المرآة يرى بها الميزة والعيب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 784 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 131 )           »          طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 30 )           »          الله عرفناه.. بالعقل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 94 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-10-2020, 09:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي المرآة يرى بها الميزة والعيب

المرآة يرى بها الميزة والعيب


د. محمود عبدالجليل روزن





وإن كانت حاجتنا إليها لرؤية العيب أكثر من الميزة






بعض الناس يرى في النصيحةِ جانبًا واحدًا من حقيقتها، وهو إعلامُ المنصوح له بعيبه أو خطئه، وهذا فهمٌ قاصرٌ للمُراد بالنصيحةِ.



وحقيقة النصيحة أنها: أمرٌ بالمعروف ونهيٌّ عن المنكر، وتذكيرٌ بالمنسيّ، وإعلامٌ بالمهمَل، واستيفاءٌ للتقصير، فكيف تقتصر - بحالٍ - على ذكر العيوب؟!



والمرآة؛ تأمَّل هذا الناظر الذي يرى فيها تناسقَ ملابسه ونظافتها، ويستوفي بها ترجيل شَعَرِه الـمُرجَّلِ أصلًا، ويُصلح بها خللًا ارتكبه في ارتداء ملابسه: كمطويٍّ حقُّه أن يُفردَ، أو مُسدَلٍ حقُّه ألا يُرخَى، ومفتوحٍ حقُّه أن يُغلق.. إلخ. كما يتنبَّه بها إلى إغفاله نظافة أسنانه أو تهذيب لحيته، أو شيئًا من هذا القبيل. ولو تأمَّلت ما ذُكِرَ وما لم يُذكرْ مما تستحضره في ذهنك الآن؛ لاكتشفتَ أنَّ كثيرًا منه لا يُصنَّفُ كعيبٍ واقعٍ، بل بعضُه إعلامٌ بخيرٍ كائنٍ أو تحذيرٌ من خللٍ مُحتملٍ، أو إشعارٌ بعيب واقعٍ فعلًا، فهي تؤدي كلَّ هذه الأدوار مجتمعةً متى طُلبَ منها ذلك.



وربَّما كان أصل السبب الذي ينظرُ من أجله المرء إليها هو التنبُّه لعيوبه، ولكنَّ ذلك لا يمنعها من ذكر المحاسنِ أيضًا، ولو بصورةٍ عارضةٍ. وهو معنًى جليلٌ يجب أن يلتفت إليه الناصح وهو ذكر المميزات والعيوب تأليفًا لقلب المنصوح له، وتذكيرًا بما فيه من خير.



ويمكنكَ أن تستأنسَ لذلك مِن دعوة الأنبياء بخطيبهم شعيبٍ عليه السلام الذي كان يمدحُ قومه بما فيهم من الخير؛ مُتخذًا ذلك مدخلًا إلى زجرهم عن ما هم عليه من مُنكرٍ، إذ يقول: ﴿ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ ﴾ [هود: 84]، ثمَّ ها هو بعد أن وقع عليهم العذابُ وأخذتهم الرجفة؛ يتولى عنهم قائلًا: ﴿ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴾ [الأعراف: 93].



وبالجمع بين الآيتين تعلمُ أنَّ تذكيرَهم بما هو فيه من خيرٍ داخلٌ في جملة النصيحةِ، وفي الوقت نفسه؛ لا يخفى ما فيه من استمالةٍ لقلوبهم وتلطُّفٍ بهم يوطئُ للقبول.



وصورةُ ذلك؛ أنْ تقابلَ مُتكالبًا على الغناء صوته حسنٌ فتقول له: ما أجمل صوتَك! لا أشكُّ أنَّكَ ستكونُ قارئًا رائعًا إن أوليتَ الحفظ والتجويد بعض اهتمامكَ. أو أن يقول له: إنَّك كريمُ المحتدِ، طيِّبُ الأصل؛ ولا يليق بمَن هذه حاله وحالُ أسرته أن يُدخلَ نفسه مدخل كذا وكذا، أو أن يَمتهنَ مهنةَ كذا وكذا.



وقد يُتَّخذ المديح ذريعةً للتوجيه غير المباشر لما يظنُّ الناصحُ أنَّه في مصلحة المنصوح، كأن يقول له: إنَّ لكَ مَلكاتٍ تؤهِّلُكَ لأن تكتبَ بحثًا عن كذا وكذا، فلا تضيِّعْ أوقاتَكَ في محادثات الإنترنت والتعليق على المُدوِّنين مما لا ينتفعُ به - إن كان فيه نفعٌ - إلا آحاد الناس.



فمن أرقى أنواع النصيحةِ أن تضرب صفحًا عن ذكر التقصير، بل تكتفي بالتعريض بالخير الـمُفهِمِ منصوحَكَ، فهو أَسْدى وأنْدى.



وفي السيرة العمليَّة لخير البريَّة صلى الله عليه وسلم كثيرٌ من المواقفِ التي تتبع هذا النهجَ، فمن ذلك ما رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: كان الرجل، في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصَّها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتمنيتُ أن أرى رؤيا، فأقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت غلامًا شابًّا، وكنتُ أنام في المسجد على عهد رسول صلى الله عليه وسلم، فرأيتُ في النوم كأن ملكين أخذاني، فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كَطيِّ البئر، وإذا لها قرنان، وإذا فيها أناس، قد عرفتُهم فجعلتُ أقول: أعوذ بالله من النار! قال: فلقينا مَلَكٌ آخر، فقال لي: لم تُرَعْ! فقصصتُها على حفصة، فقصَّتْها حفصةُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "نعم الرجلُ عبداللهُ. لو كان يصلي من الليل"، فكان بعدُ لا ينام من الليل إلا قليلًا.[1]



قال ابن حجر:

"قال القرطبيُّ: إنَّما فسَّر الشارعُ من رؤيا عبدالله ما هو ممدوحٌ؛ لأنَّه عُرِضَ على النار ثمَّ عُوفِيَ منها، وقيل له لا رَوْعَ عليكَ. وذلك لصلاحه، غير أنه لم يكن يقوم من الليل فحصل لعبدالله من ذلك تنبيهٌ على أنَّ قيام الليل مما يُتَّقى به النار والدُّنُوِّ منها، فلذلك لم يترك قيام الليل بعد ذلك، وأشار المهلَّبُ إلى أنَّ السرَّ في ذلك كون عبدالله كان ينام في المسجد ومن حقِّ المسجد أن يتعبَّد فيه فنبَّه على ذلك بالتخويف بالنار"[2].



وغنيٌّ عن القول؛ إنَّ المدح لا يكون إلا بالصدق، ولا يُرتكبُ في سبيل النُّصح مجازفاتٌ قد تزيدُ إلى تقصير المنصوح له غرورًا بمدحه بما ليس فيه.






[1] متفق عليه.




[2] فتح الباري (3/8).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.71 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]