|
|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مدخل إلى الإسلام وأنه دين الأنبياء والمرسلين جميعاً
مدخل إلى الإسلام وأنه دين الأنبياء والمرسلين جميعاً اللواء المهندس أحمد عبدالوهاب علي تعريف: تأتي كلمة الإسلام من مادة (سلم)، ويقال (سلّم): انقاد ورضي بالحكم، وسلَّم على القوم: حياهم بالسلام، وسلم أمره لله: أسلمه إليه سبحانه، السلام: السلامة والبراءة من العيوب، والسلام: الأمان والصلح، والسلام: اسم من أسماء الله الحسنى، وقد سميت الجنة: دار السلام؛ لأنها دار السلام الأبدي والنعيم المقيم، (سالم): صالح، واستسلم: انقاد. الإسلام: الخضوع لله، والعيش وفق منهجه، ومن ثم الحياة في سلام دائم، وبذلك يكون المسلم هو كل مَن أسلم قلبه ووجهه إلى الله. الإسلام دين الأنبياء والمرسلين جميعًا: لم يكن الإسلام الذي دعا إليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مطلع القرن السابع الميلادي دِينًا جديدًا، إنما كان تجديدًا لدين الله الحق، الإله الواحد ذي الدين الواحد، وذلك بعد أن تعرض لتشويه وانحراف، ودخلت عليه أوهام وضلالات من صنع البشر. فلقد خاطب الله نبيه محمدًا في القرآن بقوله: ﴿ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 161]. والإسلام دين الأنبياء والمرسلين جميعًا، ومَن تبعهم من عباد الله الصالحين، وذلك منذ الخليقة إلى قيام الساعة، فهذا ما يقوله القرآن. فلقد كان نوحٌ - أبو البشرية الثاني - مسلمًا؛ إذ قال لقومه: ﴿ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ * فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 71، 72]. وكذلك كان إبراهيم وبنوه: إسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط، كانوا جميعًا مسلمين، وتواصَوْا وذرياتهم أن يكونوا مسلمين: ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 130 - 133]. وكان بنو إسرائيل الذين آمنوا بالله حقًّا وبعبده المرسَل موسى مسلمين: ﴿ وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 84]. وكان سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى رسولًا من الله مسلمين؛ إذ قالوا لفرعون في تحدٍّ وثبات: ﴿ وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ﴾ [الأعراف: 126]. وكان جميع أنبياء بني إسرائيل مسلمين؛ هكذا يقول الله في القرآن: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ﴾ [المائدة: 44]. وكذلك كان حواريُّو المسيح وتلاميذه مسلمين: ﴿ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 52]. من أجل ذلك كان الحقُّ الذي لا مرية فيه هو قولَ الله في القرآن: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19]. ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]. ولقد قال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقيقة وَحدة الدين: ((الأنبياء إخوة أبناء عَلاَّت، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد))؛ (أخرجه الشيخان). وعلى ضوء ما قدمنا، وخاصة عند الحديث عن تعريف كلمة الإسلام، نجد توافقًا بين دعوة الأسفار ودعوة القرآن إلى الإسلام؛ ففي سفر أيوب: "هو ذا الله في علو السموات... تعرف به وأسلم. وبذلك يأتيك خير. اقبل الشريعة من فيه، وضع كلامه في قلبك". [أيوب 22: 12، 21 - 22].
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |