وقفة محاسبة في مطلع شهر الخير والبركات - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850058 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386243 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-05-2019, 11:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي وقفة محاسبة في مطلع شهر الخير والبركات

وقفة محاسبة في مطلع شهر الخير والبركات



صلاح عبدالمعبود



مع مطلع شهر رمضان المبارك يبدأ المسلم عامًا إيمانيًّا جديدًا، يُحبّب إليه فيه الإيمان ويزين في قلبه، ويُكرّه إليه الكفر والفسوق والعصيان، وعندما يقدم شهر رمضان يكون معه تغير في حياة الإنسان عما تعوده؛ فهو شهر ليس كباقي الشهور، ومع هذا التغير يقف الإنسان ليجدد حياته ويجدد إيمانه؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ لِرَبِّكُمْ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا»(رواه الطبراني، وحسنه الألباني)، وإن المؤمن في هذه اللحظات ينظر في صحيفته ليعلم أين هو؟ وما مدى قربه من ربه؟ وهل هو على الطريق المستقيم أم أغواه الشيطان إلى سبله وحبائله؛ فعاش في التيه لا يدري كيف يعود؟!
وإن الناصح لنفسه تمر عليه الأوقات أو بعض المواقف؛ فتكون موضع نظره ومحط فكره، بل ربما كانت سببًا في تغيير حياته؛ فلقد جاءه شهر رمضان، وكان معه في العام الماضي أناس يأكلون ويشربون ويتمتعون بالحياة، كما هو الآن، ولكنه لا يجدهم معه اليوم! قد وافتهم المنية، وصاروا في ظلمة القبور تحت الثرى، بينما هو قد مُد له في أجله ليدرك رمضان آخر.
الإنسان بين عمرين
فالإنسان الآن بين عمرين: بين عمرٍ قد مضي وبين عمر قد بقي، وكم ممَن أمَّل أن يكون معنا الآن ليشهد هذا الموسم العظيم فخانه الأمل؛ فصار فيه إلى ظلمة القبر، وكم مِن مستقبل يومًا لا يستكمله، ومؤمل غدًا لا يدركه، فيا أيها الغافل اعرف زمانك، يا كثير الحديث فيما يؤذي، احفظ لسانك، يا مسؤولًا عن أعماله، اعقل شأنك، يا متلونًا بالزلل، اغسل بالتوبة أدرانك، حاسب نفسك قبل أن تحاسَب، واحذر أن تكون مع الهالكين، وانظر في صحائفك لتمحو هذه الذنوب، واشترِ نفسك ولا تبعها للهوى، واعرف قدر ما ضاع، وابكِ بكاء مَن يدري مقدار الفائت، واعلم أن محاسبة النفس هي طريق السالكين إلى ربهم، وزاد المؤمنين في آخرتهم، ورأس مال الفائزين في دنياهم ومعادهم، فما نجا مَن نجا يوم القيامة إلا بمحاسبة النفس ومخالفة الهوى؛ فمَن حاسب نفسه قبل أن يحاسب خف في القيامة حسابه، وحضر عند السؤال جوابه، وحسن منقلبه ومآبه، ومَن لم يحاسب نفسه دامت حسراته، وطالت في عرصات القيامة وقفاته، وقادته إلى الخزي والمقت سيئاته.
العبد لا يزال بخير
قال الحسن البصري -رحمه الله-: «إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ مِن نفسه، وكانت المحاسبة من همته»، وقال أيضًا: «لا تلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه: ماذا أردت بكلمتي؟ ماذا أردت بأكلتي؟ ماذا أردت بشربتي؟ والعاجز يمضي قدمًا لا يعاتب نفسه».
محاسبة شديدة
وقال ميمون بن مهران -رحمه الله-: «لا يكون الرجل تقيًّا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة مِن الشريك لشريكه»، وقد جاء الأمر بمحاسبة النفس في القرآن الكريم في قوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(الح شر:18)، قال ابن كثير -رحمه الله-: «أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم» (تفسير ابن كثير)، وقال -تعالى-: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} (التكاثر:8).
السؤال عن النعيم
قال ابن جرير الطبري -رحمه الله-: «ثم ليسألنكم الله -عزوجل- عن النعيم الذي كنتم فيه في الدنيا ماذا عملتم فيه؟ وقال ابن القيم -رحمه الله-: «فإذا كان العبد مسؤولًا ومحاسَبًا على كل شيء حتى على سمعه وبصره وقلبه، كما قال -تعالى-: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤولًا} (الإسراء:36)، فهو حقيق أن يحاسب نفسه قبل أن يناقش الحساب».
حديث مع النفس
وها هو ذا الغزالي -رحمه الله- يجري حديثًا رائعًا مع النفس يحاسبها فيقول: «يقول -أي العبد- للنفس: ما لي بضاعة إلا العمر، ومتي فني فقد فني رأس المال، وهذا اليوم الجديد قد أمهلني الله فيه وأنساني أجلي، وأنعم علي به، ولو توفاني لكنت أتمنى أن يرجعني إلى الدنيا يومًا واحدًا حتى أعمل صالحًا؛ فاحسبي أنك قد توفيت، ثم قد رددت؛ فإياك أن تضيعي هذا اليوم؛ فإن كل نفس مِن الأنفاس جوهرة، ويحك يا نفس إن كانت جراءتك على معصية الله لاعتقادك أن الله لا يراك؛ فما أعظم كفرك! وإن كان مع علمك باطلاعه عليك فما أشد وقاحتك وقلة حيائك، أتظنين أنك تطيقين عذابه؟ جربي إن ألهاك البطر عن أليم عذابه فاحتبسي في الشمس، أو قربي أصبعك مِن النار، ويحك يا نفس كأنك لا تؤمنين بيوم الحساب، وتظنين أنك إذا مت انفلت وتخلصت وهيهات، أما تنظرين إلى أهل القبور، كيف كانوا؟ جمعوا كثيرًا وبنوا مشيدًا وأملوا حميدًا، فأصبح جمعهم بورًا، وبنيانهم قبورًا، وأملهم غرورًا، ويحك يا نفس، أما لك بهم عبرة؟ أما لك إليهم نظرة؟ أتظنين أنهم دعوا إلى الآخرة وأنت من المخلدين؟ هيهات هيهات ساء ما تتوهمين، أما تخافين إذا بلغت النفس منك التراقي؟ فانظري يا نفس بأي بدن تقفين بين يدي الله وبأي لسان تجيبين؟ وأعدي للسؤال جوابًا، وللجواب صوابًا، واعملي في أيام قصار لأيام طوال، وفي دار زوال لدار مقامة، اعملي قبل ألا تعملي، وتقبلي هذه النصيحة؛ فإن مَن أعرض عن الموعظة فقد رضي بالنار، وما أراك بها راضية» (إحياء علوم الدين).
واعلم أخي في الله، أنه كلما اجتهدت في محاسبة نفسك اليوم استرحت منها غدًا؛ إذ صار الحساب إلى غيرك، وكلما أهملتها اليوم اشتد عليها الحساب غدًا.
حاسبوا أنفسكم
قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا، وتهيئوا للعرض الأكبر»، (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) (الحاقة:18)، وقال الحسن البصري -رحمه الله: «المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله -عز وجل-، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب على قوم أخذوا هذا الأمر مِن غير محاسبة».

بين الجنة والنار
وقال إبراهيم التيمي -رحمه الله-: «مثلت نفسي في الجنة آكل من ثمارها وأشرب من أنهارها، وأعانق أبكارها، ثم مثلت نفسي في النار آكل مِن زقومها، وأشرب صديدها، وأعالج سلاسلها وأغلالها؛ فقلت لها: ما تشتهين؟ قالت: أشتهي أن أعود إلى الدنيا فأعمل صالحًا؛ فقلتُ لها: فأنتِ في الأمنية فاعملي».
في الأمنية نعمل
ونحن جميعًا أيها الإخوة الأحباب في الأمنية نعمل، نحن في الأمنية التي يتمناها كل مفرط عند الموت، نحن في الأمنية التي يصرخ بها أهل النار في النار، نحن في الأمنية التي يتمناها كل مَن وقف أمام المليك الجبار؛ فهلا انتهينا ووقفنا مع أنفسنا وقفة محاسبة ونحن نستقبل هذا الشهر الكريم، وبدأنا حياة جديدة؛ فحفظنا أبصارنا عن النظر إلى الأفلام والمسلسلات والمباريات، وحفظنا سمعنا عن سماع الأغاني والموسيقى، وحفظنا ألسنتنا عن الغيبة والنميمة والكذب والخوض في الباطل، والخوض في أعراض الناس، والكلام فيما لا يعني وفيما لا يفيد، وحفظنا جوارحنا عن سائر أنواع المحرمات والآفات قبل الفوات؟!
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.64 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]