الآلهة الإلحادية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28432 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60056 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 827 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-02-2020, 03:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي الآلهة الإلحادية

الآلهة الإلحادية


هشام البوزيدي





تصفح أبو الإلحاد منتدى إسلاميا ذات ليلة، فشده مقال يدعي صاحبه أن الإلحاد دين وإيمان. تبسم وهو ينظر إلى المغالطات تسري في أوصال المقالة، لكنه استمر في القراءة فاستوقفته الخاتمة التالية: "وخلاصة القول أن الملحد صاحب عقيدة شاء أم أبى، فهو يدين بدين، ويعبد إلها بل آلهة، بل إنه يسبحها ويمجدها سرا وجهرا، والطريف أن الملحد يغضب إن أهين معتقده الذي ينكر وجوده، ويستميت في الدفاع عنه، كما يستميت المؤمن الذي ينتسب لدين من الأديان." توقف صاحبنا عن القراءة، وتذكر الشكوك التي ظلت تساوره منذ طرده من منتديات (الجرب والجذام)، وتذكر خشيته من انزلاقه من إلحاد عقلاني متنور إلى إلحاد عاطفي متحجر، تذكر اقتباسه اللاشعوري لكثير من مقولات المتدينين، تذكر تدليسه باختراع مصطلحات من قبيل (الغيب العلمي) و(الصدفة العلمية)، وأقر في قرارة نفسه أن هذه السقطات توشك أن تنسف بنيان إلحاده نسفا. لكن الذي قرأه في هذه المقالة الجريئة نكأ جراحه القديمة فأزمع في نفسه أمرا. قرر أن يدخل هذه الشبهة الخطيرة إلى المشرحة ليكشف عما في أحشائها من التلفيق والتدليس. لا بد أن ينظر في هذه الدعوى العريضة التي يتبجح بها عليه الخصوم، ويفكك أجزائها ويكشف عن مغالطاتها واحدة واحدة حتى يستريح عقله ويخلص له إلحاده ويصفو له كفره.

بدأ يرتب أفكاره: "يدعي الزميل المؤمن أننا مثله أهل اعتقاد وإيمان، ودليله أننا نفتقر للدليل على ما ندين به من الإلحاد، فلننظر فيما يرد به حزب التنوير على هذه الفرية العظيمة".

تفكر طويلا، وقلب وجوه الرأي، واستعرض أهم معلوماته الإلحادية، فلم يجد شيئا ذا بال، لم يجد دليلا علميا دامغا يدحض هذه الشبهة، كل ما في الأمر أن الزملاء يهربون من هذه الورطة بقولهم: "إن الإلحاد نفي محض، فلا يحتاج لدليل." أو يقولون: "إنما يُسأل المثبت عن دليل إثباته، فكيف يُسأل النافي؟" ومن الطريف أنهم يستشهدون لإلحادهم من قاموس الخصم فيقولون: "البينة على من ادعى" وكأن نفيهم ليس دعوى! وربما أضافوا -إمعانا في الهرب- : "الإلحاد ،يا عزيزي، هو غياب الإيمان، وغياب الدليل هو دليل الغياب، وما يقال بغير دليل، ينقض بغير دليل." تأمل في كل هذه الأقاويل وحك جبهته متسائلا: "لكن أين الدليل؟" وخطر في باله أن افتقار أصل المذهب الإلحادي إلى دليل مادي دامغ يجعله بالفعل (معتقدا) بكل المقاييس، بل معتقدا قائما على التقليد المحض. ألح عليه السؤال: "كيف يستمر الزملاء في تفريع المسائل وتشقيق الأقوال إذا كان أساس المذهب هشا بهذا القدر؟" "هل يعقل أن مذهب التنوير لا يقوم إلى على عمود واحد هو (الإنكار) و(النفي) و(السلب)؟ "أليس في الإلحاد (إثبات) أو (إيجاب)؟ يا للورطة، فالزملاء لا يستطيعون حتى أن ينفوا وجود وحش (لوخ نيس) أو (الييتي)، لأن العلم لا يعترف إلا بالدليل ولا يقيم وزنا للدعاوى المجردة. إذن فلا يزال ثمة احتمال لوجود هذه المخلوقات في مكان ما، بل إن البروفيسور (دونكي) الذي يطلق عليه الخصوم (قسيس الإلحاد) يعتقد وجود كائنات فضائية، وهو على سعة علمه لا يملك شبهة دليل على ذلك، لكنه من أشرس المنكرين لوجود الخالق، فهل خرج من الكون واستقصى أرجائه وتفقد زواياه النائية وأركانه، وتجول في كل العوالم الظاهرة والكامنة حتى يجزم بأمر كهذا؟ ماذا لو كان البروفيسور المشهور مخطئا؟ يسوءني أن أقر أن كل الأدلة تشير إلى أن مذهب الزملاء يعتبر بسبب هذه الثغرة العظيمة دينا يشمل جملة من التصورات والمعتقدات التي تسد النقص الحاصل في فهمهم لهذا الكون الفسيح وأسراره الغامضة. فما دام الإلحاد لا يقدم الدليل على نفيه للخالق فإن هذا -بكل أسف- إيمان غيبي مجرد عن الدليل. لكن الخصم العنيد لا يقف عند هذا الحد الذي يؤسفني أن أقر له به، بل يرمينا بعبادة آلهة، إنه اتهام مضحك، هذا مما يغني إيراده عن رده.

دار هذا بخلده، وهم بإطفاء حاسوبه، لولا أنه تذكر أنه قرأ يوما مقالا عن علاقة الإلحاد بعبادة الشيطان، لم يعبأ به يومها كثيرا. قام ببحث سريع على الشبكة فوجد موضوع (كنيسة الشيطان) قرأ عن (أنطون ليفي) مؤسس هذه الكنيسة، وقرأ عن إنجيله الأسود وطقوسه الخبيثة، كم يبغض هؤلاء الشيطانيين، لكنه حين قرأ أن هذا المعتوه زميل ملحد شعر بالصدمة، لقد وجد ملحدا مشهورا يعبد إلها و أي إله؟ إنه يعبد رمز الشر والرذيلة والفساد في العالم، إنه قطعا لا يؤمن بوجوده، لكن إقراره على نفسه أنه يعبد الشيطان بذيله وقرونه وصمة عار في جبين أهل التنوير.

لكن هذا ليس كل شيء، فهناك زميل آخر متنور يدعى (بوبي هندرسن) أضاف إلها آخر إلى قائمة الآلهة الإلحادية، إنه (وحش السباجيتي الطائر) لم يصدق عينيه حين قرأ عن ذلك أول مرة، ظنها مزحة إيطالية، لكن الزميل جاد لا يمزح، لقد ألف هذا الفيزيائي الملحد إنجيلا يتضمن وصايا (إلهه المعجون) ويا ليت الأمر اقتصر على الزميل الذي ورطنا في هذا المأزق القاتل، فإن البروفيسور (دونكي) نفسه يستشهد في حماس بالإله الإلحادي الكرتوني (وحش السباجيتي الطائر). على الأقل هذا ما اطلعت عليه في كتابه (وهم الإله). ولا أدري كيف خفي عليه أن من يستشهد بإله يسبح في الصلصة الحمراء ويغمس في الماء المغلي أعظم وهما ممن يؤمن بإله يخلع عليه صفات قد يقبلها العقل. إن المطبخ الإلحادي يمور بالوصفات الغريبة، ويفوح بروائح الخنوزة التي تزكم الأنوف، لكن أن ينزلق الزملاء إلى عبادة المعجنات فهذه فضيحة مدوية.

تذكر أنه قرأ يوما في منتديات المتدينين أن عرب الجاهلية كانوا يصنعون أصنامهم مما يتيسر لهم، وربما صنعوها من تمر، فكان أحدهم يعبد إلهه اللذيذ ما دام شبعان فإذا جاع شرع يقضمه في خشوع أهل الجوع حتى يصير معبوده في بطنه، وحتى يفنى المعبود في العابد، وحتى تتحقق وحدة الوجود، فيصير الرب عبدا والعبد ربا، ما أتفه هذه العقول، أإله مأكول؟ أإله يتنقل بين المطبخ والكنيف؟ يجب أن أقر أن إلها يتأرجح الناس بين نفيه وإثباته، و يعجز العقل أن يحيل وجوده، خير من إله مأكول مطعوم مهضوم.

تصور الزملاء المتنورين وقد قدموا من أرجاء العالم لأداء طقوس (العبادة السباجيتية) ولأمر ما تخيلهم قد تجمعوا في سهول جنوب إيطاليا في يوم مشمس، ووقفوا جميعا في صعيد واحد، وجاء القسيس الأكبر (دونكي) بلحمه وعظمه وشحمه في حلة مهيبة، كالتي يلبسها الطباخون، ويضع على رأسه تلك القبعة العظيمة التي تزيده بهاء، وهو يقول: "أعزائي الزملاء الأجلاء.. يا أهل الأنوار.. يا من تخطيتم الأسوار.. يا أذكياء العالم.. يا زبدة الأرض.. لقد تجمعنا هنا اليوم لنجدد الولاء والطاعة لإلهنا العظيم.. ولنسبح بحمده على إنعامه العميم.. فنضعه في القدر على نار هادئة حتى يستوي في جماله وجلاله.. وحتى ننعم بطيب ريحه ومطعمه.. فلتبارككم (السباجيتي) ولتحمكم (الطماطم) أيها الأكَلة العابدون .. ثم تخيله يقرأ وصفة طبخ إلهه مطرقا ويترنم في خشوع: إلهنا (وحش السباجيتي الطائر).. جئناك كما أمرتنا فنورنا كما وعدتنا.. وصنعناك كما علمتنا.. فاملأ بطوننا كما عودتنا.. طن من خالص المعجنات.. وطن من الطماطم غير المهجنات.. وأكياس من العطور والبهارات.. لننعم بعطاياك الباهرات.. إلهنا (وحش السباجيتي الطائر) ائذن لنا أن نغمسك في المياة المقدسة.. وأن نرفعك فوق النار المتوهجة.. لتطهرنا من أدران البشرية وتخلع علينا من هبات (السباجيتية).. إلهنا لنشكرنك "بصلصة ناسوتية بنكهة سوفسطائية ولنرشن قدرك العلية ببهارات داروينية.." شعر أبو الإلحاد بالجوع يعتصر أحشائه، وتمنى لو حضر مثل هذا القداس الإلحادي مرة في حياته، تخيل (دونكي) يخلط مقادير إلهه فوق نار هادئة، في سكينة ووقار، ثم يستمر في تلاوة الأوراد الإلحادية ويرتل فقرات من كتابه (وهم الإله) حتى استوى أمامه (إله الوهم) حينها دعا بالأطباق فطار إليه الملاحدة من كل حدب وصوب، فهم إلى معبودهم بالأشواق، فما هي لحظات و دقائق، حتى مزقت السكاكين والأضراس أوصال الإله المطبوخ وتلاشت ألياف المعبود الممضوغ، حين خرست الألسنة وأعملت فيه الأسنان كأنها أسنة، وفني العباد في معبودهم، واستيقنوا وحدة وجودهم، واختلطت المقادير العلية في بطون الرعية، وذابت المعجنات السامية في الأفواه الحامية، وسالت (الآلهة السباجيتية) في الأمعاء الإلحادية، فلا تسل عن الدموع الساخنة التي سالت من حر البهارات الهندية، ولا تسل عن المنامات الشيطانية التي أعقبت التخمة السلطانية، ولا تسل عن القيء والقلس، ولا تسل عن الجشاء والفساء.

تصور أبو الإلحاد ذلك كله واستغرب من سعة الخيال الإلحادي، وخجل من زملائه الذين يوشكون أن يعبدوا البصل والباذنجان، بعدما عبدوا الطماطم والعجين، توقف عن التفكير قليلا ثم قال يحدث نفسه: "أظنهم بالفعل يعبدون كل شيء، إنهم يعظمون المادة، ويقولون إن الكون أزلي، إنهم يعبدون كل شيء بالفعل. لقد أحسنت بتخفيف حدة إلحادي واعتناق اللاأدرية." أحس بالجوع حتى تخيل أن رائحة صلصة (وحش السباجيتي) بدأت تنفذ إلى أنفه. فرفع صوته يسأل زوجته: "عزيزتي، هل العشاء جاهز؟" فأجابته: "نعم يا لحود، تعال قد أعددت طبق سباجيتي على الطريقة الإيطالية التقليدية" قام إليها مسرعا وهو يقول في نفسه: "سأطير إليك يا طبق السباجيتي الطائر."





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.98 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]