مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام) - الصفحة 8 - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858425 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 392874 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215486 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #71  
قديم 12-05-2019, 11:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

رمضان والإعلام

اللجنة العلمية






هلال رمضان في مواجهة الأطباق الفضائية!

أو المواجهة ما بين الإعلام الملتزم والإعلام المنحرف!
هاهو ذا هلال رمضان يطلُّ مع استدارة كلّ عامٍ جديد، ليجدَ الأطباق اللاقطة للقنوات الفضائية في استقباله، متحدّيةً له، فهو منار هدايةٍ، وهي محطات فجورٍ وضلالة، إلا ما رحم الله!
وهذه قصيدة يقول كاتبها الأستاذ عائض البدراني:
كتبتُها عندما رأيت من شرفة منزلي أحد هذه الأطباق اللاقطة فوق إحدى البنايات، فسرحتُ بخاطري أتفكر في حال أصحابها، وثارت خواطري، فقلت:
شبابُنا ضاع بين الدشّ والقدمِ وهام شوقاً فمالَ القلبُ للنغمِ
يقضي لياليه في لهوٍ وفي سهرِ فلا يفيق ولا يصحو ولم ينمِ
يقلّب الطرفَ حتى كل من نظرٍ إلى قناة تبثُّ السم في الدسمِ
فقلّد الغرب حتى فاقهم سفهاً وضاق بالدين والأخلاق والقيمِ
أرى سموماً أتت من (سات) يرسلها إلى شبابٍ هوى في حالك الظلمِ
أرى شباكاً من الأشرار قد نصبت فما تصيد سوى الغربان والرخمِ
***
كفى صدوداً عن الإسلام ويحكمُ فالعمرُ فانٍ وحانت ساعة الندم
أعمالكم يا عباد الله قد كُتبت ملائك الله خطّت ذاك بالقلمِ
عودوا إلى الله شدُّوا العزم واتحدو اوحطموا الكفر بالأقدام والهممِ
دعوا الحداثة والتغريب واتبعوا نهجاً قويماً يُضيء الدرب للأممِ
هذا كتابٌ من الرحمن أنزله على البرية من عرب ومن عجم
قد ضلَّ من يبتغي في غيره شرفاً وبات يغرق في مستنقع وخمِ
وهذه سنة المختار بينكمُ من مال عنها ورب البيت ينهزمِ

إنّ هذه القصيدة تُعتبر مواجهةً حيّةً من قبل الإعلام الملتزم، يوجهها نحو الإعلام المنحرف كاشفاً عن أهدافه المريبة، وسعيه إلى اجتثاث عقيدة الامة وقيمها!



اللَّهمَّ سلَّم (من فتنة الإعلام المنحرف!)
وفي هذا المحور نقف عند مقالتين، تُسلّطان أضواءً كاشفة على الإعلام المنحرف الّذي ما لبث يوجّهُ إلى صدر الأمة سهاماً مسمومة، بقصد النَّيل من عقيدتها وقيمها وأخلاقها، وكلتا المقالتين تقف عند الإعلام المنحرف معترفةً ومُقرَّةً بأنّه يتّجهُ نحو تحقيق أهدافه بكل جدّيّة! ساعياً سعياً دؤوباً نحو علمنة المجتمع المسلم

(فتنة الإعلام المنحرف):
من أعظم الفتن في هذا الزمن: فتنة الإعلام المنحرف الذي استخدم أدوات متعددة لتغيير عقائد ومفاهيم كثير من الناس.
فالشاشة لها نصيبُ الأسد، والمجلات والصحف لها تأثير بالغ، والقصص والروايات نخرت في الأمة بحسن السبك وقوة العاطفة، أما الإذاعة والسينما والمسرح وغيرُها فلها روَّاد كُثر
قلبت الحقائق لدرجة يصعب على الشخص تصديق سرعة التحول لدى الناس ..
(الهدف: تحقيق اللقاء المحرم بين الرجل والمرأة)
إلى سنوات قريبة بدأ الغزو المكثف لإزالة حاجز التقاء الرجل مع المرأة لقاءً محرماً .. فزُيِّن الأمرُ بأنها علاقة شريفة وصداقة حميمة وحب صادق! وإذا وقع المحظور فهو نتيجة طبيعية للمشاعر الفياضة بين الطرفين.
ولم تسمع بكلمة الزنا والزاني والزانية في وسائل الإعلام البتة! بل زُيِّن الأمر حتى للمرأة البغيِّ التي تعرضُ نفسها على الرجال الأجانب، فسُمِّيت بائعةَ الهوى وصاحبةَ الحبِّ المتدفق!
وغرست أمور في قلوب الناشئة أصبحت اليوم من المُسلمات! وهي في قلوب الكبار بين موافقة ورفض، وكلُّ نفس بما كسبت رهينة!
(ملء الفراغ العقديّ لدى الشاب والشابة)
صُرف الشاب عن الطاعة والدعوة والجهاد إلى ملاعب الكرة ومشاهدة الأفلام والمسلسلات والتشبه بالكفار!
وصُرفت الفتاة إلى الأزياء والحلي والعري والخلاعة ..
والمجال خصب والمرتع وخيم، فهناك شهوات تؤجَّج ونيرانٌ تتَّقد بحثاً عن الحرام! ومع هذا الانصراف نجد الموافقة في الغالب من المربين آباء وأمهات! ولهذا انتشرت العلاقاتُ المحرمة وهدرت الطاقات وضيعت الأوقات!
(إيقاد نار العداوة والبغضاء بين أفراد الأسرة)
لم يكتف الإعلام بهذا بل سارع إلى إيقاد نار العداوة والبغضاء، وأصَّلَ لكُرهٍ مفتعل يين الرجل والمرأة، وبين الزوج وزوجته، وبين الأب وأبنائه!
فقيل للابن: أنت حر، وقيل للبنت: تمرَّدي على القيود، أنت ملكة نفسك!
ورغبةً في الإلهاء وإرضاء الغرور والتَّغرير، بدأت العبارات الرنانة تتكرر كل يوم: أنتِ جميلة وفاتنة وراقية وصاحبة ذوق!
وأصبح الحديث كله عن الحب المزعوم، في حلة ملطخة بالعهر والذنوب.
واستمر التحريض ليصل العداوة على الوالدين والزوج والأخ، حتى وصل إلى ذروة الأمر فحرضت المرأة على الشريعة!
فالحجاب قيدُ أغلال، والزواج ظلم وتعدٍّ وتسلُّط وتجبُّر
وإنجاب الأبناء عمل غير مجد! أما طاعة الوالدين فعبث
والمحبة للزوج ذلة وضعف، وخدمته جبروت وقسوة!
في سنوات قليلة صدق بعض النساء الأمر فتمردن على الزوج وحدَّدن النسل بطفل أو اثنين! وتفلَّتت المرأةُ في طريق مظلم ليس فيه إلا عواء الذئاب والهاوية تقترب!
وتكبرت الزوجة على أمِّ الزوج حتى جعلتها شبحاً مخيفاً وبعبعاً قادماً!
أما المطلقة فهي في نظرهم صاحبة جريمة لا تغتفر إذ هي مطلقة!
(الطّامّة أن يجد هذا الإغواء الإعلاميّ من يُصدّقُه)
وإن كان هذا هو واقع الإعلام بشكل عام فما حالنا معه! من الطوام ما نراه من القبول، ومن الهوام أن يتأصل الأمر ويُسلم به! ولو تفقد القارئ ذلك في نفسه وبيته ومجتمعه لوجد الأمر أكبرَ مما ذكرت وإن سمع أو رأى أحدُكم أن عملاً إعلامياً أظهر الحقيقة في ذلك فليفتخر به!
أرأيتم لو أن مقدماً رأى رجلاً وامرأة في مسلسل أو في عمل أدبي وختمه بكلام مؤصل وحقيقة ناصعة، وقال: هذا طريق الزنا والعياذ بالله! كيف يكون الحال.
لكنها إشارات لسيل علا زَبَدُهُ وظهر أثره في سنوات قلائل، فاللهم سلم!
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #72  
قديم 12-05-2019, 11:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

رمضان والإعلام

اللجنة العلمية

كيف يستعدّ الإعلام المنحرف لشهر رمضان؟
في المقال التّالي يوضّح الكاتب ما تتميّز به المسلسلات من المخالفات والانتهاكات الشرعيّة، ويجتهد في الحثِّ على القيام بدور الإنكار لهذا المنكر، باللسان، وذلك في حقّ إدارات التلفزيون، التي بدورها قد تملكُ تغيير هذا المنكر باليد إيقافاً له! إنّه جهدٌ إيجابيّ على أيّ حال!
الاستعداد لمسلسلات رمضان


شهران ونصف فقط تفصلنا عن شهر رمضان، وهذه الفترة الزمنية القصيرة ليست بشيء أبداً لجميع الناس الذين يعطون هذا الشهر قدره ومكانته، وقد يظن البعض أنني استعجلت كتابة هذه المقالة لكنني أظن أنني قد تأخرت فيها!!.
التلفزيونات كلها تقريبا قد انتهت من إعداد خطتها في الدورة الرمضانية، وشركات الإنتاج عرفت ما لها وما عليها وهي تستعد لتسليم التلفزيونات أعمالها الفنية بصورتها النهائية، ولهذا فنحن متأخرون بتوجيه النصح لهذه الجهات أن يتقوا الله في المسلمين في شهر الرحمة ومغفرة الذنوب، فالتلفزيونات التي تتسابق لعرض مسلسلات أو برامج (تافهة) في شهر رمضان، وبعضها مليء بالابتذال وعدم الحياء ويعتمد في ترويجه على إبراز مفاتن النساء وتمييعهن، والاعتماد في السيناريو على القصص الغرامية والعاطفية، وكل هذا في شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد فيه شياطين الجن، ولكن للأسف يأتي دور شياطين الإنس وأغلبهم ممن ينتشر في مجال الإعلام! أنا لا أريد فقط أن يقوم وزراء الإعلام بدورهم الرقابي من الآن وذلك في عدم إجازة أي نص أو برنامج لا يتناسب مع شهر رمضان، فللشهر خصوصيته وحرمته، ولا أريد فقط أن يقوم أعضاء مجلس الأمة المحترمون بدورهم الحقيقي من الآن في تنبيه وزارة الاعلام بضرورة احترام الشهر، ولا أريد أيضا فقط أن يقوم العلماء والدعاة بدورهم في توعية الناس وتحذيرهم مما يسخط الله في جميع أيام السنة وفي الأيام الفضيلة على وجه الخصوص، ولكني أريد من شركات الإنتاج نفسها وكتاب السيناريو ومُلاك القنوات الفضائية الخاصة أن يتقوا الله في المسلمين، وليعلم هؤلاء جميعاً أن لا بركة لمال أبداً اذا كان عن طريق نشر الشهوات والمحرمات وخصوصا في شهر التوبة والغفران!!.
هناك سوابق كثيرة في مسلسلات عرضت في سنوات ماضية في شهر رمضان كانت تحتوي على مناظر اقل ما يقال فيها أنها (بلا حياء) وكلمات للأسف لا تدل على أي احترام للمشاهد المسلم الملتزم بدينه، بل بعض المسلسلات (الكويتية) - وللأسف - امتنعت بعض القنوات عن عرضها مشكورة لكنها عرضت في شاشات تسمح بكل شيء حتى الموقوذة والمتردية والنطيحة، وكانت فيها مشاهد قمة في الوقاحة وسوء الخلق، وكل هذا في شهر رمضان والمساجد مليئة بالمصلين، والقرآن يتلى، والرحمة تنزل على التائبين.
عيب أن يظهر بعض الليبراليين ويلبس ثوب الحرية التي يزعمها، لكنها الاباحية في حقيقتها، ويطالب ببث كل شيء حتى في رمضان بحجة من أراد البرامج الدينية شاهدها ومن أراد التفسخ والانحلال شاهده!! قال تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا} [النساء: 27].
مسلسلات خليجية، وأخرى عربية، ودخلت على الخط التركية، ناهيك عن الأفلام الاباحية، حتى القنوات الغنائية .. تتزاحم كلها في شهر رمضان لإفساد دين الناس وعباداتهم وأخلاقهم، وغالب الناس يتأثرون وينجذبون لما تدعوهم اليه الاعلانات والدعايات لمسلسلات وبرامج رمضانية، «ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً» رواه مسلم.
صحيح أنه لم يبق إلا القليل، لكن التلفزيونات تستطيع أن تفرض شروطها على شركات الإنتاج، بل تستطيع أن تختار المسلسلات والبرامج المحترمة التي تعطي الشهر قدره واحترامه، وإن كنت متساهلا شيئاً قليلا في هذا الباب الا أن بعض الشر أهون من بعض، وليقم كل مسؤول بدوره من الآن لأنه "اذا فات الفوت ما ينفع الصوت".



رسالة الإعلام الإسلاميّ الملتزم
في مقابل فتنة الإعلام المنحرف، هذا الشيخ محمد قطب يُبيّن رسالةَ الإعلام الملتزم، فيقول:
"إن إعلام الأمة الإسلامية لن يكون كله وعظًا ودروسًا دينية، وإن كانت هذه جزءًا لا يتجزأ من الإعلام الإسلامي لتذكير الناس بالله واليوم الآخر ... إنما الإعلام في الأمة الإسلامية له عدة أهداف ..
أولًا: تعريف الناس بحقيقة دينهم .... أي تعريفهم - تفصيلًا - بمقتضيات لا إله إلا الله، وذلك عمل دائب لا ينقطع، وقد استغرق من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر عامًا في مكة وعشر سنوات في المدينة لم ينقطع عنها عن تعليم الناس مقتضيات لا إله إلا الله.
ثانيًا: تعريف المسلمين بكيد أعدائهم؛ ليحذروه و لا يقعوا في حبائله، وفي السور المدنية حديث مفصل عن هؤلاء الأعداء، وباعثهم على الموقف العدائي الذي يقفونه من لا إله إلاالله، وأمة لا إله إلا الله، وأساليب الكيد التي يتخذونها، ووسائل الوقاية م هذا الكيد.
ثالثًا: إعطاء رؤية إسلامية لأحوال العالم المعاصر: ما القوى التي تعمل فيه؟ ما موقفها من بعضها البعض؟ ما موقفها من الإسلام والمسلمين؟ ما تفسير الأحداث الجارية من زاوية الرؤية الإسلامية؟ كيف يؤثر كون الجاهلية جاهلية فيما يعيشه الناس من ضنك في الأرض، وفي حدوث الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية التي تنتاب العالم؟ ما السنن الربانية التي تحكم هذا الواقع وتفسره؟ ما المخرج للناس مما هم فيه؟ وفي هذا العرض الإعلامي لن يكون هناك ذكر - و لا إشادة - ب " الدول العظمى "! إنما هي " الجاهليات العظمى" أو " الطواغيت " الممكنة في الأرض بقدر من الله، وحسب سنة من سنن الله. " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليه أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون" " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء". وما مصيرها في الدنيا والآخرة؟ " حتى إذا فرحوا بما اوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين" " أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون".
رابعًا: تذكير الأمة برسالتها التي أخرجها الله من أجلها، الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والإيمان بالله، والشهادة على كل البشرية ........ وبيان الوسيلة التي تحقق بها الأم رسالتها، وبيان دور الجهاد في هذه الأمة، وأنه ليس إكراه أحد على اعتناق الإسلام، إنما هو إزالة الفتنة من الأرض: " وقاتلوهم ح تى لا تكون فتنة ويكون الدين لله". وحين يكون الإعلام الإسلامي على هذا النحو فما اثمنه من إعلام، وما أجدره أن يدخل في المقتضى التعبيري للا إله إلا الله". (لا إله إلاالله عقيدة وشريعة ومنهج حياة ص116 – 118).


من أجل تأصيل رسالة الإعلام الإسلاميّ

( مرحلة عصيبة!)
يمر العالم الإسلامي اليوم بمرحلة عصيبة، سواء كان ذلك سياسيا أم اجتماعيا، أم اقتصاديا أم إعلاميا .. وبما أن الإعلام الإسلامي، وأمام تلك التحديات التي تواجهه، لم يستطع بعد إثبات وجوده، بل ولنقلها بكل صراحة، لم يتحقق بعد وجود إعلام إسلامي أصيل، له رسالة واضحة وهدف منشود.
(إعلام دعويّ)
إننا عندما نتحدث عن إعلام إسلامي، فلابد أن نستحضر معنى الرسالة الإعلامية الإسلامية التي تتغيى أولا التعريف بمبادئ ديننا الحنيف، ولابد أيضا أن تكون لنا استراتيجية واضحة المعالم، نحدد من خلالها ما نتوخاه من إعلامنا على المدى المتوسط والبعيد.
(إعلامٌ يسعى لتوحيد الأمّة)
وقبل هذا وذاك، وحتى تتحقق مبادئ الوحدة، فلابد لإعلامنا الإسلامي أن يسعى إلى التقريب بين الشعوب الإسلامية "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم" صدق الله العظيم، لأن في ذلك مساهمةً جليَّة في دعم اتجاهات الوحدة الإسلامية أولا، ومساندة لكل المشروعات الهادفة التي يكون من شأنها توحيد الصف الإسلامي.
(أكبر تحدٍّ)
ولعل أكبر تحدٍّ هو تشخيص واقعنا الإعلامي والإقرار بدونيته، والعمل على تظافر الجهود من الناحيتين، السياسية والاقتصادية، لأجل تخطي العقبات وتحقيق الآمال.
(دور العلماء والدعاة والمشاهدين)
هل يمكن الحديث عن إعلام إسلامي دون التطرق لدور العلماء والدعاة في هذا المجال؟
سؤال يتكرر كثيرا، والأصل في الأمر هو إلزامية وجود مكان رئيسي للعلماء في رحاب وسائل الإعلام، لا بل ومن الضروري أن تكون هناك علاقة وطيدة بين علمائنا والشباب الإعلامي المسلم المتخصص حتى ينهل من علمهم وفضلهم. بل والأكيد أكثر، هو أن يكون للإعلاميين الإسلاميين تكوين شرعي (ما يجب أن يُعلم من الدين بالضرورة) حتى تكون رؤيتهم لعملهم الإعلامي واضحة.
(وكذلك فإنّ الدعاة وطلبة العلم، وكلّ الشباب الملتزم بالدعوة الإسلامية المعاصرة، وكلُّ متابعي نشاطنا الإعلاميّ الدعويّ، كلهم باتوا رصيداً مهمّا للإعلام الإسلاميّ، وينبغي المحافظة عليهم، والعمل على مضاعفة عددهم، من خلال اجتهادنا في ترقية أدائنا الإعلامي والدّعوي)
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #73  
قديم 14-05-2019, 10:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

رمضان والإعلام

اللجنة العلمية


الإعلام والرياضة
تحتلّ البرامج والمباريات الرياضية في برنامج رمضان وغيره من الشهور مكانة متميّزة وجاذبة للكثيرين من الشباب!
وحريٌّ بالشباب أن لا يزهدوا في الأوقات الطيبة التي يعيشونها في رمضان، فيُهدروها في المكوث ساعاتٍ طوالاً لمشاهدة البرامج والمباريات الرياضية! الأمر الذي يقتضي منّا وقفةً، فهذه ابتداءً فتوى فيها نوعٌ من التخفيف والتدريج في النَّهي عن المنكر في هذا الميدان!

وقد تولى بعض الأخيار قطاع الرياضة، فلما سألوه عن خططه قال: سوف أعمل على إصلاح العقائد وإحياء الشعائر، وتحسين الأخلاق بالنسبة للاعبين والمشجعين، واتخذ في هذا الاتجاه خطوات مشهودة ومشكورة من تهيئة أماكن الصلاة في الأندية والميادين، وإقامة حلق التلاوة وتحديداً أساليب راقية للتشجيع تخلو من السب واللعن.
ولا يخفى عليك أخي الكريم أن رياضة كرة القدم تعتبر من أنظف أنواع الرياضة الموجودة في زماننا، والمطلوب هو أن لا تأخذ أكبر من حجمها، ولا تتحول إلى غاية في نفسها؛ لأنها عند ذلك تكون كما قال الأستاذ/ محمد قطب كأنها تربية عجول، أو كما قال الصحفي السوداني محمد طه رحمه الله (أنا أريد أن أسأل هل هذه الكرة تلعب أم هي مادة للمذاكرة)، وكان كلامه تعليقاً على كثرة الصحف الرياضية والتحليلات والمناقشات، ولعلنا نتفق أن الذي يستفيد حقيقة هو الذي يجري ويحرك جسمه، وتكتمل الفائدة إذا استخدم تلك القوة والفنون في الصلاة والصلاح.

وهذا بالإضافة إلى ما نبهتنا إليه من كون الاهتمام بالرياضة وأخبارها يكون على حساب ما هو أهمُّ منها بكثير خاصة لمن هم في مقامك، وقد يضطر الإنسان القدوة إلى ترك كثير من المباحات، كما ترك الأوزاعي كثرة الضحك عندما آلت إليه الخلافة، وزهد أبو الدرداء في التجارة طمعاً في تجارة عند الله لا تبور، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إلى الله، ومن أمثالك ننتظر التوجيه، ولا أظن أن الانسحاب من ساحات الكرة فيه صعوبة، وقد مرت على فترة في حياتي أخذت الرياضة مني أوقاتاً كثيرة، ولكن الله سلم فله الفضل والمنة، فلنعط المرح بمقدار

وفي الموضوع التالي يطرح الكاتب استناداً إلى الشيخ السعدي رحمه الله تصوّراً شرعياً للرياضة، وهو تصوّرٌ يحتاج إلى أن يَنْشَطَ في الدَّعوة له طلاب العلم والعلماء، باعتباره بديلاً للرياضة السائدة الآن، وليس معنى ذلك اتخاذ موقفٍ بتحريم كرة القدم مثلاً، ولكن من الحكمة أن نسعى إلى إقامة بديلنا وإشهاره والدعوة إليه، بدون أن نشغل أنفسنا باستثارة معارك لا جدوى من ورائها مع سدنة الرياضة القائمة، التي هي وسيلةٌ فعَّالة لإلهاء شبابنا! وكما نعلم فإنّ مباريات كرة القدم في التلفاز والفضائيات تستقطب عدداً كبيراً من شبابنا، فنحن نتوجه إليهم عبر هذه الحلقة، لنُذكِّرهم بالمفهوم الشرعي للرياضة، والذي يبدو واضحاً في رمضان، من خلال أداء حركات الصّلاة المتقنة في زُلفٍ من الليل وأطراف النهار!



الرياضة في مفهوم العلماء


(رياضة الأبدان ,ورياضة الأخلاق ,ورياضة الأذهان)
قال ابن سعدي رحمه الله في كتابه الجميل الرياض الناضرة الفصل السابع والعشرون في الرياضة وهي التمرن والتمرين على الأمور التي تنفع في العاجل والآجل والتدريب على سلوك الوسائل النافعة التي تدرك بها المقاصد الجلية وهي ثلاثة أقسام:
رياضة الأبدان ,ورياضة الأخلاق ,ورياضة الأذهان ,ووجه الحصر أن كمال الإنسان المقصود منه تقويةُ بدنه لمزاولة الأعمال المتنوعة ,وتكميل أخلاقه ليحيا حياة طيبة مع الله ومع خلقه ,وتحصيل العلوم النافعة الصادقة وبذلك تتمُّ أمور العبد ,والنقص إنما يكون بفقد واحدٍ من هذه الثلاثة أو اثنين أو كلها.
والأقسام الثَّلاثة مما حثَّ عليها الشرع والعقل ,ولو لم يكن إلا الاستدلال بالقاعدة الشرعية العقلية الكبيرة ,وهي أن الوسائل لها أحكام المقاصد ,وأن الأمر الذي يتم به المأمور مأمور به ,أمر إيجاب أو استحباب ,لكفى دليلا وبرهاناً على العناية بالرياضة بأنواعها.
(العوائد الشرعية في الحركات البدنية)
أما الرياضة البدنية فبتقوية البدن بالحركات المتنوعة وبالمشي وبالركوب وأصناف الحركات المتنوعة ,ولكل قوم عادة لا مشاحة في الاصطلاحات فيها إذا لم يكن فيها محذور وإذا تدبرت العوائد الشرعية في الحركات البدنية عرفت أنها مغنية عن غيرها ,فحركات الطهارة والصلاة والمشي إلى العبادات ومباشرتها ,وخصوصا إذا انضاف إلى ذلك تلذذ العبد بها وحركات الحج والعمرة والجهاد المتنوعة ,وحركات التعلم والتعليم والتمرين على الكلام والكتابة وأصناف الصناعات والحرف كلها داخلة في الرياضة البدنية ,ويختلف نفع الرياضة البدنية ,باختلاف الأبدان قوةً وضعفاً ونشاطاً وكسلاً ,ومتى تمرَّن على الرياضة البدنية قويت أعضاؤه، واشتدت أعصابه، وخفت حركاته وزاد نشاطه واستحدث قوة إلى قوته يستعين بها على الأعمال النافعة ,لأن الرياضة البدنية من باب الوسائل التي تقصد لغيرها لا لنفسها ,وأيضا إذا قويت الأبدان وحركاتها ازداد العقل وقوى الذهن وقلت الأمراض أو خفت ,وأغنت الرياضة عن كثير من الأدوية التي يحتاجها أو يضطر لها من لارياضة له.
(الرّياضة البدنيّة ليست غايةً)
ولا ينبغي للعبد أن يجعل الرياضة البدنية غايته ومقصوده فيضيع عليه وقته ,ويفقد المقصود والغاية النافعة الدينية والدنيوية، ويخسر خسراناً كثيراً كما هو دأب كثير من الناس الذين لاغاية لهم شريفة، وإنما غايتهم مشاركة البهائم فقط، وهذه غاية ما أحقرها وأرذلها وأقل بقاءها.
(كمال العبد بالتخلق بالأخلاق الجميلة)
وأما رياضة الأخلاق فإنها عظيمة صعبة على النفوس، ولكنها يسيرة على من يسرها الله عليه، ونفعها عظيم وفوائدها لاتنحصر، وذلك أن كمال العبد بالتخلق بالأخلاق الجميلة مع الله ومع خلقه، لينال محبة الله ومحبة الخلق، ولينال الطمأنينة والسكينة والحياة الطيبة، وشعبها كثيرة جداً. ولكن نموذج ذلك أن يمرن العبد نفسه على القيام بما أوجب الله عليه ويكمله بالنوافل على وجه المراقبة والإحسان كما قال صلى الله عليه وسلم في تفسير الإحسان في عبادة الله " أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك "فيحاسب العبد نفسه على القيام بها على الوجه الكامل أو مايقاربه، ويقاطعها على تكميل الفرائض، والجد على إيقاعها على أكمل الوجوه، وكلما رأى من نفسه قصوراً أو تقصيراً في ذلك جاهدها وحاسبها وأعلمها أن هذا مسلوب منها، ويجاهدها على تكميل مقام الإخلاص الذي هو روح كل عمل، فالعمل إذا كان الداعي لفعله وتكميله وجه الله وطلب رضاه والفوز بثوابه، فهذا العمل المقبول الذي قليله كثير، وغايته أشرف الغايات ونفعه مستمر دائم، فإذا رأى من نفسه إخلالا وتقصيراً بهذا الأمر، لم يزل بها يقيمها على الصراط المستقيم، بحيث تكون الحركات الفعلية والقولية كلها خالصة لله تعالى، مراداً بها ثوابه وفضله، فلا يزال العبد يمرن نفسه على ذلك حتى يكون الإخلاص له طبعاً، ومراقبة الله له حالا ووصفاً، وبذلك يكون من المخلصين المحسنين، وبذلك تهون عليه الطاعات، وربما استحلى في هذا السبيل مشاق الطاعات، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
(احترام الخلق)
وكذلك يمرن نفسه على التخلق بالأخلاق الجميلة مع الخلق على اختلاف طبقاتهم، فيحسن خلقه للصغير والكبير والشريف والوضيع، ويعفو عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويحسن إلى من أساء إليه بقول أو فعل ويمتثل ما أرشده الله إليه بقوله (ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم).
أخبر الله تعالى أنها من أعظم الحظوظ المسلوبة، وأنه لايوفق لها إلا الصابرون الذين مرنوا نفوسهم وراضوها على التزام هذه الأخلاق، ووطنوها على الاتصاف بها، فتوطين النفس على كل أمر ممكن حدوثه من الناس، من أقوال وأفعال، وعلى الصبر عليه عوناً كبيراً على التوفيق لهذا الخلق الجليل. وكذلك يمرن نفسه ويروضها على النصح لجميع الخلق بقوله وفعله وجميع حركاته، فإن النصح هو غاية الإحسان إلى الخلق وهو الدين الحقيقي، ويمرنها على الصدق والعدل واستواء الظاهر والباطن.
فهذه الرياضة لا يتم القيام بحقوق الله وحقوق عباده إلا بها، وكل أمر من الأمور يحتاج إليها فيه، فإن النفس مجبولة على الكسل وعدم النهوض إلى المكارم، فلا بد من مجاهدتها على ما تصلح به أمورها.
وأما رياضة الأذهان فهي الاشتغال بالعلوم النافعة وكثرة التفكر فيها والابتداء فيما يسهل على العبد منها، ثم يتدرج به إلى مافوقه، وتعويد الذهن السكون إلى صحيح العلوم وصادقها، وذوده عن فاسدها وكاذبها ومالانفع فيه منها، فإن من تعود السكون إلى الصدق والصحيح، والنفور من ضده، فقد سلك بفكره وذهنه المسلك النافع، وليداوم على كثرة التفكر والنظر، كما حث الله على ذلك في كتابه في عدة آيات.
(تمرينُ الذّهن بكلام الله ورسوله)
وأنفع ما ينبغي تمرين الذهن عليه كلام الله وكلام رسوله ,فإن فيهما الشفاء والهدى ,مجملا ومفصلا ,وفيهما أعلى العلوم وأنفعها وأصلحها للقلوب والدين والدنيا والآخرة.
فكثرة تدبر كتاب الله وسنة رسوله أفضل الأمور على الإطلاق ,ويحصل فيها من تفتيح الأذهان ,وتوسع الأفكار والمعارف الصحيحة ,والعقول الرجيحة ,ما لايمكن الوصول إليه بدون ذلك ,وكذلك التفكر فيما دعا الله عباده إلى التفكر فيه ,من السماوات والأرض وما أودع فيهما من المخلوقات والمنافع ليستدل بها على التوحيد والمعاد والنبوة وبراهين ذلك ,وليستخرج ما فيها من المنافع النافعة للناس في أمور دينهم ودنياهم ,فمن عود نفسه ودربها على كثرة التفكر في هذه الأمور وما يتبعها ,فلا بد أن تترقى أفكاره وتتسع دائرة عقله وينشحذ ذهنه , ومن ترك التفكر جمدت قريحته وكل ذهنه ,واستولت عليه الأفكار التي لاتسمن ولا تغني من جوع ,بل ضررها أكثر من نفعها.
ومن الأفكار النافعة التفكر في نعم الله ,الخاصة بالعبد والعامة ,فبذلك يعرف العبد أن النعم كلها من الله ,وأنه لايأتي بالخير والحسنات إلا الله ,وأنه لايدفع الشر والسيئات إلا هو وبذلك تستجلب محبة الله وبه يوازن العبد بين النعم والمحن لانسبة لها إلى النعم بوجه من الوجوه ,بل إنها تكون في حق المؤمن القائم بوظيفته ,الصبر نعمة من الله ,فكل ما يتقلب فيه المؤمن فهو خير له ,لأنه يسعى بإيمانه ويكتسب به في جميع تنقلاته ,وهذه أفضل حلى الإيمان وثمراته البهيجة ,وكذلك من أنفع الأفكار الفكر في عيوب الناس وعيوب الأعمال والتوصل إلى الوقوف عليها, ثم السعي في طريق إزالتها ,فبذلك تزكوا الأعمال وتكمل الأحوال ,وبالله التوفيق.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #74  
قديم 14-05-2019, 10:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

رمضان والإعلام

اللجنة العلمية

الجنس يجتاح العالم الإسلامي: رسالة تحذير!
وكان هذا الاجتياح نتيجةً مباشرةً للغزو الفضائيِّ، عبر محطّات الفضاء ومواقع الإنترنت، فكان لا بدّ من هذه الوقفة المحذّرة المذكرة، بقلم كاتبها: محمد محمود عبد الخالق:

(اجتياحٌ في غفلة الحراس)
في الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن الإصلاح السياسي في العالم العربي من أجل تحقيق الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة، نجد هناك غفلة عن الحديث عن ذلك التسعير الجنسي الذي تتعرض له أمتنا الإسلامية، والذي يجتاح بيوتنا ويهدد قيمنا، ويكاد أن يأكل الأخضر واليابس، ويقضي على شبابنا ويحقق مطامع أعدائنا، فالجنس آفة يجب أن لا نقف مكتوفي الأيدي تجاهها ولعل ما نراه وما نسمعه عن أحوال شبابنا مع تلك الآفة يجعلنا ندق ناقوس الخطر وبقوة شديدة قبل أن تأتي تلك اللحظة التي نندم فيها ندما شديداً ولكن قد يكون بعد فوات الأوان.
(دوافع تدفع شبابنا إلى السقوط بين يدي هذا الاجتياح)
إن شبابنا في هذه الأيام الحالكة التي يعيشونها هم أقرب بكثير من أي وقت مضى للإصابة بهذا الداء بل وسريانه في أجسادهم وسيطرته على كافة تحركاتهم وتوجهاتهم فالبطالة وفقدان الثقة في النفس وارتفاع سن الزواج وزيادة تكاليفه وانعدام المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية والإحساس بالظلم والاستبداد جعل الشباب يبحثون عن أشياء تنسيهم ذلك الواقع المرير فكان من أهم ما لجئوا إليه ووجدوه متوافرا عندهم مشاهدة الأفلام وخاصة الجنسية وكذلك الأغاني العربية والأجنبية وتصفح المجلات الماجنة بالإضافة إلى الارتباط بالفتيات بشكل غير شرعي ليس لغرض الحب والزواج، ولكن لغرض الجنس وتفريغ الطاقة الجنسية الكامنة لديهم، والتي لم تجد مسلكاً حلالاً يمكن أن تفرغ من خلاله، وقد لجأ البعضُ إلى الاستمناء كوسيلة لتحقيق ذلك أيضاً، ولست بذلك أحكم على أن جميع الشباب قد وصلوا إلى تلك المرحلة من الانحطاط الجنسي، ولكني أظن أن عددهم ليس بالقليل والواقع يؤيد ذلك ويوضحه.
(التحذير من خطر الطاقة الجنسية)
هذا ولقد حذر الكثير من العلماء من خطورة الجنس وأثره على الحياة الاجتماعية والاقتصادية فهذا أحدهم يقول: " إن خطر الطاقة الجنسية قد يكون في نهاية المطاف أكبر من خطر الطاقة الذرية .... !! " جيمس رستون في (النيويورك تايمز)، وآخر يقول: " والواقع أن مستقبل الأجيال الناشئة محفوف بالمكاره، ربما يتحول أطفال اليوم إلى وحوش عندما تحيط بهم وسائل الإغراء المتجددة بالليل والنهار! إن تشويها كبيرا سوف يلحق البشر حيث كانوا .... " جورج بالوشي هورفت في كتابه (الثورة الجنسية)؟، ويلفت المؤرخ أرنولد توينبي "النظر إلى أن سيطرة الغرائز الجنسية على السلوك والتقاليد يمكن أن تؤدي إلى تدهور الحضارات"، ومع تلك الخطورة على الإنسانية بشكل عام وجدنا مجموعة كبيرة من البشر لا يكلون ولا يملون من الدعوة إلى انتشار الجنس وخاصة بين المسلمين فحال الشرق الإسلامي لن يستقيم تبعا لأهوائهم إلا بانتشار الجنس بين أفراده وسيطرة الشهوة على تحركات هؤلاء المسلمين فهذا أحدهم يقول " لن يستقيم حال الشرق مالم تخرج المرأة سافرة متبرجة "، وآخر يقول: "كأس وغانية تفعلان بأمة محمد مالا يفعله ألف مدفع"، وآخر يقول: "يجب أن يتضامن الغرب المسيحيُّ شعوباً وحكومات، ويعيدوا الحرب الصليبية في صورة أخرى ملائمة للعصر (الغزو الثقافي) ولكن في أسلوب نافذ حاسم".
(هل نجح أعداؤنا في تحقيق أهدافهم)
إن أعداء الأمة من الداخل والخارج يريدون انتشار الجنس بين المسلمين ولعل الواقع الذي نعيشه يدل على نجاح هؤلاء الأعداء في تحقيق بعض ما يسعون إليه ومن المظاهر التي تدل على ذلك:-
1) ظهور ما يسمى بتلفزيون الواقع الذي يقوم بنقل أفكار بعض البرامج الغربية الساقطة وتهيئتها وتقديمها بالصبغة الشرقية.
2) انتشار الأغاني الإباحية العربية التي أصبح مخرجوها يتفننون في إخراج المرأة في أبهى صورة بإظهار مفاتنها وجعلها شبه عارية بل إنهم يتفننون ويبتكرون في طريقة ذلك العري بهدف الإثارة ومحاولة الوصول إلى أكبر قدر ممكن من تحريك الغريزة لدى المشاهد.
3) انتشار الأفلام وخاصة الجنسية منها بين طائفة كبيرة من المسلمين.
4) انتشار المجلات الماجنة الجنسية الفاضحة بالإضافة إلى إقبال المجلات العادية على نشر الصور العارية وظهور ذلك في أغلفتها وخير دليل على ذلك وقفة بسيطة أما بائع الصحف والمجلات!!.
5) انتشار القصص الغرامية وكثرة تداولها بين شباب الأمة وكأنها الزاد الذي يجب أن يتزود به المسلم أو المسلمة لآخرته.
6) انتشار الكباريهات والنوادي التي تشجع الفاحشة بصورة أو بأخرى.
7) التبرج والسفور الذي نراه في شوارعنا فتلك الفتاة التي تخرج متبرجة وسافرة تكشف عن جسدها أو تكون كاسية عارية تدفع إلى ذلك التسعير الجنسي الذي يبتغيه أعدائنا خاصة إذا أضفنا إلى ذلك الاختلاط غير المشروع بين الرجال والنساء وصدق ابن القيم حين قال الاختلاط أصل كل مفسدة.
8) انتشار العلاقات العاطفية بين المسلمين وأقصد المحرمة والتي وجدت نظاما دوليا ينظمها ووجدت عرفا فاسدا لا يمنعها.
وغير ذلك من المظاهر التي يقف عليها كل من يتابع حياتنا اليومية بنظرة إسلامية لا بنظرة عرفية أو دنيوية فاسدة.
وهنا ترى هل يستشعر المسلمون بهذا الخطر أم أنهم سيظلون على ما هم عليه؟ سؤال يطرح نفسه في ظل وضع مأسوي تعيشه الأمة الإسلامية!،
(بعض وسائل العلاج لهذا الداء)
وعموما فإني في نهاية المطاف أود أن أقدم بعض وسائل العلاج لهذا الداء، سائلاً المولى تبارك وتعالى أن يعيننا على الأخذ بتلك الوسائل وتنفيذها:-
1) استشعارنا بوجود هذا الداء في جسد الأمة وبخطره الشديد إذا بقي دون علاج ثم يلي ذلك تشخيص المرض تشخيصا دقيقا والإحاطة بكل جوانبه وتحديدها بدقة وهذه أولى مراحل العلاج.
2) العودة إلى الإيمان الحقيقي بالله سبحانه وتعالى وبث ذلك في نفوس المسلمين ولا سيما الشباب فهم أكثر طوائف الأمة استهدافا من جانب أعدائنا، ولا شك أن بث المعاني الإيمانية في قلوبنا من الخشية لله سبحانه وتعالى ومراقبته والحياء منه والتوكل عليه واليقين به سيحدث نوعا من المناعة لدينا تجعلنا ننأى بأنفسنا عن تلك القاذورات التي تعرض علينا ونقذف بها من كل جانب.
3) إطفاء الفتنة وإخمادها بتقوى الله سبحانه وتعالى فلقد سأل أحد الصالحين وهو طلق بن حبيب عن الفتنة وكيفية إطفائها فقال لهم: أطفئوها بتقوى الله عزوجل فقالوا له وما التقوى؟ قال: " أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجوا ثواب الله وأن تبتعد عن معصية الله على نور من الله تخشى عقاب الله ".
4) الابتعاد عن مواطن الفتنة والإثارة وتحريك الغرائز فهناك حقيقة يجب أن يعلمها الجميع وهي أن الشهوة الجنسية هي الشهوة الوحيدة الساكنة التي تحتاج إلى ما يحركها فشهوة الأكل والشرب مثلاً لا يتحكم الإنسان فيها ولا تحتاج إلى ما يحركها، ولذلك فإن المسلم عليه أن يبتعد عن مواطن الشهوة والفتنة حتى ينأى بنفسه عن اقتراف الفواحش والمعاصي.
5) محاربة العري وأخذ المجتمع بكافة طوائفه هذا الأمر على عاتقهم وخاصة الشباب ويجب أن تستخدم كل الوسائل الممكنة في سبيل تحقيق ذلك سواء عن طريق إقامة الندوات والمؤتمرات أو تأليف الكتب والكتيبات أو كتابة المقالات ونشرها في الصحف والمجلات أو تجميع التوقيعات الرافضة للعري وإرسالها لكل من يبث العري وينشره بين المسلمين وغير ذلك من الوسائل الممكنة والمتاحة التي تحتاج في تنفيذها إلى الهمة العالية والرغبة الجازمة.
6) تيسير الزواج ومحاولة تخفيض تكاليفه ولا شك أن تأخير الزواج كان من أهم الأسباب التي دعت إلى انتشار الفاحشة بين المسلمين ولذلك علينا أن لا نضع القيود التعجيزية في وجوه شبابنا حتى يستطيعوا أن يتزوجوا وبالتالي يحفظون أنفسهم من الفاحشة ويقبلون على حياتهم وينفعون أمتهم ويعيدون حضارة الإسلام من جديد.
7) تعميق معاني غض البصر وعقوبة إطلاقه على محارم الله في نفوس المسلمين ولا سيما الشباب وكذلك تعميق معاني حرمة الخلوة بالأجنبية ولولى خشية الإطالة لتحدثنا عن ذلك بشيء من التفصيل نظرا للأهمية الشديدة لتلكما الأمرين.
8) منع الاختلاط غير المضبوط بين الشباب بعضهم البعض ويكفيني في هذا المقام أن أذكر لكم تلك المقولة الغاية في الخطورة والتي يقول صاحبها فيها "التبرج والاختلاط كلاهما أمنيتان يتمناهما الغرب من قديم الزمان لغاية في النفس يدركها كل من وقف على مقاصد العالم الغربي من الإسلام والمسلمين".
وأخيرا فإني أناشد الغيورين على تلك الأمة والتي أظنك أيها القارئ من هؤلاء إن شاء الله إلى أن يتحركوا على كافة الأصعدة والميادين لإنقاذ المسلمين من هذا القصف الجنسي اليومي والذي أخشى أن يدمر حياتنا ويهدم أخلاقنا ويقضي على أملنا في التغيير وعودة الأمة إلى سابق مجدها وعزتها وكرامتها والله أسأل أن يجعلنا هداة مهدين لا ضالين ولا مضلين وأن يرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغني وأن يحفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين وأن ينجينا من كل سوء وفتنة أنه على ذلك قدير! وهو حسبنا ونعم الوكيل!
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #75  
قديم 14-05-2019, 10:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

رمضان والإعلام

اللجنة العلمية

الدعوة النسائية الالكترونية ضوابط ومحاذير
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [سورة فصلت: 33].
«فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خيرٌ لك من أن يكون لك حمر النعم» [رواه البخاري].
الثورة الإلكترونية في أوجها وفي أشد مراحل تطورها، ومن أكثرها سرعة تقنية وسائل الاتصال وبخاصة الشبكة العنكبوتية.
فقد أصبح لزاما بعد ما نشاهده من تطور سريع أن نجدد وسائل الدعوة وطرقها وهذا بات ما يحصل فعليا، فبعد الرحلات الشاقة للدعاة على الدواب أصبحت الدعوة تدخل البيوت عبر أسلاك وهواء.
دعوة باختلاف أنواعها فمن فردية ـ فردية إلى فردية ـ جماعية إلى جماعية ـ جماعية بمختلف الوسائط من كتابية وصوتية ومرئية.
وكتطور طبيعي أصبح للنساء دورهن في هذا الركب، بل كدن أن يكن هن الرائدات لما يملكن من وقت أكبر من الفراغ ولما وجدنه من متنفس لهن، وهنا ومع هذه الانتفاضة النسوية الإنترنتية لزم وضع ضوابط لها لتسير في أطرها الصحيحة وتؤدي هدفها النبيل بوسيلة صحيحة.
فمّما أراه يجب على الأخوات أن يراعين الآتي في خوض غمار الدعوة الالكترونية:
1 - النساء في المجمل يندفعن خلف عاطفتهنَّ قبل تحكيم عقلهن، وهنا لا بد من وقفة فليس كل موقع إسلامي أو غرفة هي ذات عقيدة سليمة صافية نقية فتثبتي أخية من ذلك قبل أي خطوة تخطينها، وغرف المحادثة الصوتية خاصة الجدلية منها احذريها وابتعدي عنها دامت لم تحو درسا لعالم ثقة أو علما نافعا، فتركها والبعد عنها أسلم وأولى.
2 - الدعوة النسائية الفردية يشوبها الوهن سريعا بالمتغيرات التي تقابل المتطوعة من انشغال بأمور زواج أو دراسة أو تربية للأطفال، لذلك دائما أخية علمي من تحل محلك وقت حاجتك فلا بأس أبدا في ذاك، بل لك مثل أجرها بإذن الله.
3 - أصبح من المشاهد الاختلاط الرهيب في حقل الدعوة لإلكترونية، بل كاد أن يكون هو العام والمتفشي، فاحذري من ذلك والتزمي بالضوابط وتذكري أنّ النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد، وتجنبي المراسلات الخاصة مع الرجال وإن كان المنتدى عامًا فالمشاركة في المنتديات النسائية أفضل، وإن كان لابد فلتضع مشاركتها وتنسحب ولا تخضع لقيل وقال فيطمع من في قلبه مرض، وفي الدعوة الفردية إيّاك والانجرار خلف مسوغات الشيطان فيقودك لتدعي شابا خاصة في حالة الدعوة الفردية، فكم من كانت هذه بداية هلكتها، فدعوة النساء للنساء ودعوة الرجال للرجال.
4 - الأخوات عموماً بما زُرع بهنَّ من فطرة الغيرة تجد أنّ النوعية والتمركز مغيب في كثير من الفرق التي يشاركن فيها، وما أعنيه هو إن رأت مجموعة من الأخوات أختًا قد قامت بتصميم عمل فني مثلا وانتشر هذا العمل فيردن أن يصبحن كلهن مصممات، وهذا من الخطأ فلكل منّا مهارة معينة وهواية وإن لم يكن كذلك لما أمر أسامة بن زيد جيشًا فيه أبي بكر وعمر. فلتوزعن المهام والأدوار كلن بحسب قدرتها وطاقتها ومجالها، فهذه مما فيه النفع إن شاء الله، وهذا لا يعني ألاّ نرنوا لنطور من أنفسنا ونتطلع لمن تعمل عملا ناجحا، بل لأرى كيف تعمل وأطور من نفسي لكن في حقلي.
5 - التقارب النفسي بين الأخوات العاملات هام جدا خاصة في الدعوة الجماعية، فليكن هدفكن تكوين عائلة قبل تكوين فريق، ما أعنيه أنّه إن غابت إحداكن فلتسألن عنها وإن مرضت فلترين ما بها أو تعدنها، وإن كانت تدرس فلتتعهَّدنها بالسؤال فهذا مما يؤلف القلوب ويرابطها، وبهذا نكون قد أنشأنا أواصر قلبية تعمل كمحرك للعمل الجماعي ككل.
6 - في المنتديات الحوارية العامة وغرف الدروس العامة الصوتية الأسلم أن تنتقي اسما لا يدل على أنّك أنثى فيطمع بك طامع، والأسلم ألاّ تشاركي بها أو تدخليها إلاّ لمنفعة ومصلحة تغلب مفسدة.
7 - كوني جادة محتشمة لا تنشغلي بقيل وقال وسفاسف وتفاهات، بل ضعي نصب عينيك الدعوة وهدفك لكي لا تستكيني وتركني.
8 - اعلمي أنّ الدعوة الإلكترونية قد تكون جاذبة فلا تشغلك عن دينك وعبادتك وأسرتك، والأهم ألاّ تشغلك عن الدعوة الواقعية في محيطك فلا تكوني مؤثرة إلكترونيا خاملة حياتيا.
9 - في الدعوة الفردية إيّاك والانجرار خلف مسوغات الشيطان فيقودك لتدعي شابا خاصة في حالة الدعوة الفردية، فكم من كانت هذه بداية هلكتها، فدعوة النساء للنساء ودعوة الرجال للرجال.
10 - في الفريق الواحد ذي المهام المحددة يجب على كل أخت أن تكون على دراية بعمل أخواتها، فإن غابت إحداهن عوض النقص فورا فلا يتأثر العمل الناتج.
11 - الإتقان الإتقان ثم الإتقان، فالعواطف قد تقودكن للإسراع قليلا بما تعدَّينه وهنا قد تكثر الأخطاء فعليكن بالتأني فإنّه سبيل للإتقان.
12 - اعلمن أنّ كل شيء بقدر وقليل دائم خير من كثير منقطع فلتنظمن الأوقات لتحفظنها ولا تضيعنها.
13 - الدعاء والتوجه إلى الله قبل كل وأي عمل بأن يرزقك التوفيق والسداد، واستخارته سبحانه مما قد يواجهك من إشكالات.
عمل لله سبحانه وأي البيئات أشرف من ذلك ولكن جل الأعمال بها ما ينغص فلتشرحي صدرك لإخواتك ولتغفري لهن الزلل ولتنبهيهن لمواطن العلل.
15 - ضعي لكلماتك رقيبا فقد يتأذى بك غيرك دون شعور منك وبالتالي تهدمين لا تبنين.
16 - الأخلاق هي من أشد الأمور أهمية فلا يتيح لك اختلافك مع أخت لك أن تعنفيها أو تزجريها ولكن وجهيها بالتي هي أحسن.
17 - فخ كبير يلتهم الحسنات التهامًا إيّاكن والوقوع به ألا وهو الغيبة فاحذرنها وتجنبنها.
18 - اعلمن أنّ الشيطان يقعد لكن في كل مرصد، فلا تتوقعن أنّ هذا الحقل مليء بالورود والأزهار، بل يسلط عليكن الشيطان جل طاقته، كيف لا وأنتن داعيات في سبيل الله فتذكرن ذلك دومًا ولا تتركن له مجالا أو ثغرة ينفذ لكن منها.
19 - اعلمي أنّك لغيرك قدوة وتصرفاتك جلها مراقبة فإياك أن يؤتى الدين من قبلك فتأخذك أخت لها شعارا فتكوني قد ضللت وأضللت والعياذ بالله.
20 - الأخلاق الأخلاق، من أهم الوسائل التي تجعلك في المقدمة وقدوة لغيرك أخلاقك، فليس معنى أنهن لا يرونك ألا يشعرن بأخلاقك فإنّما كتاباتك وتفاعلك مع أخواتك يرسم طباعك وأخلاقك فاحذري.
أمثلة من الأنشطة الدعوية الإلكترونية التي بمقدورك المساهمة بها حسب وقتك وفراغك:
- تفريغ المحاضرات المسموعة لمقروءة.
- تدوين الكتيبات النافعة.
- مراجعة الكتابات عموما من حيث الأخطاء الإملائية أو الأسلوب اللغوي.
- إعداد الدورات لحفظ القرآن أو الحديث والتنافس في ذلك.
- إعداد قائمة بريدية لمن تعرفين من الأخوات وترسلين لهن رسالة نافعة أسبوعية.
- المشاركة في فرق الأخوات في المواقع الإسلامية سليمة المنهج.
- احتراف التصميم الفلاشي والتطوع في أحد المواقع الإسلامية.
- التدرب على برامج الهندسة الصوتية واقتطاع المؤثر من المحاضرات المختلفة وإرساله عبر البريد أو للمواقع الإسلامية ليستفيدوا منه.
- كتابة مقال نافع تدعين به أخواتك.
- إعداد حقائب دعوية إلكترونية ونشرها للأخوات على سبيل المثال: حقيبة الحجاب، تحتوي على درس ومقال وعمل فلاشي ونشيد وتصميم عن الحجاب واهديها لأخت لك غير محجبة.
- ............ أترك لكن إضافة ما تودّنّ من أعمال.
أسأل الله سبحانه أن ينفع ببناتنا ويصلحهن ويغفر لهن ويرحمهن ويسدد خطاهن، وعن النار يبعدهن ومن الجنة يقربهن وتاج الوقار والعفة يلبسهن والزوج والولد الصالح يرزقهن، هو ولي ذلك والقادر عليه.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #76  
قديم 14-05-2019, 10:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

رمضان والإعلام

اللجنة العلمية


من يُربّي أبناءنا؟

التلفزيون والتربية
أصبح التلفزيون منافساً رئيسياً للوالدين في تشكيل سلوك الأبناء وتلقينهم المعارف والقيم ـ الصالح منها والطالح ـ وارتفعت أصوات بعض المصلحين والمربين تحذِّر منه وتدعو إلى التخلص منه، وفريق آخر يدعو إلى ترويضه واستخدامه في أهداف التعليم والتربية، لكن الفريقين يتفقان على الآثار السلبية التي يتركها التلفزيون على سلوك الشباب، وإن اختلفت رؤيتهم في سبل وقف هذه الآثار، هل بالتخلص من التلفزيون أم بترشيد "وفلترة " مشاهدته؟.
أصبح تأثير مشاهدة التلفزيون على الشباب موضوعاً لدراسات عدة اجتمعت كلها على الأثر السلبي لهذه المشاهدة.
إن آثار التلفزيون الأكثر ضرراً على الشباب هي تلك المتعلقة بما يبثه من عنف، و إحدى الدراسات أوضحت أن الطفل الذي يشاهد التلفزيون 27 ساعة في الأسبوع سيشاهد 100 ألف عمل من أعمال العنف من سن الثالثة حتى العاشرة.
وقد جاءتنا الكثير من الأخبار عن أطفال لم تتجاوز أعمارهم عشر سنوات قاموا بجرائم قتل دون وعي لخطورة ما يقومون به بل دفعتهم رغبة في تقليد ما يشاهدونه لذا يجب أن تكون هناك رقابة شديدة على ما يشاهده الأطفال في التلفزيون.
جريدة الوطن لأحد 20 محرم 1424هـ
إن لم تكن قدوة لابنك .. فالفضائيات قدوته!!
ـ الأبناء يتساءلون .. من يربينا؟!
يقول د. محمد الثويني الخبير الاجتماعي ومحرر مجلة ولدي:
لقد تحدث إليَّ أحد الأبناء بصراحة وصدق قائلاً: لا أريد أن ألقي اللوم على أحد ولكني للأسف لم أتلق تربية سليمة منذ صغري، فتربيتي وثقافتي تلقيتها من التلفاز وقنواته الفضائية واليوم يلومني أهلي على تصرفاتي المؤذية لمشاعرهم ومشاعر الآخرين ولم يسألوا أنفسهم أولاً عن أسباب تصرفاتي السيئة؟!
مجلة ولدي العدد 22

الآثار المرعبة على أطفالنا من جراء هذه الأجهزة الشيطانية:

1. يحرم الطفل من التجربة الحياتية الفعلية التي تتطور من خلالها قدراته إذا شغل بمتابعة التلفاز.
2. يحرم الطفل من ممارسة اللعب الذي يعتبر ضرورياً للنمو الجسمي والنفسي فضلاً عن حرمانه من المطالعة والحوار مع والديه.
3. التلفاز يعطل خيال الطفل لأنه يستسلم للمناظر والأفكار التي تقدم له دون أن يشارك فيها فيغيب حسه النقدي وقدراته على التفكير.
4. يستفرغ طاقات الأطفال الهائلة وقدراتهم على الحفظ في حفظ أغاني الإعلانات وترديد شعاراتها.
5. يشبع التلفاز في النشء حب المغامرة كما ينمي المشاغبة والعدوانية ويزرع في نفوسهم التمرد على الكبار والتحرر من القيود الأخلاقية.
6. يقم بإثارة الغرائز البهيمية مبكراً عند الأطفال وإيقاد الدوافع الجنسية قبل النضوج الطبيعي مما ينتج أضراراً عقلية ونفسية وجسدية.
7. يدعو النشء إلى الخمر والتدخين والإدمان ويلقنهم فنون الغزل والعشق.
8. له دور خطير في إفساد اللغة العربية لغة القرآن وتدعيم العجمة وإشاعة اللحن.
9. تغيير أنماط الحياة _ الإفراط في السهر، فأفسد الدنيا والدين كما يرسخ في الأذهان أن الراقصات والفنانات ونجوم الكرة أهم من العلماء والشيوخ والدعاة والمبتكرين.



حكم المسابقات التلفزيونية
[يسأل سائلٌ قائلاً]:
ما حكم المسابقات التلفزيونية التي تشترط الاتصال الهاتفي للاشتراك في المسابقة وهذا الاتصال له رسوم أعلى من رسوم الاتصال المعتاد؟
يجيب سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
مفتي عام المملكة العربية السعودية قائلا:

[الجواب:]
هذا كله باطل لأن الوصول إلى مثل هذا الربح، يكون عن طريق الاتصال الهاتفي، والذين ينظمون هذه المسابقات يتفقون مع شركات الاتصالات بحيث يكون ربح المكالمات بينهم، فيستفيدون من ثمن هذه المكالمات التي ربما يكررها المتصل الواحد مراراً وينفق أمواله، ومن مجموع هذه الاتصالات المتعددة يربح أصحاب الاتصالات، ويربح أصحاب القنوات، وهذا كله خداع للناس، ويقامر فيها عامة الناس بأموالهم، وننصح هؤلاء بعدم المشاركة في هذه الأعمال لأنها من القمار المحرم·

[اللجنة الدائمة تفتي بتحريم مسابقات الجرائد عبر الجوال]..
بيان اللجنة:
«الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد:
فقد ورد إلى اللجنة كثير من الأسئلة عن حكم المسابقات التي تجريها بعض الصحف وتعلنها على الناس وتجمع بها أموالا من الناس مثل أن يرسل المتسابق رسالة بالجوال بمبلغ مالي وتجري الصحيفة قرعة لاختيار أحد المرسلين لإعطائه الجائزة.
وقد درست اللجنة هذا الموضوع دراسة متأنية، ورأت أن اقامة هذه المسابقات وأخذ الجوائز عليها أمرٌ محرَّم؛ لأنها من الميسر (القمار) الذي حرمه الله في كتابه بقوله تعالى {ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} (90) إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} (91) المائدة، والميسر هو: المراهنات المشتملة على المخاطرة والغرر والجهالة وأكل أموال الناس بالباطل قال شيخ الإسلام ابن تيمية «القمار هو المخاطرة الدائرة بين أن يغنم باذل المال أو يغرم أو يسلم» وهذه المسابقات تقوم على المخاطرة لأنها تتضمن غرما محققا وغنماً محتملاً كما أن ذلك من أكل أموال الناس بالباطل وقد قال الله تعالى {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} البقرة آية 188، وقال تعالى {ياأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم} النساء آية 29، والواجب على أجهزة الصحافة البعد عن وسائل الاحتيال المحرمة لجمع المال، وعلى من خالف فيما سبق أن يتوب إلى الله تعالى وأن يترك هذه الأعمال المحرمة ويكون طلب الرزق بالوجوه المشروعة، وفي الحلال غنية عن الحرام.
وسبق أن أصدر مجلس هيئة كبار العلماء قراره المؤرخ في 26/ 2/1410ه برقم 162 المتضمن تحريم المسابقات التجارية التي يروج لها بواسطة وسائل الإعلام أو بواسطة بعض المؤسسات التجارية لطلب الحصول على الأموال الكثيرة اعتمادا على التغرير والخداع لعامة الناس لما تشتمل عليه هذه المسابقات من أكل أموال الناس بالباطل لأن كل مشترك يدفع مبلغا من المال مخاطرة وهو لا يدري هل يحصل على مقابل أو لا؟ وهذا هو القمار، وبالله التوفيق.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #77  
قديم 14-05-2019, 10:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

وحدة الأمة الإسلامية في رمضان

اللجنة العلمية



ذم التفرق والاختلاف
تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة على طلب الشارع لوحدة المسلمين، وبصيغ تؤكد على وجوبها ولزومها، وترتب العقوبة على التفريط في تحقيقها في الواقع.
قال تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [سورة الأنفال: 46].أمرهم تعالى بالطاعة لله ولرسوله، ونهاهم عن التنازع وهو تجاذب الآراء وافتراقها)
وأكد سبحانه النهي عن التنازع بذكر مفاسده وأضراره وأخطرها الفشل وذهاب الريح، قال الرازي رحمه الله (وفيه مسائل: المسألة الأولى: بين تعالى أن النزاع يوجب أمرين، أحدهما: أنه يوجب حصول الفشل والضعف، والثاني: قوله {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} وفيه قولان،الأول: المراد بالريح الدولة، شبهت الدولة وقت نفاذها وتمشية أمرها بالريح وهبوبها، يقال هبت رياح فلان إذا دانت له الدولة ونفد أمره، الثاني: أنه لم يكن قط نصر إلا بريح يبعثها الله، وفي الحديث (نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور)، والقول الأول أقوى لأنه تعالى جعل تنازعهم مؤثراً في ذهاب الريح ومعلوم أن اختلافهم لا يؤثر في هبوب الصبا قال مجاهد {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} أي نصرتكم وذهبت ريح أصحاب محمد حين تنازعوا يوم أحد).

وقوله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [سورة الشورى: 13].
قال البغوي رحمه الله: (بعث الله الأنبياء كلهم بإقامة الدين والألفة والجماعة وترك الفرقة والمخالفة)(4)، ويعبر بعض الدعاة المعاصرين عن هذا المعنى بأن قيام الدين على ركنين هما: كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة، ولا يستقيم أمور المسلمين في الدين والدنيا إلا بهما.
وردت في السنة النبوية المطهرة أحاديث كثيرة تؤكد ما ورد في القرآن الكريم من الأمر بالوحدة والاجتماع والنهي الاختلاف والفرقة، ومن تلك الأحاديث:
1- قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا فيرضى لكم: أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال).
قال النووي رحمه الله: (وأما قوله صلى الله عليه وسلم (ولا تفرقوا): فهو أمر بلزوم جماعة المسلمين وتألف بعضهم ببعض، وهذه إحدى قواعد الإسلام، واعلم أن الثلاثة المرضية إحداها: أن يعبدوه، الثانية: أن لا يشركوا به شيئا، الثالثة: أن يعتصموا بحبل الله ولا يتفرقوا.

قوله صلى الله عليه وسلم (عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فيلزم الجماعة). وقد تكرر منه صلى الله عليه وسلم هذا الأمر بلزوم الجماعة في أحاديث أخرى كثيرة.

واختلف أهل العلم في تفسير الجماعة إلى:
القول الأول: هم (السواد الأعظم من أهل الإسلام...، فعلى هذا القول يدخل في الجماعة مجتهدو الأمة وعلماؤها وأهل الشريعة العاملون بها ومن سواهم داخلون في حكمهم لأنهم تابعون لهم ومقتدون بهم فكل من خرج عن جماعتهم فهم الذين شذوا، وهم نهبة الشيطان، ويدخل في هؤلاء جميع أهل البدع لأنهم مخالفون لمن تقدم من الأمة لم يدخلوا في سوادهم بحال)، وهذا هو قول أبي مسعود الأنصاري، وابن مسعود،والحسين بن علي رضي الله عنهم.

القول الثاني:هم (جماعة أئمة العلماء المجتهدين، فمن خرج مما عليه علماء الأمة مات ميتة جاهلية، لأن جماعة العلماء جعلهم الله حجة على العالمين، وهم المعنيون بقوله عليه الصلاة والسلام (إن الله لن يجمع أمتي على ضلالة)، وذلك أن العامة عنها تأخذ دينها وإليها تفزع من النوازل وهي تبع لها)، وممن قال بهذا عبد الله بن المبارك، وإسحاق ابن راهويه، وجماعة من السلف وهو رأي الأصوليين.

القول الثالث: هم (الصحابة على الخصوص فإنهم الذين أقاموا عماد الدين وأرسوا أوتاده وهم الذين لا يجتمعون على ضلالة أصلا)، (وممن قال بهذا القول عمر بن عبد العزيز).

القول الرابع:هم (جماعة أهل الإسلام إذا أجمعوا على أمر فواجب على غيرهم من أهل الملل اتباعهم، وهم الذين ضمن الله لنبيه عليه الصلاة والسلام أن لا يجمعهم على ضلالة، فإن وقع بينهم اختلاف فواجب تعرف الصواب فيما اختلفوا فيه)، وهو قول الإمام الشافعي رحمه الله.

القول الخامس:هم (جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمير، فأمر عليه الصلاة والسلام بلزومه، ونهى عن فراق الأمة فيما اجتمعوا عليه من تقديمه عليهم لأن فراقهم لا يعدوا إحدى حالتين، إما للنكير عليهم في طاعة أميرهم والطعن عليه في سيرته المرضية لغير موجب بل بالتأويل في إحداث بدعة في الدين كالحرورية التي أمرت الأمة بقتلها وسماها النبي صلى الله عليه وسلم مارقة من الدين، وإما لطلب إمارة من انعقاد البيعة لأمير الجماعة فإنه نكث عهد ونقض عهد بعد وجوبه)، وهو اختيار الإمام الطبري رحمه الله.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (سمعت رجلا قرأ آية سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم خلافها، فأخذت بيده فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (كلاكما محسن) قال شعبة أظنه قال: (لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا).
قال المناوي رحمه الله: (يعني أن الأمم السابقة اختلفوا في الكتب المنزلة فكفر بعضهم بكتاب بعض، فهلكوا، فلا تختلفوا أنتم في هذا الكتاب، والمراد بالاختلاف: ما أوقع في شك أو شبهة أو فتنة أو شحناء ونحو ذلك...)

تلكم جملة يسيرة من نصوص الكتاب والسنة التي تدل على وجوب وفرضية وحدة المسلمين واجتماع كلمتهم على الحق.
وقد اتفقت كلمة السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم بإحسان على الأمر بلزوم الجماعة، فكلهم بلا استثناء كانوا من دعاة الوحدة والاجتماع على الحق، ولم يكونوا من دعاة الفرقة والاختلاف.
قال الإمام الأوزاعي رحمه الله: (كان يقال خمس كان عليها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والتابعون بإحسان: لزوم الجماعة، واتباع السنة، وعمارة المساجد، وتلاوة القرآن، والجهاد في سبيل الله)
مفاسد التفرق والاختلاف
لا قيام لمصالح المسلمين في الدين والدنيا إلا بوحدتهم واجتماع كلمتهم على الحق، وأصدق الأدلة والبراهين على ذلك ما ينتج عن الفرقة والاختلاف - ضد الوحدة والاجتماع - من المفاسد والأضرار في الدين والدنيا، وهي كثيرة لا تعد ولا تحصى ومن أخطرها ما يلي:
- مخالفة أمر الله ورسوله.
اختلاف المسلمين وتفرقهم مخالفة لما ورد في الكتاب والسنة من الأمر بالوحدة واجتماع الكلمة، وقد أوردنا فيما سبق بعض النصوص من الكتاب والسنة مما يدل على وجوب وحدة المسلمين واجتماع كلمتهم على الحق، وهي كلها نصوص محكمة يتحتم العمل بها في كل زمان ومكان، لم ينسخ منها شيء.
فوحدة المسلمين ليست خيارا استراتيجيا يلجأ إليه المسلمون عند الحاجة أو الضرورة، بل هي أصل من أصول الدين الكلية، وقاعدة من قواعده العظمى، والتفريط فيها معصية توجب غضب الله وعذابه في الدين والآخرة، قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} [سورة الأحزاب: 39]

- اختلاف القلوب وتفريق الدين.
إن الاختلاف في الأعمال الظاهرة كصور أداء العبادات، وتحديد مواقيتها الزمانية أو المكانية، أو تباين مواقف المسلمين في القضايا المصيرية، يؤدي إلى اختلاف القلوب ويدل على تنافر المقاصد والنوايا.
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر الصحابة بتسوية الصفوف عند الصلاة فيقول: (عن أبى مسعود رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: (استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم)

والله المستعان، فقد وقعت الأمة فيما حذرها منه النبي صلى الله لما اختلفوا بينها فاختلفت قلوبهم، فأصبحت كل طائفة تؤدي شعائر الدين من صلاة صيام وحج ونحوها بطريقة مختلفة تماما، كل طائفة تتعصب لمذهبها وفتاوى أئمتها وعلمائها ولا تقبل الرد إلى الله ورسوله عند الاختلاف في شيء من أمور الدين.

وترى كل بلد من بلاد المسلمين يطبق من شرع الله – إن طبق- وفق أهواء ساستها، ولا تراعي في ذلك مصلحة الأمة، فتجد بعض بلاد المسلمين في عهد وصلح مع أعداء الأمة وتطبع العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية، في الوقت الذي يتخذ من جاره المسلم موقفا مغايرا تماما.

وكذلك أدى اختلاف مناهج الدعاة ومقاصدهم إلى اختلاف قلوبهم، فعادى بعضهم بعضا، وبدع بعضهم بعضا، وحذر بعضهم من بعض، فنزع الله البركة من أقوالهم وأفعالهم، فلم يعد يسمع لهم أحد، أو ينضم لجماعتهم أحد، فنفقت سوق المعاصي والبدع، وانتشر بين المسلمين دعاة الباطل ومروجي الخرافة.

- الفشل وذهاب الريح.
من أعظم أضرار اختلاف المسلمين وتفرق كلمتهم الفشل وذهاب الريح، وقد ذكرهما الله تعالى في القرآن لخطورتهما، فقال تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [سورة الأنفال: 46]
والفشل وذهاب الريح تعبير بليغ عن نقص قوة المسلمين وقصورهم عن بلوغ مقاصدهم في تقوية جيوشهم وإرهاب أعدائهم، وكذالك ضعف دولتهم أو سقوطها في يد الغزاة والمحتلين.

ولا تعبير أدق في وصف واقع المسلمين الأليم من الفشل وذهاب الريح، ذلك بأنهم اختلفوا وتنازعوا ففشلوا في تقوية جبهتهم الداخلية وإعداد القوة اللازمة لحماية أنفسهم، فباع طوائف من المسلمين ذممهم للكفار، فوالوهم من دون المؤمنين، وظلم الرعاة رعاياهم فجوعوهم وضربوا ظهورهم وأهانوا كراماتهم، فكرهت الرعايا رعاتهم فخرجت فئام منهم عن الجماعة وشقوا عصى الطاعة.

فذهبت الريح وتلاشت القوة، فضاعت أجزاء عزيزة من أرض الإسلام، إما بالاحتلال كفلسطين أو بتمكن الكفار والمنافقين عليها كما في العراق وأفغانستان.
وأهينت المقدسات الإسلامية بشكل سافر، فلطخت المصحف الشريف بالأوساخ ورمي في الكنف، بل ووزعت في بعض بلاد المسلمين نسخ محرفة من القرآن أسموه ب: (الفرقان)، ونيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسم وأمهات المؤمنين بالكاريكاتير، وأريقت دماء ذكية وأزهقت أرواح طاهرة فقتل المسلمين لأتفه الأسباب.
وكل هذه المصائب وجميع هذه الويلات لم تكن لتحصل إلا باختلاف المسلمين وتفرقهم
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #78  
قديم 14-05-2019, 12:49 PM
هاني عبدالله هاني عبدالله غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2019
مكان الإقامة: الكويت
الجنس :
المشاركات: 2
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

ما شاء الله , مشكوور على الطرح
رد مع اقتباس
  #79  
قديم 16-05-2019, 10:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

جزاكم الله خيرا
اسعدنى مروركم الكريم
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #80  
قديم 16-05-2019, 10:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

وحدة الأمة الإسلامية في رمضان

اللجنة العلمية

أسباب تفرق الأمة الإسلامية
تعدد الدول:
إن انقسام الدول الإسلامية ظاهرة قديمة ولكن حكام الدول الإسلامية كانوا يشعرون كما يشعر المسلمون جميعا يومئذ أنهم يقتسمون أرضا واحدة ومجتمعا واحدا وكان الفرد المسلم لا يشعر بالانفصال عن المسلمين الذين هم تحت حكم حاكم آخر فالشعور بوحدة المسلمين أو المجتمع كان واضحا وقويا حتى أن الانتقال من دولة إلى دولة كان أمرا عاديا وميسورا وكذلك تغيير محل الإقامة من دولة إلى دولة وكان المسلم ينتقل إلى بلد آخر وإلى سلطة حاكم آخر دون أن ينتقص أي حق من حقوقه، فيمكن أن يتولى فيها أي ولاية من الولايات كالقضاء والوزارة وغيرها كما حصل لابن خلدون وابن بطوطة وعدد كبير من العلماء الذين تولوا القضاء في الشام ومصر أو في مصر والمغرب أو غيرها.
أما الانقسام الذي حصل في القرن الأخير ولاسيما في عهد الاستعمار وبعد الاستقلال فهو انقسام إلى دول تفصلها حدود حاجزة وتكون مجتمعات أخذ بعضها يتباعد عن بعض، وتكونت لها عصبيات قومية أو إقليمية انعكست آثارها في نفوس الشعوب وتجسدت في كيانات وطنية وقومية متنافسة تنافس القبائل قديما بل متصارعة ومتعادية أحيانا.
وبني على هذا الأساس المناهج الدراسية وخاصة في التاريخ والجغرافيا وغذيت هذه الروح المبنية على هذه العصبيات الإقليمية أو القومية والوطنيات المحدودة الخاصة حتى في الأدب والشعر والأناشيد (الوطنية) فلتركيا نشيد ولمصر نشيد وللعراق نشيد.. الخ. واستمر الحكام الذين حكموا بعد التحرر من الاستعمار كالحكام الذين سبقوهم أو الذين لم تستعمر أرضهم في هذا الاتجاه بسبب نشوئهم في هذه الأجواء من جهة وبسبب حرصهم على مناصبهم من جهة أخرى.
2 _ اختلاف نظم الدول القائمة في العالم الإسلامي:
أ _ نظم التربية والتعليم:
بعد أن أدخل الاستعمار _ وهو حكم غير المسلمين للبلاد الإسلامية _ مناهج للتعليم غير المناهج الإسلامية المتوارثة وبنيت هذه المناهج على الفكر الغربي من حيث الأساس، اختلت الوحدة الثقافية والفكرية في البلاد الإسلامية. فوجد أولاً نوعان من الثقافة والتفكير، نوع بني على المناهج الإسلامية الموروثة القديمة ونوع بني على المناهج الأجنبية الوافدة أو الغازية.
ووجد اختلاف آخر نشأ عن تعدد الدول غير المسلمة التي غزت بلاد المسلمين وهي نفسها مختلفة المناهج وإن اشتركت في أصولها فثمة نظام إنكليزي ونظام فرنسي وغيرهما. ثم ظهر نظام آخر كان له تأثير أيضا وهو النظام الماركسي الذي تأثرت به بعض البلاد الإسلامية بتأثير الدول الشيوعية ودعايتها ونفوذها وهكذا تكون من مجموع ذلك تفكير متعدد مختلف الاتجاهات وليس هذا الاختلاف بين بلد وبلد فحسب بل في البلد الواحد نفسه. وبذلك فقدت أو انتقصت الوحدة الفكرية والثقافية التي كانت ماثلة، في بلاد المسلمين كلها.
ب _ التشريع:
غزا الغرب غير المسلمين البلاد الإسلامية قبل استعمار البلاد الإسلامية فأخذت القانون الجنائي ثم القانون التجاري ثم القانون المدني وأخيراً قانون الأحوال الشخصية. ولكل من هذه القوانين تأثيرها في المجتمع في توجيه حياته الأخلاقية عن طريق التشريع الجنائي _ والاقتصادية عن طريق القانون التجاري والمدني وحياة الأسرة المسلمة عن طريق قوانين الأحوال الشخصية.
ونشأ عن ذلك:
الاختلاف بين التشريع الإسلامي الذي كان سائدا والتشريع الغربي الغازي. الاختلاف بين التشريعات الأجنبية نفسها لتعدد مصادرها.
التعارض بين بنية المجتمع الإسلامي القديمة والتشريع الجديد الأجنبي فيها وأخيرا فقدان الوحدة التشريعية في البلاد الإسلامية واختلاف تكوين البناء الاجتماعي وإقصاء التشريع الإسلامي عن المجتمعات الإسلامية.
ج _ الاقتصاد والنظم الاقتصادية:
إن الاختلاف في النظم الاقتصادية والانقسام والتوزيع على دورات أو شبكات اقتصادية من جهة الارتباط والتعامل الخارجي _ ظاهرتان جديدتان في العالم الإسلامي لم تكونا موجودتين حتى في عصر الانحطاط إذ كان العالم الإسلامي مترابطا اقتصاديا وكان النظام السائد فيه واحدا.
نشأ هذا الاختلاف والانقسام بتأثير الاستعمار وتعدد دوله واختلاف نظمه واختلاف الدول أو البلاد الإسلامية في اقتباس النظم الاقتصادية من رأسمالية قديمة إلى رأسمالية حديثة إلى اشتراكية إلى اشتراكية ماركسية وقد نشأ عن الاختلاف في هذا الميدان نتائج وآثار متعددة منها: اختلاف في تركيب المجتمع وفي آلية الحركة الاقتصادية أو طرائق التنمية وفي كل ما يتأثر بالاقتصاد وأسلوبه في الداخل.
اختلاف في الارتباطات الاقتصادية الخارجية في الصادرات والواردات والأساس النقدي ومراكز الإيداع. فكل بلد إسلامي مرتبط بشبكة اقتصادية خارجية تختلف عن البلدان الإسلامية الأخرى وذلك بسبب تضارب المصالح والتنافس وقد يسبب التعارض في المصالح الاقتصادية وذلك مما يجر إلى اختلاف المواقف السياسية الخارجية وإلى وجود البلاد الإسلامية في جبهات مختلفة ومتصارعة وكثيراً ما سبب ذلك السير في سياسة خارجية تخالف الإسلام بل التنكر لبعض القضايا الإسلامية الدولية.
د _ السياسة الداخلية والخارجية:

من الطبيعي أن يرتبط الاختلاف في السياسة الداخلية بالاختلافات السابقة وخاصة في التربية والثقافة وفي التشريع وفي المفاهيم العقائدية والمعايير الأخلاقية وهي التي تحدد الحقوق والواجبات ومدى الحريات وأنواعها ولا شك كذلك أن حرص الحكام في كل بلد على الاستمرار في الحكم وبقاء البلد الذي يحكمونه مستقلا عن غيره من البلدان الإسلامية هو دافع إلى وضع قوانين ونظم وإجراءات في السياسة الداخلية تقوي روح الإقليمية والانعزالية في الشعب حتى تتغلب على شعوره بواجب الاتحاد أو الوحدة مع سائر البلدان الإسلامية، ويضاف إلى ذلك اعتقاده أن في ذلك مصلحة له لئلا يقاسمه أبناء البلدان الأخرى المنافع والمكاسب في زعمه غافلا عما تجلبه الوحدة وسعة الرقعة من القوة ومن المنافع والمصالح بالإضافة إلى كونها واجبا إسلاميا بصرف النظر عن مكاسبها.
وبذلك يصبح المسلم في بلد إسلامي ليس بلده وفي دولة غير دولته ليس له من الحقوق المدنية كالعمل والإقامة والتملك والتوظف وغيرها من الحقوق إلا ما لسائر الأجانب من غير المسلمين وهذه ظاهرة لم يسبق لها نظير في تاريخ الإسلام ولم تحدث إلا في العصر الحديث.
أما السياسة الخارجية فهي كذلك مختلفة بسبب اختلاف العوامل التي ذكرناها من التربية وما تنشره من أفكار وعقائد ومن النظم الاقتصادية والمصالح الاقتصادية فهذان العاملان أعني التأثر بالتيارات الخارجية كالشيوعية والليبرالية. والديمقراطية والقومية وغيرها، وارتباط المصالح الاقتصادية بدول وبلدان غير إسلامية أدت ولا تزال تؤدي حتما إلى اختلاف كبير في السياسة الخارجية وانقسام بين حكومات البلاد الإسلامية في هذا المجال. وإن من أساليب المعارضة لوحدة الشعوب الإسلامية واتحاد الدول الإسلامية صرفها إلى تكتلات أخرى تختلط فيه دول الشعوب الإسلامية وتتوحد مع دول غير إسلامية.
3 _ تعدد المذاهب والاتجاهات:

إن الوحدة بين المسلمين في الماضي والحاضر لم يكن ليؤثر فيها ما بينهم من اختلاف مذهبي وفيما يلي تلخيص يعطي صورة واضحة ويؤيد ما قلناه:
أ _ أن المذهب السني هو مذهب الأكثرية العظمى للمسلمين في العالم والمذهب الذي يليه في الأهمية من حيث العدد هو المذهب الشيعي الإمامي وهو مذهب أكثرية الشعب الإيراني وفريق من سكان القارة الهندية (الهند وباكستان وبنغلاديش) والمهاجرين منهم إلى جنوب أفريقيا ونصف سكان العراق وأقليات أخرى في بلدان متفرقة.
إن وجود هذين المذهبين ويضاف إليهما المذهب الإباضي في عمان والجزائر وزنجبار والمذهب الزيدي في اليمن، لم يكن ليخلق أي
مشكلة أمام الوحدة بين المسلمين. فالتنسيق بين المذهب السني والمذهب الشيعي وهما الأكثر تباعدا بين هذه المذاهب التي ذكرناها أمر ميسور وممكن لعظم الجانب المشترك بينهما وضآلة جانب الاختلاف.
وأما المذاهب التي أعلنت انشقاقها وانفصالها عن الإسلام قديما أو حديثا كالدرزية والبهائية، أو التي أعلن المسلمون انفصالها عن الإسلام كالقاديانية فهي لا توجد مشكلة لقلة عدد أصحابها ولعدم معارضتها للوحدة بين المسلمين.
ب _ المذاهب الحديثة العقائدية والاجتماعية والسياسية:

إن من أبرز العوامل المعارضة للوحدة في داخل كل بلد إسلامي وبين البلدان الإسلامية ظهور تيارات فكرية ومذاهب عقائدية حديثة مستمدة من الغرب تولدت بسبب الاستعمار والغزو الأجنبي الفكري. وهذه المذاهب إما معارضة للإسلام معارضة أساسية وكلية وإما عاملة لحصر الإسلام في نطاق العبادات والعقيدة الشخصية.
بعض هذه المذاهب يتخذ لنفسه صفة عقيدة شاملة (إيديولوجية) كالماركسية أو الشيوعية والقومية لدى فريق من القومين (في مختلف الشعوب الإسلامية) وبعضها يتخذ لنفسه صفة جانبية سياسية كالوطنية والقومية عند فريق آخر من القوميين أو اقتصادية كالاشتراكية (غير الماركسية) .
إن هذه التيارات السياسية والاجتماعية والعقائدية راجت وانتشرت في المجتمعات الإسلامية وكان لها آثار ونتائج خطيرة وعميقة في حاضر العالم الإسلامي ومستقبلة وفيما يلي أهم هذه النتائج:
أولاً: أن هذه المذاهب والتيارات تأثر بها فريق من الجيل الماضي والحاضر من الشعب في كل بلد إسلامي وكونت على أساسها أحزاب سياسية وأصبحت في بعض البلدان مذهب الدولة الرسمي والفعلي ووصل المتمذهبون بها إلى مراكز الحكم والقيادة.
ثانياً: اختلفت البلاد الإسلامية في الأخذ بهذه المذاهب فاتخذت بعضها الاشتراكية وبعضها الشيوعية إلى غير ذلك من التباين .
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 163.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 157.68 كيلو بايت... تم توفير 5.81 كيلو بايت...بمعدل (3.56%)]