القلـــوب الثــلاثــة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 39 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-03-2019, 11:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي القلـــوب الثــلاثــة

القلـــوب الثــلاثــة
الحسن ملواني

دخل متهالكا شاحب الوجه فاتر الأطراف، سأله الطبيب، فلم يعرف كيف يرد عليه، فهو لا يحس بأي ألم في جسده. وبعد لحظة من التردد، قال مجيبا: أيها الطبيب، أصارحك بأني لا أشكو من ألم ولا وجع، الوساوس تهاجمني بين فينة وأخرى، تارة أخال نفسي شريرا مغتصبا تحققت فيه كل صفات التوحش والنذالة بامتياز، وتارة يتبين لي استعدادي الفطري للبذل في سبيل إشاعة المودة والوئام والاحترام بين الناس، أرى قدرتي على أن أكون مرشدا بحلمي وحكمتي ونبل أخلاقي.
كان الطبيب يحدق فيه مركزا عله يعثر بين أقواله على شيء يفيده في العلاج، وحيث لم يجد شيئا قاطعه قائلا: علتك يا أخي بسيطة، لا تحتاج إلى دواء، بعد أيام سيزول عنك ما تعانيه.
نهض المريض خائبا، كان حزين القسمات مضطرب الأفكار، فالطبيب لم يقنعه بما يمكن أن يزيل عنه ما يقاسي.. كان حائرا يتساءل عن الدور الحقيقي للأطباء، فقد زار هذا وذاك، منذ خمس سنوات ولم يسمع منهم سوى الجواب نفسه، فهل الدواء ممنوع عليه وحده؟ أم أن علته لم يوجد لشفائها دواء بعد؟
انحرف بعيدا عن الشارع الرئيسي قاصدا شجرة وارفة الظل، أسند ظهره إلى جذعها، كان جاف الحلق مغرورق العينين، كان يحس أنه وحيد في زنزانة مظلمة سيختنق فيها بعد لحظة، أغلق عينيه المترهلتين ينشد سنة من النوم تخفف من الضيق الذي يطبق عليه.. فتح عينيه وإذا بشيخ وقور يربت على كتفه، فاستغرب استغرابا، واختلط لديه الحلم بالواقع.. حياه فرد عليه التحية بشفتين مرتعدتين، ابتسم الشيخ في وجهه، ثم رفع عينيه نحو الأفق وكأن شيئا لاح له من بعيد. ثم قال: اسمع يا بني، إني أتوسم في وجهك الخير والسداد، وأعرف أنك تعاني، وربما زرت أكثر من طبيب بلا جدوى.. تعجب المريض، فمن أين له أن يعرف ذلك كله؟
قال الشيخ وهو يربت على ركبته: مرضك ليس من بدنك، مرضك من قلبك، فقلبك مريض بعد أن كان سليما، وأعلم كما تعلم أنك عشت سنوات بقلب سليم يقبل الحق من صاحب الحق، كنت منيبا إلى الله متوكلا عليه، كانت حركاتك وسكناتك منقادة لأمر العبودية وطلب التقرب إليه سبحانه وتعالى.
وحين هاجرت من بلدتك الجميلة بأناسها البسطاء الطيبين حللت بتلك المدن الغريبة، فتلوثت أفكارك وتغيرت رؤيتك الصافية للعالم، ويوما بعد يوم صار قلبك مريضا، والقلب المريض حين يشتد عليه المرض يصبح بابه سهل الانفتاح لاستقبال الشبه والشكوك ووساوس الشيطان، فإن خف مرضه رجع بصاحبه إلى التفكير في الحق والعتاب على التقصير.. وبتقلب القلب المريض، يعيش المرء متاعب نفسية تفوق الوصف.
كان المريض يصغي إلى الشيخ فشعر بالطمأنينة تسري في أعماقه شيئا فشيئا، كان يقول في نفسه: الآن فقط وجدت الطبيب المعالج، الآن جاء الشفاء.
تهيأ الشيخ للانصراف ثم عاد فقال للمريض: لقد نسيت أن أخبرك أنك محظوظ لأن قلبك لم يمت بعد، فالقلب الميت أسوأ حالا من المريض، القلب الميت مرتع للشهوات بكل الأنواع، لا يردع صاحبه عنها لا العبد ولا المعبود، يتصرف وفق هواه ولا يفكر في مولاه.
أشاع قول الشيخ مزيدا من السكينة والفرح في قلبه، وشعر أنه وجد بابا نحو طريق الشفاء.. وحين هم الشيخ بالمغادرة، سأله المريض: أيها الشيخ الطيب الفاضل الحكيم، لم تصف لي دواء! قال: عليك بالرجوع إلى سيرتك الأولى، حين كنت في بلدتك تؤمن بقوله تعالى: { يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)} (الشعراء:88-89)، كان قلبك آنذاك خاليا من كل شهوة تبعدك عن نور الله، تبحث عن الحسنات وتخاف السقوط في الزلات.
يا بني، عليك بتقوى الله وكفى.
انصرف الشيخ.. لم يعد المريض يراه، وكان يفكر في أمر القلوب الثلاثة: سليم يطمئن صاحبه، ومريض يعذب صاحبه، وميت يميت همة وأخلاق صاحبه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.10 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.62%)]