نقد المنهج البنيوي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-09-2022, 04:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي نقد المنهج البنيوي

نقد المنهج البنيوي


الطيبي بن عبدالرحمن







وَرِثنا المجدَ مِن آباء صِدق
أسَأنا في دِيارهمُ الصَّنيعَا

إِذا الحَسَبُ الرَّفيعُ تَعَاورَتْهُ
بناةُ السوء أوشَكَ أن يَضِيعَا

معن بن أوس المزني

ليس النقدُ بنيويَّةً، وليسَت البنيويَّةُ منهجًا نقديًّا!

يقول أحدهم: "إنَّ المنهجَ البنيويَّ لتحليلِ النصوص ليسَ من مهمَّته بيانُ جودَةِ النُّصوص أو رداءتِها، ولكنَّه يُحاول أن يبرزَ كيفيَّةَ تركيباتها، والمعانيَ التي تنطوي عليها عناصرُ النَّص في تآلُفِها".

هكذا، بكلِّ جرأةٍ ووقاحَة، يطعنُ في أهمِّ معنًى من معاني النَّقد، وهو تمييز الزَّائف من الأصيل، وبيان الجيِّد من الرديء.

وبما أنَّ النصَّ ليس قرآنًا يُتلى، لا يأتيه الباطلُ من بينِ يدَيْه ولا مِن خلفه، ولا سنةً نبويةً، لا ينطقُ صاحبُها صلى الله عليه وسلَّم عن الهوى، فإنَّه يحتملُ الخَطأ والصَّواب، والحقَّ والباطل، وإصابةَ المعنى والبُعدَ عنه، والتوافقَ والتخَالف، والتَّناسقَ والتَّنافر...

كلُّ هذا لا علاقَةُ له بالناقدِ ذِي المنهجِ البنيويِّ! وليس مِن مهمَّتهِ أن يقول: هذا خطأٌ وهذا صوابٌ، وهذَا جيدٌ وهذا رديءٌ، وهذا أصيلٌ وهذا دخيلٌ، وهذا ذهبٌ وهذا طينٌ...

أيُّ نقدٍ هذا؟ كل ما عليه أن يحاولَ إبرازَ تركيبِ النصوصِ والمعاني التي تنطوِي عليها، وهُنا مَكْمن الخبثِ والمكرِ والخداعِ، وتضليل الناس واسْتِحمارهم، عندمَا ينتقي ذو اختصاصٍ نصًّا ردِيء السَّبكِ خَالي الفَائدة، فيُبرزُ تركيبَه ويلمِّع معانيه للناس، دون ذكرٍ لمساوئه وأخطائِه، إنَّ هذا لمن خيانة الأمانَة، وائتمان الخائنِ.

ليس كلُّ نصٍّ بنيةً مغلقةً، ولا نسقًا كاملاً، ولا نظامًا محكمًا، بل هو محلٌّ للنقصِ والخطأ والرداءَة، وتناقض المعنَى، وفسادِ اللفظِ...، وإذا كانَ ذلك كذلك، فإنَّ أيَّ تحليلٍ بنيويٍّ لنصٍّ ما محاولةً لفكِّه وإعادةِ تركيبهِ لفهمه - يعدُّ إضاعةَ وقتٍ في عملٍ لا فائدة منه.

ثمَّ إنَّ مفهوم البنية مستورَدٌ في الأدبِ من اللسانيات، وفي اللسَانيات فرَّق سوسير بين اللسانِ والكلام، واللسان عنده: بنيةٌ ونسقٌ ونظامٌ، أمَّا الكلام فَلا؛ لأنَّه التطبيقُ الفرديُّ للسان، وهوَ عُرضَة للزِّيادة والنُّقصان والخطأ، خِلافًا للسَان.

ولْنأخذ مثلاً هذا النصَّ التُّحفةَ من النَّقد الحَداثي: "تحتاجُ قصيدةُ النَّثر العربية إلى مزيدٍ من التَّصعيد الكميِّ والوعي الإبستمولوجي والأنطولوجي لتُختبر كلُّ تجلِّياتها ومقترحاتها الجماليَّة على محكِّ الذَّاكرة، ووفق رؤيةٍ منهجية، تكفلُ لبعثرتها الملتبسة حالةً من الالتئام الفنيِّ والنسقيِّ، والمفهمة الموجبة للاقتراب منها بمزيدٍ من الوعي والتذوُّق، مِن خلال ذلك الأثر الذي تُخلِّفه، ونراه في شتَّى التمظهرات الواعية واللاواعية، كبصمةٍ وجوديَّة في خطِّ الزَّمن".

فأي بنيةٍ انطوى عليها، وأي نسقٍ جمع ذرَّاته وجُزيئَاته، وأيُّ نظامٍ لمَّ شمله وجمعَ شَتاته؟! ومعَ كلِّ ذلك فلن تَعدم له فاهمًا، ومُحلِّلاً وشارحًا، ومُستخرجًا منه دُررًا وفوائدَ جَمَّة، وهكذا الطيورُ على أشكالِها تَقَعُ!

إنَّ النصَّ كيفما كان نوعُه هو كلامٌ وليس لسانًا، وإذا كان ذلك كذلكَ فالقولُ: إنَّه بنيةٌ، خطأٌ محضٌ، وإسقاطٌ منحرفٌ، واعوجاجٌ عن الأصل، وتحريفٌ ومَكر وخداعٌ.


وإنَّما كان ذلك مكرًا وخداعًا؛ لأن أناسًا - لغايةٍ وغرضٍ في نفوسهم - يُروِّجون له، ويزيِّنون باطِله، ومرادُهم قطع الصلةِ بالمَاضي، والحطُّ بالذَّوق والأدبِ إلى أسفلِ سافلين، وسبيلُ ذلك إغراقُ السَّاحة الأدبيَّة بدراساتٍ فارغةٍ لنصوصٍ فارغةٍ؛ من الأدب الشَّعبي والمُجون، والخُرافات والأسْطورَات، واللغَات العاميَّة، وعدُّ كلِّ ذلك أنظمةً متناسقةً وبنيات محكمة، مع تعمُّدِ إغفال نقد مواضع الخطأ والرَّداءة والضَّعف، وهؤلاء هم الحداثيُّون والعلمانيُّون والماركسيُّون والتَّقدميُّون، الذِينَ يدينُون بدينِ داروين وماركس وفرويد وغيرهم مِن زعَمائهم.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.35 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]