحات، تجدُ حصيلته يوم القيامة، يوم الحسرة والندامة، {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88، 89].

ثم يبدأ بغياب شمس آخر يوم من رمضان وبرؤية هلال شوال، أول أشهر الحج، أوَّل شهر منها شوال، وهو يبدأ بيوم العيد؛ عيد الفطر، فبغروب شمس آخر يوم من رمضان نبدأ بالأعمال والأذكار، بالتكبير؛ (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد)؛ امتثالًا لقول الله عز وجل: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185].

والتكبير ليلة عيد الفطر ينتهي إلى صعود الإمام المنبرَ لأداء صلاة العيد، وخطبة العيد، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكَبِّرُ يَوْمَ الْفِطْرِ مِنْ حِينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى يَأتِيَ الْمُصَلَّى)، (ك) (1105)، (قط) (ج2/ ص44 ح6)، (هق) (5926)، وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث: (650)، وصَحِيح الْجَامِع: (5004).

والأطفال والنساء يخرجون إلى مصلى العيد، وكذا العجائز وكبار السن والصبايا، الكل يخرج؛ لأنه يوم عيد، لماذا نخرج في هذه اليوم اسمع إلى ما قالته أُمُّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةُ رضي الله عنها: (كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ؛ حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا، حَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ، وفي رواية: (يُكَبِّرْنَ مَعَ النَّاسِ)، (م) 11- (890)، (وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ)، (خ) (928)، (م) 11- (890)، (هق) (6036)،

وهذا فيه أيضًا جواز رفع صوتهنَّ بالذكر المشروع يسمعن أنفسهنَّ كتكبير العيدين، الله أكبر ولله الحمد.

ويُسْتَحَبُّ في هذا اليوم يوم العيد، لمن خرج إلى العيد ألا يخرج إلا بعد أَنْ يَأكُلَ تمرات أو نحوها لا يخرج صائمًا فيتشبه بالأمس، اليوم يختلف عن الأمس فِي يَوْمِ اَلْفِطْرِ قَبْلَ الصَّلَاة، فقد (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ) (جه) (1754)، (إِلَى الْمُصَلَّى) (ت) (543)، (حَتَّى يَأكُلَ تَمَرَاتٍ) (خ) (910)، (جه) (1754)، (ثَلاَثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ سَبْعًا، أَوْ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وِتْرًا)، (ك) (1090)، (هق) (5950)، (حم) (12290). هذه هي سنة الخروج إلى المصلى يوم العيد.

ويُسْتَحَبُّ الْغُسْل فِي يَوْمِ الْعِيدِ، فقد (سَأَلَ رَجُلٌ عَلِيًّا رضي الله عنه عَنِ الْغُسْلِ؟) وهل يستحبُّ في ذلك اليوم أو لا؟ فبيَّن الأغسالَ المشروعة التي يؤجر عليها الإنسان، فقَالَ: (اغْتَسِلْ كُلَّ يَوْمٍ إِنْ شِئْتَ)، فَقَالَ: (لَا! الْغُسْلُ الَّذِي هُوَ الْغُسْلُ؟) قَالَ: (يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَوْمَ عَرَفَةَ، وَيَوْمَ النَّحْرِ، وَيَوْمَ الْفِطْرِ)، (هق) (5919).

ويستحب لُبْسُ أَحْسَنِ الثِّيَابِ، وأنظفِها وأطهرِها يَوْمَ الْعِيد، فقد (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُ يَوْمَ الْعِيدِ بُرْدَةً حَمْرَاءَ)، (طس) (7609)، (البْرُدُ والبُرْدة): الشَّمْلَةُ المخطَّطة، وقيل: كِساء أسود مُرَبَّع فيه أعلام.

و(مِنْ السُّنَّةِ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا، وَأَنْ تَأكُلَ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ)، (ت) (530)، (جه) (1296)، (هق) (5941).

ولا ننْسَ ونحن راجعون من المصلى أن نرجع من طريق غير الذي أتينا منه، حتى نكسب الثواب والحسنات، ولا ننسَ الفقراء والمساكين، وعلينا أن نتقيَ الله سبحانه وتعالى، فلا نرتكبُ المحرمات في يوم البركات، فلا نحرم أنفسنا من الأجر والثواب في هذا اليوم بالخصومات، فلا نخاصم مسلمًا، حتى لا يقال لنا: «.. أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا»، (م) (2565)، وهذا على مستوى الأفراد، فكيف إن كان بمستوى الأحزاب والفرق، والفصائل والجماعات؟

هل يأتي العيدُ ونحنُ في هذه المخاصمات والانقسامات والمهاترات؟! ونبقى يقال لنا: "أنظِروا هذين حتى يصطلحا"؟ فلا تنزلُ علينا البركات ولا الرحمات، ولا ترفعُ لنا الأعمالُ الصالحات؟ وأين الثلاثون يومًا من الصيام والصدقات والقيامِ والاعتكافِ، وما عمِلنا من طاعات وعبادات؟! ثم يقال: "أنظِروا هذين حتى يصطلحا"، فمتى نصطلح إن لم نصطلح في هذه الأيام المباركة؟ لا نريد لهذه الأمة أن الله يقول لملائكته الذين يرفعون أعمالنا إليه: "أنظروا هذين حتى يصطلحا"، نريد أن نصطلح مع الله، ونريد نصطلحُ مع أنفسنا، ونصطلحُ مع الناس، ونصطلحُ مع إخواننا في الشرق والغرب، في شطري الوطن، ونصطلح مع جيراننا في المودة والقربى، ونصطلح مع أرحامنا وأقاربنا، قال سبحانه: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128].

أما اَلتهْنِئَة بِالْعِيدِ، فقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: (تقبَّل الله منا ومنك)؛ رواه المحاملي في (كتاب صلاة العيدين) (2/ 129 / 2).

ويوم العيد يوم الفرح والسرور بإنجازك عباداتٍ وانتظار ثوابها، لذلك من الفرح والسرور أن يُطلق سراحُ الأطفال، ليلعبوا بما شاءوا من غير أن تكون هناك مجاوزة للحدِّ، فيجوز أن يلهوَ الصبيانِ بلُعَبِ السِّلَاحِ، والْبَنَاتِ بالدُّفوف يَوْمَ الْعِيد، فاتركوا الأطفال يأخذوا حظَّهم من اللهو واللعب في هذا اليوم، فقد (قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)؛ أي هاجر قاصدًا (الْمَدِينَةَ، وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ» ؟!)" قَالُوا: (كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ)، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ عزَّ وجل قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا، يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى»؛ (حم) (13647)، (د) (1134)، (س) (1556).


وفي الختام؛ إذا حدث خطأٌ ما في رؤية هلال شوَّال فماذا نفعل؟ والخطأ وارد.

الجواب عند أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: (حَدَّثَنِي عُمُومَةٌ لِي مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: غُمَّ عَلَيْنَا هِلَالُ شَوَّالٍ) - يعني غُمَّ علينا ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان، قال: - (فَأَصْبَحْنَا صِيَامًا، فَجَاءَ رَكْبٌ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ) - يعني بعد الظهر - وفي رواية: (بَعْدَمَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ، فَشَهِدُوا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ رَأَوْا الْهِلَالَ بِالْأَمْسِ)، يعني هذا اليوم الذي صامه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ هذا يوم عيد لأنه هذا الرجل رأى الهلال بالأمس، (فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ أَنْ يُفْطِرُوا)، وذلك في الظهر، وهذا في اليوم الثلاثين من رمضان - (وَأَنْ يَخْرُجُوا إِلَى الْعِيدِ مِنْ الْغَدِ) - لأن وقت صلاة العيد وقتها من شروق الشمس إلى قبل الظهر، والخبر جاءهم بعد الظهر، فقضوا صلاة العيد بعد ذلك في اليوم التالي، هذا ما سنفعله دون ضجة ولا كتابة في الفسبكة والتوترة، نسأل الله السلامة، وفي رواية: (وَإِذَا أَصْبَحُوا أَنْ يَغْدُوا إلَى مُصَلَّاهُمْ)؛ الحديث بزوائده: (س) (1557)، (حم) (20603)، (جه) (1653)، (عب) (7339)، (ش) (36183)، وقال الأرناؤوط: إسناده جيد، (حم) (18844)، (د) (1157)، (حب) (3456)؛ انظر الإرواء: (634)، والمشكاة: (1450)، (د) (1157)، (قط) (ج2 ص170ح 14).

ولا بد من التنبيه فيما يحدث من بلابلَ وفتنٍ مثيرة، وكلماتٍ كثيرة، إذا صمنا نحن ثمانية وعشرين يومًا، ورُؤي هلالُ شوال الليلة، ليلة التاسعِ والعشرين، مَن يدري؟! فيكون يوم التاسع والعشرين عيدًا، ونقضي يومًا مكانه، الأمر بكل بساطة لا تحتاج إلى اختلاف، وأن تدخل فيما ليس لك به علم؛ لأن الشهرَ لا يكون ثمانيةً وعشرين يومًا.

وهناك سنة مهجورة، وهي اَلتَّنَفُّلُ بصلاة ركعتين بَعْدَ صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ، ليس في المصلَّى بل في البيت، فقد (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ، وَكَانَ لَا يُصَلِّي) (قَبْلَ الْعِيدِ شَيْئًا)، (فَإِذَا خَرَجَ صَلَّى لِلنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ) - أي: صلاة العيد - (فَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ)، الحديث بزوائده: (حم) (11242)، (خز) (1469)، (جه) (1293)، (خز) (1469)، (حم) (11373)، حسنه الألباني في الإرواء تحت حديث: (631)، وصَحِيح الْجَامِع: (4859)؛ أي: في منزله لا في المصلى.

أما صيام يومي العيدين عيد الأضحى وعيد الفطر، فمنهي عنه، ومن فعل وصام يوم العيدين فصومه باطل، وإن تعمَّد ذلك فهو آثمٌ، لما ثبت عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ قَالَ: (شَهِدْتُ الْعِيدَ يَوْمَ الْأَضْحَى مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَصَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ)، فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَاكُمْ عَنْ صِيَامِ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَيَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَيَوْمٌ تَأكُلُونَ مِنْ نُسُكِكُمْ)؛ الحديث بزوائده: (خ) (1889)، (م) 138- (1137)، (خ) (5251)، (ت) (771)، (د) (2416)، (جه) (1722)، (ط) (429)، (حب) (3600)، (هق) (6085).

فيا أيها المسلمون، اقترب الوقت الذي فيه تُفكُّ الشَّيَاطِينُ من أغلالِها، وَتطلقُ مَرَدَةُ الْجِنِّ من أصفادِها، وتفتحُ النَّار أَبْوَابَها السبعة، وتغلقُ الْجَنَّة أبوابَها الثمانية، وجاء الوقت الذي يغيبُ فيه عنَّا نداءُ المنادي: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، ويتوقَّفُ فيه العتقُ مِنْ النيران فِي كُلِّ لَيْلَةٍ، حَتَّى يَنْقَضِيَ رَمَضَانُ، وقد انقضى رمضان، لكن هل فاتت لَيْلَةٌ القدر التي مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، لم تفُتْ فلعلَّها هذه الليلة ليلةُ التاسعِ والعشرين، ولئن انتهت نفحاتُ ربِّنا في مضان، فإن له نفحاتٍ بعد رمضان، فـ"تَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فَإِنَّ لِلهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ، يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ"، (طب) (720)، (هب) (1121)، انظر الصَّحِيحَة: (1890).

فلنتعرَّضْ لنفحاتِ رحمة الله بصيام ستٍّ من شوال، وثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهر، والاثنينِ والخميس، ولنقُمْ ما استطعنا من الليالي، ولنتصدق مما تيسَّر من أموالنا، ولنفعل الخيرَ مع الناس عمومًا، ومع الأقاربِ والأرحامِ والجيرانِ خصوصًا.

ولنكثر من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، فقد صلى اللهُ عليه وملائكتُه، وأمرنا بالصلاة عليه فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[الأحزاب: 56].

____________________________________________
الكاتب: الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 55.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.31 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (4.21%)]