دروس مدرسة الصوم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216066 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7826 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 52 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859583 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393937 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-03-2024, 03:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي دروس مدرسة الصوم

دروس مدرسة الصوم

حسن علي نبي
تمهيد:
الحمد الله أمدَّنا وفرَّحنا بقدوم شهر رمضان، مبارك علينا وعليكم، رمضان ركن من أركان الإسلام الخمس، في اثني عشر شهرًا شهر خاص من ثلاثين، أو تسع وعشرين يومًا، يدخل المؤمنون في دورة عملية، أو مدرسة خاصة يتعلم فيها الدروس، تشمل الجانب الروحي والجسدي، والاجتماعي والمالي، والفائز من نجح واستثمر أوقاته، ويصل إلى المقامات العالية والدرجات الرفيعة، رمضان فرصة كبيرة، علينا الانتباه إليه، ولها عناوين متعددة، وننبِّه إلى المواد يمكن أن يدرس فيها:
1- دروس النصر والجهاد:جهاد النفس وتحررها من الشهوات، وكسب مناعة قوية ضد النفس والأهواء، والتغلب على العدو اللدود التي بين جنبينا؛ عن أنس بن مالك عن النبي قال صلى الله عليه وسلم: ((أعدى عدوك نفسُك التي بين جنبيك))[1].

فالصوم يعطينا جُنَّة وحماية من الوقوع في الشرور؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الصوم جنة))، فالجهاد من الداخل جهاد نفس وجهاد شيطان، ومن خارج النفس جهاد كفار وجهاد المنافقين، فجهاد النفس يتطلب كبح طغيانها وتقييدها بالعقل والإيمان؛ وقال ابن القيم رحمه الله: "جهاد النفس أربع مراتب:
إحداها: أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق، الذي لا فلاح لها، ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به، ومتى فاتها علمه شقِيَت في الدارين.

الثانية: أن يجاهدها على العمل به بعد علمه، وإلا فمجرد العلم بلا عمل، إن لم يضرها لم ينفعها.

الثالثة: أن يجاهدها على الدعوة إليه، وتعليمه من لا يعلمه، وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبينات، ولا ينفعه علمه، ولا ينجيه من عذاب الله.

الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاقِّ الدعوة إلى الله وأذى الخلق، ويتحمل ذلك كله لله"[2].

2- دروس فَهم الإيمان وتقويتها: فالصوم فرصة لعودة فهم ورسوخ معاني الإيمان في قلوبنا، مدرسة الصوم يعرفنا الإحساس بمراقبة الله، والإخلاص في العمل، والصبر، والشكر، والتوكل، والإنابة إلى الله، والحب والبغض في الله، والأُخُوة في الله، والولاء والبراء...؛ إلخ.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الصوم نصف الصبر))[3] ؛ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله عز وجل: الصوم لي وأنا أجزي به؛ يَدَعُ شهوته وأكله وشربه من أجلي، والصوم جنة، وللصائم فرحتان: فرحة حين يُفطِر، وفرحة حين يلقى ربه، ولَخُلُوف فمِ الصائم أطيب عند الله من ريح المسك))؛ [رواه البخاري].

3- دروس الأخلاق وتقويم السلوك: فالصوم فرصة لتقويم السلوك والتحلي بالأخلاق الحسنة، فالصوم يربِّي المؤمن، ويمرنه فيه ليغرس معاني الأخلاق الفاضلة في نفسه فهمًا وعملًا، ويقول بكل عزٍّ وجِدٍّ: إني صائم ومؤمن، ذو رسالة خالدة متطلعة إلى العلى، فرسخ أصلها، وفرعها في السماء، وعالم الجمال والنقاء، يبدو دومًا أكلها في كل حين في السراء والضراء، مهما مرت الأيام والدهور وتغيرت الظروف.

في مدرسة الصيام تدرس ويأتيك امتحان، كيف تجاوب وتنجح؟ يعلمنا رسول الله؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أصبح أحدكم يومًا صائمًا، فلا يرفُث ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم))[4].

وقال عليه الصلاة والسلام أيضًا: ((من لم يَدَعْ قول الزور، والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))[5].

4- دروس الفرح والصحة والوقاية من الأمراض: قال صلى الله عليه وسلم: ((وللصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه))؛ [رواه البخاري]، إن شئت فسل الأطباء والنفسانيين، فهي علاج للأمراض الجسدية والنفسية التي نعاني منها اليوم، فالأمراض النفسية أصل، والأمراض الجسدية يتفرع منها أو يدخل في بابها.

بشارات الغفران وباب الريان يملأ القلوب فرحًا:
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه))؛ [متفق عليه].

2- وقال عليه الصلاة والسلام: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه))؛ [متفق عليه].

3- ويقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: ((من يَقُمْ ليلة القدر، إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه))؛ [متفق عليه].

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجنة بابًا يُقال له: الرَّيَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يُقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلِق، فلم يدخل منه أحد))؛ [متفق عليه].

5- الركوع أمام كلام الله تعالى وهدى البشرية فهمًا وتلاوة وتأمُّلًا: قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: الم حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف))؛ [رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح].

عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ، منعته الطعام والشهوات بالنهار؛ فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل؛ فشفِّعني فيه، قال: فيشفعان))؛ [صححه الألباني في "صحيح الجامع" (7329)].

وعن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه))؛ [رواه مسلم (804)].

6- شهر الدعاء والتضرع إلى الله: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم))؛ [رواه البيهقي في "الشعب" برقم (3323)، والبزار في كشف الأستار (3139)، صحيح: راجع: "الصحيحة" (4 /407)].

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث دعوات لا تُرَدُّ: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر))؛ [رواه البيهقي في "السنن" (3/ 345)، والضياء المقدسي في "المختارة" برقم (2057)، حسن: راجع: "صحيح الجامع" برقم (3032)، و"تحقيق المسند" (12/ 481)].

((إن للصائم عند فطره لَدَعْوَةً ما تُرَدُّ))؛ [ابن ماجه].

7- دروس الجود والكرم وبسط يد الخير والعون إلى المحتاجين: ((كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من شهر رمضان، فيُدارسه القرآن، قال: كان رسول الله حين يلقاه جبريل عليه السلام أجودَ بالخير من الريح المرسَلة))؛ [متفق عليه].

8- دروس الدعوة إلى الله بالقول والعمل والإقرار والقدوة: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].

9- دروس الأخوة والوحدة، وفهم مضامين الأخوة في الله، والتعالي عن التفرقة والاختلاف المذموم إلى تكوين مثل الجسد الواحد في الحياة والواقع.

10- دروس تقوية العبادات والعودة إلى الفقه في العبادات، وتنوير الحياة بهداية الرحمن وصبغها بها، فصل الدين عن الحياة يؤدي إلى تفريغ العبادات من معناها، وتحويلها إلى عادات معتادة، تجد الصلاة رياضة بدنية، والزكاة شبه ضريبة، والحج سياحة، والصوم علاج لتقوية مناعة الجسم وإيجاد الفرح في القلوب، وتُجمع الصلاة مع الفحشاء والمنكر، ومع الزكاة الفقر واليأس، والعداوة والتفرقة إلى جانب الجح كأكبر مؤتمر سنوي يأتون إليه من كل فج عميق، يصوم المعدة والأعضاء الأخرى، غافلين متناسين مهامَّه.

فالواجب الطلب من لدن خالق للبنيان، والحرمة طلب للكف عن الخراب والدمار، فكيف تفلح؟ تبني بيد وتخربه بيد أخرى، الطلبان - الفعل والترك - مفتاح الحياة الرشيدة.

فالتراويح نموذج لتقوية العبادات، فالسُّنَّة مقدمة للواجب وسد متين له، من حافظ على السنن، فسيكون عليه أسهل أداء الواجبات، والقيام بها، والمحافظة عليها.


[1] أخرجه: الطبراني في الكبير (3445) من حديث أبي مالك الأشعري، مرفوعًا، وهو حديث ضعيف، وأخرجه: البيهقي في الزهد (343) من حديث ابن عباس، وهو ضعيف أيضًا.

[2] زاد المعاد في هدي خير العباد، محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبدالله، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، عبدالقادر الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، مكتبة المنار الإسلامية، بيروت، الكويت، ط14، 1407 – 1986، (1/ 49).

[3]جزء من حديث أخرجه الترمذي - وانفرد بتحسينه - في كتاب الدعوات، بابٌ فيه حديثان: التسبيح نصف الميزان ... برقم (3519).

[4] متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البخاري، كتاب الصوم، باب: فضل الصوم، برقم (1894)، ومسلم، كتاب الصيام، باب: حفظ اللسان للصائم، برقم (1151)، واللفظ لمسلم رحمه الله.

[5] أخرجه البخاري، كتاب الصوم، باب: من لم يدع قول الزور والعملَ به في الصوم، برقم (1903)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.60 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]