سباحة عكس التيار! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4441 - عددالزوار : 873759 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3973 - عددالزوار : 405581 )           »          السيرة النبوية لابن هشام 1 كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          القهار - القاهر جل جلاله، وتقدست أسماؤه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          أوليات أشعرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          السحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 37 )           »          مع اسم الله (الوكيل) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 31 )           »          القوي - المتين جل جلاله، وتقدست أسماؤه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          اسم الله تعالى: القيوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          بيان خطورة التنكيت بآيات قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-07-2019, 06:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,015
الدولة : Egypt
افتراضي سباحة عكس التيار!

سباحة عكس التيار!


كوثر القرشي





يفتح السائلُ فاه تعجُّبًا ويستفهم: "لديكِ جواز سفر أحمر؟! ماذا تفعلين هنا إذًا؟" هكذا يكون رد فعل أيٍّ كان عندما يعلم جنسيتي الهولندية التي اكتسبتُها عند الولادة.


مع حملة الهجرة الجماعية التي تسود المغرب هاته الأيام، من مراهق لم يكد يبلغ نُضْجُه ولا أكمل تعليمه، إلى بطالٍ بشهادة عليا، إلى أربعيني براتب جيد، ومع توافُد المرئيات المفجعة حول قوارب الموت الغادية إلى الضفة الأخرى، لا يسعني إلا أن أجلس جانبًا، وأتساءل: "أَوَحْدَه الفقرُ يجعل هؤلاء يلقون بأنفسهم إلى المجهول؟ أيظنُّ المساكين أن السماء تمطر ذهبًا في تلك الديار؟".


ككل الشباب آنذاك، كان أبي ممن يحلم بالهجرة إلى أوروبا، بعد حصوله على البكالوريا، انتهز أول فرصة للذهاب، أكمَل دراسته هناك، وحصل على عملٍ جيد مكَّنه من ضمان بيت جميلٍ وسيارة، كان كل شيء على ما يُرام إلى أن أتيتُ أنا وأخواتي إلى الدنيا، هناك، أصبح كابوس أبي أن نترعرع في أحضان ذلك البلد البعيد كل البُعد عن هُويتنا الإسلامية، أصبَح رعبه أن يُلقي إلينا عنصري نظرةً يملؤها الحقد والاشمئزاز، فتُحيل يومنا أسود، أو أن يعتدي علينا متعصِّبٌ لم يَرُقْه حِجابُنا، تساءَل: أي ثقافة ضحلة تلك التي سنكتسبُها؟ وأي مستوى فكري ذاك الذي سنتمتَّع به؟ كيف سنقرأ القرآن ونفقهه إن نحن تعلَّمنا كُليمات بالعامية؟ فإنما يعرف فضل القرآن مَنْ عرَف كلام العرب!


بات يحسُّ أنه يخاطر بهويتنا، وأنه يزرعنا في تربة لا ننتمي إليها بشيء! هناك، وبتشجيع من أمي عقد أبي العزم، وعاد بنا قبل أن نعي ما يحدث حولنا.


لم يكن الأمر بالهين أبدًا؛ فالانتقال في حدِّ ذاته عذابٌ، خصوصًا إن كانت المسافة أكثر من 2000 كم، هذا غير البحث عن عمل، والاندماج داخل المجتمع المغربي من جديد؛ لكنه نجح في النهاية!


لا يختلف اثنان ألَّا مقارنة بين الظروف المعيشية في بلادنا وبينها في أوروبا، غير أنني أظنُّ أن هناك ما يستدعي تمسُّكنا بأرضنا؛ فالإكراهات الدينية مثلًا لم تكن يومًا ذاتها، وكون المهاجر سيُنظر إليه على الدوام بوصفه مواطنًا من الدرجة الثانية، هذا إن حصل على الجنسية وأصبح مواطنًا!


حسب دراسة حديثة أجرتها إحدى لجان الجامعة العربية، يعدُّ المغرب ثاني بلد في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، يعرف أعلى معدل لهجرة الأدمغة؛ حيث يوجد ما يُناهز 50 ألف طالب مغربي يتابعون دراستهم بالخارج، ناهيك عن أزيد من 200 ألف من أصحاب الكفاءات متعددة التخصُّصات قرَّروا الاستقرار والعمل خارج المغرب، فيُحرَم هذا الأخير من كفاءات هو في أمسِّ الحاجة إليها!

قد يهاجر مَنْ لا يجد قوت يومه، أو من سُدَّت عليه الأبوابُ من كل جانب، فلا يستطيع حيلةً ولا سبيلًا، فما بال الأُسَر المستقرَّةِ الدخل تُمنِّي أبناءَها بنعيم زائف منذ نعومة أظفارهم، فتجدهم لا يحلمون بشيء غير الهجرة عن بلادهم؟ ما بالها ترمي بفلذات أكبادها - وبنفسها أحيانًا - نحو جحيم أوروبا دون رجعة؟!


نعم جحيم، عندما أصبح مجتمعًا ماديًّا ترتفع فيه الأسعار، وتنقرض فيه المبادئ، جحيم! لما نراه من تمَيُّع الأجيال الناشئة هناك، وتشوُّهِ هُويَّتِهم الإسلامية، جحيم! عندما تتوالى أخبار الاستغلال الجنسي للمهاجرين القُصَّر، جحيم! عند احتداد أعمال العنف ضد المسلمين أو ما يُعرف بالإسلاموفوبيا.


قد لا تكون بلاد الغرب بهذه السوداوية؛ لكنها حتمًا ليست جنة الفردوس المفقودة!
أكون ممتنة لأبي حين أتلو قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [فاطر: 5]، فتقشعرُّ كلُّ ذرَّةٍ من كِياني، وأستشعر عظمة الرسالة المحمدية.



عندما أُبحِر في روائع المنفلوطي، وأغترف من أدب الكيلاني، حين لا أكون مُجبرةً على شدِّ الرحال كل سنة والمرور بالويلات للقاء أقارب هم بالنسبة إليَّ مجرد أشخاص لا تربطني بهم غير صِلة الدم.



حين أستشعر فرحة الأعياد الدينية وسط عائلتي الكبيرة التي نشأتُ بين أحضانها، حين ألبس حِجابي دون نظرة احتقار أو بُغْضٍ تعترضني، وعند كتابتي لهذه الأسطر حول سباحتنا ضد التيار، فأنا طبعًا ممتنَّة لأبي!




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.63 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]