|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
رد: مع آهل القرآن فى شهر القرآن يوميا فى رمضان
إمكانيات فهم القرآن إبراهيم بن عمر السكران (11) الحمد لله وبعد،، أخبرنا الله في كتابه بأن هذا القرآن كتاب هداية للناس، كما قال تعالى (الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ)[البقرة:185]. لكن هل هذا كل شيء؟ يعني هل يتفاوت الناس في فهم القرآن بحسب المعايير المادية المحسوسة فقط: الاستعدادات العقلية، المعرفة المسبقة باللغة، الخ؟ أم أن الناس يمكن أن يتفاوتوا –أيضاً- في فهم القرآن بحسب (المؤهلات الإيمانية)؟ الحقيقة أنه جاءت إشارات في كتاب الله تؤكد أن المؤمن التقي ينكشف له من معاني القرآن ما لا ينكشف لغيره، كما قال تعالى (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)[البقرة:2].. فبالله عليك قارن بين قوله عن القرآن في أواخر البقرة (هدى للناس) وقوله عن القرآن في أول البقرة (هدى للمتقين) يستبين لك أن هداية القرآن على مراتب، وأن هداية القرآن العامة تكون للناس جميعاً، ولكن يتشرف أهل التقوى بهداية خاصة، فيها قدر زائد من العلم والمعرفة.. ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أن المعاصي حجاب يحول بين القلب ودقائق القرآن .. فأي حرمان تسببت فيه خطايانا .. غُمّت علينا معاني القرآن الخاصة بسبب غيوم الذنوب.. وهل وراء ذلك من شؤم؟! أَقرأُ القرآن .. وتمر بي الآية .. وأتأملها.. وأشعر أن فيها معانٍ خاصة كلّ بصري أن يراها بسبب ما اقترفته الجوارح .. فيصيبني من الحسرة والألم ما الله به عليم .. أَقرأُ الآية .. وأعلم أنه قد تصفحتها عيون الأتقياء قبلنا في عصور مضت، وتنعمت بمعانٍ، وتجلت لها معارف، وتفتحت لها تصورات.. لأنها قلوب تستحق.. فتزداد حسرتي.. وأردد (هدى للمتقين).. وأتذكر قصص السلف التي رويت في تراجمهم، وما ذكر عن تهجدهم بالأسحار، وقيام بعضهم الليل كله بآية يرددها من كتاب الله، وجاء هذا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من حديث أبي ذر عند النسائي أيضاً.. أتذكر هذه المشاهد من قيام بعض السلف ليلة كاملة بآية واحدة وأقول في نفسي: يا ترى كم هي المعاني التي فتحت لهذا المتهجد في قيام الليل حتى أصبحت قراءة الآية لا تزيده إلا شغفاً بإعادتها! أتخيله وهو يتلوا، ثم يعيدها مرةً أخرى، وكأنما لم يرتوِ منها بعد، فيعيد تلاوتها ويغوص عقله في معانيها.. وتنسكب عليه من معاني الآية ما يحجب عن القلوب المنهكة بخطاياها.. أتخيل هذا المتهجد وهو يغص بعبراته، وتضطرب لحيته، في زاوية قصية قد اضطجع الليل على جوانبها.. لا تسمع فيها إلا صوت آية واحدة، لا تنتهي حتى تعود مرةً أخرى .. الآية واحدة والمواجيد أصناف.. بل إن الله تعالى جعل في نفس كل مسلم برهاناً على هذه المسألة، وعلى سبيل المثال: تجد المسلم حين يقرأ القرآن وهو في صفاء الصوم، أو خلوة الاعتكاف: ينفتح له من المعاني والتأثر والاهتداء، ما لا ينفتح له وهو يصلي بلا خشوع –مثلاً- ويهذّ قصار السور بهذرمة المستعجلين! بل إن الآية الواحدة ذاتها تقرؤها مرة فتطير بها في أفلاك الإيمان، وتتمنى أن تجد أحداً تحدثه عن معانيها بانبهار.. وتستغرب كيف فاتت على الناس هذه الآية؟! ثم تقرؤها في حالٍ أخرى ولا تسترعي منك أي انتباه! الآية واحدة .. لكن القلب استيقظ مرة .. وتغشّاه النعاس أخرى! فإذا كانت النفس الواحدة يتفاوت فهمها بحسب أحوال زكائها، فكيف بالنفوس المتعددة المتباينة في مدارج السلوك إلى الله؟! القلوب الحية تجري في مضمار المعاني القرآنية .. والقلوب المكبلة بالخطايا ما زالت تزحف في الخطوط الأولى! ويظن بعض المنتسبين للثقافة الليبرالية ممن يقحم نفسه في تفسير النصوص الشرعية أن قدرته على فهم النصوص تساوي أو تزيد على (أهل التقوى) .. ولا يستطيع عقله المصنّع خارجياً أن يستوعب أن أئمة الدين الذين لهم (لسان صدق عام) في الأمة؛ قد منحهم الله قدراً زائداً في فهم القرآن والاهتداء به.. ويدفعهم إلى هذا التصور محركات مختلفة، منها تشربهم التام للمعايير المادية الحسية، وجهلهم بالمعايير الإيمانية الغيبية .. وأحياناً يكون هذا الأمر مدفوعاً بما يمكن تسميته (الغرور الثقافي) فهو يشعر أن اعترافه بأن (أهل التقوى) يتمتعون بقدر زائد في فهم القرآن أن هذا يقدح في كبريائه المعرفي، ويخلق تراتبية إيمانية في نطاق العلم ترتطم بأوهام المساواة الأرضية.. مثل هؤلاء يحتاجون أن يتدبروا قول الله (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى)[فصلت:44] فانظر كيف أن القرآن واحد، والأثر في الاهتداء به متفاوت، فهو لأهل الإيمان (هدى وشفاء) وهو لمسلوبي الإيمان (وقر وعمى)! ومثل هؤلاء يحتاجون أن يتدبروا قول الله (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)[الإسراء:82] فالقرآن لأهل الإيمان (شفاء ورحمة) ولمن ظلموا أنفسهم (خسارة). وكما أن أهل الإيمان يتفاوتون في إيمانهم، فالهدى والشفاء والرحمة يتفاوت بحسب ما في القلوب من الإيمان. وكما أن مسلوبي الإيمان يتفاوتون في فجورهم، فالوقر والعمى والخسارة تتفاوت بحسب ما في القلوب من الفجور. وإذا تأملت ظاهرة العلم في كتاب الله، وبشكل أدق مصادر وينابيع العلم؛ وجدت إشارات القرآن لما يؤكد هذا المعنى، فالقرآن في مواضع كثيرة يوضح أن (العلم) ليس بفضل المتعلم، وإنما بفضل الله، تأمل قول الله مثلاً (وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ)[البقرة:282] وقول الله (تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ)[المائدة:4] وقول الله (كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)[البقرة:239]، ولاحظ فيها نسبة الأمر إلى معلم آدم ومفهم سليمان سبحانه.. بل لاحظ كيف يشير بالفعل المبني للمجهول (أوتوا) إلى المصدر الخارجي للعلم (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)[العنكبوت:49] وقول الله (قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)[النحل:27] واستعمال التعبير (أوتوا) إذا أتى ذكر العلم جاء في مواضع متعددة في كتاب الله. هذه الظاهرة التي نبّه عليها القرآن، ودلّت عليها وقائع الأحوال؛ يمكن استثمار دلالاتها في عدة نطاقات، فمن ذلك: أن المرء إذا مرت به حالٌ إيمانية وشعر بزكاء نفسه وصفاء إيمانه فلينتهز الفرصة وينشر مصحفه ويقرأ كتاب الله ويتدبره، ويتمعن في مضامينه ودلالاته وهداياته، ويستجلي ما وراء الدلالات المباشرة، فكما أن الطالب يختار أصفى الأوقات للمذاكرة، فكذلك المؤمن يختار أزكى لحظاته للتدبر، بل وليدوّن في مثل هذه الحال سوانح المعاني التي تمر به.. ومن ذلك أن المحب للعلم والمعرفة الشرعية يضع نصب عينيه أن منزلته في تحقيق العلوم الشرعية وحسن الاستدلال من النصوص مربوط بتقواه لله، وأنه كلما ازداد تقوى وورعاً فإن الله يفتح عليه في تحرير المسائل الشرعية والاستدلال عليها. ومن ذلك أن طالب العلم يراعي في اختيار الشيخ الذي يدرس عليه، أو يعتني بترجيحاته؛ ديانة الشيخ وتقواه ونسكه وورعه، فإن الشيخ التقي العابد يوفق للحق، كما قيل لإمام أهل السنة الإمام أحمد رحمه الله: من نسأل بعدك؟ فقال (سلوا عبد الوهاب الوراق، مثله يوفق لإصابه الحق)[بحر الدم لابن عبد الهادي، 103] فرشح الإمام أحمدُ عبدَ الوهاب الوراق برغم أنه أقل علماً من بعض أقرانه بسبب أنه أكثر صلاحاً وتقوى منهم، حتى أن الإمام أحمد قال مرة (من يقوى على ما يقوى عليه عبد الوهاب).. وفي هذه المسائل تفاصيل إضافية أخرى تستحق أن تبسط في غير هذا الموضع، كمسألة مصدرية (الإلهام) في مبحث مصادر المعرفة، ومسألة (القلب المعمور بالتقوى إذا تكافأت عنده الأدلة أو انعدمت، فرجح بمجرد رأيه؛ فهو ترجيح شرعي في حقه) ونحو هذه المسائل. والمراد فقط الإشارة إلى دور (الإيمان) في (العلم)، وأن الإيمان ليس مطلباً مستقلاً عن العلم لا صلة له به، وأن وسائل العلم ليست محصورة في الوسائل والبرامج الحسية المادية. ولذلك كله قال الله عن القرآن تارة (هُدًى لِلنَّاسِ) وقال عنه تارة (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)، فالأولى هداية قرآنية عامة يشترك فيها الناس، والثانية هداية قرآنية خاصة يختص بها أهل التقوى. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
رد: مع آهل القرآن فى شهر القرآن يوميا فى رمضان
__________________
|
#13
|
||||
|
||||
رد: مع آهل القرآن فى شهر القرآن يوميا فى رمضان
__________________
|
#14
|
||||
|
||||
رد: مع آهل القرآن فى شهر القرآن يوميا فى رمضان
__________________
|
#15
|
||||
|
||||
رد: مع آهل القرآن فى شهر القرآن يوميا فى رمضان
__________________
|
#16
|
||||
|
||||
رد: مع آهل القرآن فى شهر القرآن يوميا فى رمضان
حال السَّلف الصالح مع القرآن في شهر رمضان عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد. (16) الحمد لله الذي علَّم القرآن، خلَق الإنسان، علَّمه البيان، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد، أعلمِ الخلق بالله ودينه وشرعه، وأنصحهم للناس وأنفعهم، وعلى آله وأصحابه أولي الفضائل والكرامات، ومَن تبعَهم إلى يوم الحشر والجزاء. أمَّا بعد، أيُّها الإخوة النُّبلاء ــ سدَّدكم الله وقوَّاكم على طاعته ــ: فإنَّ مِن أعظم ساعات المسلم هي تلك الساعات التي يَقضيها مع كتاب ربِّه القرآن، فيتلوا، ويتدبَّر، ويتعلَّم الأحكام، ويأخذ العِظَة والعِبرة. فأكثِروا مِن الإقبال على القرآن في هذا الشَّهر الطيِّب الْمُطيَّب رمضان، والزَّمَن الفاضل الجليل، وحُثُّوا أهليكم رجالًا ونساءً، صغارًا وكِبارًا، على تلاوته والإكثار مِنه، واجعلوا بيوتكم ومراكبكم عامرةً بِه، فإنَّ أجْر العمل يُضاعف بسبب شرَف الزَّمان الذي عُمِل فيه. وقد كان نبيِّكم صلى الله عليه وسلم يُقبِل على القرآن في هذا الشهر إقبالًا خاصًّا، فكان يَتدارسه مع جبريل ــ عليه السلام ــ كلَّ ليلة، إذ قال عبد الله بن عباس ــ رضي الله عنهما ــ: (( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ )). رواه البخاري (6) واللفظ له، ومسلم (2308). وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي ــ رحمه الله ــ في كتابه «لطائف المعارف» (ص:242-243): دلَّ الحديثُ على استحباب دراسة القرآن في رمضان، والاجتماع على ذلك، وعَرْضِ القرآن على مَن هو أحفظ مِنه. وفيه دليلٌ على استحباب الإكثار مِن تلاوة القرآن في شهر رمضان.اهـ وقال الحافظ ابن كثير الشافعي ــ رحمه الله ــ في كتابه «فضائل القرآن» (ص:37): ولهذا يُستحبُّ إكثار تلاوة القرآن فى شهر رمضان، لأنَّه ابتدئ بنزوله، ولهذا كان جبريل يُعارِض بِه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في كلِّ سَنَة في شهر رمضان، ولَمَّا كانت السَّنة التي تُوفي فيها عارضه بِه مرتين تأكيدًا وتثبيتًا.اهـ ولقد كان لِسلفِكم الصالح ــ رحمهم الله ــ مع القرآن في هذا الشهر الجليل شأنًا عظيمًا، وحالاً عَجَبًا، فقد كانوا يُقبِلون عليه إقبالًا كبيرًا، ويهتمُّون بِه اهتمامًا متزايدًا، ويتزوَّدُون مِن قراءته كثيرًا. فقد صحَّ عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه ــ رضي الله عنه ــ: (( أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي ثَلَاثٍ )). رواه أبو عُبيد (234)، والفِريابي (132)، في كتابيهما «فضائل القرآن»، وسعيد بن منصور في «سُننه» (150 ــ قِسمُ التفسير). وصحَّ عن إبراهيم النَّخعي التابعي ــ رحمه الله ــ أنَّه قال: (( كَانَ الْأَسْوَدُ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ )). رواه أبو عُبيد (235)، والفِريابي (141)، في كتابيهما «فضائل القرآن»، وسعيد بن منصور في «سُننه» (151 ــ قِسمُ التفسير). وأخرج عبد الرزاق في «مصنَّفه» (5955)، عن الثوري، عن مُغيرة، عن عِمران، عن إبراهيم النَّخعي التابعي ــ رحمه الله ــ: (( أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ، فَإِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ قَرَأَهُ فِي لَيْلَتَيْنِ، وَاغْتَسَلَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ )). وكان الإمام البخاري ــ رحمه الله ــ يَقرأ في كلِّ يومٍ وليلة مِن رمضان خَتمةً واحدة. وكان الإمام الشافعي ــ رحمه الله ــ يَختِمه في كلِّ يومٍ وليلة مِن شهر رمضان مرتين. وكيف لا يكون هذا هو حال السَّلف الصالح ــ رحمهم الله ــ مع القرآن العزيز، ورمضان هو شهر نُزوله، وشهر مدارسة جبريل ــ عليه السلام ــ له مع سيِّد الناس صلى الله عليه وسلم، وزمَنه أفضل الأزمان، والحسنات فيه مُضاعفة متزايدة. وقد صحَّ عن عبد الله بن مسعود ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: (( تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يُكْتَبُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَيُكَفَّرُ بِهِ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ: ï´؟ الم ï´¾ وَلَكِنْ أَقُولُ: أَلِفٌ عَشْرٌ، وَلَامٌ عَشْرٌ، وَمِيمٌ عَشْرٌ )). رواه ابن أبي شيبة في «مصنَّفه» (29932)، وأحمد في «الزُّهد» (1825)، وأبو عُبيد (21)، والفِريابي (57)، في كتابيهما «فضائل القرآن». وثبت عن عبد الله بن عباس ــ رضي الله عنهما ــ أنَّه قال: (( مَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ إِذَا رَجَعَ مِنْ سُوقِهِ أَوْ مِنْ حَاجَتِهِ إِلَى أَهْلِهِ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ فَيَكُونَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ )). رواه ابن المبارك في «الزُّهد» ( 807). وحتى لا يُشكِل على البعض خَتْمُ كثيرٍ مِن السَّلف الصالح ــ رحمهم الله ــ للقرآن في أقلِّ مِن ثلاث. فقد قال الحافظ ابن رجب الحنبلي ــ رحمه الله ــ في كتابه «لطائف المعارف» (ص:246) في دَفعِه وتوجيهه بعد أنْ سَاق جملةً مِن الآثار الواردة عن السَّلف في خَتم القرآن مرَّات كثيرة في شهر رمضان: وإنّما وَرَدَ النَّهي عن قراءة القرآن في أقلِّ مَن ثلاث على المُداومة على ذلك. فأمَّا في الأوقات المُفضَّلة كشهر رمضان، خصوصًا الليالي التي يُطلَب فيها ليلة القدْر، أو في الأماكن المُفضَّلة كمكَّة لِمَن دخلها مِن غير أهلها، فيُستحبُّ الإكثار فيها مِن تلاوة القرآن اغتنامًا للزمان والمكان، وهو قول أحمد، وإسحاق، وغيرهما مِن الأئمة، وعليه يَدُلُّ عمل غيرهم كما سَبق ذِكره.اهـ
__________________
|
#17
|
||||
|
||||
رد: مع آهل القرآن فى شهر القرآن يوميا فى رمضان
__________________
|
#18
|
||||
|
||||
رد: مع آهل القرآن فى شهر القرآن يوميا فى رمضان
قراءة القرآن في رمضان محمود مصطفى الحاج (18) في رمضانَ يُقبل كثيرٌ من الناس على كتاب الله تعالى: قراءة، وحفظًا، وأحيانًا تفسيرًا وتدبُّرًا؛ وما ذاك إلا لأن رمضان مَوسم للخيرات، تتنوَّع فيه الطاعات، ويَنشَط فيه العباد بعد أن سُلسِلت الشياطين، وفتحت أبواب الجِنان، وغُلِّقت أبواب النيران. والارتباط بين شهر رمضان والقرآن العظيم ارتباطٌ مُحكَم وثيق؛ ففي أيَّامه المباركة ولياليه الجليلة نزل الروحُ الأمين بالقرآن العظيم؛ ليكونَ هدًى للناس وفرقانًا، قال تعالى: ï´؟ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ï´¾ [البقرة: 185]. وفي رمضان كان جبريلُ يُدارس رسولَ الله القرآنَ؛ فالحديث عن القرآنِ في رمضان له مناسبتُه، وله خصوصيته، لا سيما مع إقبال الناس عليه. إن القرآن شفاءٌ ورحمةٌ، وطمأنينة وأمان، وشفاء من الحيرة والقلق، والحزن والنَّكد والوسوسة؛ قال تعالى: ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ï´¾ [فاطر: 29، 30]. ويأخذنا الحديث عن بدايات نزول القرآن على خير البشرِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ففي ليلة السابع عشر من رمضان، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم في الأربعين من عمره، أَذِن الله عز وجل للنور أن يتنزَّل، فإذا جبريل عليه السلام آخذٌ بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول له: اقرأ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما أنا بقارئٍ، قال: فأخذني فغطَّني، حتى بلغ مني الجَهْد، ثم أرسلني فقال: اقرَأْ! قلت: ما أنا بقارئ! فأخذني، فغطَّني الثانية حتى بلغ مني الجَهْد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ! فقلت: ما أنا بقارئٍ! فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: ï´؟ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ï´¾ [العلق: 1 - 3]، فرجع بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يرجفُ فؤادُه!))؛ البخاري. وهكذا نزلت أول آية من هذا الكتاب العظيم، على النبيِّ الرؤوف الرحيم، في شهر رمضان العظيم. وهكذا شهدت أيامُه المباركة اتصالَ الأرض بالسماء، وتنزل الوحي بالنور والضياء، فأشرقت الأرضُ بنور ربِّها وانقشعت ظلماتُ الجاهليَّة الجَهْلاء. ولقد ورد في الحديث بأن شهرَ رمضان هو الشهر الذي كانت الكتبُ الإلهيَّة تتنزَّل فيه على الأنبياء، ففي المسندِ للإمام أحمد، والمعجم الكبير للطبراني؛ من حديث واثلةَ بن الأسقعِ أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أُنزِلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التَّوراة لستٍّ مضَيْنَ من رمضان، والإنجيل لثلاثَ عشرةَ خلَتْ من رمضان، وأنزل الفرقان لأربعٍ وعشرين خلَت من رمضان))؛ مسند أحمد (28/ 191). أولًا: وجه الارتباط بين شهر رمضان والقرآن العظيم: في رمضان يجتمع الصوم والقرآنُ، وهذه صورة أخرى من صور ارتباط رمضان بالقرآن، فتدركُ المؤمنَ الصادقَ شفاعتان؛ يشفع له القرآن لقيامِه، ويشفع له الصيام لصيامه؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((الصيامُ والقرآن يشفعان للعبد يومَ القيامة، يقول الصيام: أَيْ ربِّ، منعتُه الطعام والشهوات بالنهار؛ فشَفِّعني فيه، ويقول القرآنُ: ربِّ، منعتُه النومَ بالليل؛ فشَفِّعني فيه؛ فيشفعان))؛ أحمد. وعند ابن ماجه عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يجيءُ القرآن يومَ القيامة كالرجلِ الشاحب، يقول: أنا الذي أسهرتُ ليلَك، وأظمَأْتُ نهارك)). "واعلم أن المؤمنَ يجتمعُ له في شهر رمضان جِهادان لنفسِه: جهادٌ بالنهار على الصيام، وجهادٌ بالليل على القيام، فمن جمع بينَ هذَيْنِ الجهادَيْنِ، ووفَّى بحقوقهما، وصبر عليهما، وُفِّي أجرَه بغير حساب"؛ لطائف المعارف: 360. ومن صور اختصاص شهر رمضانَ بالقرآن الكريم صلاةُ التراويح، فهذه الصلاة أكثر ما فيها قراءةُ القرآن، وكأنها شُرعت ليسمع الناس كتابَ الله مجوَّدًا مرتَّلًا؛ ولذلك استُحبَّ للإمام أن يختم فيها ختمة كاملة. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل القراءةَ في قيام رمضان بالليل أكثرَ من غيره؛ لطائف المعارف: 356. ومما يؤيِّد ذلك ما رواه الإمام أحمد عن حذيفة قال: "أتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم في ليلة من رمضان، فقام يصلي، فلما كبَّر قال: الله أكبر ذو الملكوت والجبروتِ والكبرياءِ والعَظَمة، ثم قرأ البقرةَ، ثم النساء، ثم آل عمران، لا يمرُّ بآية تخويفٍ إلا وقف عندها، ثم ركع، يقول: سبحان ربي العظيم، مثل ما كان قائمًا، ثم رفع رأسه فقال: سمع اللهُ لمن حَمِدَه، ربَّنا لك الحمد، مثل ما كان قائمًا، ثم سجد يقول: سبحان ربي الأعلى، مثل: ما كان قائمًا، ثم رفع رأسَه فقال: ربِّ اغفر لي، مثل ما كان قائمًا، ثم سجَد يقول: سبحان ربي الأعلى، مثل ما كان قائمًا، ثم رفع رأسَه فقام، فما صلى إلا ركعتين حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة"؛ أحمد، باقي مسند الأنصار، رقم 22309. وكان عمرُ قد أمر أُبَيَّ بنَ كعب وتميمًا الداريَّ أن يقوما بالناس في شهر رمضان، فكان القارئ يقرأ بالمائتَيْنِ في ركعة، حتى كانوا يعتمدون على العصيِّ من طول القيام، وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجرِ، وفي روايةٍ: أنهم كانوا يربطون الحبالَ بين السواري، ثم يتعلَّقون بها؛ لطائف المعارف: 356. وكان بعضُ السلف يختمُ في قيام رمضان في كل ثلاثِ ليالٍ، وبعضهم في كلِّ سبعٍ؛ منهم قتادةُ، وبعضهم في كل عشر؛ منهم أبو رجاء العطاردي؛ لطائف المعارف: 358. كل هذا التطويل والقيام من أجل تلاوة القرآن، وتعطيرِ ليالي شهر القرآن بآيات القرآن. ثانيًا: آداب قراءة القرآن الكريم: 1- يجب على القارئ الإخلاصُ. 2- مراعاةُ الأدب مع القرآن، فينبغي أن يستحضرَ في نفسه أنه يناجي الله تعالى. 3- يقرأ على حال مَن يرى اللهَ سبحانه، فإنه إن لم يكن يراه، فإن الله تعالى يراه. 4- ينبغي إذا أرادَ القراءة أن ينظِّف فاه بالسِّواك وغيره، والاختيارُ في السواك أن يكون بعودٍ من أراكٍ، ويجوز بسائرِ العيدان. 5- يستحبُّ أن يقرأ وهو على طهارةٍ، فإن قرأ مُحدِثًا جاز، ولا يقال: ارتكب مكروهًا، بل هو تارك للأفضل. 6- ويستحبُّ أن تكون القراءة في مكان نظيفٍ مختار؛ ولهذا استحبَّ جماعة من العلماء القراءةَ في المسجد؛ لكونه جامعًا للنظافة وشرف البقعة. 7- يستحب للقارئ في غير الصلاة أن يستقبلَ القبلة، ويجلس متخشعًا بسكينة ووقار، مطرقًا رأسه، ويكون جلوسُه وحدَه في تحسين أدبه وخضوعه كجلوسه بين يدي معلِّمه، فهذا هو الأكمل. 8- فإن أراد الشروع في القراءة، استعاذ، فقال: أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، أو يزيد: من هَمْزِه ونَفْخِه ونفثه. 9- وينبغي أن يحافظ على قراءة "بسم الله الرحمن الرحيم" في أول كلِّ سورة، سوى سورة براءة؛ فإن أكثر العلماء قالوا: إنها آية؛ حيث كُتِبت في المصحف. 10- فإذا شرع في القراءةِ، فليكن شأنُه الخشوعَ والتدبر عند القراءة. 11- استحباب ترديد الآية للتدبر. 12- البكاءُ حالَ القراءة حالُ العارفين، وشعار عباد الله الصالحين، وهو مستحبٌّ مع القراءة وعندها. 13- ينبغي أن يرتِّل قراءته، قال تعالى: ï´؟ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ï´¾ [المزمل: 4]؛ لأن ذلك أقربُ إلى التوقير والاحترام، وأشد تأثيرًا في القلب، وقد نُهِي عن الإفراط في الإسراع. 14- ويستحبُّ إذا مرَّ بآية عذاب أن يستعيذَ بالله من الشر ومن العذاب، أو يقول: اللهم إني أسألك العافية، أو أسألك المعافاةَ من كل مكروه، وإذا مرَّ بآية تنزيهٍ لله تعالى نزَّه، فقال: سبحانه وتعالى، أو تبارك وتعالى، أو جلَّت عظمة ربنا. 15- احترام القرآن وتعظيمه وتوقيرُه، والحذر من أمور قد يتساهلُ فيها بعض الغافلين؛ مثل: (اجتناب الضحك والمِزاح، وجوب ترك الحديث أثناء قراءة القرآن واستماعه، الحذر من النظر إلى ما يلهي ويبدِّد الذهن)... وغير ذلك. 16- يستحبُّ إذا قرأ سورةً أن يقرأ بعدها التي تليها، وإذا بدأ من وسط سورة، أو وقف على غير آخرِها أن يراعيَ ارتباط الكلام. 17- قراءة القرآن من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر القلب؛ لأن النظر في المصحف عبادة مطلوبة، فتجتمع القراءة والنظر. 18- عدم ترقيق الصوت بالقراءة؛ كترقيقِ النساء أصواتهن. 19- الإمساك عن القراءة عند التثاؤب حتى يزولَ. 20- عدم قطع القراءة بالحديث مع الناس إلا لضرورة؛ كردِّ السلام، ونحو ذلك. يتبع
__________________
|
#19
|
||||
|
||||
رد: مع آهل القرآن فى شهر القرآن يوميا فى رمضان
قراءة القرآن في رمضان محمود مصطفى الحاج (19) ثالثًا: وهنا يحضرنا سؤال مهم: لماذا نقرأُ القرآن؟ وما هي النيَّات التي علينا استحضارُها عند قراءة القرآن؟ الجواب يأتي على النحو التالي: 1- أَقْرأُ القرآن؛ لأنه شفاء: قال تعالى: ï´؟ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ï´¾ [الإسراء: 82]. 2- أَقْرأُ القرآن؛ لأن الله تعالى يُفرِّج به الهم، ويُذْهِب به الغموم: أخرج الإمام أحمد، وابن حبَّان بسند صحيحٍ صحَّحه الألباني أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أصاب أحدًا قط همٌّ ولا حزنٌ، فقال: اللهم إني عبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمَتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سمَّيت به نفسك، أو علَّمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك - أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذَهابَ همِّي؛ إلا أذهب الله همَّه وحزنه، وأبدله مكانه فرحًا))، فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلَّمُها؟ فقال: ((بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلَّمها)). 3- أَقْرأُ القرآن؛ لأنه سبب لنزول السكينة وغشيان الرحمة: فقد أخرج الإمام مسلمٌ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت اللهِ يَتلون كتابَ الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلَتْ عليهم السكينة، وغَشِيتهم الرحمةُ، وحفَّتهم الملائكة، وذكرَهم الله فيمَن عنده)). 4- أَقْرأُ القرآنَ؛ حتى يكون نورًا لي في الدنيا، وذخرًا لي في الآخرة: فقد أخرج ابن حبَّان بسندٍ حسن عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قلت: يا رسولَ اللهِ، أوصِني، قال: ((عليك بتقوى اللهِ؛ فإنه رأسُ الأمر كلِّه))، قلت: يا رسولَ الله، زِدْني، قال: ((عليك بتلاوة القرآن؛ فإنه نورٌ لك في الأرض، وذخرٌ لك في السماء)). 5- أَقْرأُ القرآن؛ حتى يُزاد لي في الإيمان: فمَن أراد زيادة الإيمان يومًا بعد يوم، فعليه بكتاب الله؛ فقد قال تعالى: ï´؟ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا ï´¾ [الأنفال: 2]، وقال تعالى: ï´؟ وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ï´¾ [التوبة: 124]. 6- أَقْرأُ القرآن؛ حتى لا أُكْتَب من الغافلين: فقد أخرج الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قرأ عشرَ آيات في ليلة، لم يُكتب من الغافلين، ومن قرأ مائةَ آية، كُتِبَ من القانتين)). 7- أَقْرأُ القرآنَ؛ حتى أتحصَّل على جبال من الحسنات: فقد أخرج الترمذي عن عبدِالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قرأ حرفًا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنةُ بعشرِ أمثالها، لا أقولُ: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)). 8- أَقْرأُ القرآن؛ لأنه خيرٌ من الدنيا وما فيها: إذا فرح أهل الدنيا بدنياهم، وأهل المناصب بمناصبهم، وأهل الأموال بأموالهم، فجدير أن يفرح حامل القرآن بكلام الله الذي لا توازيه الدنيا بكل ما فيها من متاع زائل. 9- أَقْرأُ القرآن؛ حتى يفتح عليَّ أبواب الخير الكثيرة: فقد أخرج الترمذي عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قرأ ï´؟ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ï´¾ [الكافرون: 1]، عدَلت له رُبعَ القرآن، ومَن قرأ ï´؟ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ï´¾ [الإخلاص: 1]، عدَلت له ثلثَ القرآن)). 10- أَقْرأُ القرآن؛ حتى يُحِبَّني الله عز وجل، وأكونَ من أهله: فقد أخرج الإمام مسلم عن عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلًا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـï´؟ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ï´¾ [الإخلاص: 1]، فلما رجعوا ذُكِر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سَلُوه لأيِّ شيء يصنع ذلك؟ فسألوه فقال: لأنها صفةُ الرحمن؛ فأنا أحبُّ أن أَقْرأَ بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أخبِروه أن اللهَ يُحبُّه)). 11- أَقْرأُ وأتعلَّم القرآن؛ حتى أكون من خير الناس: فقد أخرج البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيرُكم مَن تعلَّم القرآن وعلَّمَه)). 12- أَقْرأُ القرآنَ، وأحافظ على قراءته؛ حتى لا أردَّ إلى أرذلِ العمر: فقد أخرج الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما: "مَن قرأ القرآن، لم يُردَّ إلى أرْذَلِ العمر". 13- أَقْرأُ القرآن وأَحفظُه؛ حتى أُحفظَ من فتنة الدجَّال: فقد أخرج الإمام مسلم أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن حَفِظ عشرَ آيات من أول سورة الكهف، عُصِمَ من الدجال)). 14- أَقْرأُ القرآن؛ حتى أكون سببًا في رحمة والديَّ: فقد أخرج الحاكم عن بريدة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قرأ القرآن وتعلَّمه، وعمِل به، أُلْبِس والداه يوم القيامة تاجًا من نور، ضوءُه مثل ضوء الشمس، ويُكسى والداه حُلَّتَينِ لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: بما كُسِينا هذا؟ فيقال: بأخذِ ولدِكما القرآنَ)). 15- أَقْرأُ القرآن؛ حتى أُحفَظ من الزيغ والضلال: فقد أخرج الحاكم والترمذي عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجَّة الوداع، فقال: ((إن الشيطان قد يَئِس أن يُعْبَد في أرضكم، ولكن يرضى أن يُطاع فيما سوى ذلك ممَّا تحقرون من أعمالكم؛ فاحذروا، إني تركتُ فيكم ما إن تمسَّكتم به فلن تضلوا أبدًا: كتابَ الله، وسنةَ نبيِّه)). 16- أَقْرأُ القرآن؛ حتى أنجوَ من فتنة القبر: فقد أخرج ابن مردَوَيْه عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((سورةُ تبارك هي المانعة من عذاب القبر)). 17- أَقْرأُ القرآن وأحفظُه؛ حتى أنجو من عذاب النار: فقد أخرج البيهقي عن عصمةَ بنِ مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لو جُمِع القرآن في إهابٍ، ما أحرقَه اللهُ بالنار)). 18- أَقْرأُ القرآن وأحافظُ على قراءته؛ حتى يشفعَ لي يوم القيامة: أخرج ابن حبان عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((القرآن شافعٌ مُشفَّعٌ، وماحلٌ مُصَدَّقٌ، مَن جعله أمامَه، قاده إلى الجنة، ومَن جعله خلفَ ظهرِه، ساقه إلى النار)). • ماحلٌ: ساعٍ، وقيل: خَصمٌ مُجادل. 19- أَقْرأُ القرآن وأحفظُه؛ حتى يكون سبيلًا لدخول الجنة إن شاء الله تعالى: أخرج الطبرانيُّ في "الأوسط" عن أنس رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آيةً خاصمت عن صاحبِها حتى أدخلَتْه الجنةَ؛ وهي تبارك)). 20- أَقْرأُ القرآن وأحفظه؛ حتى أرتقيَ في أعلى الدرجات في الجنة؛ بل يرتقي الإنسانُ في الجنة بقَدْرِ حفظه للقرآن: فقد أخرج أبو داودَ والترمذيُّ عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((يُقال لصاحب القرآن: اقرَأْ وارقَ ورتِّل كما كنت تُرتِّل في الدنيا، فإن منزلتَك عند آخرِ آية تقرأُ بها)). 21- أَقْرأُ القرآنَ؛ حتى أكون في أعلى الجنات مع السَّفَرة الكرام: فحينَ يفتخر أهلُ الدنيا بانتسابِهم إلى العظماء والوُجهاء والأغنياء، فإن حافظَ القرآن يفتخرُ بأنه سيكون مع السَّفَرة الكرام البرَرَة الذين اختارهم الله عز وجل، وشرَّفَهم بأن تكون بأيديهم الصُّحف المطهرة، كما قال ربُّ العالمين في كتابه الكريم: ï´؟ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ï´¾ [عبس: 13 - 15]. رابعًا: ثلاثة مسارات لقراءة القرآن في رمضان: وإذا كان هذا شأنَ القرآن في رمضان، فما أجدر العبد المؤمن أن يُقبِل عليه، ويديم النظر فيه، وإني أقترح على الأخ المؤمن الصادق أن يجعلَ له مع القرآن في هذا الشهر ثلاثة مسارات: المسار الأول: مسار الإكثارِ من التلاوة، وتَكْرار الخَتَمات، فيجعلُ الإنسان لنفسه جدولًا ينضبط به، بحيث يتمكَّن من ختم القرآن مرَّات عديدة ينال خيراتها، وينعمُ ببركاتِها. المسار الثاني: مسارُ التأمُّل والتدبُّر، فيستفتحُ الإنسان في هذا الشهر الكريم ختمةً طويلة المدى، يأخذ منها في اليوم صفحة أو نحوها، مع مراجعة تفسيرها، وتأمل معانيها، والتبصُّر في دلالاتها، واستخراج أوامرِها ونواهيها، ثم العزمُ على تطبيق ذلك، ومحاسبة النفسِ عليه، ولا مانعَ أن تطول مدةُ هذه الختمة إلى سنةٍ أو نحوها، شريطةَ أن ينتظم القارئ فيها، ويكثر التأمُّل، ويأخذ نفسَه بالعمل، ولعلَّ في هذا بعضًا من معنى قولِ الصحابيِّ الجليلِ: كنا نتعلَّم عشر آيات، فلا نجاوزهن حتى نعلمَ ما فيهن من العلم والعملِ. المسار الثالث: مسارُ الحفظ والمراجعة، فيجعلُ لنفسه مقدارًا يوميًّا من الحفظ ومثله من المراجعة، وإن كان قد حفظ ونَسِي، فهي فرصة عظمى لتثبيت الحفظ، واسترجاع ما ذهَب، ولستَ بحاجةٍ إلى التذكير بجلالة منزلة الحافظِ لكتاب الله ورفيع مكانته، وحسبُه أنه قد استدرَجَ النبوَّة بين جنبَيْه، إلا أنه لا يوحى إليه. خامسًا: من الأخطاء في رمضان: قراءة القرآن بلا تدبُّر: فتجدُ أحدهم يقرأُ القرآن في رمضان، ويكثرُ من قراءتِه، والغرض من ذلك هو أن يختم القرآنَ أكثر من ختمة، وهذا خيرٌ كبير، وأجرُه عظيم، ولكن تجد أن البعض يختمُ أكثرَ من ختمة، ولا يتدبر في آية من آيات المصحف، وهذا خطأ كبير مخالف لقول رب العالمين: ï´؟ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ï´¾ [ص: 29]. يقول الإمام القرطبيُّ رحمه الله: قال العلماء: يجب على القارئ إحضارُ قلبه، والتفكُّر عند قراءتِه؛ لأنه يقرأُ خطابَ الله الذي خاطب به عبادَه، فمَن قرأ ولم يتفكَّر فيه - وهو من أهل أن يدركَه بالتذكر والتفكر - كان كمن لم يقرأه، ولم يَصِل إلى غرض القراءةِ من قراءتِه، فإن القرآن يشتمل على آيات مختلفةِ الحقوق، فإذا ترك التفكُّر والتدبر فيما يقرؤه استوت الآيات كلُّها عنده، فلم يَرْعَ لواحدة منها حقَّها، فثبت أن التفكر شرطٌ في القراءة، يتوصَّل به إلى إدراك أغراضه ومعانيه، وما يحتوى عليه من عجائبه؛ (التذكار في أفضل الأذكار ص: 195). ويقول الحافظ جلال الدين السيوطي في كتاب "الإتقان في علوم القرآن" (1/ 106): "وتُسنُّ القراءة بالتدبر والتفهُّم، فهو المقصود الأعظم، والمطلوب الأهم، وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب... وصفة ذلك أن يشغلَ قلبَه بالتفكر في معنى ما يلفظُه به، فيعرف معنى كلِّ آية، ويتأمل الأوامرَ والنواهي، ويعتقد قَبول ذلك، فإن كان قصَّر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مرَّ بآية رحمة استبشر وسأل، أو عذابٍ أشفق وتعوَّذ، أو تنزيهٍ نزَّه وعظَّم، أو دعاءٍ تضرَّع وطلب" اهـ. ويقول محمد بن كعب القرظي رحمه الله: "مَن بلغَه القرآن فكأنما كلَّمه الله، وإذا قدَّر ذلك لم يتخذ دراسة القرآن عمله، بل يقرؤه كما يقرأ العبدُ كتاب مولاه الذي كتبه إليه ليتأمَّله، ويعمل بمقتضاه"؛ (إحياء علوم الدين: 1 /516). وذكر الغزالي رحمه الله عن بعض العلماء أنه قال: "هذا القرآن رسائلُ أتَتْنا من قِبل ربنا عز وجل بعهوده، نتدبَّرها في الصلوات، ونقف عليها في الخلوات، وننفِّذها في الطاعات والسنن المتَّبَعات"؛ (نفس المصدر). سادسًا: حال السلف مع القرآن في رمضان: البعض منا حين يقرأُ أو يسمع القرآنَ فلا يجد لذَّة، ويزداد الأمر خطورةً وسوءًا عندما نجد هذا أيضًا في شهر رمضان الذي أُنزِل فيه القرآن، فهناك مَن لا يفتحُ المصحفَ فيه، وإذا أطال الإمامُ في الصلاة يضيقُ صدرُه، ويصيبُه الضَّجَر والقلق، ويقيم الدنيا ولا يُقعِدُها، وهذا هو حالُنا، ولا يخفى على أحدٍ. أما حال السلف مع القرآن في رمضان، فكان لهم شأن آخر؛ فها هو الإمام مالك رحمه الله إذا دخل رمضانُ ترك قراءةَ الحديث ومجالس العلم، وأقبل على قراءةِ القرآن في المصحف. وكان الزهريُّ رحمه الله إذا دخل رمضانَ يقول: إنما هو تلاوةُ القرآن، وإطعامُ الطعامِ. وكان سفيان الثوري رحمه الله إذا دخل رمضان يتركُ جميع العبادات، ويُقبِل على قراءة القرآن. وكان قتادة رحمه الله يختمُ القرآن في كلِّ سبعِ ليالٍ دائمًا، وفي رمضان في كلِّ ثلاث، وفى العشر الأخيرة منه في كلِّ ليلة. وكان الشافعيُّ رحمه الله يختمُ القرآنَ في شهر رمضان ستين ختمةً. وصدق والله عثمان بن عفان رضي الله عنه حيث قال: "لو طهُرت قلوبُكم، ما شَبِعت من كلام ربِّكم". • وهكذا كان حال السلف مع القرآن في رمضانَ وفي غيره، أما نحن فقد هجَر البعض منَّا القرآن، فلا وقتَ لسماعِه، ولا قراءتِه، ولا حفظه، وإذا قرأناه أو سمعناه لم نتدبَّره ونفهمه، وإذا فهمناه أو تدبَّرناه لم نعمَلْ به، بل اكتفينا أن نقرَأَه على الأموات، ونزيِّن به الجدران، وصدق فينا قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: ï´؟ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ï´¾ [الفرقان: 30]. الخلاصة: ونحن في شهر رمضان الكريم ينبغي علينا أن نعتنيَ بالقرآن، وأن نقبل على قراءتِه، والمقصود هو الاجتهادُ بذلك عن بقية الشهور، وإلا فالواجبُ أن نعتني بالقرآن طَوَال العام، ولكن يسنُّ في رمضان أن نجتهد في قراءة القرآن؛ ولهذا كان جبريل يدارس النبيَّ صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان، وفي السَّنة التي تُوفِّي فيها النبي صلى الله عليه وسلم دارَسَه مرتين، وهذا حال السلف الصالح في رمضان فكانوا يوقفون الدروسَ العلمية في رمضان، ويُقبلون على قراءة القرآن. لذا؛ فاحرصوا على تدبُّر القرآن وفهمه وحفظه، واحذروا هجره بتَرْك قراءته وتدبره، فهو سبب للحياة السعيدة في الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: ï´؟ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ï´¾ [المائدة: 15، 16].
__________________
|
#20
|
||||
|
||||
رد: مع آهل القرآن فى شهر القرآن يوميا فى رمضان
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |