إيمان زائف واستبشار ضائع وشفاعة في الخيال! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 39 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-08-2020, 02:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي إيمان زائف واستبشار ضائع وشفاعة في الخيال!

إيمان زائف واستبشار ضائع وشفاعة في الخيال!


إبراهيم شعبان يوسف



لقد هبط المرءُ إلى الدنيا وحده، حافيَ القدمين، عاريَ الجسد، أقلَف، حاسِرَ الرأس، لم توسط الأمُّ إلى ذي الجلال أحدًا في إدرار اللَّبن له، أو إخراج أسنانه، أو حلِّ عقدة لسانه، بل امتنَّ سبحانه علينا بهذا كله وأكثر، قبل أن نَسجد له أو نَركع، قبل أن نَسعى إليه ونَحفد، وذلك من جمال جلاله، وفيض كماله.

ولا أدري كيف أباحَت بعضُ الأمَّهات لنفسها بعد ذلك أن تغذَّ السير سعيًا إلى المقبورين؛ تدرِّب وليدَها على الشِّرك بربِّه؟ نعم تروِّضه كيف يقبِّل الأعتابَ، ويَكتحل بتراب قبر متوفًّى أفضى إلى ربِّه، وأصبح أسير عمله، خيرًا أو شرًّا! أجل، تعلِّم وليدَها كيف يمدُّ يدَه بوضع النَّذر في الصندوق! وكيف يشعل موقدًا يضيء به قبَّةَ مقبور لم يأذَن به الله ورسوله!

نعم، تعوِّده كيف يكون عملاقًا في نكران الجميل لله، وفذًّا في الكفران بالمنعم المتفضِّل، يا سبحان الله!

وصدق رسولُ الله عليه السلام إذ قال: ((كلُّ مولودٍ يولَد على الفِطرة، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه))، ويضرب لذلك مثلًا لتقريب المعنى للأذهان فيقول: ((أرأيتم أنَّ البهيمة تولد سليمة جمعاء))، فيَطرأ عليها من ظُلم الناس لها من قَطع الآذان أو شقِّها فتكون جدعاء، وهذا كثير في معتقدات البعض؛ فمثلًا تقول إحدى النساء: إنْ شُفي ولدي فللشيخ الفلاني هذه الإوزة، وتقوم بشقِّ ما بين أصابع رجليها قائلةً لأولادها: وهذه الإشارة حتى لا نُخطئ.

ويقول بعض الرِّجال: إن نَجح ولدي فللشَّيخ الفلاني هذه الشَّاة، ويقوم ببحر أذنيها، قائلًا لذويه: وهذه العلامة حتى لا نضلَّ.

وغاب عنهم قول الحقِّ تبارك وتعالى:
﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [المائدة: 103].

ولكن القوم ينشئون أولادَهم على مثل هذه العقيدة الشِّركية، فإذا شبُّوا وترَعْرعوا تشبَّثوا بحجَّة الشِّرك في كلِّ زمن قائلين: ﴿ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴾ [الشعراء: 74].

ومن أسف حين يُدعَون إلى إفراد الله سبحانه بألوان النُّسك كلها؛ من دعاءٍ، أو نذر، أو ذبح - إذ لا دَخل للأنداد بهذا كله - يتبرَّمون من الدَّاعي، ويثنون عِطفَهم، ويزلِقون بألسنتهم وتشمئز قلوبهم، كأنَّما يُساقون إلى الموت وهم ينظرون.

وإذا ذكرتَ أمامهم قطبَ الأقطاب، أو شيال الأحمال، أو خفيرة الديار، أو حامي السويس - كما يقولون - انفرجَت أساريرُهم.

وإذا ذُكر الله وحده ضاقوا بذلك، وصدق اللهُ فيهم ومَن على شاكِلَتهم: ﴿ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [الزمر: 45].

وتتجلَّى الآيات الكريمة في كَشف عقائد أدعياء هذا الإيمان الضائع، فتقول: ﴿ ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ﴾ [غافر: 12].

آمَنَّا بالله العليِّ الكبير، وصدَّقنا رسولَه البشير النذير، وكفَرنا بالأنداد وأصحابِ السعير، وناهيك بمَن تُعقد آمالُهم على الشُّفعاء والوسطاء، فتكون أحلامهم في الخيال، ولفظ الشفاعة مأخوذ من الشَّفع - وهو ضد الوتْر - ومعنى ذلك أن تَدعو آخر ليكون بجوارك في موقفٍ؛ كشاهِد، أو مدافِعٍ، أو شفيعٍ تَستشفع به لدى مَن يجهل حالك أو عند من يريد الإطاحة بك ظلمًا وزورًا.

والشفاعةُ عند الله تعالى يوم الدين لا يَملكها أحدٌ سوى الله جلَّ جلاله؛ لأنَّها مِلك للقاهر العظيم سبحانه، يمتنُّ بها على مَن يشاء من عباده؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ [البقرة: 255].

ولقد خلَع الله على ملائكته نعتًا يَليق بهم وهم لذلك أهل؛ حيث ﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [النحل: 50]، ومع هذا ليس في مَقدورهم أن يَشفعوا إلَّا لمن رضي الله عنه، فيقول سبحانه: ﴿ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 26 - 28].

ويوم أن تَخشع الأصوات للرَّحمن فلا تَسمع إلا همسًا - لا تَنفع الشفاعة إلَّا لِمن أذِن له الرحمنُ ورضِيَ له قولًا.

ولن يَجرؤ ملِكٌ أو عبد - أي عبد مهما كان قُربه من الله تعالى - أن يتقدَّم بالشفاعة تلقائيًّا إلَّا بعد إذنٍ منه سبحانه، وإلَّا رُدَّت شفاعته، وخاب رجاؤه؛ كما يقول الحقُّ تبارك وتعالى في سورة النجم: ﴿ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ﴾ [النجم: 26]، نعم لأنَّ الشَّفاعة والإذن بها من خصائص الله سبحانه.

ومع ذلك يَزعم مروِّجو الأباطيل أنَّ لِأصحاب القبور ما ينفيه القرآنُ الكريم، فمِن قائلٍ مَدحًا في رسول الله - والرسول من ذلك بَراء؛ إذ إنَّه الدَّاعي إلى التوحيد الخالص لله سبحانه:
يا أكرمَ الخلقِ ما لي مَن ألوذُ به
سواك عند حلولِ الحادِثِ العممِ

فإنَّ مِن جودك الدُّنيا وضرَّتها
ومن علومِك علمُ اللَّوح والقلمِ


سبحان الله! ليس هذا من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو الذي كان يَلجأ إلى الله تعالى في جميع أمورِه، وإليك ما نطَق به عن ربِّه، موجهًا أسئلةً كثيرة إلى الشَّاردين عن الحقِّ، السادرين في غلوائهم، الضالعين في الباطِل والهوى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

نعم، لقد عاش رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في كنف ربِّه، والله حَسبه وحَسب مَن معه من المؤمنين، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 64].

والقرآن الكريم ينادي خاتمَ الأنبياء فيقول: قل لِمن يخوِّفونك بالذين من دون الله: ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [الزمر: 38].

ثمَّ ألَم يقل الرسولُ عليه السلام لابنته وريحانته فاطمة: ((إنِّي لا أُغني عنكِ من الله شيئًا يوم القيامة))؟ ألَم يقل الرسولُ لخاصَّته وأهلِ بيته: ((لا يَأتيني الناسُ بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم))؟ ألَم يقل الرسولُ: ((من أبطأ به عملُه لم يسرِع به نسَبُه))؟

فإذا كان الرسول نفسه لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا إلا ما شاء الله - فهل يملك لغيره؟ ثم كيف تكون الدنيا والآخرة وما فيهما من خير نافلة جود الرسول - فضلا عن العلم المدون في اللوح المحفوظ - وما خطه قلم الرحمن سبحانه جزء من علومه صلى الله عليه وسلم؟

ألَم يَسمعوا، إنْ لم يَقرؤوا ما في الكتاب العزيز من إتمامِ النِّعمة على الرسول في قوله تعالى: ﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴾ [النساء: 113]، وإنَّ أول سور القرآن نزولًا يقول فيها الحقُّ سبحانه: ﴿ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 5]، ويمتنُّ الله على رسوله فيقول له: ﴿ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ﴾ [الضحى: 7]، ويقول لِمصطفاه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52].

وتمام المطاف يحدِّد المولى سبحانه ملكيَّةَ الكون فيقول: ﴿ وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى ﴾ [الليل: 13]، ولسنا نَعلم في السنَّة المطهَّرة ما يدلُّ على أنَّ الله يتجلَّى بإعطاء الشَّفاعة العظمى لأحدٍ يوم القيامة إلَّا للرسول عليه السلام، عند اشتداد الهول، وعظم الخطب؛ حيث يتنصَّل الرسلُ جميعًا من الاستجابة لمَندوبي الموقف في طلَب الشَّفاعة لدى الجبَّار سبحانه، ونهاية المطاف يطلبونها من الرَّسول، فيقوم الرسولُ محمد عليه السلام، ويخرُّ ساجدًا تحت العرش ويُلهَم حمدًا وتسبيحًا لذِي الجلال، ويُترك ما شاء الله أن يترك ساجدًا، ثمَّ يُنادى: ((أي محمد، ارفع رأسَك، وسَل تُعط، واشفَع تشفَّع))، وهذا إذنٌ منه سبحانه لرسوله عليه السلام.

لهذا كان من الخطأ ومن التعدِّي في الدعاء والطلَب أن يقول البعضُ: أسألك الشَّفاعةَ يا رسول الله؛ لأنَّه لا يَملكها حيث قد علمتَ، ولكن تصحيح القول أن تَسأل اللهَ أن يُشفِّع فيك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.

والقرآن العظيم يفنِّد مزاعمَ القوم، ويهدم خيالهم؛ علَّهم يرعوون، وتنقشِع عن عقولهم ظلَّةُ الجهل بالحقِّ، فيقول: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [سبأ: 22، 23].

فضلًا عن بعض فقرات أدعية الرَّسول عليه السلام، وهو في أحلَك المواقف وأشدِّ الأزمات فيقول من قلبٍ مكلومٍ، وفؤادٍ مِن عنَت قومه مَثلوم، عند عودته من الطَّائف، دامي السَّاقين من قذف الأحجار، هائمًا على وجهه، ولم يَستفِق إلَّا بقَرن الثَّعالب - مع مولاه زيد بن حارثة - وقد تأزَّمَت الأمور؛ حيث غُلِّقَت أبوابُ مكة في وجهه، وصدَّته رعاع الطائف، وأصبح في موقفٍ لم يُحسَد عليه، وأحَسَّ أنه يجرُّ في وسطه سلسلةً ثقيلة من الإحَن.

لكن ثقته في خالقه لم تتزَعزع، والذي كان يَخافه ويَخشاه أن تكون في الطَّريق مع الله عقبةٌ أجَّلَت النَّصر عنه، وأوقعَته في المأزق، فدعا بدعاء الرَّهبة والرغبة: ((اللهمَّ إنِّي أشكو إليك ضعفَ قوَّتي وقلَّةَ حِيلتي، وهواني على النَّاس، يا أرحمَ الرَّاحمين، أنت ربُّ المستضعفين، وأنت ربِّي، إلى مَن تَكِلُني، إلى بعيدٍ يتجهَّمني، أم إلى عدوٍّ ملَّكتَه أمري، إن لم يَكن بك غضبٌ عليَّ فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أَوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقَت له الظلمات، وصلح عليه أمرُ الدنيا والآخرة أن يحلَّ بي سخطُك، أو ينزل عليَّ غضبك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلَّا بك)).

فهذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صاحب اللِّواء المعقود، والحوض المَورود، والمقام المحمود، لم يَلجأ إلى غير الله، ولم يَدع سواه، رضينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولًا.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.10 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]