الأعمال بخواتيمها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7824 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 51 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859429 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393792 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215946 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-04-2023, 05:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي الأعمال بخواتيمها

الأعمال بخواتيمها


حياة الإنسان في هذه الدنيا محدودة، وأنفاسه معدودة محسوبة، آماله تُطوى، وعمره يفنى، وبدنه تحت الثرى يبلى، يقول ابن مسعود - رضي الله عنه -: «ما منكم من أحد إلا وهو ضيف، وماله عارية، فالضيف مرتحل، والعارية مردودة».

فالكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت. والسعيد من ختم له بخير، والشقي من ختم له بسوء وشقاء. فمن عاش على شيء مات عليه، والأعمال بخواتيمها.

فمن وفقه الله في حياته بالاستقامة على طاعته والإقبال على الأعمال الصالحة، والإعراض عما يغضب الله سبحانه، واستمر في ذلك إلى آخر حياته، ثبته الله عند مماته ورزقه حسن الخاتمة، وبشرته ملائكة الرحمة برضا الله واستحقاق كرامته وجنته، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30]. وقد صح عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أراد الله بعبد، خيراً استعمله قبل موته»، فسأله رجل من القوم: ما استعمله؟ قال: «يهديه الله عزّ وجلّ إلى العمل الصالح قبل موته ثم يقبضه على ذلك» رواه الإمام أحمد في مسنده.

أما من أعرض عن ربه، وأغفل قلبه عن ذكره، وعطل جوارحه عن عبادته وطاعته، وعكف على معصيته حتى لقي الله على تلك الحالة السيئة فسيكون أمره فُرُطاً، ويظفر به الشيطان عند موته وتكون سوء خاتمته، فتبشره ملائكة العذاب بسخط الله وعقابه. فقد جاء في الصحيحين قوله -صلى الله عليه وسلم-: «المؤمن إذا بُشّر برحمة الله ورضوانه وجنّته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا بُشّر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه».

يقول ابن كثير: «إن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت مع خذلان الشيطان له فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان فيقع في سوء الخاتمة، فيكون ممن قال الله فيه: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} [الفرقان: 29].

من أجل ذلك مَزَّق الخوف من سوء الخاتمة قلوبَ السلف الصالح والمؤمنين والصادقين، وخافوا أن تخذلهم ذنوبهم عند الموت فَتحُول بينهم وبين حسن الخاتمة، علموا أن العبرة بالخواتيم وأن الخواتيم ميراث السوابق وكل ذلك سبق في الكتاب السابق، فأظمؤوا نهارهم وأسهروا ليلهم وأطالوا سجودهم وبكاءهم. ورحم الله الحسن البصري حيث يقول: المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وَجِلٌ خائف والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن»... فكيف يأمن المؤمن من عذاب الله وهو يعلم أن القلب بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء ثَبّته، وإن شاء قَلَبَه؟ وقد قيل: إن قلوب الأبرار معلقة بالخواتيم، يقولون: بماذا يُخْتَم لنا؟ وقلوب المقربين معلقة بالسوابق يقولون: ماذا سبق لنا؟

وفي حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة» (رواه مسلم).

وبكى بعض الصحابة عند موته فسئل عن ذلك فقال: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله قبض خلقه قبضتين فقال: هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار، ولا أدري في أيٍّ من القبضتين كنت». وعندما كان معاذ بن جبل على فراش الموت قال لإخوانه من الصحابة: انظروا هل أصبح الصباح؟ قالوا: لا، قال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار، ثم بكى وقال: يا رب إنك تعلم أني كنت أخافك، وأنا اليوم أرجوك.

ويقول المزني: دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه، فقلت له: كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت عن الدنيا راحلاً، وللإخوان مفارقاً، ولكأس المنيّة شارباً، ولعملي مفارقاً، وعلى الله وارداً، ثم بكى وقال: لا أدري أتصير روحي إلى الجنة فأُهنّيها، أم إلى النار فأُعزّيها؟!!

ولما حضرت الإمام الصالح محمد بن سيرين الوفاة بكى فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أبكي لتفريطي في الأيام الخالية، وقلة عملي للجنة العالية، وما ينجيني من النار الحامية.

هكذا كان حال سلفنا الصالح والمؤمنين والعارفين الذين عاشوا على طاعة الله وماتوا على ذكره، فكيف حالنا نحن؟ نحن الذين نعصي الله ونأمن من مكره، فأين الخوف من سوء الخاتمة؟ وأين الاستعداد لحسن الخاتمة؟ كيف نأمن من سوء الخاتمة وقد خُتم بالسوء لِبعض مَن بايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجاهد وقاتل وأبلى بلاءً حسناً، استعجل الموت فطعن نفسه بسيفه ليُريح نفسه من آلام جُرحٍ أصابه... فمات، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «هو في النار» (رواه البخاري ومسلم).

فمن لم يتقطّع قلبه حسرات على ما فرط في حياته سيتقطع قلبه عند وفاته ويستحق قوله تعالى: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: 67]!

فليكن الخوف من سوء الخاتمة نُصْب أعيننا، وليكن باعثاً لنا على الاستزادة من الطاعة والعمل الصالح، يقول -صلى الله عليه وسلم-: «من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة» (رواه الترمذي).

لنكن ممن يحظى بحسن الخاتمة، من الذين قال الله تعالى عنهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]. لنتقِ الله ونبتعد عن كل ما يغضبه، لنطهر قلوبنا من الرياء والعُجْب والكبر والحسد والحقد والضغينة والبغضاء، لنطهر ألسنتنا من الكذب والغيبة والنميمة والبهتان، حتى نكون ممن يبشَّر بالنجاة ويحب لقاء الله فيحب الله لقاءه.

نسأل الله أن يجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاه، وأن يكون آخر كلامنا عند مماتنا «لا إله إلا الله».

____________________________________________
الكاتب: أمينة أحمد زاده









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 48.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.80 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (4.86%)]