جراحة العظام عند العرب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         علاقة القرآن بشهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ماهية الاعتصام بالله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          فوائد مختصرة منتقاة من المجلد الأول من الشرح الممتع على زاد المستقنع للعلامة العثيمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          سحر صلاة العشاء في رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في السفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أساليب التعذيب النفسي في السجون الإسرائيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حق اليقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          آل عمران.. المرابطون ببيت المقدس!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 51 - عددالزوار : 25015 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم الطبي و آخر الإكتشافات العلمية و الطبية > الملتقى الطبي

الملتقى الطبي كل ما يتعلق بالطب المسند والتداوي بالأعشاب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-11-2019, 09:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,367
الدولة : Egypt
افتراضي جراحة العظام عند العرب

جراحة العظام عند العرب


د. عبد العزيز اللبدي





كادت جراحة الحوادث والكسور تنفصل عن الجراحة والطب بوجود تخصص المجبر الذي لا يمارس الطب وإنما تجبير كسور العظام فقط، وقدفصل العرب منذ بداية تطور الطب العربي بين الجراحة العامة والعظام يسأل (حنين) في المسائل ويجيب "كم عدد أصناف العلاج باليد في الطب؟- صنفان ……
ما هي :
أنا ربما استعملناه في اللحم
أنا ربما استعملناه في العظم
ما أمثال هذا العلاج في اللحم؟
البط والكي والخياطة
وما أمثال استعمالنا له بالعظام؟

أما برد الخلع وإما بجبر الكسور؟؟(1)
فتجبير الكسور جزء من الجراحة ولكنه من أوائل فروع التخصص في الجراحة وقد برع فيها الأطباء العرب وتوسعوا في بحثه وعالجواجميع أنواع الكسور في العظام الصغيرة منها والكبيرة. ويوجه الزهراوي النظر إلى أهمية جراحة الكسور والعظام فيقول في الباب الثالث منالفصل الثلاثين في كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف. "اعلم يا بني أنه قد يدعي هذا الكتاب الجهال من الأطباء والعوام ومن لم يتصفح قطللقدماء فيه كتاباً ولا قراء منه حرفاً ولهذه العلة صار هذا الفن من العلم في بلدنا معروفاً وأني لم ألف فيه قط محسناً البتة وإنما استفدت منه مااستفدت لطول قرائتي لكتب الأوائل وحرصي على فهمهما حتى استخرجت علم ذلك ثم لزمت التجربة والدربة طول عمري"(2).
ولعل معالجة الكسور بواسطة المجبرين هي من أهم فروع الطب العربي الذي بقي ممارساً إلى يومنا هذا عبر أجيال من المجبرين من أمثالمن ذكرهم الزهراوي.

الكسور وأنواعها:
يعرف ابن القف الكسر أنه تفرق اتصال في العظم(3) وأن وقع تفرق الاتصال بالعظم وكان سببه من الخارج وقسمه إلى جزئين أو إلى أجزاءكبار سمي كسراً وإن قسمه إلى أجزاء صغار سمي تفتتاً وإن كان من داخل وهو أن تكون استولت عليه مادة فاسدة فإنه يسمى ريح الشوكة وإن وقعبين عظميتن ملتصقتين كالزندين سمي انفصالاً وإن كان أحدهما راكزاً بالآخر وخرج الراكز عن موضعه خروجاً تاماً سمي خلعاً.
وإن لم تخرج بالتمام سمي زوالاً ومنهم من يسميه وثيا وأن لم يتحرك من موضعه لكن الرص حوله سمي وهنا وإن وقع في الغضروف كيفكان سمي بتراً. وإن وقع في العصبة وكان عرضاً سمي بتراً أيضاً وإن كان طولاً سمي شقاً، وإن كثر عدده سمي فدغاً وإن وقع في طرف العضلةسمي هتكاً. وإن وقع في نفس العضلة سمي حزاً(4).
ويقول الزهراوي "واعلم أن الكسر قد تختلف أنواعه بحسب اختلاف الأعضاء لأن كسر عظم الساق مخالف لكسر عظم الرأس وكسر عظمالصدر مخالف لكسر عظم الظهر وكذلك سائر الأعضاء وكلها مخالف بعضها بعضاً وقد يختلف نوع كسر العظم في نفسه قد يكون كسره تقصفاًمن غير أن تحدث فيه شظايا وزوائد متبرئة وغير متبرئه ويكون الكسر مع جرح وخرق في الجلد ويكون الكسر صدعاً يسيراً"(5).
أما ابن سينا فيقسم إلى متفرق وغير متفرق وغير المتفرق ينقسم إلى مستوى ومتشعب أما المستوي فينقسم إلى طولي وعرضي والعرضيإلى مبين وغير مبين(6).
لقد اتفق الجراحون إذن على تقسيم الكسور حسب:
الوصف الظاهر.
وضع العظم: فدغ تفتت، قصف.
علاقته بالجلد والأنسجة المحيطة، مع جرح أبو بدون جرح والغضروف عضل.
حسب العضو الذي يقع فيه.
وهذا التقسيم ينسجم مع الإمكانيات التشخيصية المتاحة بشكل جيد.

الشخيص:-
وقد شخص الأطباء الكسور تشخيصاً دقيقاً "ومما يتعرف به كسر العظم اعوجاجه ونتؤه وظهروه للحس وتخشخشه عند غمزك إياه بيدك،فمتى لم يكن في الموضع عوجاج ظاهر ولا تخشخش ولا تحس عند جسك العظم باضطراب ولا يجد العليل كبير وجع فليس هناك كسر بل يمكنأن يكون" وثئاً أو كسراً هينا أو صدعاً يسيراً فلا ينبغي أن تحركه بالمد والغمز البتة بل احمل عليه من الأدوية التي اذكرها بعد حين ما يوافقالموضع ثم تشده شداً لطيفاً"(7) ويجعل ابن سينا الألم عاملاً رئيسياً في التشخيص "موضع الكسر من الكبار يعرف بالوجع ومن موقع السببالكاسر".

"وأما الصبيان فيظهر بالوجع والورم والحمرة"(8) ويقول ابن القف: بعد هذا يتأمل ميل العظم المكسور ويعرف هذا بوجوه ثلاثة أحدها باللمس وهو أن يحسالجهة التي مال إليها وغور في الجهة التي مال عنها وثانيها أن الجهة التي مال إليها العظم يكون في الوجع فيها شديد جداً لمزاحمة طرف العظم المائل وثالثها أنيحس في الجهة التي مال في الجهة التي مال إليها بخشخشة "لقد اتفق الجميع في استعمال الحواس الموجودة في التشخيص وهي النظر والسمع والحس تدل على عدةأمور9)
السمع، خشخشة.
النظر ، الورم والحمرة وتغير وضع العظم.
الحس ، اللمس والوجع والنتوء.
بالإضافة إلى معرفة العضو وطريقة فحصه وتشخيص مثل كسر الأنف والفك وأصابع اليد التي تحتاج إلى جهد خاص في التشخيص.
العلاج:- علاج الكسر جبره أي تصحيح الكسر وإعادته إلى الوضع السابق قدر الإمكان وهذا ما اتفق الأطباء العرب عليه ومارسوه أو مازلنا نمارسه إلى يومنا هذا وقد اتفق الأطباء على عدة مبادئ نستعرضها فيما يلي:-
1- السرعة في العلاج:- "واعلم أن العظم إذا انقصف واندق باثنين من غير أن
تحدث فيه شظايا إلا أنه قد زال كل جزء عن صاحبه فينبغي لك أن تبادر من حينك إلى تقويمه وتسويته قبل أن يحدث له ورم حاد فإن حدث ورمحاد فاتركه أياماً حتى يسكن الورم الحاد ثم سده بأي وجه من الرفق والحيلة"(10).
2- الشد برفق وتجنب الألم كما ذكر الزهراوي سابقاً وكما يذكر ابن القف "فإذا أعلم ذلك يجب أن يمد العضو بمقدار ما ينبغي لئلا يؤلموتنجذب من مادة إلى جهة العظم المكسور"(11) ويقول الزهراوي "فإن كان العضو صغيراً وإما بحبلين وإما مع الحبل واليد واحرص جهدك أن لاتحدث على العليل بفعلك وجعاً ولا ألماً ورم جهدك أن يضم أحد العظمين لصاحبها على أفضل هيئة وينبغي في ذلك الوقت أن تلمسها وتحبسهابيدك فإن رأيت هناك شيئا مخالفاً أصلحته وسويته بقدر طاقتك واحذر المد الشديد والغمز القوي كما يفعل كثير من الجهال"(12).
ويوقل ابن سينا "ويجب أن يحذر الإيجاع الشديد عن المد والشد في الكسر والخلع معاً، وكثيراً ما يعرض من الشد الشديد وإبطاء الحبل وقلةتعهد ذلك أن يموت ذلك العضو ويعفن ويحتاج إلى قطعه"(13). لقد استعمل الأطباء إذن الشد بالحبل بالإضافة إلى الشد باليدين لتسوية الكسر.

4- وضع الرباطات:-
للرباطات المستعملة في الكسور صفات يذكرها ابن سينا:
"يجب أن تكون خرق الرباط نظيفة فإن الوسخ صلب يوجع وتكون رقيقة لينفذ شيء إذا طلي بها وخفيفة لئلا يثقل على العضو الألم ويجب أنيأخذا الرباط من الوضع الصحيح شيئا له قدر، فإن ذلك أضبط للمجبور من أن يزول"(14). أما شكل الرباط فيكون عريضاً أو رقيقاً حسب العضوولكن بحسب ما يمكن في كل عضو فليس ما يمكن من ذلك في الصدر مثل ما يمكن في اليد"(15).
وكيفية الربط أيضاً محددة "يجب أن يبدأ بالربط من الموضوع المكسور ومن حيث
يميل إلى العظم وهناك يكون أشد ما يكون شداً وحين الكسر أشد يجب أن يكون الربط أقوى وبالجملة موضع الكسر والموضوع الذي يحتاج أنيدفع عنه المواد وأن يحفظ عليه الوضع وذلك يؤمن من تعفن العظم".
"ولا ينبغي أن يبلغ بشد الرباطات والجبائر مبلغاً يمنع وصول الغذاء والدم فذلك يمنع الإجبار".
ويتابع ابن سينا وصفه للرباطات تحت الجبائر ثم الرباطات فوق الجبائر ويتابع:
"وبقراط يستصوب أن يحل الرباط يوماً ويوماً فإن ذلك أولى بأن لا يضجر العليل ولا يغريه بالعبث به وحمه لما لا بد أن يتأذى العضوالمصاب من رطوبة رقيقة مؤذية"(16).
5- وضع الجبائر:- الجبائر قطع من الخشب أو المواد الصلبة توضع على العضو المكسور لحفظ الوضع عند تجبيره وبالتالي المساعدة علىالتحام العظم.
يقول ابن القف "فإذا انجذب العظم ورفع إلى موضعه دهون بدهن ورد وذر عليه آس مدقوق وزر ورد منزوع الأقماع وتوضع عليه الجبائرمن جوانبه الأربعة وأجود ما تتخذ منه خشب قد جمع الصلابة واللين مثل خشب والدفلا والرمان"(17).
ويقول الزهراوي "ثم توضع عليه حينئذ الجبائر ولتكن الجبائر من أنصاف القصب المنحوتة المهيأة بحكمة أو تكون الجبائر من خشبالغرابيل التي تصنع من الصنوبر أو جرائد النخل.. ولكن سعة كل جبيرة على هذه الصورة وهذا الشكل بعينه إلا أن تكون الجبيرة التي توضع علىالكسر نفسه أغلظ وأعرض قليلاً من سائر الجبائر وأما طول الجبيرة فتصنع على حسب ما يليق بالعضو من كبره وصغره صورة الجبرة"(18).
ولا ينبغي أن يكون بين الجبيرة والجبيرة أقل من اصبع فإن تأذى العليل بأطراف الجبائر بعد الشد في المواضع الصحيحة ما جعل تحتها منالمشاق اللينة أو الصوف النقوش حتى لا تؤذيه من ذلك شيء"(19).
ويحذر الزهراوي من الجبائر فيقول "واعلم أنه ليس كل عضو مكسور ينبغي أن
يشد بالجبائر من أول يوم وذلك أن العضو إذا كان كبيراً فلا ينبغي أن توضع عليه الجبائر إلا بعد خمسة أيام أو أكثر على حسب أمنك من حدوثالورم الحار"(20).
ويقول ابن سينا "وأن وضعت الجبائر من الجوانب الأربع فهذا أحوط ولا بأس لو كان لها فضل طول فإنه لا معبرة في ذلك ولا خسران فيأن يأخذ من قرب المفصل عن غير أن يعيش المفصل نفسه وأطول جانبيه الجانب الذي يلي حركة ميل العضو"(21).
إذن فالجبائر تربط بعد تأمين عدم حدوث الورم الحار من المفصل إلى المفصل ومن الجوانب الأربع ويكون عرضها وطولها حسب طولوعرض العظم المكسور.
6- الدشبذ (Callus):
هو المادة المتكونة حول الكسر ولها صلابة العظام يقول ابن القف (بل يلتصق أحد طرفي العظم بالطرف الآخر وينسج عليه جسم أبيضشبيه بالعصب يسميه الأطباء بالدشبذ والأطباء تختلف في إنتاج هذا الجوهر). ويتابع (وأوقات الربط على الشرط المذكور عشرون يوماً فإن هذاهو وقت ابتداء انتاج الدشبذ وفي مثل هذا الوقت يجب على الجرائحي أن يعتمد في تدبير العضو أمور خمسة أحدها أن يجعل الشد رخواً لئلا يمنعمادة الدشبذ من النفوذ والما العضو المكسور وثانيها أن يمنع العليل من الحركة والجماع والفصد والسكون في المواضع الحارة فإن هذه جميعهاتذيب مادة الدشبذ ولا في المواضع الباردة جيداً فأنها تجمد مادة الدشبذ وتمنعه عن سرعة النفوذ والوصول إلى العضو المكسور وثالثها أن يمنع منالشراب لا سيما الكثير المزاج – وكغيره إلا باريز الحارة في الطعام فإنها تلطف مادة الدشبذ وذلك مما يرقف الجبر ورابعها أن يجعل أغذية فيهالزوجة ليسهل توليد الدشبذ منها وخامسها أن ينصل موضع الكسر عند رفع الرفائد عنه بماء – طبخ في زر الورد والأسى والجلنار والبابونج(22)
وهذا الحرص والدقة دليل على فهم الميكانيكية والباثولوجي لجبر الكسور وهذا وإن كان يفتقر إلى الفهم الحديث إلا أنه يتمتع بالدقة والفهمالملائم في ذلك العصر والكافي لفهم ميكانيكة العلاج.

7- رفع العضو المكسور وتسكينه.
"ويجعل هيئة العضو مرتفعة لئلا تنصب إليه مادة ويجب أن لا تحل الجبائر عن العضو المكسور إلى خمسة أيام وكيفية الربط أن يبدأ منالموضع المكسور ويكون قوياً ها هنا وكذلك من الموضع الأعلى ليمنع المادة من الانصاب إلى العضو المكسور غير أنه لا ينبغي أن يبالغ في الشدإلى أن يؤلم فإنه رديء لوجوه أحدهما يحصر الحرارة والفضلات فيه وذلك مما يوقف في الجبر وثانيهما أنه يمنع غذائه من النفوذ إليه وذلك أيضاًمما يوقف الجبر"(23).
"ويقول ابن سينا في القانون في نصبه المجبور".
"كل عضو جبرته فيجب أن تكون له نصبة موافقة تمنع الوجع وأولى بذلك ما له بالطبع مثل أن يكون في اليد إلى الرقبة والرجل إلى الموضعتأمل لعادة العليل في ذلك وكما أن العضو الذي يجب أن يعلق على الاستواء كذلك العضو الذي يقتضي حاله أن لا يعلق ويجب أن يكون متكؤهوموضعه على شيء مستو وجرء يجب أن يعلق كي لا يتعلق بعضه ويستند بعضه والتعليق رديء لكل مجبور، كما أن الرفع إلى فوق موافق له مالم يمد مانع. وإذا جعلت نصبة العضو بحيث يكون أرفع مما يجب أو أخضف لوى العضو وعوجه بحسب إمالة العلاقة(24).
ويقول ابن سينا "ويجب أن يسكن العضو ما أمكن"(25).
"وهدف السكون هو تكوين الدشبذ والمراد في أكثر الجبر حدوث الدشبذ فيه ليس كعظام الرأس فإنها لا ينبت عليها الدشبذ ويجب عند حدوثالدشبذ أن يهجر الحركات المزعجة والجماع والغضب والحركة"(26) ويقول ابن القف "أن يجتهد في تسكين الألم ولو باستعمال المخدرات(27)فرفع العضو مهم لتخفف الورم وللسكون والسكون مهم لتكوين الدشبذ والتحام العظم هذه معرفة مهمة في علاج العظم ما زالت صالحة حتى فيأيامنا.

8- الكسر مع الجراحة.
يبذل أقصى الحذر من أجل عدم جرح الجلد وتعطى الأولوية لعلاج الجرح ويترك له فتحة في حال وضع الجبيرة. يقول ابن سينا "إذا اجتمعكسر وجراحة فليس يمكن أن
يدافع بالجبر إلى أن تبرأ الجراحة" فإن العظم يصلب. فلا يقبل الجبر إلا بصعوبة ومد شديد وأحوال عظيمة ومع هذا فإن حدث مع الجراحة أوجاعوأورام فيها خطر فلان.
يعود العضو خير من أن يحدث خطر عظيم فيجب أن لا يبالغ في أمر جبر مثل هذا الكسر وإن كان مع الكسر رض كأن من ذلك مخاطرةفي تآكل العضو فيجب أن يشرط الموضع ليخرج الدم فإن فيه خطراً وهو أن يموت العضو، وإن كان نزف فيجب أن يحبس(28) ويقول ابن القف"لا ينبغي أن يبادر إلى التحام الجراحة خوفاً من احتباس المادة المنصبة إليه"(29) أما الكسر مع الشظايا الخارجة من الجلد فله علاج آخر "فأماالشظايا فإنها إذا لم تتهدم حالت بين العظم وبين الإنجبار وإذا انكسرت أيضاً وقعت بين شفتي العظم فلم تدع أن يلتزم أحداهما الآخر أو زالتفتركت قرحة يجتمع فيها دائماً صديد فيعرف من ذلك أنها نفسها تعفن وتعفن العضو ثم لا يكون الالتزام وثيقاً. وإذا حدث من الشظايا خرق اللحمفليس من الصواب أن تشتغل بتوسيع الخرق عمل الجهال ولكن الواجب أن يمد العظمان إلى الجانبين على غاية من الاستقامة لا عوج فيها ففيالعوج حينئذ فساد العظم فإذا مد فاعمد إلى الشظية فردها وشدها فإن لم ترد فلا توسع الخرق بل أحضر لبدء بقدر ما يحتاج إليه واثقب فيه قدر ماتدخله الشظية فيه واغمز على الجلد واللبد غمزا بسفلها ويبرز العظم في الثقف إبرازاً إلى أصله ثم انشره بمنشار العمل وهو منشار رقيق حادكمنشار المشاطين وإن كانت الشظية أو القطعة من العظم متمايزة تنخى في العضل وتوجع. فلا بد من شق وتدبير لإخراج ما يخرج ونشرها مايجب نشره وإن كان التفتت كثيراً أو كان الكسر والتفتت كثيراً فلا بد أن يخرج الجميع وأما أن كان الكسر غير مفتت وكان الانقطاع فيهوالانصداع يأخذ مكاناً كبيراً فاقطع أمرض موضع ودع الباقي، فإنه لا مضرة بل المضرة في قطع الجميع عظمة"(30) ويقول في مكان آخر"وإذا اجتمع كسر وجراحة فليرفق المجبر بالجبر رفقاً شديداً وليبعد الجبار عن موضع الجراحة وليضع على الجرح ما ينبغي من المراهموخصوصاً الزنتي"(30) ويقول "وبقي الجرح مفتوحاً لك أن تكشفه حتى شئت ولك أن تجعل على الجبائر ثقبا بحذاء ذلك ليصل داء الجراحة إليهاويمكن إخراج الصديد منها ويكون ذلك بحيث يمكن التغطية عليهم جميعاً بعد ذلك فإن ترك الجرح مكشوفاً رديء وخاصة في البرد ويكون متىأريد حل ما يغطي الجرح غدوة وعشية لعلاجه الخاص ما أمكن ولم ين فيه تعرض لرباط الجبر للكسر
البتة"(31). أي أنه يعالج الكسر وينتبه إلى الجرح الذي يعالج من خلال فتحة في الرباط ولم يطرأ جديد في هذا سوى استبدال الرباط والجبيرةبالجبص.
9- لقد عرف الأطباء أهمية الوقت في علاج الكسور وعرفوا اختلاف الوقت اللازم في كل عظم وكسر وأن أضافوا في الغالب ويعالج حتىيبرأ ولكن الجراحين يتفقون على كسر الترقوة في ثمانية وعشرين يوماً(32)والعضد في خمسين يوماً إلى شهرين لا يكلف الموضع هذه المدة بحملشيء ثقيل أو يضرب بها إلى مرتب ستة أشهر بعد كمال الجبر والذراع في ثلاثين يوماً وفي اثنين وثلاثين وربما أجبر في ثمانية وعشرين(33)والفخد في خمسين يوماً والساق في ثلاثين يوماً كما ذكر الزهراوي أو في خمسين كما ذكر ابن القف(34).
10- ولوحظ الفرق بين جبر عظام الكبار وعظام الصبيان والأطفال "واعلم أن العظام المكسورة إلا إذا كانت في الرجال المسندين والشيوخفليس يمكن أن تتصل وتلتحم على طبيعتها الأولى أبداً بجوف عظامهم وصلابتها وقد يتصل ويلتحم ما كان من العظام في غاية اللين بمنزلة عظامالصبيان الصغار(35) ويظهر الكسر عند الصبيان مختلفاً عن الكبار كما يقول ابن سينا "وموضع الكسر من الكبار يعرف بالوضع ومن موقعالسبب الكاسر ولمس اليد وأما من الصبيان فيظهر بالوجع والورم والحمرة"(36) ويقول ابن سينا "العظام المتكسرة إذا ردت إلى أوضاعها أمكن فيالأطفال ومن يقرب منهم ينجبر لبقاء القوى الأولى فيها(36).
11- هناك طرق خاصة لجبر الكسور الخاصة مثل كسور عظام الرأس والأنف والفكين والورك وأصابع اليدين والرجلين. ويتحدثالزهراوي عن كسور الرأس ويقسمها إلى:-
أ- كسر قدومي يكسر العظم ويصل إلى الأم الجافية (نافذ).
ب- كسر غير نافذ وقلعاً مطلقاً.
ج- تهشم نافذ أو غير نافذ.
د- صدع يسير كسر شعرى.
هـ- كسر مع دخول العظم داخل الجمجمة.
ويقسم الأعراض الناتجة من كسور الرأس إلى أعراض عامة ومحلية أما العامة "فتنظر إلى أحوال العليل فإن رأيت من أعراض ما يدلدلالة ظاهرة على الخوف قبل قيء المرارة والاقتداء وذهاب العقل وانقطاع الصوت والغش والحمى الحادة وجحوظ العينين وحمرتها ونحوها منالأعراض فلا تقرب العليل ولا تعالجه فإن الموت واقع به مع هذه الأعراض في أكثر الأغراض لا محالة(37) ويتطرق إلى العلاج بضرورة:
نزع العظم قبل اليوم الرابع عشر.
تقوير العظم وانتزاعه.
ثقب العظم حول الكسر فإن كان العظم قوياً صلباً فينبغي أن تثقب العظم حوله قبل استعمالك المقاطع بالمثاقب التي سموها مثاقب غير غائصة لأنهالا تتجاوز حد عظم القحف إلى ما وراءه من أجل أن للمثقب حرفاً مستديراً وينبغي أن تتخذ من هذه المثاقب عدة كثيرة يصلح كل واحد منها بمقدارأو شحن لك العظم وأما كيفية الثقب حول عظم مكسور فهو أن تجعل المثقب على العظم وتديريه بأصابعك حتى تعلم أن العظم قد نفذ ثم تنقل المثقبإلى موضع آخر وتجعل بعد ما بين كل ثقب قدر غلظ المرود أو نحوه ثم تقطع بالمقاطع ما بين كل ثقبين وتفعل ذلك بعناية. ا يستطيع عليه منالرفق كما قلنا حتى تقطع العظم أما بيدك أو بشيء آخر من بعض الآلات التي أعددت لذلك"(38). وهذا وصف لعملية Trepanation كما كان يفعلهاالزهراوي ويعالج الزهراوي كسر العظام الأنف بنفس الدقة والوصف التفصيلي أما في كسر الفك فيربط الأسنان المتحللة بأسلاك الذهب أو الفضةأو الابريسم ويصنع جبيرة. "فإن كان قد حدث في الأسنان تزعزع أو تفرق فشد ما طعمت منها أن تبقى بخيط ذهب أو فضة أو ابريسم ثم تضععلى اللحى المكسور القيروطي ثم تضع عليه خرقة مثنية وتضع على الخرقة جبيرة كبيرة محكمة أو قطعة جلد نعل ملساء لطول اللحى ثم تربطهمن فوق على حسب ما يتهيأ لك ربطه وتأمر العليل بالتودع والسكون وتجعل غذاءه الإحساء اللنية(39).
كذلك يعالج جميع العظام من عظام الورك والصدر والأضلاع ويضيف الآلات اللازمة لكل عمل جراحي لتسوية العظم أو للحفر.

ملخص
عرف الطب أهمية تجبير الكسور وقسموها إلى أنواعها وعرفوا تشخيصها وعلاجها.
عرفوا أهمية الشد باليدين وبالحبل في التجبير.
وضعوا الجبائر والأربطة والضمادات.
رفع العضو وتسكينه.
رفعوا الشظايا وهندموا الكسر قبل علاج الجرح.
عرفوا أهمية الدشبذ – في إنجبار العظم.
اهتموا بالوقت اللازم لعلاج كل نوع من العظام.
عرفوا الخرق بين الصغار والكبار في علاج الكسور.
عرفوا فتح الجمجمة Trepanation وعلاج كسور الجمجمة والكسور المختلفة.







المصادر :
مراجع
حنين ابن اسحق:- المسائل في الطب/ الناشر دار الجامعات المصرية 1978. تحقيق د. محمد علي الريان -. محمد عزب . د. جلال محمد موسى-1

الزهراوي
ابن القف العمدة في الجراحة ج/1 ص 135 الطبقة الأولى في مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد.3-
ابن القف نفس المصدر ج/1 ص 135. 4-
الزهراوي المصدر السابق ص/681. 5-
ابن سينا القانون في الطب ص 2047 د. ادوارد العشرو د. علي زيعور مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر بيروت 1987.
الزهراوي المصدر السابق ص 681.
ابن سينا – المصدر السابق. 8-
ابن القف – المصدر السابق ص 200ج/1.
الزهراوي – المصدر السابق ص681.
ابن القف – المصدر السابق ص 201 ج/1.
الزهراوي المصدر السابق ص 683.
ابن سينا المصدر السابق ص 2049.
ابن سينا نفس المصدر السابق ث 2052.
ابن سينا نفس المصدر السابق ص 2052.
ابن سينا – نفس المصدر السابق ص 2053.
ابن القف – المصدر السابق ص 201 ج/1.
الزهراوي – المصدر السابق ص 687.
الزهراوي المصدر السابق – ص 689.
الزهراوي المصدر السابق 691.
ابن سينا المصدر السابق ص 2054.
ابن القف المصدر السابق ص 200 ج/1.
ابن القف ص 201 ج/1.
ابن سينا المصدر السابق ص 2051 ج/1.
ابن سينا المصدر السابق ص 2049.
ابن سينا المصدر السابق ص 2049.
ابن القف المصدر السابق ص 202 ج/1.
ابن سينا المصدر السابق ص 2049.
ابن القف 1 ص 202 ج/1.
ابن سينا المصدر السابق ص 2050.
ابن سينا المصدر السابق ص 2055.
الزهراوي المصدر السابق ص 725.
ابن القف المصدر السابق 146 ج/2.
ابن القف المصدر السابق ص 148 ج/2.
الزهراوي المصدر السابق ص 681.
ابن سينا المصدر السابق ص 2048.
الزهراوي المصدر السابق ص 707.
الزهراوي المصدر السابق ص 705.
الزهراوي المصدر السابق ص 717.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.06 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.81%)]