التشاؤم والطيرة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          دولة الموحدين - ملوك دولة الموحدين عبد المؤمن وابنه يوسف وحفيده يعقوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          عقد مودة ورحمة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          16طريقة تجلب بها البركة لبيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ألا تشعرين بالحر ؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          المرأة عند الإغريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-09-2020, 02:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,971
الدولة : Egypt
افتراضي التشاؤم والطيرة

التشاؤم والطيرة


طه حسين بافضل




مختصر الدروس في درء مكدرات النفوس (3)



أولًا: تعريفات:
لغة: التشاؤم: من الشؤم، وهو خلاف اليُمن، وأصلها يدلُّ على الجانب الأيسر؛ ولذا سمِّيت أرض الشام شامًا لأنها عن يسار الكعبة.

الطيرة والتطيُّر: يدل على خفَّة الشيء في الهواء، ومن ذلك الطير، وقيل: إنَّ أصلها من التطيُّر بنوع من الطيور، ويلحق به النحس: يدلُّ على خلاف السَّعد، وجمعه: أنحُس ونُحوس، قال تعالى: ﴿ فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ ﴾ [فصلت: 16].
الفرق بين الفأل والطيرة: فهو ضدُّ الطِّيرة، قال أهل المعاني: الفأل فيما يحسُن وفيما يسوء، والطِّيرة فيما يسوء فقط.

اصطلاحًا:
التشاؤم والطيرة: توهُّم وتوقُّع حصول المكروه مشاهدًا أو معلومًا أو مسموعًا، المشاهد؛ كرؤية أصحاب الأمراض والبوم، والمعلوم كالأيام والشهور.
الفأل: فسَّره النبي صلى الله عليه وسلم بالكلمة الطيِّبة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم سئل: ما الفأل؟ فقال: ((الكلمة الصَّالحة يسمعها أحدكم))[1].

لماذا يتشاءم الناس؟
1- ضعف اليقين والتوكلِ على الله، وانحسار الإيمان بقضائه وقدره.

2- عدم استحضار الإنسان نِعمَ الله الكثيرة عليه، في نفسه وماله وأهله، قال صلى الله عليه وسلم: ((من أصبح آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها))[2].

3- جعل الدنيا أكبر الهَم، والغفلةُ عن الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: ((من كانت الآخرة همَّه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شملَه، وأتتْه الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همَّه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرَّق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدر له))[3].

4- الجهل وضعف العقل وقلَّة البصيرة، مع الجبن والضعف والخور، وعدم الشجاعة والحزم والإقدام.

بماذا يتشاءمون؟
في الماضي: كانت العرب تستقسم بالأزلام، وتقلب الأسماء تطيرًا وتفاؤلًا؛ كما يتشاءمون من الزواج في شهر شوال.
واليوم: يعتقدون في الأبراج، ويتجنبون الزواج في شهر صفر، وبعضهم يعلِّق على بيته أو دابته حذاءً باليًا أو خرقةً بِلون معين، يتفاءل بها ويزعم أنَّها تدفع الحسد والحوادث عنه وعن سيارته! أو الخوف من لقاء المعروفين بالحسد أو السحر أو الكهانة، أو من بعض الحوادث العاديَّة؛ ككسر الأواني وانطفاء المصباح أو بكاء الأطفال، أو الخوف من الأعداء وما يبثُّونه من دعايات.
وما عاجِلاتُ الطير تُدني مِن الفتى ••• نجاحًا ولا عن ريثهنَّ قصـورُ

آثار التشاؤم والطيرة:
1- فتح باب الشِّرك بالله وضعف اليقين به والتوكل عليه، فيفتح على نفسه باب الخوف والتعلق بغير الله.
2- أنَّهما سبب لعمَى القلب، وطمس البصيرة، وفتح باب الوسواس على مصراعيه؛ فتضطرب نفسه، حتى يتمكن الشيطان منه.
3- يجعلان حياة صاحبهما نكَدًا وكدَرًا وهمًّا وغمًّا؛ وكأن أسباب الشقاء قد انعقدت فيه، فيصبح بذلك دائمًا في المؤخرة.
4- التواني عن خدمة الإسلام، أو خدمته بشيء من الخوف والتردد والرهبة من الأعداء وقوتهم.

بين الفأل والطيرة:
الفأل ليس من الطيرة، لكنَّه شبيه بها من حيث الإقدام؛ فهو يحفز الإنسان على الإقدام، بخلاف الطيرة؛ فإنَّها تُضعف توكُّله على الله ورجوعه عما همَّ به.

"وكان صلى الله عليه وسلم يسمع الكلمةَ الحسنة التي تسرُّه؛ مثل أن يسمع: يا نجيح، يا مفلح، يا سعيد، يا منصور، ونحو ذلك، كما لقي في سفر الهجرة رجلًا فقال: ((ما اسمك؟))، قال: بريدة، قال: ((يا أبا بكر، برد أمرنا))"[4].

حكم التشاؤم والطيرة:
نهى الله تعالى عنه بقوله: ﴿ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 78]، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر)) [5]، وهذا يدلُّ على أن المراد النفي، وإبطال هذه الأمور التي كانت الجاهلية تعانيها، والنفي في هذا أبلغ من النَّهي؛ لأنَّ النَّفي يدل على بطلان ذلك وعدم تأثيره، والنهي إنما يدل على المنع منه.

والتطيُّر ينافي التوحيد من وجهين:
الأول: أن المتطير قطع توكُّلَه على الله، واعتمد على غيره.
الثاني: أنَّه تعلَّق بأمر لا حقيقة له؛ فأي رابطة بين هذا الأمر وبين ما يحصل لك؟! فالطيرة محرَّمة ومنافية للتوحيد.

العلاج:
1- الثِّقة بالله تعالى وصدق التوكل عليه، وصرف الوساوس والأوهام وعدم الالتفات إليها.

2- استحضار أنَّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطَأك لم يكن ليصيبك، و((أنَّ الأمَّة لو اجتمعت على أن يَنفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلَّا بشيء قد كتبه الله عليك))[6].

3- أن يقول الدعاء المشروع إذا حصل له تشاؤم؛ فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ردَّتْه الطيرة من حاجة، فقد أشرك))، قالوا: يا رسول الله، ما كفَّارة تلك؟ قال: ((أن يقول أحدهم: اللهمَّ لا خيرَ إلا خيرُك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك))[7].

4- استخارة الخالق، واستشارة المخلوق، فعن جابر رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلِّم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها كما يعلِّم السورة من القرآن"[8]، وفي الحديث الضعيف يروى أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((لا خاب مَن استشار)) [9]، ويستأنس أيضًا لأهمية الاستشارة بجملة من الآثار وأقوال العلماء والحكماء.

5- استحضار الأجر العظيم للمتوكِّلين؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((يدخل الجنةَ سبعون ألفًا بغير حساب؛ هم الذين لا يَسترقون ولا يتطيَّرون ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون))[10].

المراجع:
لسان العرب؛ لابن منظور.
معجم مقاييس اللغة؛ لابن فارس.
القول المفيد على كتاب التوحيد؛ لابن عثيمين (2/ 77).
عون المعبود شرح سنن أبي داود؛ محمد أشرف العظيم آبادي.
مجموع الفتاوى؛ لابن تيمية (23/ 66، 67).
مفتاح دار السعادة؛ لابن القيم (3/ 280).
أدب الدنيا والدين؛ للماوردي (ص 376).


[1] أخرجه البخاري برقم (5754)، و(5755)، ومسلم برقم (5799).

[2] أخرجه الترمذي برقم (2346)، وابن ماجه برقم (3357)، والبخاري في (الأدب المفرد) برقم (300)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 294) (10362)، والمنذري في "الترغيب والترهيب" (1/ 335)، والألباني في "صحيح سنن الترمذي".

[3] أخرجه ابن ماجه (4105) واللفظ له، قال في الزوائد: صحيح ورجاله ثقات، وهو عند الترمذي (2465).

[4] انظر: مجموع الفتاوى؛ لابن تيمية (23/ 67).

[5] أخرجه البخاري برقم (5316) ومسلم برقم (2224).

[6] أخرجه الترمذي برقم (2516)، وقال: حسن صحيح، وأحمد برقم (2669)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (7957).

[7] أخرجه أحمد برقم (7045)، والطبراني في المعجم الكبير، وحسَّن الحديث شعيب الأرنؤوط في تحقيقه للمسند (11/623)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1065).

[8] أخرجه أحمد برقم (14763) والبخاري برقم (1166) وبرقم (6382) وأبو داود (1538) وابن ماجه برقم (1383).


[9][9] قال عنه الحافظ في الفتح: رواه الطبراني في الصغير بسند واهٍ جدًّا، وقال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الأوسط والصغير من طريق عبدالسلام وعبدالقدوس وكلاهما ضعيف جدًّا، وقال عنه الألباني في السلسلة الضعيفة: موضوع.

[10] البخاري(3410) (5752) ومسلم (447) (448).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.66 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]