حالة من الإحباط بسبب فشل الخطوبة

[ابوالوليد المسلم]

حالة من الإحباط بسبب فشل الخطوبة
أ. رفيقة فيصل دخان




السؤال


♦ ملخص السؤال:

فتاة خاضتْ أكثر من تجربة ارتباط وخطوبة، مما ترَك أثَرًا مؤلمًا على نفسها، وفقدت القدرة على إقامة علاقات اجتماعية، وتشعر بفراغٍ داخليٍّ كبيرٍ.



♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة جامعيةٌ، عمري 24 عامًا، خضتُ أكثر مِن تجربة ارتباط وخطوبة، وفي كل مرة لا يتم الارتباط، مما يَتْرُك أثرًا مؤلمًا على نفسي!




فقدتُ القدرةَ على إقامة علاقات اجتماعية، فليس لديَّ صديقات، ولا أخرج مِن المنزل، وأكره الاختلاط والحديث مع أحد، وأريد الجلوس وحدي، حتى عائلتي علاقتي بهم مُضطربة؛ فبيننا مشكلاتٌ كثيرة، ولا يتعامَلون معي معامَلة جيدة، ويُوَجِّهون لي كلامًا جارحًا.




أشعُر بفراغٍ داخليٍّ كبيرٍ وضياع، وأرى أن هناك شيئًا ما ينقصني، وأتوهَّم أن لديَّ مرضًا!




أخاف أن أصابَ بالاكتئاب أو السرطان أو أمراض الرئة، وكلما سمعتُ عن مرض وأعراضه أشعر أنها منطبقة علي!




لا أشعُر بالرغبة في العيش، وأخاف ألاَّ أتزوج، وأحس أحياناً بأني غير موجودة، ولا أدري أين أنا، وكأنني في دوَّامة كبيرةٍ.




مشكلتي كذلك أني كثيرة السرحان، وأشعر أنه لا يحبني أحد، ولا يوجد من يستطيع التعامل معي، فلا أحب أحدًا، وأبكي بلا أسباب، وإن وُجِد ما يدعو للبكاء أتوقَّف عن البكاء.




أشعُر بحزنٍ عميقٍ، وأشعُر أنَّ الجميع ضِدي ويكرهونني، وأحب لفت الانتباه لنفسي؛ سواء بحزنٍ أو فرح!




تعبتُ جدًّا من هذه الحالة، والمشكلة أنها في ازدياد، خاصَّة بعد كل حالة انفصال من الخطوبة.




أرجو أن تساعدوني على علاج نفسي



وجزاكم الله خيرًا


الجواب


أختي الفاضلة، أُرَحِّب بك في استشارات الألوكة.




أختي الكريمة، استشارتُك تَحْمِل جوانب عدَّة:

• مررتِ بأكثر من تجربة خطوبة وانفصال.




• لا توجد لديك صديقات.




• لا تَخْرُجين من المنزل، وتكرهين الاختلاط بالناس والحديث وترغبين في الجلوس وحدك.




• علاقتُك مع العائلة مُضْطَربة، ويوجهون لك كلامًا جارحًا.




• تتوهمين المرض.




• ليس لديك رغبة في الحياة.




• تخافين ألا تتزوجي.




• كثيرة السرحان والانفصال عن المحيط.




• لديك حزن عميق وشعور أن الجميع ضدك ويكرهونك.




• جامعيَّة، عمرك 24 سنة.






أولاً: أنت فعلاً تُعانين من قلقٍ اجتماعيٍّ، بالإضافة لفَقْد الثقة بالنفس، واكتئاب، ومجرد إقرارك بوجود شيءٍ ما، وسعْيُك للحلِّ سيُفيدك، ولن يُفيدك أحدٌ إن لم تُفيدي نفسك وتسعي للحلِّ والتطبيق.




ثانيًا: عليك مُرافَقة أحد والديك للعلاج لدى مختصَّة نفسيَّة، وستصرف لك بعض أدوية القلق والخوف والتفكير، والعلاج ليس له أي أضْرار، ولن تندمي عليه، لكنه مهم، وسيُمَهِّد لك المرحلة التالية من العلاج.




ثالثًا: لا بُد أن تسبقي الخطة العلاجية التي سترسمها المختصة بخطوةٍ واحدة علاجية هي: قوة الثقة بالله عز وجل، واثقة به عز وجل ومُعتَمِدة عليه بتغيير الحال؛ قال أحدُ الصالحين لابنه: ألا أدلك على القوة التي لا تُغْلَب؟ توكَّل على الله!

فتوكَّلي على الله، ووكلي أمرك له.




رابعًا: كما أنصحك بالمشْي يوميًّا رافعة الرأس ومحافظة على تنفُّس سليم، مع ترديد: (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)، و(حسبي الله ونعم الوكيل)، ردِّديها بثقةٍ عاليةٍ جدًّا بالله عز وجل، فسيَمْنحك القوة لمُواجهة المجتمع والجميع بكل أريحية.




خامسًا: اتجهي بنظامك الغذائي للوجبات الصحية، والإكثار من شُرب الماء، مع الابتعاد عن الكافيين والوجبات السريعة.




سادسًا: غَيِّري جميع حساباتك السابقة على النت لبدايةٍ جديدةٍ - بإذن الله.




وفَّقك الله لما يُحب ويرضى