تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله - الصفحة 240 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11910 - عددالزوار : 190855 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 554 - عددالزوار : 92681 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56888 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26179 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 726 )           »          الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 59 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 57 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2391  
قديم 28-10-2020, 10:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق)















الآية: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (27).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ ﴾ نادِ فيهم ﴿ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا ﴾ مُشاةً على أرجلهم ﴿ وَ ﴾ ركبانًا ﴿ عَلَى كُلِّ ضَامِرٍ ﴾ وهو البعير المهزول ﴿ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ طريق بعيد.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ ﴾؛ أي: أعلمْ ونادِ في الناس، ﴿ بِالْحَجِّ ﴾، فقال إبراهيم: وما يبلغ صوتي؟ فقال: عليك الأذانُ وعلينا البلاغ، فقام إبراهيم على المقام فارتفع به المقامُ حتى صار كأطول الجبال، فأدخل أصبعيه في أذنيه وأقبل بوجهه يمينًا وشمالًا وشرقًا وغربًا، وقال: يا أيها الناس، ألا إن ربكم قد بنى لكم بيتًا، وكتب عليكم الحج إلى البيت، فأجيبوا ربكم، فأجابه كل من كان يحج من أصلاب الآباء وأرحام الأمهات: لبيك اللهم لبيك، قال ابن عباس: فأول من أجابه أهل اليمن، فهم أكثر الناس حجًّا.



وروي أن إبراهيم صعد أبا قبيس ونادى. وقال ابن عباس عني بالناس في هذه الآية أهل القبلة، وزعم الحسن أن قوله: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ﴾ كلام مستأنف، وأن المأمور بهذا التأذين محمد صلى الله عليه وسلم، أُمِرَ أن يفعل ذلك في حجة الوداع.




وروى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجُّوا)).



قوله تعالى: ﴿ يَأْتُوكَ رِجَالًا ﴾؛ أي: مشاةً على أرجلهم جمع راجل؛ مثل: قائم وقيام، وصائم وصيام، ﴿ عَلَى كُلِّ ضَامِرٍ ﴾؛ أي: ركبانًا على كل ضامر، والضامر: البعير المهزول ﴿ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾؛ أي: من كل طريق بعيد؛ وإنما جمع "يأتين" لمكان كل وارد النوق.




تفسير القرآن الكريم


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2392  
قديم 28-10-2020, 10:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات)



الآية: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾.
السورة ورقم الآية: الحج (28).
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ لِيَشْهَدُوا ﴾ ليحضروا ﴿ مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾ من أمر الدنيا والآخرة ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾؛ يعني: التسمية على ما ينحر في يوم النحر وأيام التشريق ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا ﴾ أمر إباحة، وكان أهل الجاهلية لا يأكلون من نسائكهم، فأمر المسلمون أن يأكلوا ﴿ أَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾ الشديد الفقر.

تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ لِيَشْهَدُوا ﴾ ليحضروا، ﴿ مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾ قال سعيد بن المسيب، ومحمد بن علي الباقر: العفو والمغفرة، وقال سعيد بن جبير: التجارة، وهي رواية ابن زيد عن ابن عباس، قال: الأسواق، وقال مجاهد: التجارة وما يرضى الله به من أمر الدنيا والآخرة.
﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾؛ يعني: عشر ذي الحجة في قول أكثر المفسرين، قيل لها: "معلومات" للحرص على علمها بحسابها من أجل وقت الحج في آخرها. ويروى عن علي رضي الله عنه: أنها يوم النحر وثلاثة أيام بعده، وفي رواية عطاء عن ابن عباس: أنها يوم عرفة والنحر وأيام التشريق، وقال مقاتل: المعلومات أيام التشريق.
﴿ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾؛ يعني: الهدايا، والضحايا، تكون من النعم، وهي الإبل والبقر والغنم.
واختار الزجاج أن الأيام المعلومات: يوم النحر وأيام التشريق؛ لأن الذكر على بهيمة الأنعام يدل على التسمية على نحرها، ونحر الهدايا يكون في هذه الأيام.
﴿ فَكُلُوا مِنْهَا ﴾ أمر إباحة وليس بواجب؛ وإنما قال ذلك؛ لأن أهل الجاهلية كانوا لا يأكلون من لحوم هداياهم شيئًا، واتفق العلماء على أن الهدي إذا كان تطوعًا يجوز للمهدي أن يأكل منه، وكذلك أضحية التطوع لما:
أخبرنا أبو عبدالله محمد بن الفضل الخرقي، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبدالله الطيسفوني، أخبرنا عبدالله بن عمر الجوهري، أخبرنا أحمد بن علي الكشميهني، أخبرنا علي بن حجر، أخبرنا إسماعيل بن جعفر، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله، قال في قصة حجة الوداع: وقدم علي ببدن من اليمن وساق رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة بدنة، فنحر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث وستين بدنةً بيده، ونحر علي ما بقي، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تُؤخَذ بَضْعة من كل بدنة، فتجعل في قدر فأكلا من لحمها وحسيا من مرقها.

واختلفوا في الهدي الواجب بالشرع هل يجوز للمهدي أن يأكل منه شيئًا؟ مثل دم التمتع والقِرَان والدم الواجب بإفساد الحج وفواته وجزاء الصيد؟
فذهب قوم إلى أنه لا يجوز أن يأكل منه شيئًا، وبه قال الشافعي، وكذلك ما أوجبه على نفسه بالنذر، وقال ابن عمر: لا يأكل من جزاء الصيد والنذر، ويأكل مما سوى ذلك، وبه قال أحمد وإسحاق، وقال مالك: يأكل من هدي التمتع، ومن كل هدي وجب عليه إلا من فدية الأذى وجزاء الصيد والمنذور، وعند أصحاب الرأي يأكل من دم التمتع والقِرَان، ولا يأكل من واجب سواهما.
قوله عز وجل: ﴿ وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾؛ يعني: الزَّمِن الفقير الذي لا شيء له و"البائس" الذي اشتد بؤسه، والبؤس شدة الفقر.
تفسير القرآن الكريم

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2393  
قديم 28-10-2020, 10:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق)















الآية: ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (29).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ﴾؛ يعني: ما يخرجون به من الإحرام؛ وهو أخذ الشارب وتقليم الظُّفر، وحلق العانة، ولبس الثوب ﴿ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ﴾؛ يعني: ما نذروه من برٍّ وهدي في أيام الحج ﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ القديم، وقيل: المعتق من أن يتسلَّط عليه جبَّار؛ يعني: الكعبة.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ﴾ التفث: الوسخ والقذارة من طول الشعر والأظفار والشَّعَث، تقول العرب لمن تستقذره: ما أتفثك؛ أي: أوسخك. والحاج أشعث أغبر؛ أي: لم يحلق شعره، ولم يقلم ظفره، فقضاء التفث: إزالة هذه الأشياء ليقضوا تفثهم؛ أي: ليزيلوا أدرانهم، والمراد منه الخروج عن الإحرام بالحلق، وقص الشارب، ونتف الإبط، والاستحداد، وقلم الأظفار، ولبس الثياب.



قال ابن عمر وابن عباس: "قضاء التفث" مناسك الحج كلها، وقال مجاهد: هو مناسك الحج، وقص الشارب، ونتف الإبط، وحلق العانة، وقلم الأظفار. وقيل: التفث ها هنا رمي الجمار.




قال الزجاج: لا نعرف التفث ومعناه إلا من القرآن.



قوله تعالى: ﴿ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ﴾، قال مجاهد: أراد نذر الحج والهدي وما ينذر الإنسان من شيء يكون في الحج؛ أي: ليتموها بقضائها، وقيل: المراد منه الوفاء بما نذر على ظاهره، وقيل: أراد به الخروج عما وجب عليه نذر ولم ينذر، والعرب تقول لكل من خرج عن الواجب عليه وفَّى بنذره. وقرأ عاصم برواية أبي بكر «وَلْيوَفُّوا» بنصب الواو وتشديد الفاء.



﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾، أراد به الطواف الواجب عليه؛ وهو طواف الإفاضة يوم النحر بعد الرمي والحلق.



والطواف ثلاثة: طواف القدوم؛ وهو أن من قدم مكة يطوف بالبيت سبعًا، يرمل ثلاثًا من الحجر الأسود إلى أن ينتهي إليه، ويمشي أربعًا، وهذا الطواف سنة، لا شيء على من تركه.



أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا أحمد هو أبو عيسى، أخبرنا ابن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث، عن محمد بن عبدالرحمن بن نوفل القرشي، أنه سأل عروة بن الزبير، فقال: قد حج النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرتني عائشة أنه أول شيء بدأ به حين قدم أنه توضأ، ثم طاف بالبيت، ثم لم تكن عمرة، ثم حج أبو بكر، فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت، ثم لم تكن عمرة، ثم عمر مثل ذلك، ثم حج عثمان فرأيته أول شيء بدأ به الطواف بالبيت.



أخبرنا عبدالوهاب بن محمد الكسائي، أخبرنا عبدالعزيز بن أحمد الخلال، أخبرنا أبو العباس الأصم، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي، أخبرنا أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنه كان إذا طاف في الحج أو العمرة أول ما يقدم يسعى ثلاثة أطواف، ويمشي أربعًا، ثم يصلي سجدتين، ثم يطوف بين الصفا والمروة سبعًا».



والطواف الثاني: هو طواف الإفاضة يوم النحر بعد الرمي والحلق، وهو واجب لا يحصل التحلل من الإحرام ما لم يأتِ به.



أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، أخبرنا الأعمش، أخبرنا إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: حاضت صفية ليلة النفر، فقالت: ما أراني إلا حابستكم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عقرى حلقى أطافت يوم النحر؟))، قيل: نعم، قال: ((فانفري))، فثبت بهذا أن من لم يطف يوم النحر طواف الإفاضة لا يجوز له أن ينفر.



والطواف الثالث: هو طواف الوداع، لا رخصة فيه لمن أراد مفارقة مكة إلى مسافة القصر أن يفارقها حتى يطوف بالبيت سبعًا، فمن تركه فعليه دم إلا المرأة الحائض يجوز لها ترك طواف الوداع.




أخبرنا عبدالوهاب بن محمد الخطيب، أخبرنا عبدالعزيز بن أحمد الخلال، أخبرنا أبو العباس الأصم، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي، أخبرنا سفيان، عن سليمان الأحول، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: «أُمر الناس أن يكون آخرَ عهدهم الطوافُ بالبيت، إلا أنه رُخِّص للمرأة الحائض»، والرَّمَل مختص بطواف القدوم، ولا رمل في طواف الإفاضة والوداع.



قوله: ﴿ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ اختلفوا في معنى "العتيق"؛ فقال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وقتادة: سمي عتيقًا؛ لأن الله أعتقه من أيدي الجبابرة أن يصلوا إلى تخريبه، فلم يظهر عليه جبار قط، وقال سفيان بن عيينة: سمي عتيقًا؛ لأنه لم يُملك قطُّ، وقال الحسن وابن زيد: سُمي به؛ لأنه قديم وهو أول بيت وضع للناس، يقال: دينار عتيق؛ أي: قديم، وقيل: سمي عتيقًا؛ لأن الله أعتقه من الغرق، فإنه رُفع أيام الطوفان.



تفسير القرآن الكريم

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2394  
قديم 28-10-2020, 10:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه)















الآية: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (30).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ذَلِكَ ﴾؛ أي: الأمر ذلك الذي ذكرت ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ ﴾ فرائض الله وسننه ﴿ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ ﴾ أن تأكلوها ﴿ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ﴾ في قوله: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ﴾ [المائدة: 3]، ومعنى هذا النهي تحريم ما حرَّمه أهل الجاهلية من البحيرة والسائبة وغير ذلك ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ ﴾ يعني: عبادتها ﴿ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ يعني: الشرك بالله.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ ذَلِكَ ﴾؛ أي: الأمر ذلك؛ يعني: ما ذكر من أعمال الحج، ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ ﴾؛ أي: معاصي الله وما نهى الله عنه، وتعظيمها ترك ملابستها؛ قال الليث: حرمات الله: ما لا يحل انتهاكها، وقال الزجاج: الحرمة ما وجب القيام به، وحرم التفريط فيه، وذهب قوم إلى أن معنى الحرمات ها هنا المناسك؛ بدليل ما يتصل بها من الآيات، وقال ابن زيد: الحرمات ها هنا: البيت الحرام، والبلد الحرام، والشهر الحرام، والمسجد الحرام، والإحرام.



﴿ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾؛ أي: تعظيم الحرمات، خير له عند الله في الآخرة.



﴿ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ ﴾ أن تأكلوها إذا ذبحتموها؛ وهي الإبل والبقر والغنم، ﴿ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ﴾ تحريمه، وهو قوله في سورة المائدة: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ ﴾[المائدة: 3] الآية.




﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ ﴾؛ أي: عبادتها، يقول: كونوا على جانب منها، فإنها رجس؛ أي: سبب الرجس، وهو العذاب، والرجس: بمعنى الرجز، وقال الزجاج: {من} ها هنا للتجنيس؛ أي: اجتنبوا الأوثان التي هي رجس، ﴿ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾؛ يعني: الكذب والبهتان، وقال ابن مسعود: شهادة الزور، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيبًا، فقال: ((يا أيها الناس، عدلت شهادة الزور الإشراك بالله))، ثم قرأ هذه الآية، وقيل: هو قول المشركين في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك، لبيك إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك.



تفسير القرآن الكريم


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2395  
قديم 28-10-2020, 10:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء)















الآية: ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (31).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ ﴾ مسلمين عادلين عن كل دين سواه ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ ﴾ سقط [من السماء] فاختطفته الطير من الهواء، أو ألقته الريح في ﴿ مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾ بعيد؛ يعني: إن من أشرك فقد هلك وبَعُدَ عن الحق.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ ﴾ مخلصين له، ﴿ غَيْرَ مُشْرِكِينَ ﴾، قال قتادة: كانوا في الشرك يحجون، ويحرِّمون البنات والأمهات والأخوات، وكانوا يُسمون حنفاء، فنزلت: ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ﴾؛ أي: حجاجًا لله مسلمين موحِّدين؛ يعني: من أشرك لا يكون حنيفًا.



﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ ﴾؛ أي: سقط، ﴿ مِنَ السَّمَاءِ ﴾ إلى الأرض، ﴿ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ ﴾؛ أي: تستلبه الطير وتذهب به، والخطف والاختطاف: تناول الشيء بسرعة، وقرأ أهل المدينة (فتخَطَّفه) بفتح الخاء وتشديد الطاء؛ أي: يتخطفه، ﴿ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ ﴾؛ أي: تميل به وتذهب به، ﴿ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾؛ أي: بعيد؛ معناه: بُعْد من أشرك بالحق كبعد من سقط من السماء، فذهبت به الطير، أو هوت به الريح، فلا يصل إليه بحال. وقيل: شبَّه حال المشرك بحال الهاوي من السماء في أنه لا يملك لنفسه حيلةً حتى يقع بحيث تُسقطه الريح، فهو هالك لا محالة؛ إما باستلاب الطير لحمه، وإما بسقوطه إلى المكان السحيق، وقال الحسن: شبَّه أعمال الكفار بهذه الحال في أنها تذهب وتبطل، فلا يقدرون على شيء منها.




تفسير القرآن الكريم

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2396  
قديم 28-10-2020, 10:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)















الآية: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (32).




الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ ﴾ يستسمن البُدن {فإن ذلك من} علامات التقوى.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ ذَلِكَ ﴾؛ يعني: الذي ذكرت من اجتناب الرجس وقول الزور، ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾، قال ابن عباس: ﴿ شَعَائِرَ اللَّهِ ﴾ البُدن والهدي، وأصلها من الإشعار وهو إعلامها ليعرف أنها هدي، وتعظيمها استسمانها واستحسانها، وقيل: ﴿ شَعَائِرَ اللَّهِ ﴾ أعلام دينه، ﴿ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾؛ أي: فإن تعظيمها من تقوى القلوب.



تفسير القرآن الكريم


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2397  
قديم 28-10-2020, 10:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (لكم فيها منافع إلى أجل مسمًى ثم محلها إلى البيت العتيق)



الآية: ﴿ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾.
السورة ورقم الآية: الحج (33).
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ ﴾ الركوب والدَّرُّ والنسل ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ وهو أن يُسمِّيها هديًا ﴿ ثُمَّ مَحِلُّهَا ﴾ حيث يحلُّ نحرها عند ﴿ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾؛ يعني: الحرم كله.

تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ لَكُمْ فِيهَا ﴾؛ أي: في البُدْن قبل تسميتها للهدي، ﴿ مَنَافِعُ ﴾ في درها ونسلها وأصوافها وأوبارها وركوب ظهورها، ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ وهو أن يسميها ويوجبها هديًا، فإذا فعل ذلك لم يكن له شيء من منافعها، هذا قول مجاهد، وقول قتادة والضحاك، ورواه مقسم عن ابن عباس.
وقيل: معناه: لكم في الهدايا منافع بعد إيجابها وتسميتها هديًا بأن تركبوها وتشربوا ألبانها عند الحاجة ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾؛ يعني: إلى أن تنحروها، وهو قول عطاء بن أبي رباح.
واختلف أهل العلم في ركوب الهدي: فقال قوم: يجوز له ركوبها والحمل عليها غير مضرٍّ بها، وهو قول مالك والشافعي وأحمد وإسحاق، لما: أخبرنا أبو الحسن السرخسي، أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي أخبرنا أبو مصعب عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يسوق بدنةً، فقال له «اركبها، فقال يا رسول الله، إنها بدنة، فقال: ((اركبها، ويلك))، في الثانية أو الثالثة» وكذلك قال له: «اشرب لبنها بعدما فضل من رَيِّ ولدها».
وقال أصحاب الرأي: لا يركبها، وقال قوم: لا يركبها إلا أن يضطر إليه، وقال بعضهم: أراد بالشعائر المناسك ومشاهدة مكة، ﴿ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ ﴾ بالتجارة والأسواق ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾، وهو الخروج من مكة، وقيل: ﴿ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ ﴾ بالأجر والثواب في قضاء المناسك ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾؛ أي: إلى انقضاء أيام الحج، ﴿ ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾؛ أي: منحرها عند البيت العتيق؛ يريد: أرض الحرم كلها، كما قال: ﴿ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ﴾ [التوبة: 28]؛ أي: الحرم كله.

وروي عن جابر في قصة حجة الوداع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «نحرت ها هنا ومنًى كلها منحر فانحروا في رحالكم».
ومن قال "الشعائر" المناسك قال معنى قوله: ﴿ ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾؛ أي: محل الناس من إحرامهم إلى البيت العتيق؛ أي: أن يطوفوا به طواف الزيادة يوم النحر.
تفسير القرآن الكريم

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2398  
قديم 28-10-2020, 10:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (ولكل أمة جعلنا منسكًا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)















الآية: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (34).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ ﴾ جماعة سلفت قبلكم ﴿ جَعَلْنَا مَنْسَكًا ﴾ ذبحًا للقرابين ﴿ لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ﴾ عند الذبح ﴿ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾؛ يعني: الأنعام ﴿ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾؛ أي: لا تذكروا على ذبائحكم إلَّا الله وحده ﴿ فَلَهُ أَسْلِمُوا ﴾ أخلصوا العبادة ﴿ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴾ المتواضعين.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": قال الله تعالى: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ ﴾؛ يعني: جماعة مؤمنة سلفت قبلكم، ﴿ جَعَلْنَا مَنْسَكًا ﴾، قرأ حمزة والكسائي بكسر السين ها هنا، وفي آخر السورة، على معنى الاسم مثل المجلس والمطلع؛ يعني: مذبحًا وهو موضع القربان، وقرأ الآخرون بفتح السين على المصدر؛ مثل: المدخل والمخرج؛ يعني: إهراق الدماء وذبح القرابين، ﴿ لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾، عند نحرها وذبحها وسماها بهيمةً؛ لأنها لا تتكلم، وقال: ﴿ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ وقيدها بالنَّعم؛ لأن من البهائم ما ليس من الأنعام؛ كالخيل والبغال والحمير، لا يجوز ذبحها في القرابين.



﴿ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾؛ أي: سموا على الذبائح اسم الله وحده فإن إلهكم إله واحد، ﴿ فَلَهُ أَسْلِمُوا ﴾، انقادوا وأطيعوا، ﴿ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴾، قال ابن عباس وقتادة: المتواضعين. وقال مجاهد: المطمئنين إلى الله عز وجل، و"الخبت" المكان المطمئن من الأرض. وقال الأخفش: الخاشعين، وقال النخعي: المخلصين، وقال الكلبي: هم الرقيقة قلوبهم. وقال عمرو بن أوس: هم الذين لا يظلمون وإذا ظُلموا لم ينتصروا.



تفسير القرآن الكريم

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2399  
قديم 28-10-2020, 10:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها)



الآية: ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾.
السورة ورقم الآية: الحج (36).
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَالْبُدْنَ ﴾ الإبل والبقر ﴿ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾ أعلام دينه ﴿ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ﴾ النفع في الدنيا، والأجر في العقبى ﴿ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ﴾ وهو أن يقول عند نحرها: الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر ﴿ صَوَافَّ ﴾ قائمةً معقولة اليد اليسرى ﴿ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا ﴾ سقطت على الأرض ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ ﴾ الذي يسألك ﴿ وَالْمُعْتَرَّ ﴾ الذي يتعرض لك ولا يسألك ﴿ كَذَلِكَ ﴾ الذي وصفنا ﴿ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ ﴾؛ يعني: البدن ﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ لكي تطيعوني.
تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَالْبُدْنَ ﴾ جمع بَدَنة، سميت بدنةً لعظمها وضخامتها، يريد الإبل العظام الصحاح الأجسام، يقال: بَدُنَ الرجل بَدْنًا وبدانةً إذا ضخم، فأما إذا أسَنَّ واسترخى يُقال: بَدَّن تبدينًا.
قال عطاء والسدي: البُدن: الإبل والبقر، أما الغنم فلا تسمى بدنةً.
﴿ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾، من أعلام دينه، سُميت شعائر لأنها تُشعر، وهو أن تُطعن بحديدة في سنامها فيعلم أنها هدي، ﴿ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ﴾ النفع في الدنيا، والأجر في العقبى، ﴿ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا ﴾؛ أي: عند نحرها، ﴿ صَوَافَّ ﴾؛ أي: قيامًا على ثلاث قوائم قد صفت رجليها وإحدى يديها، ويدها اليسرى معقولة فينحرها كذلك.
أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا عبدالله بن مسلمة، أخبرنا يزيد بن زريع، عن يونس، عن زياد بن جبير قال: رأيت ابن عمر أتى على رجل قد أناخَ بَدَنةً ينحرها، قال: ابعثها قيامًا مقيدةً سنة محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال مجاهد: الصواف إذا عقلت رجلها اليسرى وقامت على ثلاث قوائم.
وقرأ ابن مسعود «صوافن» وهي أن تعقل منها يد وتنحر على ثلاث، وهو مثل صواف، وقرأ أبي والحسن ومجاهد: «صوافي» بالياء؛ أي: صافيةً خالصةً لله لا شريك له فيها.
﴿ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا ﴾؛ يعني: سقطت بعد النحر ووقعت جنوبها على الأرض، وأصل الوجوب: الوقوع. يقال: وجبت الشمس: إذا سقطت للمغيب، ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا ﴾، أمر إباحة، ﴿ وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ﴾، اختلفوا في معناهما؛ فقال عكرمة وإبراهيم وقتادة: "القانع" الجالس في بيته المتعفف يقنع بما يُعطى ولا يسأل، و"المعتر" الذي يسأل.
وروى العوفي عن ابن عباس: "القانع" الذي لا يتعرض ولا يسأل، و"المعتر" الذي يريك نفسه ويتعرض ولا يسأل، فعلى هذين التأويلين يكون "القانع": من القناعة، يقال: قنع قناعة إذا رضي بما قُسم له.
وقال سعيد بن جبير والحسن والكلبي: "القانع" الذي يسأل، و"المعتر": الذي يتعرض ولا يسأل، فيكون "القانع" من قنع يقنع قنوعًا إذا سأل.
وقرأ الحسن "والمعتري" وهو مثل المعتر، يقال: عره واعتره وعراه واعتراه إذا أتاه يطلب معروفه، إمَّا سؤالًا أو تعرضًا.
وقال ابن زيد: "القانع": المسكين، و"المعتر": الذي ليس بمسكين، ولا يكون له ذبيحة يجيء إلى القوم فيتعرض لهم لأجل لحمهم.
﴿ كَذَلِكَ ﴾؛ يعني: مثل ما وصفنا من نحرها قيامًا، ﴿ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ ﴾ نعمةً منا لتتمكنوا من نحرها، ﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾، لكي تشكروا إنعام الله عليكم.



تفسير القرآن الكريم

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2400  
قديم 28-10-2020, 10:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)















الآية: ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (37).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا ﴾ كان المشركون يلطِّخون جدار الكعبة بدماء القرابين، فقال الله تعالى: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا ﴾؛ أي: لن يصل إلى الله لحومها ولا دماؤها ﴿ وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾؛ أي: النية والإخلاص وما أريد به وجه الله تعالى ﴿ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ إلى معالم دينه ﴿ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ الموحِّدين.




تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا ﴾، وذلك أن أهل الجاهلية كانوا إذا نحروا البدن لطخوا الكعبة بدمائها قربةً إلى الله، فأنزل الله هذه الآية: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا ﴾ قرأ يعقوب: «تنال وتناله» بالتاء فيهما، وقرأ العامة بالياء، قال مقاتل: «لن يُرفع إلى الله لحومُها ولا دماؤها»، ﴿ وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾، ولكن تُرفع إليه منكم الطاعة والأعمال الصالحة والتقوى، والإخلاص وما أريد به وجه الله تعالى.



﴿ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ ﴾؛ يعني: البدن، ﴿ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ أرشدكم لمعالم دينه، ومناسك حجه، وهو أن يقول أحدكم: الله أكبر على ما هدانا، والحمد لله على ما أبلانا وأولانا، ﴿ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾، قال ابن عباس: الموحدين.



تفسير القرآن الكريم


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 139.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 133.03 كيلو بايت... تم توفير 6.06 كيلو بايت...بمعدل (4.35%)]