إنــذار.. قبل ألا ينفع الإنذار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 18329 )           »          تفضيل بعض القرآن على بعض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ضوابط في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4433 - عددالزوار : 869253 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3964 - عددالزوار : 401744 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 269 - عددالزوار : 13561 )           »          معيار التغيير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 95 )           »          الفراغ أول طريق الضياع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 86 )           »          الهـــوى وأثره في الخلاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 108 )           »          القاضي الفاضل وفضله على أهل مصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 103 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-04-2010, 07:46 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,884
الدولة : Egypt
افتراضي إنــذار.. قبل ألا ينفع الإنذار



عشت مرحلتي الدراسية الأولى مع والديّ في بيئة صالحة أسمع دعاءهما وأنا عائد من سهري آخر الليل.
أسمع صوت أبي في صلاته الطويلة.. طالما كنت أقف متعجبًا من طولها.. خاصة عندما يحلو النوم أيام الشتاء البارد..
أتعجب في نفسي وأقول.. ما أصبره.. كل يوم هكذا.. شيء عجيب.
لم أكن أعرف أن هذه هي راحة المؤمن وأن هذه هي صلاة الأخيار.. يهبون من فرشهم لمناجاة الله..
بعد المرحلة التي قطعتها في دراستي العسكرية.. ها قد كبرت وكبر معي بعدي عن الله.. على الرغم من النوائح التي أسمعها وتطرق مسامعي بين الحين والآخر..
عينت بعد تخرجي في مدينة غير مدينتي وتبعد عنها مسافة بعيدة.. ولكن معرفتي الأولى بزملائي في العمل خففت ألم الغربة على نفسي.
انقطع عن مسامعي صوت القرآن.. انقطع صوت أمي التي توقظني للصلاة وتحثني عليها.. أصبحت أعيش وحيدًا.. بعيدًا عن الجو الأسري الذي عشته من قبل..
تم توجيهي للعمل في مراقبة الطرق السريعة.. وأطراف المدينة للمحافظة على الأمن ومراقبة الطرق ومساعدة المحتاجين.. كان عملي متجددًا وعشت مرتاحًا.. أؤدي عملي بجد وإخلاص.. ولكني عشت مرحلة متلاطمة الأمواج..
تتقاذفني الحيرة في كل اتجاه.. لكثرة فراغي.. وقلة معارفي.
وبدأت أشعر بالملل.. لم أجد من يعينني على ديني.. بل العكس هو الصحيح.
من المشاهد المتكررة في حياتي العملية الحوادث والمصابون..
ولكن كان يومًا مميزًا..
في أثناء عملنا توقفت أنا وزميلي على جانب الطريق.. نتجاذب أطراف الحديث.
فجأة سمعنا صوت ارتطام قوي..
أدرنا أبصارنا.. فإذا بها سيارة مرتطمة بسيارة أخرى كانت قادمة من الاتجاه المقابل.. هببنا مسرعين لمكان الحادث لإنقاذ المصابين..
حادث لا يكاد يوصف.. شخصان في السيارة في حالة خطيرة.. أخرجناهما من السيارة.. ووضعناهما ممدين.
أسرعنا لإخراج صاحب السيارة الثانية.. الذي وجدناه فارق الحياة.. عدنا للآخرين فإذا هما في حال الاحتضار..
هب زميلي يلقنهما الشهادة..
قولوا لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله..
لكن ألسنتهما ارتفعت بالغناء.. أرهبني الموقف.. وكان زميلي على عكسي يعرف أحوال الموت.. أخذ يعيد عليهما الشهادة.. وقفت منصتًا.. لم أحرك ساكنًا شاخص العينين أنظر.. لم أر في حياتي موقفًا كهذا.. بل قل لم أر الموت من قبل وبهذه الصورة.. أخذ زميلي يردد عليهما كلمة الشهادة.. وهما مستمران في الغناء..
لا فائدة..
بدأ صوت الغناء يخفت.. شيئًا فشيئًا.. سكت الأول وتبعه الآخر.. لا حراك.
فارقا الدنيا..
حملناهما إلى السيارة.. وزميلي مطرق لا ينبس ببنت شفة.. سرنا مسافة قطعها الصمت المطبق..
قطع هذا الصمت صوت زميلي فذكر لي حال الموت وسوء الخاتمة.. وأن الإنسان يختم له إما بخير أو شر.. وهذا الختام دلالة لما كان يعمله الإنسان في الدنيا غالبًا.. وذكر لي القصص الكثيرة التي رويت في الكتب الإسلامية.. وكيف يختم للمرء على ما كان عليه بحسب ظاهره وباطنه.
قطعنا الطريق إلى المستشفى في الحديث عن الموت والأموات.. وتكتمل الصورة عندما أتذكر أننا نحمل أمواتًا بجوارنا..
خفت من الموت واتعظت من الحادثة.. وصليت ذلك اليوم صلاة خاشعة..
لكن نسيت هذا الموقف بالتدريج..
بدأت أعود إلى ما كنت عليه.. وكأني لم أشاهد الرجلين وما كان منهما.. ولكن للحقيقة أصبحت لا أحب الأغاني.. ولا أتلهف عليها كسابق عهدي.. ولعل ذلك مرتبط بسماعي لغناء الرجلين حال احتضارهما..
من عجائب الأيام
بعد مدة تزيد على ستة أشهر.. حصل حادث عجيب.. شخص يسير بسيارته سيرًا عاديًا.. وتعطلت سيارته.. في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة..
ترجل من سيارته.. لإصلاح العطل في إحدى العجلات.. وقف خلف سيارته.. لكي ينزل العجلة السليمة..
جاءت سيارة مسرعة.. وارتطمت به من الخلف.. سقط مصابًا إصابات بالغة..
حضرت أنا وزميل آخر غير الأول.. وحملناه معنا في السيارة وقمنا بالاتصال بالمستشفى لاستقباله..
شاب في مقتبل العمر.. متدين يبدو ذلك من مظهره..
عندما حملناه سمعناه يهمهم.. ولعجلتنا في سرعة حمله لم نميز ما يقول.
ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا..
سمعنا صوتًا مميزًا..
إنه يقرأ القرآن.. وبصوت ندى.. سبحان الله لا تقول هذا مصاب..
الدم قد غطى ثيابه.. وتكسرت عظامه.. بل هو على ما يبدو على مشارف الموت..
استمر يقرأ بصور جميل.. يرتل القرآن..
لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة.. كنت أحدث نفسي وأقول سألقنه الشهادة مثلما فعل زميلي الأول.. خاصة وأن لي سابق خبرة كما ادعى..
أنصت أنا وزميلي لسماع ذلك الصوت الرخيم..
أحسست أن رعشة سرت في جسدي.. وبين أضلعي..
فجأة.. سكت ذلك الصوت.. التفت إلى الخلف.. فإذا به رافع أصبع السبابة يتشهد..
ثم انحنى رأسه..
قفزت على الخلف..
لمست يده..
قلبه..
أنفاسه..
لا شيء..
فارق الحياة..
نظرت إليه طويلاً.. سقطت دمعة من عيني.. أخفيتها عن زميلي.. التفت إليه وأخبرته أن الرجل قد مات.. انطلق زميلي في البكاء.. أما أنا فقد شهقت شهقة وأصبحت دموعي لا تقف.. أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثرًا.
وصلنا المستشفى..
أخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل.. الكثير تأثروا من حادثة موته وذرفت دموعهم.. أحدهم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه..
أصر الجميع على عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يصلى عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه.
اتصل أحد الموظفين في المستشفى بمنزل المتوفى.. كان المتحدث أخاه.. قال عنه: إنه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة في القرية.. كان يتفقد الأرامل والأيتام.. والمساكين..
كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب والأشرطة الدينية.. وكان يذهب وسيارته مملوءة بالأرز والسكر لتوزيعها على المحتاجين.. وحتى حلوى الأطفال لا ينساها ليفرحهم بها.. وكان يرد على من يثنيه عن السفر ويذكر له طول الطريق: إنني أستفيد من طول الطريق بحفظ القرآن ومراجعته.. وسماع الأشرطة والمحاضرات الدينية.. وإنني أحتسب إلى الله كل خطوة أخطوها..
من الغد.. غص المسجد بالمصلين.. صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة.. وبعد أن انتهينا من الصلاة حملناه إلى المقبرة.. أدخلناه في تلك الحفرة الضيقة.
وجهوا وجهه للقبلة..
بسم الله وعلى ملة رسول الله..
بدأنا نهيل عليه التراب.
اسألوا لأخيكم التثبيت فإنه يسأل..
استقبل أول أيام الآخرة.. استقبلت أول أيام الدنيا.. تبت مما عملت عسى الله أن يعفو عما سلف وأن يثبتني على طاعته وأن يختم لي بخير.. وأن يجعل قبري وقبر كل مسلم روضة من رياض الجنة.
** نقلا عن كتاب: الزمن القادم، عبد الملك القاسم
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-04-2010, 02:05 AM
الصورة الرمزية زهرة الياسمينا
زهرة الياسمينا زهرة الياسمينا غير متصل
مشرفة ملتقى القصة والعبرة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: alex
الجنس :
المشاركات: 4,147
الدولة : Egypt
افتراضي رد: إنــذار.. قبل ألا ينفع الإنذار

بسم الله الرحمن الرحيم

ام عبدالله

قصه جميله وعبره
بارك الله فيكِ اختى الغالية

__________________








رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-05-2010, 12:50 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,884
الدولة : Egypt
افتراضي رد: إنــذار.. قبل ألا ينفع الإنذار

الجميل مرورك غاليتي
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-05-2010, 07:44 PM
الصورة الرمزية أبومحمودالسوري
أبومحمودالسوري أبومحمودالسوري غير متصل
مشرف ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
مكان الإقامة: اينما تحط قدمي
الجنس :
المشاركات: 4,136
الدولة : Syria
افتراضي رد: إنــذار.. قبل ألا ينفع الإنذار

جزاك الله خيراً
قصة معبرة جداً
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-05-2010, 05:53 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,884
الدولة : Egypt
افتراضي رد: إنــذار.. قبل ألا ينفع الإنذار

جزانا الله وإياكم
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-05-2010, 11:04 AM
الصورة الرمزية البر الامن
البر الامن البر الامن غير متصل
مشرفة ملتقى الأمومة والطفل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
مكان الإقامة: libya
الجنس :
المشاركات: 1,741
الدولة : Libya
افتراضي رد: إنــذار.. قبل ألا ينفع الإنذار

سلمت يُمناك
قصة والله مؤثرة
اللهم ثبتنا على
لا إله الإالله
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-05-2010, 11:17 AM
الصورة الرمزية البر الامن
البر الامن البر الامن غير متصل
مشرفة ملتقى الأمومة والطفل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
مكان الإقامة: libya
الجنس :
المشاركات: 1,741
الدولة : Libya
افتراضي رد: إنــذار.. قبل ألا ينفع الإنذار

سلمت يُمناك
قصة مؤثرة تدمع لها العيون
نسأل الله الثبات وحسن الخاتمة
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-05-2010, 02:31 PM
الصورة الرمزية نهر الكوثر
نهر الكوثر نهر الكوثر غير متصل
مشرفةواحة الزهرات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
مكان الإقامة: عابرة سبيل بلا عنوان
الجنس :
المشاركات: 7,793
افتراضي رد: إنــذار.. قبل ألا ينفع الإنذار

سلمت يمناكِ اختي الغاليه ام عبدالله
اسعدك الله واثابك جنة الفردوس
__________________
اللهم احفظ جميع المسلمين وامن ديارهم
ورد عنهم شر الاشرار وكيد الفجار
وملأ قلوبهم محبة لك وتعظيماً لكتابك
وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-05-2010, 11:20 AM
الشفاء-289 الشفاء-289 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 9
الدولة : Ajman
افتراضي رد: إنــذار.. قبل ألا ينفع الإنذار

سلمت يداك اختي
القصة بجد مؤلمة جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10-05-2010, 03:38 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,884
الدولة : Egypt
افتراضي رد: إنــذار.. قبل ألا ينفع الإنذار

اشكر مروركم
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 96.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 90.99 كيلو بايت... تم توفير 5.84 كيلو بايت...بمعدل (6.03%)]