دائمًا أكلم نفسي! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 9433 )           »          ضبط أقل مدة الحمل بين حكم نكاح السر وإعلان الزواج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الأسس المفاهيمية والتقنية للذكاء الاصطناعي وتطوره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الوهن الذي أصاب الأمــة جعلهــا تخشى قوة الأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          التراجم: نماذج من المستشرقين المنصِّرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الاستشراق والتنصير مدى العلاقة بين ظاهرتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 42 )           »          وسواس بسبب صدمة في الطفولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أريد التخلص من الأفكار السلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          وهم الخيانة الزوجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          مشكلة بطء الاستيعاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-01-2021, 10:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,637
الدولة : Egypt
افتراضي دائمًا أكلم نفسي!

دائمًا أكلم نفسي!


أ. شريفة السديري



السؤال
أنا دائمًا أكلم نفسي؛ يعني عندما أتعرَّض لموقفٍ مُعين، أُحب أن أجلسَ في غرفةٍ وحدي؛ لأتكلم مع نفْسي، وأناقش نفسي، فهل هذا مرَض؟
أيضًا عندي مشكلة وهي: أنِّي إنسانة غير اجتماعيَّة، لا أحضر أية مناسبات ولا اجتماعات، حتى لو كان ذلك في بُيُوت أخواتي.
لأنِّي أشعر أنَّ الجميع سوف ينتقدونني

الجواب
مرحبًا بك عزيزتي في رحاب الألوكة.

رسالتكِ كانتْ مختصرةً جدًّا؛ مما جعلني أحتار في تحليل المشكلة، واتِّخاذ رأيٍ أخير تجاهها، فأنت لَم تذكري لنا الكثيرَ من التفاصيل؛ مثل: كم مرة تقومينَ بهذا الأمر في الأسبوع، أو في اليوم؟



عندما تتحدثين، هل تتحدثين مع أشخاصٍ آخرين لهم أسماؤهم وأشكالهم؟ أم أنه شخص موجود بداخلك؟ أم "أنت الأخرى"، إن استطعنا القول بصيغة أوضح؟



هل تعانين مِن ضغوط ومشاكلَ أسريةٍ؟

هل يوجَد في عائلتك مَن أُصِيب بمرضٍ نفسي أو اضطراب نفسي؟

هل عانيتِ من صعوبات ومشاكل أسريةٍ، أو نفسية، أو دراسية، أو غيرها، أثناء طفولتك ونشأتك؟


ونظرًا لكَوْن كل هذه التفاصيل مفقودة، فأنا سأذكُر لكِ الاحتمالات، وأنتِ تحكمينَ على نفسكِ:


الاحتمال الأول:
هو أن يكون الحديثُ مع النفس نوعًا مِن أحلام اليقظة "Daydreaming"، وهذا ليس مرضًا، وإنما حالة يدخل فيها الفردُ ينتقل خلالها من عالَمِه إلى عالَمٍ آخر يتمناه ويرغب فيه، وهي عبارة عن تخيُّل وجود شخص أو أشخاص يتحدث معهم في موضوع ما يرغب في الحديث فيه، وقد يكونُ الحلْمُ عن موقف مَضى، أو أمرٍ يودُّ حُدُوثه، أو شخص يشْكُو له همه، أو أي شيء آخر.


وأحلامُ اليقَظة جزءٌ من النمو الصحي للفرد، لكنها في بعض الأحيان تصبح مرضية ومدمِّرة للإنسان، إنْ أثرتْ على حياتِه، وعطَّلَتْه عن واجباته، وأعاقتْ تواصُله بالآخرين، ومنعته من القيام بعمله والنجاح فيه، فهنا يجب على الشخصِ أن يتوقف، ويُعيدَ حساباته، ويبدأ بِمَنْع نفسه من الانفراد؛ حتى لا يتحدث مع نفسِه، ويشغلَ نفسه بأمور مفيدة وممتعة، ويذهب للاجتماع مع أسرته وعائلته؛ لأن كل هذا مِن شأنه أن يساعد الفرد ويشعره بالاطمئنان والراحة.

أما إن كانتْ أحلامُ اليقظة عادية، ولا تؤثر سلبًا على حياة الشخص، فلا بأس بها، فقط عليه الانتباه من استمرارها وسيطرتها على حياته.


الاحتمال الثاني:
أن يكونَ الحديث مع النفس عرَضًا لِمَرَضٍ نفسي، فربما كان منَ الأفكار التسلطية Obsessive Thoughts، وهي نوعٌ من أنواع الوسواس القهري OCSD.

والفكرة لا نقول عنها: إنها تسلُّطية إلا إذا:

شعر الشخصُ أن الفكرة تفرض نفسها على تفكيره رغمًا عنه، لكنها تنشأ مِن رأسه هو وبدون أيِّ تأثير خارجي؛ أي: فجأة بدون أن تتأثر بموقف ما، أو كلمة سمعها، أو ما شابه ذلك.
أن يعيَ الشخصُ تفاهة الفكرة وعدم صحتها وواقعيتها.
المحاولة المستمرة لمقاومة الفكرة.
إحساس الشخص بسيطرة الفكرة عليه، فكلما قاوَمَها ألحَّتْ عليه.



فهل تنطبق هذه العلامات الأربع على أحاديثك مع نفسك؟
أو قد تكون أفعالاً عقلية قهريَّة Compulsive Acts.

والفرق بين الأفكار التسلطية والأفعال العقلية القهرية: هو أن الأفكار التسلطية تحشر نفسها في عقْل الشخص - كما قلنا سابقًا - بدون إرادته، أما الأفعالُ العقلية القهرية، فإنَّ الشخص يقوم بها بإرادته؛ لكي يخفف من التوتُّر والانزعاج الناتج عن الأفكار التسلطيَّة.

وأخيرًا وليس آخرًا: قد يكون أحد أعراض الذهان، وفيه يتحدث الشخص مع نفسه استجابة لهلاوس سمعية، يسمعها تحادثه، وفي بعض الحالات ترافقها هلاوس بصريَّة، لكنني أستبعد هذه الفكرة في حالتك؛ لأن الشخص في حالة إصابته بالذهان فإنه لا يكون على علْم بمرضه؛ أي: إنه يتحدث مع أشخاص خياليين، يراهم ويسمعهم ويعتقد ويجزم بأنهم حقيقيون، ويقول: إنه سليم تمامًا، ولا يعاني من أية مشكلة؛ أي: إنه يفتقد للبصيرة السليمة، إضافة إلى أن المريض يعتقد أنه مطارَد أو مكروه، أو أن أحدًا يريد أن يؤذيه، ويعاني من اضطرابات في النوم والتغذية، ويهمل ذاته، وفي حالة الذهان فإنَّ المريض لا يتقدم بالشكوى أو طلب العلاج، بل يفعل ذلك أهله أو أقرباؤه، ولذلك استبعدتُ هذا الأمر في حالتك وكتبته فقط زيادة في معلوماتك ومعلومات القراء، فلا تقلقي عزيزتي من هذه النقطة.


وما أُرجحه في حالتك هو أحلام اليقظة المفْرطة Excessive Daydreams:


وذلك لأنك قلت: "أيضًا عندي مشكلة وهي: أنِّي إنسانة غير اجتماعيَّة، لا أحضر أية مناسبات ولا اجتماعات، حتى لو كان ذلك في بُيُوت أخواتي؛ لأنِّي أشعر أنَّ الجميع سوف ينتقدني"، وهنا عزيزتي - حسب ما استشعرتُ من رسالتك - تتشابك الأمور قليلاً.

وسأفككها لكِ؛ فأنت تعانين من ثلاثة أمور:

حديث مع النفس.

حُب للعزلة، وانعدام الرغبة في اللقاءات الاجتماعية.

ثقة ضعيفة بالنفس، وخوف من الانتقاد.



وهذه الأمور الثلاثة عزيزتي كلُّ واحد منها كان سببًا في ظهور الآخر، تمامًا كأنها دائرة، فضعف ثقتك بنفسك وخوفك من الانتقاد جعلك تفضلين العزلة، وتمتنعين عن الذهاب للمناسبات الاجتماعية، وبالتالي صرتِ تتحدثين مع نفسك؛ لافتقادك لشخص تتحدثين معه، وتحكين له ما يدور بداخل عقلك وقلبك، حديثك مع نفسك عمَّق لديك حب العزلة، وخوفك من الانتقاد، وهكذا تؤثر كل واحدة في الأخرى وتزيدها.



لذلك؛ علينا أن نبدأ بمعالجتها واحدة واحدة، وربما إن بدأتِ بعلاج واحدة، ستجدين أن الاثنتين الأُخْرَيين قد بدأتا تُحلان بيُسْر، وسأبدأ معك في الحديث مع النفس بما أنه يقلقك، وكما ذكرتُ لك: هو ليس مرضًا، ولكن إن أثَّر على حياتك الاجتماعية والعملية فيجب أن نحذر، وبما أنه بدأ يؤثر على حياتك الاجتماعية.

فأنصحك بأن تحاولي التوقُّف عنه، وذلك عن طريق:

أسلوب عضِّ اللسان، فكلما جاءتكِ هذه الحالة، أو بمجرد رغبتك في الحديث مع نفسك، والبدْء في النقاش، والاستغراق فيه - عضِّي لسانك، ومع الوقت ستتوقفين تدريجيًّا؛ لأنك قمتِ بما يسمى: فك الارتباط الشرطي، وهو أنك فككتِ الارتباط بين حديثك مع نفسك وشعورك بالنشوة والرضا والاطمئنان، وربطتِه بالألَم الناتج عن عضِّ لسانك، ولأن جسدك لا يحبذ الشعور بالألَم، فإن عقلك سيضبط نفسه على الابتعاد عن كل ما يُسبب الألَم للجسد، ومنها الحديث مع نفسك؛ لأن عضةً تؤلم لسانك ستتبعه.

ابتعدي عن الجلوس وحْدك، وأجبري نفسكِ على الجلوس برفقة شخص ما دائمًا، وحاولي أن تتحدثي معه، وتتكلمي عما يخطر ببالك، بالتأكيد سيكون ذلك صعبًا في البداية؛ لأنكِ لَم تعتادي عليه من قبلُ، لكن حاولي في أوقات وحدتك أن تكتبي في ورقة المواضيعَ التي تصلح أن تكون بداية لنقاش، أو حوار بينك وبين شخص ما، ستجدين أنك قد جمعت الكثير من المواضيع التي سينتج عنها أثناء النقاش أفكارٌ ومواضيعُ أخرى، اكتبيها في هاتفك النقال إن كنت تملكين واحدًا؛ حتى يصبح أسهل عليك الوصول لها في أي وقت، وأيضًا ابحثي في الشبكة أو بين الكتب عن معلومات عن هذه المواضيع، وشاهدي الأفلام الوثائقية التي تتحدَّث عنها على المواقع المتخصِّصة في العلاجات النفسيَّة، فكلُّ ذلك من شأنه أن يشعرك بالثقة أثناء حديثك؛ لأن كلامك تسنده الأدلة والمعلومات التي قرأتِ عنها وشاهدتها من قبلُ.

بعد أن تعتادي على الجلوس برفقة شخص ما، أجبري نفسك على الذهاب للمناسبات الاجتماعية، في البداية لا بأس أن تكتفي بالاستماع للأحاديث الدائرة في الجلسة، ولكن بعد عدة مرات عليكِ أن تشاركي في الأحاديث، وتبدي رأيكِ فيها، ابدئي بالمواضيع التي تثقين أن معلوماتك فيها صحيحة؛ حتى لا ترتبكي، أو تخافي من الخطأ، وشيئًا فشيئًا ستجدين نفسك تتحدثين وتبدين رأيك بسهولة أكثر من قبلُ، وبثقة أكبر حتى تعتادي الأمر، ويصبح طبيعيًّا بالنسبة لك.

ابدئي في كتابة مذكراتك؛ لأن كتابة المذكرات والمواقف التي تحصل لنا تجعلنا نناقش ونحكي ونحكم ونحلِّل، ولكن من خلال الورق، فكأنك تتحدثين إلى الورق بدلاً من حديثك مع نفسك، إضافة إلى أن الورق يتيح لنا العودة إلى تجاربنا وقراءة تفاصيلها التي غابتْ عنَّا ونسيناها، وبالتالي التعلم منها والاستفادة من خبراتنا، وإن خفتِ أن يطلع عليها أحد، فإنني كنت قد سمعت أ. أريج الطباع تقول ذات مرة: "جربي كتابة مذكراتك على شكْل قصص قصيرة، وهكذا لن يعرفَ أحدٌ أنكِ أنت المقصودة في القصة"، فما رأيك بفكرتها؟

أخيرًا: مارسي الرياضة باستمرار، فالرياضةُ تُساعد على إخراج الكثير من الطاقات السلبية المدفونة والمكبوتة بداخلنا، وتحسن النفسية والمزاج بشكْلٍ ملحوظ، وتساعد على الشعور بالثقة بالنفس.



وفقكِ الله عزيزتي، ورزقك الحكمة والخير والسعادة، ولا تنسي أن تتابعينا بأخبارك.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.30 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]