تحقيق شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي باب السجود - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4416 - عددالزوار : 852404 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3947 - عددالزوار : 387709 )           »          هل لليهود تراث عريق في القدس وفلسطين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 1051 )           »          أوليــاء اللــه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          المشكلات النفسية عند الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل المديرون بحاجة للحب؟هل تحب وظيفتك ومكان عملك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          وأنت راكع وساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          لماذا تصاب المرأة بالقولون العصبي بــعد الــزواج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          لطائف تأخير إجابة الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-02-2020, 05:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي تحقيق شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي باب السجود

تحقيق شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي

باب السجود

الشيخ أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين

حدَّثَنا هشامُ بنُ عمار، ثنا سُفيان بن عُيَينة، عن عُبَيدالله بن عبدالله بنِ الأصمّ، عن عمِّه - يزيد بن الأصم - عن ميمونة: "أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سجَد جافى يديه، فلو أنَّ بَهْمَةً أرادت أن تمرَّ بيْن يديه لمرَّت".‏

هذا حديثٌ رواه مسلم[1]، وفي لفظ: "خوى بيديه - يعني: جنَح - حتى يُرَى وضحُ إبْطَيه مِن ورائه، وإذا قعَد اطمأنَّ على فخِذه اليُسَرى"[2].

حدَّثَنا أبو بكر بن أبي شَيْبة، ثَنا وكيع، عن داود بن قيس، عن عبدالله بن عُبيدالله بن أقرم الخُزاعي، عن أبيه قال: "كنتُ مع أبي بالقاع مِن نمرة، فمرَّ بنا ركْب، فأناخوا بناحيةِ الطريق، فقال لي أبي: كُن في بَهْمك حتى آتي هؤلاء القوم[3]، فأسألهم، ‏ قال: فخرَج، قال: وجئت - يعني دنوتُ - فإذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فحضرتِ الصلاةُ، فصليتُ معهم، وكنت[4] أنظُر إلى عفرتَي إبْطي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - كلَّما سجد"، ‏ قال ابنُ ماجه: الناس يقولون: عبيدالله بن عبدالله، وقال أبو بكر بن أبي شَيبة: يقول الناس: عبدالله بن عبيدالله [5]، ثم ذكَر ابنُ ماجه سندَه بذلك.

‏هذا حديثٌ قال فيه الترمذيُّ: حسن، لا نعرِفه إلاَّ مِن حديث داود بن قيس، ولا نعرِف لابن أقرم عنِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - غيرَ هذا الحديث، والعمَل عليه عندَ أهل العِلم[6]، ولَمَّا ذكَره الحاكم في "مستدركه" قال: هذا حديثٌ صحيح على ما أصَّلتُه مِن تفرُّد الابن بالرِّواية، عن أبيه[7]، ولما ذكَره أبو علي بن السَّكن في كتابه[8] "معرفة الصحابة" قال: له رِواية ثابتة، وفي المعرفة للبيهقي: كان يعقوبُ بن سفيان يذهَب إلى أنَّ الصحيح في هذا ثمرة بالثاء، أخْبَرنا بذلك أبو الحسين بن الفَضْل: أنَّ ابن درستويه أخبرَهم، عنه[9]، وفي قول الترمذي: "له حديثٌ واحِد" نظَر؛ لما ذكره البغويُّ في كتابه معرفة الصحابة مِن حديث عبدالرحمن بن محمَّد، عن الوليدِ بن سعيد قال: سمعتُ عبدالله بن أقرم قال: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في قوله تعالى: ﴿ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴾ [مريم: 25]...الحديث[10]، قال البغوي: هذا حديثٌ غريب، وفي إسناده لِين.

حدَّثَنا الحسنُ بن عليٍّ الخلاَّل، ثَنا يزيدُ بن هارون، أنبأ شريكٌ، عن عاصِم بن كُلَيب، عن أبيه، عن وائل[11]، قال: "رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سجَد وضَع رُكبتيه قبلَ يديه، وإذا قام مِن السجود رفَع يديه قبلَ رُكبتيه"‏.‏

هذا حديثٌ قال النَّسائي: لم يقل هذا عن شريك غيرُ يزيد بن هارون[12]، وقال الترمذي: قال الحسنُ بن علي: قال يَزيد بن هارون: لم يروِ شريك عن عاصم بنِ كليب إلاَّ هذا الحديث، قال أبو عيسى: هذا حديثٌ غريبٌ حسَن، لا نعرِف أحدًا روى مِثلَ هذا الحديث غير شريك، والعملُ عليه عندَ أكثر أهل العلم، ورَوى همَّام عن عاصم هذا مرسلاً، لم يذكرْ فيه وائل بن حجر[13]، انتهى كلامه، وفيه نظَر مِن حيث إنَّ همامًا لم يشافهْ فيه عاصمًا بالرِّواية؛ إنَّما رواه عن شقيق أبي الليث، ثَنا عاصم فذكَره، كذا هو في كتاب المراسيل لأبي داود[14] وغيره، وشقيق هذا قال ابن القطَّان: لا يُعرَف بغير رِواية همَّام عنه[15]، وفي أحكام الطُّوسي: هذا حديثٌ غريب، وقال الدَّارقطني: قال ابنُ أبي داود: وضع رُكبتيه قبلَ يديه، تفرَّد به يَزيد، عن شريك، ولم يُحدِّث به عن عاصم غير شريك، وشريك ليس بالقويِّ فيما ينفرِد به[16]، وقال البيهقي: ورواه من حديثِ حجَّاج بن منهال، عن همَّام، عن محمَّد بن جحادة، عن عبدالجبار بن وائل، عن أبيه بلفظ: "وقعتْ رُكبتاه على الأرْض قبلَ أن يقَع كفَّاه".

وعن عفَّانَ ثنا حجَّاج، عن همام، ثَنا شقيق أبو الليث، حدَّثني عاصمُ بن كُلَيب، عن أبيه: "أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -..."، قال عفَّان: وهذا الحديثُ غريب، قال البيهقي: هذا حديثٌ يعدُّ في أفرادِ شَريك، وإنَّما تابعه همَّام مرسلاً؛ كذا ذكَره البخاريُّ وغيره مِن الحفَّاظ المتقدِّمين، وهو المحفوظ[17]، وقال الخطَّابي: حديث وائل أثبت مِن حديث تقديم اليدين، وهو أرْفَق بالمصلِّي[18]، وقال الحازمي: رواه همَّام، عن شقيق - يعني: أبا الليث - عن عاصم بن كُلَيب، عن أبيه، عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً، وهو المحفوظ[19].

حدَّثَنا بِشر بن معاذ الضَّرير، ثَنا أبو عوانة، وحمَّاد بن زيد، عن عمرِو بن دِينار، عن طاوس، عن ابن عبَّاس، عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أُمرتُ أن أسْجُدَ على سبعةِأعظُم))‏.‏

حدَّثَنا هشامُ بن عمَّار، ثنا سفيان، عن ابن طاوس، عن أبيه، عنِ ابن عبَّاس قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أُمرتُ أن أسجُدَ على سبع، ولا أكفَّ شَعرًا ولا ثوبًا))، ‏قال ابنُ طاوس: فكان أبي يقول: اليدين، والرُّكبتين، والقدمين، وكان يعدُّ الجبهة والأنف واحدًا.‏

هذا حديثٌ خرَّجاه في صحيحيهما بلفظ: وأشار بيده إلى أنفِه، واليدين، والرُّكبتين، وأطراف القدمين، ولا يكفّ الثياب والشَّعر[20].

حدَّثَنا يعقوبُ بن حُمَيدِ بن كاسب، ثَنا عبدالعزيز بن أبي حازم، عن يَزيد بن الهاد، عن محمَّد بن إبراهيم التيمي، عن عامِر بن سعد، عن العبَّاس بن عبدالمطلب أنَّه سمِع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إذا سجَد العبدُ، سجَدَ معه سبعةُ آراب: وجهه، وكفَّاه، ورُكبتاه، وقدماه)).‏

هذا حديثٌ رواه مسلم بن الحجَّاج في صحيحه[21].

حدَّثَنا أبو بكر بن أبي شَيْبة، ثَنا وكيع، ثَنا عبَّاد بن راشد، عن الحسَن، ثنا أحمرُ صاحِب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنْ كنَّا لنأوي للنبي - صلى الله عليه وسلم - ممَّا يُجافي بيديه عن جَنبيه إذا سجَد".

هذا حديثٌ ألزمَ الدارقطني البخاريَّ تخريجه، قال: لأنَّه قد أخرج عن عبَّاد بن راشد، عن الحسَن، عن معقل أنَّ أخته طلّقت[22]، وخرَّجه الحافظ الضياء في مستخرجه مِن طريق عبَّاد[23]، وإنْ كان قدْ قال النَّسائي، والبرقي[24]: ليس هو بالقوي، وقال ابنُ حبَّان: لا يُحتجُّ به، وقال ابن المديني: لا يعرف حاله، وقال الأزديُّ: تركه يحيى بن سعيد، وقال ابن خلفون: يُقال: إنَّه كان يرَى القدَر، وقال ابنُ معين: ضعيف، وكذا قاله أبو داود، وقال البخاريُّ: روَى عنه عبدُالرحمن، وترَكه يحيى، وأدْخَله في كتاب الضُّعفاء، فأنْكَره أبو حاتم، وقال: يحول مِن هناك، فقد وثَّقه غير هؤلاء أحمد بن حنبل، فقال: هو ثِقة، ورفَع أمره، وقال: ما كان أروى ابنَ مهدي عنه! وقال الساجي والأزدي: صدوق، وقال العجلي والبزار: ثِقة، وقد تابَعه على روايته عن الحسَن: عطاء بن عجلان فيما ذكَره أبو القاسم بن عساكر في كتاب الأطراف.

وفي الباب حديثُ عبدالله بن بُحَينة في الصحيحين أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: "كان إذا صلَّى فرَّج بيْن يديه حتى يبدوَ بياضُ إبْطيه"[25]، وحديث ابن عباس عند الحاكم قال: "أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مِن خلْفه، فرأيتُ بياضَ إبْطيه، وهو مُجَخٍّ، قد فرَّج يديه".

رواه مِن حديث أبي إسحاقَ السَّبيعي، عن التميمي الذي يُحدِّث بالتفسير عن ابن عبَّاس[26]، وحديث أبي هريرة: "كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا سجَد رُئِيَ وضحُ إبْطيه"، قال فيه الحاكم: صحيحٌ على شرْطهما[27]، وفي المعرفة مِن حديث صالِح مولى التوءمة: "يُرى بياضُ إبْطيه ممَّا يُجافي يديه"[28]، وقد تقدَّم حديثُ أبي حميد في عشرةٍ مِن الصحابة، وفيه: "إذا سجَد جافَى بيْن يديه"[29]، وعن جابرِ بن عبدالله قال: "كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سجَد جافَى حتى يُرى بياضُ إبْطيه"؛ رواه ابن خُزيمةَ في صحيحه[30]، وقال أبو زُرعة: هو صحيح، وفي الأوسط: لا يُروَى عن جابرٍ إلاَّ بهذا الإسناد: منصور، عن سالِم عنه[31].

وفي سؤالات مهنا: سألتُ أحمد ويحيى عنه، فقالا: ليس بصحيح، فقلتُ لأحمد: كيف لم يقلْ لعبدالرزاق - يعني: شيخه فيه -: إنه ليس بصحيح؟ فقال:لم أعلمْ به يومئذٍ، قلت: فكيف حدَّثتَ به؟ قال: لم أعلمْ إلاَّ بعدَ ذا، قال: فقلت: كيف علمتَه؟ فقال: ثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال: حدثت أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كان إذا سجَد جافَى"، وقال أبو عبدالله: كنت تركتُ هذا الحديثَ حتى ذُكِر لي أنَّ فضيل بن عِياض رَوى عن منصور مِثل هذا - يعني: مِثل رواية عبدالرزاق - وعن عدي بن عُميرة الحضْرَمي: "كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا سجَد يُرَى بياض إبْطيه"، خرَّجه ابن خزيمة في صحيحه[32]، وقال الإسماعيلي في "معجمه": ثَنا عبدالله بن حفص بن عمر الوكيل، ثَنا عبدالله بن أبي شيبة، ثَنا شريك، عن أبي إسحاق، عن البَراء بن عازِب، قال: "كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلَّى جخَّى"[33]، وخرجه أيضًا ابن خزيمة في صحيحه، وقال: قال النَّضْر بن شُميل: جخَّ: لا يتمدَّد في ركوعه ولا سجودِه[34]، وقال الحاكم: صحيح على شرْط الشيخين، وهو معدودٌ في أفراد النَّضْر بن شُمَيل[35]، وحديث أنس بنِ مالك قال: "رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - انحطَّ بالتكبير، فسبقتْ رُكبتاه يديه"؛ رواه الدارقطني، وقال: تفرَّد به العلاءُ بن إسماعيل العطَّار[36]، وزعَم النوويُّ أنَّ البيهقي أشار إلى ضعْفه[37]، وأمَّا ابن حزم فأشار إلى صحَّته[38]، وقال الحاكم: صحيح على شرْط الشيخين، ولا أعرِف له عِلَّة[39]، وحديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: ((إذا سجَد أحدُكم، فليبدأ برُكبتيه قبلَ يديه، ولا يبرك بروكَ الجمَل))؛ قال البيهقي - ورواه مِن حديث عبدالله بن سعيد المقبري، وهو ضعيف -: وكذا رواه أبو بكر بن أبي شَيْبة، عن ابن فُضيل عنه، والذي يُعارِضه ينفرد به محمَّدُ بن عبدالله بن الحسَن، وعنه الدراوردي، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرةَ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذَا سجَد أحدُكم، فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبلَ رُكبتيه))[40]، قال الترمذيُّ: حديثٌ غريب، لا نعرِفه مِن حديث أبي الزناد إلاَّ مِن هذا الوجه[41]، وقال البخاريُّ: محمَّد بن عبدالله بن الحسَن لا يُتابَع عليه، قال: ولا أدْري سمِع مِن أبي الزناد أم لا [42]، وقال ابن أبي داود: هذه سُنَّة تفرَّد بها أهلُ المدينة، ولهم فيها إسنادان، هذا أحدهما، والآخَر: عن عبيدالله، عن نافع، عن ابن عمر، عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا قولُ أصحابِ الحديث: وضع اليدين قبل الرُّكبتين، قال الدارقطني: وهذا حديثٌ تفرَّد به الدراوردي، عن عُبَيدالله بن عمر، وفي موضِع آخر: تفرَّد به أصبغُ بن الفرَج، عن الدراوردي[43]، ولما خرجه الحاكم، عن أبي عبدالله بن بطَّة، ثنا عبدالله بن محمَّد بن زكريا، ثنا مُحْرِز بن سَلَمة، ثَنا الدراورديُّ قال: صحيح على شرْط مسلم، وله معارضٌ مِن حديث أنس بن مالك[44] - يعني: المذكور قبل - ورَواه البيهقيُّ أيضًا مِن حديث عبدالعزيز بن محمَّد، عن محمَّد بن عبدالله بن الحسن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرةَ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا سجَد أحدُكم، فلا يبرك كما يبرُك الجمَل، وليضعْ يديه على رُكبتيه)).

قال البيهقي: كذا قال: على رُكبتيه، فإنْ كان محفوظًا كان دليلاً على أنَّه يضع يديه على رُكبتيه عندَ الإهواء إلى السجود، قال: ورواه - يعني اللفظ المتقدِّم - عبدُالعزيز عن عبيدالله، عن نافع، عن ابن عمرَ مرفوعًا، والمحفوظ عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: ((إذا سجَد أحدُكم، فليضع يديه، فإذا رفَع فليرفعهما، فإنَّ اليدين تسجدان كما يسجُد الوجه، فإذا وضَع أحدُكم وجهَه فليضعْ يديه))[45]، ولما خرَّجه الحاكم قال: صحيحٌ على شرْط الشيخين[46]، وخرَّجه أيضًا ابن خُزيمةَ في صحيحه[47]، وفي مسند ابن أبي شَيْبة، عن يعقوبَ بن إبراهيم، عن ابنِ أبي ليلى، عن نافِع، عن ابن عمرَ: "أنَّه كان يضَع رُكبتيه إذا سجَد قبلَ يديه"[48]، وفي تعليق البخاري: وقال نافع: "كان ابنُ عمرَ يضَع يديه قبلَ رُكبتيه"[49]، ولما أخرَجه ابن خزيمة في صحيحه مرفوعًا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ذكر الدليل على أنَّ الأمر بوضْع اليدين عندَ السجود منسوخ، وأنَّ وضْع الرُّكبتين قبل اليدين ناسِخ، ورَوى مِن طريق إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن سلمة بن كُهَيل، عن أبيه، عن سَلمة، عن مصعَب بن سعد، عن سعَد قال: "كنَّا نضَع اليدين قبل الركبتين، فأُمرنا بالرُّكبَتين قبل اليدين"[50].

وفي كتاب الحازميِّ: أمَّا حديث سعْد، ففي سنَدِه مقال، ولو كان محفوظًا لدلَّ على النَّسْخ، وفي الباب أحاديث تشيده[51]، وفي كتاب البيهقي: المشهور في هذا عن مصعَب، عن أبيه نسْخ التطبيق[52]، وفي المغني لابن قُدامة - رحمه الله تعالى - ما يشدُّ قول ابن خزيمة، روي عن أبي سعيد قال: "كنَّا نضَع اليدين قبلَ الرُّكبتَين، فأُمرنا بوضْع الركبتين قبلَ اليدين"[53]، وفي المصنَّف لابن أبي شَيبةَ مِن حديث إبراهيم، عن الأسود، عن عُمر: "أنَّه كان يضَع رُكبتَيه قبل يديه"، وعن عبدالله بن مُسلِم بن يسار، عن أبيه أنَّه كان إذا سجَد تقَع رُكبتاه، ثم يداه، ثم رأسه، وسُئل إبراهيم عن الرَّجُل يضَع يديه قبلَ رُكبتيه، فكرِه ذلك، وقال: هل يفْعله إلاَّ مجنون؟! وعن خالد قال: رأيتُ أبا قلابة إذا سجَد بدأ فوضَع رُكبتيه، قال: ورأيتُ الحسن يخرُّ، فيبدأ بيديه، وعن مهدي بن ميمون قال: رأيتُ ابنَ سيرين يضَع رُكبتيه قبلَ يديه، وعن أبي إسحاقَ قال: كانَ أصحابُ عبدالله إذا انحطُّوا للسجود وقعتْ رُكبهم قبلَ أيديهم، وسُئل قتادة عن الرجل إذا انصبَّ مِن الرُّكوع يبدأ بيديه؟ فقال: يضَع أهونَ ذلك عنه[54]، وفي المستدرك: قال أبو عبدالله: والقلْبُ في هذا إلى حديثِ ابن عمر أميلُ؛ لكثرةِ مَن رَوى ذلك عنه مِن الصحابة والتابعين[55].

وفي الأوسط مِن حديث سعيد، عن أبي هريرة قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((السُّجود على سبعةِ أعضاء[56]))، وقال: لم يروه عن سعيد إلاَّ أبو أمية بن يَعْلَى، تفرَّد به حجَّاج بن نُصير[57]، وذكر الإسبيجاني عن أبي حنيفة مِن آداب الصلاة وضْع الركبتين قبل اليدين، واليدين قبلَ الجبهة، والجبهة قبلَ الأنْف، وقيل: الأنف قبلَ الجبْهة، وتقدّم اليد اليمنى على اليُسرى، ففي الوضْع تقدم الأقرَب إلى الأرْض، وفي الرَّفْع تقدم الأقرب إلى السماء: الوجْه، ثم اليدان، ثم الرُّكبتان، وإنْ كان ذا خفٍّ يضَع يديه أولاً للتعذُّر، وحكاه القاضي أبو الطيِّب - أعني: وضع الرُّكبتين - عن عامَّة الفقهاء، وحَكاه ابنُ المنذر عن عمرَ بن الخطَّاب، والثوري، وأحمد، وإسحاق، قال: وبه أقول، زاد البيهقي: ابن مسعود، ونقَلَه ابنُ بطَّال عن ابن وهْب، وذكر أنه أيضًا رواه ابنُ شعبان[58] عن مالك، وفي كتاب النووي: وقال الأوزاعيُّ، ومالك: يقدِّم يديه على رُكبتيه، وهي رواية عن أحمد، وبه قال أبو محمَّد بن حزم.


غريبُه: البهمة: الصغير مِن أولاد الغنَم - الضأن والمعز - والبقر مِن الوحش وغيرها، الذَّكَر والأنثى في ذلك سواء، قال ابن سِيدَه: وقيل: هو بهمة إذا شبَّ، والجمْع: بَهْم، وبَهَم، وبِهام، وبِهامات جمْع الجمع، وفي نوادر ثعْلب: البهم: صِغار المعز، وبه فسّر قول الشاعر:
عَدَانِي أَنْ أَزُورَكَ أَنَّ بَهْمِي
عَجَايَا كُلُّهَا إِلاَّ قَلِيلاَ


وفي كتاب أبي موسى المديني الحافِظ: البهمة: السَّخْلة، وفي حديث أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للرَّاعي: ما ولدت؟ قال: بهمة، قال: ((اذبحْ مكانها شاة))[59]، فلو أنَّ البَهْمة اسم لجِنس خاص، لما كان في سؤاله - صلى الله عليه وسلم - الرَّاعي وإجابته عنه ببهمة كبيرُ فائِدة؛ إذ يعرف أن ما تلد الشاة إما يكون ذكرًا أو أنثى، فلمَّا أجاب عنه ببهمة، فقال: ((اذبحْ مكانَها شاة)) دَلَّ على أنَّه اسم للأنثى دون الذَّكر؛ أي: دعْ هذه الأنثى في الغنَم للنَّسْل، واذبحْ مكانها ذكرًا، والله تعالى أعلم.

وعفرة إبْطه - صلى الله عليه وسلم - مِن أعلام نبوَّته؛ لأنَّ الناس آباطهم غير إبْطه - صلى الله عليه وسلم - بيضاء، قاله أبو نعيم، وقال الأصمعيُّ: هو البياض، وليس بالناصِع، ولكنَّه لون الأرض، ومنه قيل للظباء: عفر، شبهتْ بعفر الأرض، وهو وجهها، وقال شمر: هو بياضٌ إلى الحمرة قليلاً، ذكَره الهرويُّ، وفي "المُحكَم": ماعزة عفراء: خالِصة البياض، وأرْض عفراء: بيضاء لم تُوطأ، وثريد أعفر: مُبْيَضٌّ، منه، والجبهة: موضِع السُّجود، وقيل: هي مستوى ما بيْن الحاجبين إلى الناصية، قال ابن سِيدَه: ووجدتُ بخطِّ عليِّ بن حمزة في المصنَّف: فإذا انحسَر الشَّعر عن جانب جبهته، ولا أدْري كيف هذا إلاَّ أن يُريد الجانبين، وفي الغريبين: نأوي له؛ أي: نرثي له ونرق، ويُقال: أويتُ إليه، أوية، وأية، ومأوية.

والآراب: الأعضاء، واحدها أرَب، ذكَره الهرويُّ، ونمرة: جبل عن يمينك وأنت بعَلَمي عرَفة به عَيْران، قاله أبو عليٍّ الهجري في نوادِره، وزعم أبو عبيد البَكْري في مُعْجَمه: أنَّه موضِع بعرفة معلوم، وفي كتاب الحازمي وياقوت: ناحية بعرَفة، نزَلها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في حجَّة الوداع، وقيل: الحرَم مِن طريق الطائِف على طرفِه عرَفة من نمِرة على أحدَ عشر ميلاً.


[1] مسلم (496).

[2] مسلم (497).

[3] كلمة: (القوم) ليستْ بالأصل، وهي في المطبوع.

[4] كذا بالأصل، وفي المطبوع: فكنت.

[5] كذا في المطبوع، وفي الأصل: قال أبو بكر بن أبي شيبة: يقول الناس: عبيدالله بن عبدالله.

[6] سنن الترمذي (274).

[7] المستدرك (1/227).

[8] في الأصل كلمة غير واضِحة، والسِّياق غير محتاج لها.

[9] المعرفة للبيهقي (3/32).

[10] أخرجه أبو عمر حفص بن عمر الدوري في جزءِ قراءات النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - (ص: 126) رقم (81).

[11] كذا بالأصل، وفي المطبوع: وائل بن حجر.

[12] النسائي (2/234-235).

[13] الترمذي (268).

[14] المراسيل لأبي داود (ص:94) رقم (42).

[15] بيان الوهم والإيهام (2/66) رقم (36).

[16] سنن الدارقطني (1/345).

[17] السنن الكبرى للبيهقي (2/98-99)، وقوله: وهو المحفوظ، ليس فيه، إنما هو في المعرفة (3/17).

[18] معالم السنن (1/399)، ولم أجد فيه قوله: وهو أرفق بالمصلي.

[19] الناسخ والمنسوخ (ص: 222).

[20] البخاري (812)، ومسلم (490).

[21] مسلم (491).

[22] الإلزامات للدارقطني، بتحقيق شيخنا مقبِل - رحمه الله - (ص: 75).

[23] الأحاديث المختارة للضياء (4/71) رقم (1290).

[24] في الأصل كلمة غير واضحة.

[25] البخاري (807)، ومسلم (495).

[26] المستدرك (1/228).

[27] المستدرك (1/228).

[28] المعرفة ( 3/31 ).

[29] الحديث عندَ البخاري (828)، وهذا اللفظ عند أبي داود (736).

[30] صحيح ابن خزيمة (649).

[31] المعجم الأوسط للطبراني (2983).

[32] صحيح ابن خزيمة (650).

[33] معجم الإسماعيلي (2/684) رقم (311).

[34] صحيح ابن خزيمة (647).

[35] المستدرك (1/227-228).

[36] سنن الدارقطني (1/345).

[37] المجموع (3/421).

[38] المحلى (2/129-130).

[39] المستدرك (1/226).

[40] السنن الكبرى للبيهقي (2/100).

[41] سنن الترمذي (269).

[42] التاريخ الكبير (1/139).

[43] أطراف الغرائب (3/471-472) رقم (3309).

[44] المستدرك (1/226).

[45] سنن البيهقي الكبرى (2/100-101).

[46] المستدرك (1/226)، وفيه: على شرْط مسلم، وقد سبَق.

[47] صحيح ابن خزيمة (627).

[48] مصنف ابن أبي شيبة (1/295).

[49] البخاري مع الفتْح (2/290)، باب يَهوي بالتكبير حين يسجد.

[50] صحيح ابن خزيمة (1/319) رقم (628).

[51] الاعتبار في الناسخ والمنسوخ (ص:221-222).

[52] سُنن البيهقي الكبرى (2/100).

[53] المغني (1/279).

[54] مصنف ابن أبي شيبة (1/294-295).

[55] المستدرك (1/226).

[56] في الأصْل: أعطاء، وهو خطأ.

[57] المعجم الأوسط (7740).

[58] هو محمَّد بن القاسم بن شعبان، شيخ المالكية.

[59] سنن أبي داود (142).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.79 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]