حمى التقليد.. - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836914 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379431 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191288 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2668 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 662 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 948 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1103 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 855 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-03-2019, 02:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي حمى التقليد..

حمى التقليد..


إيمان درويش

أودّ بداية أن أذكر ما قاله الشيخ "أحمد بن شاكر" في مقدّمة تحقـيق جامع الترمذي:
"وليعلم من يريد أن يعلم... من رجل استولى المبشرون على عـقـله و قـلبه فلا يرى إلا بأعـينهم, ولا يسمع إلا بآذانهم, ولا يهتدي إلا بهداهم, ولا ينظر إلا على ضوء نارهم, يحسبها نورا...!! ثم هـو قـد سماه أبواه باسم إسلامي, وقـد عـدّ مــن المسلمين ـ أو هو عليهم-؛ أو من رجل مسلم تعـلّم في مدارس المسلمين فعرف من أنواع العلوم كثيراً, ولكنه لم يعرف من دينه إلا نزرا أو قـشورا؛ ثم خدعـته مدنيّة الإفـرنج وعـلومهم فـظنّهم بلغوا في المدنيّة الكمال والـفـضل, وفي نظريات العلوم اليقـين والبداهة، ثمّ استخفّه الغرور فـزعـم أنه أعـرف بهذا الدّين من أهـله, وأعلم من عـلمائه؛ فذهـب يضرب في الدّين يمينا وشمالا يرجو أن ينقـذه من جمود رجال الدّين!! وأن يصفّـيه من أوهامهم! أو من رجـل كشف عن دخـيلة نفـسه وأعـلن إلحاده في هذا الدّين وعـداوته, ممن قال فـيهم القائل: (كفـروا بالله تقـليدا)".
والعياذ بالله من هـذه النهاية التي نريد أن نتساءل عـن بدايتها وكيف كانت؟
في الحقـيقة إنّ من يريد أن يدرك معنى سلوك ما فعليه أن يدرك معنى التربية. والذي نودّ هو أن تكون التربية الإسلامية هي المقصودة للرقي عن أي سلوك مشين.
والتربية في غايتها: الجهد الذي يقوم به الآباء والمربّون لإنشاء الأجيال على أساس نظرية الحياة التي يؤمنون بها وفـقا لتعاليم الدين الحنيف الذي يتضمن أسمى أساليب التربية.
ولقـد أثبت التاريخ أن الأمّة التي تجعل من الوسائل غايات, والعلوم بمجرّدها, والفـنون بأشكالها، هي مقـصدها الأول فهي أمّة يكـثر فـيها الافـتتان بالمظاهـر, وتضعف فـيها الإرادة وقـوة المقاومة للمغريات, وتضعف فـيها الغيرة والحمية, وتُعشق فـيها حياة اللهو والملذات والهوامش, ومن ثم تتولد البلبلة الفكرية, والاستخفاف بالمبادئ الصحيحة, ويصبح شعبها شعبا منقادا مقـلدا, لا مبدعا وقائدا.
فالدول والأمم لا تبقى ولا تسود إلا بالخلق السوي والمتماسك. وأعلى مصادر الخلق وأعمقها أثرا هو الدّين الحقّ الذي يجمع على التوادّ ويقي مصارع السوء.... ومن أجل الوصول لتماسك الخلق لا بد من قـوة في الشخصية, وتفادي التقـليد الأعـمى الذي يكون ملاصقا لضعفاء الـشخصية الذين يشعـرون بالنقـص في أنفـسهم فـيتأسون بمن حولهم أو بكل من يحيط بهم تقـليدا للشـر لا للخـير والصلاح.
ويؤدي التوجـيه والتعليم والتربية دورا مهما في صقـل شخصية المرء وبنائها؛ ليستطيع بالتالي أن يتخذ نموذجا بشريا عاليا صحيحا.. يثير إعجابه إثارة قـوية, ويحرك دوافع التقـليد والمحاكاة لديه إلى ذلك النموذج المتفـوق ذي المكانة العالية الحقـيقـية الذي يكون معلما للاهـتداء به.
ويجدر بنا أن نشير هـنا إلى أنّه ليس كل تقـليد تقـليدا أعـمى, وليست كل قـدوة يتخذها المرء سيئة, ولكن التأثير يكون إيجابا أو سلبا بحـسب موقع القـدوة؛ فـقـد أمر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عـليه وسلم أن يتخـذ من أنبياء الله قـدوة يقـتدي بهم فقال تعالى: ]أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ...[..., ونحـن مأمورون بالاقـتـداء به صلى الله عـليه وسلم, فـقـد قال الله تعالى: ]لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَة[.
ولكن التقـليد المذموم هـنا, الذي يستدعي منا أن نسميه حمّى هـو: التقـليد لأناس غير جديرين بالقـدوة... والتخلق بأخلاقـهم التي هي من أدنى الخلق... والتمسك بسفاسف الأمور وتفاهاتها.. وتلقي السلوكيات المنحرفة منهم دون التعمق في مضامينها وأهـدافـها. ولعلّ الرؤية الخاطئة للمقـتـدي التي يراها في الشخـص الذي يقـلـده و كأنه المثل الأعـلى في درجات الكمال هي السبب وراء ذلك. وهـذا يتضح كـثيرا من خلال وسائل الإعلام المختلفة, والقـصص والروايات, والتمثيليات والمسرحـيات، التي وبكل أسف تترك بصماتها عـلى كـثـير من الأفـراد سلبا أو إيجابا؛ فنجـدها في معـظمها شكلت انفجارا سرطانيا يقـضي عـلى البقـية الباقـية من ثقافة الأمة وموروثاتها... بالإضافة إلى إساءة استخدام وسائل الحضارة مثل الكمبيوتر وغـيرها.. التي تؤدي بالشباب الإسلامي إلى الانشغال عـن الهدف الأساسي في خدمة دينهم, وتنسيهم ذكر الله وتضعـف إيمانهم وعـقـيدتهم؛ فتأسرهم الشهوات؛ وتصبح عـقـولهم مجمدة دائمة التلقي؛ خالية من الإبداع؛ وتتفـشّى بين الشباب والفـتيات الانحرافات السلوكية والتصرفات الغربية التي لا تليق بالمسلمين والتشبه بأعـداء الله في أزيائهـم, ومظهرهـم, وشعـرهـم, وتصرفاتهم؛ من كلام و دخان وألفاظ...! ومع الأسف... يتهاونون في تعاليم دينهم الحـنيف, ويصغرون الكـبائر, وأصبحـت الفـواحـش مشاعة.. ومع تكرارها أصبحـت مألوفة.. وصارت قـدوة شبابنا من المغـنيين والمطربات, والممثلين والعارضات, والمقـدّمين والمذيعات, وإذا سألت أحدهـم؛ يقـول لك: إنّ داخلي طاهـر, وأنا لا أفـعل شيئا مقارنة مع غـيري, وقـلبي نقـيّ ولكني أناهـض التقـدّم, وأتابع الحضارة والموضة وحـسب! فهل هـذا يصح ويليق بعـماد أمّة الإسلام؟!
إن المشابهة في الظاهـر تورث نوعا من المودّة والمحـبة, والموالاة في الباطن؛ كما أنّ المحـبّة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر (من تشبّه بقـوم فـهو منهم)، وكما قالوا: (قـل لي من تخالل أقـل لك من أنت).
ومع الأسف فالسبب الرئيسي وراء ذلك: غـياب التوجـيه والتربية من الأسرة أولا, التي هي الأساس في تثبيت قـواعـد الخُلق مما يمنع اخـتلالها... بالإضافة إلى غـياب التوجـيه السليم من المؤسّسّات التعليمية التي أصبحـت تهتم بالعلوم والحضارات وتنسى أن تربّي وتنشئ!! حتى أصبحـت شخـصية المعلم شخـصية مهزوزة يحركها الطلاب بأهـوائهم...! وكل ذلك تسبب في ضياع الأطفال والشباب, وعـدم التثبت من الخطأ والصواب في سلوكهم, ويغـيب عـن أذهانهم معرفة القـدوة الحـسنة من السيئة؛ فهم يتخـبطون خـبط عـشواء, ويستسيغون المنكرات من كثرتها, فـيميلون ميلا عـظيما.. كما قال تعالى :]وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا[.
وخفي على هـؤلاء ما يهدف إليه أعـداء الدّين من كل هـذه الوسائل الإعلامية, وتأثيرها عـلى الشعوب، خاصة حـتى تتداعى عـليهم الأمم، وهـذا الذي دفع الرئيس السابق لوكالة الاستخـبارات الأمريكية لأن يقـول: "إن استراتيجيتنا يجب أن تتجاوز التعامل مع القادة إلى الشعـوب؛ وأهـم وسائل تحقـيق ذلك: وسائل الإعلام, وأهـمّها: التلفـزيون؛ فهو الوسيلة القادرة بطبيعتها عـلى السيطرة عـلى أدمغة الشعوب"!
ونسي شبابنا ما حذرنا منه نبيّ الله صلى الله عـليه وسلم عـندما قال: "لتتبّعنّ سَنن من كان قـبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع, حـتى لو دخـلوا جحر ضبّ لتبعتموهـم. فـقال الصحابة: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟" (رواه البخاري ومسلم).
وفي رواية قال صلى الله عـليه وسلم: "حتى لو كان فـيهم من يأتي أمّه علانية لكان في أمّتي من يفعل ذلك"!
فالحذر الحذر!!.. من الآباء, والمعلمين, ومنشئي هـذه الأجيال من فتن الليل والنهار.
وفي الختام... أقـدّم دعـوة صادقة لكل ذي لبّ وعـقـل رشيد.. بأن يقـوى ويعتز بالإسلام، ويقـول: اللهمّ أعـزّنا بطاعـتك ولا تذلنا بمعاصيك. وليتخيّر كلّ منّا خـليله وقـدوته التي تعينه عـلى الحقّ, ولا تضلّه عـن السبيل..!
ولا ينسى قـوله تعالى: ]وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً[.
مع تمنياتي القـلـبية للجميع بالهدى والسداد.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.26 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]