علاقتي بصديقتي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         جرائم الرافضة.. في الحرمين على مر العصور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المستشارة فاطمة عبد الرؤوف: العلاقات الأسرية خير معين للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13156 - عددالزوار : 348114 )           »          الحياة الإيمانية والحياة المادية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          وَتِلْكَ عَادٌ... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 202 )           »          معركة شذونة.. وادي لكة.. وادي برباط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 134 )           »          أخــــــــــلاق إسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 573 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 2531 )           »          من أساليب التربية في القرآن الكريم ، أسلوب الحكيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 159 )           »          موقظة في تعريف عقد البيع في الفقه الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 114 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-01-2021, 02:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,282
الدولة : Egypt
افتراضي علاقتي بصديقتي

علاقتي بصديقتي


أ. أروى الغلاييني


السؤال
أنا فتاةٌ عمري 25 عامًا، ذاتُ دِين وخُلُق وحِكمة، تعرَّفتُ على صديقة خلوقة، أحببتُها، ونحن نعمل في مكان واحد، وكلُّنا غير متزوِّجات، لكنها أقلُّ مني في درجة الدِّين، لكن لا يمنع مِن صُحبتها لي.

المشكلة:
أنها تقول لي دومًا: أُحبُّك، وكنت لا أتكلَّم وأسْتغِرب، ثم تطوَّر الأمر وصِرتُ أقولها لها دومًا، بحُكم أني حنون، ثم أصبحْنا نقول كلام حُبٍّ يوميًّا، بل نَصِف طريقةَ حبِّنا، ثم أصبحتْ تُقبِّل يدي ورقبتي، ثم قبَّلت فمي مرَّةً واحدة!!

وأنا لم أرفضْ، بل هذا يُريحني، لكن أخاف مِن حُكم الله علينا، وأن يؤدِّيَ هذا إلى ما لا يُحمد عُقْباه.

وهي تُريد محادثتي يوميًّا لمدة ساعة، وتقول لي: أنا أدمنْتُك، رغمَ أنني لا يوجد عندي فراغٌ عاطفي - ولله الحمد - وحتى هي!

أرجو أن تُجيبوني بسُرعة، وجزاكم الله خيرًا، وبارَك فيكم.


الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
السائلة الكريمة،
أدعو الله - جلَّ وعلا - أن تنالَك رحمةُ الله - جلَّ وعلا - وتعيدَك للسَّير في الطريق الصحيح؛ طريقِ الهُدى والاستقامة، قبلَ الانزلاق.

الحمد لله أنَّك سألتِ الاستشارة، وطلبتِ الإجابةَ بسرعة، وأنتِ على حقٍّ في طلبها سريعًا؛ لأنَّك في خطر شديد، ويغلب على ظنِّي أنَّك تعلمين ذلك علمَ اليقين.

سطور رسالتك أرشدتْني أنَّكِ مِن داخلك تعلمين أنَّك أخطأتِ، وتشعرين بالذنب والألَم ممَّا يحدُث، أنت قدَّمتِ نفسك بأنَّك على خُلق ودِين وحِكمة، فهل ما تفعلينه مع الأخرى يندرِج تحت الدِّين أو الخُلُق أو الحِكمة؟! أم يندرج تحتَ مسمَّيات أخرى؟!

اعتبري نفسك المستشارةَ عوضًا عني، وأنَّ هذه الرِّسالةَ وصلتِك، فماذا تُسمِّين هذه التصرُّفات؟ وماذا تنصحين صاحبتَها؟

وقلتِ أختي السائلة: "أنا لم أرفضْ، بل هذا يُريحني، لكن أخاف مِن حُكم الله علينا، وأن يؤدِّي هذا إلى ما لا يُحمد عُقْباه".

خوفُك من الله - جلَّ وعلا - علامةٌ صِحيَّة، يقظة ضمير، أبْقِيها وغذِّيها؛ لأنَّك وصلتِ فعلاً إلى ما لا يُحمد عقباه؛ إنَّك كالذي يسير الماء من تحت قدميه بهدوء دون أن يشعرَ أنَّه يغرق!
أنتِ قاربتِ مرحلةَ الغرق - أسأل الله أن ينجِّيَك والأخرى منها.
انظري - حفظك الله - كيف تتطوَّر الأمور:
تقولين: "تقول لي: أُحبُّك، وكنتُ لا أتكلَّم وأسْتغِرب، ثم تطوَّر الأمرُ وصِرتُ أقولها لها دومًا بحُكم أني حنون، ثم أصبحْنا نقول كلام حُبٍّ يوميًّا، بل نَصِف طريقةَ حبِّنا، ثم أصبحتْ تُقبِّل يدي ورقبتي، ثم قبَّلت فمي مرَّة واحدة!!".

1- بدأتِ بالقول بأنَّها تحبك، واستغربتِ أنتِ هذا، لكنَّك لم تمنعيها فتمادتْ.

2- صرتِ أنتِ تقولين لها: إنَّك تحبينها، وحتى لا تتصادمي مع قِيَمك، برَّرْتِ فِعلتك (بحُكم أنني حنون)! بمجرَّد التبرير نعلم أنَّ هناك خطأً، أو شيئًا ما يَحيك بالصدر.

3- صار ديدنُكما تبادُل حديث الحبِّ يوميًّا، ولم تخبريني عن مدَّة هذه الفترة.

4- ثم انتقلتما إلى وصْفِ طريقة الحب والمشاعر، إلى أن أصبحتْ هذه الأفكار سلوكًا ممارسًا!!

وهذا هو الترتيب المنطقي:
الفكرة إن لم تُطرد من العَقل، واستبدلت بأخرى صارتْ تلحُّ عليه، إلى أن تصبحَ سلوكًا (تقبيل اليد: أهونُ شيء بالجسم أن يُقبَّل، ولا يبدو مقززًا)، ثم الرقبة، ثم الفم، ولن أقول: انتهاءً (أدعو الله أن يكون كذلك)؛ لأنَّك إن رضيتِ بما سبق، وتقول لك: "أدمنتُك"، وتؤكِّدين شعورَك بالراحة مِن فِعلها وكلامها، وهي ليستْ راحةً بقدر ما هي مشاعر لذَّة (جِنسيَّة)، لكنَّك تُكابرين، ولا تريدين الاعترافَ بها! لكن عدم الاعتراف بها من قِبَلك لا يعني عدمَ وجودها.

واستوقَفَني قولُك: "إنَّك لا تُعانين من فراغ عاطفي، ولا صديقتك أيضًا"، كيف علمتِ ذلك، وأنتما غيرُ متزوجات؟!

قد تبدو كلماتي قاسيةً عليك، مع أنك إنسانةٌ ليِّنة، وتهتمِّين بالمشاعر، ولَبِقة، إنما بدوتِ لي كالذين قال عنهم - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((عجبت لِمَن يُسحبون إلى الجنة بالسلاسل))، أو كما قال - عليه الصلاة والسلام .
واسمحي لي أن أسحبَكِ بالسلاسل بعيدًا عنها:
مِن سياق رسالتكِ أقول: هذه الإنسانة لا ينبغي مصاحبتُها أبدًا، وأنتِ لم تقومي باختيارها ولله الحَمْد، بل عرفتِها بحُكم بيئة العمل، وهي بدأتْ بالتحرُّش بك، واستدرجتْكِ بهدوء دون أن تشعري، وجعلتكِ مَطِيَّة (أي: وسيلة)؛ لتنفيذِ شهواتها، ومتعها المريضة الشاذَّة.

وهكذا فعل الشيطان، فلو وَسْوَس لكِ في بداية الأمر، وقال: "لا تصلي" لقاومتِه وعصيتِه، وخشعتِ أكثرَ في صلاتك؛ غيظًا له، ولكنَّه يوسوس تدريجيًّا بتأخير الصلاة، أو الاستعجال في أدائها، أو يشغلك أثناءَها، حتى صارتِ الصلاة - وهي أهمُّ ركن يقوم عليه الإسلامُ - حركاتٍ رياضيَّة عندَ الكثير، أكثر من أنها صلة العبدِ بالعظيم الواحد الأحد؛ ربِّ السموات، وربِّ الأرض، وربِّ ما بينهما.

هي لو بدأتْكِ بتقبيل فمِك لرفضتِ واستنكرتِ، وتقززت منها؛ بل ربَّما شكوتِها لمديرة العمل، ولكنها استدرجتْكِ حتى وصلتْ لتقبيل الفم، والعجيب أنك تقولين: "أخشى أن يَحْدُث ما لا يُحمد عقباه"، وكأن تقبيل الفم مما يُحمد عقباه!!

الجواب هو:
ابتعدي عنها حالاً، ابتعدي عنها، ابتعدي عنها.

إيَّاكِ والعقلَ التبريري، الذي برَّرَ لإبليس معصيتَه، فأوداه المهالك، كوني ابنةَ آدم - عليه وعلى نبيِّنا الصلاة والسلام - الذي عصى فلم يبرِّر، بل اعترف، ونَدِم واستغفر، فغَفَر الله له.

الدخول في دوامة عِشْق الجِنس لا يُنجيك منه سوى الابتعادِ فورًا مهما آلَمَك، فالبَتْر وقَطْع العضو الفاسد اختيارٌ مؤلِم للغاية، ولكنَّه يبقى خيارًا أفضل من الموت.
إياك أن تقولي: العمل، والمرتَّب، والوظيفة؟ فالله هو الرزاق، ومسبِّب الأسباب - سبحانه وتعالى .

إيَّاك أن تقولي: ما تفسيرُ الآخرين لانقطاعي عنها، أو عن العمل؟ إيَّاك أن تقولي عن الأخرى: إنَّها مسكينة، وماذا سيحصل بها إن تركتها؟

(فأنتِ لستِ الأولى في حياتها، ولستِ الأخيرة)، هي ستتباكى وتتظاهر بالألَم والمرض، والعجز لفراقك، وعليك بالصبر، والاستعانة بالصلاة والدعاء؛ لتتماسكي.

وبعدَ مُضيِّ فترة تأكَّدي أنَّ الأخرى ستنساكِ؛ لتبحثَ عن ضحية أخرى تُشْبِع معها نفسَها المريضة الشاذَّة.

اشغلي نفسَك في هذه الفترة ببرِّ والديك، وصِلة الأرْحام، بحِفظ القرآن، والعمل التطوعي، اشغلي نفسك وذِهْنَك بالطيِّب الخيِّر، الذي لا فسادَ فيه، ولا عفن.

وإيَّاكِ، ثم إياكِ أن تُحدِّثي نفسك (ولو حديثًا) أنَّك تبقين معها لهدايتها للصواب، اجعلي الآخَرِين يفعلون ذلك، وأنت أنقذي نفسَك منها، واتَّقي يومًا تُرجعين فيه إلى الله، حيث الأُمُّ تَذْهل عن أولادها وصغارها، لا تستطيع حمايتَهم من عذاب الله، ويوم يفرُّ المرءُ مِن أخيه، وأُمِّه وأبيه، ويودُّ لو يفتدي بِمَن في الأرض جميعًا؛ لينجوَ هو، ولكِن دون فائدة.

كم أشعر بالألَم لأجْلك؛ لأنك ضحية!


وأدعو الله أن يُخلِّصك منها؛ لأنَّ في داخلك خيرًا كثيرًا.

ختامًا أؤكِّد:

توقَّفي عن ممارسة العقل التبريري لاستمرارِ علاقتك بها، وابتعدي عنها، مَهْمَا كانت المغريات والآلام.

حَفِظك الله من كُلِّ سوء، وأعان الأخرى على تلمُّس طريق الحقِّ والاستقامة.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.25 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]