موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 99 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدور الحضاري للوقف الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          آفاق التنمية والتطوير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 3886 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 6960 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 6428 )           »          الأخ الكبير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فوائد متنوعة منتقاة من بعض الكتب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 198 )           »          الحفاظ على النفس والصحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          شرح النووي لحديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          نظرية التأخر الحضاري في البلاد المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الاستعلائية في الشخصية اليهودية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #981  
قديم 11-11-2013, 08:06 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

فقدان الأوزان في السنة والقرآن



د. محمد دودح
الباحث العلمي بالهيئة العالمية
للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
([email protected])
تضاءل في أعين العامة ما كان فيه قارون من ثراء جعله يتكبر ويبغي عندما عاينوا الكارثة التي طالته وممتلكاته في يوم استعراض قوته لفرض هيبته, وقد كانت عاقبة تكبره مروعة؛ وهي كما قال جل وعلا: "فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ"القصص81, وفي الخبر الذي روته العديد من كتب الحديث بألفاظ متقاربة[1]أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بَيْنَمَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنْ الْخُيَلَاءِ خُسِفَ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"رواية البخاري ج11ص304, استدعى الخسف ما وقع لقارون خاصةً مع الزيادة في بعض الروايات: "بينما رجل ممن كان قبلكم"[2], فقيل: "هو قارون.. وجزم الكلاباذي والجوهري أنه قارون"[3], وشغب البعض واستشكل آخرون كيفية دوام الحركة للمخسوف به في الأرض من جانب إلى آخر بلفظ (يَتَجَلْجَلُ) بدلا من اختراق الأرض لو كانت حقا كروية في مصادر الإسلام, لكن العلم قد جاء دافعا الشبهة مؤيدا فيض الوحي في الحديث النبوي.
(1) الأرض كروية في القرآن:
قال ابن حزم: "قالوا إن البراهين قد صحت بأن الأرض كروية والعامة تقول غير ذلك, وجوابنا وبالله تعالى التوفيق: إن أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم يُنكروا تكوير الأرض ولا يُحفظ لأحد منهم في دفعِه كلمة بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها قال الله عز وجل: (يُكَوّرُ اللّيْلَ عَلَى النّهَارِ وَيُكَوّرُ النّهَارَ عَلَى اللّيْلِ)الزمر 5, وهذا أوضح بيان في تكوير بعضها على بعض مأخوذ من كور العمامة وهو إدارتها وهذا نص على تكوير الأرض"[4], وقال سيد قطب: "(يُكَوّرُ اللّيْلَ عَلَى النّهَارِ وَيُكَوّرُ النّهَارَ عَلَى اللّيْلِ)..تعبير عجيب يقسر الناظر فيه قسراً على الالتفات إلى ما كشف حديثاً عن كروية الأرض ومع أنني في هذه الظلال حريص على ألا أحمل القرآن على النظريات التي يكشفها الإنسان لأنها نظريات تخطئ وتصيب وتثبت اليوم وتبطل غداً والقرآن حق ثابت يحمل آية صدقه في ذاته ولا يستمدها من موافقة أو مخالفة لما يكشفه البشر.., مع هذا الحرص فإن هذا التعبير يقسرني قسراً على النظر في موضوع كروية الأرض فهو يصور حقيقة مادية ملحوظة على وجه الأرض, فالأرض الكروية تدور حول نفسها في مواجهة الشمس؛ فالجزء الذي يواجه الشمس من سطحها المكور يغمره الضوء ويكون نهاراً ولكن هذا الجزء لا يثبت لأن الأرض تدور, وكلما تحركت بدأ الليل يغمر السطح الذي كان عليه النهار وهذا السطح مكور فالنهار كان عليه مكوراً والليل يتبعه مكوراً كذلك وبعد فترة يبدأ النهار من الناحية الأخرى يتكور على الليل وهكذا في حركة دائبة.. واللفظ يرسم الشكل ويحدد الوضع ويعين نوع طبيعة الأرض وحركتها"[5], وقال الشيخ محمد متولي الشعراوي: "التصادم بين القرآن والعلم إذن.. إذا كان هناك تصادم.. عندما ندعى حقيقة علمية.. وهي ليست حقيقة علمية.. أو ندعى حقيقة قرآنية وهي ليست حقيقة قرآنية.. لان قائل القرآن هو الله والفاعل هو الله.. إن الذين يقولون أن القرآن لم يأت ككتاب علم.. صادقون.. وفي نفس الوقت عندما نقول أن القرآن ذكر لي معجزات لم يصل إلى بعضها العلم حتى الآن.. فهذا صحيح أيضا.. فالقرآن وان لم يأت ليعلمني الطب مثلا.. إلا أنه (إذا أتى) بقضية طبية يخبرني بدقائقها.. ولا يصل إليها علم الطب إلا بعد مئات السنين أو ألوف السنين.. يأتي في الجغرافيا مثلا ويمس قضية هامة لا نعرفها إلا بعد مئات السنين.. وكذلك في كل علوم الدنيا.. نتأمل قول الله تعالى (يُكَوّرُ اللّيْلَ عَلَى النّهَارِ وَيُكَوّرُ النّهَارَ عَلَى اللّيْلِ)..لماذا استخدم الله لفظ يكور.. إنك لو جئت بشيء ولففته حول كرة.. فتقول أنك كورت هذا القماش مثلا.. أي جعلته يأخذ شكل الكرة الملفوف حولها.. وإذا أردت من إنسان أن يصنع لك شيئا على شكل كرة.. فتقول له خذ هذا وكوره.. أي اصنعه على شكل كرة.. ومعنى قول الله تعالى يكور الليل على النهار.. أي يجعلهما يحيطان بالكرة الأرضية.. ومن إعجاز القرآن أن الليل والنهار مكوران حول الكرة الأرضية في كل وقت.. وهذا ما نبأ به القرآن منذ أربعة عشر قرنا ولم يصل إلى علم البشر إلا في الفترة الأخيرة.. وقضية كروية الأرض مسها القرآن في أكثر من مكان.. لماذا؟ لأنها حقيقة كونية كبرى"[6].
(2) تثاقل الأجسام نحو مركز الأرض:
في قوله تعالى: "يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثّاقَلْتُمْ إِلَى الأرْضِ"التوبة 38؛ التثاقل تمثيل بمن خارت قواه ولم يدافع تثاقله فأصبح كالميت لا يستجيب ولا يتحرك, وبهذا يتضح أنه ينهار باتجاه الأسفل وتشده الأرض نحو مركزها لأنها كروية مما يعني أن مركز ثقلها في وسطها.
(3) دلالة القرآن على فقدان الأوزان في الفضاء ووسط الأجسام:
في قوله تعالى: "وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبّةٍ مّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىَ بِنَا حَاسِبِينَ"الأنبياء 47؛ قال ابن عباس (رضي الله تعالى عنهم أجمعين): "{وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ}وزن حبة من خردل"[7], وقال الطبري: "يجازي المحسن بإحسانه ولا يعاقب مسيئا إلا بإساءته.. (و) عن مجاهد في قول الله تعالى (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ)قال: إنما هو مَثَل"[8]، وقال السمعاني: "أي [لا] يزاد في سيئاته ولا ينقص من حسناته"[9], وفي قوله تعالى على لسان لقمان عليه السلام يعظ ابنه: "يَبُنَيّ إِنّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبّةٍ مّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأرْضِ يَأْتِ بِهَا اللّهُ إِنّ اللّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ"لقمان 16؛ المقام بيان لعلم الله تعالى بأعمال الإنسان وأنها مهما خفيت ودقت سيجازي عليها صاحبها, والتعبير تمثيل يجسد هذه الحالة المعنوية بأخرى حسية بجامع سعة العلم بالدقائق مهما خفيت ودقت حتى لو انعدم وزنها أو كاد, فناسبه اختيار (مِثْقَالَ حَبّةٍ مّنْ خَرْدَلٍ) وهي أقل الحبوب ثقلا في يد المُخَاطَب وناسبه اختيار مواضع خفية ينقص فيها الوزن إلى حد أن ينعدم أو يكاد ولكنها رغم ذلك لا تخفى على الله تعالى, واليوم يؤكد لنا علم الفيزياء أن الثقل أو الوزن إنما هو مظهر للتجاذب بين جسمين وأنه كلما ارتفع جسم نحو الفضاء يقل وزنه حتى يصل إلى حالة انعدام الوزن, وكلما اتجه نحو الأسفل يقل وزنه حتى ينعدم الوزن في مركز الأرض, وبالمثل تتساوى قوى الجذب في مركز صخرة منعزلة فينعدم الوزن كما هو حال كل الأجرام والصخور السماوية بينما الكتل ثابتة, ولو كان الجسم على سطح الأرض أو الصخرة ستجذبه كامل كتلة كل منهما فيبلغ وزنه أقصى حد, وفي التمثيل حبة الخردل ثابتة وإن تغير المثقال فناسب عود الضمير في (تَكُ) و(بِهَا) إلى الثابت وهو الحبة المؤنثة دون المتغير (مِثْقَالَ), ومن الخفاء وجود الحبة وسط الأرض ولكن وجودها بعيدا في السماوات أشد خفاء والأشد وسط صخرة سماوية بعيدة فترتب السياق وفق شدة الخفاء, قال ابن عادل: "الصخرة لا بد وأن تكون في السماوات أو في الأرض فما الفائدة من ذكرها؟.. قيل هذا من تقديم الخاصّ وتأخر العام"[10]، وقال السعدي: "{يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ}التي هي أصغر الأشياء وأحقرها {فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ}أي في وسطها {أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأرْضِ}.. {يَأْتِ بِهَا اللَّهُ}لسعة علمه وتمام خبرته وكمال قدرته ولهذا قال {إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}أي لطف في علمه وخبرته حتى اطلع على البواطن والأسرار"[11], وقال النحاس: "وهذا على التمثيل" [12], وقال السمرقندي: "هذا مَثَل لأعمال العباد"[13], وقال الرازي: "{يَأْتِ بِهَا الله} أي يظهرها الله للأشهاد, وقوله {إِنَّ الله لَطِيفٌ}أي: نافذ القدرة {خَبيرٌ}أي: عالم ببواطن الأمور"[14].
ولكون الأرض كروية الشكل إذا هوى جسم نحو مركز ثقلها في وسطها ولم يمنعه شيء ستتزايد سرعته حتى يصل مركزها حيث يفقد وزنه لتعادل قوى الجذب ونتيجة لاندفاعه سيواصل الحركة للجهة المقابلة ثم يرتد هاويا من جديد بلا توقف.
(4) وصف نبوي معجز يشرح القرآن ويسبق علم الفيزياء:
قد يقع الخسف وينجو الإنسان إذا شاء الله لكن الكتاب العزيز يؤبد هلاكه وفقدانه لكل أسباب الزهو والفخر والتجبر في قوله جل وعلا: "فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ"القصص 81, فلن ينجو إذن طاغية من عقاب الله إذا شاء أن يطاله وستقع نهايته التي لا رجعة عنها إلى يوم القيامة ليلقى أسوأ مصير, واحتاط الخبر كذلك فلم يكتف بوقوع الخسف وإنما أضاف ما يؤبد الهلاك بالعبارة: (فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ).
وفي قوله تعالى: "وَإِنّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ. فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ. فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ. فَلَوْلاَ أَنّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبّحِينَ. لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىَ يَوْمِ يُبْعَثُونَ"الصافات 139-144؛ قال الطبري: "قوله (لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىَ يَوْمِ يُبْعَثُونَ): لصار له بطن الحوت قبرًا إلى يوم القيامة"[15], أي لمات ولما خرج من بطنه قط, قال أطفيش: "فإنما قال (إِلَىَ يَوْمِ يُبْعَثُونَ) لقربه من وقت الموت"[16], وقال الألوسي: "مبالغة في طول المدة"[17], وفي الميزان: "المراد بقوله (لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىَ يَوْمِ يُبْعَثُونَ) تأبيد مكثه في بطنه إلى أن يبعث فيخرج منه كالقبر الذي يقبر فيه الإنسان ويلبث فيه حتى يبعث فيخرج منه.. ولا دلالة في الآية على كونه عليه السلام (سيواصل).. اللبث حيا في بطن الحوت إلى يوم يبعثون أو ميتا وبطنه قبره مع بقاء بدنه وبقاء جسد الحوت على حالهما.. (وإنما هي) كناية عن طول اللبث"[18], ومثله قوله تعالى: "فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىَ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ" التوبة 77، وقوله تعالى: "وَمَنْ أَضَلّ مِمّن يَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَن لاّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ"الأحقاف 5, وفي الخبر: "عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً فَاسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ فَغَضِبَ فَقَالَ أَلَيْسَ أَمَرَكُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُطِيعُونِي قَالُوا بَلَى قَالَ فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا فَجَمَعُوا فَقَالَ أَوْقِدُوا نَارًا فَأَوْقَدُوهَا فَقَالَ ادْخُلُوهَا فَهَمُّوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يُمْسِكُ بَعْضًا وَيَقُولُونَ فَرَرْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ النَّارِ فَمَا زَالُوا حَتَّى خَمَدَتْ النَّارُ فَسَكَنَ غَضَبُهُ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ"[19],وهكذا يَرِد التأبيد على وجه المبالغة فلا يمتنع إذن خبر التجلجل في الأرض مبالغة في النهي عن التكبر بطريق الخبر, قال المناوي: "وهذا تحذير من الخيلاء وترهيب من التكبر"[20], وقال الرازي: "(و)لا يمتنع ما روى على وجه المبالغة في الزجر"[21].
والأصل في (الجلجلة) التردد في الحركة خاصة مع الجلبة كالجرس يتردد في الحركة فيصدر جلبة ولذا سمى جُلْجُل, قال ابن منظور: "التجلجل.. الحركة والجولان.. (و)جلجل الرجل إذا ذهب وجاء.. والجُلْجُل الجرس"[22], وقال الحربي: "(و)جلجلته الريج ذهبت به وجاءت"[23], وقال الأصمعي: "هو الذهاب بالشيء والمجئ به وأصله التردد والحركة ومنه تجلجل في الكلام وتلجلج إذا تردد"[24], ولو وجد شق في طرف من الأرض ليتصل بشق يقابله فإن تجلجل المخسوف به في الخبر يفيد تدافعه دوما من شق إلى شق إذا لم يوقفه شيء, قال ابن فارس: "التجلجل أن يسوخ في الأرض.. ويندفع من شق إلى شق"[25], ولك أن تدهش إذا علمت أن فرضية الشق الذي يعبر قطر الأرض بين طرفيها وسقوط جسم فيه هو إحدى المسائل النظرية التي درسها الفيزيائيون منذ عقود قليلة فتوصلوا إلى نفس ما دل عليه الخبر من تردد ما يسقط فيه جيئة وذهابا دوما إذا لم يوقفه شيء.
فقد نقل الرياضي لوتويدج دودجيسونLutwidge Dodgson (1832 - 1898) في كتاب له (Sylvie and Bruno)نشر عام 1893 فكرة إمكان الانتقال بين المناطق البعيدة على سطح الأرض اعتمادا على جاذبيتها, وترجع الفكرة في الأساس للأستاذ مين هير Mein Herr, وخلاصتها أن داخل نفق يمر بعيدا عن مركز الأرض أو يمر خلاله مهيأ للتدحرج بغير احتكاك FrictionlessRollingستندفع العربة ذاتيا ويتزايد تسارعها بتأثير جاذبية الأرض حتى تبلغ منتصف النفق ثم تتناقص سرعتها تدريجيا حتى تبلغ الحافة المقابلة, وسيكون وقت العبور Transit Time 42دقيقة مهما بلغ طول النفق بدون استخدام وقود للعربة, وإذا بدأت الرحلة من القطب الشمالي فلن تزيد مدتها عن ذلك سواء انتهت عند مدينة فيربانكس بأمريكا الشمالية أو منطقة الاستواء أو مدينة سيدني باستراليا أو حتى عند القطب الجنوبي.
فكلما هبط الجسم يقل وزنه لأن كتلة الأرض التي تجذبه نحو المركز لا يتبقى منها سوى الجزء بينه وبين مركز الأرض, وعندما يبلغ المركز تتساوى قوى الجذب أو تكاد بينه وبين كتلة الأرض من جميع الجهات فيفقد وزنه كلية أو يكاد, ونتيجة لاندفاعه سيواصل حركته إلى الطرف المقابل من سطح الأرض ليعاود السقوط عند ذلك الطرف المقابل من جديد, وهكذا إذا تغاضينا عن صعوبات خرق الأرض على الأقل بسبب التهاب باطنها وسقط جسم في نفق يشقها من جانب لآخر فإنه ما يلبث أن يعود ليسقط مرة أخرى في الاتجاه المعاكس, وهكذا سيظل يتردد جيئة وذهابا إذا لم يعترضه شيء, ويمكنك أن تعبر عن ذلك بالهبوط المستمر والأدق القول أنه يتردد بلا توقف وهو ما يفيده التعبير (يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ).
ولغياب الحقائق العلمية أضاف البعض تفاصيل بلا مستند لهلاك قارون استوقفت المحققين, وقبل أن تتجلى بعض خفايا الكون خاصة في العقود الأخيرة كان دوام التجلجل بين طرفي الأرض للمخسوف به في المبالغة التي صيغت بصورة الخبر مثار حيرة لقرون عديدة بعد عصر النبوة حتى عند الأعلام أنفسهم حتى قال الألوسي: "جاء في عدة آثار أنه يخسف به كل يوم قامة وأنه يتجلجل في الأرض لا يبلغ قعرها إلى يوم القيامة والله تعالى أعلم بصحة ذلك بل هو مشكل"[26], وقال الرازي: "وقولهم إنه يتجلجل في الأرض أبداً فبعيد لأنه لا بد له من نهاية وكذا القول فيما ذكر من عدد القامات، والذي عندي في أمثال هذه الحكايات أنها قليلة الفائدة لأنها من باب أخبار الآحاد فلا تفيد اليقين، وليست المسألة مسألة عملية (من فضائل الأعمال) حتى يكتفي فيها بالظن، ثم إنها في أكثر الأمر متعارضة مضطربة فالأولى طرحها والاكتفاء بما دل عليه نص القرآن وتفويض سائر التفاصيل إلى عالم الغيب"[27], وفي هذا دليل على ما بذله المحققون من جهد في دفع الأوهام وبرهان حاسم على أن النبي محمد عليه الصلاة السلام لم يكن فحسب مبلغا للكتاب العزيز وإنما كان أيضا موصولا بالوحي في حديثه معلما من قِبَل علام الغيوب.
[1] البخاري ج 18ص92, مسلم ج10ص458, الترمذي ج9ص31, النسائي ج16ص131, مسند أحمد ج11ص124, مصنف عبد الرزاق ج11ص82.
[2] فتح الباري لابن حجر العسقلاني ج10ص260.

[3] عمدة القاري ج21ص298.
[4] الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم الأندلسي المتوفى سنة 475 هـ ج1ص189.
[5] في ظلال القرآن لسيد قطب المتوفى سنة 1386 هـ ج 6 ص 224.
[6] معجزة القرآن لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي ج1 ص 47.
[7] تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المتوفى سنة 68 هـ ج1ص340.
[8] تفسير الطبري المتوفى سنة 310 هـ ج18ص451.
[9] تفسير السمعاني المتوفى سنة 489 هـ ج3ص318.
[10] تفسير ابن عادل المتوفى بعد 880هـ ج13ص17.
[11] تفسير السعدي المتوفى سنة 1376 هـ ج1ص648.
[12] معاني القرآن للنحاس المتوفى سنة 338 هـ ج5ص286.
[13] تفسير بحر العلوم للسمرقندي المتوفى سنة 373 هـ ج3ص372.
[14] تفسير الرازي المتوفى سنة 606 هـ ج12ص271.
[15] تفسير الطبري المتوفى سنة 310 هـ ج21ص110.
[16] تفسير هميان الزاد لأطفيش المتوفى سنة 1332 هـ ج11ص409.
[17] تفسير شهاب الدين الألوسي المتوفى سنة 1270 هـ ج17ص240.
[18] تفسير الميزان للطباطبائي المتوفى سنة 1402 هـ ج15ص63.
[19] رواية البخاري ج13ص237.
[20] فيض القدير ج3ص584.
[21] تفسير الرازي 606 هـ ج12ص112.
[22] لسان العرب ج11ص122.
[23] غريب الحديث للحربي ج1ص125.
[24] مشارق الأنوار ج1ص151.
[25] فتح الباري لابن حجر العسقلاني ج10ص261.
[26] تفسير شهاب الدين الألوسي المتوفى سنة 1270 هـ ج15ص213.
[27] تفسير الرازي المتوفى سنة 606 هـ ج12ص112.
  #982  
قديم 11-11-2013, 08:08 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الطاقة و النار ...في القران الكريم

بقلم المهندسة سناء الدحروش
لم يكن عرب الجزيرة، وكذا غيرهم من بقية الشعوب، في القرن السابع الميلادي بالقادرين على استيعاب لفظ " الطاقة "، والعالم كله لم يعرف من التقنيات والوسائل الحرفية و التنقلية، سوى اليدوية منها والتقليدية، فهل غفل الذّكر الحكيم، الذي لم يفرط فيه رب العزة من شيء ، عن ذكرها؟ أبداً،فقد ذكرت الطاقة بمعانيها لا بلفظها في مواقعها المناسبة، ولكن، استعمل القيوم جل جلاله، وهو العالم بفهم خلقه، كلمة وجدت طريقها إلى عقول العرب بكل سهولة، وهي كلمة" النار "،وهذا يشكّل في الوقت نفسه إعجازاً بيانياً رائعا ثم إعجازاً علمياً كما سنرى في الآية الكريمة : (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون )(يس:80)
فتفاسير السلف الصالح قد اتفقت على إعطاء كلمة " النار" المعنى الأولي لها،وجعلت منها النار المحرقة المعروفة لدى الإنسان، فيصبح المعنى المنطقي للآية أن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الشجر من الماء حتى صار أخضراً نضراً، ثم، وبخروج الماء منه، ييبس ويصبر حطباً قابل الإشعال،فتوقد به النار(مختصر تفسير بن كثير).
((وقد ذهب السيد قطب أبعد من المشاهدة الأولية الساذجة، إلى المعرفة العلمية العميقة لطبيعة الحرارة التي يختزنها الشجر من الطاقة الشمسية فيمتصها ويحتفظ بها، وهو ريان بالماء ناضر بالخضرة، والّتي تولد النار عند الاحتكاك، كما تولد النار عند الاحتراق، وذلك بالرجوع لنوعين من الأشجار المعروفة عند العرب وهما ألمرخ والعفار، والتي تستطيع أغصانها وهي خضراء قدح النار(في ظلال القرآن).
أما محمد علي الصابوني فكان له نفس اتجاه الطبري،إذ قال: " جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً تحرق الشجر،لا يمتنع عليه فعل ما أراد ولا يبعد.(صفوة التفاسير)، وقال أبو حيان: " ذّكر تعالى ما هو أغرب، وهو إبراز الشيء من ضده، وذلك أبدع شيء وهو اقتداح النار من الشيء الأخضر،ألا ترى أن الماء يطفأ النار ومع ذلك خرجت مما هو مشتمل على الماء ً)).
فهذه التفاسير سواء المنطقي منها أو الفلسفي، لا يشوبنا شك في صحتها، ولا يدور بخلدنا أن ننتقص منها، بل تبقى قائمة منذ ظهورها وحتى آخر الزمن، ولكن - وهنا تكمن معجزة الاستمرارية في القرآن،ومواكبته لكل التحوّلات والحضارات،واشتماله على كل ما قد يصل إليه الإنسان من علم واختراعات، (ما فرطنا في الكتاب من شيء) -نستطيع، وبرؤية علمية حديثة، أن نضيف إلى التفاسير السابقة تفسيرا جديدا، فلفظ(الشّجر الأخضر) مباشرة قبل لفظ (النّار) كان يشدّ انتباهي دائماً بأن هناك معجزة أو إعجاز أراد الرّحمن أن يمتحن به اجتهادنا ورغبتنا في الإطلاع والإلمام بأمور ديننا، حتّى وقعت على كتاب لعالمة في الأحياء النّباتيّة بالفرنسيّة عنوانه: ٌنار حقيقيّة فوق الأشجار المورقةٌ(1)فكانت المرة الثانية بعد الآية الكريمة من سورة يس- وللّه المثل الأعلى- التي أرى فيها ربطاً بين الشجر المورق (أي الأخضر) وبين الناّر، والكتاب يتناول عمليّة التّركيب الضوئي أوLa photosynthèse ويبيّن بالتّجارب العلميّة أنّها تجعل الشجر الأخضر المورق يضطرم ( نارا)لا يعلم بها إلاّ خالقها ولا تراها العين البشريّة القاصرة.


عملية التركيب الضوئي هي عملية معقدة جداً يتم فيها إنتاج سكر الجليكوز
فعمليّة التركيب الضّوئي هي عمليّة مركّبة من مرحلتين: مرحلة (ضوئيّة) تتم خلال النّهار وتستلزم وجود أشعّة الشّمس، تمتصّ خلالها الأوراق ثاني أكسيد الكربونCO2من الهواء بمساعدة (اليخضور) La chlorophylleوهو العنصر الأخضر اللّون الموجود على الأوراق -خاصّة في الجهة الّتي تستقبل أشعّة الِشّمس، (وكذلك على بعض أنواع البكتيريا)، تتشكّل خلالها وحدات طاقيّة أو مخزّنات للطاقة الكيماويّة تدعى ATPوNADPH(هذه الأخيرة هي المسؤولة عن جمع الطّاقة الصّادرة عن سقوط الإلكترون من مستوى معيّن إلى مستوى أدنى منه في ذرّات الكربون،بسبب أشعّة الشّمس) وحاصل هذه المرحلة الأولى هو إطلاق ثاني الأكسجين Le dioxideأوO2من الورقة.
أمّا المرحلة الثاّنية (المُظلمة)، وتسمى كذلك لاستغنائها عن أشعّة الشّمس، ولذلك هي تتمّ خلال اللّيل، فبفضل الطّاقة المخزّنة في تلك الوحدات الطّاقية يتمّ تحوّل الكربون الذي يحتويه ثاني أكسيد الكربون، وفي مفاعلة كيماويّة مع الماء الذي تمتصّه الجذور،إلى سكّر الجليكوز Glucoseالمغذّي للنّبتة ،وحاصل هذه المرحلة هو الغاز الكربوني الفائض وبخار الماء،وطاقة كيماويّة تقدّر ب42كج لكل ّجليكوز,وهذه العمليّة المعقّدة الّتي تجري كلّ يوم على سطح الأوراق الخضراء، تتحوّل الورقة إلى معمل كيماوي مُصغّر،حيث يتمّ خلالها تحويل المواد المعدنيّة من ماء وثاني أكسيد الكربون ،إلى مواد عضويّة(سكّر الجليكوز) تعتمد عليها النّبتة في غذائها،بفضل تلك المُخزّنات الطّاقية الّتي سهّلت التفاعلات الكيماوية،والتي لولا أشعّة الشّمس لما وجدت ولما أمكن لعمليّة التّركيب الضّوئي أن تتم .
ATP + H2O ---------------------------> AMP + Pi + Pi
أما بالنسبة للآيات التّالية:(أفرأيتم النار التي تورون*أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون*نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين*فسبح باسم ربك العظيم)(الواقعة:71-74)، فقد رجعت إلى نفس التفاسير المذكورة(ابن كثير والصابوني وسيد قطب والمراغي)فكان ل(النّار) نفس المعنى الأولي الذي أُعطي لها في الآية الكريمة من سورة يس، أي النّار المشتعلة المُحرقة،و(المقوين) لغوياً تعني النّازلين بأرض قواء،أي المسافرين،أما(التذكرة)فهي تذكير لنار جهنّم والعياذ بالله، و(متاع)أي منفعة،فهم يوقدون النار لهداية الضال ولطهي الطعام وللاستئناس.
((يقول أحمد مصطفى المراغي: نحن جعلناها النار المتبصّرة في أمر البعث،حيث علّقنا بها أسباب المعاش لينظروا إليها ويذكروا بها ما أوعدوا به،ومنفعة لهم من القواء والمفاوز من المسافرين،فكم من قوم سافروا ثم أرملوا فأحجوا نارا فاستدفأوا وانتفعوا بها.
أما محمد علي الصابوني فقد رجع لشجرتي ألمرخ والعفار اللتان تقدحان النار رغم اخضرارهما،لشرح قوله تعالى( أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤون) ًو(التذكرة)هي تذكير لنار جهنّم والعياذ بالله، و(المتاع)أي منفعة للمسافرين،فانتفاعهم بالنار أكثر من المقيمين للاستئناس والطهي.
وقال بن عبّاس ومجاهد:يعني بالمقوين المسافرين،واختاره بن جرير،وقال ليث عن مجاهد:للحاضر والمسافر،لكل طعام لا يصله إلا النار،وعنه للمقوين ،أي المستمتعين من الناس أجمعين،وهذا التفسير أعم من غيره،ثم من لطف الله تعالى أن أودعها الأحجار وخالص الحديد،بحيث يتمكن المسافر من حمل ذلك في متاعه وبين ثيابه)).
فما هي العلاقة المباشرة بين النار والسفر؟وهل التذكير بعذاب النار لا يعقله سوى المنتقلون من مكان للآخر؟ وهل الانتفاع بها هو خاص بالمسافرين؟هل يكون المعنى هو فقط ما كان يوقده العرب خلال رحلاتهم لطهي الطعام وللإستاناس مثلا؟ولكن هي أيضاً (متاع)،والمتاع يحمله المسافر بصورة دائمة، وتلك النار كانت توقد لسوّيعات قصيرة ثم تطفأ ليسير الركب في طريقه بدونها، إذن عن أي (مسافرين حملة النار) تكلّمت الآية الكريمة؟ الجواب،والله أعلم، هم نحن، راكبوا السيّارات والبواخر والطائرات،التي تتزوّد بالمحروقات ليمكنها الاشتغال والحركة، أليست هذه المحروقات من بنزين وكيروسين هي التي تزود المحرك بطاقة ميكانيكيّة لتمكّنه من العمل؟ أليست (متاعا) إذا غاب توقّفت الحركة؟ أليست كذلك تذكرة لنا.
- ونحن نطير في الأجواء على متن طائرة أو نمخر عباب البحر على متن باخرة - بأن الله جلّ جلاله هو من سخّرها لنا لنصل إلى ما وصلنا إليه.
المراجع:
-في ظلال القرآن-سيد قطب.
-صفوة التفاسير- محمد علي الصابوني.
-مختصر تفسير بن كثير.
-تفسير المراغي.
GANERI Anita,Plein feu sur les arbres,GAMMA,Edition héritage.
CARLES,jules.L'Energie chlorophylienne,Presse université de france
  #983  
قديم 12-11-2013, 05:29 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

هبوط الركام الصخري

بقلم الأستاذ الدكتور حسني حمدان حمامة
يقول الله تعالى:(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) [سورة البقرة].
وفي الآية ما يدل على هبوط الحجارة من رأس الجبل من خشية الله، وفيها إدارك لذلك بحسبه. وقد زعم البعض أن خشية الحجارة من باب المجاز، ولكن ورد في الصحيح: " هذا جبل يحبنا ونحبه " ، وفي صحيح مسلم: " إنني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث، إني أعرفه الآن ".
فما علينا إلا أن نسلم أن السبب في هبوط ركام الصخور من على سبيل خشية الله.
ويشمل هبوط الكتل السريان (Flow) والانزلاق (Slide) والسقوط (Fall) ويمثل السريان حركة خليط الصخور والتربة والماء على هيئة سائل لزج، والزحف (Creep) نوع من السريان البطئ يحدث بمعدل اسم /عام.
ويتكون سريان الحطاميات (Debris Flow) من حطاميات حجمها أكبر من حجم حبات الرمل.
وتمثل الفيضانات الترابية Earth flowوالطينية Mud flowحركة الحبات الناعمة والماء. والتزحلق (Slide) يمثل حركة الكتل المتماسكة المتحركة كوحدة واحدة. والسقوط : هو الهبوط المباشر تحت قاعدة الجرف.
تفوق الأخطار الناشئة من هبوط ركام الصخور أخطار الزلازل، فما يحدثه هبوط الحطام الصخري في عام واحد يفوق الأضرار الناتجة عن الزلازل في عشرين سنة.
كانت مدينة يونجي (Yungay)مدينة آمنة تحتل موقعاً رائعاً في أعالي جبال الأنديز في بيرو على نهر سلنتا (Santa River).
وبدأت مأساة القرية إثر حدوث زلزال في شهر مايو من عام 1970ميبعد مركزه بمائة كيلومتر عن المدينة، فتحركت على أثره كتلة جليدية عرضها 800م عبر المنحدرات الحادة محطمة الكتل الصخرية بسرعة تتراوح بين 200إلى 430كم/ساعة لمسافة 140كم في أرض منبسطة. فملأ الركام الصخري النهر، ودفنت المدينة حتى أنه لم يظهر منها إلا أعالي أشجار النخيل، ودفن 1800 شخص تحت الركام. ولم تنج من المدينة سوى المقابر (Cemetery) التي كانت تحتل ربوة عالية، ومعها القلة الناجية التي هرعت إلى تلك المقابر.
صورة ألتقطت عبر الأقمار الصناعية للحظة هبوط الأحجار و الركام الجليدي على القرية
شكل توضيحي لمكان القرية وكيف كيف غمرت بالأحجار والجليد
صورة لبقايا أشجار النخيل التي نجت من الركام الصخري أبقاها الله كشاهد عليهم
صدق الله تعالى في محكم تنزيله :(وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ)[سورة النحل].
  #984  
قديم 12-11-2013, 05:31 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

خاصية النظام بين الكون والقرآن

لواء مهندس / أحمد عبد الوهاب علي
مستشار هيئة الأمم المتحدة(سابقاً)
نبدأ الحديث عن النظام الكوني والنظام القرآني بتعريف ما هية النظام فنقول: هو مجموعة القوانين التي تربط العلاقات بين أجزاء ومكونات شتى فتجعلها وحدة مستقرة، ترى على هيئة منظومة متكاملة.
النظام الكوني
نتعرف على النظام الكوني من خلال بعض القواعد والقوانين السائدة في بناء الكون وفي عمل مكوناته وجميعها من المعلومات التي يتلقاها طلبة التعليم العام.
ونبدأ بالذرة.
الذرة نظام شمسي:
يعتبر تركيب ذرة أي عنصر محاكاة لنموذج المنظومة الشمسية، فكما أن الشمس تعتبر نواة مركزية تسبح حولها الكواكب في أفلاك محددة، فكذلك الذرة بها نواة مركزية موجبة الشحنة تسبح حولها الكترونات سالبة الشحنة في مستويات طاقة ـ أو سماوات ـ محددة لا يزيد عددها عن سبع. وتشترك جميع العناصر في هذا النموذج ـ أو الموديل ـ مع فارق رئيسي بين عنصر وآخر يتمثل في اختلاف عدد الوحدات الأولية التي تكون الذرة وهي : البروتونات والإلكترونات والنيوترونات.
الجدول الدوري للعناصر:
تختلف الخواص الطبيعة والكيميائية للعناصر المختلفة بناء على ما تحتويه ذراتها من الوحدات الأولية. ولقد وضع ذرات العناصر ـ بدءا من أخفها وهو الهيدروجين فصاعداً ـ في جدول دوري حسب أعدادها الذرية ولكن في مجموعات رئيسية ودورات أفقية تكرر خواصها. وقد وجد أن عدد هذه الدورات سبع أيضاً.
كما وجد أن الخواص الطبيعية والكيميائية لعناصر العالم المادي تتدرج وفق نظام محكم، بحيث أصبح من الممكن معرفة تلك الخواص لأي عنصر بمعرفة وضعه في الجدول الدوري للعناصر .
وعندما قام مندليلف عام بعمل جدول دوري للعناصر المعروفة آنذاك وعددها 75 عنصراً ـ حسب أوزانها الذرية ـ فإنه أبقى على عدد من الأماكن الفارغة لعناصر توقع وجودها . وفي عام 1871تنبأ بموجود عنصر يقع في العمود الرأسي من الدورة الرابعة، بين السليكون والزنك، قال أنه رمادي اللون ويعطي أكسيداً أبيضاً عند احتراقه في الهواء كما أعطى أرقاماً لوزنه الذري ودرجة غليانه، وبعد ذلك بخمسة عشر عاماً تم اكتشاف هذا العنصر الذي أصبح يعرف باسم الجرمانيوم.
المركبات الكيميائية:
تتحد ذرتان أو أكثر اتحاداً كيميائياً لتكون جزيئاً، فقد تتحد ذرة هيدروجين بأخرى من بنات جنسها لتكون جزئ الهيدروجين، وقد تتحد ذرة هيدروجين بأخرى من غير بنات جنسها مثل ذرة كلور فتكون جزئ كلوريد الهيدروجين وهو غاز، وحن تتحد ذرة الكلور ( وهو غاز سام) مع ذرة الصوديوم (وهو جسم حارق) يتكون منهما جزئ كلوريد الصوديوم المعروف باسم ملح الطعام أو مصلح الطعام، وحين تتحد ذرتا هيدروجين (وهو غاز محترق) بذرة أوكسجين (وهو غاز حارق) يتكون منها جزئ الماء الذي يستخدم في إطفاء الحريق، حريق النار وحريق العطش.
وتتحد ألوف الذرات من عناصر الكربون والهيدروجين والأكسجين والنيتروجين والفوسفور وغيرها لتكون الجزئ العملاق المعروف اخصاراً : د ن أ وهو الذي يهيمن على كل عمليات الحياة في الخلية، إذ تتخلق منه البروتينات والأنزيمات والهرمونات..
لقد وجد أن جميع المركبات الكيميائية تتم بنسب وزنية ثابتة، ويجري التعبير عن هذه الخاصية بما يعرف باسم : قانون النسب الثابتة، وقانون النسب المتضاعفة، وصيغ قوانين تخليق الكربوهيدرات وغيرها في النبات الأخضر بنسب وزنية ثابتة.
والحق يقول في القرآن العظيم : " والأرض مددناها والقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون " ذلك أن النبات الأخضر هو أساس الحياة والعامل الضروري لاستمرارها، وهو غذاء الكائنات الحية بطريق مباشر أو غير مباشر، كما أنه المصدر الرئيسي لإنتاج الأوكسجين اللازم لتنفس الأحياء.
الشمس والقمر بحسبان:
حين نتطلع بأنظارنا إلى السماء ونسبرها بعقولنا وتصوراتنا نجد نظاماً يحكم أجرامها المختلفة وكمثال يوجد قانون بود الذي يعطي مواقع كواكب المجموعة الشمسية.
وكما كان انتظام خواص العناصر في الجدول الدوري سبباً في التنبؤ بوجود عنصر الجرمانيوم ثم اكتشافه فيما بعد، فكذلك كانت معرفتنا بقانون بود سبباً في اكتشاف الكوكب أورانوس عام 1781، وكذلك اكتشاف حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري.
انتظام الحركة في السماء:
وكما أن هناك انتظاماً للمواقع في السماء إذا " كل في فلك يسبحون "، فهناك أيضاً انتظام للحركة في السماء حسبما تبينه قوانين كبلر لحركة كواكب المجموعة الشمسية.
هذا النظام الكوني البديع :
حقاً إن الكون هو كتاب الله المحسوس .. المفتوح دائماً للشهود .. وهو كتاب من سماته الرئيسية:
النظام وانضباط العلاقات حسب قوانين رياضية تعبر عنها الأعداد والإحصائيات ..
ومن سماته التدرج والتكرار: تدرج في البناء، ثم تكراره .. وتدرج في الصور والخواص ثم تكرارها، ومن سماته السبح والطواف..
وأخيراً هو الإبداع الذي تنطق به روعة الخلق والاختراع.
سنن الله في بناء الذرات
النظام الشمسي
النظامي الذري

سنن الله في تخليق المركبات الكيميائية
قانون التركيب بنسب ثابتة: Law of Constant Composition
كل مركب كيماوي (كالماء مثلاً ) مهما اختلفت طرق تحضيره، فإنه يتكون من نفس عناصر (الهيدروجين والأكسجين) متحدة مع بعضها اتحاداً كيميائياً بنسبة وزنية ثابتة (16:2، أي 8:1) .
قانون النسب المتضاعفة : Law of Mulltiple Proportion
إذا اتحد عنصران (الكربون والأوكسجين مثلاً) ونتج عن اتحادهما أكثر من مركب كيماوي (أول أكسيد الكربون : ك أ ، والثاني أكسيد الكربون: ك أ 2 فإن كتلة أحد العنصرين (الأوكسجين مثلا) التي تتحدد بكتلة معينة من العنصر الآخر (الكربون) تكوّن فيما بينها تناسباً عددياً بسيطاً.
ذلك أن : نسبة وزن الكربون إلى الأوكسجين في أول أكسيد الكربون هي 4:3 ونسبة وزن الكربون إلى الأكسجين في ثاني أكسيد الكربون هي 8:3 وعلى ذلك تكون النسبة بين وزني الأكسجين اللذين اتحداً بوزن ثابت من الكربون (3 وحدات وزنية ) هي 8:4 أي 2:1.
تخليق الكربوهيدات في النبات بنسب وزنية ثابتة :
تتكون هذه الكربوهيدات وفق قوانين ثابتة حسب صيغ عامة من أهمها:
يتكون بموجبها:
أ سكريات أحادية :


سكر جولوكوز (سكر العنب )
تركيبها C6H2NO6
سكر فركتوز(سكر الفواكه)

ب ـ سكريات (سكر القصب)
سكروز (سكر القصب)

تركيبها C12H22O11

بالتوز(سكر الشعير)
لاكتوز (سكر اللبن)

جـ ـ سكريات عديدة
نتيجة لتكاثف أكثر من 10 وحدات من السكريات الأحادية حسب : n(C6H12O5)
مثل النشا والسليلوز

النظام القرآني
من المعلوم أن القرآن لم ينزل سورة إلا قليلا، أغلبه من السورة القصيرة، لكنه نزل متفرقاً في مجموعات من الآيات التي تختلف طولاً وعدداً، ولقد كان الوحي ينزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين أهله أو بين صحابته، بالليل أو بالنهار، وهي على راحلته في الطريق أو وهو مقيم بأحد الأماكن في مكة أو المدينة وما حولهما.
ومن المعلوم كذلك أن عملية جمع الآيات ـ أو التأليف بينها ـ لتكون سورة قائمة بذاتها، قد تمت بأمر رسول الله وتحت إشرافه، فلقد قال زيد بن ثابت كبير كتاب الوحي : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف من الرقاع، وكان الرسول يقول لكتاب الوحي: ضعوا هذه الآية أو الآيات بين آية كذا وكذا من سورة كذا.
حتى إذا اكتمل نزول القرآن، نجد أن السور تضم آيات مدنية نزلت بعدها بسنتين.. كما أن السورة تضم آيات مكية نزلت قبلها بسنين.. كما أن هناك سوراً نزلت جميعاً في الفترة الملكية، وسوراً أخرى نزلت في الفترة المدنية..
لقد نزلت آيات القرآن متفرقات، تتحدث في كل شيء.. في خلق السموات والأرض، وخلق الإنسان.. وفي العقيدة والشريعة والمعاملات والعبادات ..
وفي مشاكل الحرب ومطالب السلام.. وفي مختلف العقائد ومقارنة الأديان..
وفي علوم التاريخ والاجتماع والفلك والفيزياء والكيمياء والتشريح .. وفي البعث والنشور..
إن ذلك معلوم عن آيات القرآن تنزيلاً وجمعاً ومحتوى، فإذا وجدنا بعد ذلك أن اكتمال الآيات ، ثم اكتمال السور في المصحف ـ خلال تلك المدة الطويلة التي بلغت نحو 23 عاماً واقترنت بذلك الصراع الرهيب بين المسلمين والكفار ـ قد جاء وفق " نظام " لادركنا على الفور أننا أمام معجزة محسوسة لكل من يطلب المزيد من معجزات القرآن.
لقد بحث العلماء الأقدمون في النظام القرآني من مختلف أوجهه وصنفوا فيه كتباً منها: " نظم الدرر" للبقاعي و" البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن " لأبي جعفر ابن الزبير. وكتاب السيوطي " تناسق الدرر في تناسب السور" وقد سموا تلك الدراسات باسم علم المناسبات. ولقد قال الفخر الرازي في ذلك:
" من تأمل في لطائف نظم السور وبديع ترتيبها، علم أن القرآن، كما أنه معجز بحسب فصاحة ألفاظه وشرف معانيه، فهو أيضاً معجز بسبب ترتيب ونظم آياته.
إلا أني رأيت جمهور المفسرين معرضين عن هذه اللطائف غير منتبهين لهذه الأسرار" .
دراسة النظام القرآن ـ إذن ـ هي بلغة شيوخنا الأقدمين تعني باختصار : لطائف القرآن.
مثاني الأسماء الحسنى :
تنتهي كثير من آيات القرآن الكريم بذكر اثنين من أسماء الله الحسنى مثل : " والله غفور رحيم " .. " والله غني حليم ". وبعض هذه المثاني يوجد في صيغة تبادلية مثل : " وهو الرحيم الغفور" إذ يتبادل الصدران ـ الرحمة والمغفرة ـ موقعيهما تقديماً وتأخيراً، بينما توجد مثاني على غير هذه التبادلية .
ولقد وجد أن المثاني من الأسماء الحسنى تأتي في القرآن حسب نظام ثابت لا يعرف الحيود وهو أنه : لا تجتمع صيغتان تبادليتان في سورة واحدة رغم تعلقهما بذات المصدرين.
مثال:
تواتر مثاني الأسماء الحسنى ذات الصيغتين المتبادلتين عبر سور القرآن العظيم :

أمثلة:
أولاً المصدران : الحكمة والعلم
الصيغة الأولى: حكيم عليم
سورة الأنعام[83،128،139] سورة الحجر[25]، سورة النمل[6]، سورة الزخرف[84]، سورة الذاريات[30]
الصيغة الثانية : عليم حكيم
سورة البقرة[32]، سورة النساء[11ـ17ـ24ـ26ـ92ـ104ـ111ـ170]، سورة التوبة[15ـ28ـ60ـ97ـ106ـ110]،سورة يوسف[6ـ83ـ100]،سورة الحج[52] سورة النور[18ـ58ـ59] سورة الأحزاب[1]، سورة الفتح[4]، سورة الحجرات[8]، سورة الممتحنة[10]، سورة التحريم[2] سورة الإنسان[30].


يتبـــــــــــــــــــــــــــــــع






  #985  
قديم 12-11-2013, 05:32 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبـــــــع الموضوع السابق


خاصية النظام بين الكون والقرآن


قاعدة عامة :
لا تجتمع الصيغتان في سورة واحدة رغم تعلقهما بذات المصدرين.
ثانياً : المصدران : الرحمة والمغفرة
الصيغة الأولى: رحيم غفور
الصيغة الثانية: غفور رحيم
سور الصيغة الأولى:
جاءت هذه الصيغة مرة واحدة، في سورة سبأ، الآية رقم 2
سورة الصيغة الثانية :
جاءت هذه الصيغة 71 مرة في 31 سورة ـ ليس من بينها سورة سبأ ـ وهذه السور هي : البقرة ـ آل عمران ـ النساء، المائدة، الأنعام، الأعراف، الأنفال، التوبة، يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الحجر، النحل، النور، الفرقان، النمل، القصص، الأحزاب، الزمر، فصلت، الشورى، الأحقاف، الفتح، الحجرات، الحديد، المجادلة، الممتحنة، التغابن، التحريم، المزمل.
ثالثاً: المصدران : المغفرة والحلم:
الصيغة الأولى: غفور حليم
الصيغة الثانية: حليم غفور
سورة الصيغة الثانية:
جاءت هذه الصيغة في 3 سور هي : البقرة (225، 235) ـ آل عمران (155) ـ المائدة (101).
سورة الصيغة الثانية:
جاء هذه الصيغة في سورتين هما: الإسراء (44) ـ فاطر (41).
القاعدة العامة:
لا تجتمع الصيغتان المتبادلتان لمثاني الأسماء الحسنى في سورة واحدة .
نظرية السيوطي في تواصل السور :
يقول السيوطي : " قد ظهر لي بحمد الله وجوها من هذه المناسبات أحدهما: أن القاعدة التي استقر بها القرآن: أن كل سورة تفصيل لإجمال ما قبلها وشرح له وإطناب لإيجازه. وقد استقر معنى ذلك في غالب سور القرآن، طويلها وقصيرها، وسورة البقرة قد اشتملت على تفصيل جميع مجملات الفاتحة".
وفي ضربه للأمثلة على صحة نظريته يقول السيوطي في سورة " المؤمنون " : " وجه اتصال بسورة الحج " : أنه لما ختمها بقوله: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)، وكان ذلك مجملاً، فصله في فاتحة السورة، فذكر خصال الخير التي من فعلها فقد أفلح، فقال : (قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون * والذين هم للزكاة فاعلون * والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانكم فإنهم غير ملومين )(1ـ 6)الآيات.
ولما ذكر في أول الحج قوله : (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلاً يعلم من بعد علم شيئاً وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج )(الآية 5).... زاده هنا بيان في قوله ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين . ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ..)(المؤمنون : 12،13). فكل جملة أوجزت هناك في القصد أطنب فيها هنا. " .
جدول توضيحي
الحج
المؤمنون
النور
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ {4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {7} وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {8} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ {9} أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ {10} الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {11} وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14}
(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ)
(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء
فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
)وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ
فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ)
(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ)
(وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ)
(وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ)

ترتيب سور المسبحات :
جاء وضع هذه السورة في المصحف وفق نظام يتفق والمنطق اللغوي، حيث جاءت سورة الإسراء التي تستفتح بالمصدر وهو : سبحان ـ ثم جاءت بعد ذلك السور التي تستفتح بالفعل الماضي : سبحَّ ـ وهي الحديد والحشر والصف. ثم السورتان اللتان تستفتحان بالفعل المضارع ـ يُسبحِّ ـ وهما : الجمعة والتغابن. وأخيراً السورة التي تستفتح بفعل الأمر ـ سبحَّ ـ وهي سورة الأعلى .
مثال:
المصدر
الماضي
المضارع
الأمر
الإسراء(17)
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)
الحديد(57)
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
الجمعة(62)
(يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (
الأعلى(87)
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى
الحشر(59)
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(
التغابن(64)
(يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
الصف(61)
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

نظرية وحدة السورة :
لوحظ أن كل سورة من سور القرآن تتميز باستخدام ألفاظ أو تعبيرات خاصة بها وهذه وإن كان من الطبيعي أن توجد في غيرها من السور، إلا أنها تغلبت في واحدة من سور القرآن على ما عداها، بل لوحظ أن بعض تلك الألفاظ قد اختصت بها سورة ما، ولم تتكرر في غيرها من سور القرآن على الإطلاق.
ويمكن تلخيص نظرية وحدة السورة كالآتي :
1.كما أن لكل سورة أركان أو روابط وقوائم فهكذا السورة. وتتمثل روابط السورة في كلمة أو تعبير يتكرر ذكره فيها إما بنفس اللفظ أو بلفظ مستخرج منه.
2.للسورة رباط رئيسي يتردد ذكره فيها أكثر من غيرها من سور القرآن. ويوجد هذا الرابط في مطلع السورة ويهدي إلى الموضع الرئيسي الذي تتحدث عنه السورة.
3.يتردد الرباط الرئيسي من مطلعها إلى نهايتها، حيث تشتمل آيات الختام على صدى لهذا الرابط.
4.تنطبق هذه النظرية على السور الطوال كثير العدد من الآيات.
مثال: الوحدة الموضوعية في سورة البقرة
الآية : (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ).
الرابط الرئيسي: للمتقين.
تردد الرابط الرئيسي ومشتقاته : 37.
آيات الرابط الرئيسي ومشتقاته:
2ـ21ـ24ـ48ـ63ـ66ـ103ـ123ـ177ـ179ـ180ـ183ـ187ـ189ـ1 89ـ194ـ
194ـ196ـ197ـ197ـ201ـ203ـ203ـ206ـ612ـ223ـ
224ـ231ـ233ـ237ـ241ـ278ـ281ـ282ـ282ـ283
الموضوع الرئيسي : التقوى
المحتوى الرئيس للسورة
أولاً : أركان الإسلام الخمسة :
الشهادة (163، 119) الصلاة والزكاة (110) صوم رمضان (183) حج البيت (196).
ثانياً:قصة خلق آدم بأركانها الأساسية: خليفة في ارض الله (30).
تكريمه مرتبط بما آتاه الله من العلم (31) سعادته مرتبطة باتباع هدي الله (38) خطيئته الأولى غفرها الله (37).
ثالثاً : العناصر الرئيسية للتقوى تتمثل في إيمان بالله وعمل صالح كما في آية البر (117).
وتطبيق كافة عناصر الشريعة : التي ذكرها السيوطي تلخيصاً في قوله :
" الطهارة والصلاة والزكاة والاعتكاف وأنواع الصدقات والبر والبيع والإجارة والميراث والوصية والدين والنكاح والطلاق والخلع والرجعة والعدة والرضاع والقصاص والدّية والشهادة والربا والخمر والميسر والعتق.
رابعاً : فرض الجهاد للدفاع عن الإسلام والمسلمين (216 ـ 190ـ 244).

التوازن بين أخطر المؤثرات في وجود البشر:
دلت الإحصائيات على وجود توازن بأخطر المؤثرات في الوجود البشري، ويتمثل ذلك في تساوي تردد تلك المؤثرات في القرآن وهي :
الحياة والموت ـ الدنيا والآخرة ـ الملائكة والشياطين ـ النفع والفساد.
ولا شكل أن هذه هي المؤثرات التي تتحكم في حياة البشر في هذه الدنيا، وتؤثر على مصائرهم الأبدية في الآخرة. ويجب التنبيه إلى أن استخدام المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم يحتاج إلى عناية خاصة فليست كل لفظة تتعلق بأي من هذه المؤثرات تؤخذ أعدادها كما هي، ومن أمثلة ذلك:
لا يدخل في حساب كلمة " الدنيا " ما جاء في الآيات: ( إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى )(الأنفال : 42).
(إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب)(الصافات : 6).
كذلك لا يدخل في حساب كلمة الآخرة ما جاء في سورة الأسراء خاصاً بإفساد بني إسرائيل مرتين: " فإذا جاء وعد الآخرة " .
وكذلك لا يدخل في حساب كلمة " الحياة " ومشتقاتها ما جاء في صيغة الفعل " يستحي" عندما يكون مصدره الحياء مثل : (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ )[سورة البقرة: 62].
(إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَايَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ )[الأحزاب:53].
ولكن يدخل في الحساب الفعل يستحي الذي مصدره الحياة ، مثل : (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)[سورة القصص:4].
مثال:
بدأت أخطر عملية في الكون بخلق السماوات والأرض.
وقد ذكر القرآن هذه الحقيقة 7 مرات، فقال في أول ذكر لهذه الحقيقة.
قال تعالى:(
وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ)[سورة ق:38].
ثم قال مثل ذلك ـ وفق ترتيب النزول ـ في السور التالية :
الأعراف : 54، الفرقان : 59، يونس : 3، هود : 7، السجدة : 4، الحديد: 4.
لقد كان هذا إجمالاً، بدأ القرآن في تفصيله فبين أن السماوات قد انتظمت في 7 طبقات. وقد ذكر القرآن هذه الحقيقة 7 مرات، فقال:
(فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ )[سورة فصلت:12].
وقال مثال ذلك في السور التالية:
الإسراء: 44، نوح: 15، المؤمنون: 86، الملك: 3، البقرة:87، الطلاق:12.
ولقد بدأت أخطر معركة في حياة البشرية ومصيرها، ولا تزال أبد الدهر ـ بتمرد إبليس على الأمر الإلهي بالسجود لآدم ـ وقد ذكر القرآن هذه الحقيقة 7 مرات أوجزها في آية واحدة، مثل قول الحق:
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً)[سورة البقرة:34).
ولقد ذكر القرآن تفصيلاً لذلك في السور التالية :
الأعراف : 11،25 ـ طه : 116،124ـ الإسراء: 61، 65ـ الحجر: 26، 44ـ البقرة: 30،39.
المسبعات :
ذكرت هذه 7 مرات في القرآن كله وهي :
خلق السماوات والأرض في ستة أيام.
السماوات سبع .
تمرد إبليس على الأمر الإلهي بالسجود لآدم وما أعقب ذلك من معركة أبدية بين الشيطان وبني آدم.
انتظام مخططات الحروف المتقطعة التي تبدأ بها بعض سور القرآن منسوبة إلى تكرار كل منها في القرآن كله.
سورة النمل محور توازن:
ويظهر ذلك من اعتبارين:
1.مجموعات السور التي نزلت متلاحقة ورتبت في الصحف متلاحقة. وهذه 9 مجموعات تأتي مجموعة الطواسيم في منتصفها، ثم تأتي سورة النمل في منتصف هذه المجموعة.
2.حساب خط منتصف آيات القرآن، حيث يقع هذا الخط في الخمس الأخير من سورة الشعراء. ولما كانت السورة تعتبر وحدة قائمة بذاتها كان النصف الثاني لآيات القرآن يبدأ بسورة النمل التي بها بسملة إجبارية (الآية 30). وكأنها تناظر البسملة الأولى التي هي جزء من سورة الفاتحة التي تأتي على رأس النصف الأول من آيات القرآن العظيم.
  #986  
قديم 12-11-2013, 05:34 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

إنزال الحديد من السماء

أ.د/ ممدح عبد الغفور حسن
رئيس هيئة المواد النووية سابقاً، وعضو الهيئة الاستشارية بالجمعية
قال الله تعالى في سورة الحديد: )لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز (. صدق الله العظيم.
إن المتمعن في هذه الآية يلاحظ أن الحديد هبط إلى الأرض ولم ينشأ منها والدليل قوله تعالى (وأنزلنا الحديد) فما أين أتى الحديد ؟ هذا ما سوف نناقشه في البحث التالي.
يقرر علماء الفلك أن الكون الحالي الذي نراه ونسبر أغواره بالتقنيات والأجهزة الحديثة قد تطور من حالة بدائية لم يكن فيها غير الإيدروجين والهيليوم على شكل سحب هائلة تملأ فراغ الكون منذ فترة من الزمن تقدر بحوالي 10 إلى 20 بليون سنة، ثم أخذ هذه السُحب في التكثف لتكون النجوم التي تنتظم في مجاميع هائلة تسمى المجرات، والنجوم هي الأفران الكونية التي يتم فيها طبخ المادة الأولية للكون، وهي الإيدروجين، لإنتاج عناصر الكون الأخرى، وهي أيضاً مصدر الإشعاعات في هذا الكون. وبمجرد ظهور النجم، أو قل ولادته، يمر بدورة حياة تنتهي بوفاته طالت أم قصرت.
وتبدأ هذه الدورة بولادة النجم من أحد السدم الغازية وتنتهي بوفاته وتحوله إلى رفات على هيئة واحد من الأجسام الغريبة المتناثرة في الفضاء، وما بين الولادة والوفاة تمر النجوم بدورة تختلف في تفاصيلها حسب كتلة النجم، أي: كمية المادة المركزة فيه، وقد تأخذ هذه الدورة وقتاً قصيراً في حدود المليون سنة، وقد تطول ليصل عمر النجم إلى بلايين أو آلاف البلايين من السنين، الغريب في الأمر أنه كلما كبرت كتلة النجم كلما قل عمره، وزادت أحداث حياته عنفاً، وكلما صغرت كتلة النجم كلما زاد عمره وقل عنف الأحداث التي يمر بها. وقد أمكن دراسة هذه الدورة من دراسة الشمس أولاً ومن دراسة بعض النجوم الأخرى التي تستطيع تليسكوباتنا أن تكشف تفاصيلها، فعملية ولادة النجوم عملية مستمرة منذ أن خلق الله الكون في البداية إلى الآن، ولذلك يحوي الكون نجوماً بكتل مختلفة وبأعمار مختلفة منها يمكن معرفة مراحل التطور المتتالية للنجوم حسب كتلتها. وتعتبر الشمس نجماً متوسطاً من ناحية الكتلة، فكتل النجوم التي ترصدها التليسكوبات تتراوح من حوالي خمس كتلة الشمس إلى خمسين ضعف كتلتها، كذلك فإن الشمس تمر الآن بمنتصف عمرها، فهذا العمر يقدر بحوالي عشرة بلايين سنة، انقضى منها حوالي خمسة حتى الآن وباقي خمسة أخرى.
تبدأ أول بادرة ميلاد نجم يتجمع عدد من ذرات الإيدروجين نتيجة اصطدامها ببعضها في لحظة واحدة، وتبين الحسابات الفلكية أن مثل هذا الحدث شائع في جميع أجزاء الكون نتيجة الحركة الدائبة للذرات في السحب الكونية. وبمجرد تكون مثل هذا التجمع من الذرات يصبح له مجال جاذبي يعمل على جذب مزيد من الذرات إليه، وبالتالي: تزيد شدة هذا المجال الجاذبي فيجذب إليه مزيداً من الذرات وهكذا ينمو هذا التجمع باستمرار وتزيد كتلته بالتدريج إلى أن تصل إلى مقدار هائل ليصبح نجماً وليداً، ويقدر علماء الفلك أن ذلك يستلزم تجمع عدد من الذرات، في حدود حوالي 10 57 ذرة. وهذا رقم لا يوجد شيء على الأرض يضارعه، فلو قدرنا عدد حبيبات الرمال الموجودة في الأرض كلها فلن تزيد عن 10 25 ولو حسبنا عدد النيوتورنات والبروتونات الموجودة على سطح الأرض كلها فلن تزيد عن 10 51 وهذا العدد تبلغ كتلته حوالي 10 33 جرام؛ أي: حوالي نصف كتلة الشمس، أي: أن التجمع الذري لا يعتبر نجماً وليداً إلا إذا وصلت كتلته إلى حدود كتل النجوم وتفرض القوانين الفيزيائية على النجم الوليد أن يدور حول نفسه وينكمش حجمه بتأثير اندفاع الذرات، وسقوطها نحو مركزه، وهو أقوى نقطة للجاذبية فيه، ويؤدي ذلك إلى ارتفاع درجة الحرارة في المركز بالتدريج، وكلما ازداد اندفاع الذرات نحو المركز وانضغاطها فيه كلما ازدادت قوة الجاذبية وارتفعت درجة الحرارة فيه إلى أن تصل إلى عشرة ملايين درجة مئوية، وهذه هي اللحظة التي يتحول فيها النجم الوليد إلى نجم حقيقي أو نجم يافع ( ناضج ) ويبدأ في إنتاج الطاقة في نقطة المركز؛ فعند وصول درجة الحرارة إلى عشرة ملايين درجة مئوية تتحرر نويات الإيدروجين من الكتروناتها ويصبح تصادمها من القوة بحيث تندمج كل أربعة بروتونات مع بعضها، وتقتنص الكترونين من الالكترونات المحررة وتتحول إلى نواة هيليوم تتكون من برونونين (العدد الذري للهيليوم = 2 ) ونيروترونين، وتنطلق طاقة التفاعل الاندماجي، أي: يبدأ الهيدروجين في الاحتراق ويتحول إلى هيليوم وتبدأ مرحلة النجم الحقيقي، فالتجمع الغازي لا يسمى نجماً قبل بداية التفاعل النووي الاندماجي الذي ينتج الطاقة ويطبخ العناصر كما سنرى، ولذلك سمي ذلك التجمع نجماً وليداً. ومنذ هذه اللحظة يعيش النجم في توازن بين قوة الجاذبية التي تعمل على انكماشه وتدافع مادته نحو المركز وبين الضغط الشديد المتولد بداخله نتيجة التفاعل الاندماجي والذي يعمل على معادلة قوة الجاذبية نحو المركز، فعندما تقل شدة التفاعل النووي داخل النجم تتغلب قوة الجاذبية على الضغط الداخلي وتؤدي إلى انكماش النجم وزيادة الاندفاع نحو المركز الذي تزداد فيه درجة الحرارة إلى أن يعود التفاعل الاندماجي إلى شدته فيولد الضغط الذي يعادل قوة الجاذبية، أما إذا تصاعد التفاعل النووي بشدة فإن الضغط المتولد قد يزيد على قوة الجاذبية فيتمدد النجم ويزيد حجمه زيادة كبيرة. وتسير الأمور على هذا المنوال إلى أن يصل النجم إلى أواخر حياته وينفد وقوده النووي وتتوقف التفاعلات الاندماجية بداخله وتنتصر قوة الجاذبية في النهاية وتعمل على انكماش النجم بقسوة بالغة لا توجد الكلمات التي تعبر عنه حتى يختفي من الوجود تماماً أو يتحول إلى واحد من الأجرام الضئيلة الباردة المتناثرة في أرجاء الكون الفسيح. وتختلف تفاصيل وعنف الأحداث التي يمر بها النجم كذلك الفترة الزمنية التي تستغرقها حياته على كتلته عند مولده، وعلى هذا الأساس يمكن تمييز النجوم إلى صغيرة ومتوسطة وكبيرة تتشابه في مولدها ولكنها تختلف كثيراً في حياتها ومماتها، تماماً مثل البشر.
أ ـ النجوم الصغيرة:
وهي النجوم التي تبلغ كتلة الواحد منها أقل من نصف كتلة الشمس تقريباً، فهذه عندما تصل درجة الحرارة في مركزها إلى 10 مليون درجة مئوية، يبدأ فيها تكون الهيليوم من اندماج نويات الإيدروجين ويستمر هذا التفاعل في إنتاج الحرارة، ويبقى النجم طيلة مرحلة النضوج في توازن بين قوة الجاذبية التي تعمل على انكماشه وقوة الضغط الداخلي الناشىء في لب النجم نتيجة التفاعل النووي الاندماجي فيظل حجم النجم ثابتاً وإشعاعه ثابتاً لفترات تصل لبلايين السنين. ولكن عند استنفاد الإيدروجين الموجود في اللب يتوقف التفاعل النووي الاندماجي ويقل الضغط الداخلي الذي كان يقاوم الجاذبية التي تربح الجولة الأخيرة، وتؤدي بالنجم إلى الانكماش في الحجم وبداية رحلة الفناء، فيصغر حجم النجم إلى أن يصل إلى حجم الكرة الأرضية أو أقل، وتزداد كثافته زيادة هائلة حتى أن وزن السنتيمتر المكعب من مادته يعادل وزن خمسين طناً على سطح الأرض! وهنا يدخل النجم مرحلة الاحتضار فيظل حجمه ثابتاً ويشع الطاقة المخزونة فيه منذ مرحلة نضوجه السابقة ويرى في التليسكوب على هيئة جرم صغير يسطع بضوء أبيض ويسمى في هذه الحالة قزماً أبيض، وفي النهاية بعد أن تنفد طاقته المخزونة يأفل لمعانه بالتدريج ويتحول إلى قزم أسود بارد يتوارى عن الأنظار.
ب ـ النجوم المتوسطة:
وهي النجوم التي تتراوح كتلتها ما بين نصف كتلة الشمس وثلاثة أضعاف كتلتها تقريباً. وفي هذه النجوم تسير الأحداث أولاً مثل النجوم الصغيرة، ولكن بعد استنفاد الإيدروجين في اللب وتحوله إلى هيليوم تكون درجة الحرارة في الغلاف الذي يحيط باللب قد وصلت إلى 10 مليون درجة مئوية فيبدأ هذا الهيدروجين في الاحتراق من الداخل إلى الخارج، ويؤدي هذا الاحتراق النووي إلى تمدد الغلاف بدرجة كبيرة حتى يصل قطره إلى عدة آلاف من المرات مثل قطر النجم الأصلي، ويتحول النجم من نجم عادي إلى نجم مارد (giant star) ويطلق عليه أحياناً اسم المارد الأحمر (red giant) حيث إن إشعاعه يكتسب لوناً أحمر، ويقدر للشمس أنها ستصل إلى هذه المرحلة بعد حوالي 5 بلايين سنة، وعندئذٍ سيصل تمددها إلى أبعد من بلوتو، وهو أبعد كواكبها عنها ( متوسط المسافة بين بلوتو والشمس 5900 مليون كيلو متر، وقطر الشمس مليون و392 ألف كيلو متر ) وستحيل كل كواكبها إلى غازات ملتهبة، وفي أثناء هذا التمدد تزداد حرارة اللب الذي يتكون من الهيليوم بالتدريج زيادة كبيرة حتى تصل إلى 100 مليون درجة مئوية، فيبدأ الهيليوم في الاحتراق ( أو الاندماج ) لتكوين الكربون والأكسجين فيعمل على زيادة الحجم أكثر وأكثر حتى يصل إلى أحجام قريبة من أحجام السدم، ويسمى في هذه الحالة السديم النجمي (planetary nebuia) أي السديم الذي تكون من تمدد نجم في أواخر مرحلو نضوجه. وقد يحدث لبعض النجوم وهي في هذه المرحلة بعض الانفجارات العنيفة فتقذف بجزء من مادتها الملتهبة في الفضاء حولها ويظهر ذلك في تليسكوباتنا على هيئة زيادة مفاجئة في لمعان النجم لفترة قصيرة، ثم يعود إلى لمعانه السابق، ويطلق على هذا اللمعان المفاجىء اسم النوفا (nova). ويبقى النجم في هذه الحالة إلى أن ينتهي احتراق الهيليوم في اللب فتنتهي بذلك فترة نضوجه ويبدأ في شيخوخته ثم اختصاره، فبعد نفاد الوقود النووي بداخل النجم العملاق أو السديم النجمي لا يوجد ما يوقف الجاذبية من جذب مادة النجم كلها نحو مركزه بقسوة بالغة تؤدي إلى انكماش النجم وتضاغط مادته وتحوله إلى قزم أبيض ينتهي به الحال إلى قزم أسود بارد كما يحدث للنجوم الصغيرة.
ج ـ النجوم الكبيرة:
وهي النجوم التي تبلغ كتلتها أكثر من ثلاثة أمثال كتلة الشمس. وتمر هذه النجوم بنفس المراحل التي تمر بها النجوم المتوسطة حتى تصل إلى مرحلة المارد الأحمر، ولكن الأمر يختلف بعد ذلك، فبعد تحول كل الهيليوم في اللب إلى كربون وأكسجين فإن هذا اللب ينكمش تحت تأثر جاذبيته فتتزايد درجة حرارته أكثر وأكثر حتى تصل إلى 600 مليون درجة تقريباً وهي الحرارة اللازمة لإتمام الاندماج بين ذرات الكربون فيبدأ احتراق الكربون احتراقاً نووياً ليعطي العناصر الأثقل مثل الماغنيسيوم والسليكون، وعند استنفاد الكربون من اللب يعود اللب إلى الانكماش وتتزايد حرارته إلى أن تصل إلى الدرجة اللازمة لاحتراق العنصر الأثقل، وهكذا يستمر النجم في تصنيع وحرق العناصر واحداً تلو الآخر، وقد يمر النجم بمرحلة المارد الأحمر عدة مرات في كل مرة ينتقل الاحتراق من عنصر إلى العنصر التالي، إلى أن يصل إلى الحديد الذي يحدد بداية النهاية للنجم، فالحديد يختلف عن كل العناصر السابقة في أنه غير قابل للاحتراق مثلما سبقه من العناصر، فاندماج نويات الحديد لا تنتج عنه طاقة بل يحتاج هو نفسه على طاقة، ولذلك فإن ظهور الحديد في لب النجم الكبير يعتبر إنذاراً بنفاد مخزونه من الوقود النووي وإعلاناً عن بداية النهاية المحتومة فعندما يصبح اللب من الحديد ويتوقف فيه إنتاج الطاقة يحدث للنجم انفجار هائل يؤدي إلى تطاير كل مادته التي تحيط باللب في الفضاء وينتج عن ذلك إشعاع كميات هائلة من الطاقة تصل إلى بلايين المرات مثل إشعاع النجم الأصلي أو إلى ما يعادل إشعاع مجرة بأكملها، ويؤدي ذلك إلى تكون سديم من المادة المتطايرة يحوي في داخله اللب الحديدي الذي تحدث فيه أحداث عظام، ويسمي علماء الفلك هذا الانفجار الهائل السوبرنوفا (supernova) وسديم السرطان هو بقايا السوبرنوفا الذي حدث عام 1054 لأحد النجوم الكبيرة في مجرتنا.

صورة للسوبرنوفا لأحد النجوم المنفجرة
إذاً فإن معدن الحديد المتوفرة على سطح الأرض هو نتاج انفجار نجم كبير وصلت شظاياه إلى أرضنا على شكل نيازك استقرت على سطح الأرض وبعضها أستقر في مركزه.
وصدق الله عندما قال : (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس).
المصدر : تم نشر البحث بالتعاون مع جمعية الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في القاهرة
  #987  
قديم 12-11-2013, 05:39 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

السرعة القصوى بين العلم والقرآن

أ.د / منصور محمد حسب النبي
أستاذ الفيزياء بجامعة عين شمس والرئيس الأسبق
لجمعية الإعجاز العلمي للقرآن والسنة في القاهرة
الكون لا يعرف السكون: لأنه يتحرك حركة دائبة بمادته وطاقته، فهو يتمدد حالياً متباعداً بمجراته(1) عن بعضها ( وسوف ينكمش مستقبلاً.... ) لدرجة أن مجرتنا تتباعد الآن عن جيرانها بسرعة تتراوح بين 600 ـ 4000 ميل / ث، علاوة على دوران شمسنا حول مركز مجرتنا بسرعة 497000 ميل / ساعة، والشمس أيضاً تجري نحو نجم النسر الواقع بسرعة 43000 ميل / ساعة، وتدور الأرض حول شمسنا مرة كل عام بسرعة 67000 ميل / ساعة، وتدور الأرض حول نفسها يومياً 1044 ميل/ ساعة....
ورغم هذه التحركات المستمرة والمنتظمة والمتداخلة لكوكب الأرض كتابع للشمس لا نشعر نحن الركاب أبداً بالدوار، ولا تتناثر أشلاؤنا من على سطح هذه السفينة الفضائية الإلهية التي نسميها الأرض، والتي تسبح بنا في الفضاء وتحملنا بهذه السرعات العالية في هدوء تام دون أن تتعثر خطاها أو نشعر بحركاتها، وكأنها ساكنة، بينما هي كما عرفنا: تمر مر السحاب، مصداقاً لقوله تعالى: )وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ (.النمل: 88.. والحركة دائبة لا تنقطع كما في قوله تعالى: )وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33)(.سورة إبراهيم..
إن الشمس والقمر في حركة دائبة متواصلة لا تنقطع، وكذلك الأرض في حركاتها ودورانها المستمر حول محورها بدليل تبادل الليل والنهار في هذه الآية... وهذه الحركات كلها لأجل مسمى كما في قوله تعالى: )اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأمْرَ يُفَصِّلُ الآيات لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) (.سورة الرعد.. والآية هنا شاملة تدل على وجود قوى الجاذبية كعمد غير مرئية، وعلى تسخير الكون كله بالجري والحركة لأجل مسمى، وعلى تدبير الأمر الذي لا ينقطع ( بدليل الفعل المضارع: يجري، ويدبر ).
والموجود بين كل سماء وأرضها كما في قوله تعالى: )اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأمْرُ بَيْنَهُنَّ (.سورة الطلاق: 12.. فما هو هذا الأمر بأن يا ترى؟ وهل الأمر هنا ( في السجدة: 5، الرعد 2 ) كوني أم تشريعي؟.
أعتقد ـ والله أعلم ـ أن الأمر هنا كوني، لأنه أتى في سياق وصف الجري في الكون، علاوة على استمراريته باستمرار الحركة في الكون، بينما الأمر التشريعي مؤقت ومرتبط بوقت التنزيل... وعلى كل حال فقد وعدنا الله في سورة الرعد ( 2 ) بشرح إضافي لا حق في قوله تعالى: )يُفَصِّلُ الأيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) (.سورة الرعد..
فهل هناك آيات أخرى تصف وتفصل لنا حقائق هذا الأمر الذي يدبره الله في الكون؟.
مدخل لفهم الآية الخامسة في سورة السجدة:
يصف النبي صلى الله عليه وسلم. أمر معرفاً ( بأل ) في لفظ الأمر في الآية الخامسة من سورة السجدة، التي تبدأ بالتأكيد عن صدق الوحي الذي نزل به جبريل من رب العالمين، وعلى صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بدفع الشك والارتياب عن القرآن الكريم، المعجزة الكبرى لرسول الله الذي لا تحوم حول ساحته شبهات ولا أباطيل.... ورغم وضوح إعجاز القرآن وسطوع آياته، وإشراق بيانه، وسمو أحكامه، إنهم المشركون الرسول بأنه افترى هذا القرآن واختلقه من تلقاء نفسه!! فجاءت آية السجدة ( 5 ) لترد هذا البهتان بروائع الحجة والبرهان، فقررت ـ كما سنرى ـ في تفصيل علمي رائع الحد الأقصى للسرعة الكونية الذي لم يُعْرَف وجوده أو مقداره إلا في القرن العشرين!.... ولنتدبر معاً الآيات التالية في قوله تعالى: )الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الأمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) (.سورة السجدة.
ونحن نعلم أن الحرف ( الم ) ـ كما أجمع أغلب المفسرين ـ تأتي للتنبيه على إعجاز القرآن، ثم تبدأ الآيات هنا لتؤكد أن الكتاب الموحى به إلى محمد صلى الله عليه وسلم هو القرآن الذي لا شك فيه لأنه من عند الله عز وجل تنزيل من رب العالمين... ويرد القرآن على الكفار ( الذين يدعون زوراً وبهتاناً أن محمد صلى الله عليه وسلم اختلق القرآن وافتراه من تلقاء نفسه ) بأن القرآن هو القول الحق، والكلام الصادق المنزل من الله على محمد صلى الله عليه وسلم لينذر قوماً ما جاءهم رسول من قبله ليهتدوا إلى الحق، ويؤمنوا بالله العزيز الحميد، ثم شرع تعالى ابتداء من الآية ( 4 ) في ذكر أدلة التوحيد والإعجاز العلمي... بأن خلق الله ( الخلق هنا من العدم ) السماوات والأرض وما بينهما ( لا حظ هنا الخلق الوسيط في لفظ ما بينهما أي: بين السماء والأرض كالإشعاع الكهرومغناطيسي في ضوء مرئي وغير مرئي والجسيمات الذرية السابحة في الفضاء ) في ستة أيام.
الأيام هنا في آية السجدة ( 4 ) ليست مما نعد نحن البشر، أي: بمعنى مراحل زمنية يعلمها الله سبحانه وتعالى وقد شرحنا ذلك في مقال سابق(2)، ثم يذكر استواءه سبحانه استواء يليق بجلال عظمته من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تجسيد ومعنى ( استوى على العرش ). أي: أحاط بالكون وسيطر عليه، علماً بأن العرش أزلي بينما الكون لآجل مسمى، والعرش رمزي ومعنوي بمفهوم السلطان الإلهي الذي يدبر الأمور كلها، كونية كانت أم إنسانية، وليس لكم أيها الناس غير الله ناصر ولا شفيع يشفع لكم عنده إلا بإذنه، وهو سبحانه يتولى مصالح البشر لعلهم يتذكرون فيؤمنوا.
بعد هذه المقدمة في سورة السجدة تأتي المعجزة القرآنية التي نحن بصددها، والتي تمثل محور هذا المقال في قوله تعالى: )يُدَبِّرُ الأمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) (.سورة السجدة..
ولنبدأ ببعض التفاسير القديمة ـ غير المقبولة لخطورتها على القضية وادعائها الباطل على النبي صلى الله عليه وسلم ـ ودراستها دراسة عقدية موضوعية، ثم نعرض صفوة التفاسير بعد ذلك لعلك أخي القارىء تهتدي إلى المعجزة القرآنية على شواطىء النسبية.
أولاً: ورد في بعض كتب التفسير(3)رأي نادر غير مألوف هو أن هذه الآية تهدف لبيان عمق السماء بمسيرة خمس مئة عام، ذهاباً وأخرى مثلها إياباً، ليكون المجموع مسيرة ألف سنة، مما نعد نحن البشر بمسيرة الإبل ( باعتبارها وسيلة الركوب في الصحراء للبدو وعصر قدامى المفسرين )... وهذا تفسير مرفوض للأسباب التالية:
1ـ إنه يتعارض مع امتداد نفاذ الأمر المذكور هنا ويجعله منقطعاً، بينما التدبير والعروج دائمان ومستمران كما هو واضح في نص آية السجدة.
2ـ تحديد عمق السماء يتعارض مع القرآن الذي يؤكد توسع السماء باستمرار وأنها بأجرامها في تباعد مستمر، كما في قوله تعالى: )والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون ( 47 ) (.سورة الذاريات.
3ـ لأن السماء ليست قبة عالية ثابتة مرصعة بالنجوم حتى يحدد القرآن عمقها، وأيضاً: لفظ ( السماء ) يشمل كل ما علانا، فمن آية نقطة في هذا الكون الفسيح نبدأ قياس مسيرة 500 سنة لتحديد العمق؟ وهيهات أن نعرف مواقع النجوم، كما في قوله تعالى: )فلا أقسم بمواقع النجوم. وإنه لقسم لو تعلمون عظيم (.سورة الواقعة: 75 ـ 76..
فكيف يقاس ما لا يقع تحت القياس بمسيرة خمس مئة عام أو غيرها من القياس المحدود!.
4ـ فرضية وجود أرضنا في مركز الكون، بحيث يكون عمق السماء ثابتاً من كل اتجاه، وهو وهم قام كوبرنيكس بتصحيحه في القرن السادس عشر الميلادي.
5ـ وجود حرف ( ثم ) يفيد لغوياً الترتيب مع التراخي بين نزول الأمر من السماء إلى الأرض، ثم عودة عروجه من الأرض إلى السماء في الطريق العكسي، وحيث أن حرف ( ثم ) أفاد اللبث في الأرض لزمن غير محدد في الآية، فكيف نقيس عمق السماء بخمس مئة عام هبوطاً وخمس مئة عام أخرى صعوداً؟ بينما بين الهبوط والصعود توجد فترة غير محدودة يدل عليها لفظ ( ثم ) في الآية وهذه الفترة غير محسوبة في هذا الحساب الغريب والتفكير العجيب لربط عمق السماء بالآية الكريمة، فأين نحن من عمق السماء؟ ومن أين نبدأ القياس؟.
6ـ لو كان عمق السماء مسيرة 500 عام كما يقولون، فبسرعة أية وسيلة تكون هذه المسيرة؟ إن راحلة الصحراء التي تعود عليها المفسرون القدماء هي الجمل، وسرعته حوالي 16 كم في الساعة بقياسنا الحالي، أي: يقطع في اليوم 200 كم ( على فرض الراحة أثناء المسير )، وعليه يكون عمق السماء بلغة هؤلاء المفسرين هو 500 × 200 × 365= 36.5 مليون كم، أي حوالي 1.4 السمافة بيننا وبين أقرب نجم لنا، وهو الشمس... فأين ذلك من عمق السماء؟!.
7ـ الذي نقيس عليه السير في السماء لا بد وأن يكون من جنسها، والإبل لا تسير في السماء ولا تعيس حياة تطول إلى ألف عام للذهاب والإياب، فضلاً عن عمر الراكب الذي يقودها.
8ـ نعلم الآن أن قطر مجرتنا مئة ألف سنة ضوئية، فما بالنا بمواقع وأبعاد المجرات الأخرى التي تبعد عنا ببلايين السنين الضوئية؟ بل وما زلنا نكتشف بعد ذلك عمقاً أكبر للسماء، وشتان بين هذين البلايين من السنين مقيسة حديثاً بمسيرة الضوء بالمقارنة بمسيرة ألف سنة بالجمل لبيان عمق السماء في نظر هؤلاء المفسرين القدماء بمقياس كسيح كمسيرة الإبل، كما يعتقدون. ومجرد التفكير بأن الآية عن عمق السماء ظن خاطىء لو كانوا يعلمون.
9ـ تكمن المشكلة في هذا التفسير الخاطىء في ما ورد في كتب التراث من أقوال شبيهة منسوبة ظلماً وادعاءً باطلاً إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه الأقوال لا تصلح للاستدلال، لاضطرابها وتعارضها وضعف إسنادها، ولاصطدامها مع صريح القرآن الكريم وحقائق الواقع، نذكر منها هذا الحديث الضعيف التالي: ( إن الأرضين بين كل أرض إلى التي تليها مسيرة خمس مئة سنة، فالعليا منها على ظهر حوت... الخ ) (رواه الحاكم)... وحديث آخر غير صحيح رواه الحاكم وابن حنبل والترمذي وغيرهم: ( هل تدرون بعد ما بين السماء والأرض؟ قلنا: لا. قال: إحدى أو اثنتان أو ثلاث وسبعون. قال: وما فوقها مثل ذلك حتى عد سبع سماوات، ثم فوق السماء السابعة البحر، أسفله من أعلاه مثل ما بين سماء إلى السماء، ثم فوقه ثمانية أو عال ما بين أظلافهن وركبهن مثل ما بين سماء إلى سماء.... الخ )(4).
( الوعل: هو تيس الجبل ).
وحديث متشابه آخر رواه للأسف، الترمذي عن الحسن عن إبراهيم!! برغم أنه حديث غريب وشاذ، يقول: ( فإن فوق ذلك سماءين، بينهما مسيرة 500 عام، حتى عد سبع سماوات، ما بين كل سماءين ما بين السماء والأرض، ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن فوق ذلك العرش(5)، وبينه وبين السماء بعدما بين السماءين، ثم قال: هل تدرون ما الذي تحتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم... قال: فإنها الأرض، ثم قال: هل تدرون ما الذي بعد ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن تحتها أرضاً أخرى بينهما مسيرة 500 سنة، حتى عد سبع أرضين، بين كل أرضين مسيرة خمس مئة سنة، ثم قال: والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله(6).
ورغم غرابة هذه الأحاديث فقد امتلأت بها كتب التفسير، للأسف الشديد، برغم قول بعضهم إنها أحاديث غريبة... فما الداعي من ذكر هذه الأقوال منسوبة إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى؟؟!.
والسؤال الآن: ما الذي دفع ببعض المفسرين للتوهم بأن المراد من آية السجدة ( 5 ) بيان عمق السماء وتحديد المسافة بين الأرض والسماء؟ والجواب على ذلك: بأن التوهم الخاطىء يحدث فقط لو اعتبرنا الضمير في لفظ: ( مقداره ) عائداً على اليوم، لا على التدبير، فيصبح معنى الآية: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه كل التدبير في يوم كان مقداره ألف سنة. وعليه: فإن مسيرة الألف سنة في نظرهم هي مسافة النزول والصعود بين السماء والأرض، فيكون عمقها نصف المقدار أي: 500 سنة ذهاباً وخمس مئة سنة إياباً، وتنتهي المسيرة والتدبير والعروج ويتوقف الأمر في نظرهم....!! بينما الأمر في آية السجدة ( 5 ) دائم! ورغم هذا التوهم الخاطىء عند البعض، فلقد تبين لدى معظم المفسرين المتدبرين لهذه الآية ما يلي:
1ـ اليوم لا يستوعب كل التدبير، لأن ذلك يتعارض مع استمرار وامتداد أمر الله تعالى، ويجعل الأمر بهذا التفكير الخاطىء أمراً منقطعاً، وذلك لا يليق بصفات الله، ويتعارض مع الدوام والاستمرار المستفاد من ورود الفعل ( يدبر ويعرج ) في صبغة المضارع، بل ويتعارض مع الوجود الدائم للخلق الوسيط المعبر عنه بين السماء والأرض في لفظ: ( وما بينهما )، في السجدة ( 4 )، ولفظ الأمر من السماء إلى الأرض في السجدة ( 5 ).
ولفظ الأمر في سورة الرعد ( 2 )، ولفظ الأمر الموجود دائماً بين كل سماء وأرضها في قوله تعالى: )اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12) (.سورة الطلاق..
2ـ حرف الجر في قوله تعالى: )في يوم (أفاد أن اليوم المحدود ( مما نعد نحن البشر ) اشتمل على مقدار محدود من التدبير الدائم غير المحدود (لاستمراره وامتداده )، أي: حدد اليوم ولم يحدد التدبير، كقولنا مثلاً: ( ماء البحر في الكوب ) بمعنى أن بعضاً من ماء البحر في الكوب لا كل ماء البحر فيه.
وبهذا: فالسياق هنا في الآية لإعطاء عينة من التدبير والعروج لقياس سرعة معينة، ولو قلنا مثلاً: إن سرعة السيارة 100 كم / ساعة، فهل معنى هذا: أنها لن تسير سوى الساعة، وبالتالي: لن تقطع سوى 100 كم؟ كلا وألف كلا!!.
3ـ الضمير في ( مقداره ) عائد على التدبير، لا على اليوم، حيث النص الكريم ( السجدة: 5 ) بيان للسير والتدبير وليس لليوم، بهذا قال مجاهد: الضمير هنا عائد على التدبير، أي: كان مقدار التدبير في يوم ألف سنة مما تعدون.
وبهذا نستنتج أن القول بأن آية السجدة ( 5 ) بيان لعمق السماء توهم خاطء، لا دليل عليه ولا برهان، بل المراد في هذا النص الشريف دوام نفاذ الأمر والتدبير والعروج وعدم انقطاع السير وبيان لسرعة النفاذ والسير بين السماء والأرض بحد أقصى للسرعة الكونية، كما سنوضح فيما بعد.
ثانياً: توهم بعض المفسرين أن المساواة هنا زمنية وليست في المسافة المقطوعة، بمعنى أن اليوم في آية السجدة يساوي زمنياً ألف سنة مما نعد نحن البشر، وبهذا اضطروا لجعل اليوم في آية السجدة ( 5 ) يوماً أخروياً أو غيبياً ( لأنه لا يمكن أن نساوي زمنياً اليوم الدنيوي بألف سنة مما نعد )، فاعتبروا اليوم هنا يوماً من أيام الله.
وبعضهم قال: بأنه يوم القيامة بحيث يكون هذا اليوم الافتراضي بألف سنة مما نعد، وبذلك خرجوا عن روح النص الشريف، لأن وصف ( مما تدعون) من جنس ما تعودن من الأيام والسنين. فكيف يكون اليوم هنا يوم القيامة!! علاوة على أن هذا الرأي الخاطىء مردود عليه باستمرار التدبير بين السماء والأرض المعهودتين لنا في الدنيا.
ولقد فهم معظم المفسرين خطأ فكرة اليوم الأخروي أو الغيبي، وتمسكوا باليوم الدنيوي في الآية الكريمة ( السجدة / 5 )، ولهذا قالوا: إن الضمير في (مقداره ) يعود على التدبير لا على اليوم، حتى يصبح التدبير متواصلاً وغير محدد بيوم واحد. ولكن هذا اليوم هو نموذج وعينة فقط من هذا التدبير والعروج المستمر. وإن التعبير الزمني في آية السجدة ( 5 ) هو الزمن الفيزيائي الذي نعد به الأيام والسنين، أي: بالزمن المعلوم عند المخاطبين بالقرآن: ( مما تعدون ) أي: من جنس الذي تعدونه، والعرب يعدون اليوم مضبوطاً على الشمس ( يوم اقتراني )، ويعدون السنين مضبوطة على ظهور هلال القمر لقياس الشهور، وبالتالي لقياس السنين ( السنة = 12 شهراً قمرياً ).
ولفظ ( يوم ) في السجدة ( 5 ) محدود وليس مطلقاً غير محدود بدلالة وجود حرف الجر في قوله تعالى: )في يوم (الذي يفيد ـ كما ذكرنا ـ معنى الاشتمال والوعاء، إذ أن أي وعاء لا بد وأن يكون محدوداً، لأنه المقياس الذي يتم الاتفاق عليه كمكيال، وهنا نؤكد أن المقياس الزمني المستعمل هنا هو اليوم بمعناه الكامل الذي نعرفه نحن البشر كمقياس عياري ووعاء زمني ثابت، وليس بمعنى أن النهار يطول ويقصر، وليس اليوم غيبياً أو أخروياً غير محدد، لأنه لا يصلح كوعاء، ولا بد أن يكون بمعنى اليوم الكامل المتعارف عليه بليله ونهاره بدورة الشمس الظاهرية، أي: بدورة كاملة للأرض حول محورها، وهو زمن عياري يصلح هنا كوعاء زمني ليوم كامل من أيامنا المعروفة لنا معشر البشر، والتي نعدها مع صباح كل يوم: ( مما تعدون).
التفسير الجديد لآيتي السجدة والحج:
كمدخل للتفسير الجديد المقترح والمعتمد حديثاً في هيئة الإعجاز العلمي بمكة المكرمة، نستعرض في كتب التفسير ما يلي:
( 1 ) النص الكريم في السجدة ( 5 ) يبين حد السرعة في السماء في قوله تعالى: )في يوم كان مقداره ألف سنة (، لأنه يقطع مسيرة ألف سنة في يوم واحد ( الزمخشري وأبو حيان ) منسوباً إلى حد استطاعة البشر في قوله تعالى:)مما تعدون (، يعني: مما يقع تحت قياسكم فيمكنكم أن تعدوه بطريقتكم التي تعهدونها في عد السنين ـ وتحصوه.
والعرب تعد السنين بسير القمر، فيكون حد السرعة في السماء مقداره مسيرة أو مسافة ألف سنة قمرية في اليوم الواحد، كما قال ابن عباس: ( سرعة سير هذا الأمر يقطع مسيرة ألف سنة في يوم من أيامكم )... وأكد هذا المعنى الزمخشري والقرطبي.
وهؤلاء المفسرون جميعاً كشفوا الغطاء عن المعنى الحقيقي للآية، فهي فعلاً دليل لسرعة، ونستطيع أن نفهم النص بلغة العوام عندما يأتي أعرابي أمر ليشتري طائرة مثلاً، فيقول له التاجر: إن يوم هذه الطائرة بمسيرة ألف سنة للسلحفاة، أو بمسيرة أربعة شهور للجمل، وعندئذٍ يستطيع الأعرابي تصور سرعة الطائرة، لأنه لا يعرف التعبير العلمي المستخدم حالياً بوحدة الكيلو متر / ساعة.
والتعبير بالزمن كدلالة للمسافة والسرعة هو في حد ذاته أسلوب علمي تقدمي، فنحن الآن نقيس المسافات بين النجوم بالسنين الضوئية، كما شرحنا في البند السابق، والقرآن الكريم سبق العلم باستخدامه هذا الأسلوب الزماني في آية السجدة ( 5 )، وفي وصف سرعة الرياح المسخرة لسيدنا سليمان بقول الله تعالى: )ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر... ( 12 ) (.سورة سبأ..
أي: أن الغدو أو الرواح للريح تعادل شهراً بمسيرتكم في غدوكم أو رواحكم. أي: أن المسافة التي تقطعها الرياح في ساعة تعادل ثلاثين مرة قدر غدونا أو رواحنا، وهذا دليل على سرعة الرياح الجبارة التي كانت مسخرة لسليمان عليه السلام، ونحن نستطيع حسابها هنا من النص القرآني.
وحيث إن رواحنا أو غدونا اليومي يستغرق ( طبقاً للتعريف اللغوي ) ساعة زمنية يومياً من ساعات النهار، وأننا نسير على الأقدام حوالي 6 كم / الساعة، فإن رواح الريح أو غدوها تساوي قد رواحنا 30 مرة ( شهر كامل ) وبهذا فإن المسافة التي تقطعها الريح في ساعة واحدة ( رواح أو غدو ) = 6 × 30 = 180كم / ساعة، وهذه سرعة تصل لمرتبة ريح أعلى من الإعصار، يسميها علماء الأرصاد ( العاصفة المكتملة )، والتي تزيد سرعتها عن 350كم / ساعة علمياً، وهذا إعجاز علمي للقرآن في وصف ريح سليمان عليه السلام. والتي يؤكد القرآن سرعتها بوصفها بالعاصفة في قول الله تعالى: )ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره.... ( 81 ) ( سورة الأنبياء..
وسوف يتضح لنا أيضاً، أن نص آية السجدة ( 5 ) بيان أكيد لسرعة السير الكوني في السماء، فالنص المجيد يجعل المساواة في مقدار السير بين متحركين اثنين أحدهما سريع ( الأمر الكوني ) نقيسه على شيء آخر بطيء ( القمر ) معروف ومحدد في التعبير القرآني في هذه الآية:).... ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون (سورة السجدة.... وبهذا نصل إلى حل العقدة بمقتضى المثلية في مقدار المسير في الحالتين، واختلاف الزمنين الواردين في الآية لاختلاف السرعتين للأمر الكوني السريع من جهة، وللقمر البطيء من جهة أخرى، وعليه كما فهم المفسرون جميعاً ( إلا القليل جداً منهم ) تكون هكذا:
المسافة التي يقطعها الأمر الكوني في يوم أرضي واحد = المسافة التي يقطعها القمر في مدار في ألف سنة قمرية، على اعتبار أن القمر هو الوسيلة الفلكية العلمية القرآنية والشرعية لعد الشهور والسنين، ومراعاة للوصف القرآني، مما تعدون.
( 2 ) عبارة ( كان مقداره ) في آية السجدة تحتوي على الفعل ( كان )، والذي يدل هنا كوضع قياسي على معنى الأزلية والدوام، وليس على الفعل الماضي، أي: ( كان مقداره )، أي: سيظل مقداره كذلك دائماً ودوماً تغيير بالقياس على تفسير ( كان ) في قول الله تعالى: ).... وكان الله بكل شيء محيطاً (126 ) (.سورة النساء.. والذي يفسر المفسرون بأن ( كان ) هنا بمعنى: ( وهو سبحانه دائماً كذلك ) ( فتح الباري ).
وأما لفظ ( المقدار ) فهو لغوياً بمعنى المقياس والحد ( المعجم الوسيط ـ تاج العروس )، أي: أن سرعة الأمر لا يمكن أن تزيد عن الحد الموصوف بالآية الكريمة ( لا حظ هنا الإشارة إلى المفهوم العلمي لأينشتين في الحد الأقصى للسرعة الكونية )... وبهذا فإن وصف ( كان مقداره ) تعني: أن السير في السماء له حد أقصى في سرعته، أي: أن نهاية سير الأمر الكوني في السماء محدود ولا يتجاوز سير أو مسافة ألف سنة مما تعدون في يوم واحد من أيامكم، كما أجمع الفخر الرازي، وقتادة، وابن كثير، والطبري، أن قوله تعالى: )... الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون(.سورة السجدة..
يعني: مقدار السير في ذلك اليوم يساوي مسيرة ألف سنة مما تعدون.
وقال ابن عباس: ( ولسرعة سير هذا الأمر يقطع مسيرة ألف سنة في يوم من أيامكم ) ( الزمخشري ـ القرطبي ).
وبهذا التوضيح الرائع لجملة التفاسير المختارة هنا يتضح الأمر أمامنا، ويتعمق المعنى العلمي في أذهاننا، كما سنرى بعد قليل في حسابات آية السجدة التي وفقني الله لإجرائها في أنوار هذه التفاسير التي جمعها تلميذي الباحث / محمد دودح، بهيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.
( 3 ) وقوله تعالى: )يُدَبِّرُ الأمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) (.سورة السجدة..
يقول الفخر الرازي وصاحب فتح القدير: ليس المراد هنا انقطاع تدبير المولى سبحانه وتعالى بعد انقضاء اليوم المستخدم هنا للقياس، بل المراد منه دوام التدبير واستمراره ودوام العروج واستمراره، أي: امتداد نفاذ الأمر في الدنيا دون توقف.
وقال أبو حيان: أشار النص الكريم إلى دوام أمر الله.
وقال الألوسي: ويدل على ذلك العدول إلى المضارع، يعني في قوله تعالى ( يدبر ).. وكذلك ( يعرج )، وكذلك لفظ ( كان )، الذي يفيد الأزلية والدوام مما يحكم ببطلان توهم انقطاع التدبير أو انتهاء السير إلى مكان السماء في زمن يوم واحد فقط!.
وقال مجاهد: الضمير في ( مقداره ) عائد على التدبير أو العروج والسير، أي: كان مقدار التدبير أو العروج والسير المنقضي في يوم يساوي مسيرة ألف سنة ( أبو حيان ).
وقال الألوسي: يعني ( في يوم ) مقدار مسافة السير فيه ( ألف سنة ) للتقرير كذلك بأن اليوم في النص الشريف يستخدم كوحدة قياس ووعاء عياري، كما هو واضح في قوله تعالى في نص آخر مشابه تماماً لنص السجدة ( 5 ) هو قول الله تعالى: ).... وإنّ يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون (47)(.سورة الحج.
ويتضح هنا أن موضوع النصين القرآنيين في سورتي السجدة والحج واحد.. والمقادير فيهما واحدة، حيث قدر اليوم باعتبار مسافة السير فيه.. بألف سنة.. لاستحالة أن يكون ذلك خاصاً بالزمن، لأن اليوم في النصين من أيام الدنيا ( الطبري ـ فتح القدير ـ أبو حيان ـ القرطبي ـ نظم الدرر ـ الألوسي ـ الزمخشري ـ ابن كثير ـ زاد المسير ). ويوم الدنيا لا يساوي ـ في ذات الوقت ـ ألف سنة من سنيها ( نظم الدرر ـ الألوسي ـ الزمخشري ).
وعلى هذا فالنص الكريم في السجدة ( 5 ) لا يدل على انتهاء العروج والسير إلى مكان ـ أو انقطاع التدبير والتقدير في زمن معين، ولكنه يدل على حد السرعة في السماء، وبهذا يتضح الأمر الكوني نوراً على نور، ويتمهد الطريق ـ بفضل الله ـ للحساب في هذه المعادلة القرآنية.
( 4 ) أجمع معظم المفسرين على معادلة مسيرة اليوم بواسطة الأمر الكوني مع مسيرة القمر في ألف سنة قمرية.
فقال أبو حيان: السنة المعتبرة في هذه الشريعة هي السنة القمرية، وهذا حكم قرآني لا بديل عنه كما في قوله تعالى: ).... والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب... ( 5 ) (.سورة يونس..
وقوله تعالى: )يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ... ( 189 ) (.سورة البقرة..
وقالوا في مجموعة التفاسير: شهور السنة القمرية مبنية على سير القمر في المنازل... فيكون معنى سير أو مسافة ـ ( ألف سنة مما تعدون ) ـ أي: مسافة ألف سنة قمرية... أو سير القمر في ألف سنة.
وبهذا: فإن الشيء الذي يقاس على سيره في ألف عام يلزم أن يكون آية عامة مشاهدة، ويكون أجله فوق الألف عام، ويسير بانتظام ومن جنس ما يسير في السماء، وهذا قطعاً ليست الإبل، وليست أيضاً فزورة يصعب حلها... إن وسيلة القياس هنا هي القمر، وهو المقياس المعياري الذي اختاره الله لتعيين حد السرعة في السماء، الذي يمكن تعيينه الآن كمسافة ألف سنة قمرية مقطوعة كحد أقصى في اليوم الواحد من أيامنا.
وهنا نبدأ ولأول مرة في إدراك أساس النسبية الخاصة من آية السجدة ( 5 ).
حد السرعة في السماء = المسافة = مسافة ألف سنة قمرية
الزمن زمن اليوم الأرضي
وبهذا وصلنا من خلاصة التفاسير إلى المعادلة القرآنية الأخيرة، كتعبير رياضي عن منطوق آية السجدة ( 5 )، وسوف نتناول هذه المعادلة في البند التالي بمزيد من التفصيل والتحليل، لنثبت أن هذا الحد هو سرعة الضوء في الفراغ أو الهواء، وقدره 299792.5 كم / ث، لتتعرف على المعجزة القرآنية في أهم مبدأ فيزيائي في القرن العشرين يتم إعلانه بواسطة أينشتين عام 1905م.


يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع






  #988  
قديم 12-11-2013, 05:41 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبـــــع الموضوع السابق


السرعة القصوى بين العلم والقرآن



( 5 ) يرى معظم المفسرين أن قوله تعالى: )... وعده وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون ( 47 ) (.سورة الحج..
هو نفسه المراد من آية السجدة ( 5 ) حيث استخدمت، أيضاً، هنا نفس الوحدات الزمنية للتعبير عن السير وقطع المسافات، فكانت ( كما شرحنا لاستحالة أن يساوي اليوم عندنا ألف سنة زمنياً ) للدلالة على سرعة عامة وشاملة، أي: سرعة كونية في ملك الله تعالى لا تزيد عن مسافة ألف سنة مما تعدون في اليوم الواحد من أيامكم.
قال ابن العربي: لفظ ( عند ) هنا تعني في ملك الله، فقوله تعالى: )عند ربك(أي: في تقديره وحكمه وملكه سبحانه وتعالى ( نظم الدرر ـ القرطبي ـ الشوكاني ) واستخدام نفس وحدات القياس ( اليوم والألف سنة ) في النصين الشريفين في السجدة ( 5 ) والحج ( 47 ) يدل على أن الموصوف فيهما واحد، وأن كليهما يدل على نفس الحد الأقصى للسرعة الكونية.
وقال الطبري: إن قوله تعالى:).... وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) (سورة الحج.
هو سواء مثل نص السجدة ( 5 ).
والمعنى في الحج ( 47 ): يخبرونا بأن الله ـ جل وعلا ـ قد قضى بهذا القانون في ملكه، وحكم به وقدر، ولقد جاءت هذه الآية عقب عبارة تدل على استعجال الكفار لمحمد بأ يطالب من ربه وقوع العذاب بهم، كنوع من التحدي للنبي صلى الله عليه وسلم، فكان الرد بهذا القانون الإلهي في قول الله تعالى: )وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) (.سورة الحج.
ووجود حرف الكاف للتشبيه هنا في لفظ كألف يدل على أن الزمن غير مراد بذاته ولكن المراد هو التعبير عن المسافة المقطوعة في يوم بواسطة شيء سريع تعادل مسافة ألف سنة لشيء آخر بطيء في ملك الله.
وهنا يتضح التعبير البليغ بإظهار القدرة والمقدرة والاقتدار الإلهي لبيان ما عند الله تعالى من سرعة عظيمة في المقدار تتضاءل عندها كل مقاييس وتصورات وخيال أهل الأرض قدر بها إلى الحد الأقصى لسير الأمور كلها في السماء، فضرب مثلاً بأكبر سرعة موجودة في الأرض والسماء، أي: بأكبر سرعة في الكون المادي المشاهد: لأمر كوني من مادة هذا الكون، فيعلمون ـ إن أدركوا ـ مدى ما عندهم من عجز وافتقار، وما عند تعالى من قدرة واقتدار، لأن الله عنده سرعات تصل إلى حدها الأقصى في سرعة الضوء في عالم الشهادة وتفوقها في عالم الغيب!!!.
( 6 ) ما هو الأمر المشار إليه في آية السجدة ( 5 ) ؟ ولماذا أتى معرفاً بأل بينما اليوم والسنة ورداً في صيغة النكرة ؟ وللجواب على ذلك نذكر قوله تعالى: )يدبر الأمر من السماء إلى الأرض (، وبهذا فإن الأمر هو موضوع التدبير، وقوله تعالى: )من السماء إلى الأرض (، بيان بمجمل التدبير وطبيعته، وقوله تعالى: )ثم يعرج إليه (. أي: يتحرك في ملكه، وبيان ـ أيضاً ـ بالفاعل المدبر، لأن الضمير في ( إليه ) عائد على المولى عز وجل، وأما قوله تعالى: )في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ( 5 ) (فهو ـ كما ذكرنا ـ بيان بسرعة هذا الأمر الكوني في الفراغ بين السماء والأرض.
وتنكير اليوم والسنة دليل على تغير قيمتها في نظام الأرض والقمر بمرور الزمن وارتباطها بهذه العلاقة القرآنية الفلكية الدائمة لهذا النظام، بينما تعريف الأمر ( بأل ) يدل على ثبات سرعته الموصوفة بين السماء والأرض في هذه العلاقة الكونية ثبوتاً مطلقاً!.
وطبيعة التدبير هنا هي بلا شك حركة دائبة وعروج مستمر لا ينقطع، فقوله عز وجل: )من السماء (يدل على ابتداء المسير، و )إلى الأرض (يدل على منتهى المسير، والفعل ( يعرج ) موضعه السماء، ويدل على الحركة في انحناء، لأن العروج عن السير في خط مستقيم. ويعرج بمعنى يصعد أو يسير مطلقاً بغير تحديد، في ميل وانحناء أو في خطوط ملتوية، فيدل على الحركة وقطع المسافات.
ومنه تعارج: حاكي مشية الأعرج، وانعرج الشيء، وتعرج: انعطف ومال، وعرّج الثوب: خططه خطوطاً ملتوية ( المعجم الوسيط ).
وفاعل ( يعرج ) هو الأمر هنا، ويدل على وجود كوني من مادة هذا العالم المنظور. بين السماء والأرض بدلالة الاقتران الكوني هنا بين الأمر والسماء والأرض المعهودة لنا، فلا بد وأن الأمر وهو معرف بأل معهود لنا، لأن ( أل ) تأتي للعهد والجنس، وبالتالي يشمل الأمر هنا كل ما يتحرك بالسرعة الموصوفية طبقاً للمعادلة القرآنية السابق شرحها.
ولقد تبين لنا حديثاً أن أموج الجاذبية وجسيمات النبوتريتو تشاركان الضوء في السرعة القصور، والمراد بالأمر هنا هو الأمر الكوني الذي يقع تحت قياسنا فعلاً كما هو موصوف بسرعته في الآية )مما تعدون (وليس أمراً معنوياً مجازياً وليس أمراً موصوفاً ( بكن فيكون ) أي: الأمر التكويني العاجل أي: الأمر الكنى، والذي يشير إليه المولى سبحانه وتعالى في طور الخلق من العدم، وإنما الأمر هنا في أية السجدة في طور التسخير، وخاضع لسنة كونية لا تتبدل ولا تتغير، ومحدد بمقدار سير محدود من الآمر في زمن معين ودائم الثبات في سرعته طبقاً لهذا القانون الكوني الهام.
( 7 ) ليس الأمر هنا معنوياً أو مجازياً، كما فهم بعض المفسرين على أنه القضاء والقدر والثواب والعقاب يتنزل من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه سبحانه يوم القيامة ليفصل فيه، وأن هذا اليوم الأخروي يعادل ألف سنة، لشدة أهواله. لأن هذا رأي يخالف ظاهر النص: ( مما تعدون )، لأن القدر لا يخضع لحسابنا كما أن الرأي بأنه يوم إلهي بألف سنة عندنا يعد خروجاً عن النص وإخضاع للذات الإلهية للزمن!.
( 8 ) وليس الأمر هنا أمراً شرعياً بمعنى الوحي بالتكاليف الشرعية في الطاعات، فقوله تعالى: )من السماء (يدل على أن الأمر كوني، ولو كان شرعياً لقيل ( من عند الله ) بدلاً من السماء.
وقوله تعالى:)إلى الأرض (يدل على أن الأمر كوني. ولو كان شرعياً لقيل: ( إلى الإنسان ) الذي هو محل التكاليف، بدلاً من قوله تعالى: ( إلى الأرض )،ولأن الأمر الذي دبره هو الذي يعود ويعرج في السماء، ولو كان شرعياً فإنه لن يعود بل الذي يعود هو العمل به، لأنه في هذه الحالة النازل غير الطالع، أما الأمر الكوني هنا في هذا البحث هو نفسه النازل والطالع بين السماء والأرض وفي ملك الله تعالى كما أن الأمور الشرعية ليست دائمة ولكنها انتهت باكتمال التنزيل وانقطاع الوحي، بينما الأمر هنا في السجدة ( 5 ) مستمر ودائم، أي من الأمور الكونية المقيدة لسنة ثابتة دائمة في الكون بينما الأوامر الشرعية، تحملها الملائكة، وهذه لها أيضاً حد أقصى لسرعة أخرى أكبر من الموصوفة في السجدة، وذلك كما في قوله تعالى: )تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (.سورة المعارج.. وسوف نتناول هذا النص بالتفصيل بعد ذلك.
وبهذا يتضح أن الأمر في السجدة ليس ملائكياً لاختلاف معدل السير، وقد ذهب بعض المفسرين ـ دون دليل شرعي ـ إلى اعتبار الملائكة مدبرة لهذا الأمر في سورة السجدة استناداً لفهم خاطىء لقوله تعالى: )فالمدبرات أمراً (.سورة النازعات.. ورغم أن هذا النص عام، والكلائكة تقوم بشؤون معينة منصوص عليها في القرآن ( مثل ملك الموت، وملائكة النصر، وملائكة العذاب، وملائكة الذكر ) كما أن الأمر في ( المدبرات أمراً ) ورد نكرة وليس المر الكوني العام في السجدة ( 5 )، كما أن الله ه الذي يدبر الأمر في آية السجدة ( 5 ) وليس الملائكة، والأسلم ترك النص القرآني على ظاهرة فالذي يعرج في السجدة ( 5 ) هو الأمر وليس الملائكة ولا داعي لمعاندة النص الشريف ومخالفة ظاهرة كما أن القرآن يميز من حيث السير بين الملائكة والأمر الكوني كما في آيتي المعارج ( 4 ) والسجدة ( 5 ) على الترتيب وكما في قوله تعالى: )هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ...(.سورة النحل.، والمفاضلة بحرف ( أو ) يدل على اختلاف معدل السير في الحالتين.
وبهذا فليس هناك دليل شرع على قيام الملائكة ـ عليهم السلام ـ بتدبير الأمر الكوني في آية السجدة ( 5 ) ولا داعي لتحميلها ومحاولة تحوير مقاصدها، وعليه فإن المراد في آية السجدة ( 5 ) بيان سنة كونية للأمر الكوني المعرف لغة، بالألف واللام، والمُعرف حالاً بالسرعة الموصوفة في حدها الأقصى، كما نلاحظ بعد ذكر الأمر في السجدة ( 5 ) ورود قوله تعالى: )الذي أحسن كل شيء خلقه....(.سورة السجدة.. فهذا الوصف العام يصيب الأمر المذكور ويشمله، لأنه شيء حادث من بعض ما خلق سبحانه وتعالى وعليه فإن ( الأمر ) الذي نحن بصدده في السجدة ( 5 ) أمر كوني قدري في عالم الأسباب، ضبط بقانون وسنة تميزه فهو وصف لبعض الأقدار الخاضعة لقانون ثابت وعام في هذا الوجود، ولقد أتقن الله كل شيء وقدره تقديراً، وكل شيء عنده بمقدار حتى في عالم الغيب.
( 9 ) يقول تعالى: )تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (.سورة المعارج..
هذا النص الكريم يبين ( كما قال المفسرون ) حداً أقصى لسرعة الملائكة والروح.
فقال ابن عباس وابن إسحاق ومنذر بن سعيد: إن العروج هنا في الدنيا وليس في الاخرة، والمعنى: أنها تعرج في يوم من أيامكم هذه، ومقدار المسافة خمسون ألف سنة ( أبو حيان والألوسي ).
وعالم الملائكة والروح لا يقع تحت القياس البشري، لكون من غير مادة هذا العالم المنظور، ولذلك وردت الآية خالية من عبارة ( مما تعدون ) وهذا دليل على دقة القرآن الكريم وصدق روايته... ولقد أشارت الآية هنا إلى حد أقصى جديد يفوق الحد المنصوص عليه في آية السجدة بخمسين ضعفاً... على الفرض أن اليوم من أيامنا والسنة من سنينا في ( المعارج / 4)، لأننا نحن المخاطبون بالقرآن، وأما خلو هذا النص الشريف من عبارة ( مما تعدون ) فيرجع إلى أننا لن نستطيع أبداً إحصاء سرعة الملائكة والروح رغم علمنا بقيمة كل من اليوم والسنة القمرية بمقاييسنا...
وبهذا: فإن الملائكة تخترق حاجز السرعة المبين في آية السجدة ( 5 )، والخاص بعالم الشهادة، وتنطلق بسرعات أكبر في عالم الغيب، وبحد أقصى جديد مبين في آية المعارج ( 4 )، والعروج دنيوي للملائكة وليس أخروياً، كما اعتقد بعض المفسرين الذين اعتبروا الوهم والخيال اليوم في آية المعارج ( 4 ) هو يوم القيامة، والذي يساوي في نظرهم وخيالهم خمسين ألف سنة لشدة العذاب وهو العقاب في الآخرة، وهذا تفسير لا يتفق مع ظاهر النص... وعلى كل حال، فالمفسرون بشر يؤخذ من كلامهم ويرد.
ولقد أعجبني قول الألوسي رضي الله عنه في تعليقه على آية المعارج ( 4 ) قائلاً: ( وإن لم تبعد هذه السرعة الملائكية عمن وقف على سرعة الأضواء وعلم أن الله على كل شيء قدير )، فما أجمل هذا الوصف وما أروع التشبيه هنا...
وبهذا يمكننا القول بأن القرآن الكريم وضع حداً وبرزخاً للسرعة في عالم الشهادة يخضع لقياسنا وندركه في العالم الكوني المشاهد المحسوس في آية السجدة ( 5 ) بينما وضع حداً آخر للسرعة في عالم الغيب في آية المعارج ( 4 )، ولا وجه للمشككين ولا مطعن للمكذبين، ولا حجة للمستشرقين الذين يدعون ظلماً بأن هناك تعارضاً في القرآن بدعوى أن اليوم بألف سنة في السجدة (5) بينما نفس اليوم بخمسين ألف سنة في المعارج ( 4 ) ولكنهم كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه كما في قوله تعالى: )بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ..... (.سورة يونس..
وقوله سبحانه:)فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (6) (.سورة الشعراء..
ويا ليتهم يعلمون أن موضوع النصين الشريفين في السجدة (5)والمعارج ( 4 ) مختلف، لاختلاف المتحركين واختلاف العالمين واختلاف السرعتين.
فهذا في مقام وذاك في مقام آخر. لو كانوا يفقهون.
ويا ليتهم يعرفون الحكمة من ذكر سرعة الملائكة التي لن نستطيع قياسها.... إنه تحديد إلهي لمخلوقاته كلها يدل على أن الملائكة والروح رغم أن سرعتهم تفوق سرعة الضوء فهم من عالم الوجود المخلوق الحادث والمقدور الذي تجري عليه سنن الوجود والتقدير، ودليل على أن طلاقة القدرة لا تكون إلا لله تعالى وحده، فسرعة الملائكة محددة ومقدرة لا مطلقة بغير حدود رغم أنها تجاوزت سرعة الضوء... بل التي تجعل من برزخ سرعة الضوء مضاعفاً صحيحاً لهذه السرعة، أي: أن السرعات ستكون مثنى وثلاث ورباع من سرعة الضوء، ويزيدها الله إلى أن تصل إلى خمسين ضعفاً كما أفهم من قوله تعالى: ).... جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (.سورة فاطر.. ولقد حدثنا الله أيضاً عن سرعات جبارة في عالم الجن.
كيف نفهم الأمر الإلهي بالضوء؟.
تحدثنا فيما سبق عن طبيعة الأمر الكوني في آية السجدة ( 5 )، والمحدد بسرعة عظمى بين السماء والأرض، والتي سوف نحسبها في البند القادم، ولكننا نود هنا التمييز بين: الأمر الكوني ـ وأمر الكينونة ـ والأمر الملائكي... فالأول يتحرك بسرعة عظمى في عالم الشهادة، والثاني لا يستغرق زمناً في تنفيذه، لأنه خاضع لقانون ( كن فيكون )، والثالث: تحمله الملائكة بسرعة عظمى أكبر في عالم الغيب ( عالم التاكيون )...
والسؤال الآن: هل الضوء أمر إلهي. والجواب: نعم. وهو أمر كوني من النوع الأول. وتمثل سرعته الحد الأقصى في عالم الشهادة، بل البرزخ الذي يفصل بين عالم الشهادة وعالم الغيب...
ولقد ورد ذكر الضوء في القرآن الكريم كأمر إلهي في قوله تعالى:)إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) (.سورة القمر..
ومعنى: إنا كل شيء خلقناه بقدر: أن كل شيء في الوجود مخلوق بمقدار محدد وحالات مقدرة وفق سنن ثابتة ومستقرة.
وقوله عز وجل: )وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) (بيان لهذا التقدير في نموذج من هذا الخلق ودلالة على كونية الأمر الموصوف بالضوء، أو النور.
قال الألوسي: ( كلمة بالبصر ) أي: في السير والسرعة.
وقال الطبري: كسرعة اللمح بالصبر.
وقال القاسمي: في السرعة، واللمح من الفعل ( لمح ) بمعنى لمع ورمض وأضاء... وبهذا، فاللمح بمعنى الوميض والضوء ( المعجم الوسيط ).
وعليه: فإن القرآن الكريم يقرر أن سير الضوء وسرعته بيان للسير الكوني وسرعته، والمماثلة هنا بين الضوء والأمر الكوني في المقدار والأحوال، فالأمر هنا أمر إلهي كسرعة الضوء وطبيعته وتكوينه، والآية واضحة المعاني.
يقول الفخر الرازي: اللمح بالبصر معناه البرق يخطف بالبصر ويمر به سريعاً...
وقوله تعالى: ( بالبصر ) فيه فائدة وهي غاية السرعة.
ويقول أبو حيان في البحر المحيط: ( كلمح البصر ) تشبيه بأعجل ما يحس، وهو أحسن وصف لسير الضوء في الفراغ بتمثيل حقيقي بحركة لمح البرق الخاطف... وهذه ظاهرة مرئية وعامة يدركها المخاطبون.
وخلاصة القول هنا: هي أن الضوء أحد الأوامر الإلهية.
وقوله تعالى:)وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ (يشير إلى تكوين الضوء من وحدات متماثلة متعاقبة مع تمثالها في مقدار السرعة....، ووردت لفظة ( واحدة ) نكره لتدل على تنوع الأمر في الشكل والهيئة.
ويقول الفخر الرازي: إن اللمح بالبصر يتكون هنا من وحدات متعاقبة، فهل يا ترى كان الرازي يقصد ما نسميه نحن كمآت الضوء؟ والمفرد: كمة، أو فوتون، وأعتقد أن هذا هو المقصود لغوياً، فالواحدة هنا ليست وصفاً للأمر كله بل وصفاً لأجزائه ووحدة تكوينه وبنائه، ونحن نقول علمياً الآن: إن واحدة تكوين الضوء هي الفوتون... والواحدة فعلاً هي مفردة الجنس التي لا تتجزأ، كما في قوله تعالى ).... فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة...(.سورة النساء..
وبهذا فإن الآيتين الكريمتين: ( القمر 49، 50 ) تبين أن اللمح ( الضوء ) له واحدة تكون الوحدة الأصلية للأمر الكوني التي تحمل خصائصه ولا تتجزأ، فالاستثناء بعد النفي يفيد الحصر في قوله تعالى:)وما أمرنا إلا واحدة (، والذي يدل على أن المراد من قوله سبحانه وتعالى: ( واحدة ) الجزء من الأمر ووحدة تكوينه، لا كل الأمر، للمخالفة في الجنس فالأمر مذكر. و ( واحدة ) مؤنث، لأنه لو كان المراد وصف الأمر كله لقيل: )وما أمرنا إلا واحد (، حيث الصفة تتبع جنس الموصوف... وعلى هذا، فالتعبير القرآني في غاية الدقة ويدل على أن الضوء يتكون من وحدات نسميها الآن علمياً بالفوتونات (photons).
نستنتج مما سبق قرآنياً أن الضوء أمر إلهي يتكون من وحدات لا تتجزأ، وأن سرعته تمثل غاية السرعة في هذا الوجود.
فمن أدرى محمداً صلى الله عليه وسلم بهذه الأوصاف للضوء والنور؟ حتى يأتي بالقول الجامع البليغ؟ والخبر الحق في قوله تعالى:)وما أمر الساعة إلا كلمح البصر.... ( 77 ) (.سورة النحل.. وصدق الله تعالى في قوله سبحانه:)لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه.... ( 166 ) (.سورة النساء..
نعم، نزل القرآن بالعلم الإلهي... وفيما يلي أقدم المعجزة القرآنية في حساب السرعة الضوئية، كحد أقصى وكإثبات وبرهان لأعظم قانون فيزيائي كشفه أينشتين في القرن العشرين الميلادي، بينما هو مذكور في القرآن الكريم منذ القرن السادس الميلادي، وصدق الله تعالى:)إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88) (.سورة ص..
ولقد أوضحنا طبيعة الأمر في آية السجدة ( 5 ) التي تبين أن أصل الكون كله بأرضه وسمائه أمر كوني واحد محدد ومعروف،ولهذا ورد مغرفاً ( بأل ) في لفظ ( الأمر ) في قوله تعالى:)يُدَبِّرُ الأمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) (.سورة السجدة.. فقد أفاد الله تعالى هنا تحول الأمر من السماء إلى الأرض وبالعكس، مما يفيد ـ على ما أعتقد ـ تحول الطاقة إلى مادة، والمادة إلى طاقة بصفة مستمرة منذ بداية الكون وحتى نهايته، تحولاً دائماً وغير منقطع.
وتدبير الأمر في بداية الكون هو خلقه بواسطة الخالق سبحانه، وبدستور إلهي ( كن فيكون )، حيث ظهر عند الانفجار العظيم إشعاع هائل وهو (الأمر)، ملأ الكون في درجة حرارة عالية جداً، ثم عرج هذا الإشعاع في ملك الله، بالسرعة الموصوفة، متحولاً من السماء إلى الأرض، أي: من تموج إلى تجسيد ( طبقاً لقانون أينشتين ط= ك س2) ومتحولات من الأرض إلى السماء ليعرج بالسرعة القصوى من تجسيد إلى تموج، في عملية فيزيائية مستمرة وصفها أينشتين بقانونه الشهير كأعظم قانون فيزيائي في القرن العشرين الميلادي (ط= ك س2 )، أي: { الطاقة ط تساوي حاصل ضرب الكتلة ك × مربع سرعة الضوء س }.
وهكذا: فالأمر الكوني في آيتي القمر ( 49 ، 50 )، وفي آية السجدة ( 5 ) هو الضوء وأسرته وأقرانه من أمواج الجاذبية وجسيمات النيوترينو التي تتحرك جميعها في الفضاء بالسرعة القصوى س التي هي محور هذا اللقاء مع حضراتكم... حقاً، إن الأمر الموصوف سرعته بآية السجدة ( 5 ) هو أصل الكون كله، ودليل على وحدانية الخالق وقدرته. وسرعة هذا الأمر كوجوده مقدرة تقديراً. وبذلك: فهي قدر مقدور، كما في قوله تعالى:)... وكان أمر الله قدراً مقدوراً ( 38 ) (.سورة الأحزاب..
ورغم هذا يتعالى أحد الناقدين لبحثي ويطالعنا بمقال في مجلة الأزهر(7) عنوانه: ( أمر الله لا تحده سرعة الضوء )، وأشكره على هذا الكرم الحاتمي، ولكنه يتعارض مع نصوص القرآن: )وكل شيء عنده بمقدار (. ولقد تم الرد عليه وعلى غيره في نفس المجلة.... ولا أدري لماذا النقد والأمر واضح كالشمس! والله نور السماوات والأرض، وصدق الله تعالى:)بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه.........( 39 ) (.سورة يونس.... ودعنا من هؤلاء، فالكون والوجود كله مظهر لهذا القدر يتجلى فيه وبمظاهر متعددة لهذا الأمر الشامل لكل شيء في الكون، كما في قوله تعالى:)أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الأرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65) (.سورة الحج.. )... والنجوم مسخرات بأمره.... ( 54 ) (.سورة الأعراف..)... وكل أمر مستقر ( 3 ) (.سورة القمر..
ولقد ورد الأمر هنا بصيغة الإفراد ونكرة ليدل على كونها حالات متعددة من أمره الذي يستخدمه الله سبحانه حقيقة، لا مجازاً في التسخير والتسيير في شكل سنن كونية قائمة ومنتشرة وفي أرجاء السماوات والأرض، كالضوء وأمواج الجاذبية وغيرها من الظواهر الخاضعة لنفس القانون، رغم تعدد أشكالها في السماوات والأرض كما في قوله تعالى: )ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجه الأمر كله..... ( 133 ) (.سورة هود.
وقوله سبحانه وتعالى: ).... بَلْ لِلَّهِ الأمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً... ( 31 ) (.سورة الرعد.
وقد ورد لفظ ( الأمر ) هنا مفرداً معرفاً ( بأل ) للدلالة على أنه الأمر الكوني وليس المجازي، مع التأكيد على تنوعه بألفاظ تفيد الحصر مثل: ( كله )، ( جميعاً ). وقد يأتي نكرة كما في الايات السابقة للدلالة على كونه بعض أحوال الأمر الكوني العام. وقد يأتي بصيغة الجمع ( الأمور ) في سياق وصف الكون، كما في قوله تعالى: )لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (5) (.سورة الحديد..
وقوله سبحانه موضحاً وجود هذا الأمر بين كل سماء وأرضها: )اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12) (.سورة الطلاق..


يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع




  #989  
قديم 12-11-2013, 05:42 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو


يتبـــــع الموضوع السابق


السرعة القصوى بين العلم والقرآن



حساب سرعة الضوء مستنبطة من آيات القرآن كسرعة قصوى:
بعد استعراض التفاسير المختلفة لآية السجدة ( 5 )، فيما سبق، أود أن أوضح أن التفسير الشرعي لهذه الآية تم الاتفاق عليه في الندوة(8) التي حضرها لفيف من العلماء الشرعيين وعلماء الفيزياء والفلك، وقام الطبيب محمد دودخ باستعراض صفوة التفاسير لهذه الآية، وتم الاتفاق على أن معنى آية السجدة ( 5 ) شرعياً هو معادلة قرآنية جديدة في نظام الأرض والقمر تنص على ما يلي:
المسافة التي يقطعها الأمر الكوني في الفضاء في يوم أرضي واحد بالسرعة القصوى تساوي المسافة التي يقطعها القمر على مداره الخاص حول الأرض في ألف سنة قمرية، ولقد قمت بعرض حساباتي ـ طبقاً لهذه المعادلة ـ على الندوة المذكورة بمكة المكرمة وكذا مؤتمر التوجيه الإسلامي(9) للعلوم، وفي مجلة الأزهر(10)، وفي مؤتمر موسكو(11)... وفيما يلي بيان هذه المعجزة القرآنية حسابياً:
طبقاً للمعادلة القرآنية المعتمدة شرعياً نعوض عن المسافة بحاصل ضرب السرعة في الزمن طالماً أن السرعات الواردة منتظمة وثابتة:
0 الحد الأقصى للسرعة س × زمن اليوم الأرضي = 12000 × طول المدار القمري.
0 الحد الأقصى للسرعة الكونية س = 12000 × طول المدار القمري حول الأرض
زمن اليوم الأرض
مع ملاحظة أن الرقم 12000 هو عدد الدورات القمرية حول الأرض في 12000 شهر قمري، أي: في 1000 سنة قمرية، لأن القمر يدور دورة واحدة حول الأرض كل شهر قمري.
وبالتعويض في هذه المعادلة عن طول المدار القمري حول الأرض بحاصل ضرب: متوسط الرسعة المدارية الخالص للقمر × زمن الشهر القمري
0 الحد الأقصى للسرعة الكونية س =
12000 × متوسط السرعة المدارية للقمر ع × زمن الشهر القمري ز1
زمن اليوم الأرضي ن1
س = 12000 ع1 ز1 ..... ( 1 )
ن1
حيث ع1، ز1، ن1: قيم حقيقية وليست ظاهرية.
وهذه هي المعادلة القرآنية الجديدة لنظام الأرض والقمر، والمطلوب حساب الحد الأقصى للسرعة الكونية س منها بمعلومية الطرف الأيسر.
ولقد اقترحت شروطاً للتعويض في هذه المعادلة حتى يكون الحساب خالصاً نقياً بقيم حقيقية وليست ظاهرية، وذلك بالتخلص من تأثير دوران الأرض حول الشمس على الفلك الناشىء عن دوران القمر حول الأرض، أي: بالتخلص من تأثير الحركة الأولى للأرض (Heliocentric motion) على الحركة الثانية للقمر (geocentric motion) وهذا الشرط منطقي يسمح له علم الفلك، تحاشياً للتداخل، لأن كل جرم سماوي له فلكه الخاص المتداخل مع أفلاك أخرى، ولا بد من الفصل إذا أردنا أن نحسب فلك القمر وحده حول الأرض خالصاً نقياً دون حركة الأرض ومعها القمر في انحناء حول الشمس... وهذا التصحيح الذي اقترحته في هذا البحث لا بد من إدخاله كشرط أساسي وصفه أينشتين عند التعامل بالنظرية النسبية الخاصة التي تتعامل فقط مع نظم القصور الذاتي المتحركة بسرعة منتظمة في خط مستقيم دون انحناء، أي: تشترط إهمال تأثيره قوة الجذب الشمسي على النظام المستعمل هنا ( نظام الأرض والقمر ) كمعيار في المعادلة المذكورة التي تبحث الحد الأقصى للسرعة الكونية، أي: تبح عن أساس المبدأ الرئيسي للنسبية الخاصة لأينشتين التي تعتبر سرعة الضوء س ثابت مطلقاً في الفراغ التام، أي: دون أن يخضع مسار الضوء للإنحناء عند عروجه مثلاً من الأرض إلى السماء بتأثير وجود الشمس، لأن الانحناء سيغير من سرعته ويجعلها متغيرة مما يتعارض مع ثبوتها المطلق.
ولهذا: فقد ألغيت ـ في جميع حساباتي ـ تأثر دوران نظام الأرض والقمر حول الشمس على الكميات الموجودة في الطرف الأيسر ع1، ز1، ن1، والتي سنعوض فيها، بحثاً عن قيمة س.
وهذا التصحيح ضروري ولا مفر منه، لأنه شرط أساسي في النسبية الخاصة، ولا يمكن لأي عاقل أن يتغاضى عن شرط مطلوب توفره عند البحث في هذا الموضوع بالذات الذي نحسب فيه الحد الأقصى للسرعة الكونية، وإلا فإن فاقد الشيء لا يعطيه. فكيف نقيس قيمة ثابتة مطلقة كسرعة الضوء س بمقياس قائم على نظام الأرض والقمر كمتر عياري للقياس، بينما هذا النظام يتأثر بجذب الشمس له فينحني مساره ويصبح نظاماً لا قصورياً لا تنطبق عليه النسبية الخاصة، لأنه يسير في انحناء حول الشمس؟!.
فكيف نثبت مبدأ النسبية الخاصة ونحن نطعنها من الخلف في أهم شروطها؟ لهذا، فإن المعادلة القرآنية تقتضي إدخال هذا التصحيح الضروري بإهمال جذب الشمس للنظام المستعمل في القياس ليصبح نظاماً مستقلاً، أي: بالتعامل مع فلك الأرض حول نفسها لقياس ن1 وفلك القمر حول لقياس ع1، ز1 دون تأثير دوران ( نظام الأرض والقمر معاً ) حول الشمس، عملاً بقوله تعالى: )لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) (.سورة يس..
أي: لكل جرم فلكه الخاص نقياً خالصاً.
ولا بد من إدخال التصحيح للكميات الثلاث، أي: زمن اليوم الأرضي، وزمن الشهر القمري، ومتوسط السرعة المدارية للقمر، على الترتيب، كما يلي طبقاً لشروط أينشتين (12)بإهمال جذب الشمس لنظام الأرض والقمر معاً لتحويل هذه الكميات الثلاث من ظاهرية إلى قيم حقيقية نقية كمقياس عاري لشيء مطلق ( الضوء ) يخضع لنفس الشرط أي: تصحيح المقياس لشروط القياس.
أولاً: زمن اليوم الأرضي:
هو زمن دورة الأرض حول نفسها ( حول محورها ) مرة واحدة يومياً في فلك مغزلي للأرض يتأثر زمن دورانه ( أي: زمن اليوم ) فيه بدوران الرض، في نفس الوقت، في فلكها حول الشمس، وهنا يحدث التداخل بين الفلكين، ولهذا فقد أعلن علماء الفلك أن هناك قيمتين لزمن اليوم الأرضي وهما:
أ ) اليوم الأرضي الاقتراني ( ن ) (Synodic Terrestrial day):
هو الذي نعد به الأيام، ويدعى اليوم الشمس الظاهري (apparent solar day) مقاساً بعبور الشمس ظاهرياً عبورين متتالين ومتشابهين لخط الزوال، وذلك بأن يتخيل الإنسان شمساً تدور حول الأرض في خط الاستواء السماوي ( بينما الأرض هي التي تدور حول محورها ).
وقد اتضح أن متوسط طول الفترة الزمنية بين كل عبورين متتالين هو 24 ساعة، والذي يمثل متوسط اليوم الأرضي الشمسي عبر عام كامل، وتسير عليه توقيتاتنا المدنية، وكذلك إحصاء عدد الأيام فقط. وهو زمن ظاهري وليس حقيقياً، لأنه مضبوط على الشمس دون فصل الأفلاك عن بعضها، لأنه أثناء دورة الأرض حول محورها مرة كاملة تكون الأرض قد دارت في نفس الوقت حول الشمس. لهذا: فاليوم الظاهري ن = 24 ساعة بقيمة أكبر من الحقيقة!.
ن = 24 ساعة، ظاهرياً
ب ) اليوم الأرضي النجمي (Siderial Terrestrial day):
يعتبر العلماء النظام النجمي في قياس الزمن هو النظام الحقيقي الأساسي وليس الظاهري، وباعتراف علماء الفلك، فاليوم الأرضي النجمي ن1 أقصر من اليوم الأرضي الشمسي بمقدار 3 دقائق، 56.556 ثانية، ولذلك يتجمع هذا الفرق ليشكل ساعتين، على مدى شهر، ويصنع يوماً كاملاً على مدى العام... ولهذا نجد أن النجوم التي نشاهدها في ليلة ما في مكان معين من السماء ـ وليكن خط الزوال مثلاً ـ تأتي إلى نفس المكان بعد مرور شهر من الزمان مبكرة بساعتين.
والنظام النجمي هو النظام العلمي المعتمد في جميع أبحاث الفلك، لأن اليوم الأرضي النجمي هو فعلاً زمن الدورة الحقيقية للأرض حول محورها مضبوطاً على نجم بعيد، بالفرق بين عبورين متتالين ومتشابهين لخط الزوال بواسطة نجم معين... ويرجع السبب في اختبار النجوم في عملية حساب الزمن في الأبحاث العملية لسهولة رصدها كنقطة مضيئة ومحددة، في حين أنه يصعب رصد الشمس بدقة كافية في الزمن الظاهري الشمسي السابق لما يعتري مساحة سطح الشمس الظاهري من تغير باختلاف المسافة بينها وبين الأرض، الأمر الذي لا يسهل معه تحديد مركزها.
ولهذا: فلقد اتفق علماء الفلك على قياس زمن اليوم الأرضي بالنظام النجمي تحاشياً للخطأ الشمسي، وبذلك يتم التخلص من تداخل فلك الأرض المغزلي مع فلكها حول الشمس... ولهذا: فاليوم الأرضي النجمي هو زمن دورة الأرض حول نفسها بدقة كاملة ( دون اعتبار لانحناء مسارها ) مقيساً على نجم بعيد، ويساوي:
ن1= 23 ساعة، 56 دقيقة، 4.0906ثانية.
= 86164.0906
وهذه القيمة معترف بها دولياً ومقاسة بالساعات الذرية، وهي التي سنعوض بها عن زمن اليوم الأرضي في المعادلة 1 لتعيين الحد الأقصى للسرعة س، ولا مفر من هذا التعويض، لأن المعادلة القرآنية معادلة علمية مضبوطة ضبطاً إلهياً، ولا يجوز مطلقاً التعويض بزمن ظاهري ( 24 ساعة ) عن اليوم الأرضي، والذي سبق أن ذكرنا عيوبه، وهو المستخدم فقط للعد وليس للحساب.
ثانياً: زمن الشهر القمري:
هو زمن دورة القمر حول الأرض مرة واحدة، ونسميها الشهر القمري، في فلك مركزه الأرض (geocentric).
ونظراً لأن هذا الفلك يتأثر يزمن دورته وفي نفس الوقت بدوران الأرض حول الشمس في فلك كرة الشمس (Heliocentic). يحدث التداخل بين الفلكين، ولهذا: فقد أعلن علماء الفلك وجود قيمتين للشهر القمري، كما يلي:
شكل ( 1 ): يوضح دورة القمر حول الأرض وبيان الشهر القمري النجمي والاقتراني والمسار الحلزوني للقمر تابعاً للأرض أثناء دورانها حول الشمس بزاوية هـ خلال شهر نجمي كامل.

الشكل رقم (1)
أ ) الشهر القمري الاقتراني ( ز ) (Synodic lunar month):
هو الفترة الزمنية التي تمضي منذ ظهور هلال القمر وحتى ظهور الهلال التالي كوحدة زمنية ظاهرية، لأنه مضبوط على الشمس، فطور الهلال يأتي مباشرة بعد اقتران القمر مع الشمس، كما بالشكل رقم ( 1 )، أي: بعد تواجده في اتجاه الشمس، لهذا تسمى الفترة من الهلال إلى الهلال بالشهر الاقتراني (synodic month) مراعياً تداخل فلك الأرض حول الشمس مع فلك القمر حول الأرض دون فصل بينهما، كما بالشكل المذكور، وبهذا: فإن الشهر الاقتراني هو الفترة الزمنية التي يصنع فيها القمر دورة حول الأرض منسوبة إلى الشمس، أو هو الفترة الزمنية بين طورين متماثلين ومتتاليين للقمر، ولهذا: فالشهر الاقتراني ظاهري لعدّ الشهور ( وليس للحساب العلمي ).
وقدره ز = 29 يوماً، 12 ساعة، 44 دقيقة، 2.9 ثانية.
= 29.53059 يوماً أرضياً شمسياً.
ومن الجدير بالذكر هنا: أن التقويم الهجري يتخذ من رؤية الهلال بعد غروب الشمس بداية للشهر الهجري في اليوم التالي للرؤية، كما في قوله تعالى: )..... وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ... (5 ) (.سورة يونس..
وبهذا: فإن الشهر الاقتراني هو الأساس في التقويم الهجري، لأنه ظاهري ويمكن مشاهدته وإحصاؤه لكي نعد به السنين، ولما كان طول هذا الشهر هو 29.53059 يوماً أرضياً شمسياً متوسطاً، فإن الشهر القمري الهجري غما أن يكون 29 أو 30 يوماً، وكل 12 شهراً قمرياً اقترانياً ظاهرياً = عام هجري كامل، طبقاً لقوله تعالى: )إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً ......(36) (.سورة التوبة..
ولهذا فلسوف نستخدم هذه القاعدة الإلهية ( السنة = 12 شهراً ) في المعادلة القرآنية في عدد الشهور، أما زمن الشهر فلا بد من حسابه نجمياً، ولهذا يفرق القرآن بين العد والحساب، كما في الآية ( 5 ) من سورة يونس.
ب ) الشهر القمري النجمي ( ز1 ) (sidereai lunar month):
هو الفترة الزمنية الحقيقية التي يصنع فيها القمر دورة حول الأرض بالنسبة للنجوم كمرجع، وزمنه أقل من الشهر الاقتراني الظاهري بمقدار 2.20892 يوماً شمسياً، كما بالشكل رقم ( 1 ) بسبب استبعاد تأثير دوران الأرض حول الشمس على حركة القمر ليعطي:
الشهر القمري النجمي ز1 = 27.321661 يوماً أرضياً شمسياً
= 655.71986 ساعة
وهو الشهر المعتد علمياً في حسابات الأبحاث الفلكية ولهذا قمت باختباره للتعويض في المعادلة القرآنية كزمن حقيقي وليس ظاهرياً.
ثالثاً: متوسط السرعة المدارية للقمر:
لقد راعينا فيما سبق استخدام اليوم الأرضي النجمي ن1 والشهر القمري النجمي ز1 في حسابات آيتي السجدة والحج، وهذه ضرورة علمية لا مفر منها، لأن النظام النجمي يقيس هذين الزمنين بطريقة خالصة نقية دون تداخل مع فلك الأرض حول الشمس... وهذا ما أردت أن أطبقه أيضاً بالنسبة لسرعة القمر المدارية حول الأرض ع والتي نرصدها ونقيسها عادة ونحن على أرض متحركة في أنحاء مختلفة في ذات الوقت، حيث تقوم معامل البحوث في وكالة ( ناسا ) الأمريكية للفضاء بإرسال نبضة رادارية أو ليزرية من الأرض لتنعكس على سطح القمر، وترتد لنحسب نصف قطر مدار القمر حول الأرض ( بُعد القمر )، وتتكرر هذه القياسات على مدار شهر قمري كامل، ونأخذ متوسط البعد ـ مع ملاحظة أن هذه القياسات تتم ونحن على أرض متحركة في مداروليست ساكنة أو متحركة بانتظام في خط مستقيم بل هي تدور ( حامل القمر معها ) حول الشمس.
ولهذا: فإن نصف القطر للمدار القمري الذي نحصل عليه يمثل قيمة ظاهرية وليست حقيقية، نظراً لتداخل الفلك القمري حول الأرض (geocentric) مع الفلك الأرضي حول الشمس (Heliocentra).
ولقد ثبت علمياً أن متوسط نصف قطر مدار القمر حول الأرض ظاهرياً ( نق ) يساوي 384264 كيلو متر، طبقاً لقياسات ( ناسا ) الأمريكية، وما دمنا قد أخذنا المتوسط، فإننا نعتبر المدار دائرياً تماماً ومحيطه يساوي 2 ط نق ( علماً بأن القمر يقترب من الأرض، حتى تكون المسافة بين مركزيهما 356000 كم ممثلة لنقطة الحضيض، ويبتعد القمر عن الأرض حتى تكون المسافة بين مركزيهما 40600 كم ممثلة لنقطة الأوج في مسار القمر الأهليجي، والذي يمكن اعتباره دائرياً بمتوسط نصف قطر نق = 384264كم ).
0 متوسط السرعة الظاهرية المدارية المقاسة ظاهرياً للقمر ع=
متوسط طول المدار الظاهري
الزمن الشهري النجمي
0 ع ( ظاهرياً ) = 2ط نق .......... ( معادلة 2 )
ز1
حيث ط بالنسبة التقريبية ( 3.14 )، نق متوسط نصف قطر المدار.

ع = 2 × 3.14 × 384264كم
655.71986
= 3682.07 كم / ساعة
وهذه القيمة معترف بها من وكالة ( ناسا ) الأمريكية كمتوسط السرعة المدارية الظاهرية للقمر مع ملاحظة أن هذا القياس لمتوسط سرعة القمر المدارية ع ثم ونحن راكبين لكوكب الأرض، أي: لسفينة فضاء إلهية تتحرك حركة دائرية في انحناء حول الشمس وبهذا، فإن القيمة الظاهرية المرصودة ع ستكون أكبر من القيمة الحقيقية ع1 نتيجة انعطاف نظام الأرض والقمر معا حول الشمس.
يقول البروفوسير ( لا نداو ) { الحائر على جائزة نوبل } في كتابه(13)( لا يمكن أن نلاحظ في مختبر ما أي اختلاف عن سلوك الأجسام الموجودة في مختبر ساكن، طالما كان هذا المختبر يتحرك بسرعة منتظمة على خط مستقيم بالنسبة للمختبر الساكن، ولكن بمجرد أن تتغير سرعة المختبر المتحرك في المقدار، تعجيلاً أو تقصيراً، أو تتغير هذه السرعة في الاتجاه ( الانعطاف )، فإن هذا ينعكس فوراً على سلوك الأجسام الموجودة في هذا المختبر ).
والمختبر هنا هو نظام ( الأرض والقمر ) المتحرك وليس الساكن، والذي ينعطف أيضاً في مساره ولا يجري في خط مستقيم.
وهذا الانعطاف ناشىء عن أثر جاذبية الشمس على هذا النظام المستخدم عيارياً في المعادلة القرآنية التي تعالج النسبية الخاصة.
وحيث إن أينشتين أوصى بحذف أثر الجاذبية على سرعة الضوء، وبالتالي: على النظام المستعمل للقياس في النسبية الخاصة حتى يصبح نظاماً قصورياً ذاتياً، فلقد لجأنا إلى حذف أثر انحناء الأرض في فلكها على السرعة المدارية المقاسة للقمر ع أي: حذف أثر جاذبية الشمس على نظام الأرض والقمر، كما لو كان هذا النظام نظاما مغلقاً معزولاً.
شكل ( 2 ): تحليل متجه السرعة المدارية ع المرصودة للقمر في الوضع الثاني عند أ ( بعد أن دارت الأرض ومعها القمر حول الشمس بزاوية قدرها هـ في شهر نجمي كامل ) لإيجاد متوسط المركبة المكافئة للسرعة المدارية ع 1 للقمر عند نقطة مماثلة أ 1 وهو يدور حول أرض ساكنة في الوضع الأول ( فرضاً ).
ملحوظة:

هـ = 360× 27.321661 يوماً = 26.92848
365.25636
ونظام الأرض والقمر، كما ذكرنا، نظام مستعمل هنا كمعيار للقياس في المعادلة القرآنية، ولا بد للمعيار أن يكون صحيحاً، وإلا كان القياس كله خاطئاً تماماً كما لو أحضرنا متراً من الصلب مدرجاً في درجة 20ْم مثلاً وقسنا به طول قضيب من الحديد في درجة الصفر، فلا بد من تصحيح المقياس، وبالمثل السرعة المدارية للقمر مقيسة ونحن على أرض متحركة بانعطاف فلا بد من إلغاء تأثير الانعطاف على القيمة المقيسة ع.
ولهذا: اقترحت أخذ المركبة الحقيقية ع 1 للسرعة المدارية الظاهرية للقمر ع حول الأرض، كما لو كانت الأرض ساكنة ( أو تتحرك بسرعة منتظمة في خط مستقيم ) خلال شهر قمري نجمي كامل، وذلك لإلغاء أثر الدوران ( بزاوية هـ التي تدورها الأرض خلال شهر واحد قمري ) على القيمة المقيسة ع.
ومن الشكل ( 2 ) يتضح أن:
ع 1 ( الحقيقية ) = ع الظاهرية مضروبة في جيب تمام الزاوية هـ التي يدور بها نظام الأرض والقمر خلال شهر نجمي كامل.
ع 1 = ع جتا هـ....... ( معادلة 3 ).
وبالتعويض عن ع من المعادلة ( 2 )
ع 1 = 3682.07 جتا هـ
ولحساب الزاوية هـ نعلم أن الأرض تدور حول الشمس زاوية 360ْ ( دورة كاملة ) في السنة الشمسية، أي: في زمن قدره 365.2536 يوماً، وبذلك فإن الأرض تدور زاوية هـ في شهر نجمي قدره ( 27.321661 يوماً) قدرها بالتناسب.
هـ = 360 × 27.321661 = 26.92848ْ
365.25636
وهذه القيمة واضحة على الرسم في الشكل ( 2 )، وبالتعويض عن جيب تمام هذه الزاوية في معادلة ( 3 ) ينتج السرعة المدارية للقمر ع 1 خالصة نقية دون تأثير جذب الشمس لنظام الأرض والقمر، أي: دون انعطاف هذا النظام تماماً كما صححنا الزمن بأخذ النظام النجمي بدلاً من النظام الاقتراني.
0 ع 1 = 3682.07 × جتا 26.92848ْ
= 682.07 × 0.89157
= 3282.82315 كم / ساعة
والفرق بين القيمة المقيسة الظاهرية ع والقيمة الحقيقية الفعالة في مدار نقي للقمر ع 1 أي: الفرق ( ع ـ ع 1 )، نشأ بسبب حركة الأرض ـ كما قلنا ـ في مدار منحن حول الشمس، وهذا يؤدي إلى دفعه قليلاً بعيداً عن الأرض فيطول مداره ( المدار الذي نقيسه فعلاً على أرض الواقع وقد استطال فعلاً نتيجة الانحناء ).
ويمكن تشبيه ذلك براكب في سيارة مسرعة تسير بسرعة ثابتة في خط مستقيم، فيجلس ساكناً على مقعده.. وعندما تنحني السيارة يميل الراكب مبتعداً عن مركز الانحناء، ولو سارت السيارة دوماً في انحناء ـ أي: في مسار دائري ـ لظل الراكب مدفوعاً دوماً إلى الخارج... وهذا هو حال القمر، ولا بد من تصحيح السرعة المقيسة ـ كما فعلنا ـ بعزل الأفلاك عن بعضها، فلكل جرم فلكه الخاص، كما في قوله تعالى:).... كل في فلك يسبحون (33) (.سورة الأنبياء..



يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع




  #990  
قديم 12-11-2013, 05:44 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو


يتبـــــع الموضوع السابق

السرعة القصوى بين العلم والقرآن




حساب السرعة العظمى
وفيما يلي جدول بالتصحيحات الثلاثة السابقة، كملخص قبل التعويض في المعادلة القرآنية رقم ( 1 ) لحساب السرعة العظمى:
الكمية
النظام الاقتراني (synodic) ( ظاهري)
النظام النجمي (siderual) (حقيقي)
زمن اليوم الأرضي
ن = 24 ساعة
= 86400 ثانية
ن1 = 23 ساعة، 56 دقيقة، 4.0906 ثانية.
= 86164.0906 ثانية
زمن الشهر القمري
ز = 29.53059يوماً اقترانياً
ز 1 = 27.321661 يوماً
اقترانياً = 655.71986 ساعة
السرعة المدارية للقمر
ع = 3682.07 كم / ساعة
ع 1 = 3282.82315 كم / ساعة
وبالنظر في الزيادات الظاهرية في النظام الاقتراني بالمقارنة بالقيم في النظام النجمي نجد أن هذه الزيادات ترجع كلها كما ذكرنا إلى حركة الأرض في مدار منحن أثناء حركتها حول نفسها وحركة القمر حولها، ولو تحرك نظام الأرض والقمر بسرعة منتظمة في خط مستقيم، أو كانت الأرض ساكنة تدور حول نفسها ولا تدور حول الشمس، لما حدث هذا الفرق في هذه الكميات الثلاث في النظامين.
ويستخدم النظام الاقتراني لعد الشهور والأيام، وبالتالي لعد السنين، أما النظام النجمي فيستخدم فقط للحساب وليس للعد.
ويشير القرآن الكريم إلى وجود فرق بين العد والحساب بقول الله تعالى: ).... والقمر نوراً وقدّره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب.... ( 5 )(.سورة يونس..
فعطف سبحانه الحساب على العد ليدل لغوياً على المغايرة التي تجعلنا نستخدم هنا النظام النجمي الحقيقي للحساب بدلاً من النظام الاقتراني الظاهري المستخدم في العد فقط.
وبالتعويض عن القيم الحقيقية ن1، ز 1، ع1 ـ من الجدول السابق ـ في المعادلة رقم ( 1 ) نحصل على المطلوب س.
الحد الأقصى للسرعة الكونية س = 12000 ع1 ز1
ن1
ز س = 12000 × 3282.82315 × 655.71986
86164.0906
س = 299792.5 كم / ثانية
الحد الأقصى للسرعة الكونية س = سرعة الضوء في الفراغ.
هذه هي المعجزة القرآنية في حساب السرعة الضوئية، وفي تحقيق مبدأ النسبية الخاصة، أقدمها للبشرية كلها تبياناً لقوله تعالى:)يُدَبِّرُ الأمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) (.سورة السجدة..
وقوله تعالى:)... وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) (.سورة الحج..
هذه هي النتيجة القرآنية لسرعة الضوء في الفراغ، كحد أقصى للسرعة الكونية، وتساوي 299792.5 كم / ث مطابقة تماماً لقيمتها المعلنة دولياً (299792.458 )، كما أوضحنا من قبل.
حقاً، إنه لإعجاز مبين من رب العالمين... إنها نتيجة تتحدث عن نفسها وتقول: إن هذه الحسابات حق لو كنتم تعلمون، وأرجوا أن أكون موفقاً لإقناع المتشككين على اختلاف بواعثهم، وأقول ما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:)لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون (67) (.سورة الأنعام..
أما وقد وفقني الله للوصول إلى هذه النتيجة الباهرة: فأتلو قول الله سبحانه وتعالى: )وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93) (.سورة النمل..
وبالرغم من هذه النتيجة الباهرة لأعظم قانون عرفته البشرية في القرن العشرين، ما زال هناك من يحاولون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، والله غالب على أمره.... وليعلموا أن هذا القانون ـ شئنا أم أبينا ـ يكمن في طبيعة الكون، ولن نحصل على سرعة أكبر من 299792.5 كم / ث كحد أقصى للسرعة الكونية... وهذه حقيقة ثبتت صحتها كمبدأ للنسبية الخاصة التي أصبحت بدورها حقيقة علمية غير قابلة للجدل أو التغير علاوة على أنها مشار إليها قرآنياً.
ونظراً لأهمية هذه المعجزة القرآنية فقد كتبت هذا البحث لأوضح ما خفي على بعض الزملاء، فالموضوع صعب وعميق، لكننا بعون الله توصلنا إلى بيان هذا الإعجاز في آيتي السجدة ( 5 ) والحج ( 47 )، لا لنرد على المنكرين والكافرين بالقرآن فحسب، بل إن بعض المسلمين يريدون لكي تطمئن قلوبهم أن يجدوا جواباً علمياً لكثير من التساؤلات حتى لا يعتريهم شعور بالنقص في حجة عقيدتهم، ولنستفيد من العلم اليقيني لنقدم الرد الصحيح على التحدي الذي يمسنا ـ نحن المسلمين ـ في صميم مصيرنا، ولنعلن أن العلم الحقيقي يتفق مع الإسلام في كل زمان.
وختاماً: فهل هناك تناقض بين آيتي السجدة ( 5 ) والمعارج ( 4 )، كما يدعي أعداء الإسلام بحجة وهمية بأن الآية الأولى أعطت اليوم بألف سنة بينما أعطت الآية الثانية نفس اليوم بخمسين ألف سنة؟.
أظنك تستطيع الرد الآن، فالأولى أعطت سرعة قدرها 299792.5 كم / ث، مساوية لسرعة الضوء في الفراغ كحد أقصى للسرعة الكونية في عالم الشهادة، بينما الآية الثانية تعطي خمسين ضعفاً لهذا الرقم للحد الأقصى للسرعة في عالم الغيب، وليس هذا هدماً لنظرية أينشتين التي تسمح بوجود سرعات أعلى من سرعة الضوء فقط في الكون المعكوس أو في عالم الغيب المتكون فرضاً من جسيمات أو أمواج التاكيون، وهذا ما سوف أتناوله بالبحث والدراسة مستقبلاً، إن شاء الله، والله ولي التوفيق...
أ.د. / منصور محمد حسب النبي
ويمكن الاطلاع على تفاصيل هذه المعجزة القرآنية على شكل ملف يعرض صور توضحية بواسطة برنامج البور بوينت .
ملاحظة يجب فك ضغط الملف بعد تحميله بواسطة برنامج فك الضغط winrar


[1] – مجرتنا سكة التبانة تحتوي على بلايين النجوم الشموس ، وهي على هيئة قرص، قطره 100000 سنة ضوئية، وتقع شمسنا على بعد 33000 سنة ضوئية من المركز. والكون يحتوي على بلايين المجرات، وكلها في حركة دائبة.
[2] – راجع مقالة الزمان بين العلم والقرآن بالهدد 8 في نفس سلسلة كتاب الإعجاز التي تصدرها الجمعية.
[3] – هذه الدراسة الشرعية قام بها الطبيب محمد دودح الباحث بمكة المكرمة في البحث المسجل ضمن أبحاث هيئة الإعجاز العلمي للقرآن بمكة المكرمة، وبإشراف فضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني أمين الهيئة المذكورة الذي طلب مني القيام بحسابات البحث باعتبار تخصصي في الفيزياء، وسافرت بنفسي إلى مكة المكرمة لعرض هذا البحث في مقر رابطة العالم الإسلامي بتاريخ 1 ـ 3 جمادى الأولى 1410هـ، لأول مرة في مؤتمر تحضيري للفيزياء الفلكية.
[4] – وقد فهم بعض المفسرين هذه الأكاذيب وسموها أسطورة الأوعال ووصفوها بأنها إسرائيليات فلماذا نحتفظ عزيز القارىء بمثل هذه الخرافات في كتب التراث؟!! وهذه مهمة خطيرة يتكفل بها الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة لتنقية التراث مما علق به من مثل هذه الإسرائيليات المنقولة من أهل الكتاب فاللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
[5] – لاحظ هنا تحديد مكان العرش، أليس هذا خرافة تتعارض مع القرآن الذي ينص على لا نهائية العرش: وسع كرسيه السماوات والأرض ، علاوة على الأحاديث الشريفة التي تناقض هذه الإسرائيليات.
[6] – للأسف الشديد فقد حدد مكان الله سبحانه وتعالى عما يصفونه، علاوة على التلفيق الظاهر في الرواية التي جاءت عن أبي هريرة وواضح شذوذ تلك الرواية، ويكفي مهزلة الحبل الذي يهبط على الله، فهل للمسلمين أن يحكموا العقل في مثل هذه الخرافات والأباطيل؟!.
[7] – انظر مجلة الأزهر، ذي الحجة 1413هـ يونيو 1993 .
[8] – الندوة عقدت في مقر رابطة العالم الإسلامي بدعوة من هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في الفترة من / 1 ـ 3 / جمادى الأولى 1410هـ، وشاركت فيها بعرض الحسابات لبيان المعجزة القرآنية في حساب السرعة الضوئية.
[9] – أبحاث مؤتمر التوجيه الإسلامي للعلوم الذي نظمته رابطة الجامعات الإسلامية بالاشتراك مع جامعة الأزهر ، والمنعقد بالقاهرة في أكتوبر 1992م. والبحث منشور في صفحة 35 في كتاب أبحاث المؤتمر.
[10] – مجلة الأزهر: إعداد جمادى الآخر ورجب وشعبان 1413هـ، بعنوان: المعجزة القرآنية في حساب السرعة الضوئية للمؤلف ص 904، 1083، 1211، على الترتيب.
[11] – مؤتمر الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة، المنعقد في موسكو في سبتمبر 1993، بإشراف هيئة الإعجاز العلمي في مكة المكرمة.
[12] – حاول البعض من الزملاء الذين لم يستوعبوا هذا التصحيح لعدم إدراكهم شروط أينشتين عند تطبيق النسبية الخاصة باستبعاد تأثير الجذب العام على سرعة الضوء المطلقة توجيه نقد لحساباتي، وقمت بالرد عليهم في مجلة الأزهر في أعداد ربيع الأول، رمضان، شوال، ذي الحجة 1414هـ ، وهناك دليل على صحة حساباتي لا يستطيع أحد إنكاره، وهو أن النتيجة النهائية س المستنتجة من المعادلة القرآنية تساوي فعلاً الحد الأقصى للسرعة الكونية، وقدرها 2997792.5 كم / ثانية، المعترف به دولياً، إذا أدخلنا التصحيح المذكور على القيم الظاهرية المقاسة.
[13] – ما هي النظرية النسبية؟ مترجم دار مير، موسكو، الاتحاد السوفيتي، ط6، 1986م، ص20.
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 0 والزوار 14)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 273.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 267.44 كيلو بايت... تم توفير 5.81 كيلو بايت...بمعدل (2.13%)]