فرق الهند المنتسبة للإسلام في القرن العاشر الهجري وآثارها في العقيدة "دراسة ونقدا" - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 22 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          البلاء في حقك: نعمةٌ أو نقمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          شرح النووي لحديث: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شرح النووي لحديث: ارم فداك أبي وأمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-02-2020, 03:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي فرق الهند المنتسبة للإسلام في القرن العاشر الهجري وآثارها في العقيدة "دراسة ونقدا"

فرق الهند المنتسبة للإسلام في القرن العاشر الهجري وآثارها في العقيدة "دراسة ونقدا"
محمد كبير أحمد شودري


ملخص الرسالة


العنوان: فرق الهند المنتسبة للإسلام في القرن العاشر الهجري وآثارها في العقيدة "دراسة ونقد".

وقد تضمَّنت الرسالة مقدمة، وتمهيدًا، وثمانية فصول، وخاتمة.

أمَّا المقدمة: فقد اشتملتْ على بَيان أهمية الموضوع، والأسباب الداعية لاختياره، والمنهج الذي سِرتُ عليه في كتابة البحث.

وأمَّا التمهيد: فقد خصصته لدراسة أحوال شبه القارَّة الهنديَّة منذ الفتح الإسلامي حتى القرن العاشر الهجري، وأسباب نَشأة الفِرَق فيها.

وأمَّا الفصول الثمانية: فتحدَّثت في الفصل الأول عن "الفرقة النقطوية" وتضمَّن أربعة مباحث، وتكلمتُ في الفصل الثاني عن "الفرقة الذكرية" واشتمل على أربعة مباحث، ودرست في الفصل الثالث "الفرقة المهدوية" واحتوى على أربعة مباحث، وتحدثت في الفصل الرابع عن "الفرقة الروشنية" وتكون من أربعة مباحث.

وذكرتُ في الفصل الخامس "فرقة سَتْيَه بير" (الشيخية الصادقة) وتضمن أربعة مباحث، وبيَّنت في الفصل السادس "الأكبرية" واشتمل على أربعة مباحث، وتحدثت في الفصل السابع عن فرق "الشيعة" واحتوى على أربعة مباحث، وتكلمت في الفصل الثامن عن جهود العلماء والحكام في القرن العاشر الهجري لمقاومة هذه الفِرَق، وفيه مبحثان.

وأمَّا الخاتمة: فدوَّنت فيها أهم النتائج التي توصَّلت إليها من خلال هذا البحث والتوصيات.

وقد ابتُلِيَتِ البلاد الهنديَّة في القرن العاشر الهجري بفتنةٍ كبرى والتي عُرِفتْ "بالعقيدة الألفية" وتعني هذه العقيدة: انتهاء صلاحية الإسلام بعد ألف سنة من ظهوره، وعلى أساس هذه العقيدة نشَأت معظم الفرق في القرن العاشر الهجري، وأثَّرت في زُعَماء الحركات الضالَّة من ناحيتين:
الأولى: اعتقاد انتهاء صلاحية الدين الإسلامي بعد ألف سنة من ظهوره، وحاجة البشر إلى دِين جديد وشريعة جديدة.
والثانية: اعتقاد ظهور المهدي الموعود في القرن العاشر الهجري ليُجدِّد الدين الإسلامي.

وقد عالَج هذا البحث تسع فرق منتسبة للإسلام في بلاد شبه القارَّة الهنديَّة في القرن العاشر الهجري من حيث: نشأتها، وتاريخها، وعقائدها، وأشهر دعاتها، وآثارها، ثم تقييم عقائدها على ضوء الكتاب والسنة، وفهْم السالف الصالح لهما.

توصية:
إنَّ على المؤسسات الإسلاميَّة العالميَّة، والجامعات الإسلامية التي تُعنَى بالدفاع عن العقيدة الإسلامية - دورًا كبيرًا في تجلية العقيدة الصحيحة، ومحاربة البِدَعِ والأفكار التي تَوارَثَها الناس عن هذه الفِرَق الضالة في هذه البلاد الشاسعة.

هذا، وبالله التوفيق.

المقدمة

إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعودُ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 -71].

أمَّا بعدُ:
فإنَّ أصدق الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهدي هديُ محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وشرَّ الأمور مُحدَثاتها، وكلَّ محدَثه بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار.

وبعدُ:
فإنَّ الله - سبحانه وتعالى - أرسَلَ رسوله بالهدى ودِين الحق ليظهره على الدين كله، وقد قام النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأعباء الدعوة الإسلاميَّة خيرَ قيام؛ فبلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح الأمَّة، وكشف الغمَّة، حتى لحق بالرفيق الأعلى، وترك أمَّته على المحجَّة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك.

تم قام الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعون من بعدهم بتبليغ هذا الدِّين، فلم تمضِ إلا فترة يسيرة حتى رفرفت راية الإسلام على أرجاء واسعة من العالم القديم، ووصلت الفتوحات الإسلاميَّة إلى شِبهِ القارَّة الهندية، ولم ينتهِ القرن الأوَّل الهجري إلا وقد وصَل الإسلام إلى "الهند" وأظلَّ بعض أقاليمها، إلا أنَّ هؤلاء المجاهدين والدعاة لم يتغَلغَلُوا في داخل شبه القارَّة الهنديَّة، وإنما تركَّز وجودهم ودعوتهم في مقاطعة "السند" وما جاوَرَها من الأقطار، ولم تشمل الدعوة الإسلامية الأقطار الداخليَّة في شبه القارَّة الهنديَّة إلا على يد "السلطان محمود بن سبكتكين الغزنوي" (ت: 421هـ)، والذين أتوا من بعده.

فالذين دخلوا "الهند" من الملوك والفاتحين من جهة الشمال - من الترك والأفغان والمغول - ما كانوا يعرفون مَزايا الإسلام إلا قليلاً، وما أشربت قلوبهم العقيدة الإسلاميَّة الصحيحة مثل المجاهدين الفاتحين من الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم أجمعين.

ومعظم هؤلاء الفاتحين - من الترك والأفغان والمغول - ما دانوا بالإسلام إلا في القرن الثالث والرابع للهجرة، فما كان يهمُّهم من الغزو والقتال إلا توطيد دعائم ممالكهم، رغم أنَّ الحكم في هذه البلاد استمرَّ في أيدي هؤلاء الملوك زُهاء ثمانية قُرون ونصف القرن، لم يفيدوا الدعوة الإسلاميَّة في هذه القرون المتطاولة بشيء يُذكَر.

والذين أسلموا من سكَّان البلاد، ودخلوا في دين الله من تِلقاء أنفُسهم، أو بجهود الدعاة والوعَّاظ، لم يحظوا بعناية الحكومات المسلمة من حيث التثقيف والتنوير والاهتمام بمبادئ الدين الحنيف؛ ولهذا ما انفكُّوا عاكفين على شعائرهم الدينيَّة القديمة، متخبِّطين في ظلام الشرك والوثنيَّة.

أضِفْ إلى ذلك أنَّ البلاد الساحليَّة من أعمال "كجرات" و"السند" أصبحتْ أرضًا خصبة يرتَعُ في أرجائها أرباب العقائد الباطلة والأوهام الكاذبة؛ إذ قصدها المبتدعون من دار الإسلام، والمارقون من الدين منذ وقتٍ مبكِّر، ولم تظهر شخصيَّات دينيَّة قويَّة، تملك التأثير القوي في المجتمع المسلم، وتحدُّ من نفوذ العقائد المنحولة على الدين المبين[1]؛ ممَّا أدَّى إلى الانحِراف العقدي والاضطراب الفكري عند مُسلِمي هذه البلاد.

وما إنْ أطَلَّ القرن العاشر الهجري إلاَّ وقد بلغ السيل الزُّبَى وتعدَّى، ووصل الانحراف العقدي إلى أوْجِهِ، حتى أصبح المجتمع الإسلامي مقيدًا بالسلاسل والطرق الصوفيَّة، وانتشَرت الفرق المنحرفة وانتعشتْ، وتكاد معالم الإسلام الصحيح تنمَحِي تحت هَيْمنة أصحاب العقائد الباطلة، وغفلة العلماء وانكبابهم على علوم المنطق والفلسفة وتفريعات المتأخِّرين الفقهيَّة، وكانت لهذه الحالة المؤسِفة أثارٌ مدمِّرة في حياة المسلمين هناك، وما زالوا يُعانُون من تَبِعاتها إلى أيَّامنا هذه.

ولكنْ لماذا قلت: إنَّ الانحِراف العقدي قد بلَغ ذِروَته في خِلال القرن العاشر الهجري دُون غيره من القُرون السابقة؟

لعلَّ ذلك يرجع إلى تلك الفتنة الكبرى التي عرفها القرن العاشر الهجري في هذه البلاد؛ وأعني بها: "العقيدة الألفية" التي روَّج لها دُعاة الباطل وطلاب السُّلطة المتسلِّحون بالفكر الإغريقي ومنطق "اليونان" وفلسفتها.

و"العقيدة الألفية" التي روَّج لها هؤلاء كانت تعني: انقضاء مرحلة، وبداية مرحلة، فهم يعتقدون أنَّ مُضِيَّ الألف الأوَّل من تاريخ الإسلام يعني: انقضاء نظام الإسلام، واستقبال مرحلةٍ أخرى، فكانتْ نهاية القرن العاشر في هذه البلاد فترة زلزلةٍ في العقيدة، واضطرابٍ في الفكر.

وإذا كان الحديث الوارد قد أشارَ إلى ظهور مجدِّد للإسلام على رأس كلِّ قرنٍ[2]، فإنَّ هؤلاء الماكرين أثاروا أنَّ ظُهور مجدِّد أكبر على رأس كلِّ ألف أمرٌ لا بُدَّ أنْ تستسيغه العقول، وينطلي على الأغرار الذين يعيشون في ظلِّ جهلٍ مُطبِق بمبادئ الإسلام الصحيح؛ ولهذا فقد اهتبلوا الفُرصة، وراحوا يُروِّجون لهذه الفكرة باعتبارها عقيدة صحيحة يجب أنْ يَنقاد لها الجميع.

وقد أُثِيرتْ هذه الفكرة ولأوَّل مرَّة في منطقة "إيران" التي كانت أكثر مناطق العالم الإسلامي قَلَقًا واضطرابًا، وهي المكان الطبعيِّ لنَشأة مثل هذه الفكرة - ثم تسرَّبت إلى البلاد الهندية عن طريق دُعاتها ورجالها، فبدأ كثيرٌ من الطامحين والمغامرين الحالِمين استغلالَ هذه الفكرة؛ لما لاحظوا أنَّ الألف الأول من التقويم الهجري على وشْك الانتهاء، وكان ذلك للمرَّة الأولى بعد ظهور الإسلام، وكان الألف الثاني يستعدُّ ليبدأ دورَه في التاريخ، فبدأ كثيرٌ من هؤلاء الطامحين الحالمين يُحاوِلون أنْ يُرشِّحوا أنفسهم لهذا المنصب الجليل.

هذا، ويُلاحِظ الباحث أنَّ هذه الفكرة - العقيدة الألفيَّة - أثَّرت في زُعَماء الحركات الضالَّة من ناحيتين:
الأولى: اعتقاد انتهاء صلاحية الدِّين الإسلامي بعد ألف سنة من ظهوره، وحاجة البشر إلى دِين جديدٍ وشريعة جديدة.
الثانية: اعتقاد ظهور المهدي الموعود في القرن العاشر الهجري ليُجدِّد الدين الإسلامي القديم.

هذا، وقد دفعني إلى اختيار هذا الموضوع الأسباب الآتية:
أسباب اختيار الموضوع

أولاً: التعرُّف على أحوال المسلمين الدينيَّة في هذه البلاد المترامية الأطراف، والمختلفة الأشكال والأجناس والأديان.
ثانيًا: الكشف عن أسباب الانحراف العقدي لدى المسلمين هناك، ومظاهر هذه الانحرافات.
ثالثًا: بيان فداحة الآثار المترتِّبة على هذه الانحرافات.
رابعًا: بيان الأساليب الماكرة التي انتهجَتْها الفرق المنحرفة؛ حتى يكون المسلم على بصيرةٍ منها.
خامسًا: إيضاح ما تنطَوِي عليه تعاليمُ الفرق المنحرفة من انحرافٍ بالإضافة والحذف في الدِّين الإسلامي، التي ما أنزل الله بها من سُلطان.
سادسًا: رصد الحركات الضالَّة ودور أبطالها في تفريق وحدة الأمَّة الإسلاميَّة بتبصير المسلمين بحقيقتها والتحذير منها.
سابعًا: الإشادة بجهود العلماء الذين ذادوا عن مذهب أهل السنَّة والجماعة، وأعادوا للمذهب مكانته وهَيْبته في قلوب المسلمين.
ثامنًا: لم أجدْ أحدًا قد تناوَل هذا الموضوع بالدراسة، وذلك في حدود علمي وما أُتِيح لي من الاطِّلاع على الرسائل والبحوث العلميَّة.
تاسعًا: أضفْ إلى ذلك أنِّي من سكَّان هذه البلاد، ودراسة هذا الموضوع والوقوف على دَقائِقه يُعينني - إنْ شاء الله تعالى- على القيام بواجبي في تحمُّل عِبء الدعوة الصحيحة، والدِّفاع عن العقيدة القَوِيمة؛ عقيدة أهل السنَّة والجماعة.

منهجيفيالبحث

وقد التزمتُ - قدْر الطاقة - في إعداد البحث بما يلي:
1- قمت بعَزْوِ جميع الآيات الكريمة التي وردتْ في البحث، وذلك بذكر أرقامها وأسماء سُوَرها، كما قمتُ بتخريج جميع الأحاديث من مصادرها إلا ما لم أجد.
2- عند الترجمة من اللغات الأخرى إلى العربيَّة التزمتُ بترجمة المفهوم بدقَّة وأمانة علميَّة - قدْر الوُسع - دون الترجمة الحرفيَّة؛ إذ إنَّها لا تَفِي بالمقصود، ووضعتْ تلك الترجمة بين القوسين، واعتبرتها نصًّا من نصوص المؤلف، وإنْ كانت الترجمة بتصرُّف لتوضيح المفهوم، أو أردت الإشارة إلى أنَّ المعلومة المذكورة ورد في المصدر أو المرجع الفلاني عزَوْت كلَّ ذلك بلفظ: "انظر".
3- ترجمتُ عنوان المصدر والمرجع غير العربي عند وروده لأوَّل مرَّة، وإذا تكرَّر العَزْوُ نسَبتُه إلى اسمه الأعجمي، كما أعدت الترجمة العربيَّة أمام عنوان كلِّ مصدر ومرجع في قائمة الصادر والمراجع.
4- الأرقام التي وردَتْ عند ذكر المصادر يُشِير الأول منها إلى رقم المجلد والثاني إلى الصفحة هكذا (4/21)؛ المجلد الرابع والصفحة الحادية والعشرون.
5- ترجمتُ لجميع الأعلام الواردة في البحث ما عدا المشاهير أو مَن لم أستطع الوصول إلى ترجمةٍ له.
6- إذا رجعتُ إلى طبعتين لمصدرٍ واحد بيَّنت ذلك في قائمة المصادر.
7- عرَّفت بالبلدان والمواضع التي وردتْ أسماؤها في البحث، وهكذا الفِرَق التي ورد ذكرها.
8- عملت في نهاية البحث فهارسَ عامَّة تُسهِّل على القارئ ما يطلبه، واشتملتْ على فهرس للآيات القرآنيَّة حسب السور المرتَّبة في المصحف، وفهرس للأحاديث الشريفة، والثالث للأعلام، والرابع للفِرَق، والخامس للبلدان والمواضع، والسادس لأسماء المصادر والمراجع، وأمَّا السابع والأخير فهو عن محتويات الرسالة.

خطةالبحث

وقد تضمَّنت الرسالة مقدمة، وتمهيدًا، وثمانية فصول، وخاتمة.

أمَّا المقدمة: فقد اشتملتْ على بَيان أهميَّة الموضوع، والأسباب الداعية لاختياره، والمنهج الذي سرتُ عليه في كتابة البحث ومعالجة موضوعاته.

وأمَّا التمهيد: فقد خصَّصته لدراسة أحوال شبه القارَّة الهنديَّة منذ الفتح الإسلامي حتى القرن العاشر الهجري، وأسباب نشأة الفِرَق فيها.

ويحتوي على الآتي:
أولاً: أحوال شبه القارَّة الهنديَّة منذ الفتح الإسلامي حتى القرن العاشر الهجري، ويشتمل على الجوانب الآتية:
1- الجانب الديني.
2- الجانب السياسي.
3- الجانب الاقتصادي.
4- الجانب الاجتماعي.
5- الجانب العلمي.

ثانيًا: أسباب نشأة الفِرَق في شبه القارَّة الهنديَّة:
1- الأسباب الداخلية.
2- الأسباب الخارجية.

وأمَّا الفصل الأول: فتحدثت فيه عن "الفرقة النقطوية"، وتضمن أربعة مباحث:
المبحث الأول: نشأتها وتاريخها.
المبحث الثاني: عقائدها وأشهر دعاتها.
البحث الثالث: آثارها.
المبحث الرابع: النقطوية في الميزان.

وأمَّا الفصل الثاني: فتكلَّمت فيه عن "الفرقة الذكرية"، واشتمل على أربعة مباحث:
المبحث الأول: نشأتها وتاريخها.
المبحث الثاني: عقائدها وأشهر دعاتها.
المبحث الثالث: آثارها.
المبحث الرابع: الذكرية في الميزان.

وأمَّا الفصل الثالث: فدرست فيه "الفرقة المهدوية"، واحتوى على أربعة مباحث:
المبحث الأول: نشأتها وتاريخها.
المبحث الثاني: عقائدها وأشهر دعاتها.
المبحث الثالث: آثارها.
المبحث الرابع: المهدوية في الميزان.

وأمَّا الفصل الرابع: فتحدثت فيه عن "الفرقة الروشنية أو الروشنائية" وتكوَّن من أربعة مباحث:
المبحث الأول: نشأتها وتاريخها.
المبحث الثاني: عقائدها وأشهر دعاتها.
المبحث الثالث: آثارها.
المبحث الرابع: الروشنية في الميزان.

وأمَّا الفصل الخامس: فذكَرتُ فيه فرقة "سَتْيَه بير" (الشيخيَّة الصادقة)، وتضمَّن أربعة مباحث:
المبحث الأول: نشأتها وتاريخها.
المبحث الثاني: عقائدها وأشهر دعاتها.
المبحث الثالث: آثارها.
المبحث الرابع: سَتْيَه بير في الميزان.

وأمَّا الفصل السادس: فبيَّنت فيه "الأكبرية"، واشتمل على أربعة مباحث:
المبحث الأول: نشأتها وتاريخها.
المبحث الثاني: عقائدها وأشهر دعاتها.
المبحث الثالث: آثارها.
المبحث الرابع: الأكبرية في الميزان.

وأمَّا الفصل السابع: فتحدثت فيه عن فِرَقِ "الشيعة"، واحتوى على أربعة مباحث:
المبحث الأول: نشأة التشيُّع وأسبابها.
البحث الثاني: دخول الشيعة إلى شبه القارَّة الهنديَّة.
المبحث الثالث: فرق الشيعة في شبه القارَّة الهنديَّة في القرن العاشر الهجري.
المبحث الرابع: هذه الفِرَق في الميزان.

وأمَّا الفصل الثامن: فتكلَّمت فيه عن جهود العلماء والحكَّام في القرن العاشر الهجري لمقاومة هذه الفرق، وفيه مبحثان:
المبحث الأول: جهود العلماء.
المبحث الثاني: جهود الحكام.

وأمَّا الخاتمة: فدوَّنتُ فيها أهمَّ النتائج التي توصَّلت إليها من خلال البحث.

الخاتمة

وفي الخِتام أودُّ أنْ أُدوِّن أهمَّ النتائج التي توصَّلت إليها من خِلال هذا البحث:
أولاً: لقد كان انتشار الإسلام في معظم رُبوع "الهند" عن طريق الدعوة والإرشاد دُون الحرب والقتال، وهذا أبلغ ردٍّ على أولئك الذين يفتَرُون على الإسلام، مُردِّدين أنه لولا الحرب والقتال ما علتْ للإسلام راية، ولا انتشرت له دعوة.

ثانيًا: كانت العقيدة الإسلاميَّة صافية نقيَّة تستمدُّ أصولها من كتاب الله - تعالى - وسنَّة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعلى منهج السلف الصالح - رضي الله عنهم - منذ دُخول الإسلام في شبه القارَّة الهنديَّة حتى القرن الرابع الهجري.

ثالثًا: كانت بلاد الأفغان (أفغانستان الحاليَّة) خاضعةً للحُكم الإسلامي في بلاد "الهند"، وكانت جزءًا منها.

رابعًا: يُمثِّل القرن العاشر الهجري أحلَكَ الفترات وأظلَمَها في حياة "الهند" المسلمة، لا سيَّما الحقبة التي ملك فيها الملك "أبو الفتح جلال الدين محمد أكبر" (963هـ-1014م)؛ حيث كانتْ فتنة مذهبه الذي عُرِفَ بـ"المذهب الأكبري".

خامسًا: اضطلعت "العقيدة الألفية" بأخبَثِ دورٍ قامتْ به في العمل على نشأة وتعدُّد الفِرَقِ الضالَّة المنتسِبة للإسلام في القرن العاشر الهجري.

سادسًا: أثبتَتِ الدراسة أنَّ عقيدة "وحدة الوجود" التي اعتقد الكثيرون أنها عقيدة خاصَّة الصوفيَّة هي في الواقع عقيدة مشتركة لدى كثيرٍ من الفِرَق الضالَّة المنتسِبة للإسلام.

سابعًا: عقيدة "وحدة الأديان" التي يُنادِي بها أصحاب بعض المذاهب الضالَّة للطعن في الإسلام والقضاء عليه هي في الحقيقة عقيدةٌ تنبثق من عقيدة "وحدة الوجود" وتقوم عليها.

ثامنًا: تشدَّقت كثيرٌ من الفِرَق الضالَّة بحبِّ آل البيت لتتَّخذ منه ستارًا تنشُر من خلاله ضلالاتها، وعقيدة المهدية (أو المهدي المنتظر) تُمثِّل قاسمًا مشتركًا بين كلِّ هذه المواهب.

تاسعًا: الدور الذي قام به التشيُّع والتصوُّف كان سببًا رئيسًا في صِياغة أفكار ومبادئ الكثير من الفرق الضالَّة والمنحرفة، ولا سيَّما في بلاد "الهند" إبَّان القرن العاشر الهجري وما قبله وما بعده.

عاشرًا: عقيدة (خاتم الأولياء) و(الإنسان الكامل) كانتْ وراء كثيرٍ من الضلالات التي انتشرت بين عامة المسلمين في هذه القارَّة الواسعة.

حاديعشر: بعض الفِرَق الضالَّة المنتسبة إلى الإسلام، والتي شهدها القرن العاشر الهجري مثل: "الروشنية" و"سَتْيَه بير" (الشيخية الصادقة) وإنِ اندثرتْ معالمها كفِرَقٍ مستقلة إلا أنَّ آثارها ومبادئها ما زالت تعيش في عُقول كثيرٍ من أصحاب الضلالات والأوهام يبثُّونها بين الناس.

ثانيعشر: هناك فِرَق عاشت في القرن العاشر الهجري، ولا يزال وجودها متَّصلاً وأتباعها يتكاثرون حتى عصرنا هذا؛ مثل: فرقة "الذكرية" وفرقة "المهدوية" وغيرها، وهذا يُلقِي عبأً على علماء "أهل السنة" لضرورة التصدِّي لهذه الفرق ودُعاتها.

ثالثعشر: إنَّ فرقة "الآغاخانية النزارية" (الخوجات) تُعَدُّ اليوم من أخطر أنواع الفِرَق الضالَّة المنتسبة للإسلام، والتي يتَّسع نفوذها نظرًا لنشاط دُعاتها وكثرة أموالها ومراكزها ومساجدها المتناثرة في كثيرٍ من بلاد العالم؛ ممَّا يستوجب على علماء المسلمين الغيورين أنْ يتنبهوا لها، وأنْ يحاصروا مبادئها وأفكارها التي امتدَّت إلى كثير من البلاد.

رابععشر: إنَّ بعض الفرق التي عاشت في "الهند" إبَّان القرن العاشر الهجري، ولاقَتْ أفكارها ومبادئها شُيوعًا ورَواجًا بين الهنود المسلمين كانت وافدة من الخارج؛ مثل: فرقة "النقطوية" وفرق "الشيعة".

خامسعشر: لم تتصدَّ أيَّة حكومة مركزيَّة من الحكومات التي حكمتْ بلاد "الهند" في القرن العاشر الهجري لدحض أباطيل هذه الفِرَق، ولِمُصادَرة أفكارها ومبادئها، بل بعض هذه الحكومات كانت عونًا لهؤلاء المضلِّلين على إفساد عقيدة عوامِّ المسلمين في هذه البلاد.

سادسعشر: تحمَّلَ عبأ الدفاع عن العقيدة الإسلاميَّة الصحيحة في هذه البلاد بعضُ العلماء الغيورين المُصلِحين، ويأتي في مقدمتهم "الشيخ محمد طاهر الفتني" (ت: 986هـ) و"الإمام السرهندي" (ت: 1034هـ)، و"الشيخ عبدالحق الدهلوي" (ت: 1052هـ)، فجزاهم الله عمَّا قدَّموه وما بذَلُوه من جهدٍ خيرَ الجزاء.

إنَّ على المؤسسات الإسلامية العالمية التي تُعنَى بالدفاع عن العقيدة الإسلاميَّة دورًا كبيرًا في تجلية العقيدة الصحيحة، ومحاربة البِدَعِ والأفكار التي توارَثَها الناس عن هذه الفرق الضالَّة في هذه البلاد الشاسعة، وعلى رأس هذه المؤسسات: رابطة العالم الإسلامي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، والمؤتمر الإسلامي، والأزهر الشريف، الجامعات الإسلامية التي يجبُ أنْ تولى هذه المهمَّة عنايتها الفائقة.

هذا، وإنِّي أوقن أنَّ ما سطرتُه في هذا البحث إنْ يكن صوابًا فمن الله - تعالى- وبنعمته، وإنْ يكن غير ذلك فمني أو من الشيطان، وأستغفر الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

وصلَّى الله وسلَّم وبارَك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين، وآخِر دَعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين.

فهرسالموضوعات


الموضوع
الصفحة
المقدمة
أ- ط
تمهيد
1-29
الفصل الأول: الفرقة النقطوية
30-94
المبحث الأول: نشأتها وتاريخها
31-42
المبحث الثاني: عقائدها وأشهر دعاتها
43-55
المبحث الثالث: آثارها
56-60
المبحث الرابع: النقطوية في الميزان
61-94
الفصل الثاني: الفرقة الذكرية
95-199
المبحث الأول: نشأتها وتاريخها
96-103
المبحث الثاني: عقائدها وأشهر دعاتها
104-162
المبحث الثالث: آثارها
163-166
المبحث الرابع: الذكرية في الميزان
167- 199
الفصل الثالث: الفرقة المهدوية
200-306
المبحث الأول: نشأتها وتاريخها
201- 213
المبحث الثاني: عقائدها وأشهر دعاتها
214-255
المبحث الثالث: آثارها
256-262
المبحث الرابع: المهدوية في الميزان
263-306
الفصل الرابع: الفرقة الروشنية
307-375
المبحث الأول: نشأتها وتاريخها
308-325
المبحث الثاني: عقائدها وأشهر دعاتها
326-351
المبحث الثالث: آثارها
352-358
المبحث الرابع: الفرقة الروشنية في الميزان
359-375
الفصل الخامس: سَتْيَه بير (الشيخية الصادقة)
376-397
المبحث الأول: نشأتها وتاريخها
377-386
المبحث الثاني: عقائدها وأشهر دعاتها
387- 390
المبحث الثالث: آثارها
391-392
المبحث الرابع: سَتْيَه بير في الميزان
393-397
الفصل السادس: الأكبرية
398-465
المبحث الأول: نشأتها وتاريخها
399-420
المبحث الثاني: عقائد الأكبرية وأشهر دعاتها
421-444
المبحث الثالث: آثارها
445-450
المبحث الرابع: المذهب الأكبري في الميزان
451- 465
الفصل السابع: الشيعة
466- 546
المبحث الأول: نشأة التشيع وأسبابها
467-473
المبحث الثاني: دخول الشيعة إلى شبه القارَّة الهنديَّة
474-478
المبحث الثالث: فرق الشيعة في شبه القارَّة الهنديَّة
479-536
المبحث الرابع: هذه الفرق في الميزان
537-546
الفصل الثامن: جهود العلماء والحكام في القرن العاشر الهجري لمقاومة هذه الفرق
547-589
المبحث الأول: جهود العلماء والمصلحين
548-587
المبحث الثاني: جهود الحكام
588-589
الخاتمة
590-593
الفهارس العامة
594
فهرس الآيات القرآنية
595-607
فهرس الأحاديث
608-610
فهرس الأعلام
611-618
فهرس الفرق
619-621
فهرس البلدان والمواضع
622-631
فهرس المصادر والمراجع
632-656
فهرس محتويات الرسالة
657-658



[1] لم يظهر في تاريخ الهند الإسلامي شخصية دينية قوية قبل القرن العاشر الهجري؛ إذ قيَّض الله - تعالى - في هذا القرن الإمام السرهندي الشيخ أحمد بن عبدالأحد المعروف بـ"مجدد الألف الثاني" (ت: 1034هـ)، ثم جاء بعده في القرن الثاني عشر الإمام أحمد بن عبدالرحمن المعروف بالشاه ولي الله الدهلوي (ت: 1176هـ)، وصار على طريقه في القرن الثالث عشر الإمامان الشهيدان: أحمد بن عرفان (ت: 1246هـ)، وصاحبه الشاه إسماعيل الدهلوي (ت: 1246هـ).


[2] كما روى أبو داود في "سننه" عن أبي هريرة - رضِي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((إنَّ الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة مَن يجدِّد لها أمر دينها))، (4/480 برقم 4291)، وصحَّحه الألباني، انظر: "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (2/150 برقم 599).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 89.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 87.31 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.12%)]