|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أبرز سمات وخصائص أهل السنة والجماعة
أبرز سمات وخصائص أهل السنة والجماعة الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي لأهل السنة والجماعة سمات وخصائص ولعل من أبرزها ما يلي: 1- ثباتهم علي الحق: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-: وبالجملة فالثبات والاستقرار في أهل الحديث والسنة، أضعاف أضعاف ما هو عند أهل الكلام والفلسفة، وذلك بسبب صحة توحيدهم واتِّباعهم[1]. ويقول - رحمه الله- أيضًا: والمقصود أن ما عند عوام المؤمنين وعلمائهم من أهل السنة والجماعة من المعرفة واليقين والطمأنينة، والجزم الحق والقول الثابت، والقطع بما هم عليه - أمرٌ لا ينازع فيه إلا من سُلِبَ العقلُ والدينُ[2] . 2- اتفاقهم على أمور العقيدة: فهم مع اختلاف بلدانهم، وزمانهم، وتباعُد ما بينهم في الديار، فهم على منهج واحد عقيدةً وشرعة ومنهاجًا؛ قال الإمام أبو المظفر السمعاني (ت: 535هـ) - رحمه الله:" ومما يدل على أن أهل الحديث على الحق: أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى آخرهم قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم، وزمانهم، وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحد منهم قطرًا من الأقطار - وجدتَهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد، يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها، ولا يميلون فيها، قولهم في ذلك واحد، ونقلهم واحد، لا ترى بينهم اختلافًا، ولا تفرقًا في شيء ما وإن قلَّ، بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم، ونقلوه عن سلفهم، وجدتَه كأنه جاء من قلب واحد، وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين من هذا؟! قال الله – سبحانه وتعالى - :﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيرًا ﴾[النساء: 82]، وقال الله – سبحانه وتعالى - : ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ﴾[آل عمران: 103]. وأما إذا نظرت إلى أهل الأهواء والبدع، رأيتهم متفرقين مختلفين أو شيعًا وأحزابًا، بل لا تكاد تجد اثنين منهم على طريقة واحدة في الاعتقاد، يبدع بعضهم بعضًا، بل يرتقون إلى التكفير، يكفر الابن أباه، والرجل أخاه، والجار جاره، تراهم أبدًا في تنازع وتباغض واختلاف، تنقضي أعمارهم ولم تتفق كلماتهم: ﴿ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ ﴾ [الحشر: 1][3]. 3- اعتقادهم أن طريقة السلف الصالح هي الأسلم والأعلم والأحكم: هذه العبارة العظيمة" :مَنْهَجُ السَّلَفِ أَسْلَمُ وَأْعَلَمُ وَأَحْكَمُ"، ذَكَرَهَا شيخُ الإسلام ابنُتَيْمِيَّةَ - رحمه الله - في معرض رَدِّهِ على أهل الكلام والمَنْطِقِ، الزاعمين بأنطريقةَ السلف أسلمُ، وطريقةَ الخلف أعلمُ وأحكمُ، ورَدَّ على ما بَنَوْا عليه هذه القاعدةَ الفاسدةَ؛ والتي تتلخص في أمرين: الأمر الأول: جَهْلُهُمْ بطريقة السلفِ. والأمر الثاني: خَطَأُهُم وضلَالُهُم بتصويب طريقة الخَلَف. فقد زعموا في هاتين المُقدّمتَيْن أن السلفَ كانوا لا يَعْلَمُونَ إلا ظَوَاهِرَ النصوص التي ليست لها معانٍ، فَهُمْ يفهمون على أنها ألفاظٌ جوفاءُ؛ خصوصًا في باب الأسماء والصفات. ثم رتَّبوا على ذلك أن الحقَّ هو تلك التأويلاتُ الفاسدةُ التي تَوَصَّل إليها الخَلَفُ"[4]. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - يرحمه الله - بعد كلام عن اختلاف المبتدعة: "وإذا تأمل اللبيب الفاضل هذه الأمور، تبيَّن له أن مذهب السلف والأئمة في غاية الاستقامة والسداد، والصحة والاطراد، وأنه مقتضى المعقول الصريح والمنقول الصحيح، وأن من خالفه كان خارجًا عن موجب العقل والسمع، مخالفًا للفطرة"[5]. هذه هي الحقيقة التي لا يحيد عنها عاقلٌ، ولا يقول بغيرها منصف، وهي الحقيقة تشهد لها جميع الدلائل العقلية والنقلية والواقع الحسي الملموس، كلها تشهد بأن: مَنْهَجَ السَّلَفِ أَسْلَم وَأْعَلَم وَأَحْكَم. - وإن كان- "بعضُ أهلِ البِدعِ يقولونَ: طَريقةُ السَّلَفِ أَسْلَمُ، وطريقةُ الخَلَفِ أعلَمُ وأحكَمُ، فإنهم يَقصِدونَ بذلك التَّأويلَ الذي هو صرفُ النُّصوصِ إلى معنىً قد تحتَمِلُه اللُّغةُ، لكِنْ في غيرِ هذا السِّياقِ المعيَّنِ، والتَّأويلُ عِندَهم مظنونٌ بالاتِّفاقِ، فلا أحدَ منهم يقطَعُ بالمعنى الذي صَرَفوا اللَّفظَ إليه، فهُم على غيرِ يقينٍ مِن صِحَّةِ أقوالهِم، بل تركوا النُّصوصَ الَّتي فيها الحقُّ واليقينُ، ولَجَؤُوا إلى احتِمالاتٍ وتجويزاتٍ مزَّقَتْهم كُلَّ ممَزَّقٍ، مع حَيرةٍ وضَياعٍ "[6]. 4- أنهم أعلم الناس بأحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقواله وأفعاله: لذلك فهم أشد الناس حبًّا للسنة، وأحرصهم على اتباعها، وأكثرهم موالاةً لأهلها؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله: فإنه متى كان الرسول أكملَ الخلق وأعلمهم بالحقائق، وأقومهم قولًا وحالًا، لزم أن يكون أعلم الناس به أعلم الخلق بذلك، وأن يكون أعظمهم موافقة له واقتداءً به أفضل الخلق[7]. وقال - رحمه الله-: فمحمد - صلى الله عليه وسلم - أُرسل إلى كل أحد من الإنس والجن، كتابيهم وغير كتابيهم، في كل ما يتعلق بدينه من الأمور الباطنة والظاهرة، في عقائده وحقائقه، وطرائقه وشرائعه، فلا عقيدة إلا عقيدته، ولا حقيقة إلا حقيقته، ولا طريقة إلا طريقته، ولا شريعة إلا شريعته، ولا يصل أحد من الخلق إلى الله، وإلى رضوانه وجنته وكرامته وولايته، إلا بمتابعته باطنًا وظاهرًا، في الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، في أقوال القلب وعقائده، وأحوال القلب وحقائقه، وأقوال اللسان وأعمال الجوارح[8]. 5- حرصهم على نشر العقيدة الصحيحة والدين القويم • وأهل السنة والجماعة: هم أحرصُ الناس على هداية الخلق وأعظمهم رحمةً به وأشدهم شفقة عليهم. • وأهل السنة والجماعة: تراهم في كل زمان ومكان أعظمَ الخلق تحقيقًا للتوحيد الله الذي بُعثت به الرسل، وأُنزلت به الكتبُ في أنفسهم، كما تراهم أشدَّ الخلق لزومًا للسنة وتمسكًا بها. • وأهل السنة والجماعة: ترى عبر القرون حرصَهم على نشر التوحيد والسنة، ومقارعة أهل البدع والأهواء، وذلك منذ الصدر الأول للإسلام وحتى وقتنا الحاضر، وذلك في مختلف أقطار الدنيا. • وأهل السنة والجماعة: تراهم - كذلك - في كل زمان ومكان يدعون الخلق لعبادة الخالق، فيدعونهم إلى الإخلاص والاتباع، يدعونهم لتوحيد المعبود وإفراد المتبوع، يدعونهم لتوحيد الله وإفراده - سبحانه - وحده بالعبادة ونبذة عبادة كل ما سواه، ويدعونهم إلى إفراد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالمتابعة مهتدين بهديه في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالمجادلة بالتي هي أحسن. 6- وسطيتهم بين الفِرق والطوائف: لابد من بيان مفهوم الوسطية في اللغة والشرع في هذا الباب المهم الذي يتميز به أهل السنة والجماعة عن سائر الطوائف. [1] مجموع الفتاوى: (1/ 51). [2] مجموع الفتاوى: (4/ 49). [3] الحجة لقوام السنة:لأبي المظفر السمعاني: (2 /225).الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة المؤلف: إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي القرشي الطليحي التيمي الأصبهاني، أبو القاسم، الملقب بقوام السنة (المتوفى: 535هـ)، الناشر: دار الراية - السعودية / الرياض الطبعة: الثانية، 1419هـ - 1999م - عدد الأجزاء: 2. [4] منهج السلف أسلمو أعلم وأحكم، للشيخ صالح السحيمي، شبكة الإمام الآجري. [5] مجموع الفتاوى (5/ 212). [6] يُنظر: الملل والنحل، للشهرستاني، (1 /104)، التحف في مذاهب السلف، للشوكاني (ص: 28). [7] مجموع الفتاوى 4/ 140-141. [8] مجموع الفتاوى: (10/ 430).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |