أكل لحوم البشر (الغيبة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4376 - عددالزوار : 826415 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3907 - عددالزوار : 374283 )           »          سحور 9 رمضان.. حواوشي البيض بالخضار لكسر الروتين والتجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 280 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 357 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 475 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 377 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 373 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 377 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11482 - عددالزوار : 180157 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-07-2019, 12:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي أكل لحوم البشر (الغيبة)

أكل لحوم البشر (الغيبة)
عبد الرحمن الجليل



الخطبة الأولى

فيا عباد الله: ما أبشعها من لحظة يوم نقرأ في تاريخ من قد مضى، أن رجالاً كانوا يأكلون لحوم البشر، ذكر لنا ابن كثير صاحب كتاب البداية والنهاية: " أن الناس في سنة اثنتين وستين وأربعمائة قد أكلوا الجيف والميتات بل أكلوا لحوم الصبيان والبنات، بل نزل الوزير- في ذلك العهد - عن بغلته يوماً فغفل غلامه عنها لضعفه من الجوع فسرقها ثلاثة نفر فذبحوها ومن الجوع أكلوها فقُبَض عليهم فأخذوا فصلبوا فلما أصبحوا إلا وعظامهم بادية قد أخذ الناس لحومهم فأكلوها من شدة الجوع" والعياذ بالله.
لا شك أن النفوس قد تقززت من هذه الحادثة واشمأزت، واستبشعتها القلوب قبل الآذان، وهذا من طبيعة النفوس المؤمنة أن تكره ذلك وتشمئز منه.
عباد الله: ولكن العجب كل العجب أن هذه النفوس نفسُها وهذه القلوبَ ذاتها تجالس صنفاً من الناس وتخالطهم على أكل اللحوم وأي لحوم، إنها لحوم البشر، إنهم يأكلون لحوم المسلمين الأحياء ومنهم الأموات، وتجدهم في مجالسهم الآثمة يأكلون لحوم الإخوان والأرحام والأصحاب، ويسمون هذه الأكلات بغير اسمها، ومع ذلك كله، لا شجب ولا انكار فعن ابن مسعود قال كنا عند النبي فقام رجل فوقع فيه رجل من بعده فقال له النبي: تخلل، قال: مِم أتخلل؟ ما أكلت لحمًا، قال: إنك أكلت لحم أخيك. ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ من أكل الحرام والظلم والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه حتى ترى ذلك الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً، يهوي بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي ما يقول.. لما أقبل أبو موسى الأشعري إلى رسول الله مستنصحاً، قال: يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟ وفي رواية أي المسلمين خير؟ ما قال النبي خير المسلمين قوام الليل، ولا قال خير المسلمين صوام النهار، ولا قال خير المسلمين الحجاج والمعتمرون أو المجاهدون لا، ترك كل هذه الفضائل مع حسنها، وقال: ((خير المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده)) وأقبح ما يقع فيه الناس اليوم غيبة أهل العلم والفضل ورجال الصلاح، يقعون في أعراض الآمرين بالمعروف والناهون عن المنكر، يحطون من أقدارهم ويجترئون على مقامهم، ويرفعون الثقة بهم، يطعنون في أعمالهم وجهودهم، لا يذكر عظيم إلا انتقصوه، ولا يظهر كريم إلا شتموه، ولا يبرز صالح إلا اتهموه، ولا يتميز مصلح إلا مقتوه، يمشون بالكذب والتدليس، والمغالطة والتشويش يتهمون الثقات، ويقعون في الصالحين.
يبعثون الفتن، ويقطعون الصلات، ويفرقون الجماعات، حمَّالو الحطب، ومشعلو اللهب، يوزعون الاتهامات، ويتتبعون المعايب؛ هذا طويل وهذا قصير، وهذا جاهل، وهذا فاسق، وهذا عميل، وهذا مشبوه،، مجالسهم شر، وصحبتهم ضر، وفعلهم عدوان، وحديثهم بذاء يقول بعض السلف أدركنا السلف الصالح وهم لا يرون العبادة في الصوم والصلاة ولكن في الكف عن أعراض الناس.
دخل الإمام أحمد مرة يزور مريضاً، فلما زاره سأل الإمام أحمد هذا الرجل يا أخي هل رآك الطبيب؟ قال: نعم ذهبت إلى فلان الطبيب، فقال أحمد: اذهب إلى فلان الآخر، فإنه أطب منه يعني أعلم بالطب منه، ثم قال الإمام أحمد: أستغفر الله أراني قد اغتبت الأول.
ألا فاتقوا الله رحمكم الله، فطوبى لمن أمسك الفضل من قوله، ثم طوبى لمن ملك لسانه، ثم طوبى لمن حجزه عن الناس ما يعلم من نفسه، وطوبى لمن استمسك بتوجيهات كتاب ربه فتوجه إلى مولاه بقلب ضارع ولسان صادق وحب لإخوانه خالص..
واعلم أنَّ الغيبة خسارة كبيرة في حسنات العبد؛ فالمغتاب يخسر حسناته ويعطيها رغماً عنه إلى من يغتابه وهي في نفس الوقت ربح للطرف الآخر حيث يحصل على حسنات تثقل كفته جاءته من حيث لا يدري قيل مثل صاحب الغيبة كمثل من نصب منجنيقاً، فهو يرمي به حسناته يميناً وشمالا شرقا وغرباً قال سعيد بن جبير: يؤتى بالعبد يوم القيامة فيدفع له كتابه، فلا يرى فيه صلاته ولا صيامه، ويرى أعماله الصالحة، فيقول يا رب، هذا كتاب غيري وكانت لي حسنات ليس في هذا الكتاب، فيقال له إن ربك لا يضل ولا ينسى، ذهب عملك باغتيابك الناس، فإياك يا أخي وأن تغتاب أحداً بما أودع فيه الجبار قال لقمان لابنه يا بني من يرحم يُرحم، ومن يصمت يُسلم، ومن يفعل الخير يغنم، ومن يفعل الشر يأثم ومن لا يملك لسانه يندم
أيها المؤمنون: جاءت الآثار عن سلفنا تحذر من هذه المعصية وتبين بعدهم عنها. سمع عليُّ بن الحسين –رضي الله عنه- رجلاً يغتاب، فقال: "إياك والغيبة؛ فإنها إدام كلاب الناس". وعن عدي بن حاتم –رضي الله عنه- قال: "الغيبة مرعى اللئام".
وفي سير أعلام النبلاء قال البخاري - رحمه الله -: "ما اغتبت أحداً قط منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها".
عباد الله: ينبغي أن نربي أنفسنا ونجاهدها على ألا نتكلم في أحد من الناس إلا بخير، فإن الغيبة تأكل الحسنات.
أيها المؤمنون: على أهل النفوس المؤمنة أن يُمسكوا ألسنتهم عن هذا المرض الخبيث الغيبة، وأن ذلك يحتاج إلى مجاهدة وإلا سيصبح مرضاً ملازماً، جاهد نفسك أخي في الله إن غضبت من أحد أو رأيت نعمة على أحد أن لا يدعوك هذا الغضب أو ذاك الحسد إلى أن تتكلم فيه وفي عرضه، كن من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، تكن إن شاء الله من المحسنين، والله يحب المحسنين، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين، يزوجه منها ما شاء)) جاهد نفسك أخي في الله على مصاحبة الذين لا يستطيلون في أعراض الناس، وكن حازما غير مجامل.
جاهد نفسك يا عبدالله ألا تذكر الناس إلا بخير.
يا عبدالله لا تهدي حسناتك للآخرين: يقول - عليه الصلاة والسلام -: ((أتدرون من المفلس؟)) قالوا: المفلس فينا من لا دِرْهَم له ولا متاع، فقال: ((إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنِيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)) رواه مسلم.

الخطبة الثانية

أما بعد فيا عباد الله: وسوس الشيطان إلى البعض من الناس فالتفتوا إلى غيبة والعلماء وطلاب العلم واهل الدين والامر بالمعروف فسخروا منهم واغتابوهم وتنقصوهم وأكلوا لحومهم في مجالسهم الآثمة، ويغمزونهم ويلمزونهم ويكذبون عليهم (والله يشهد إنهم لكاذبون).
عباد الله: أدعوكم ونفسي إلى التوبة النصوح من الغيبة وانصح نفسي وإياكم أن نستغفر الله كثيرا بُكرةً وأصيلا، وأن نندم على ما فات من الكلام في الأحياء أو الأموات. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ ((مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لِأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ)) أخرجه البخاري
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.61 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]