#1
|
||||
|
||||
التعصب .
بسم الله الحمن الرحيم السلام عليكم لقد جاء الإسلام لنشر الأخلاق الفاضلة كالإحسان إلى الجار وإكرام الضيف، ونصرة المظلوم ، وتقديم النصح والتراحم بين الناس..كما أتى للتحذير من أخلاق سيئة سادت المجتمع الجاهلي، حتى أصبح التناحر والتباغض سمة من سمات ذلك المجتمع، فسفكت الدماء، واستبيحت الأموال وانتهكت الأعراض ، فوقف الإسلام بتشريعاته وتوجيهاته موقف الزاجر والناهي والمحذر من أثرها السيئة ... ألا وإن من أخطر تلك الأخلاق وتلك السلوكيات خلق التعصب كالتعصب للجنس، أو للرأي، أو للمذهب .... والتعصب هو أن يعتقد الإنسان أو مجموعة من الناس أنهم أفضل من غيرهم بسبب اللون أو الجنس، أو القبيلة أو المذهب. فهذه العصبية لم تدخل في مجتمعٍ إلا فرَّقته، ولا في عمل صالحٍ إلا أفسدته، ولا في كثيرٍ إلا قللَّته، ولا في قوي إلا أضعفتْه والله سبحانه وتعالى قد بين لنا أن الناس جميعاً متساوون، خلقوا من تراب . وجعل شرط التميز التقوى قال تعالى :"أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ "[1] فبالإيمان والتقوى يترجح ميزان الإنسان، ويرتفع قدره عند الله، وما عدا ذلك فلا يغني شيئاً. أننا كثيرا ما نجد من المسلمين من يقيم شعائر الدين، فيصلي ويصوم ويتصدق ويظهر بمظهر الاسلام ، ثم تجده بعد ذلك قدْ مُلئ قلبه بالعصبية، للأشخاص والأحزاب والآراء والمذاهب، فلأجلها يحب، ومن أجلها يعادي، وفي سبيلها يقاتل ألا فليعلم هؤلاء أن رسولr قد زجر عن ذلك ونهى عنه، فقال: "ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثا جهنم. قا لوا: يا رسول الله! وإن صام وإن صلى؟ قال: وإن صام وإن صلى وزعم أنه مسلم , فادعوا المسلمين بأسمائهم بما سماهم الله عز وجل، المسلمين، المؤمنين"[2]. إنها العصبية التي دمرت الحياة، وقلبت الموازين، وغيرت القيم، ونشرت الرذائل روى الطبري أن طلحة النميري قال لمسيلمة : "أشهد أنك كذاب وأن محمداً صادق، ولكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر" فقتل معه يوم عقرباء. فهذا الشخص كفر بمحمد رسول الله , مع علمه بأنه صادق لأنه ليس من قبيلته ؛ وآمن بمسيلمة مع علمه بأنه كاذب ولكنه من قبيلته ؟ ومن أبرز مظاهر التعصب في حياتنا اليوم: التعصب الحزبي، والذي بسببه طمست الحقائق، وضيعت الحقوق، وأهملت الواجبات وكثرت الصراعات وحلت البغضاء وأصبحت قيم الحب والإخاء والمودة بين الناس قائمة على الانتماء الحزبي . ومن مظاهر التعصب في حياتنا اليوم: التعصب الرياضي للفرق والمنتخبات واللاعبين، والذي بسببه نشأت الخصومات والعداوات، وأهدرت الأموال والأوقات. بل بسبب هذا التعصب المقيت تتفرق دول، وتحصل خصومات بين الشعوب ، وتزهق أرواح، وتسفك دماء.... أليست هذه جاهليه داحس والغبراء، بثوبها الجديد ؟ ومن صور التعصب ومظاهره: التعصب للرأي، فيعتقد الشخص أن رأيه هو الصواب وكل ما عداه خطأ، فلا يناقش ولا يحاور غيره من الناس، وقد حكى القرآن الكريم لنا نماذج من المتعصبين، منكرا عليهم، ومنددا بمسلكهم، تحذيرا لنا كي لا نسير على نهجهم ، فقال عن بني إسرائيل: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ " إن التعصب للرأي منطق فرعوني، فقد قال في تكبر:" مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى " فلنحذر العصبية بجميع مظاهرها، ولننشر في مجتمعاتنا ثقافة الحب والتسامح والتراحم، ولنحذر من وساوس الشيطان ونزغاته ، ولنقـوِّي أخوتنا، ولنتذكر أننا على الله مقبلون، وعلى أعمالنا محاسبون، فلنحسن العمل. [1] ـ سورة الحجرات 13 [2] ـ صحيح ابن حبان 6233.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: التعصب .
جزاك الله خير
__________________
.ربـعاوؤيّےـة
أأرهـأأبيـيےــة وأفـتُـخٌےـر |
#3
|
||||
|
||||
رد: التعصب .
وحفظك الله من الارهاب والارهابيين .
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |