|
|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الأمر بتحسين الصلاة وإتمامها والخشوع فيها
الأمر بتحسين الصلاة وإتمامها والخشوع فيها الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي ها هُنَا؟ فَوَاللَّهِ مَا يَخْفَى عَلَيَّ رُكُوعُكُمْ وَلا سُجُودُكُمْ، إِنِّي لأَرَاكُمْ وَرَاءَ ظَهْرِي)). وفي رواية لمسلم: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالَ: ((يَا فُلانُ أَلا تُحْسِنُ صَلاتَكَ؟ أَلا يَنْظُرُ الْمُصَلِّي إِذَا صَلَّى كَيْفَ يُصَلِّي؟ فَإِنَّمَا يُصَلِّي لِنَفْسِهِ)). وورد في الصحيحين نحو هذا الحديث عن أنس. تخريج الحديث: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه مسلم (242)، وأخرجه البخاري في " كتاب الصلاة"، "باب عظة الإمام في إتمام الصلاة وذكر القبلة" (418). وأما رواية ((يا فلان، ألا تحسن صلاتك؟))؛ الحديث أخرجه مسلم (423)، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه النسائي "كتاب الإمامة"، "باب الركوع دون الصف" (871). وأما حديث أنس رضي الله عنه، فأخرجه مسلم (425)، وأخرجه البخاري في "كتاب الأذان"، "باب الخشوع في الصلاة" (742). شرح ألفاظ الحديثين: ((هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي ها هُنَا؟)): الاستفهام إنكاري؛ أي: هل ترون توجُّهي إلى جهة القبلة، فتظنوا أنني لا أرى إلا ما في جهة القبلة، بل أرى ما وراء ظهري. "ثمَّ انْصَرَفَ"؛ أي: انتهى من صلاته منصرفًا إلى المصلين. "فَقَالَ: يا فُلانُ": نطق النبي صلى الله عليه وسلم اسم الصحابي؛ لكن الراوي كنَّى عن اسمه، وأخفاه جريًا على عادتهم في الستر على أصحاب الخطأ والتقصير؛ كما ورد في كثير من النصوص. ((أَلا يَنْظُرُ الْمُصَلِّي إِذَا صَلَّى كَيْفَ يُصَلِّي؟)): المقصود بالنظر التفكُّر والتأمل؛ أي: يُفكِّر ويتأمَّل المصلي في صلاته، ويقارن بين فعله وبين ما ينبغي. ((فَإِنَّمَا يُصَلِّي لِنَفْسِهِ))؛ أي: لنفع نفسه وما يعود عليها بالخير، فالله غني عن صلاته وجميع عبادته ومنها صلاته، فليُحسن لنفسه بصلاة تامة كما ينبغي. من فوائد الحديثين: الفائدة الأولى:الحديث دليل على خصيصة من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهي أنه في الصلاة يرى الناس من خلفه كما يراهم أمامه، وجمهور العلماء على أن الرؤية حقيقية؛ كما نقل النووي خلافًا لمن قال: إن المراد بها قوة الإحساس والشعور بمن وراءه. قال ابن رجب: "قال الجمهور وهو الصواب: إنه من خصائصه عليه الصلاة والسلام، وإن إبصاره إدراك حقيقي انخرَقت له فيه العادة"؛ [عمدة القاري للعيني (4 /157)]. وقال النووي: "قال العلماء: معناه أن الله تعالى خلق له صلى الله عليه وسلم إدراكًا في قفاه يُبصر به من ورائه، وقد انخرَقت العادة له صلى الله عليه وسلم بأكثر من هذا، وليس يمنع من هذا عقلٌ ولا شرع؛ بل ورد الشرع بظاهره، فوجب القول به؛ قال القاضي: قال أحمد بن حنبل وجمهور العلماء: هذه الرؤية رؤية بالعين حقيقة"؛ [شرح مسلم (4 /370)]. الفائدة الثانية: الحديث دليلٌ على جواز الحلف من غير استحلاف ولا ضرورة إذا دعت الحاجة إليه؛ كتأكيد أمر، وتفخيمه والمبالغة في تحقيقه، وتمكينه في النفوس؛ كما في حديث الباب، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((فوالله ما يخفى عليَّ ركوعكم...)). الفائدة الثالثة: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أصحابه والإنكار على المخطئ؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((يا فُلانُ، أَلا تُحْسِنُ صَلاتَكَ؟)). الفائدة الرابعة: قوله صلى الله عليه وسلم: ((فَإِنَّمَا يُصَلِّي لِنَفْسِهِ)): فيه تذكير للعبد بأن عاقبة العمل إنما تعود له، فإن أحسَن فلنفسه، وإن أساء فعليها؛ قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ﴾ [الجاثية: 15]، وقال: ﴿ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ﴾ [الروم: 44]. مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الصلاة)
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |