نبذة عن فرقة المرجئة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216111 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7830 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 58 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859648 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393986 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 86 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-12-2009, 12:23 AM
أبو وليد22 أبو وليد22 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الكويت
الجنس :
المشاركات: 14
الدولة : Kuwait
افتراضي نبذة عن فرقة المرجئة



· اذكر نبذة عن فرقة المرجئة ؟

هي من أوائل الفرق التي تنسب إلى الإسلام في الظهور وقد احتلت مكاناً واسعاً في أذهان الناس وفي اهتمام العلماء بأخبارهم وبيان معتقداتهم بين مدافع عنهم ومحاج لهم وبين معجب بأدلتهم وبين رافض لها ومن هنا نجد أن المقصود بالإرجاء بالذات لم يتفق علماء الفرق والمقالات على تعيينه وكذلك قضية الإرجاء قد جرّت كثير من علماء الأمة الإسلامية المشهورين إلى الركون إليها على تفاوت في المواقف والمفاهيم حيالها ووجد بعض علماء السلف طريقاً إلى انتقاد مسالك آخرين ووجد لهؤلاء مدافعين عنهم ومؤيدين لفكرتهم دفاعاً قد يصل إلى درجة التعصب فقد أخذت تلك الخصومات أشكال من العنف واللين كما التهمت كثيراً من الأوقات والجهود التي لو كانت قد بذلت في خدمة ودراسة العقيدة الصحيحة الثابتة بالكتاب والسنة ومعتقد السلف لكان لها من النفع والخير ما لا يعلمه إلا الله تعالى .

· ما المقصود بالإرجاء لغة واصطلاحاً ؟

الإرجاء في اللغة:

يطلق على عدة معاني منها الأمل والخوف والتأخير وإعطاء الرجاء قال تعالى: {وترجون من الله ما لا يرجون} أي لكم أمل في الله لا يوجد عندهم وقال تعالى: {ما لكم لا ترجون لله وقاراً} أي ما لكم لا تخافون من عذاب الله تعالى أما الإرجاء بمعنى التأخير فمثل قول الله تعالى: {قالوا أرجه وأخاه} قرئ أرجه وأرجئه أي أخره وقال تعالى: {وآخرون مرجون لأمر الله} ويذكر الأزهري حال استعمال الرجاء بمعنى الخوف بقوله: إنما يستعمل الرجاء في موضع الخوف إذا كان معه حرف نفي ومنه قوله تعالى: {ما لكم لا ترجون لله وقاراً} المعنى مالكم لا تخافون لله عظمة.


الإرجاء في الاصطلاح:

اختلفت العلماء في المفهوم الحقيقي للإرجاء :
1- أن الأرجاء في الاصطلاح مأخوذ من معناه اللغوي أي بمعنى التأخير والإمهال وهو إرجاء العمل عن درجة الإيمان وجعله في منزلة ثانية بالنسبة للإيمان لا أنه جزء منه وأن الإيمان يتناول الأعمال على سبيل المجاز بينما هو حقيقة في مجرد التصديق كما أنه يشمل أيضاً جميع من أخر العمل عن النية والتصديق.
2- وذهب آخرون إلى أن الأرجاء يراد به تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة فلا يقضى عليه في الدنيا حكم ما .
3- وبعضهم ربط الإرجاء بما جرى في شأن علي رضي الله عنه من تأخيره في المفاضلة بين الصحابة إلى الدرجة الرابعة أو إرجاء أمره هو وعثمان إلى الله ولا يشهدون عليهما بإيمان ولا كفر وخلص بعضهم من هذا المفهوم إلى وصف الصحابة الذين اعتزلوا الخوض في الفتن التي وقعت بين الصحابة وخصوصاً ما جرى بين علي ومعاوية من فتن ومعارك طاحنة خلصوا إلى زعم أن هؤلاء هم نواة الإرجاء حيث توقفوا عن الخوض فيها واعتصموا بالسكوت .


· الأساس الذي قام عليه مذهب المرجئة ؟

الأساس الذي قام عليه مذهب الإرجاء هو الخلاف في حقيقة الإيمان ومم يتألف وتحديد معناه وهل الإيمان فعل القلب فقط أو هو فعل القلب واللسان معاً أي والعمل غير داخل في حقيقته وبالتالي لا يزيد الإيمان ولا ينقص هذه أهم ميزات بحوث هذه الطوائف المرجئة وإلى كل قسم من تلك الأقسام ذهب فريق من المرجئة.
- فأكثر فرق المرجئة ذهبت إلى أن الإيمان هو مجرد ما في القلب ولا يضر مع ذلك أن يظهر من عمله ما ظهر حتى وإن كان كفراً وزندقة وهذا مذهب الجهم بن صفوان ولا عبرة عنده بالإقرار باللسان ولا الأعمال أيضاً لأنها ليست جزءاً من حقيقة الإيمان.
_ وذهبت الكرَامية إلى أن الإيمان هو القول باللسان ولا يضر مع ذلك أن يبطن أي معتقد حتى وإن كان الكفر.
_ وذهب أبو حنيفة رحمة الله إلى أن الإيمان هو التصديق بالقلب والإقرار باللسان لا يغنى إحداهما عن الآخر أي فمن صدق بقلبه وأعلن التكذيب بلسانه لا يسمى مؤمناً. وعلى هذا قام مذهب الحنفية وهو أقرب مذاهب المرجئة إلى أهل السنة لموافقتهم أهل السنة في أن العاصي تحت المشيئة وأنه لا يخرج عن الإيمان وخالفوهم في عدم إدخال العمل في الإيمان يزيد وينقص فلم يقولوا بذلك هذا هو المشهور عن أهل الفقه و العبادة من المرجئة.
· هل ابو الحنفية من فرقة المرجئة ؟
صاحب كتاب المقالات والفرق يقول أنه من المرجئة وكذلك ما جاء في الكتاب المنسوب لأبي حنيفة من عبارات تدل على إرجائه فبهذا الكتاب شكك المدافعون عنه إلا أن الشهرستاني ذهب إلى أن نسبة الإرجاء إلى أبي حنيفة نتج عن سوء فهم منهم لرأي أبي حنيفة الذي يرى بأن الإيمان هو التصديق بالقلب وأنه لا يزيد ولا ينقص فظنوا أنه يؤخر العمل عن الإيمان إضافة إلى أن المعتزلة كانوا يسمون كل من خالفهم مرجئاً .
الحجج لا تجعل الخلاف لفظياً؛ وذلك أن أهل السنه لايخرجون الأعمال عن مسمى الإيمان، فالتفرقة بين الأعمال والإيمان لا يقول بها السلف.

· كيف نشأ الإرجاء ؟

الإرجاء كان في بدء الأمر يراد به في بعض إطلاقاته أولئك الذين أحبو السلامة والبعد عن الخلافات وترك المنازعات في الأمور السياسية والدينية وخصوصاً ما يتعلق بالأحكام الأخروية من إيمان وكفر وجنة ونار وما يتعلق كذلك بأمر علي وعثمان وطلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة وغيرهم وما جرى بين علي ومعاوية من أحداث إلا أنه من الملاحظ أنه بعد قتل عثمان رضي الله عنه وبعد ظهور الخوارج والشيعة أخذ الإرجاء يتطور تدريجياً.
· كيف تطور الإرجاء إلى مذهب ؟
ظهر الخلاف في حكم مرتكب الكبيرة ومنزلة العمل من الإيمان ثم ظهر جماعة دفعوا بالإرجاء إلى الحد المذموم والغلو فبدأ الإرجاء يتكون على صفة مذهب فقرر هؤلاء أن مرتكب الكبيرة كامل الإيمان وأنه لا تضر مع الإيمان معصية ولا تنفع مع الكفر طاعة وأن الإيمان في القلب فلا يضر الشخص أي شيء بعد ذلك ولو تلفظ بالكفر والإلحاد فإنه يبقى إيمانه كاملاً لا يتزعزع وهذا بلا شك غلو وتطرف مذموم وأهل هذه المرحلة ممقوتون ومذهبهم يفضي إلى درجة الإباحية والتكاسل والتعويل على عفو الله وحده دون العمل لذلك وهو أمر تأباه الشريعة الإسلامية.


· من أول من قال بالإرجاء ؟

- يذكر العلماء أن الحسن بن محمد بن الحنفية هو أول من ذكر الإرجاء في المدينة بخصوص علىّ وعثمان وطلحة والزبير حينما خاض الناس فيهم وهو ساكت ثم قال: قد سمعت مقالتكم ولم أر شيئاً أمثل من أن يرجأ علي وعثمان وطلحة والزبير فلا يتولوا ولا يتبرأ منهم ولكنه ندم بعد ذلك على هذا الكلام وتمنى أنه مات قبل أن يقوله فصار كلامه بعد ذلك طريقاً لنشأة القول بالإرجاء وقد بلغ أباه محمد بن الحنفية كلامُ الحسن فضربه بعصا فشجه وقال: لا تتولى أباك عليّا؟ ولم يلتفت الذين تبنوا القول بالإرجاء إلى ندم الحسن بعد ذلك فإن كتابه عن الإرجاء انتشر بين الناس وصادف هوى في نفوس كثيرة فاعتنقوه.
- وقيل: إن أول من قال بالإرجاء على طريقة الغلو فيه هو رجل يسمى ذر بن عبد الله الهمداني وهو تابعي وقد ذمه علماء عصره من أهل السنة بل كان بعضهم لا يرد عليه إذا سلم وكذلك سعيد بن جبير.
والجمع بين هذا القول والذي قبله يتضح باختلاف حقيقة الإرجاء عند الحسن وعند ذر بن عبد الله إذ الإرجاء عند الحسن ترك الحكم على أولئك الأشخاص وأما الإرجاء عند ذر فهو إخراج العمل عن مسمى الإيمان.
- وقيل: إن أول من أحدثه رجل بالعراق اسمه قيس بن عمرو الماضري.
- وقيل: إن أول من أحدثه حماد بن أبي سليمان وهو شيخ أبي حنيفة وتلميذ إبراهيم النخعي ثم انتشر في أهل الكوفة وقد عاصر حماد بن ذر بن عبد الله ويذكر شيخ الإسلام عن نشأة الإرجاء بالكوفة أن أول من قال فيهم حماد بن أبي سليمان.
- وقيل: إن أول من قال به رجل اسمه سالم الأفطس ويطلق على إرجاء هؤلاء أنه إرجاء الفقهاء.
ويظهر أن تلك الأقوال لا تباعد بينها لأن هؤلاء كانوا في عصر واحد وكانوا أيضاً على اتفاق في إرجائهم.
· من هم كبار المرجئة ؟
الجهم بن صفوان، وأبو الحسين الصالحي، ويونس السمري ، وأبو ثوبان، والحسين بن محمد النجار، وغيلان، ومحمد بن شبيب، وأبو معاذ التومني، وبشر المريسي، ومحمد بن كرام، ومقاتل ابن سليمان المشبه لله عز وجل بخلقه ومثله الجواربي وهما من غلاة المشبهة.

· ما هي أصول المرجئة ؟

1- تعريف الإيمان بأنه التصديق بالقول أو المعرفة أو الإقرار وأن العمل ليس داخلاً في حقيقة الإيمان ولا هو جزء منه مع أنهم لا يغفلون منزلة العمل من الإيمان تماماً إلا عند الجهم ومن تبعه في غلوه وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص لأن التصديق بالشيء والجزم به لا يدخله زيادة ولا نقصان وأن أصحاب المعاصي مؤمنون كاملو الإيمان بكمال تصديقهم وأنهم حتماً لا يدخلون النار في الآخرة.
2- أن الإنسان يخلق فعله.
3- أن الله لا يرى في الآخرة.
4- أن الإمامة ليست واجبة فإن كان ولا بد فمن أي جنس كان ولو كان غير قرشي.
5- ومن عقائد المرجئة أن الكفر بالله هو الجهل به وهو قول جهم وأن الإيمان هو المعرفة بالله فقط وأنه لا يتبعض ومنها أن الجنة والنار تفنيان وتبيدان ويفنى أهلهما ولا خلود لأحد فيهما.
وبعضهم ذهب إلى أن كل معصية فهي كبيرة وبعضهم يذهب إلى أن غفران الله الذنوب بالتوبة تفضل من الله وبعضهم إلى أنه باستحقاق وبعضهم جوز على الأنبياء فعل الكبائر وبعضهم ذهب في إثبات التوحيد ومنهم من أثبت رؤية الله تعالى في الآخرة ومنهم من نفاها كالمعتزلة واختلفوا في القول بخلق القرآن فمنهم من قال إنه مخلوق ومنهم من قال غير مخلوق ومنهم من توقف.واختلفوا في القول بالقدر فبعضهم نفى القدر وبعضهم أثبته واختلفوا في أسماء الله وصفاته فبعضهم قال بأقوال عبد الله ابن كلاب ومنهم من قال بأقوال المعتزلة.
· من الذين قالوا أن الإيمان يكون بالقلب واللسان والجوارح ؟

1- أهل السنة 2- الخوارج 3- المعتزلة
- قالوا الإيمان فعل كل واجب وترك كل محرم ويذهب الإيمان كله بترك الواجب أو فعل الكبيرة.
- قالوا الإيمان قول وعمل أي عمل القلب والجوارح وكل طاعة هي شعبة من الإيمان أو جزء منه.
· من الذين قالوا أن الإيمان بالقلب واللسان فقط ؟

1- مرجئة الفقهاء الحنفية.
2- ابن كلاب وكان على عقيدة المرجئة الفقهاء وقد انقرض مذهبه.
- الذين يدخلون أعمال القلب في حقيقة الإيمان وهم بعض قدماء المرجئة الفقهاء وبعض محدثي الحنفية المتأخرين.
- الذين لا يدخلون أعمال القلب وقد تطور بهم الأمر إلى إخراج قول اللسان أيضاً من الإيمان وجعلوه علامة فقط وهم عامة الحنفية "الماتريدية".
· الذين قالوا أن الإيمان باللسان والجوارح فقط ؟

1- الغسانية.
2- فرقة مجهولة لم يصرح العلماء بتسميتها.
· من الذين قالوا أن الإيمان بالقلب فقط:

1- الجهمية 2- المريسية 3- الصالحية
4-الأشعرية 5- الماتريدية.
- من الذين يدخلون فيه أعمال القلب جميعاً وهم سائر فرق المرجئة كاليونسية والتومنية.
- الذين يقولون هو عمل قلبي واحد المعرفة الجهم بن صفوان.
- الذين يقولون هو عمل قلبي واحد التصديق الأشعرية والماتريدية

· من الذين قالوا أن الإيمان باللسان فقط:

الكرّامية: وقد انقرضوا وقد ذكر عنهم شيخ الإسلام أنهم يقولون المنافق مؤمن وهو مخلد في النار؛ لأنه آمن ظاهراً لا باطناً ويدخل الجنة من آمن ظاهراً وباطناً.
· ما هي أقسام المرجئة ؟

1- مرجئة السنة: وهم الأحناف أبو حنيفة وشيخه حماد بن أبى سليمان ومن أتبعهما من مرجئة الكوفة وغيرهم وهؤلاء أخروا العمل عن حقيقة الإيمان.
2- مرجئة الجبرية: وهم الجهمية أتباع جهم بن صفوان وهم الذين اكتفوا بالمعرفة القلبية وأن المعاصي لا أثر لها في الإيمان.
3- مرجئة القدرية: الذين تزعمهم غيلان الدمشقي وهم الغيلانية.
4- مرجئة خالصة: وهم فرق اختلف العلماء في عدهم لها.
5- مرجئة الكرامية: أصحاب محمد بن كرام وهم الذين يزعمون أن الإيمان هو الإقرار والتصديق باللسان دون القلب.
6- مرجئة الخوارج: الشبيبية وبعض فرق الصفرية الذين توقفوا في حكم مرتكب الكبيرة.
ولهم فروع كثيرة وبين العلماء اختلافات كثيرة أيضاً في عدّهم لأقسام وطوائف المرجئة وفي أي الفرق أصلية وأيها فرعية وأيها يصدق عليه الإرجاء وأيها لا يصدق عليه.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-12-2009, 12:24 AM
أبو وليد22 أبو وليد22 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الكويت
الجنس :
المشاركات: 14
الدولة : Kuwait
افتراضي رد: نبذة عن فرقة المرجئة

· ما أدلة المرجئة لمذهبهم من القرآن الكريم ؟

أوّلوا النصوص ونصروا الشبهات بتكلفات غير صحيحة وخرجوا بنتيجة هي أن العمل ليس من حقيقة الإيمان، وأخّروا جميع أعمال الجوارح عن الإيمان، وقالوا: يكفي في دخول الإيمان والفوز برضى الله أن يحتوي القلب على المعرفة والتصديق فاستدلوا من القرآن الكريم بقوله تعالى:
1- {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
2- {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقطنوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم}.
3- كما اهتمت الجهمية بجمع النصوص التي تجعل الإيمان أو الكفر محله القلب. كما في قول الله تعالى: {أولئك كتب في قلوبهم الإيمان}.
إلى غير ذلك من الآيات التي يوحي ظاهرها بهذا المفهوم المتكلف للمرجئة.
· ما أدلة المرجئة لمذهبهم من السنة النبوية ؟

استدلوا ببعض الأحاديث والآثار التي يدل ظاهرها على الاكتفاء بالبعد عن الشرك ووجود الإيمان في القلب للفوز برضا الله مثل:

1- قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار".قال ابن مسعود: "وقلت أنا من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة".
2- وقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أنه قال: "يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة".
3- وقوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم ثبت قلبي على دينك".
· ما هي الشبهات التي تعلق بها المرجئة على أن العمل ليس من الإيمان ؟
- إن الكفر ضد الإيمان فحيثما ثبت الكفر نفي الإيمان، والعكس.
- ما جاء في نصوص كثيرة فيها عطف العمل على الإيمان.

· ما هي أدلة الأحناف على أن الإيمان قول واعتقاد وأن الأعمال ليست فيه ؟
- إن الإيمان في اللغة المقصود به التصديق فقط، والعمل بالجوارح لا يسمى تصديقاً فليس من الإيمان.
- لو كانت الأعمال من الإيمان والتوحيد لو جب الحكم بعدم الإيمان لمن ضيع شيئاً من الأعمال.
· ما الرد على أدلة المرجئة ؟

الواقع أن تلك النصوص في استدلال المرجئة على إخراج العمل عن حقيقة الإيمان لا يسلم لهم فهمهم لها من أنها على إخراج الأعمال الظاهرة عن أعمال القلب فإن إيمان القلب وإن كان الأساس وعليه الاعتماد الأول ولكن لا ينفي هذا أثر إيمان القلب يظهر على الجوارح بل هو الحق والنصوص كما هو الواضح منها لا تدل على تصديق القلب وحده وإنما تدل على أن الإيمان له دلالات لا تتضح إلا بالأعمال الظاهرة ومن استند منهم إلى إخراج الأعمال عن حقيقة الإيمان بما استنبطه مما جاء في القرآن الكريم من إسناد الإيمان إلى القلب فقط كقول الله تعالى: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} وقوله تعالى: {من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب}.إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي تبين منزلة الإيمان وضده من القلب من استند منهم إلى ذلك فقد أخطأ الفهم فليس المراد منها إخراج العمل وإغفاله عن إيمان القلب فإن من أنكر تلازم الأعمال الظاهرة بأعمال القلوب وقال إن الإيمان هو المعرفة فقط فهو جهمي وكذا من قال إنه التصديق فقط مثل الأشاعرة فقد تجهم إذ لا فرق بين دعوى المعرفة ودعوى التصديق فقط وكلاهما من دون عمل وقد كفر أئمة العلم من قال بقول جهم إن الإيمان هو التصديق فقط. فظهر أن تلك الآيات لا تدل على نفي دخول الأعمال في حقيقة الإيمان بل غاية ما فيها التركيز على أهمية الإيمان القلبي الذي بدوره يثمر الإيمان بالقيام بأعمال الشرع الظاهرة أو أنها أسندت إلى القلوب باعتبار أنها هي المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله. وأما ما استدل به المرجئة من النصوص التي تدل على أن من اجتنب الشرك دخل الجنة فيقال لهم إن هذه النصوص تفيد أن من لم يقع في الشرك مع التوبة والقيام بأمر الله والانتهاء عن نهيه أن الله يغفر له الذنوب التي هي دون الشرك فإذا مات على بعض الذنوب يرجى له المغفرة ابتداء أو يعاقبه الله بذنبه ثم يدخله الجنة كما هو مذهب السلف في أهل الذنوب حسب ما تفيده النصوص من الكتاب والسنة .وأما احتجاجهم بقولهم إن الكفر ضد الإيمان فحينما ثبت الكفر انتفى الإيمان والعكس فإنه يقال لهم إطلاق القول بأن كل كفر هو ضد الإيمان ويخرج من الملة مطلقاً ليس صحيحاً على إطلاقه هكذا إلا عند الخوارج في حكمهم على أصحاب المعاصي بالكفر المخرج من الملة فإن الإيمان درجات وهو اسم مشترك يقع على معان كثيرة منها ما يكون الكفر ضداً له كأن يعتقد الكفر ويعمل به ويدعو إليه فكفره اعتقادي وهو ضد الإيمان ولا نزاع في هذا ومنها ما يكون الفسق ضداً له لا الكفر كترك بعض الأعمال المفروضة مع الاعتراف بوجوبها ومنها ما يكون الترك ضداً له لا الكفر ولا الفسق كترك بعض الأعمال التي هي تطوع إذ لا يصح تسمية التارك لها كافراً ولا فاسقاً وإنما يسمى تاركاً ومفرطاً في حق نفسه لعدم قيامه بتلك الأعمال التي تزيد في إيمانه. وقد يطلق السلف التسمية بالكفر على بعض من يعمل أعمالاً جاء الشرع بإطلاق الكفر عليها ولكنهم يسمونه كفراً عملياً لا اعتقادياً حتى تقام الحجة على صاحبه. ويرد على من ذهب مذهب الإمام أبى حنيفة في إخراج العمل عن الإيمان واستدل باللغة على أن الإيمان هو التصديق يرد عليهم بما ذهبوا إليه هم أيضاً من عدم جواز إطلاق الإيمان على الشخص إلا إذا صدق بالله عز وجل وبرسوله وبكل ما جاء به القرآن والبعث والجنة والنار والصلاة والزكاة وغير ذلك ومعلوم أن هذا الإيمان قد اشتمل على أعمال فكيف يحق لهم بعد ذلك عدم اعتبار الأعمال من الإيمان.
· ما مذهب أهل السنة في تعريف الإيمان ؟

مذهب أهل السنة المتمسكين بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم السائرين علي وفق ما كان عليه المصطفي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم في أسماء الله وصفاته، وفي مجانبة البدع وأهلها مذهبهم في الإيمان أنه قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي هذا هو منهجهم واعتقادهم في الإيمان أن العمل داخل في حقيقة الإيمان وأنه لا إيمان بدون عمل، وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية حسب ما حل بالقلب من ذلك. إلا أنه قد تختلف تعبيرات أهل السنة عن حقيقة الإيمان فيعرفونه بصيغ مختلفة ولكن القصد واحد وهو إدخال العمل في حقيقة الإيمان كما يدل عليه كلام الله تعالي وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنه قوله تعالي في بيان صفات المتقين أهل الإيمان ] ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال علي حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابريـن في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون [ وهذه الآيات واضحة الدلالة علي مذهب أهل السنة في حقيقة الإيمان المكون من القول والعمل والاعتقاد. وهي حجة على من فرق في الإيمان بين الاعتقاد والعمل، أو غالط في بعض تعريفات السلف للإيمان.
وقد استدل أهل السنة على ما يذهبون إليه من دخول العمل في مسمى الإيمان بأحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: " الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان" وقوله صلى الله عليه وسلم:"أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخيارهم خيارهم لنسائهم" وأحاديث أخرى كثيرة جعل فيها العمل من الإيمان وعلى هذا مضى السلف الصالح من الصحابة فمن بعدهم.


· ما منزلة مذهب المرجئة عند السلف ؟

مذهب المرجئة المتأخرين منهم مذهب رديء وخطير يهون المعصية ويدعو إلي الكسل والخمول ولذا تجد السلف يحذرون منه كثيراً ويذمونه لما اشتمل عليه من فساد وإخمال لشعلة الإيمان في القلوب وتمييع لمنزلة العمل في النفوس وهذا المذهب ومذهب القدرية من المذاهب الرديئة ويذكر بعض العلماء روايات في ذمهم والتنفير من معتقداتهم ومنها :
1-"صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب المرجئة والقدرية".
2-"صنفان من هذه الأمة لا تنالها شفاعتي المرجئة والقدرية".
3-"ألا وإن الله لعن القدرية والمرجئة على لسان سبعين نبياً ".
4-"صنفان من أمتي لا يردان على الحوض ولا يدخلان الجنة؛ القدرية والمرجئة".
وهذه الروايات ظاهرة في ذم المرجئة والقدرية لو كانت صحيحة بالرغم من تعدد طرقها وبالرغم من كثرة احتجاج العلماء بها على القدرية والمرجئة وهناك من ضعفها لضعف أسانيدها وإن ذكرها فمن باب تنوع الردود علي ذم القدرية والمرجئة أقوال السلف في ذلك:
- قال منصور بن المعتمر في شيء : لا أقول كما قالت المرجئة الضالة.
- قال شريك وذكر المرجئة فقال: هم أخبث قوم وحسبك بالرافضة خبثاً ولكن المرجئة يكذبون علي الله.
- قال سفيان الثوري: تركت المرجئة الإسلام أرق من ثوب سابري.
- قال إبراهيم النخعي: الإرجاء بدعة وقال أيضاً: لفتنتهم عندي أخوف علي هذه الأمة من فتنة الأزارقة.
- قال الزهري: ما ابتدعت في الإسلام بدعة هي أضر على أهله من الإرجاء.
وغيرها كثير من أقوال السلف عن هذه الطائفة التي ازداد شرها وانتشارها في عصرنا الحاضر لموافقة هذه الأفكار لما في نفوس كثير من الناس الذين يريدون التفلت عن القيام بما شرع الله لعباده وألزمهم القيام به فوجدوا في مذاهب المرجئة سنداً قوياُ وعذراً واضحاً في ذلك وهم يغالطون أنفسهم على معرفة تامة بأن منهجهم هذا لم يتحروا فيه النهج الذي بينه الله لعباده والسيرة التي كان عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه.


· هل توجد آراء الجهمية في وقتنا الحاضر ؟

لا تزال آراء هذه الطائفة في بعض المجتمعات ولا يزال الخصام بينهم وبين أهل الحق قائماً على أشده كما كان سابقاً في الزمن القديم وإن اختلفت في المسميات خصوصاً بعد ظهور العصريين الجدد بمفاهيمهم الباطلة الذين لم يقفوا عند حد في إثارة كل ما يمت إلى هواهم ولو بأدنى صلة فهم جادون في إحياء تلك المفاهيم الجهمية الباطلة باسم التجديد والتطور فمثلاً الاكتفاء بمعرفة وجود الله عن العمل أو الاعتقاد بعدم وجود الجنة. وغير ذلك من الآراء التي يعتقدها بعض الناس اليوم هي نفسها آراء الجهمية قديماً.
وإذا كان المثال للانفلات من الالتزام بالعقيدة الصحيحة والسير لهدمها تحت شعارات براقة في دعوى التجديد والتطوير فإنه يتوجب على كل طالب علم أن يحذر هؤلاء ويحذر منهم. ولا ينبغي الاهتمام بقراءة كتبهم قبل أن يطلع على ما عندهم من الباطل.

· اذكر نبذة عن الجهمية ؟

الجهمية إحدى الفرق الكلامية التي تنتسب إلي الإسلام وهي ذات مفاهيم وآراء عقدية كانت لها آراء خاطئة في مفهوم الإيمان وفي صفات الله تعالي وأسمائه. لقد كان هؤلاء الجهمية العقبة الكئود في طريق العقيدة السلفية النقية وانتشارها حيث صرفوا علماء السلف عن نشرها بما وضعوا أمامهم من عراقيل شغلتهم وأخذت الحيز الأكبر من أوقاتهم في رد شبهات الجهمية ومجادلاتهم لهم وخصامهم معهم.
· من هو الجهم بن صفوان ؟

هو مؤسس ااجهمية الجهم بن صفوان الترمذي الذي كان له ولأتباعه في فترة من الفترات شأن وقوة في الدولة الإسلامية وقد عتوا واستكبروا واضهدوا المخالفين لهم حينما تمكنوا منهم
هذ1 الرجل هو حامل لواء الجهمية وهو من أهل خراسان ظهر في المائة الثانية من الهجرة سنة 2هـ ويكني بأبي محرز وهو من الجبرية الخالصة وأول من ابتدع القول بخلق القرآن وتعطيل الله عن صفاته وكان مولى لبني راسب إحدى قبائل الأزد وكان من أخلص أصدقاء الحارث بن سريج إلي أن قتلاً سنة 128 هـ،وقيل قتل سنة 130 وقيل سنة 132هـ وتاريخه طويل وكتبت فيه مؤلفات عديدة ورسائل جامعية كان الجهم كثير الجدال والخصومات والمناظرات وإلا أنه لم يكن له بصر بعلم الحديث ولم يكن من المهتمين به إذ شغله علم الكلام عن تلك وقد نبذ علماء السلف أفكار جهم وشنعوا عليه ومقتوه أشد مقت مع ما كان يتظاهر به من إقامة الحق .
· كيف نشأة الجهمية ؟

قامت أفكار الجهم بن صفوان على البدع الكلامية والآراء المخالفة لحقيقة العقيدة السلفية متأثراً بشتى الاتجاهات الفكرية الباطلة وكانت نقطة الانتشار لهذه الطائفة بلدة ترمذ التي ينتسب إليها الجهم ومنها انتشرت في بقية خراسان ثم تطورت فيما بعد وانتشرت بين العامة والخاصة ووجد لها رجال يدافعون عنها وظهرت لها مؤلفات وتغلغلت إلى عقول كثير من الناس على مختلف الطبقات.
· ما درجات الجهمية عند شيخ الإسلام "ابن تيمية " ؟
ثلاث درجات هي:
- الدرجة الأولي: وهم الجهمية الغالية النافون لأسماء الله وصفاته وإن سموه بشيء من الأسماء الحسنى قالوا: هو مجاز.
- الدرجة الثانية من الجهمية: وهم المعتزلة ونحوهم الذين يقرون بأسماء الله الحسنى في الجملة لكن ينفون صفاته.
- الدرجة الثالثة: وهم قسم من الصفاتية المثبتون المخالفون للجهمية ولكن فيهم نوع من التجهم وهم الذين يقرون بأسماء الله وصفاته في الجملة ولكنهم يريدون طائفة من الأسماء والصفات الخبرية وغير الخبرية ويؤولونها.


· ما هو أصل مقالة الجهمية ؟

يذكر شيخ الإسلام أصل مقالة التعطيل وأنها ترجع في نهايتها إلى اليهود والصابئين والمشركين والفلاسفة الضالين وأول ما ظهرت هذه المقالة من جعد بن درهم وأخذها عنه الجهم بن صفوان وأظهرها فنسبت مقالة الجهمية إليه وقد
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29-12-2009, 12:24 AM
أبو وليد22 أبو وليد22 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الكويت
الجنس :
المشاركات: 14
الدولة : Kuwait
افتراضي رد: نبذة عن فرقة المرجئة

قيل: إن الجعد أخذ مقالته عن أبان بن سمعان وأخذها أبان من طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم.
· اذكر أهم عقائد الجهمية ؟

1 - إنكار جميع الأسماء والصفات لله عز وجل :
فقد أنكروها بحجج واهية وتأويلات باطلة منها :
- أن إثبات الصفات يقتضي أن يكون الله جسماً لأن الصفات لا تقوم إلا بالأجسام لأنها أعراض والأعراض لا تقوم بنفسها.
- إرادة تنزيه الله تعالى.
- أن وصف الله تعالي بتلك الصفات التي ذكرت في كتابه الكريم أو في سنة نبيه العظيم يقتضي مشابهة الله بخلقه
· ما الرد على هذه الشبه ؟

- مما يدركه طلاب العلم أن الله عز وجل وصف نفسه في كتابه الكريم ووصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم بصفات تعرف معانيها ولا تدرك كيفياتها وقد وقف السلف من الصحابة الكرام إلي وقتنا الحاضر إزاء هذه الصفات يتلخص في كلمات يسيرة ومعان واضحة ألا وهو الإيمان التام بكل ما وصف الله به نفسه ووصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم، كما جاءت به النصوص من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف يقولون عن كل صفة الصفة معلومة والكيف مجهول والسؤال عنها بدعه ولم يتنطعوا تنطع المشبهة ولم يسلكوا مسالك المعطلة لأنهم على معرفة تامة أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات فلا يصفون ذاتاً غير مدركة الماهية بصفات تكيفها لأن هذا هو القول على الله بغير علم وهذه دلالة على قوة ذكائهم و صفاء عقولهم لأنهم يعرفون بداهة أن الاشتراك في التسمية لا يوجب الاشتراك والمماثلة في الذات.
إن تنزيه الله عز وجل لا يمكن أن يكون بسلب صفاته وما تدل عليه من العظمة والكمال، إنه من الإجرام أن ينزه الله عن ما تمدح به: ]قل أأنتم أعلم أم الله [. إن التنزيه الصحيح إنما يكون في إثبات الصفة في أعلى كمالها؛ لأن الكمال المطلق لا يوصف به أحد غير الله تعالي.


2- القول بالجبر والإرجاء:
لقد كان الجهم بن صفوان مؤسساً حقيقياً لكثير من الشبهات في الدين ومؤججاً لكثير من الفتن بين المسلمين بفعل من جاء بعده ممن راقت في نظره آراء جهم ويظهر الإرجاء عند الجهمية في تلك الآراء التي نادى بها الجهم ومن أهمها عدم اعتبار العلم من الإيمان فإن الإيمان وحقيقته في نظرهم إنما هو مجرد الإقرار بالقلب ولا قيمة للعمل في الإيمان ولهذا سارع أصحاب الفسق والاستهتار بالقيم إلى التمسك بهذا المذهب لأنه يساير رغباتهم ويثبت لهم الإيمان بغض النظر عن جميع المعاصي التي يرتكبونها فهم مؤمنون كاملو الإيمان بالمفهوم الجبري والإرجائي فهم لا يمكن أن يطلقوا الكفر على أحد بسبب ترك الأعمال التي أمر الله بها بل لا يتجاسرون على إطلاق الكفر إلا إذا لم يقر بقلبه حسب زعمهم وقد قام أساس إرجاء الجهمية على موقفهم من حقيقة الإيمان وأنه المعرفة فقط وأنه كذلك لا يزيد ولا ينقص ومن العمل وأنه لا صله له بالإيمان ومن مرتكب الكبيرة وأن الذنوب لا تعلق لها بالإعتقاد وإنما هي تابعة للأعمال وبالتالي فلا أثر لها على الإيمان الذي في القلب فهونوا المعاصي وشجعوا علي الركون إلي الكسل والخمول في العبادات.

وأما الجبر فمعناه إسناد ما يفعله الشخص من أعمال إلى الله عز وجل وأن العبد لا قدرة له البتة على الفعل وإنما هو مجبور على فعله وحركته في الفعل بمثابة حركة النباتات والجمادات ومن هنا فإنه لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة لأن العبد مجبور على فعله لا حول له ولا قوة.

3- إنكار الجهمية الصراط:

الصراط من الأمور الغيبية التي أعدها الله في يوم القيامة وقد ثبت في الشرع بأحاديث صحيحة إضافة إلى قول الله عز وجل: ] وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما ًمقضياً[
الصراط المراد به ما ثبت في السنة النبوية أنه جسر ممدود على متن جهنم أدق من الشعرة وأحد من السيف يعبره الخلائق بقدر أعمالها إلي الجنة فمنهم من يجتازه ومنهم من يقع فيه.وإنكار الجهمية وغيرهم للصراط ليس لهم ما يتمسكون به إلا شبهات باطلة واستبعاد له ظانين أن استبعاده في عقولهم يصح أن يكون دليلاً على إنكاره وبغض النظر عن سرد تلك الشبهات فإن النتيجة واحدة وهي إنكار الصراط ويكفي في الرد عليهم أن يقال لهم إنكم تردون أقوال نبيكم صلى الله عليه وسلم بمحض الهوى والشبهات وليس لكم أي دليل ومن رد أقوال النبي صلى الله عليه وسلم بعد صحة ثبوتها فلا ريب في خسرانه ومفارقته طريق المؤمنين0
4_ إنكار الجهميه للميزان:

الميزان من أمور الآخرة الغيبية التي يجب الإيمان بها وقد أنكرته الجهمية والمراد به في الاصطلاح الشرعي الميزان الذي أخبر الله تعالى عنه في كثير من آيات القرآن الكريم إجمالاً وجاءت السنة النبوية فبينته وهو ميزان حقيقي له لسان وكفتان توزن به أعمال العباد خيرها وشرها يظهره الله في يوم القيامة لإظهار مقادير أعمال الخلق وقد أجمع المسلمون على القول به واعتقاده. وجاء ذكره في القرآن الكريم في أكثر من آية تنويهاً بعظمه وأهميته قال تعـالــى: ] ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبةٍ من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين [ كما وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة فيها بيان ثبوت الميزان وصفاته وما الذي يوزن فيه هل هو العامل فقط أو العمل فقط أو العامل والعمل أو صحف الأعمال قوله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" .
وقد ذهبت الجهمية وغيرهم من أهل البدع إلى إنكاره بلا دليل لأنه في زعمهم يستحيل وزن الأعراض كما أنكروا أن يكون هناك ميزان حقيقي له كفتان ولسان معرضين عن النصوص الثابتة.
5- قول الجهمية بفناء الجنة والنار:

اقتضت حكمة الله تعالى أن يوجد الجنة وأن تكون دار أوليائه إلى الأبد وأن يوجد النار وتكون دار أعدائه إلى الأبد خلقهما الله وكتب لهما البقاء الأبدي بإبقاء الله تعالى لهما وهذا هو الثابت في الشريعة الإسلامية. وخالفت الجهمية وجاءوا بأفكار ومعتقدات ما أنزل الله بها من سلطان ولم يكن لهم ما يستدلون به على إنكارهم ذلك إلا مجرد الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا وصاروا يشنعون على السلف أهل الحق ما يعتقدونه في وجود الجنة والنار الآن ودوامهما في المستقبل. لقد زعم الجهم وأتباعه أن الجنة والنار ستفنى بحجة أن ما لا نهاية له من الأمور الحادثة المتجددة بعد أن لم تكن يستحيل حسب زعمه أنها تبقى إلى ما لا نهاية ولم يتصور أن بعض الأشياء التي شاء الله البقاء أنه يمتنع فناؤها ولا يوجد له من الأدلة إلا ما قاله أهل الكلام حينما أرادوا الاستدلال حسب عقولهم على حدوث الأجسام حين قالوا: كل جسم حادث لا بقاء له، فالأجسام حادثة وكل ما قبل الحدوث فهو حادث والعالم قبل الحدوث فهو حادث. وقد جاءت السنة بتأكيد ثبوت وجود الجنة والنار الآن ودوامهما في المستقبل في أحاديث كثيرة كقوله صلى الله عليه وسلم: " من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس ".
وعقائد أخرى بشكل إجمالي :
1- إنكار رؤية الله تعالى .
2- إنكار عذاب القبر .
3- نفي أن يكون الله متكلماً بكلام يليق بجلاله والقول بأن القرآن مخلوق .
4- أن الإيمان هو المعرفة بالله .

· ما الحكم على الجهمية ؟

يتورع السلف كثيرا عن إكفار أي جماعة أو شخص ويرهبون إطلاق التكفير فلا يتسرعوا فيه كما تفعل الفرق المبطلة في تكفير الناس أو في تكفير بعضهم بعضا أيضا فقد ذهب كثير من علماء السلف إلى تكفير الجهمية وإخراجهم من أهل القبلة ومن هؤلاء الإمام الدارمي أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي لأمور منها :
- بدلالة القرآن الكريم حيث أخبر عن قريش قالوا عن القرآن: " إن هذا إلا قول البشر " أي مخلوق وهو نفسه قول الجهم بخلقه .
- ومن الأثر ما ورد عن علي وابن عباس في قتلهم الزنادقة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " من بدل دينه فاقتلوه " والجهمية أفحش زندقة وأظهر كفرا منهم.
- قال الدارمي: " ونكفرهم أيضا بكفر مشهور " ثم ذكر من ذلك قولهم بخلق القرآن وتكذيبهم لما أخبر الله تعالى أنه يتكلم متى شاء وكلم موسى تكليما، وهؤلاء ينفون عنه صفة الكلام فيجعلونه بمنزله الأصنام التي لا تتكلم
كما أورد الدارمي جملة من أسماء الذين حكموا بكفر الجهمية صراحة ومنهم: سلام بن أبي مطيع وحماد بن زيد ويزيد بن هارون وابن المبارك ووكيع وحماد بن أبي سليمان ويحي بن يحيى وأبو توبة الربيع ابن نافع ومالك بن أنس.

· متى نشأت فرقة المعتزلة ؟

المعتزلة فرقة ظهرت في الإسلام في القرن الثاني الهجري ما بين سنة 105 وسنة 110هـ بزعامة رجل يسمي واصل بن عطاء الغزال نشأت هذه الطائفة متأثرة بشتى الاتجاهات الموجودة في ذلك العصر وقد أصبحت المعتزلة فرقة كبيرة تفرعت عن الجهمية في معظم الآراء ثم انتشرت في أكثر بلدان المسلمين انتشارا واسعا .
وهناك روايات يذكرها الباحثون في كيفية نشأة المعتزلة:
- إذ يرى بعض العلماء أن أصل بدء الاعتزال كان في زمن الخليفة الراشد علي رضى الله عنه حينما اعتزل جماعة من الصحابة كانوا معه السياسة، وتركوا الخوض في تلك الخلافات التي نجمت بين علي ومعاوية رضى الله عنهما وهذا القول باطل لا صحة له .
- ويرى أكثر العلماء أن أصل بدء الاعتزال هو ما وقع بين الحسن البصري وواصل بن عطاء من خلاف في حكم أهل الذنوب.
وقد ظهر قرن الاعتزال بمبادئه المعروفة من البصرة التي كانت مسكنا للحسن البصري ثم انتشر في الكوفة وبغداد ومنها إلى شتى الأقطار والآفاق.


· ما أسماء المعتزلة وما سبب تلك التسميات ؟

1. المعتزلة : ويرجع سبب التسمية إلى اعتزال أول زعيم لهم وهو واصل ابن عطاء الغزالي إلى حلقة الحسن البصري حينما ألقي رجل سؤالا عن مرتكبي الذنوب فبادر واصل إلى الجواب قبل أن يجيب الحسن ومن هنا تطور الأمر إلى اعتزال واصل ومن معه حلقة الحسن البصري فسموا معتزلة على سبيل الذم من قبل المخالفين لهم.
2. المعتزلة جهمية : للاتفاق بين المعتزلة والجهمية في المسائل العقدية ولسبق الجهمية في الظهور وذلك لأن المعتزلة هم الذين احيوا آراء الجهمية في مبدأ ظهورهم. فالجهمية أعم من المعتزلة فكل معتزلي جهمي وليس كل جهمي معتزلياً.
3. القدرية: بسبب موافقتهم القدرية في إنكار القدر وإسنادهم أفعال العباد إلى قدرتهم، وهم لا يرضون بهذا الاسم ويرون أنه ينبغي أن يطلق على الذين يقولون بالقدر خيره وشره من الله تعالى لا عليهم لأنهم لا يقولون بذلك بل يقولون بأن الناس هم الذين يقدرون أعمالهم.
4. الثنوية والمجوسية: وهم ينفرون من هذا الاسم والذي حمل المخالفين لهم على تسميتهم به هو مذهب المعتزلة نفسه الذي يقرر أن الخير من الله والشر من العبد وهو يشبه مذهب الثنوية والمجوس الذي يقرر وجود إلهين أحدهما للخير والآخر للشر.
5. الوعيدية: وهو ما اشتهروا به من قولهم بإنفاذ الوعد والوعيد لا محالة وأن الله تعالى لا خلف في وعده ووعيده فلابد من عقاب المذنب إلا أن يتوب قبل الموت.
6. المعطلة : وهو اسم للجهمية أيضا ثم أطلق على المعتزلة لموافقتهم الجهمية في نفي الصفات وتعطيلها وتأويل ما لا يتوافق مع مذهبهم من نصوص الكتاب والسنة .

· ما الأسماء التي يحبون أن تطلق عليهم ؟
1. المعتزلة : وقد سبق أنه اسم ذم وهو كذلك إلا أن المعتزلة حينما رأوا ولع الناس بتسميتهم به أخذوا يدللون على أنه اسم مدح بمعنى الاعتزال عن الشرور والمحدثات واعتزال الفتن.
2. أهل العدل والتوحيد أو "العدلية ": والعدل عندهم يعنى نفي القدر عن الله تعالى أو أن تضاف إليه أفعال العباد القبيحة والتوحيد عندهم يعنى نفى الصفات عن الله تعالى وتسميتهم بالعدلية اسم مدح اخترعوه لأنفسهم.
3. أهل الحق: لأنهم يعتبرون أنفسهم على الحق ومن عداهم على الباطل.
4. الفرقة الناجية: لينطبق عليهم ما ورد في فضائل هذه الفرقة.
5. المنزهون الله : لزعمهم حين نفوا الصفات أنهم ينزهون الله وأطلقوا على من عداهم وخصوصا أهل السنة أسماء جائرة كاذبة مثل: القدرية المجيزة المشبه الحشوية النابتة.
· من هو سلطان المعتزلة ؟

عندما عظم أمر المعتزلة واشتدت شوكتهم وقوى ساعدهم استطاعوا اختطاف الخليفة العباسي المأمون إلى جانبهم وحجبوا عنه كل فكر يخالف فكرهم، ووقع في يد أحمد بن ابي دؤاد ومن ثم ناصر المعتزلة بكل ما لديه من قوة بل وأراد حمل كافة الناس على اعتناق المذهب المعتزلي ورغب الناس فيه ورهبهم من تركه.
· ما الاتفاق بين المعتزلة والقدرية ؟

اتفقا في أهم مسائل العقيدة وهى القدر وموقف الإنسان حياله فذهبت المعتزلة والقدرية إلى القول بأن الله تعالى غير خالق لأفعال الناس بل الناس هم الذين يخلقون أفعالهم بأنفسهم وليس لله تعالى أي صنع في ذلك ولا قدرة ولا مشيئة ولا قضاء. وهذا تكذيب لله تعالى ورسله عليهم الصلاة والسلام.
· من هم مشاهير المعتزلة القدرية الجهمية ؟

1- بشر بن السري 2- ثور بن زيد المدني
3- ثور بن يزيد الحمصي 4- حسان بن عطية المحاربي
5- الحسن بن ذكوان 6- داود بن الحصين
7- زكريا بن إسحاق 8- سالم بن عجلان
9- سلام بن عجلان 10- سلام بن مسكين
· اذكر أهم عقائد المعتزلة ؟

1 - اختلفوا في المكان لله تعالي:

- فذهب بعضهم "جمهورهم "إلى أن الله تعالى في كل مكان بتدبيره.
- وذهب آخرون إلى أن الله تعالى لا في مكان بل هو على ما لم يزل عليه.
2- ذهبوا إلى أن الاستواء هو بمعنى الاستيلاء في قول الله تعالي: "الرحمن على العرش استوى".
3- اجمعوا على أن الله لا يرى بالأبصار.
4- اختلفوا في صفة الكلام لله تعالى:
- فذهب بعضهم إلى إثبات الكلام لله تعالي.
- وذهب بعضهم إلى إنكار ذلك.
· ما أبرز سمات فرقة المعتزلة ؟
1- إنكارهم الصفات وتعطيلها.
2- أنهم بنوا آراءهم ومعتقداتهم في أصول خمسة، لا يسمي الشخص معتزلياً إلا إذا حققها واعتقد صحتها.
· ما هي الأصول الخمسة للمعتزلة ؟

أ - التوحيد:
فإنهم يقصدون به صفات الله عز وجل وما يجب لله تعالي وما لا يجب في حقه وقد حرص المعتزلة على إنكار صفات لله تعالى بحجة أن إثباتها يستلزم تعدد القدماء وهو شرك على حد زعمهم لأن إثبات الصفات يوحي بجعل كل صفة إلها والمخرج من ذلك هو نفى الصفات وإرجاعها إلى ذات الباري تعالي فيقال عالم بذاته قادر بذاته وبذلك يتحقق التوحيد في نظرهم.
· ما الرد عليهم ؟
إن مذهب السلف في تقرير صفات الله عز وجل في أتم وضوح فإن السلف رحمهم الله يثبتون صفات الله عز وجل كما جاءت في الكتاب والسنة دون تحريف أو تأويل مع معرفتهم بمعانيها وتوقفهم في بيان كيفيتها لأنهم يؤمنون بأن الكلام في صفة كل شيء فرع عن تصور ذاته والله عز وجل له ذات لا تشبه الذات ولا يعلم أحد كيفيتها وصفاته كذلك ثابتة على ما يليق بذاته جل وعلا.
المراد بالعدل عندهم ما يتعلق بأفعال الله عز وجل التي يصفونها كلها بالحسن ونفي القبح عنها بما فيه نفي أعمال العباد القبيحة عن الله عز وجل رضاء وخلقا لأن ذلك يوجب نسبة الفعل القبيح إلى الله تعالى وهو منزه عن ذلك لأن الله
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29-12-2009, 12:25 AM
أبو وليد22 أبو وليد22 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الكويت
الجنس :
المشاركات: 14
الدولة : Kuwait
افتراضي رد: نبذة عن فرقة المرجئة

تعالى يقول: "والله لا يحب الفساد" فاتفق المعتزلة على أن الله تعالى غير خالق لأفعال العباد وأن العباد هم الخالقون لأفعالهم. وقد أوردوا شبه منها:
1- أن إثبات خلق الله تعالي لأفعال العباد فيه نسبة الظلم والجور إليه تعالى والله منزه عن ذلك.
2- ومنها آيات كثيرة في القرآن الكريم يستدلون بها، منها قول الله تعالي:
"ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت" ومأخذهم من هذه الآية كلمة "تفاوت" وقد أخطأوا المراد منها حيث فسروها نفى الله التفاوت عن خلقه .
· ما الرد عليهم ؟

أن أفعال الله كلها حسنة لا قبيح فيها إلا أن المعتزلة ارتكبوا مغالطات واضحة في فهم النصوص ذلك أن الظلم الذي نفاه الله عن نفسه هو وضع الشيء في غير موضعه أو وضع سيئات شخص على أخر أو أن ينقص من حسنات المحسن وهذا ظلم بلا شك والله منزه عنه.
والخلاف إنما هو في حقيقته في خلق كل الأشياء وكل الأفعال وأنها لا تخرج عن خلق الله وإرادته لها، قال تعالي: "والله خالق كل شيء " وهم يقولون: الإنسان هو الذي يخلق فعله فرارا بزعمهم من نسبة خلق الأفعال إلى الله تعالي وإرادتها بزعمهم ولم ينظروا إلى أن الله عز وجل هو الخالق للعباد وأعمالهم ولا يوجب ذلك أن يكون الله تعالي هو الفاعل لأعمالهم فخلق الظلم والكذب والطاعة والمعصية فمن فعل الظلم بأن غش الناس أو غصبهم أموالهم يقال له: غاش ومغتصب ومنتهب وسارق وفاجر.. إلى أخر الصفات ولا ينسب إلى الله تعالى إلا باعتبار أقدار الله تعالي للعبد وشمول مشيئة لها لا أن الله هو الفاعل الحقيقي لتلك الجرائم ولذلك حين جئ بسارق إلى عمر رضي الله عنه قال له: لم سرقت؟ فقال السارق: قدر الله علي، فقال عمر: وأنا قدر الله على أن أقطع يدك " .
وأما بالنسبة لاستدلالهم بالآية الكريمة: " ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت " فقد فسروا التفاوت هنا بالحكمة بينما الصحيح أن التفاوت المنفي هنا هو التفاوت في الخلقة أي لا يوجد في خلق السموات والأرض من تفاوت أي من عيب أو خلل لقلة استوائهما بل هما في أدق تناسب وإتقان فالمقصود بنفي التفاوت في الخلقة وليس في الحكمة كما فسروه.
· ما المسائل التي تلتحق بمسألة العدل ؟
الصلاح والصلح واللطف من الله تعالى وإرسال الرسل عليهم الصلاة والسلام.
_ والصلح: كلمة محببة إلى النفوس لأنها ضد الفساد.
_ والأصلح: كلمة توحي بأعمق من الصلاح وقوة القرب من الخير والنفع.
والمعتزلة تؤكد أن الله تعالي لا يفعل بعبادة إلا الصلاح وما فيه نفعهم وجوباً عليه جلا وعلا لأنه إذا لم يفعل ذلك كان ظلما لهم ونقصا مما فيه صلاحهم .
· ما الرد عليهم ؟

- أمر الله وأرشد عبادة إلى أن يفعلوا كل ما فيه صلاحهم وأن مرد ذلك يعود إليهم هم وأن الله تعالى لا تضره معصية العاصي ولا تنفعه طاعة المطيع وقد كتب الله على نفسه الرحمة تفضلا منه وحرم الظلم عدلا منه والله تعالى يفعل بعباده الأصلح لهم ولكن لا يجوز القول بالوجوب عليه جل وعلا على سبيل المعاوضة كما هو الحال بين المخلوقين فإن العباد لا يوجبون عليه شيئا وإنما هو الذي أوجب على نفسه تفضلا منه وكرما لا أنه يجب عليه فعل الصلاح والأصلح بمفهوم المعتزلة الذي فيه إقامة الحجة عليه إن لم يفعل بهم ذلك فإنه حسب معتقد هؤلاء يحق للكافر أن يقول: يا رب أنت خلقتني وزقتني ومكنتني من الكفر حتى مت كافرا، فلم أقدرتني على ذلك، ولم تعاملني بالأصلح كغيري من الناس الذين ماتوا على الإسلام ومذهب أهل السنة هو الحق فلا إيجاب على الله إلا ما أوجبه على نفسه تفضلا منه وكرما لأن العباد يستحقون عليه شيئا بإيجاب أحد من خلقه عليه.
- أما مسألة اللطف من الله تعالى هي من الأمور الثابتة لكن ليس على سبيل الإيجاب على الله تعالى كما ترى المعتزلة بل اللطف من الله بمحض تفضله جل وعلا وكرمه ومنه عليه بالتوفيق إلى فعل الخيرات وترك المحذورات، ولا يجوز القول بوجوب فعل اللطف على الله تعالى.
- وأما إرسال الرسل فإنه من جملة ما توجيه المعتزلة على الله تعالى لأنه إذا لم يفعل ذلك كان مخلا بما هو واجب عليه لأن صلاح العباد يتعلق بإرسال الرسل لتعريف الناس وما دام صلاح العباد يتوقف على إرسالهم فإن إرسالهم يكون واجبا عليه لأن إرسالهم هو مقتضى العدل الذي يتم به صلاح الخلق.
· ما الرد عليهم ؟

أنه لا يجوز لأحد أن يوجب على الله تعالي شيئا فهو رب العباد وخالقهم ومالكهم
وقد اقتضت حكمته تعالى أن يرسل الرسل وأن يعذر إلى الخلق فلا يعذب أحدا إلا على مخالفته لرسله قال تعالى: " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " وهذا من تفضله وكرمه على عباده ولطفه بهم لا أن أحدا أوجبه عليه كما ترى المعتزلة.
3- الوعد والوعيد:

أولاً : الوعد:

الوعد عندهم هو كل خبر يتضمن إيصال نفع إلى الغير أو دفع ضرر عنه في المستقبل فهم يوجبون على ربهم أن ينفذ وعده وأن يعطي العبد أجر ما كلفه به من طاعات استحقاقاً منه على الله مقابل وعد الله له إذا التزم العبد بجميع التكاليف التي اختارها الله وكلف بها عباده.
وقد أوردوا لتأييد مذهبهم هذا بعض النصوص التي فهموا منها وجوب إنفاذ الله وعده، وهى آيات من القرآن الكريم منها قول الله عز وجل: " ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما " والشاهد من الآية هو قوله تعالى: )فقد وقع أجره على الله (، حيث فسروا هذا الوقوع بمعني الوجوب أي فقد وجب ثوابه على الله استحقاقاً لأن العمل في رأيهم من موجبات الثواب.
ثانياً : الوعيد:

والوعيد عندهم هوأن الله يفعل ما وعد به توعد عليه لا محالة ولا يجوز عليه الخلف والكذب والمقصود بالوعيد هنا هو ما يتعلق بأحكام المذنبين من عصاه المؤمنين إذا ماتوا من غير توبة وقد أوضح المعتزلة رأيهم في هذا وهو أن أصحاب الكبائر إذا ماتوا من غير توبة فإنهم يستحقون بمقتضى الوعيد من الله النار خالدين فيها إلا أن عقابهم يكون أخف من عقاب الكفار وللمعتزلة شبهات في تأييدهم لمذهبهم بإنفاذ الوعيد لا محالة وقد استدلوا من القرآن الكريم بكل آية يذكر فيها عقاب العصاة بالنار والخلود فيها مثل قوله عز وجل:" إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين " والواقع أن مسألة تخليد أصحاب الذنوب في النار من المسائل التي أطالوا فيها الكلام وكثر فيها الخصام إن استدلال المعتزلة لما يذهبون إليه من إنفاذ الوعيد لا محالة وأن أصحاب الكبائر والذنوب من المؤمنين مخلدون في النار حتما قول غير مسلم وهو خطأ في فهم النصوص وحمل لها على غير معانيها الصحيحة فإن الآيات لا تدل على خلود أصحاب المعاصي من المؤمنين خلودا أبديا حتميا ذلك أن الله عز وجل قد يعفو عنهم ابتداء وقد يعذبهم بقدر ذنوبهم ثم يخرجهم الله بتوحيدهم وإيمانهم لأنه لا يخلد في النار إلا من مات على الشرك الذي أخبر عز وجل أنه لا يغفر لصاحبه وأما ما عدا الشرك فإن الله تعالي يغفره. ومن ناحية أخرى فإن خلف الوعيد من فعل الكرام وهى صفة مدح بخلاف خلف الوعد فإنها صفة ذم والله عز وجل يتنزه عنها بخلاف الوعيد فإنه يعتبر من باب التفضل والتكرم وإسقاط حق نفسه وهذا هو مذهب السلف أهل السنة والجماعة وما ذهب إليه المعتزلة من منع إخلاف الوعيد وزعمهم أنه من الكذب فهو إلى سوء الظن أقرب وهو تحكم على الله عز وجل والله تعالى يفعل ما يشاء.
4 - المنزلة بين المنزلتين :

تدور هذه المسألة حول الحكم على مرتكب الكبيرة وقد أجمعت المعتزلة على قضية المنزلة بين المنزلتين واعتبروها أصلا من الأصول الثابتة وتلقب هذه المسألة عندهم بمسألة الأسماء والأحكام
المقصود أن المعتزلة يريدون بالمنزلة بين المنزلتين المؤمن صاحب المعاصي فهو عندهم ليس بمؤمن ولا كافر بل يفرد له حكم ثالث وهو تسميته " فاسقا" في الدنيا والحكم بخلوده في النار في الآخرة فاختلف اسمه وحكمه في الدنيا فاستحق أن يكون في منزلة بين المنزلتين.
· ما الرد عليهم ؟
أن العاصي غير خارج من الملة بفسقه بل هو مؤمن ناقص الإيمان أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته ولم تخرجه النصوص عن الإيمان لا في كتاب الله ولا في سنة نبيه ولا في إجماع الأمة ونصوص الكتاب والسنة والإجماع تدل على أن الزاني والسارق والقاذف لا يقتل بل يقام عليه الحد فدل على أنه ليس بمرتد وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من كانت عنده لأخيه اليوم مظلمة من عرض أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون درهم ولا دينار إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فطرحت عليه ثم ألقي في النار " فثبت أن الظالم يكون له حسنات يستوفي المظلوم منها حقه " وقول الله تعالى:" إن الحسنات يذهبن السيئات "
وهذا جواب نفيس جامع لفوائد عظيمة وفيه بيان جلي لمذهب السلف في هذه القضية التي أخطأ فيها المعتزلة وجعلوا العصاة في منزلة بين المنزلتين في الدنيا وحكموا بخلودهم في النار في الآخرة ولم يلتفتوا إلى مشيئة الله تعالى في أولئك وهو الفعال لما يريد جل وعلا فقطعوا عنه المشيئة، ثم زادوا الخطأ بآخر حينما حكموا بخلوده في النار مع من مات على الشرك ولم يسجد لله سجدة ولا شك أن العقل يأبى هذا الحكم مع أنهم ممن يقدر العقل ويقدمه على النقل ولكن الهوى يغطي على العقل والفهم إلا من وفقه الله تعالي.
5-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

-الأمر: فهو قول القائل لمن دونه في الرتبة: أفعل.
-والنهي هو قول القائل لمن دونه: ولا تفعل.
-وأما المعروف: هو كل فعل عرف فاعله حسنه أو دل عليه .
-وأما المنكر: هو كل فعل عرف فاعله قبحه أو دل عليه.
ومعنى التعريف أن المعروف والمنكر لابد أن يتضح أمرهما عند الشخص بأن يرى حسن المعروف ويدلل عليه، ويرى قبح المنكر ويستطيع أن يدلل عليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعتبران من فروض الكفايات عند المعتزلة إذا قام بهما من يكفي سقط عن الباقين وحكمها عموما الوجوب الكفائي وقد استدل المعتزلة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأدلة كثيرة من القرآن الكريم ومن السنة النبوية والإجماع.
- فمن القرآن الكريم قوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر "
- ومن السنة فهو قول النبي: " ليس لعين ترى الله يعصى فتطرف حتى تغير أو تنتقل".
- وأما الإجماع فلا إشكال فيه لأنهم اتفقوا على ذلك وقد توافق أهل السنة والمعتزلة في حكم القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كونه من الواجبات على الكفاية وهو ما قرره الله تعالي في كتابه الكريم حيث قال: " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"ولكن وقع خلاف بين أهل السنة والمعتزلة في :
1- طريقة تغيير المنكر.
2- أوجبوا الخروج على السلطان الجائر.
3- حمل السلاح في وجوه المخالفين لهم سواء كانوا من الكفار أو من أصحاب المعاصي من أهل القبلة.
- فأما طريقة تغيير المنكر فقد ساروا فيها عكس الحديث الذي بين فيه الرسول صلى الله عليه وسلم موقف المسلم إزاء تغيير المنكرات عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان " إذ إن تغيير المنكر عندهم يبدأ بالحسنى ثم باللسان ثم باليد ثم بالسيف بينما الحديث يرشد إلى العكس وهو ما يذهب إليه أهل الحق.
- وأما الخروج على السلطان الجائر فقد أوجبه المعتزلة والواقع أن جور السلطان وارتكابه المعاصي لا يوجب الخروج عليه لما يترتب على ذلك من المفاسد ومن سفك الدماء وتفريق كلمة الأمة فإن الإسلام لا يبيح الخروج عليه إلا عندما يظهر الكفر منه صراحة.
- وأما حمل السلاح في وجوه المخالفين لهم من أهل القبلة فلا دليل لهم على ذلك ولا يجوز أن يستحيل دم المسلم إلا بما حدده الشرع وصاحب الكبيرة ليس بكافر فلا يجوز قتاله واستحلال دمه ولم يأمر الشرع بذلك فيجب على المسلم الالتزام وترك تنطع الخوارج والمعتزلة.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29-12-2009, 12:34 AM
الصورة الرمزية هتان البلوشي
هتان البلوشي هتان البلوشي غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: جدة
الجنس :
المشاركات: 152
الدولة : Heard and McDonald Islands
58 58 رد: نبذة عن فرقة المرجئة

للهم لله صلي على محمد ماتعاقب اليل والنهار وصلي على محمد وعلى المهاجرين ولانصار صلى الله عليه وسلم
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 125.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 122.10 كيلو بايت... تم توفير 3.48 كيلو بايت...بمعدل (2.77%)]