دور الشعر العربي في تفسير القرآن الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 177 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28409 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60011 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 803 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-11-2019, 04:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,616
الدولة : Egypt
افتراضي دور الشعر العربي في تفسير القرآن الكريم

دور الشعر العربي في تفسير القرآن الكريم
هاني إسماعيل محمد

لم يحظ فن من فنون الأدب العربي بكثرة الدراسات وتنوعها، سواء القديمة منها أو الحديثة، مثلما حظي الشعر العربي، وخاصة الجاهلي منه، إذ يعد المرجع الموثوق به لأساليب العرب البلاغية والبيانية والمصدر الأصيل لمفرداتهم اللغوية وطرقهم التعبيرية، فضلا عما يحويه الشعر العربي من مآثر العرب ومفاخرها، وأحداث أيامها ووقائعها، فهو الوثيقة الرسمية الأولى التي دونت تاريخ العرب الوجداني والاجتماعي منذ بزوغ الجنس العربي ونبوغ عقليته.
يفسر لنا هذا مدى احتفاء القبائل العربية بالشعراء الذين كانوا بمثابة المتحدثين الاعلاميين أو الرسميين لقبائلهم، فهم الذين يعبرون عن آراء قبيلتهم وتوجهاتها وينافحون عن جنابها وحرماتها، وهذا ما أكده ابن رشيق في عمدته فقال:
«كانت القبيلة من العرب إذا نبغ فيها شاعر أتت القبائل فهنأتها، وصنعت الأطعمة، واجتمع النساء يلعبن بالمزاهر كما يصنعن في الأعراس، ويتباشر الرجال والولدان، لأنه حماية لأعراضهم، وذب عن أحسابهم، وتخليد لمآثرهم، وإشادة بذكرهم، وكانوا لا يهنئون إلا بغلام يولد، أو شاعر ينبغ فيهم، أو فرس تنتج»(1).
وكما احتفت القبيلة العربية بالشعراء وأشعارهم احتفى المفسرون على اختلاف توجهاتهم وتباين مناهجهم بالشعر، وقاموا بتوظيفه في تفسير النص القرآني الكريم وكشف ما فيه من غريب الألفاظ وغامض المعاني، فالقرآن نزل بلسان عربي مبين، ومن ثم كانت معرفة اللغة وأسرارها شرطًا أساسيًا من شروط من يتصدر للتفسير «وروى البيهقي في الشعب عن مالك قال: لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالا»(2)، وقال أبوالليث: «وأما من لم يعرف وجوه اللغة فلا يجوز أن يفسره إلا بمقدار ما سمع فيكون ذلك على وجه الحكاية لا على وجه التفسير»(3).
ويؤكد هذا الشاطبي في موافقاته فيقول:
«إن القرآن نزل بلسان العرب على الجملة، فطلب فهمه إنما يكون من هذا الطريق خاصة، لأن الله تعالى يقول: {إنا أنزلناه قرآنا عربيا}، وقال {بلسان عربي مبين}، وقال: {ولو جعلناه قرآنا أعجميًا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي}، إلى غير ذلك مما يدل على أنه عربي وبلسان العرب، لا أنه أعجمي أو بلسان العجم، فمن أراد تفهمه فمن جهة لسان العرب يفهم، ولا سبيل إلى تطلب فهمه من غير هذه الجهة»(4).
ومع بداية ظهور التفسير بدأ الاهتمام بالشعر في فهم المفردة القرآنية ودلالتها اللغوية، وذلك نظرا لما يتضمنه الشعر من ثراء لغوي، ولما يحتويه من خصائص الأسلوب العربي المبين، «فقد كان المفسرون من علماء اللغة الذين يحرصون على حفظ الشعر وقراءة الدواوين ودراستها حتى ذكر الواحدي انه درس اللغة ودواوين الشعراء على شيخه العروضي»(5).
وتشير المصادر إلى أن حبر الأمة عبدالله بن عباس "رضي الله عنه" ورد عنه كثيرًا من الشواهد الشعرية في تفسير آي الذكر الحكيم، يقول عكرمة: «ما سمعت ابن عباس فسر آية من كتاب الله عز وجل إلا نزع فيها بيتًا من الشعر، وكان يقول: إذا اعياكم تفسير آية من كتاب الله فاطلبوه في الشعر، فإنه ديوان العرب»(6).
وعن سعيد بن جبير قال: «سمعنا ابن عباس يُسأل عن الشيء من القرآن فيقول فيه كذا وكذا، أما سمعتم الشاعر يقول كذا وكذا»(7)، وعنه أيضا وعن يوسف بن مهران أن ابن عباس، «قال: إذا تعاجم شيء من القرآن، فانظروا في الشعر، فإن الشعر عربيّ، ثم دعا ابن عباس أعرابيًا، فقال: ما الحرج؟ قال: الضيق. قال: صدقت»(8).
وعلى الرغم من كثرة هذه الروايات التي وردت عن ابن عباس في هذا الباب إلا أن هناك بعض الروايات التي تفيد بأن قصب السبق كان لعمر بن الخطاب "رضي الله عنه" فهو أول من لفت الأنظار إلى أهمية الشعر في فهم القرآن الكريم وغريب ألفاظه، فقد روي عنه أنه سُئل على المنبر عن قوله تعالى: {أو يأخذهم على تخوف} فقال له رجل من هذيل التخوف عندنا التنقص، ثم أنشده.
تخوّف الرجل منها تامِكا قَرِدا
كما تخوف عود النَّبْعَة السَّفَن
فقال عمر: أيها الناس تمسكوا بديوان شعركم في جاهليتكم، فإنه فيه تفسير كتابكم(9).
ومع أن هذه الدعوات صدرت من الرعيل الأول من صحابة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بيد أن فريقًا من المفسرين انصرف عن «الولوج في الشواهد الشعرية لتفسير الآيات القرآنية حذرا من الزلل لاسيما في كتاب الله»(10)، وقد ذكر السيوطي أن الفضل بن زياد نقل عن الإمام أحمد رحمه الله «أنه سئل عن القرآن، يمثل له الرجل ببيت من الشعر؟ فقال: ما يعجبني فقيل ظاهره المنع»(11)، وهذا يفسر لنا عزوف بل إنكار فريق من المفسرين الاستشهاد ولو ببيت من الشعر مفرد في تفاسيره.
وما عزف المفسرون عن الشعر إلا ورعا وكراهة أن يُصرف معنى من معاني القرآن إلى غير مقصوده، وفي هذا يقول السيوطي: «الكراهة تحمل على صرف الآية عن ظاهرها إلى معان خارجة محتملة يدل عليها القليل من كلام العرب، ولا يوجد غالبا إلا في الشعر ونحوه، ويكون المتبادر خلافها»(12).
ومع هذا نجد أن هذا الاتجاه الذي تورع عن توظيف الشعر العربي في فهم النص القرآني لم يكن اتجاهًا سائدا بل كان محدودًا، وعلى العكس من ذلك كان معظم المفسرين ومن قبلهم النحويون يلجأون إلى الشواهد الشعرية لتفسير غريب ألفاظ القرآن، ويصرح بذلك ابن الأنباري بعدما ذكر دور ابن عباس في الاستشهاد بالشعر في الرد على مسائل نافع بن الأزرق عن مواضع في القرآن فيقول: «فيه دلالة على بطلان قول من أنكر على النحويين احتجاجهم على القرآن بالشعر، وأنهم جعلوا الشعر أصلا للقرآن، وليس كذلك، وإنما أراد النحويون (وعلى إثرهم المفسرون) أن يثبتوا الحرف الغريب من القرآن بالشعر، لأن الله تعالى قال:{ إنا أنزلناه قرآنا عربيا} وقال تعالى: {بلسان عربي مبين} (13).
وقد قال أبوهلال العسكري في صناعتيه وهو ينوه إلى فضائل الشعر: «من ذلك أيضا أن الشواهد تنزع من الشعر، ولولاه لم يكن على ما يلتبس من ألفاظ القرآن وأخبار الرسول شاهد»(14).
وهذا القول يلفت انظارنا إلى قضية الطعن في الشعر العربي، والجاهلي منه خاصة، كما رأينا في كتاب الدكتور طه حسين «في الشعر الجاهلي»، فالطعن في المصدر الرئيسي والمنبع الأول للغة القرآن الكريم يعد طعنًا صريحًا في القرآن الكريم وطعنا في شواهدها التي عول عليها المفسرون(15)، حيث أراد الطاعنون من مستشرقين وتلامذتهم أن يطعنوا في القرآن ومعانيه «عن طريق خافت الضوء هو الشعر، حتى لا تحدث ضجيجًا أو صياحًا يفسد عليها هدفها الذي تسير فيه حتى تصل إلى غايتها الخطيرة، وهي تقصد أساسًا إلى محاربة القيم الإسلامية وإزاحة فكرة الأصول الثابتة»(16)، عبر التشكيك في شاهد القضية الرئيسي، الشعر العربي الذي وصفه ابن رشيق في عمدته: «بأكبر علوم العرب، وأوفر حظوظ الأدب، وأحرى أن تقبل شهادته، وتمتثل إرادته»(17)، ومن قبله وصفه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" بأصح علوم العرب حين قال: «كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه»(18).
ومن الأمثلة الموضحة لمدى توظيف الشعر في كشف غموض الدلالة اللفظية والتراكيب اللغوية في السياق القرآني ما جاء في تفسير القرطبي لقوله تعالى: {إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم} أي قعر النار، ومنها منشؤها ، ثم هي متفرعة في جهنم، طلعها أي ثمرها، سمي طلعها لطلوعه، كأنه رؤوس الشياطين قيل: يعني الشياطين بأعيانهم، شبهها برؤوسهم لقبحهم، ورؤوس الشياطين متصور في النفوس وإن كان غير مرئي، ومن ذلك قولهم لكل قبيح هو كصورة الشيطان، ولكل صورة حسنة هي كصورة ملك، ومنه قوله تعالى مخبرًا عن صواحب يوسف: {ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم} وهذا تشبيه تخييلي، روي معناه عن ابن عباس والقرظي، ومنه قول امرئ القيس:
أيقتلني والمشرفي مضاجعي
ومسنونة زرق كأنياب أغوال
وإن كانت الغول لا تعرف، ولكن لما تصور من قبحها في النفوس، وقد قال الله تعالى: {شياطين الإنس والجن} فمردة الإنس شياطين مرئية، وفي الحديث الصحيح: ولكأن نخلها رؤوس الشياطين وقد ادعى كثير من العرب رؤية الشياطين والغيلان، وقال الزجاج والفراء: الشياطين حيات لها رؤوس وأعراف، وهي من أقبح الحيات وأخبثها وأخفها جسمًا.
مع بداية ظهور التفسير بدأ الاهتمام بالشعر في فهم المفردة القرآنية ودلالتها اللغوية



الهوامش
1- ابن رشيق: العمدة 1/65.
2- السيوطي: الاتقان في علوم القرآن 2/444.
3- السابق: 2/447.
4- الموافقات: 2/305.
5- الشاهد الشعري في تفسير القرآن عبدالرحمن الشهري ص 209.
6- التبريزي، شرح حماسة أبي تمام 3/1.
7- القرطبي، الجامع لأحكام القرآن 41.
8- تفسير الطبري: 690.
9- الموافقات: 2/321.
10- المفسرون واهتمامهم بالشعر العربي: د.أحمد حمد سليمان الصقعبي، مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، ع 83 ديسمبر 2010، ص 31.
11- الإتقان للسيوطي: 2/444.
12- السابق: نفس الصفحة.
13- البرهان في علوم القرآن للزركشي: 1/397.
14- الصناعتين لأبي هلال العسكري: 1/43.
15- انظر تفصيل الطعن في الشعر والرد عليه في الشاهد الشعري للدكتور الشهري ص 212 وما بعدها.
16- أنور الجندي: مقال الحداثة، مجلة منار الإسلام الإماراتية، عدد ربيع الأول 1406هـ.
17- العمدة: 1/16.
18- طبقات فحول الشعراء للجمحي: 1/24.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.07 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]