حين بدت نواجذه صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-08-2020, 04:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي حين بدت نواجذه صلى الله عليه وسلم

حين بدت نواجذه صلى الله عليه وسلم

الشيخ حسن عبدالعال محمود

لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم عابسًا ولا قاطب الوجه، بل كان دائمًا مستبشرًا متفائلًا، يملأ وجهَه البِشرُ والسرور، فكانت تلك سجيته بين أهله وأصحابه، ولا شك أن ضحكه له مقاصد، ضحك نافع، يربِّي بالبسمة، ويدرِّس بالضحك، ويعلِّم بالمزحة، ولكن يا هل ترى ماذا كان يُضحِك رسولَ الله حتى تبدو نواجذه؟

فتعالوا نستمع إلى أحاديثه عليه الصلاة والسلام وهو يضحك حتى بدت نواجذه:
عن عبدالله رضي الله عنه، قال: جاء حَبرٌ مِن الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، إنا نجدُ أنَّ الله يجعل السموات على إصبع، والأرَضِين على إصبع، والشجرَ على إصبع، والماءَ والثرى على إصبع، وسائرَ الخلائق على إصبع، فيقول: "أنا الملكُ"، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدَت نواجذه تصديقًا لقول الحَبر، ثم قرأَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67]؛ رواه البخاري.

وعن حميد بن عبدالرحمن، أنَّ أبا هريرة رضي الله عنه قال: أتَى رجلٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: "هلكتُ! وقعتُ على أهلي في رمضان"، قال: ((أعتِقْ رقبةً))، قال: "ليس لي"، قال: ((فصُم شهرين متتابعين))، قال: "لا أستطيعُ"، قال: ((فأطْعِمْ ستين مسكينًا))، قال: "لا أجدُ"، فأتي بِعَرَقٍ فيه تمر - قال إبراهيم: العَرَقُ: المِكْتَل - فقال: ((أين السائلُ؟ تصدَّقْ بها))، قال: "على أفقرَ مني؟ والله ما بين لَابَتَيْهَا أهلُ بيت أفْقرُ مِنَّا"، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذُه، قال: ((فأنتم إذًا))؛ رواه البخاري.

وعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "هلكتُ"، قال: ((ما شأنُك؟))، قال: "وقعْتُ على امرأتي في رمضان"، قال: ((تستطيعُ أن تُعتِقَ رقبةً؟))، قال: "لا"، قال: ((فهل تستطيعُ أنْ تصومَ شهرين متتابعَيْن؟))، قال: "لا"، قال: ((فهل تستطيعُ أنْ تُطعمَ ستين مسكينًا؟))، قال: "لا"، قال: ((اجلس))، فجَلس، فأُتِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعَرَقٍ فيه تمر - والعَرَقُ: المِكْتَل الضخم - قال: ((خُذْ هذا فتَصَدَّقْ به))، قال: "أعَلى أفْقَرَ مِنَّا؟" فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، قال: ((أطعمه عيالَك))؛ رواه البخاري.

وعن أبي سعيد الخدري، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تكونُ الأرض يوم القيامة خُبْزَةً واحدةً، يَتَكَفَّؤُها الجبارُ بيده كما يَكْفَأُ أحدُكم خُبزتَه في السفر، نُزُلًا لأهل الجنة))، فأتَى رجلٌ من اليهود فقال: "بارَك الرحمنُ عليك يا أبا القاسم، ألَا أخبرُكَ بنُزُل أهل الجنة يوم القيامة؟"، قال: ((بلى))، قال: "تكونُ الأرضُ خُبْزَةً واحدةً" كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فنَظَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلينا ثم ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: "ألا أخبرك بإدامهم؟"، قال: "إدامُهم بَالَامٌ ونُونٌ"، قالوا: "وما هذا؟" قال: "ثَوْرٌ ونون، يَأكل مِن زائدة كبدهما سبعون ألفًا"؛ رواه البخاري.

وعن عبيدة عن عبدالله رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إني لأعلمُ آخِرَ أهل النار خروجًا منها وآخِرَ أهل الجنة دخولًا: رجل يخرج من النار حبوًا، فيقول الله: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيُخيَّل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: "يا ربِّ، وجدتُها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنة، فيأتِيها، فيُخيَّل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا ربي، وجدتُها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنة؛ فإنَّ لك مِثْلَ الدنيا وعشرة أمثالها - أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا - فيقول: أتسخر مني - أو تضحك مني - وأنتَ الملِك؟))، فلقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، وكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة منزلةً؛ رواه البخاري.

وعن عبدالله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني لأعرفُ آخِرَ أهل النار خروجًا من النار؛ رجلٌ يخرج منها زحفًا، فيقال له: انطلِقْ فادخل الجنة، قال: فيذهب فيدخل الجنة، فيَجد الناسَ قد أخذوا المنازل، فيقال له: أتذكرُ الزمانَ الذي كنتَ فيه؟ فيقول: نعم؛ فيقال له: تَمَنَّ، فيتمنى؛ فيقال له: لك الذي تمنيتَ وعشرة أضعاف الدنيا؛ قال: فيقول: أتسخر بي وأنت الملِك؟))، قال: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه؛ رواه مسلم.

عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني لأعلم آخِرَ أهل الجنة دخولًا الجنة، وآخِرَ أهل النار خروجًا منها: رجل يُؤتَى به يوم القيامة، فيقال: اعرضوا عليه صِغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها، فتُعرَض عليه صغارُ ذنوبه، فيقال: عملتَ يوم كذا وكذا كذا وكذا، وعملتَ يوم كذا وكذا كذا وكذا؟ فيقول: نعم، لا يستطيعُ أن يُنكِر، وهو مُشفِقٌ مِن كبار ذنوبه أنْ تُعرَض عليه، فيقال له: فإنَّ لك مكان كلِّ سيئةٍ حسنةً؛ فيقول: ربِّ، قد عملْتُ أشياء لا أراها ها هنا))، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه؛ رواه مسلم.

وعن زيد بن أرقم قال: أُتِيَ عليٌّ رضي الله عنه بثلاثة - وهو باليمن - وقعوا على امرأة في طُهْرٍ واحد، فسأل اثنين "أتُقِرَّان لهذا بالولد؟"، قالا: "لا"، ثم سأل اثنين: "أتُقِرَّان لهذا بالولد؟"، قالا: "لا"، فأَقْرَعَ بينهم فألْحَقَ الولدَ بالذي صارت عليه القرعة، وجعل عليه ثلثي الدية، فذَكَرَ ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فضحك حتى بدت نواجذه؛ رواه الترمذي وقال الشيخ الألباني: صحيح.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قُحُوطَ المطر، فأمر بمنبر فوُضِعَ له في المصلَّى ووعد الناس يومًا يخرجون فيه، قالت عائشة: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بَدَا حاجبُ الشمس، فقَعَد على المنبر، فكَبَّر صلى الله عليه وسلم وحَمد الله عز وجل، ثم قال: ((إنكم شكوتم جَدْبَ دياركم، واستِئْخار المطر عن إِبَّان زمانه عنكم، وقد أمركم الله عز وجل أنْ تدعوه، ووعدكم أنْ يستجيب لكم))، ثم قال: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 2 - 4]، لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيث واجعل ما أنزلتَ لنا قوةً وبلاغًا إلى حين))، ثم رفع يديه، فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبْطيه، ثم حَوَّلَ إلى الناس ظهرَه، وقَلَبَ أو حَوَّلَ رداءه وهو رافعٌ يديه، ثم أقبَل على الناس ونزَل فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابةً فرَعَدَت وبَرَقَت ثم أمطَرَت بإذن الله، فلم يأتِ مسجدَه حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكِنِّ (الكِنُّ بكسر الكاف: كل ما وقى الحر والبرد من المساكن) ضحك صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، فقال: ((أَشهَدُ أنَّ اللهَ على كل شيء قدير، وأني عبدُ الله ورسوله))؛ رواه أبو داود وقال الشيخ الألباني: حسن.

وعن عبدالله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ آخرَ مَن يدخلُ الجنة رجلٌ يمشي على الصراط، فيَنْكَبُّ مرةً، ويمشي مرةً، وتَسْفَعُهُ النار مرةً، فإذا جاوَزَ الصراط، الْتَفَتَ إليها، فقال: تبارَك الذي نجَّاني منكِ، لقد أعطاني الله ما لم يُعْطِ أحدًا مِن الأوَّلِين والآخِرِين، قال: فتُرفَع له شجرةٌ فيَنظرُ إليها، فيقولُ: يا ربِّ، أَدْنِنِي مِن هذه الشجرة؛ فأستظل بظلها، وأشرب مِن مائها، فيقول: أيْ عبدي، فلعلي إنْ أدنيْتُك منها سألْتَنِي غيرها؟ فيقول: لا يا ربِّ، ويُعاهِدُ اللهَ ألَّا يسألَه غيرها، والرب عز وجل يعلم أنه سيسأله؛ لأنه يرى ما لا صبر له - يعني عليه - فيُدنيه منها، ثم ترفع له شجرة، وهي أحسنُ منها؛ فيقول: يا ربِّ، أدْنِني مِن هذه الشجرة؛ فأستظل بظلها، وأشرب من مائها، فيقول: أيْ عبدي، ألم تعاهدني؟ يعني أنك لا تسألني غيرها، فيقول: يا رب، هذه لا أسألك غيرها، ويعاهده، والرب يعلم أنه سيسأله غيرها، فيدنيه منها، فترفع له شجرة عند باب الجنة، هي أحسنُ منها، فيقول: رب أدْنِني مِن هذه الشجرة؛ أستظل بظلها، وأشرب من مائها، فيقول: أيْ عبدي، ألم تعاهدني ألَّا تسألني غيرها؟ فيقول: يا رب، هذه الشجرة، لا أسألك غيرها، ويعاهده، والرب يعلم أنه سيسأله غيرها، لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيسمع أصوات أهل الجنة، فيقول: يا رب، الجنةَ، الجنةَ، فيقول: أيْ عبدي، ألم تعاهدني أنك لا تسألني غيرها؟ فيقول: يا رب، أدخلني الجنة، قال: فيقول عز وجل: ما يصريني منك؟ أيْ عبدي، أيُرْضيكَ أنْ أعطيك من الجنة الدنيا ومثلها معها؟ قال: فيقول: أتهزأ بي أي ربي، وأنت رب العزة؟))، قال: فضحك عبدالله، حتى بدت نواجذه، ثم قال: ألا تسألوني لم ضحكتُ؟ قالوا له: لِمَ ضحكتَ؟ قال: لِضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألَا تسألوني لِمَ ضحكتُ؟))، قالوا: لِمَ ضحكتَ يا رسول الله؟ قال: ((لِضحك الرب، حين قال: أتهزأ بي، وأنت رب العزة؟!))؛ رواه أحمد.

وعن جابر بن عبدالله، أنه قال: إنَّ أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم سألْنَه النفقة، فلم يوافِقْ عنده شيء حتى أحْجَزْنه، فأتاه أبو بكر فاستأذَنَ عليه، فلم يؤذَن له، ثم أتاه عمر فاستأذَن عليه، فلَم يؤذَن له، ثم استأذنَا بعد ذلك، فأذن لهما، ووجداه بينهنَّ، فقال له عمر: يا رسولَ الله، إنَّ ابنةَ زيد سألتْنِي النفقة، فوَجَأْتُهَا - أو نحو ذلك - وأراد بذلك أنْ يُضْحِكَه، فضحك حتى بدت نواجذه، وقال: ((والذي نفسي بيده، ما حبسني غيرُ ذلك))، فقاما إلى ابنتيهما، فأخذَا بأيديهما، فقالا: أتسألان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده؟ فنهاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما، فقالتا: لا نعود، فعند ذلك نزل التخيير؛ رواه أحمد.

(وفي رواية عند النسائي) عن جابر بن عبدالله قال: أقبَلَ أبو بكر يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم والناس ببابه جُلُوسٌ، فلم يُؤذَن له، ثم أقبَل عمر فاستأذن فلم يُؤذَن له، فجلس، ثم أذن لأبي بكر وعمر، فدخلَا والنبي صلى الله عليه وسلم جالس وحوله نساؤه وهو ساكت فاحم، قال عمر: لأكلمنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لعله أنْ يضحكَ، قال عمر: يا رسول الله، لو رأيتَ ابنةَ زيد امرأةَ عمر، سألَتْني النفقةَ آنفًا، فوَجَأْتُ عنقها، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، قال: ((هُنَّ حولي كما ترى يسألْنَني النفقة))، فقام أبو بكر إلى عائشة ليضربها، وقام عمر إلى حفصة، كلاهما يقول: تسألان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده؟!، فنهاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن نساؤه: والله لا نسألُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا المجلس ما ليس عنده؛ فأنزل الله تعالى الخيار، فبدأ بعائشة، فقال: ((إني أريد أن أَذْكُرَ لكِ شيئًا، لا أحب أن تعجلي فيه حتى تستأمري أبويْكِ))، قالت: وما هو يا رسول الله؟ فتلا عليها: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا ﴾ [الأحزاب: 28]؛ قالت عائشة: أفيكَ أستأمر أبويَّ؟ بل أختارُ اللهَ ورسولَه والدارَ الآخرة، وأسألكَ ألَّا تذكر لامرأة من نسائك ما اخترتُ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله لم يبعثني مُعنِّفًا؛ ولكن معلِّمًا مُبشِّرًا، لا تسألني امرأة منهن عما اخترتِ إلا أخبرتُها))؛ رواه النسائي.

وعن عبدالرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، حدثني أبي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غَزاة، فأصاب الناس مخمصةٌ، فاستأذن الناسُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في نحر بعض ظهورهم، وقالوا: يُبَلِّغنا الله به، فلما رأى عمر بن الخطاب أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هَمَّ أنْ يأذنَ لهم في نحر بعض ظهرهم، قال: يا رسول الله، كيف بنا إذا نحن لقينا القوم غدًا جياعًا رجالًا؟! ولكن إنْ رأيت يا رسول الله أنْ تدعوَ لنا ببقايا أزوادهم فتَجمَعها، ثم تدعوَ الله فيها بالبركة؛ فإنَّ الله تبارك وتعالى سيبلغنا بدعوتك - أو قال: سيبارك لنا في دعوتك - فدعا النبيُّ صلى الله عليه وسلم ببقايا أزوادهم، فجعل الناس يجيئون بالحَثْيَة مِن الطعام وفوق ذلك، وكان أعلاهم مَن جاء بصاع من تمر، فجَمَعها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قام فدعا ما شاء الله أنْ يدعو، ثم دعا الجيش بأوعيتهم، فأمرهم أن يحتثوا، فما بقي في الجيش وعاء إلا ملؤوه، وبقي مثله، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، فقال: ((أشهد أنْ لا إله إلا الله، وأشهد أني رسول الله، لا يلقى اللهَ عبدٌ مؤمن بها إلا حجبت عنه النار يوم القيامة))؛ رواه أحمد.

وعن عبدالحميد بن زياد بن صهيب، عن أبيه، عن صهيب، قال: قدمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخلتُ عليه وهو في منزل كلثوم بن الهدم وبين أيديهم تمر يأكلونه، وكنت رَمِدًا مِن إحدى العينين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تأكل التمر على عينك))، فقلت: أنا آكل من شق عيني الصحيحة، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه.


وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا صهيب؛ رواه البزار.

وعن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي، عن أم أيمن قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل إلى فخَّارة في جانب البيت فبال فيها، فقمت من الليل وأنا عطشانة فشربْتُ ما فيها وأنا لا أشعر، فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا أم أيمن، قومي فأَهْريقي ما في تلك الفخارة))، قلت: "قد والله شربتُ ما فيها"، قالت: فضحك رسول الله صلى الله عيه وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قال: ((أمَا إنكِ لا تَتَّجِعِينَ بطنكِ أبدًا))؛ رواه الطبراني.

وعن محارب، عن ابن بريدة عن أبيه، قال: لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة لقيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((أخبِرْني بأعجب شيءٍ رأيتَه بأرض الحبشة))، قال: مرَّت امرأة على رأسها مِكْتَلٌ فيه طعام، فمَرَّ بها رجل على فرَس، فأصابها فرَمَى به، فجعلْتُ أنظر إليها وهي تعيده في مكتلها، وهي تقول: "ويلٌ لكَ يوم يضع الملِك كرسيَّه فيأخذ للمظلوم من الظالم"؛ فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه فقال: ((كيف تُقدَّس أمة لا تأخذ لضعيفها من شديدها حقه وهو غير متعتع))؛ السنن الكبرى للبيهقي.

عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر، وفي سهوتها ستر، فهبت ريحٌ فكشَفَتْ ناحية الستر عن بنات لعائشة لُعَبٍ، فقال: ((ما هذا يا عائشة؟))، قالت: "بناتي"، ورأى بينهن فرسًا له جناحان من رقاع، فقال: ((ما هذا الذي أرى وسطهن؟))، قالت: "فرس"، قال: ((وما هذا الذي عليه؟))، قالت: "جناحان"، قال: ((فرس له جناحان؟!))، قالت: "أمَا سمعْتَ أنَّ لسليمان خيلًا لها أجنحة؟!"، قالت: فضحك حتى رأيتُ نواجذه؛ رواه أبو داود، وقال الشيخ الألباني: صحيح.

وفي رواية للبيهقي عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك وقد نصبت على باب حجرتي عباءةً وعلى عرض بيتي ستر إرمني، فدخل البيت فلما رآه قال: ((ما لي يا عائشة والدنيا؟!))، فهتك الستر حتى وقع بالأرض وفي سهوتها ستر، فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لُعَبٍ، فقال: ((ما هذا يا عائشة؟)).قالت: "بناتي"، قالت: ورأى بين طوبها فرسًا له جناحان من رُقَع، قال: ((فما هذا الذي أرى في وسطهن؟))، قالت: "فرس"، قال: ((ما هذا الذي عليه؟))، قالت: "جناحان"، قال: ((فرس له جناحان؟))، قالت: "أوَما سمعْتَ أنَّ لسليمان بن داود خيلًا له أجنحة؟!"، قالت: فضحك حتى بدت نواجذه؛ السنن الكبرى للبيهقي.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.79 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]