حقوق الزوج على زوجته - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خطورة الإشاعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من الخذلان الجهل بالأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الليبراليون الجدد.. عمالة تحت الطلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 100 )           »          فتنة التفرق والاختلاف المذموم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          رغبة المؤمنين ورهبتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          رسالة إلى الأبناء – مدرستك هي مجتمعك الصغير.. فمن أنت في المجتمع؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-11-2019, 04:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,601
الدولة : Egypt
افتراضي حقوق الزوج على زوجته

سلسلة أركان الأسرة (8)




حقوق الزوج على زوجته (1)


طاعته في المعروف


د. محمد ويلالي



الخطبة الأولى


انتهينا في الجمعة الماضية من الحديث عن حقوق الزوجة على زوجها، لا على سبيل الحصر لها، ولكن على سبيل التذكير بأهمها، فذكرنا حق الإنفاق عليها بالمعروف، وحق الإحسان إليها، وحق حفظ دينها، وحق الغيرة عليها، وحق التحبب إليها، وحق الصبر عليها.



ولقد تبين أن أساس الخلاف بين بعض الأزواج وزوجاتهم راجع إلى مجرد سوء فهم وتقدير لهذه الحقوق، التي تتحكم فيها عوامل اجتماعية، ومادية، ونفسية، غالبا ما نغفل عنها، مما يولد العناد والإصرار على الرأي، وردود الفعل العصبية، وحب السيطرة، والتسرع في اتخاذ القرارات، المفضية إلى الغضب، والخصام، والشجار، والصياح، والسباب، والعنف، ثم الافتراق والطلاق، لتكون النتيجة الصادمة هي أن ما يقارب ثلث حالات الزواج تنتهي إلى هذا المصير المؤلم.



وإذا وصى الشرع الحكيم الزوج بأن يحسن قيادة أسرته، ويقوم عليها بشرع الله، فإن الزوجة لا شك لها نصيب وفير في ضبط التوازن داخل هذه الأسرة، وحفظها من عواصف الخلافات، وقواصم التشنجات، حتى قالوا: "لا يؤسس البيت على الأرض، بل على المرأة".



ولذلك كانت مطالبةً بدورها بمجموعة من الحقوق تجاه زوجها، عليها إن كانت تريد الله والدار الآخرة أن تمتثلها، وتعتني بها، وتصبر لها، حفاظا على دينها، ونفسها، وزوجها، وأبنائها، لقوله تعالى: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 228]. قال ابن عباس رضي الله عنه: "لهن من حسن الصحبة والعشرة بالمعروف على أزواجهن مثل الذي عليهن من الطاعة فيما أوجبه عليهن لأزواجهن".



وقال ابن زيد: "تتقون الله فيهن كما عليهن أن يتقين الله عز وجل فيكم".



وقَال ابْنُ قُدَامَةَ: قَال بَعْضُ أَهْل العلم: "التَّمَاثُل هَاهُنَا (أي: في الآية) فِي تَأْدِيَةِ كُل وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَا عَلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ لِصَاحِبِهِ، وَلاَ يَمْطُلُهُ بِهِ، وَلاَ يُظْهِرُ الْكَرَاهَةَ، بَل بِبِشْرٍ وَطَلاَقَةٍ، وَلاَ يُتْبِعُهُ أَذًى وَلاَ مِنَّةً، لِقَوْل اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ وَهَذَا مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَيُسْتَحَبُّ لِكُل وَاحِدٍ مِنْهُمَا تَحْسِينُ الْخُلُقِ مَعَ صَاحِبِهِ، وَالرِّفْقُ بِهِ، وَاحْتِمَال أَذَاهُ".



وسنقتصر اليوم إن شاء الله تعالى على الحق الأول من حقوق الزوج على زوجته، وهو حق طاعته في المعروف.



قال تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ [النساء: 34]. نقل ابن كثير رحمه الله عن ابن عباس قال: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ﴾، يعني: أمراء عليهن، أي تطيعه فيما أمرها به من طاعته، وطاعتُه: أن تكون محسنة إلى أهله، حافظة لماله".



وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خير النساء التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره" ثم تلا هذه الآية: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ"صحيح الجامع.



ولم يجعل الإسلام على المرأة حقا بعد حق الله تعالى أعظم من حق زوجها عليها. قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج ". بل إن حق الله تعالى عليها متوقف على أدائها حقَّ زوجها. قال - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها" صحيح سنن ابن ماجة.



فالجنة موكولة إلى طاعة زوجها، متوقفة على القيام بخدمته، و حسن معاشرته، وجميل الصبر عليه، والعمل على إسعاده، وإشاعة السرور في بيته.



فعن الحصين بن محصن أن عمة له أَتَتِ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَاجَةٍ، فقضى حاجتها، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أذات زوج أنت؟ قالت: نعم. قال: "كيف أنت له؟". قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك" الصحيحة. أي: ارقبي تصرفاتك معه، واحفظي الود في علاقتك به، واجتهدي ما استطعت في تلبية أوامره، فإن ذلك جواز مرورك إلى الجنة. فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا ينظر الله تبارك وتعالى إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه" صحيح الترغيب.



وجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - طاعة الزوج من حلاوة الإيمان، التي لن تتذوقها إلا بأن تتعبد الله تعالى بهذه الطاعة. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تجد امرأة حلاوة الإيمان حتى تؤدي حق زوجها".



ولذلك جعل - صلى الله عليه وسلم - هذه الطاعة مكنوفة بعبادة الصيم والصلاة. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت" صحيح الجامع.



ويعظم الأمر، حتى تخصص المرأة بالسجود لزوجها لو كان السجود لغير الله مباحا. لما قدم معاذ من الشام، سجد للنبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال له: "ما هذا يا معاذ؟". قال: أتيت الشام، فوافقتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم، فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فلا تفعلوا، فإني لو كنت آمرا أحد أن يسجد لغير الله، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" صحيح سنن ابن ماجة.



وأثر عن عائشة رضي الله عنها وصيتها للنساء بقولها: "يا معشر النساء، لو تعلمن بحق أزواجكن عليكن، لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن قدمي زوجها بخد وجهها".



وضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - المثل الحسي لتقتنع المرأة بضرورة الاهتمام بهذا الخلق العظيم تجاه زوجها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "حق الزوج على زوجته، أن لو كانت به قرحة فلحستها ما أدت حقه" صحيح الجامع.



فكان عصيان الزوج معصية لله تعالى، حتى أغلظ السلف في بيان خطورته. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبراً: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم لكارهون" صحيح سنن الترمذي.



وقال عمرو بن الحارث بن المصطلق: "كان يقال: أشد الناس عذابا اثنان: امرأة تعصي زوجها، وإمام قوم وهم له كارهون".



الخطبة الثانية


ولقد رأينا بعض الأمهات يوصين بناتهن بأن لا يخضعن لأزواجهن، ويحرضنهن على مواجهتهم، وعدم إظهار الضعف أمامهم، وكأنهن مقبلات على معركة. تقول أم حميد: "كان نساء أهل المدينة إذا أردن أن يبنين بامرأة على زوجها، بدأن بعائشة، فأدخلنها عليها، فتضع يدها على رأسها تدعو لها، وتأمرها بتقوى الله وحق الزوج".



وأوصت أمامة بنت الحارث التغلبية ابنتها وهي تزفها إلى زوجها الحارث بن عمرو، فكان مما قالته: "بنية، إنك قد فارقت الحمى الذي منه خرجت، والعش الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، أصبح بملكه لكِ مليكاً، فكوني له أمة، يكن لك عبداً وشيكاً.. وأشد ما تكونين له إعظاماً، أشد ما يكون لك إكراماً، وأشد ما تكونين له موافِقة أطول ما يكون لك موافَقة، واعلمي يا بنية أنك لا تقدرين على ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاك، وتقدمي هواه على هواك فيما أحببت أو كرهت".



وقالت امرأة سعيد بن المسيب: "ما كنا نكلم أزواجنا إلا كما تكلمون أمراءكم: أصلحك الله، عافاك الله".



إن غياب هذا الوعي الشرعي بضرورة اهتمام الزوجة باستقرار بيتها، وصفاء علاقاته، وسلامة سيره، هو ما جعل قضايا الطلاق ترتفع بشكل مهول في السنة الماضية (2012)، معظمها بسبب الخلافات الزوجية، حيث بلغ عدد قضايا الطلاق بسبب الشقاق قرابة 25000 قضية، وكثير منها كان سينطفئ ويذوب في مهده لو استطاعت الزوجة أن تستوعب عظم حق زوجها عليها، فتمتص غضبه، وتسلس القياد له، وتتحمل بعض تجاوزاته، رضا لله تعالى، واحتسابا للأجر عنده.





إذا أردتِ صفاء العيش يا أملي

فجنبي الصدر آثار الحزازات



نحّي الخلافاتِ عند دنيا محبتنا

فالحب يذبل في أرض الخلافات



وكيف لا أصطفي من يستريح لها

قلبي ويسلم من تنغيص آهاتي



بعض الأحبة عبء في محبتهم

وبعضهم خير عون في الملمات
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-11-2019, 04:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,601
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حقوق الزوج على زوجته

سلسلة أركان الأسرة (9)

حقوق الزوج على زوجته (2)

من مظاهر طاعته (1)


د. محمد ويلالي

الخطبة الأولى

تحدثنا في الجمعة عن أول حق من حقوق الزوج على زوجته، وهو حق طاعته في المعروف، وتبين لنا أن طاعته عبادة لله تعالى، لأنها ائتمار بأمر الشرع الحنيف، حيث قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها" ص. ابن ماجة. وإنما تستوجب الزوجة حقوقها كاملة، إذا هي قامت بهذا الفرض خير قيام، وهو الاعتراف بأن للزوج عليها درجة، ﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ [البقرة: 228]، بسبب إنفاقه عليها، وحمايته لها، والتكلف بقضاء حاجاتها، والدفاع عن مصالحها. قال تعالى: ﴿ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34].

ونود اليوم - إن شاء الله تعالى - أن نقف على بعض مظاهر هذه الطاعة، ونجمل القسم الأول منها في ثلاثة مظاهر:
1- حفظه في الشهادة والغيب:
لقوله تعالى: ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾ [النساء: 34]. قال الفخر الرازي: "واعلم أن المرأة لا تكون صالحة إلا إذا كانت مطيعة لزوجها". ثم علق - رحمه الله - على الآية فقال: "قانتات، أي: مطيعات لله، حافظات لِلْغَيْبِ، أي: قائمات بحقوق الزوج. وقدم قضاء حق الله، ثم أتبع ذلك بقضاء حق الزوج. ثم قال: حال المرأة إما أن يعتبر عند حضور الزوج، أو عند غيبته، أما حالها عند حضور الزوج فقد وصفها الله بأنها قانتة، وأصل القنوت دوام الطاعة، فالمعنى أنهن قيمات بحقوق أزواجهن. وقال الواحدي - رحمه الله -: "لفظ القنوت يفيد الطاعة، وهو عام في طاعة الله وطاعة الأزواج. وأما حال المرأة عند غيبة الزوج، فقد وصفها الله - تعالى - بقوله﴿ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ ﴾، والغيب خلاف الشهادة". وذكر من وجوه ذلك:
أن تحفظ نفسها عن الخيانة - وأن تحفظ ماله عن الضياع - وأن تحفظ منزله عما لا ينبغي. ثم استدل بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خير النساء: امرأة إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك" صححه أحمد شاكر.

فالمرأة الصالحة، امرأة أمينة، فهي مستودع أسرار زوجها، وهي مستودع ماله أيضا، فلا تمتد يدها إلى شيء منه إلا بإذنه، ولا تقرأ رسائله الخاصة إلا بإذنه، ولا تفتش عن وثائقه الخاصة إلا بإذنه، إذا أرادت أن تكون - فعلا - قانتة، حافظة للغيب.
كانَت إِذا هَجَرَ الحَليلُ فِراشَها
خُزِنَ الحَديثُ وَعَفَّتِ الأَسرارُ


يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،.. وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ" متفق عليه.

ويعظم أمر الحفظ، حين يتعلق بالأسرار الداخلية، التي يجب أن تبقى في طي الكتمان. فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هَلْ مِنْكُمُ الرَّجُلُ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ، فَأَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَهُ، وَأَلْقَى عَلَيْهِ سِتْرَهُ، وَاسْتَتَرَ بِسِتْرِ اللَّهِ ؟". قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "ثُمَّ يَجْلِسُ بَعْدَ ذَلِكَ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا، فَعَلْتُ كَذَا ؟". فَسَكَتُوا. فَأَقْبَلَ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ: "هَلْ مِنْكُنَّ مَنْ تُحَدِّثُ ؟". فَسَكَتْنَ. فَجَثَتْ فَتَاةٌ عَلَى إِحْدَى رُكْبَتَيْهَا وَتَطَاوَلَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِيَرَاهَا وَيَسْمَعَ كَلاَمَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ لَيَتَحَدَّثُونَ، وَإِنَّهُنَّ لَيَتَحَدَّثْنَهْ. فَقَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ مَا مَثَلُ ذَلِكَ ؟ إِنَّمَا ذَلِكَ مَثَلُ شَيْطَانَةٍ لَقِيَتْ شَيْطَانًا فِي السِّكَّةِ، فَقَضَى مِنْهَا حَاجَتَهُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ" قوي بشواهده.

وهذا نهي عن مجرد الكلام، فكيف بالذين يستبيحون لزوجاتهم وبناتهم أن يخرجن كاسيات عاريات، ليس عليهن من الثياب إلا ما كشف وشف، فيطلع الناس على عوراتهن، وما أمرن بستره ؟.

ومن عجب، أن يبث التلفزيون الإسرائيلي تقريرًا مصورًا يثبت أن كثيرا من المومسات هناك سيدات مثقفات، حاصلات على شهادات جامعية، منهن من تعتبر الرذيلة "عملا نبيلا"، يمارسنها حفاظا - في زعمهن - على أسرهن التي تراكمت عليها الديون الكمالية، لهثا وراء العيش الرغيد، والارتشاف من ملذات الحياة، وعدم رضا بحياة العفاف والكفاف، علما بأن أزواجهن يعاملونهن باحترام، لأنهن يضحين من أجل العائلة.

2- ومن حقه عليها - وهذا ما تغفل عنه بعض النساء، فيجعلنه ورقة ضغط عند الخصومة، وهو مما لا ينبغي - أن تطيعه في قضاء متعته إذا هو طلبها، ما لم يمنعها مانع شرعي، فإن أبت فقد وضعت نفسها موضعا خطيرا، يجليه قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح" وفي رواية: "حتى ترجع"، وفي أخرى: "حتى يرضى عنها" متفق عليه.

ذلك أن من أعظم مقاصد الزواج الإحصانَ والإعفافَ للطرفين معا، فلا يجوز لأحدهما أن يمتنع عن تحقيق هذا المقصد الشرعي، لما قد يترتب على ذلك من توترات، وعصبيات، وتعميق للمشاكل. ولذلك نبه النبي - صلى الله عليه وسلم - المرأة إلى المسارعة إلى تلبية حاجة الزوج من غير إبداء الاعتذارات والتلكؤات. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قَتَب ( الرحل فوق السنام) لم تمنعه من نفسها" صحيح سنن ابن ماجة.

ويترتب على ذلك أن حق الزوج في الاستمتاع المشروع، مقدم على عبادة المرأة التطوعية، فلو كانت صائمة صيام نفل، ثم رغب فيها زوجها، قطعت صيامها، ولبت حاجته. ولذلك لم يجز لها أن تصوم للتطوع إلا بإذنه، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، غير رمضان" البخاري.

قال ابن حجر - رحمه الله -: "وفي الحديث أن حق الزوج آكد على المرأة من التطوع بالخير، لأن حقه واجب، والقيام بالواجب مقدم على القيام بالتطوع".

الخطبة الثانية

3- خدمته بالمعروف:
وهذا من الواجب عليها تجاه زوجها. قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: "يجب على الزوجة خدمة زوجها بالمعروف من مثلها لمثله، وأن تقوم بشؤون البيت من تنظيف، وطبخ، حسب ما يقضي به العرف وعادات الناس لمثلهما".

وقال أبو ثور: "عليها أن تخدم زوجها في كل شيء".

فقد أتت فاطمة - رضي الله عنها - النبي - صلى الله عليه وسلم - تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرحى، وسألته أن يأتيها بخادم، فقال لها: "ألا أخبرك ما هو خير لك منه ؟ تسبحين الله عند منامك ثلاثًا وثلاثين، وتحمدين ثلاثًا وثلاثين، وتكبرين أربعًا وثلاثين" البخاري. فلم يحضر لها خادما، فدل على أن خدمة البيت واجبة على الزوجة. ولذلك قال ابن حبيب: "حكم النبي - صلى الله عليه وسلم - بين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وبين فاطمة - رضي الله عنها - حين اشتكيا إليه الخدمة، فحكم على فاطمة بالخدمة الباطنة، خدمة البيت، وحكم على عليٍّ بالخدمة الظاهرة".

وهذه أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - تقول: "كنت أخدم الزبير خدمة البيت كله، وكان له فرس، وكنت أسوسه، وكنت أحتش له، وأقوم عليه" مسلم.

وفي رواية أخرى قالت: "تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ، وَمَا لَهُ فِي الأَرْضِ مِنْ مَالٍ، وَلاَ مَمْلُوكٍ، وَلاَ شَيْءٍ غَيْرَ نَاضِحٍ، وَغَيْرَ فَرَسِهِ، فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ، وَأَسْتَقِي الْمَاءَ، وَأَخْرِزُ غَرْبَهُ وَأَعْجِنُ، وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ، وَكَانَ يَخْبِزُ جَارَاتٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ، وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ.. عَلَى رَأْسِي، وَهْيَ مِنِّى عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ، فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي، فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَدَعَانِي.. لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ.. فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنِّى قَدِ اسْتَحْيَيْتُ، فَمَضَى.." متفق عليه.

فقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - حالها، ولم يأمر الزبير بإحضار خادمة لها.

ومن الأدلة على ذلك - أيضا -، ما رواه البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قَالَ: هَلَكَ أَبِي، وَتَرَكَ سَبْعَ بَنَاتٍ، أَوْ تِسْعَ بَنَاتٍ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً ثَيِّبًا، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تَزَوَّجْتَ يَا جَابِرُ ؟". قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: "بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا ؟". قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا. قَالَ: "فَهَلاَّ جَارِيَةً تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ، وَتُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ ؟". قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ (أباه) هَلَكَ، وَتَرَكَ بَنَاتٍ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَجِيئَهُنَّ بِمِثْلِهِنَّ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً تَقُومُ عَلَيْهِنَّ، وَتُصْلِحُهُنَّ. فَقَالَ: "بَارَكَ اللَّهُ لَكَ".

فجابر إنما تزوج لتقوم زوجته بشؤون أخواته وبيته، ولم ينكر عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يا عائشة أطعمينا". ويقول: "يَا عَائِشَةُ، هَلُمِّي الْمُدْيَةَ (السكين)، واشْحَذِيهَا بِحَجَرٍ" مسلم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14-11-2019, 04:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,601
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حقوق الزوج على زوجته

سلسلة أركان الأسرة (10)




حقوق الزوج على زوجته (3)


من مظاهر طاعته (2)



د. محمد ويلالي




الخطبة الأولى


وقفنا في الجمعة الماضية - وضمن الجزء التاسع من سلسلة أركان الأسرة - عند القسم الأول من مظاهر طاعة الزوجة لزوجها، وذكرنا من هذه المظاهر: حفظه في الشهادة والغيب، وطاعته في قضاء حاجته الفطرية، وخدمته بالمعروف.



وموعدنا اليوم - إن شاء الله - مع القسم الثاني، من مظاهر هذه الطاعة، وسنقتصر فيه على مظهرين اثنين آخرين:

1- أن لا تخرج من البيت إلا بإذنه:

فالزوج المسلم يغار على زوجته بطبعه، ويحب أن يعرف متى خرجت، وإلى أين خرجت، ولأي قصد خرجت، فقد يعلم من خبايا بعض الأمور ما لا تعلمه هي. غير أن عليه ان لا يمنعها مما هو ضروري لها، أو لها فيه مصلحة، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قد أذن الله لكن أن تخرجن لحوائجكن" البخاري، وذلك كزيارة أبويها بالمعروف. وإنما قلنا: "بالمعروف"، تفاديا للمبالغة في زيارتهما، بسبب وبدون سبب، لأن كثيرا من الحالات الاجتماعية التي تقع اليوم، تفصح عن أن عددا هائلا من الخصومات بين الزوجين سببه إكثار الزوجة من الخروج لزيارة أبويها. ولذلك حدد المالكية هذه الزيارة بمرة في الأسبوع.



وكذا إذا خرجت لوظيفة مباحة، أو لمراجعة الطبيبة لمرض ألم بها، أو لقضاء بعض حاجاتها الضرورية، كشراء ما تحتاجه لضيوف طارئين، أو تَقَصِّي أمر وقع لابنها في الطريق أو في المدرسة، أو إنقاذ حياة إحدى جاراتها، أو ما شابه ذلك.



كذلك إذا استأذنت للذهاب إلى المسجد من أجل الصلاة، إذا كان ذلك بالمعروف، وبخاصة صلاةَ الجمعة والاستماعَ للخطبة. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةُ أَحَدِكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلاَ يَمْنَعْهَا" البخاري. ولحديث ابْنِ عُمَرَ عن رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أنه قَالَ: "لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ أَنْ يُصَلِّينَ فِي الْمَسْجِدِ". فَقَالَ ابْنٌ لَهُ (بلال): إِنَّا لَنَمْنَعُهُنَّ. فَغَضِبَ ابن عمر غَضَبًا شَدِيدًا وَقَالَ: "إِنِّي أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَإِنَّكَ تَقُولُ: إِنَّا لَنَمْنَعُهُنَّ؟" ص. ابن ماجة.



وعلى الزوج أن يراعي حاجتها لذلك، وأن يتلطف بها، وأن يحسن عشرتها، فيأذن لها في الخروج المناسب، الذي ليس فيه منكر، أو إعانة على منكر.



ولتحذر الزوجة من العناد في أمر الخروج، وبخاصة إذا كانت تخرج بغير إذن زوجها، بدعوى أنه يرفض خروجها، فإن ذلك منغص لهذه العلاقة، جالب لسوء العشرة، مؤجج لشكوك الزوج في زوجته، فإن في صبر الزوجة على تشدد زوجها في هذا الأمر كمالَ عقلها، ودليلَ صلاحها. قال عبد الرحمن بن أبزى: "مَثَلُ المرأة الصالحة عند الرجل، كمثل التاج المتخوص بالذهب على رأس الملك. ومَثَلُ المرأة السوء عند الرجل الصالح، مَثَلُ الحِمل الثقيل على الشيخ الكبير".



2- ومن قبيل طاعة الزوج، أن لا تُدخلَ بيته أحدا يكرهه:

لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ، وَلاَ تَأْذَنَ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ" متفق عليه. ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ" مسلم. قال الإمام النووي: "معناه أن لا يأذنَّ لأحد تكرهونه في دخول بيوتكم والجلوس في منازلكم، سواء كان المأذون له رجلا أجنبيا، أو امرأة، أو أحدا من محارم الزوجة، فالنهى يتناول جميع ذلك".ثم قال: "وهو محمول على ما لا تعلم رضا الزوج به، أما لو علمت رضا الزوج بذلك فلا حرج عليها".



فقد يتأذى الزوج ببعض أقارب الزوجة، أو صواحباتها، فيتحرج من دخولهم بيته، فعلى الزوجة الصالحة أن تراعي ما قد تكون مفسدته أكبر.



قال المرداوي - رحمه الله -: "إن عُرف بقرائن الحال أنه يَحدُث بزيارتهما أو أحدهما له ضرر، فله المنع، وإلا فلا". وقدسئل الإمام مالك عن الرجل يتهم خَتَنَتَهُ (أم زوجته) بإفساد أهله، فيريد أن يمنعها من الدخول عليها؟ فقال: يُنظر في ذلك، فإن كانت متهمة، منعت بعض المنع، لا كلَّ ذلك، وإن كانت غير متهمة، لم تُمنع الدخولَ على ابنتها".



وعلى غير محارم الزوجة، كأخ الزوج، وعمه، وخاله، وزوج أخته، وأصدقائه.. أن لا يُحرجوا الأزواج بالدخول على زوجاتهم، ما لم يكن معهن محرم، لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ" متفق عليه.



ولما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ"، قَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ (أخ الزوج)؟. قَالَ: "الْحَمْوُ: الْمَوْتُ" متفق عليه.



وقال تميم بن سلمة: "أقبل عمرو بن العاص إلى بيت علي بن أبي طالب في حاجة، فلم يجد عليا، فرجع، ثم عاد، فلم يجده مرتين أو ثلاثا، فجاء علي فقال له: أما استطعت إِذْ كانت حاجتك إليها أن تدخل؟ قال: نُهينا أن ندخل عليهن إلا بإذن أزواجهن" الصحيحة.



فَلْتُعِنِ الزوجةُ زوجها على ما فيه صلاح أسرتها، ولتتلطف إلى أقاربها الذين لم يسمح الزوج بدخولهم بيته بأنواع الاعتذار؛ فلقد رأينا من بعض الأقارب من يؤلب الزوجة على زوجها، ويسعى بينهما بالفساد، أو تكون زيارته سببا لتكدير الحياة بين الزوجين، أو إسهاما في تلقيح أذهان الأبناء بأفكار معوجة فاسدة، فيكون منعه من دخول بيته - حينئذ - مقدما على مصلحة صلة الرحم، التي قد تتدارك في أية مناسبة أسرية أخرى.



أما ما سوى ذلك من المحاذير، فإن على الزوج أن يفسح المجال لزيارة أقارب الزوجة، ومن تَعرف من صديقاتها، وأن يوصيَها بإكرامهم، والاعتناء بضيافتهم. وقد بلغ اعتناء النبي - صلى الله عليه وسلم - بأقرباء زوجته خديجة - رضي الله عنها - وصاحباتها مبلغا عظيما حتى بعد وفاتها.



فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: جاءت عجوز إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - و هو عندي، فقال لها رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "من أنتِ؟" قالت: أنا جَثَّامَةُ المزنية. فقال: "بل أنت حَسَّانَةُ المزنية. كيف أنتم؟ كيف حالكم، كيف كنتم بعدنا؟". قالت: بخير بأبي أنت و أمي يا رسول الله. فلما خرجت قلت: يا رسول الله، تُقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟ فقال: "إنها كانت تأتينا زمن خديجة، وإن حُسْنَ العهد من الإيمان" الصحيحة.



وقد استأذنت هالةُ بنت خويلد - أختُ خديجة - على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فَعَرَف استئذان خديجة، فارتاع لذلك (تغير واهتز سرورا بذلك)، فقال: "اللهم هالة، (أي: اللهم اجعلها هالة)" متفق عليه.



وكان ربما ذبح الشاة، فأمر بشيء منها لصاحبات وأقران خديجة.



فالزوجة الصالحة، كما قال أبو سليمان الداراني - رحمه الله -: "ليست من الدنيا، إنها تُفرِّغك للآخرة".



الخطبة الثانية


من جميل القصص المترجمة لطاعة المرأة الصالحة لزوجها، قصة فاطمة بنت أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، وأختِ أربعة من الخلفاء، وزوجةِ الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز. خرجت من بيت أبيها إلى بيت زوجها يوم زفت إليه وهي مثقلة بأثمن ما يمكن أن تتزين به امرأة من الحلي والمجوهرات، فأمرها زوجها أمير المؤمنين بأن تبعث بكل حليها إلى بيت المال، فلم تتردد ولم ترد له مقالاً. ولما توفي أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، لم يخلف لزوجته وأولاده شيئاً، فجاءها أمين بيت المال، وقال لها: إن مجوهراتك يا سيدتي لا تزال كما هي، وإني اعتبرتها أمانة لك، وحفظتها لذلك اليوم، وقد جئت أستأذنك في إحضارها. فأجابته بأنها وهبتها لبيت مال المسلمين طاعة لأمير المؤمنين، وقالت: "ما كنت لأطيعه حيا وأعصيَه ميتا".



وتستطيع المرأة الصالحة أن تكسب قلب زوجها بالكلمة الطيبة، والعبارة الرقيقة. فقد رأى رجل زوجته بدون كحل، فسألها: "لِمَ لَمْ تكتحلي؟". فقالت: "خشيت أن أَشغَل جزءاً من أجزاء عيني عن النظر إليك".



فكيف ستكون مكانة هذه المرأة في عين زوجها، هل سيرفض لها طلبا، هل سيمنعها من شيء فيه مصلحتها، هل سيقسو عليها في معاملة أو قول، هل سَيَحرمها حقا من حقوقها؟



بل إن طاعة المرأة في الحق لا تتعلق بالزوج، بل بكل ناصح يتوخى الخير. فقد روى الإمام مالك في موطئه، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مَرَّ بِامْرَأَةٍ مَجْذُومَةٍ، وَهِيَ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ لَهَا: "يَا أَمَةَ اللَّهِ، لاَ تُؤْذِى النَّاسَ، لَوْ جَلَسْتِ فِي بَيْتِكِ". فَجَلَسَتْ. فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهَا: "إِنَّ الَّذِى كَانَ قَدْ نَهَاكِ قَدْ مَاتَ فَاخْرُجِي". فَقَالَتْ: "مَا كُنْتُ لأُطِيعَهُ حَيًّا وَأَعْصِيَهُ مَيِّتًا".

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14-11-2019, 04:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,601
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حقوق الزوج على زوجته

سلسلة أركان الأسرة (11)

حقوق الزوج على زوجته (4)

من مظاهر طاعته (3)

د. محمد ويلالي
الخطبة الأولى
لا زلنا مع سلسلة أركان الأسرة في جزئها الحادي عشر، بعد أن وقفنا في الجمعة الماضية والتي قبلها على مجموعة من مظاهر طاعة الزوجة لزوجها، لخصناها في: ضرورة حفظه في الشهادة والغيب، وطاعته في قضاء حاجته الفطرية، وخدمته بالمعروف، وأن لا تخرج من البيت إلا بإذنه، وأن لا تُدخلَ بيته أحدا يكرهه.

ونخصص خطبة اليوم - إن شاء الله - لقضية جوهرية في علاقة الزوجين، قضية مشتركة بينهما، غير أن نصيب الزوجة منها أعظم، ولذلك وجهت إليها النصائح بشكل أكبر، لأن مفتاحَ علاجها يرجع إليها - بعد الله تعالى ـ، وسبيلَ تبديد سلطانها، منوط بحكمتها وحسن تصرفها، والنجاحَ في تجاوز عقبتها رهين بصبرها وحلمها. إنه حق حسن معاملة أهل الزوج، وبخاصة أمه (الحماة)، هذه العلاقة التي صارت وكأنها أسطورة أبدية، تفترض حتمية تشنج العلاقة بين العروس وحماتها، وكأنها أمر قدري محتوم عليهما، حتى صارت كل فتاة مخطوبة تتوجس من أم الزوج، وتفترض أنها تلك العجوز الشديدة المتصلبة، التي تملأ البيت صراخا وضجيجا، وزعيقا وعويلا، لها إصدار الأوامر، وعلى العروس التنفيذُ تنفيذَ العساكر. وتسرب هذا الوضع المفترض إلى الأسر، ففسدت العلاقات بين كثير من الزوجات وحمواتهن، هؤلاء يتأمرن، وأولئك يتمردن، حتى قالت العرب:
إنَّ الْحَمَاةَ أُولِعَتْ بالْكَنَّهْ
وَأُولِعَتْ كَنَّتُهَا بالظِّنَّهْ


وطارت الأمثال الشعبية تعمق من هذا الفهم، حتى قالوا: "أُكوى بالنار، ولا تقعد حماتي في الدار". وقالوا: "على ابنها حنونة، وعلى العروس مجنونة". وزاد الإعلام من تشويه هذه العلاقة، وتصويرها على أنها علاقة متوترة، تحيطها الخصومة، ويكنفها الشجار والاضطراب، حتى وجدنا قرابة 25% من أسباب الطلاق ترجع إلى التأثر الكبير بآراء الآخرين، ومن ذلك آراء الحموات اللاتي يوغرن صدور أبنائهن ضد زوجاتهم، فتسوء العلاقة، وتتشابك خيوط سوء الفهم بين الطرفين، وبخاصة حين ينحاز الزوج إلى صف أمه، فيقدم أقوالها، ويبالغ في تفضيلها، أو ينحاز إلى صف زوجته، فيقدم مرضاتها، ويهمل أمه، التي لا يخفى حقها في وجوب الرعاية والعناية، مما اضطر بلدا مثل الهند إلى أن ينظم دورات تدريبية للفتيات المقبلات على الزواج في طريقة معاملتهن لأهل الزوج.

ولعل أعظم أسباب توتر هذه العلاقة أمور سبعة:
1- ضعف الإيمان، وقلة المعرفة بحدود الشرع، وأن الصبر على المصائب أجر عظيم.

2- التأثر القبلي بفرضية العلاقة السيئة بين الحماة وزوجة الابن.

3- إحساس أم الزوج بالغيرة المفرطة، وهي ترى الزوجة قد استقلت بابنها، فترى أنها استولت عليه، وتمكنت منه.

4- سلبية الزوج، وضعفه أمام توتر العلاقة بين أمه وزوجته، وربما أسهم في تفاقم هذه العلاقة، بسبب انحيازه لأحد الطرفين، أو استعداده لنقل تفاصيل حياته لأمه، وإخبارها بعيوب زوجته.

5- قلة حكمة الزوج في التوفيق بين زوجته وأمه، فيكون تدخله غير سديد، يجعل أحد الطرفين يحس بالظلم وقلة النصير. ورحم الله من قال: "أطع زوجتك، ولا تعص أمك". و"رُب كلمة سَلَتَتِ التّعب، وأزالت النَّصَب".

6- ضعف مراعاة الزوج لنفسية أمه وزوجته، كأن يهدي إحداهما شيئا ويمنع الأخرى وهي قائمة تنظر، أو يكثر من مدح زوجته أمام أمه، فيشعر أمه بشديد اعتنائه بزوجته على حسابها.

7- تسلط الزوج، واعتبار زوجته خادمة مسخرة لوالدته، فيهينها أمامها، مما قد يفسح المجال أمام تسلط الحماة بدورها.

إن الزوجة الحكيمة، هي التي توفق إلى معرفة كيف تمتص هذا التوتر، فتستميلُ الحماة إلى صفها، وتكسب ودها حتى تصير بمثابة أمها. ولا بد لتحقيق ذلك من أمور عديدة، نقتصر على عشرة منها نوجهها إليها:
1- تسلحي بالصبر، فالصبر مفتاح الفرج، وسبيل العزة. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلاَ ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلِمَةً، فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلاَّ زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا" صحيح سنن الترمذي. ففارق السن، واختلاف البيئات، وتباين العادات، مع كثرة الاحتكاك - وبخاصة إذا جمعك سكن واحد - أسباب يتوقع معها حدوث بعض الخلافات. وأنت هي المتضرر الأول من تعميق هذه الخلافات، كما أنك المستفيد الأول من ردمها، ورأب صدعها. وكم من زوجةٍ كبرت في عين زوجها، فحظيت منه بالتوقير والاحترام، بسبب صبرها على أمه.

2- عليك بالمداراة معها، وإظهار المحبة لها، ولين الكلام لها، وتعويد الأبناء على محبتها، فإنها مهما كانت عاتية مستعلية متجبرة، ستنكسر شوكتها، وتخمد سورتها أمام تواضعك لها، ومحبتك إياها.

3- إذا تكلمت، فأنصتي لها، وأظهري الاهتمام بكلامها، من غير تعقيب أو مراجعة. يقول عبد الله بن عباس - رضي الله عنه -: "إني لأستمع إلى الرجل القول، وأصبر عليه، وإني لأعلمه قبل أن يولد".

4-ابدئيها بالهدية، في المناسبات وغير المناسبات، فإن ذلك يزرع المحبة بينكما، وينشر الوئام في علاقتكما. والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تهادوا تحابوا" صحيح الجامع، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: "تبادلوا بينكم، فإنه أَوَدُّ لما بينكم" صحيح الأدب المفرد.

5- اتركي التدخلفي شؤون أهل زوجك - قدر الإمكان -، كقضايا إخوته، وأخواته، وعماته، وخالاته، إلا أن يرغب الزوج في إشراكك في ذلك.

6- انظري إلى حماتك نظرتك إلى أمك، فهي أم زوجك، وجدة أبنائك، مما يحتاج إلى الزيادة في الرفق بها، ومضاعفة الإحسان إليها، فقد أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة - رضي الله عنها - فقال: "يا عائشةُ، ارْفُقِي، فإن الرفْقَ لم يكن في شيء قطّ إلا زانَهُ، ولا نُزِعَ من شيء إلا شانَهُ" صحيح سنن أبي داود. وهي - على كل حال - أكبر منك سنا - غالبا -، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا، فَلَيْسَ مِنَّا" صحيح سنن أبي داود.

7- اجعلي مسافة بينك وبين علاقة زوجك بأمه، فلا تتدخلي فيما يخصهما، ولا تغاري من حبه لها، وقربه منها، وخلوه بها، ومسارَّاته لها،فهي أمه، ومحبتها فوق كل الاعتبارات الزوجية، ولا تزال الأم تحب أولادها وتعاملهم وكأنهم أطفال مهما كبروا.

الخطبة الثانية
8- تثبتي من نقل الأخبار السيئة عن حماتك، فكم من قريب يحب أن يسعى بالنميمة بين الحماة والزوجة، ويغيظه ما هما عليه من وئام وسلام، قال - تعالى -: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ï´¾ [الحجرات: 6].

9- مهما حصل لك من جهة حماتك، فاكتميه عن زوجك، ولا تحاولي أن تصوري له أمه على أنها ظالمة ومعتدية، فقد يحقد عليك إن كذَّبك، وقد يَعُق أمه إن صدَّقك، فالنار لا تُطفأ بالنار.

10- احرصي على زيارتها مهما عظمت المشاكل بينكما، واجعلي لأبنائك أوقاتا يزورون جدتهم فيها، فيجب أن لا يُرخيَ سوء العلاقة بينكما على الأبناء، الذين عليهم أن يتعودوا صلة الرحم منذ صغرهم. قال تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم". وقال النبي - صلى الله عليه وسلم ـ: "أيما مسلمين التقيا، فأخذ أحدهما بيد صاحبه، فتصافحا، وحمدا الله تعالى جميعا، تفرقا و ليس بينهما خطيئة" صحيح الجامع. فهل تبادر الزوجة الصالحة، التي بينها وبين حماتها شيء إلى زيارتها، وربط حبل المودة معها؟.

وأنتِ أيتها الحماة الفاضلة، انظري إلى زوجة ابنك نظرتك إلى ابنة من بناتك، جعلها الله أم حفدتك، فصارت فردا من أفراد أسرتك. واعلمي أن حبك السيطرة عليها، والتحكم فيها هو مضرة بابنك أولا، وزرع للتعاسة في أسرته. فاحرصي - بارك الله فيك - على أن لا تتدخلي في خصوصياته مع زوجته، وأن لا تثيري ما ينغص عليه حياته واستقراره، وتفرغَه لتربية أبنائه.

وأنت أيها الزوج العاقل، كن واسطة خير لهما، واحكم بعين العدل بينهما، فحق أمك مقدم، لكن مع مراعاة حق زوجتك في أن تعيش حياة الكرامة والاستقلال، لا حياة القهر والاستذلال.

وابذل جهدك في الصلح بينهما عند الخلاف، ولو أدى الأمر إلى أن تتحايل بالكذبة الصغيرة، التي تقصد بها إصلاح نفسيهما، وزرع المودة بينهما، لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِى خَيْرًا، أَوْ يَقُولُ خَيْرًا" متفق عليه. والمراد بالكذب - هنا - كما قال الإمام النووي - رحمه الله - معناه: "أن يأتي بكلمات محتمِلة، يَفهم المخاطَب منها ما يطيب قلبه".

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 108.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 105.30 كيلو بايت... تم توفير 3.31 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]