ملف خاص بالحجاب ( مقالات / نصائح / تذكير/ تحذير. وغيرها ) - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216098 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7830 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859632 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393970 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 86 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 30-01-2007, 08:27 AM
الصورة الرمزية المستغفرة
المستغفرة المستغفرة غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: سوريا
الجنس :
المشاركات: 1,063
الدولة : Syria
افتراضي

الحرب على الحجاب!
(الشبكة الإسلامية) نشرة العالم الإسلامي

جاء الإسلام مكملاً لمكارم الأخلاق منادياً بالبُعد عن كل ما يثير الغرائز ويحرك الشهوات وذلك من أجل إصلاح البشرية والسمو بها عن مرحلة البهيمية والفوضى إلى مراتب مرتفعة من العفة والطهارة. قال عليه الصلاة والسلام: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
ولأن الشهوات والغرائز الطبيعية جزء أساسي من تكوين الإنسان فقد سعى الإسلام لضبطها وتوجيهها التوجيه الصحيح فشرع الزواج قناة وحيدة لإشباع الغرائز والشهوات وإنشاء الأسرة التي هي النواة الرئيسية للمجتمع الإسلامي.
ولأن النفس أمارة بالسوء فقد حرَّم الإسلام كل ما يمكن أن يؤدي إلى إثارة غرائز الإنسان أو تهييج شهواته، لذا جاء الأمر الرباني للمسلمين بأن يغضوا من أبصارهم وأمر المسلمات بارتداء الحجاب يحفظن به أنفسهن وحرَّم عليهن التبرج والسفور ومخالطة الرجال غير المحارم، قال تعالى (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

ولأن أمر الحجاب في الإسلام عظيم فقد جاء الأمر الرباني للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام بأن يأمر أزواجه وبناته قبل نساء المؤمنين بارتداء الحجاب، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا). فإذا كان الأمر بالحجاب قد بدأ بأزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) وهن العفيفات الشريفات الطاهرات فكيف ببقية نساء المؤمنين وخاصة في هذا الزمان الذي انتشرت فيه الفتن وصار فيه الدين غريباً؟
من أجل ذلك توعَّد الله عز وجل المتبرجات المظهرات لزينتهن لغير أزواجهن بالعذاب الأليم يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم في وصف أهل النار (صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).
التبرج هو إظهار المرأة زينتها لغير محارمها وهو من الأمور المحرمة في الإسلام لأن المقصود منه هو إثارة شهوات الرجال من غير الأزواج وإحداث الفتنة في المجتمع.
أما الحجاب فهو نقيض التبرج ويُقصد به الستر والإخفاء ومنه حاجب العين الذي يمنع عنها الغبار والأتربة وأشعة الشمس وحاجب الملوك أو الرؤساء والذي يمنع عنهم الدخلاء والمتطفلين والمتسكعين.
وتقتضي فطرة الإنسان العفة والطهارة ولذلك نجد أن إبليس اللعين عندما أغوى آدم عليه السلام وزوجه بالأكل من الشجرة المحرمة وتم له ما أراد، سقطت عنهما ثيابهما وبدت لهما عورتاهما فأخذا يلتقطان من أوراق الشجر ليخفياهما وذلك التصرف الطبيعي والتلقائي الذي قاما به من دون أن يأمرهما به أحد يدل على أن الأصل في الفطرة البشرية العفة والطهارة وإخفاء العورات.
قال سبحانه وتعالى: (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ).
كانت النساء قبل الإسلام وفي عهد الجاهلية يتبرجن ويلبسن الملابس الخفيفة ويمشين في الأسواق ويعرضن أنفسهن على الرجال، لذلك جاء الأمر من عند الله لنساء المسلمين بارتداء الحجاب، قال تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).
أما في العصر الحديث فقد تفننت النساء في ابتداع أساليب جديدة من التبرج والسفور وصارت المصانع الغربية تمد بلاد المسلمين بالملابس الضيقة الشفافة التي تكشف أكثر مما تستر، وتزيد من مفاتن النساء. وغمرت هذه المصانع أسواق المسلمين بأنواع كثيرة من المساحيق والطلاء والعطور المثيرة للشهوات وأنواع شتى ومتباينة من الأحذية التي تجعل النساء يتمايلن في مشيتهن ويبالغن في التغنج والدلال.
وعندما بدأت مظاهر الصحوة الإسلامية تدب في العديد من بلدان العالم وانتشر الحجاب في بلاد المسلمين ووسط بناتهم في الدول الغربية هاج الغرب وماج وتجاوب معه بعض أنصار الرذيلة ودعاة الفجور في بلاد المسلمين وبدأوا في محاربة الحجاب الإسلامي حرباً لا هوادة فيها ووصفوا الحجاب بأنه يغطي على عقل المرأة وأنه جزء من اضطهاد الإسلام لها ونعتوا المحجبات بنعوت لا تليق ورموهن بالتخلف والرجعية والاستسلام لسطوة الرجل وغيرها مما ينعق به الناعقون.
اتخذت هذه الحملة أشكالاً عديدة فمرة نسمع من يقول إن الحجاب يعزل المرأة عن بقية شرائح المجتمع ويحرمها من دورها وظهر من يدعو إلى (تحرير) المرأة وغيرها من الدعاوى الساقطة المردودة، ونسى هؤلاء الذين لا هم لهم إلا تحرير المرأة من قيمها واحترامها لنفسها أن الإسلام ما شرع الحجاب إلا صوناً للمرأة المسلمة وتكريما لها وإعلاءً لقدرها وتقديراً لدورها في المجتمع إذ أن المرأة المحجبة تكون بمنأى عن مشاكسات الذئاب البشرية ومصانة ممن لا يريدون لها إلا أن تكون متاعاً ومكاناً لتفريغ الشهوات.
وعندما يشعر هؤلاء أن ما ساقوه من حجج يتساقط من تلقاء نفسه نسبة لضعفه وعدم موضوعيته نجدهم يلجأون إلى الاستشهاد برأي بعض من يتدثرون برداء الدين من المستغربين والماركسيين وذوي المصالح الخاصة على أنهم من العلماء المسلمين فيلوون لهم أعناق الحقائق ويستشهدون بأدلة ليست في مكانها ويفسرون الأحكام الإسلامية حسب هواهم متوهمين أن هذه الافتراءات سوف تنطلي على الأمة الإسلامية، وما دروا أن علماء الأمة الأمناء على دينها واقفون لهم بالمرصاد مفندين حججهم ودعاواهم.
وعندما تأكد لهم أن الحجاب الإسلامي أصبح مطلباً شعبياً وأنه آخذ في الانتشار وسط نساء المسلمين لم يجدوا بداً من إعلان الحرب عليه، وخلال الفترة الماضية قامت العديد من الدول الغربية بشن حملة ضارية على الحجاب في المدارس ودواوين الحكومة.
تشتد هذه الحملة في فرنسا حيث فصلت السلطات التعليمية العديد من الطالبات المسلمات لإصرارهن على ارتداء الحجاب وتجلى اهتمام الحكومة الفرنسية بمحاربة الحجاب عندما أعلن رئيس الوزراء الفرنسي أنه قد آن الأوان (لاستئصال) الحجاب من المجتمع الفرنسي وأنه لا مكان في المدارس الفرنسية لطالبة محجبة، وأكد ذلك الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي زاد عليه أن الحجاب يمثِّل مشكلة ثقافية تهدد المجتمع الفرنسي العلماني ويجب التصدي لها بكل صرامة وحسم.
وتمتد الحملة المسعورة وتشمل الولايات المتحدة حيث قضت محاكمها بتأييد فصل العديد من الطالبات المحجبات، كما تتعرض النساء المحجبات للاعتداء بسبب الحجاب الذي يبدو أنه يثير حساسية بعض المتعصبين في المجتمع الأمريكي.
وفي هولندا تأخذ الحملة على الإرهاب طابعاً أكثر سخونة حيث تشن الصحف التي تتبع لليمين المتطرف حملة متواصلة شعواء على الحجاب وأشادت هذه الصحف بمبدأ مدير إحدى المدارس والذي رفض السماح لطالبة محجبة بدخول المدرسة وبرر موقفه بأنه (يؤمن بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة) وأن حجاب المرأة المسلمة يرمز (للظلم الواقع على عاتقها).
وفي المقابل نجد نماذج مشرقة لبعض الدول الأوروبية التي اعترفت بالحجاب كجزء من الخصوصية والحرية الشخصية للمسلمات حيث قضت المحكمة العليا الألمانية بحق المسلمات في ارتداء الحجاب ومنعت الجهات المعنية من التغول على ذلك الحق وضمان تمتع المسلمين به.
كذلك فإن الدنمارك قد أقرت بهذا الحق للمسلمات حيث قضت محكمة دنماركية بفصل معلم ومعلمة قاما بطرد طالبة صومالية من المدرسة لإصرارها على ارتداء الحجاب وقررت المحكمة أن ارتداء الحجاب لا يتنافى مع التعاليم المعمول بها.
ومما يؤسف له أن بعض المسؤولين في دول عربية وإسلامية انساقوا وراء هذه الحملة الجائرة وانضموا للهجمة الشرسة على الحجاب وحملوا لواءها وأعلنوا - صراحة - منعه وسط طالبات المدارس وقاموا بفصل من أصرت عليه بوصفه جزءًا أصيلاً من هويتها الدينية وشخصيتها العامة.
ففي مصر على سبيل المثال تتعرض النساء المحجبات لمضايقات عديدة فقد تم قبل فترة منع مذيعة بإحدى القنوات الفضائية من الظهور على شاشة التليفزيون بسبب ارتدائها للحجاب بدعوى أنه (يثير الحساسيات)، وتم كذلك فصل امرأة محجبة تعمل مساعدة طيار في إحدى شركات الطيران بسبب رفضها التخلي عن الحجاب رغم أن ارتداءه لم يؤثر على كفاءتها ومقدرتها على أداء عملها.
كما أقدمت مدرسة (شامبليون) بالإسكندرية والتابعة للسفارة الفرنسية بفصل طالبة مسلمة بسبب الحجاب مما أثار الرأي العام المصري ضد إدارة المدرسة، وتدخل شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي وهاجم إدارة المدرسة ودعاها للالتزام بالتقاليد الإسلامية السائدة في مصر، وكذلك قامت إدارة إحدى المدارس الخاصة بطرد معلمة محجبة وهددتها بالفصل وعدم إعادتها للعمل إلا بعد أن تخلعه.. والأمثلة على تلك الحملة كثيرة ومتعددة.
وفي تونس أقدمت إدارة معهد القنال الثانوي على منع 38 طالبة من أداء الامتحانات بسبب ارتدائهن الحجاب، كما أقدمت إدارة معهد المنذر بن عكاز على رفض السماح لطالبات مسلمات بأداء الامتحانات بسبب الحجاب، وبالرغم من أن بعضهن اضطررن إلى خلع الحجاب ليتمكن من أداء الامتحانات إلا أن مدير المعهد أصر على رفضه واشترط على الطالبات الذهاب إلى قسم الشرطة وتوقيع تعهد بعدم ارتداء الحجاب مستقبلاً!!
وكانت السلطات التعليمية التونسية قد أصدرت في عام 1981م منشوراً قضى باعتبار الحجاب رمزاً طائفياً يجب محاربته ومنعه في المدارس الثانوية والجامعات، مما أدى لزيادة التمييز ضد المحجبات في الجامعات وحتى بعد تخرجهن حيث يواجهن صعوبات بالغة في الحصول على وظائف حكومية.
ويبقى السؤال الكبير هو: لماذا اتحد كل هؤلاء على محاربة الحجاب؟ ولماذا هذه الحملة الشرسة وفي هذا التوقيت بالذات؟ هل السبب هو فوبيا الحجاب والخوف من كل ما يرمز للإسلام؟ أم أنها حالة مرضية وترسبات نفسية كانت تعتمل في دواخل مرضى النفوس ولم تجد فرصة للخروج إلى العلن بهذه الصورة إلا بعد تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تبعها من تطورات عالمية وما يسمى بالحرب على الإرهاب؟؟
ولكن يبقى أصحاب القلوب المطمئنة العامرة بالإيمان على يقين بأن العاصفة سوف تزول وأن سحب التشكيك سوف تنقشع عما قريب وأن الله متم نوره ولو كره الكافرون.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 30-01-2007, 08:30 AM
الصورة الرمزية المستغفرة
المستغفرة المستغفرة غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: سوريا
الجنس :
المشاركات: 1,063
الدولة : Syria
افتراضي

الحجاب والشعر

العباءة المخصرة
كــانــت بعـــزة إثمهــا تتكبّـــر وببعدهـــا عــن ربّهــا تستهتــر ثـوب الفضيلة لا يـواري جسمهـا بعبــاءة الخصــر المريبــة تظهـــر مكياجهـــا يزري بنــور حيـاءهــا وعطورها مـن جسمهــا تتبخّــروتهيـج قطعـان الذئـــاب لطيفهــا فــي السـوق لمّا أقـبـلـت تتبختــرلعبت بها الأوهــام حتى أصبحـت تهفــــو لهـــا ولأمرهـــا تتصـــدّريا ويلها ظلمــت جمــال أنوثــة ريانـــة والـــورد فيهـــــا يزهــــرضربت مواعيــد الغـــرام بجـــرأة والله يسمع مــا تقـــول ويبصــــر لكــــن قلبـــاً غافلاً أنّــــى لــه في سوء عاقبة الهـوى يتفكّــــرهجـرت كتـاب الله طــول سنينهــا لا الخـوف يغشــاهــا ولا تتذكّــــر فــــإذا بأقـــدار الإلــــه تحوطهـــا وإذا بألطــاف المهيمــن تسفـــرورأت كتـــاب الله يومـــاً صدفـــة فيليـــن قلــب جــامــد متحجـــّرفتناولته عسـى زمـــان أســـود مـــن عمرهـــا بكتــابــه يتنــــوّريا حسن ما قرأتـــه مـــن آياتـــه أو هكـــذا ربـــي لذنبـــي يغفــرأو هكـــذا لطـــف الإلــه وبـــرّه ربٌّ غفـــــور جـــوده لا يقصــــر يعطي بلا عـدد ويمهـــل عبـــده وهـــو العلــيّ القــادر المتكبّــــرفإذا بهــا تشكــــو بغيـــر تكلّـــم ودموعهـا مـــن عينهـــا تتحـــدّرعادت فتـــاة الأمـــس لله الــذي يعفــــو ويغفـــر للعبــاد ويستـــرصلّــت صـــلاة مــودّع وتأملــت فـــي شأنهــــا ولآيهـــا تتدبّـــريا ربِّ تبت إليــك فاقبــل توبتــي أنت العليــم بنـــا وأنـــت تدبّـــرصرّف على دين الرسول وشرعه قلبي الـذي يهفـو إليـك ويجـــأر

الحجاب
أختـاه يا ذات الحجـاب تحية كم أنت في عفافـك رائعـة جميلهيا روضة في الأرض فاح عبيرهـا وشريعـة الإسـلام دوحتها الظليلهتيهي على الأرض فخاراً وانسجي ثـوب الإبـاء و جرجري زيـولهو إذا طغى الطوفان لا تستسلمي لبواعث الطوفـان و اجتنبي سيولـهما قيمة الخـفـاش في تصخابـه و الليل فوق جيوشه أرخى سدولـهزرعـت فأنبتت الثمار فكيف لا يزهو بها التاريخ أعمـالاً جليـلـهمن روعة القـرآن يغرف قلبهـا و بجانب المحـراب تحتضن البطولـه

الحجاب
أيا أختاه ما أبهى الخمارا
وما أغلى الجمال إذا توارىتسيرين الهوينى غير أني أرى زهوا بخطوك وانتصاراتركت الجاهلية في اعتزاز وأثرت الكرامة والفخاراأيا أختاه كم أشفقت يوما عليك وقد غلى قلبي وفارا وكم ساءلت نفسي في اكتئاب أترضين المهانة والصغاراأمسلمة وهمك أن تعيشي ليفتن حسنك القوم الحيارىأمسلمة وفي الإسلام عز وأنت صغيرة تغوي الصغاراأما تبغين عند الله أجرا أما تخشين بعد الموت نارا أما يضنيك مايجري لقومي من الأهوال ليلا وأو نهارا أما يبكيك عرض مستباح أما تشقيق أناة العذارىسؤال ليس يقبه جواب يزيد الحزن في قلبي استعارافلما أن رأيتك في احتشام وقد أظهرت للتقوى شعارابكيت ولم أطق إخفاء دمعي سروروا باحتشامك وافتخارا أخية علمينا كيف نمضي بدرب الحق أبطالا كباراوكيف نصير في ليل البرايا بدورا إن بغى ليل وجاراوكيف نقوم في وجه الأعادي ونرفع راية التقوى جهارا حماك الله يا أختاه إنا نراك بليل غربتنا منارا
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 30-01-2007, 08:31 AM
الصورة الرمزية المستغفرة
المستغفرة المستغفرة غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: سوريا
الجنس :
المشاركات: 1,063
الدولة : Syria
افتراضي

الحجاب عبادة
إعداد القسم العلمي بدار الوطن

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، أما بعد :

أختي المسلمة!
لقد دأبت بعضُ الأقلام بين فينةٍ وأخرى على النيلِ من حجابك والهجوم عليه، واصفةً إياه بالتخلف والرجعية وعدم مواكبة التطور الذي نشهده، والقرن الذي نحن على مشارفه، حيث إننا نعيش عصر الفضائيات والاتصالات والعولمة وتلاقح الأفكار وغير ذلك من مظاهر التقدم العلمي والتكنولوجي .
وقد انقسم هؤلاء المبهورون بمدنية الغرب إلى أقسام عدة :
فـمنــهم من أنكر فرضية الحجاب بالكلية، وزعم أنه من خصوصيات العصور الإسلامية الأولى !! .
ومنهم من أنكر غطاء الوجه وراح يدعو إلى السفور والاختلاط، زاعماً أن ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما يدل على تغطية وجه المرأة، وأن ذلك من قبيل العادات الموروثة التي فرضها المتشددون ! .
ومنهم من تخبَّط فقال : إن الحجاب سجن يجب على المرأة أن تتحرر منه حتى تستثمر طاقاتها في مواكبة العصر، ومشاركة الرجل مسيرته التقدمية نحو آفاق المدنية الحديثة ! .
ومنهم من طبق المثل القائل : "رمتني بدائها وانسلَّت" فزعم أن الذين يدعون إلى الحجاب ونبذ التبرج والسفور ينظرون إلى المرأة نظرة جسدية،ولو أنهم تركوا المرأة تلبس ما تشاء لتخلَّص المجتمع من هذه النظرة الجسدية المحدودة!! .
وهؤلاء جميعاً قد اشتركوا في الجهل والدعوة إلى الضلال، شاءوا أم أبوْا .
والأمر في ذلك كما قال الشاعر :
فإن كنتَ لا تدري فتلك مصيبةٌ *** وإن كنت تدري فالمصيبةُ أعظمُ
أما حقيقة هؤلاء فلا تخفى على ذي عينين ! .
وأما كلامهم فباطل باطل، يبطل أولُه آخرَه، وآخرُه أولَه، قال تعالى : } وَلَتَعرِفَنهُم فِي لَحنِ القَولِ وَاللهُ يَعلَمُ أَعمالَكُم{ [ محمد : 30 ] .
وأما دعوتهم فمؤامرة مكشوفة على المرأة المسلمة، وعلى الأسرة والمجتمع والأمة بأسرها .
ومع ذلك فقد نجح هؤلاء في السيطرة على عقول بعض نسائنا، فأغروهن بكلامهم المعسول وعباراتهم البراقة التي تحمل في طيَّاتها الهلاك والدمار، فظننَّ أن هؤلاء هم المدافعون عن قضايا المرأة وحقوقها، وجهلن أن الإسلام قد صان المرأة أتمَّ صيانة، ورفع مكانتها في جميع مراحل حياتها، طفلةً وبنتاً وزوجة وأُمًّا وجدة .
ولما كان الأمر كما قال الشاعر :
لكلِّ ساقطةٍ في الحيِّ لاقطةٌ........... وكلُّ كاسدةٍ يوماً لها سوقُ
فقد تعيَّن الردُّ على هؤلاء ودحض شبهاتهم، وتفنيد كلامهم، وكشف عوار أحاديثهم وزيف أطروحاتهم، لعلهم يعودوا لرشدهم ويتخلوا عن باطلهم .
الحجاب عبادة
الحجاب عبادة من أعظم العبادات وفريضة من أهم الفرائض؛ لأن الله تعالى أمر به في كتابه، ونهى عن ضده وهو التبرج، وأمر به النبي صلى الله عليه و سلم في سنته ونهى عن ضده، وأجمع العلماء قديماً وحديثاً على وجوبه لم يشذّ عن ذلك منهم أحد، فتخصيص هذه العبادة – عبادة الحجاب – بعصر دون عصر يحتاج إلى دليل، ولا دليل للقائلين بذلك ألبتة . ولذلك فإننا نقول ونكرر القول : "لا جديد في الحجاب" .
ولو لم يكن الحجاب مأموراً به في الكتاب والسنة، ولو لم يرد في محاسنه أيُّ دليل شرعي، لكان من المكارم والفضائل التي تُمدح المرأة بالتزامها والمحافظة عليها، فكيف وقد ثبتتْ فرضيَّتُه بالكتاب والسنة والإجماع؟!.
أدلة الحجاب من الكتاب والسنة
وفي هذه الأدلة برهان ساطع على وجوب الحجاب، وإفحامٌ واضح لمن زعم أنه عادة موروثة أو أنه خاصٌّ بعصور الإسلام الأولى.
أولاً : أدلة الحجاب من القرآن :
الدليل الأول : قوله تعالى : { وَقُل للمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِن وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن إِلا مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن } إلى قوله: { وَلاَ يَضرِبنَ بِأَرجُلِهِن لِيُعلَمَ مَا يُخفِينَ مِن زِينَتِهِن وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيهَا المُؤمِنُونَ لَعَلكُم تُفلِحُونَ} [ النور:30 ] .
قالت عائشة رضي الله عنها : "يرحم الله نساء المهاجرات الأُول؛ لما أنزل الله : } وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن{ شققن مروطهن فاختمرن بها" [ رواه البخاري ] .
الدليل الثاني : قوله تعالى : { وَالقَوَاعِدُ مِنَ النسَاء اللاتي لاَ يَرجُونَ نِكَاحاً فَلَيسَ عَلَيهِن جُنَاحٌ أَن يَضَعنَ ثِيَابَهُن غَيرَ مُتَبَرِّجَاتِ بِزِينَةٍ وَأَن يَستَعفِفنَ خَيرٌ لهُن وَاللهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ } [ النور : 60 ] .
الدليل الثالث : قوله تعالى :{ يأَيهَا النبِي قُل لأزواجِكَ وَبَناَتِكَ وَنِسَاء المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِن مِن جَلابِيبِهِن ذلِكَ أَدنَى أَن يُعرَفنَ فَلاَ يُؤذَينَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رحِيماً } [ الأحزاب : 59 ] .
الدليل الرابع : قوله تعالى :{ وقَرنَ فِي بُيُوتِكُن وَلاَ تَبَرَّجنَ تَبَرجَ الجاَهِلِيةِ الأولَى } [ الأحزاب : 33 ] .
الدليل الخامس : قوله تعالى : { وَإِذَا سَأَلتُمُوهُن مَتَاعاً فـاسـأَلُوهُن مِن وَرَاء حِجَابٍ ذلِــكُم أَطهَرُ لِقُلُوبِكُم وَقـُلُوبِهِن} [ الأحزاب : 53 ] .
ثانياً : أدلة الحجاب من السنة :
الدليل الأول : في الصحيحين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: يا رسول الله، احجب نساءك . قالت عائشة : فأنزل الله آية الحجاب . وفيهما أيضاً : قال عمر : يا رسول الله، لو أمرتَ أمهات المؤمنين بالحجاب . فأنزل الله آية الحجاب .
الدليل الثاني : عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "المرأة عورة" [ الترمذي وصححه الألباني ] .
الدليل الثالث : عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "من جرَّ ثوبه خُيَلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة" فقالت أم سلمة رضي الله عنها : فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال : "يرخين شبراً" فقالت : إذن تنكشف أقدامهن . قال : "فيرخينه ذراعاً لا يزدن عليه" [ رواه أبو داود والترمذي وقال : حسن صحيح ] .
أدلة سَتر الوجه من الكتاب والسنة
أولاً : قوله تعالى : { وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن} [ النور : 30 ] .
قال العلامة ابن عثيمين : "فإن الخمار ما تخمِّر به المرأة رأسها وتغطيه به كالغدقة، فإذا كانت مأمورة بأن تضرب بالخمار على جيبها كانت مأمورة بستر وجهها" .
ثانياً : قوله تعالى : { يأَيهَا النبِي قُل لأزواجِكَ وَبَناَتِكَ…} [ الأحزاب : 59 ] .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : "أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلاليب" . قال الشيخ ابن عثيمين : "وتفسير الصحابي حجة، بل قال بعض العلماء إنه في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه و سلم ".
ثالثاً : عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين" [ رواه البخاري ] .
قال القاضي أبو بكر بن العربي : "قوله في حديث ابن عمر: "لا تنتقب المرأة المحرمة" وذلك لأن سترها وجهها بالبرقع فرض إلا في الحج، فإنها ترخي شيئاً من خمارها على وجهها غير لاصق به، وتعرض عن الرجال ويعرضون عنها" .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : "وهذا مما يدلّ على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن، وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن" .
رابعاً : في قوله صلى الله عليه و سلم : "المرأة عورة" دليل على مشروعية ستر الوجه . قال الشيخ حمود التويجري : "وهذا الحديث دالّ على أن جميع أجزاء المرأة عورة في حق الرجال الأجانب، وسواءٌ في ذلك وجهها وغيره من أعضائها" .
جهل أم عناد؟!
إليكم يا من تزعمون أن حجاب المسلمة لا يناسب هذا العصر!!
إليكم يا من تدّعون أن تغطية الوجه من العادات العثمانية!!
إليكم يا من تريدون إخراج المرأة من بيتها واختلاطها بالرجال في كل مكان .
هذه آيات القرآن أمامكم فاقرءوها.. وهذه أحاديث النبي محمد صلى الله عليه و سلم بين أيديكم فادرسوها ... وهذا فهم أئمة الإسلام من السلف والخلف يدل على وجوب الحجاب وستر الوجه فاعقلوه . فإن كنتم جهلتم هذه الآيات والأحاديث في الماضي فها هي أمامكم، ونحن ننتظر منكم الرجوع إلى الحق وعدم التمادي في الباطل؛ فإن الرجوع إلى الحق فضيلة، والإصرار على الباطل شر ورذيلة .
أما إذا كنتم من الصنف الذي وصفه الله تعالى بقوله : } وَجَحَدُوا بِهَا وَاستَيقَنَتهَا أَنفُسُهُم ظُلماً وَعُلُواً { [ النمل : 14] فإنكم لن تنقادوا للحق، ولن ترجعوا إلى الصواب، وإن سردنا لكم عشراتٍ بل مئاتِ الآيات والأحاديث، لأنكم – بكل بساطة – لا تؤمنون بكون الإسلام منهج حياة، وبكون القرآن صالحاً لكلّ زمان ومكان . قال تعالى : } أَفَحُكمَ الجَاهِلِيةِ يَبغُونَ وَمَن أَحسَنُ مِنَ اللهِ حُكماً لقَومٍ يُوقِنُونَ { [المائدة : 50] .
الحجاب والمدنية
يرى دعاة المدنية أن الحجاب مظهر من مظاهر التخلف، وأنه يمنع المرأة من الإبداع والرقي، وهو عندهم من أكبر العقبات التي تحول بين المرأة وبين المشاركة في مسيرة الحضارة والمدنية، وفي عملية البناء التي تخوضها الدول النامية للوصول إلى ما وصلت إليه الدول المتقدمة من رقي وتمدن !!
ونقول لهؤلاء : ما علاقة الحجاب بالتقدم الحضاري والتكنولوجي؟ !
هـل من شروط الحضارة والمدنية أن تخلع المرأة ملابسها وتتعرَّى أمام الرجال؟ !
هـل من شروط الحضارة والمدنية أن تشارك المرأة الرجل متعته البهيمية وشهواته الحيوانية؟ !
هـل من شروط الحضارة والمدنية أن تكون المرأة جسداً بلا روح ولا حياء ولا ضمير ؟ !
هل الحجاب هو السبب في عجزنا عن صناعة السيارات والطائرات والدبابات والمصانع والأجهزة الكهربائية بشتى أنواعها؟!
لقد تخلت المرأة المسلمة في معظم الدول العربية والإسلامية عن حجابها، وألقته وراء ظهرها، وداست عليه بأقدامها، وخرجت لتعمل مع الرجل، وشاركته معظم ميادين عمله !!.
فهـل تقدمت هذه الدول بسبب تخلِّي نسائها عن الحجاب؟!
وهـل لحقت بركب الحضارة والمدنية بسبب اختلاط الرجال بالنساء؟!
وهـل وصلت إلى ما وصلت إليه الدولُ المتقدمة من قوة ورقيّ؟!
وهـل أصبحت من الدول العظمى التي لها حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ؟!
وهل تخلصت من مشاكلها الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والأخلاقية؟!
الجواب واضح لا يحتاج إلى تفصيل . فلماذا إذن تدعون إلى التبرج والسفور والاختلاط يا دعاة المدنية والحضارة؟!!
نعم للتعليم .. لا للتبرج
إن المرأة في هذه البلاد – ولله الحمد – وصلت إلى أرقى مراتب التعليم، وحصلت على أعلى الشهادات التعليمية، وهي تعمل في كثير من المجالات التي تناسبها، فهناك الطبيبة، والمعلمة، والمديرة، وأستاذة الجامعة، والمشرفة والباحثة الاجتماعية، وكلّ هؤلاء وغيرهن يؤدين دورهن في نهضة الأمة وبناء أجيالها، لم يمنعهن من ذلك حجابهن وسترهن وحياؤهن وعفتهن .
لقد أثبتت المرأة المسلمة – في هذه البلاد – أنها تستطيع خدمة نفسها ومجتمعها وأمتها دون أن تتعرض لما تعرضت له المرأة في كثير من البلدان من تبذُّلٍ وامتهان، ودون أن تكون سافرة أو متبرجة أو مختلطة بالرجال الأجانب .
إن هذه التجربة التي خاضتها المرأة في بلادنا تثبت خطأ مقولة دعاة التبرج والاختلاط : "إن النساء في بلادنا طاقات معطَّلة لا يمكن أن تُستَثمر إلا إذا خلعت حجابها وزاحمت الرجال في مكاتبهم وأعمالهم" .} كَبُرَت كَلِمَةً تَخرُجُ مِن أَفوَاهِهِم إِن يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا{ [ الكهف : 5 ] .
ماذا يريدون؟!
إن هؤلاء لا يريدون حضارة ولا مدنية ولا تقدماً ولا رقياً .. إنهم يريدون أن تكون المرأة قريبة منهم .. يريدونها كلأً مباحاً لشهواتهم .. يريدونها سلعةً مكشوفةً لنزواتهم … يريدون العبث بها كلما أرادوا .. والمتاجرة بها في أسواق الرذيلة .. إنهم يريدون امرأة بغير حياء ولا عفاف .. يريدون امرأة غربية الفكر والتصور والهدف والغاية .. يريدون امرأة تجيد فنون الرقص .. وتتقن ألوان الغناء والتمثيل .. يريدون امرأة متحررة من عقيدتها وإيمانها وطهرها وأخلاقها وعفافها.
الرد على من اتهم الدعاة إلى الحجاب
أمــا هــؤلاء، فحدّث عنهم ولا حرج .. إنهم يكذبون .. ويعلمون أنهم يكذبون .. يقولون : إن الدعاة إلى الفضيلة ينظرون إلى المرأة نظرة جسدية، أما إذا تُركت المرأة تلبس ما تشاء فسوف تختفي تلك النظرة وسوف يكون التعامل بين الرجل والمرأة على أساس من الاحترام المتبادل .
والحقيقة التي لا مراء فيها تكذِّب هذه الدعوى وتفضح تلك المقولة .
والــدليل على ما أقول هو ما يحدث الآن في المجتمعات التي تلبس فيها المرأة ما تشاء، وتصاحب من تشاء .. هل خَفَّ في هذه المجتمعات سعار الشهوة؟ وهل كان التعامل فيها بين الرجل والمرأة على أساس من الاحترام المتبادل؟
يجيب على ذلك تلك الإحصائيات :
1- أظهرت إحدى الإحصائيات أن 19 مليوناً من النساء في الولايات المتحدة كُنَّ ضحايا لعمليات الاغتصاب !! [ كتاب : يوم أن اعترفت أمريكا بالحقيقة ] .
2- أجرى الاتحاد الإيطالي للطب النفسي استطلاعاً للرأي اعترف فيه 70% من الإيطاليين الرجال بأنهم خانوا زوجاتهم [ تأملات مسلم ] .
3-في أمريكا مليون طفل كل عام من الزنا ومليون حالة إجهاض [ عمل المرأة في الميزان ] .
4-في استفتاء قامت به جامعة كورنل تبين أن 70% من العاملات في الخدمة المدنية قد اعتُدي عليهن جنسيًّا وأن 56% منهن اعتدي عليهن اعتداءات جسمانية خطيرة [ المرأة ماذا بعد السقوط ؟ ] .
5-في ألمانيا وحدها تُغتصب 35000 امرأة في السنة، وهذا العدد يمثل الحوادث المسجلة لدى الشرطة فقط أما حوادث الاغتصاب غير المسجلة فتصل حسب تقدير البوليس الجنائي إلى خمسة أضعاف هذا الرقم [ رسالة إلى حواء ] .
ألا تدل هذه الأرقام والإحصائيات على خطأ دعوى هؤلاء ومقولتهم ؟ أم أن هذه الأرقام والإحصائيات هي جزء من الاحترام المتبادل بين الرجل والمرأة الذي يريده هؤلاء ؟ !
فاعتبروا يا أولي الأبصار
يا فتاة الإسلام :
إن الحجاب أعظم معين للمرأة للمحافظة على عفَّتها وحيائها، وهو يصونها عن أعين السوء ونظرات الفحشاء، وقد أقرَّ بذلك الذين ذاقوا مرارة التبرج والانحلال واكتووا بنار الفجور والاختلاط، والحقُّ ما شهدت به الأعداء!! تقول الصحفية الأمريكية (هيلسيان ستاسنبري) بعد أن أمضت في إحدى العواصم العربية عدة أسابيع ثم عادت إلى بلادها : "إن المجتمع العربي كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تقيّد الفتاة والشاب في حدود المعقول . وهذا المجتمع يختلف عن المجتمع الأوربي والأمريكي، فعندكم أخلاق موروثة تحتِّم تقييدَ المرأة، وتحتم احترام الأب والأم، وتحتم أكثر من ذلك عدم الإباحية الغربية، التي تهدم اليوم المجتمع والأسرة في أوربا وأمريكا .. امنعوا الاختلاط، وقيّدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا" [ من : رسالة المرأة وكيد الأعداء ] .
فيا فتاة الإسلام :
هذه امرأة أمريكية تدعو إلى الحجاب بعد أن رأت التمزق الأسري والانحلال الخلقي يعصف بمجتمعها .
أمريكية توصينا بالتمسك بأخلاقنا الإسلامية الجميلة، وعاداتنا الحسنة .
أمريكية تحذرنا من مغبَّة الاختلاط والإباحية التي أدت إلى فساد المجتمعات في أوربا وأمريكا .
فأبشري يا فتاة الإسلام .. وقَرّي بحجابك عيناً .. واعلمي أن المستقبل لهذا الدين .. وأن العاقبة للمتقين ولو كره الكارهون
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 30-01-2007, 08:38 AM
الصورة الرمزية المستغفرة
المستغفرة المستغفرة غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: سوريا
الجنس :
المشاركات: 1,063
الدولة : Syria
افتراضي

الحجاب الإسلامي بين المد والجزر


أحمـــد فهمي

كانت عودة الحجاب ملمحاً أساساً من ملامح الصحوة الإسلامية في مرحلتها المعاصرة التي تبدأ مــن سبـعـيـنيات القرن العشرين، وأصبح الحجاب رمزاً من رموز الصحوة وشعاراً من شعاراتها.
والآن ـ وبـعـد ما يقـرب من ثلاثين عاماً، تنوعت وتعددت فيها أشكال المواجهة وميادينها بين الصحوة وأعــدائها ـ لا تزال راية الحجاب ترفرف في ساحة المعركة، ولكن على نحوٍ يختلف كثيراً عما كـانـت عـلـيـه فـي السبـعـيـنـيات في أكثر المجتمعات الإسلامية؛ وهذا الاختلاف في مسألة الحجاب هو ما نحن بصدد توصيفه وتقويمه في هذه الصفحات.
ولأن الواقع لا يعطي معانيه ولا يكشف أسراره إلا بإضــافـته إلى ما قبله من الزمن، فلا بد من إضافة بُعدٍ تاريخي يسير بقدر ما يكشف لنا الدورة الكامـلة لنشوء الحجاب وتراجعه.
الأبعاد التاريخية لمعركة الحجاب والسفور في المجتمعات الإسلامية:
يروق للمحللين والعلمانيين المحليين كلما طرحت قضية الحجاب أن يُغرِقوا في التساؤل عن الـدوافــع والأســـبـاب وراء انـتـشـار هذه الفريضة المتزايدة منذ السبعينيات، وهذا تساؤل معكوس حقيقة، لا بد معه من إضــافــة الـبـعـد الـتـــاريخي حتى نرى الأشياء في سياقها الحقيقي، فيصبح التساؤل الصحيح عن الدوافع والأسباب الكامنة وراء تخلي المرأة المسلمة عن حجابها؛ فانحرافٌ فرعيٌّ في التاريخ لا يتجاوز سـبـعـيـن أو ثمانين عاماً (متوسط عمر رجل واحد)، لا يمكن بحال أن يقضي على أصلٍ متجذِّر منذ ما يزيد على ثلاثة عشر قرناً من الزمان كشجرة ضخمة فرعها ثابت، وأصلها في السماء.
ومـــــن الشواهد العجيبة على هذا الانتقال التعسفي التاريخي من الحجاب إلى السفور أن بعض رواده الكبار (الأصاغر) يشعر المتأمل في سيرة أحدهم كأنه يقرأ عن شخصين، الأول: يرفع رايـــة الحجاب ويدافع عنه، والثاني: يعادي الحجاب ويرفع راية السفور، ونذكر مثالين على ذلك: الأول من مصر، والثاني من تونس.

ففي مصر: كان أول كُتُبِ قاسمِ أمين: "المصريون" دفاعاً حماسياً عن فضائل الإسلام على المرأة المصرية، ورفعاً من شأن الحجاب، ثم لما تمت إعادة برمجته على أيدي رواد صالون نازلي، أصدر كـتـابـيــه: "تحرير المرأة"، "المرأة الجديدة"، وجعل من نفسه الداعي الأول لفتنة التبرج بين المسلمين.

وفي تونس: سـنــة 1929م وقف شاب عمره يومذاك 26 سنة ـ في إحدى الندوات ـ يرد على امرأة سـافــرة تـدعـــو إلى تحرير المرأة، فقال: "الحجاب يصنع شخصيتنا، وبالنسبة لخلعه: جوابي هو الرفــض، وارتـفــع الضـجيج في القاعة، وانتقل الجدال إلى الصحف، وتابع الشاب الدفاع عن الحجاب بنشر مقالات فـي صحيفة تونسية فرنسية، ولم يكن هذا الشاب سوى المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة نفــســـه الذي قام في اليوم التالي للاستقلال بسحب غطاء الرأس عن النساء التونسيات"(1).
وسار كثيرون في أنحاء العالم الإسلامي على نهج قاسم أمين فأصدروا كتبهم المسمومة، مثل كـتـاب: "امرأتان في الشريعة والمجتمع" للطاهر الحداد في تونس سنة 0391م، و"السفور والحجاب" لنظيرة زين الدين في سوريا في العشرينيات.
واسـتمـرت جهـود المثقفين والمفكرين ـ المتبنين للمنهج التغريبي ـ طيلة الحقبة الاستعمارية في الترويج للـتـبـرج حتى أصـبـح واقــعــاً مفـروضــاً إلى جوار الحجاب، ولما أن أتى عهد الاستقلال وتولى القوميون زمام الأمور عملوا ما عـجــــز عنه الاستعمار، وعمدوا إلى القضاء على البقية الباقية من الحجاب في بلادهم.
يـقـول صحفي ألماني واصفاً فترة إقامته في مصر من 1956 ـ 1961م: "ويكـفي أن تعلم أنه منذ عـشــريــن عاماً فقط كانت كل النساء تقريباً يرتدين الحجاب، أما اليوم فإنه حتى في أكثر المناطق شعبية لم نعد نرى الحجاب"(2).
وفي سوريا مزق رجال "البعث" الحجاب في شوارع دمشق، ومنعوا المحجبات من دخول المدارس بحجابهن(3).
وفي الجزائر دعـــا "بن بيلا" الجزائريات إلى خلع حجابهن، وقال: إنني أطالب المرأة الجزائرية بخلع الحجاب مــن أجــل الجــزائــر!(4)، فخرجت العذارى المحاربات من بيوتهن، ونزعن الحجاب لأول مرة منذ أن اعتنقت بلادهن الإسلام(5).
وحقق العهد الاسـتـقـلالـي في المغرب ما لم يستطعه الاستعمار في عشرات السنين(6).
أما المجاهد بورقيبة فبزَّ أقـرانـه في حرب الحجاب، وأصدر مرسومه الشهير (108) بمنع الحجاب فـي الـمـؤسـسـات الرسمية للدولة، ودعا التونسيات ألا يُشْعِرْنَ السياح الأجانب بالغربة في بلادهن(7)، ولا يــزال الحجاب محارباً بشدة حتى الآن في تونس، ولكن ما أن بدأ تهافت الفكر القومي مع هـزيمـة يونيو 1967م، حتى عاد الحجاب يتربع على عرشه المسلوب مــــن جديد، وما أصدق القائل: "إن الحجاب لم يكن ثمرة النكسة بقدر ما كانت النكسة ثمرة التخلي عن الحجاب كمظهر من مظاهر التخلي عن الإسلام"(8).
ولو شئنا دراسة تطورات الحجاب منذ بدء عودته في السبعينيات وحتى الآن، فلا بد من انتقاء بلد يصبح نموذجاً معبراً عن أحداث هذه الفترة، ولا نجد أفضل من النموذج المصري في التعبير عنها؛ فهو نموذج ثري بتطوراته وأحداثه ومتغيراته، كما أنه نموذج رائد يراد تسويقه للدول التي لم تبلغ مرحلته بعد.
ولكي تكتمل الرؤية بأن تحتوي على الأبعاد الزمنية الثلاثة: الماضي، الحاضر، احتمالات المـسـتـقـبــل، نـتـناول قضية الحجاب في تركيا، باعتبارها تحتل المرتبة الأولى في التطرف العلماني الرافض للإســــلام، ومـــن ثَمَّ فهي هدف تُدفع معظم الدول الإسلامية دفعاً ـ مع اعتبار تفاوت مواقعها الحالية ـ لبـلــوغه في السنوات القادمة؛ فدراستها وإن كانت تعتبر واقعية بالنسبة لتركيا، إلا أنها مستقبلية بالنسبة لغيرها من الدول الإسلامية.


الحجاب في مصر:
إن ثـراء الـنـمـــوذج الـمـصـري ـ كما سبق ـ يجعل من الصعب تغطيته في صفحات معدودة بتفصيل وشمول، ولذا سننتقي منه أهم المعالم التي تخدم موضوعنا.

أولاً: تـوزيـع الأدوار فـي مـعـركــــة الحجاب والسفور بين السبعينيات والتسعينيات:
لمعركة الحجاب سَمْتٌ متميز؛ فهناك أطراف متعددة، وأدوار متداخلة، وهناك أيضاً صور مخـتـلـفــة للـهـزيـمة والفوز، كما أنها معركة مفتوحة نحسب أنها باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وفـي الـسـاحـــة المصرية يظهر ذلك بوضوح، وتنحصر الأدوار المؤثرة في الأطراف الآتية:

1 - المؤسسات التعليمية: ويبرز دورها في ثلاثة اتجاهات:
الأول: أخـطـــــرها، وهو السعي للعلمنة الكاملة لمناهج التعليم ـ مع حصار وتحديد لدور المؤسسات التعليمية الدينية، وهذا الاتجاه يظهر أثره في المستقبل بتخريج أجيال تنتمي إلى العلمانية قبل الإسلام.
الثاني: العمل على إضــعـــاف ظاهرة الحجاب في تلك المؤسسات حتى لا تعوق بوجودها جهود العلمنة. وهذا الإضعاف يأخذ شكل مضايقات وحصار ولوائح وقرارات تمنع دخول المحجبات ـ خاصة الـمـنـقـبــــات ـ إلى تلك المؤسسات ـ عاملات أو طالبات ـ ومن أشهر القرارات قرار رقم 113 سنة 1994م الـذي يـمــنـع ارتــداء غطاء الرأس إلا بطلب من ولي الأمر(9).
الثالث: وهو اتـجــــاه غير مباشر؛ وذلك بتشجيع تحول المؤسسات التعليمية إلى ساحات لهدم الأخلاق والقيم، وتحطيم القيود على تطور العلاقة بين الشاب والفتاة، ويكفي النظر إلى ظاهرة الزواج ـ الزنا ـ العرفي وتزايدها المستمر وأسلوب معالجتها الذي اقتصر على عقد ندوات دينية في تلك الـمـؤسـسـات ـ ذراً للرماد في العيون ـ أحدثت في بعض الأحيان أثراً عكسياً، فأخرجت الظاهرة إلى نطاق النقاش العلني واختزلتها إلى مجرد خلاف فقهي.


2- وسائل الإعلام: تـقـول إحدى الدراسات: إن أغـلـبـية المجتمع المصري يقع تحت سطوة وسائط الإعلام الرسمية(10)، وأن الـنـسـاء خاصة يقبـلـن عل مشاهدة برامج التلفاز أكثر من الرجال(11)، وفي أحد استطلاعات الرأي الـهـامة، كان هناك عامل مشترك بين الموافقات على أن دعوة قاسم أمين تقدمية، هو مشاهدة برامج التلفاز والراديو(12).
لا شك أن الإعلام أصبح يلعب دوراً خطيراً في محـاربة الحجاب عبر منابره المتعددة، وله في ذلك أساليب متنوعة ـ مباشرة وغير مباشرة ـ فهـنــاك الهجوم المباشر الفج الذي يسخر من الحجاب، أو يُرجِع دوافعه إلى مشاكل اجتماعية ونفسية ومادية.. إلخ.
ومنها تخصيص الهجوم بفئات معينة من المحجبات مـثل: الفنانات التائبات، ومهاجمة كل من له دور في حجابهن من العلماء والدعاة(13)، ومـنـهــا الـتـركـيـز على عدم ارتباط الـحـجــــاب بمستوى معين من الأخلاق، وارتباط صور معينة من الحجاب ـ الـنـقـــاب ـ بارتكاب جــرائــم متنوعة(14)، ومن الأساليب غير المباشرة مهاجمة التيارات الإسلامية ورموزها، واتهامها بالتطرف، وربط انتشار الحجاب بفكر هذه التيارات ـ المتطرفة ـ ومنها اختزال المواد الديـنـيــة ـ ما أمكن ـ؛ خاصة أن الدراسات تثبت أن زيادة الإعلام الديني تؤدي إلى إشاعة مناخ ديـنـي عــــام في المجتمع وسرعة انتشار الأفكار الدينية، ومن تلك الأساليب القذرة إشاعة الفاحشة بين المسلمين وتجريئهم عليها؛ فمع تدني الأخلاق وغلبة الشهوات لا يكون هناك مجال للحديث عن الحجاب.

3 - الأسرة: تـفـكـك الأســــــرة وضعف دورها الرقابي من سمات المجتمعات العلمانية الغربية التي يريد العلمانيون في بلادنا محاكاتها حذو القذة بالقذة، وبينما تُظهِر الأبحاث ـ عن فترة السبعينيات ـ أن حـوالـي 60% من المحجـبـات أقررن بموافقة كل الأسرة على ارتداء الحجاب(15)، فإن الأمر يختلف حالياً مع تعـدد الهجمات الموجهة للأسرة ولدور الرجل فيها، وإذا قلنا: إن موقف الأسرة تجاه الحجاب ينحصر في ثلاثة أمور: التشجيع ـ السلبية ـ الرفض؛ فالواقع الحالي يشهد بأن الزيادة الكـبـيـرة كـــانت من نصيب الموقف الثاني (السلبية)(16)، والموقف الثالث حظي بزيادة قليلة خاصة بالنسبة لصور معينة من الحجاب (تغطية الوجه والكفين)، وكان النقص من نصيب الموقف الأول.
وهناك أطراف أخرى يفترض أنها تمثل الإسلام في معركة الحجاب والتبرج وهي:

4 - المؤسسات الدينية الرسمية: وتنحصر في مشيخة الأزهر ودار الإفتاء والهيئات التابعة مثل: المجلس الأعلى للشؤون الإســــلامية، ومجمع البحوث، ووصفها بالرسمية ينبع من أمرين، أحدهما: أن تعيين رجالها يتم بقرارات حكومية، والثاني: تحولها عرفاً ـ وإلزاماً أحياناً ـ إلى تبني الموقف الرسمي من الـقـضـايــا المعدَّة سلفاً وتكلف تطويع أحكام الشريعة لها. وبالنسبة لقضية الحجاب، فإن أغلب النقد الموجه لهذه المؤسسات ـ حتى فترة قريبـة ـ كان ينحــصر في المــوقـف السلبي مـن تدعيمه، والدعوة إليـه والتـعرض لمهاجميه، وهذا لا يمنع من بعض مواقف قوية، كما حدث في الرد على القرار السابق لوزير التعليم؛ حيث صـــدرت فتوى بمخالفته للشرع(17) إلا أنه في السنوات الأخيرة تطور الوضع إلى مزيد من الـسـلـبـيــــة، بل إلى مهاجمة الحجاب أحياناً، متمثلاً في بعض صوره واتهامها بالتطرف (النقاب)(18)، كــمــا اقترن ذلك بالتهاون في إلزام الطالبات ـ في مدارس الأزهر وكلياته ـ بالحجاب الشرعي الصحيح.

5 - العلماء والدعاة الـمسـتقـلون: وأغلبهم في الأساس من خريجي كليات الأزهر والعاملين فيه، ويزداد تميزهم مع تزايد تـبـنـي الـمـؤســســات الدينية للمواقف الرسمية في مختلف القضايا، ورغم التضييق عليهم إلا أن تأثيرهم واضـــح مــن الرأي العام، وموقفهم من قرار وزير التعليم بمنع الحجاب كان قوياًَ، حتى طالب بعضهم بمحاكمته، ومنهم د. محمــود مزروعــة، د. محمــود حمايــة، د. محمـد المسير، د. عبد الحـي الفرمــــــاوي، د. عبد الغفار عزيز، د. يحيى إسماعيل... وغيرهم(19).

6- الـحـركـــة الإســلامـية: كان لها الدور الفعال في نشر الحجاب في المجتمع المصري، وانتشارُه في الجامعات الـمصرية أحد مظاهر النشاط الإسلامي فيها، والدراسة السابقة عن ظاهرة الحجاب في السبعـيـنيات أظهرت أن 05% من المحجبات وغير المحجبات يُرْجِعن انتشاره إلى تزايد نشاط الجـمـاعـــــات الإسلامية بل هو السبب الرئيس(20)، وتظهر هذه العلاقة كذلك في فترة التسعينيات، ولكن في الاتجاه المعاكس؛ إذ من الملاحظ ارتباط تراجع معدلات الحجاب عامة، والحـجــــاب الـشـرعي الصحيح خاصة مع تزايد التضييق على النشاط الإسلامي في مختلف الميادين وعلى الأخص في المدارس والجامعات.

7 - "إن المحجبة تظهر في سمت عفريت" هـــذه الـعـبــــارة لن نتعجب إذا قالها علماني حقود، ولكن عندما نعلم أنها صدرت من عالم داعية في وزن الشـيـخ محمد الغزالي(21) ـ رحمه الله ـ نقداً لبعض صور الحجاب فإننا نصاب بدهشة عظيمة لهــذا الخلط الواضح في الأوراق، والأدوار. أين كان يقف الشيخ؟ وكيف يجعل نفسه مشابهاً لعـلـمـانـية فجة مثل أمينة السعيد، تصف المحجبات ـ اللاتي يرتدين الزي نفسه الذي ينقده الشـيـخ ـ بأنهن يرتدين "ملابس تغطيهن تماماً، وتجعلهن كالعفاريت"(22).
إن هــــذا الخلط الذي أصاب عدداً من المفكرين والدعاة ـ ممن أصبحوا يمثلون تياراً قوياً ـ هذا الخلط أحدث بدوره خلطاً في مفاهيم الناس حول الحجاب ـ وهو ما سنبينه بعد قليل ـ وجعل من هفواتهم وسقطاتهم تكأة لكل من أراد الطعن في أحكام الشريعة بأسلوب باطني استغلالاً لتلك الهفوات والسقطات.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 30-01-2007, 08:39 AM
الصورة الرمزية المستغفرة
المستغفرة المستغفرة غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: سوريا
الجنس :
المشاركات: 1,063
الدولة : Syria
افتراضي

تتمة ماسبق:
ثانياً: الحجاب والتدين:
هناك ُبعدان لدراسة العلاقة بين الحجاب والتدين:
الأول: الارتباط بين الالتزام بالحجاب، والالتزام العام بأوامر الشرع.
الثاني: الارتباط بين معدل ارتداء الحجاب ومستوى الحالة الدينية للمجتمع.
فبالنسبة للبعد الأول: يـتـمـثـل فـي دوافــع ارتداء الحجاب، والحالة الدينية للمرأة بعد إضعافها.
أمــــا عـن الدوافع: فلا خلاف في أن ارتداء الحجاب في السبعينيات كانت دوافعه دينية مباشرة، ووفـقــاً لأحد البحوث الاجتماعية كان 90% من الأسباب الدافعة للحجاب ـ كما أقرت المحـجـبــات ـ تدور حول الخوف من الله ـ من عذاب الآخرة ـ الرغبة في الجنة ـ يقظة الضمير الدينـي
(23).. إلـخ، ولـكـــن مـــع مرور الوقت وانتشار الحجاب بين فئات المجتمع تحول ـ عند بعض الناس إلى ما يشبه الـعــرف الــعـام، والتقليد المتبع، ونشأت أجيال كان ارتداؤهن للحجاب ينبع من كونه تقليداً أو عرفاً أو ضـغـطــاً اجتماعياً قبل أن يكون أمراً شرعياً، ويقوِّي هذا الرأي تزايد نسبة المحجبات اللاتي يرتـبط حجابهن بأمور مثل: الزواج (24)، تقدم السن، ولا يشمل ذلك ـ بالطبع ـ كل المحجبات، وخاصة اللاتي ينتمين إلى التيارات الإسلامية بمعناها العام. وهذا التحول بالحجاب إلى تـقـلـيـد ـ لــدى الـكـثـيـرات ـ لم يـكــن حتمياً، وإنما كان مدعماً بأمرين: عدم إتاحة الفرصة لتعميق هذه الظاهرة وتقوية ارتباطـهــا بأصلها الديني المباشر من قِبَل العلماء والدعاة، والحرب المعلنة على الحجاب التي يؤرخ بعضهم بَدْأها من عام 1981م(25).
أمـا بالنسبة للحالة الدينية للمرأة بعد ارتداء الحجاب، فهنا نجد أنفسنا ـ وفقاً لما سبق ـ أمام ثلاث حالات:
الأولى: مــن ارتدت الحجاب عرفاً أو طاعة لوليٍّ (زوج ـ أب) أو لأسباب أخرى، لكن ليس لوازع ديني.
الثانية: من ارتدت الحجاب التزاماً انتقائياً وليس عاماً بأحكام الشرع.
الثالثة: وهي التي يشكل ارتداؤها للحجاب أحد مظاهر التزامها العام بالشرع.
فالمحجبة في الحالة الأولى لا يترتب علـى حجابـهـا ـ في معظــم الأحيـان ـ تغـيــر واضـح فـي السـلوك أو الطاعات، وهي تنتمي ـ غالباً ـ إلى الفئة السلبية دينياً في المجتمع، والتي ليس لها موقف واضح من عوامــــل الإفساد، ويصل التعارض بين السلوك ـ عند بعضهن ـ لدرجة التناقض، مما يساهم في تـشـــويـــــــه الصورة العامة للمحجبات، ويدفع كثيراً من الجهال لاتهام الحجاب نفسه؛ ولا يفوت الأقلام العلمانية أن تستغل هذه الفئة في حربها على الحجاب.
أمـــا في الحالة الثانية فالمرأة دفعها وازع ديني للحجاب، ومن ثَمَّ فهي تحرص على عدم التناقــض بين زيِّها وسلوكها، ولكن في إطار عرفي، بمعنى البعد عن كل ما ينتقد المجتمع صدوره عـــــن المحجبة، أو ما يعيبها خارج بيتها، وهذا بالطبع غير منضبط؛ فالمجتمع يتعارف ـ في كـثـير من الأحيان ـ على ما يخالف الشرع، ولذلك فالمحجبة في هذه الحالة لا ترى بأساً في المصافحة أو النظر أو الحديث مع الرجال أو الاختلاط المسموح به عرفاً لا شرعاً، ولا شك فـي مـيـوعــــــة هذا الوضع، وإن كان أقل من الحالة الأولى، وأنه يجعل للمحجبة قابلية قوية للوقوع في بعض صور الانحراف المناقضة لحجابها، خاصة مع توفر عوامل مثل: صغر السن، الوســــط الـمـلائـم (الجامعة مثلاً) انتشار الفساد، ضعف رقابة الأسرة.
وتـنـتـمي المحجبة ـ في هذه الحالة ـ إلى الفئة المحافظة دينياً التي تقف موقفاً واضحاً من مظاهـر الفساد، وإن كانت تتعاطى وسائله في الوقت نفسه (التلفاز ـ الاختلاط ـ... إلخ).
أما الثانية: فـحـجـابـهـا منذ البداية كان مقترناً بالتزام عام بالشرع؛ لذا تتوفر في حالتها الضوابط اللازمة لتوافق الـسـلــــوك مع الزي، مع انتماء أكثرهن للتيارات الإسلامية ـ ولو شعورياً ـ.
وعـند المقارنة بين نسبة توزع المحجبات على هذه الفئات الثلاث في السبعينيات بمثيلتها حالــيـــــاً نجد تغيراً واضحاً؛ حيث زادت نسبة محجبات الحالة الأولى زيادة ملحوظة، فأصبحت تقارب الحالة الثانية، بينما حدث تراجع في نسبة محجبات الحالة الثالثة.
البعد الثاني لـلـعـلاقــة بين الحجاب والتدين: وهو ارتباط معدل ارتداء الحجاب بالحالة الدينية السائدة في المجتمع.
من المسلم به أن المجتـمـــع الصغير هو الأسرة أو العائلة، وتأثر المرأة بأسرتها في ارتدائها للحجاب أو عدمه حقيقة أثبتتها الدراسات؛ فكلما زادت نسبة المحجبات في الأسرة كان ميل الفتاة نحو التحجب أقوى
(26).
وفيما يتعلق بالمجتمع الـكـبـيــر نلاحظ هنا اتجاهين مختلفين: فبينما نجد من الثابت أن انتشار الحجاب في السبعينيات كــــان أحد مظاهر إقبال الناس على الدين وعودتهم إليه، وأن التراجع في مستويات الحجاب يـقـترن أيضاً بانتشار موجات من الانحلال الخلقي في المجتمع، خاصة مع سهولة استقبال الإعــلام الإباحي عبر القنوات الفضائية، مع ذلك، فهناك اتجاه آخر لتأثير المجتمع في الحجاب، وهو أن استمرار الانحلال الخلقي وانهيار القيم يكون سبباً معاكساً لإفاقة الناس ورجوعهم إلى الدين
(27)، ولكن بعد حين.
ثالثاً: الحجاب والفئات الاجتماعية:
إعطاء معدلات عامة عن الحجاب في المجتـمـع الـمصري لا يعبر بدقة عن حقيقة الوضع؛ فهناك فئات اجتماعية متعددة ومتداخلة يتفاوت تأثـرهــا وتفاعلها مع هذه القضية تفاوتاً ملحوظاً.
وفـيـمــــا يتعلق بالحجاب يمكننا أن نقسم المجتمع في مصر وفق هذه الاعتبارات: الطبقة الاجتماعية ـ الريف والحضر ـ الفئة العمرية والحالة الاجتماعية.
باعتبار الطـبـــقة الاجتماعية: فإن الطبقة المتوسطة تمثل الصدارة؛ من حيث ارتفاع معدل ارتداء الحجاب بـيــن نسائها، ويقــل الالتـزام بالحجاب مـع ارتفاع المـؤشـر الاجتماعـي الطبقـي أو انخفاضـه
(28)، وإن كان هــذا لا يمنع من وجود الحجاب في جميع الطبقات، ويكفي أنه نجح في غزو طائفة من أهل الفن.
ولو نظرنا إلى الريف والحضر فإننا نجد أن الريف بطبيعة تكوينه الاجتماعي والثقافي يكون أقل تأثُّراً بالتغيرات الـسـياسية والثقافية والأخلاقية العامة من المجتمع الحضري، ولذلك لم يختفِ الحجاب من الريـف إبَّـان السـتـيـنـيات كما حدث في المدينة، بل استمر تقليداً يُحرَص عليه، حتى توافق مرة أخرى مع مجـتــمـــع المدينة في السبعينيات. ولكن نتيجة لارتفاع معدلات التعليم ذي التوجه العلماني، واتسـاع تأثير الإعلام، وكذا ارتفاع معدلات الهجرة من الريف إلى المدن، لم يعد تمسك المجتمع الـريـفـي ـ حالياً ـ بالحجاب كما كان أولاً.
ووفـقـــاً للاعتبار الثالث، وعلى عكس الغرض الشرعي من الحجاب وهو منع الفتنة، وأن المرأة كـلـمـــا صــغـــــر سنها زاد الافتتان بها، على العكس من ذلك نجد أن نسبة ارتداء الحجاب في مصر تزداد مع تقدم السن، حتى إنه قلما تجد امرأة تجاوزت الستين سنة من العمر متبرجة ـ من نساء الطبقة الوسطى ـ وفي المقابل يقل إلى درجة كبيرة اقتران الحجاب بوقت البلوغ، ثم يرتفــع تدريجياً مع ارتفاع الفئة العمرية، وتتزايد معدلات الحجاب مع الزواج عنها قبله.

رابعاً: الحجاب في مصر، أنماط وأشكال متعددة:
"فـلانة المحـجـبـة" وصف نسمعه كثيراً عند التعريف بامرأةٍ مَّا، ولكن هل يتخيل السامع صورة معينة لزي هــذه المرأة؟ أم أن هناك عدة صور وأشكال للحجاب تتداعى في مخيلته، أحدها فقط هو الزي الحقيقي لها؟
لقد أصبح الحجاب مـصـطـلـحـاً فضفاضاً، وأُهمِلت ضوابطه، وعند أول مقارنة بين مدلول كلمة الحجاب في الواقع ومدلولهـا الأصـلــي فـي الشرع نجد بوناً شاسعاً، وقياساً على ما اشتهرت به اللغة العربية من دقة متناهية في وصــــف الأشياء ومراحل تغيرها، فإننا نجد أنفسنا بحاجة إلى مصطلحات كثيرة لتغطية الفارق الكبير بين الحجاب الشرعي والحجاب الواقعي.
ولـمـعـرفـة حجم التنافر بين المفهومين الشرعي والواقعي للحجاب يمكن أن نقلب مفردات المفهوم الشـرعـي كـلـها، ورغم ذلك يحتمل الواقع أن يطلق عليها: محجبة، لمجرد غطاء رأسها، واستعراض الأشـــكـــــال المنتشرة للحجاب في المجتمع يثبت ذلك؛ فهناك غطاء الرأس مع كشف بعض الشعر والـرقبة وجزء من الصدر والساقين، وقد تكون الملابس ضيقة أو متشبهة بالرجال، ثم غطاء لـلــــرأس والرقبة والصدر مع ملابس طويلة ولكنها زينة في نفسها، وقد تكون ضيقة تصف الجسم، أو معطرة، ثم الخمار الطويل الذي يستر البدن مع كشف الوجه والكفين، ثم الحجاب الكامل الذي يحقق الشروط كلها.
ومن أهم أسباب هذا التذبذب الخطيـر فـي مـسـتـوى الحجاب الحرب المتصاعدة ضده من بداية الثمانينيات، واستخدام مكيدة التطرف والاعـتــــدال في هذه الحرب، وأيضاً وجود طائفة من المتبرجات اللاتي هرولن نحو "الحل الوسط" تخـلـصــــــاً من الحرج الاجتماعي الضاغط الذي سبب انتشار الحجاب.. ومنها غلبة البعد الرمزي للـحـجـاب لدرجة تفرغه من مضمونه الشرعي في أحيان كثيرة.
ومــن الأســـبـــاب الهامة: استدراج فئة كبيرة من الكُتَّاب والمفكرين الإسلاميين ـ المتبنين للاتجاه التنويري ـ في هذه المعركة والاكتفاء منهم بالهجوم على أشكال معينة من الحجاب يتهمونها بالـغـــلـــو والتطرف، استناداً على قاعدتهم الذهبية في تطويع الشرع للواقع، لا العكس، وأن وسطـيـة الشرع تكون بجعل الظرف الواقعي هو الأساس في استصدار الأحكام ووضع التصورات، وهــذا لا شك في خطئه؛ فمع تغير الواقع تكون الإرادة المطَّردة للتوسط بينه وبين ثوابت الشرع تعني أن ننادي غداً بما نستنكره اليوم، حتى يأتي علينا وقت لا يبقى من الدين إلا أن ننوي أحكامه ونفعل ضدها.
ومن الشواهد القوية على صـحـة هذا الرأي، موقف أحد التنويريين
(29) المقيم في بريطانيا من القضايا الإسلامية المثارة في ذلـك الـــــواقع العلماني ـ والذي هو المثل الأعلى لعلمانيي الشرق ـ والذي تطور فكره وفق القاعدة الـســابقة ليتوافق مع هذا الواقع فيما يتعلق بقضية الحجاب، أصدر فتوى بأنه لا يجب على الـمــرأة أن تـرتـــدي الحجاب لتعرضها للأذى بارتدائه في تلك البلاد، واستدل بآية(ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين)) [الأحزاب:59]، فلا يسع المسلمة ـ والحال هكذا ـ إلا أن تنوي الحجاب ـ وتتبرج!
وبناءاً على النظرة الواقعية المتفحصة، نستطيع القول: إن هناك تناسباً وتوافقاً بين مستوى الحـجـــاب وأنماط الحالة الدينية للمحجبة ـ والمذكورة آنفاً ـ فكلما تضاءل تأثير الدين في حياة المحجبة عند حجابها وبعده كلما تدنى مستوى الحجاب، والعكس صحيح، فتصبح أكثر المحـجـبـــات تديناً هي التي تتمسك بكافة شروط الحجاب، بما فيها تغطية الوجه والكفين، ولذلك نجـــد أنـــــه انطلاقاً من تحول محاربة التدين الشامل إلى سياسة عامة، أصبح النقاب محارباً بشدة أكـثـر من أي شكل آخر للحجاب، واستهدفته جميع الجهات العلمانية بهجوم مكثف متواصــــــل، ولعل ذلك يرجع إلى ضعف قابليته للتميع والتطويع بخلاف الصور الأخرى للحجاب، وكـــذا اعتماداً لأسلوب ضرب القمة، وقبول ما بعدها، تدرجاً في القضاء على الحجاب.

الحجاب في تركيا:
للـحـجــــاب في تركيا قصة طويلة حزينة، تبدأ من قوانين أتاتورك، ولا تنتهي عند مروة قاوقجي، ولــــو اكتفينا بالاطلاع على الفصول الأخيرة من هذه القصة، فستبدو لنا سمات بارزة لحرب الحجاب في تركيا:
1 - لا يمكن اسـتيعاب أبعاد قضية الحجاب في تركيا حالياً، بدون الاطلاع على الجهود التاريخية الحـثـيـثـة للقضاء عليه منذ أتاتورك، هذه الجهود التي ليس لها مثيل في دولة إسلامية أخرى، فـي شـــدتـهــا واستمراريتها إلى الآن، فمنذ ما يزيد عن سبعين عاماً كان البوليس التركي يقوم بنزع الحـجــــــاب عن النساء بالقوة وعقابهن أحياناً امتثالاً لقانون أتاتورك(30)، ورغم اختفاء هذا القانون إلا أن الحرب لا تزال قائمة.

2 - أحدثت علمانية أتاتورك شرخاً كـبـيـراً فـي الانــتــمــاء الإسلامي للمجتمع التركي، فأوجدت قطاعات من الجماهير تفضل العلمانية على الإســـــلام، وأظهر أحد استطلاعات الرأي الهامة أن نسبة 18% من الأتراك يثقون بالجيش التركــي (حـارس العلمانية)(31)، مما أوجد موقفاً جماهيرياً ـ لا يستهان به ـ رافضاً للحجاب، وإن كانت الأغلبية تقبل به، وقد أحدث فوز الرفاه في انتخابات 1994م حالة من القلق المتولد لدى العلمانيين وقطاعات من الشعب من إقدام الرفاه ـ في حاله تولي السلطة ـ على إجبار الـنــســــاء عـلـى ارتــداء الـحـجـــــاب، واضـطر أربكان لنفي ذلك تهدئة للأوضاع(32)، وعندما أعلن عن احتمال حدوث ائتلاف بين الــرفاه والوطن الأم، قامت النساء المؤيدات للثاني بإرسال حجاب إلى زوجة يلماظ احتجاجاً على ذلك(33).

3 - لا يتضمن الدسـتــور التركي أي إشارة إلى الإسلام أو الشريعة؛ لذا ينطلق الإسلاميون من دفاعهم عن الحجاب ضد الدولة لا من أصله الشرعي الإسلامي، بل انطلاقاً من مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو ما يزيد الأمر صعوبة عليهم بخلاف الحال في معظم الدول الإسلامية الأخرى التي يعطي النص على الإسلام ـ ولو باعتباره ديناً رسمياً ـ في دساتيرها منطلقاً قوياً للإسلاميين في الدفاع عن الحجاب.

4 - يتمثل جهد الدولة في محاربة الحجاب في وسائل عدة، نذكر منها:
- إصدار قانون 1987 يمنع دخول المحجبات إلى الجامعات، وينفذ القانون في 82 جامعة تركية، وقـ تم التراجـــــع عــــن هذا القانون سنة 1991م(34) من قِبَل البرلمان والمحكمة الدستورية، ولكن لم يمنع هذا مـن استمرار الحظر في جامعات كثيرة، ومن المعتاد أن نجد في كل عام دارسي القوات المدجـجــــــة بالسلاح تحيط بالجامعة لمنع المحجبات، وتقوم الشرطة النسائية بإخراجهن بالقوة.
- منع المحجبات من العمل في المؤسسات الحكومية، وقد تعرضت مئات الموظفات للفصل أو الإجبار على الاستقالة بسبب الحجاب(35).
- اتـخــــاذ بعض الإجراءات المحاصرة للحجاب مثل حظر ارتداء نساء العسكريين لــه، وعرقلة حصول المحجبة على جواز للسفر(36)، وتعرضت الكثيرات للسجن أكثر من مرة بسبب تبنيهن لهذه القضية(37).
- حاولت الحكومة التركية في أواخر الثمانينيات مطاردة المـحـجـبـات خــــارج تـركـيـا، فأرسلت طلباً للحكومة الألمانية بمنع الطالبات التركيات من ارتداء الحجاب، إلا أن ألمانيا رفضت للسبب ذاته الذي من أجله تطارد تركيا الحجاب وهو العلمانية!(38).

رد مع اقتباس
  #26  
قديم 30-01-2007, 08:40 AM
الصورة الرمزية المستغفرة
المستغفرة المستغفرة غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: سوريا
الجنس :
المشاركات: 1,063
الدولة : Syria
افتراضي

تتمة ماسبق:
5 - تتمثل المواجهة الإسلامية ـ بدورها ـ في وسائل عدة، نذكر منها:
- رفــــــض الامتثال لقوانين منع الحجاب في الجامعات ومحاولة فرضه بالقوة، والأمثلة عديدة وتتكرر بصفة دورية، ومنها: قيام مدير المعهد العلمي للتمريض في أحد المدن برفض قيام الـطـالـبـــة الأولى بإلقاء خطبة الوداع في حفل التخرج؛ لأنها ترتدي الحجاب تحت قلنسوة التمريض، وحدثت مشادات كلامية رافقها استخدام الأيدي
(39).
وفي المقابل تُؤْثِرُ طائفة مـــن المحـجـبـــات ترك الدراسة على خلع الحجاب
(40)، ومـن المعـروف أن مـروة قاوقجـي ـ أثناء الدراسة الجامعية ـ تركت الدراسة في الجامعة التركية وذهبت إلى أمريكا لرفضها أن تخلع حجابها.
- استخدام أسلوب التظاهرات المؤيدة للحجاب والمناهضة لرفض الحكومة له، ومن أمثلتها ما يسمى بسلسلة الحرية، والتي شارك فـيـهــا مائة ألف مواطن أمسكوا يداً بيد احتجاجاً على منع الحجاب ليشكلوا سلسلة تمتد من أنـقــــرة إلى اسطنبول، إلا أنها قُطِعَت لتدخُّل البوليس في بعض المناطق، ولكنها وصلت في أماكن أخـرى مثل مدينة "قيصري" إلى عشرين كيلو متراً
(41).
- يـسـتـفـيد حزب الرفاه من البلديات التي فاز بها في الانتخابات في تعيين عدد كبير من المحجبات فـي إداراتـهـــا إقراراً لوجودهن في المؤسسات الحكومية، كما يحاول مواجهة الدعارة والإباحية ـ بوصف هذه المواجهة وسيلة غير مباشرة لنشر الحجاب من خلال غلق بيوت الفساد، وقام عمدة أنقرة بإزالة التماثيل العارية من الشوارع وقال بغضب: "إذا كان هذا هو الفن فأنا أبصق عليه"
(42).
- يعمد الإسلاميون أيضاً إلى إثـارة قضية الحجاب إعلامياً وسياسياً بصفة مستمرة، والمثال القريب إصرار مروة قاوقجي على حضور جلسات البرلمان بالحجاب رغم المواجهة الشرسة والصياح الهستيري الذي كانت تـتـعـرض له داخل البرلمان، ورغم تراجع نائبتين لحزبين آخرين عن حجابهما إذعاناً للضغوط، فـقــد تحولت مروة قاوقجي إلى رمز لقضية الحجاب والاضطهاد الديني، وحظيت بتعاطف الكثيرين معها محلياً ودولياً.

6 - للحجاب في تركيا أشكال متعددة ومسـتـويات مختلفة؛ ففي الريف والأحياء الشعبية تغطي أغلب النساء شعورهن ولكن من قبيل الـعــادة والـتـقـلـيـد، ومن أكثر أنواع الحجاب انتشاراً حجاب يتكون من غطاء للرأس والرقبة، ومعطف (بالطو) طويل، ويُرتدى من تحته سروال، وقد يُرتدى معه قفازات للكفين، وتتخير المرأة ما تشاء من الألوان، وهذا الزي هو أكثر ما يميز ذوات التوجه الإسلامي. ويـوجـد النقاب أيضاً في أمــاكـــن كـثـيـرة، إلا أن التركيات يُظهرِن من خلف النقاب العينين وجزءاً من الوجه إلى أسفل الأنف، ويقـلـن: إن ذلك أبعد من الفتنة!
وإذا كــــان وضع الحجاب في مصر يتجه إلى مشابهة وضعه في تركيا فهناك دول إسلامية تسير بـبـطء نـحـو مشابهة الوضع المصري، ومن فاته بعض فصول حرب الحجاب في مصر يمكنه أن يشاهدهــــــا الآن في تلك الدول؛ حيث يعيدها التاريخ للحاضر مرة أخرى، مع تعديلات يسيرة في المـصـطــلـحـات والشعارات، التي تعتبر من لوازم عصر حقوق الإنسان والألفية الثالثة!
ولكن إلى أي مدى سيظل التاريخ يعيد نفسه ـ هناك ـ؟ سؤال للحكماء.

=================
الهوامش:
(1) النهوض الإسلامي، عبد الجبار البو بكري، ص 13.
(2) عودة الحجاب،، ج 1، ص 288.
(3) المصدر السابق، ص 216.
(4) المصدر السابق، ص 216. كان هذا يوم كان (بن بيلا) على رأس السلطة وقبل الانقلاب عليه وسجنه، ليعود وقد تغيرت كثير من آرائه.
(5) الإسلام في الغرب، جان بول، ص 188.
(6) ومن حصاد هذه السياسة الميمونة ظاهرة محزنة ـ فيما يتعلق بالمرأة ـ بدأت من منتصف الثمانينيات وهي: تزايد أعداد المهاجرات المغربيات ـ بمفردهن ـ إلى أسبانيا، حتى فقن عدد الرجال، ويعمل أغلبهن خادمات في منازل النصارى، مجلة الرائد، عدد 139 سنة 1991م، ص 56.
(7) أشواق الحرية، قضية الحركة الإسلامية في تونس، محمد الحامدي، ص 193.
(8) عودة الحجاب، ج1، ص 253.
(9) لم يكن هناك موقف رسمي واضح من الحجاب منذ السبعينيات، وإنما كان هناك مواقف فردية، حتى بادرت وزارة التربية والتعليم باتخاذ الموقف الموضح.
(10) في دراسة على عينة تمثل الطبقة الوسطى كان التلفزيون هو المصدر الرئيس للمعرفة، أحوال مصرية، عدد 1 ، ص 113.
(11) المصريون والسياسة.. استطلاع رأي مشترك بين الأهرام ومالكي مركز المشكاة، ص 30ـ 31.
(12) ظاهرة الحجاب ـ دراسة عن فترة السبعينيات ـ المركز القومي للبحوث الاجتماعية، ص 263.
(13) كما حدث مع د. عمر عبد الكافي، على صفحات مجلة روز اليوسف رائدة مهاجمة الحجاب.
(14) في حادث تفجير مقهى ميدان التحرير بالقاهرة، نشرت إحدى الصحف أخيراً أن إحدى المنقبات دخلت المقهى ووضعت حقيبة المتفجرات ثم خرجت.. ثم خفيت القصة بعدها، إحقاق الحق ـ هويدي، ص 63.
(15) ظاهرة الحجاب، ص 123.
(16) في الدراسة السابقة لدورية أحوال مصرية عبر أغلب المبحوثين عن رفضهم لفكرة فرض الحجاب على نسائهم معلنين أن الأفضل أن ينبع القرار منهن، ص 113.
(17) نشرت الفتوى في مجلة الأزهر عدد ربيع أول 1415هـ.
(18) في حوار مع مفتي الجمهورية من مجلة أكتوبر بعنوان (غسيل مخ) قال عن النقاب: إنه ليس من الإسلام، وتحدى أن يأتيه أحد بنص يفيد ذلك. يعلق محمد إسماعيل المقدم على ذلك بقوله: إن المفتي نفسه ـ قبل تولي المنصب ـ فسر آية الإدناء في سورة الأحزاب بأنها تشمل تغطية الوجه من المرأة، "بل النقاب واجب" محمد إسماعيل، ص 37.
(19) انظر الحرية الشخصية، د. عبد الله خير الله، ص 361 ـ 362.
(20) ظاهرة الحجاب، ص 202ـ 204.
(21) أضواء على تفكيرنا الديني، محمد الغزالي، ص 22.
(22) عودة الحجاب، ج 1، ص 126. (23) ظاهرة الحجاب، ص 130.
(24) المصدر السابق، ص 130. (25) عودة الحجاب، ج 1، ص 228.
(26) ظاهرة الحجاب، ص 122. (27) المصدر السابق، ص 204.
(28) المصدر السابق، ص 60. (29) د. زكي بدوي رئيس مجلس المساجد في بريطانيا.
(30) عودة الحجاب، ج 1، ص 205.
(31) رؤى مغايرة، مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، مايو 1997م، ص 11.
(32 ، 33) المصدر السابق ، ص 33. (34) مجلة البيان عدد 36 ، ص 63.
(35) عودة الحجاب، ج1، ص 214. (36) حزب الرفاه، يوسف الجهماني، ص 18. (37) عودة الحجاب، ج1، ص 215. (38) مجلة المختار الإسلامي نوفمبر، 1987م.
(39) رؤى مغايرة ـ مرجع سابق، ص 30. (40) انظر البيان عدد 5، ص 90.
(41) جريدة الشفق الجديد التركية. (42) رؤى مغايرة، ص 20.
المصدر : مجلة البيان
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 30-01-2007, 09:00 AM
الصورة الرمزية المستغفرة
المستغفرة المستغفرة غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: سوريا
الجنس :
المشاركات: 1,063
الدولة : Syria
افتراضي

الموضوع : ( لباس المرأة إلى أين ؟ )
الكاتب : د.خالد السبت


- شأن اللباس وإرتباطه بالفطرة والإيمان والدين.

أن اللباس يرتبط إرتباطاً كبيراً بالوجود الإنساني ،، ولما خلق الله آدم وحواء عليهما السلام وأسكنهما الجنة
وخاطب آدم وقال عز وجل : { إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى }


ولما أكلا من الشجرة بدت عوراتهم..
مبادرة إلى تغطية العورة من آ دم وحواء تدل على أن ستر العورات أمر فطري مغروز في فطرة وصميم الإنسان
ودليل على أن التعري والتكشف خلاف الفطرة وهو من عمل الشيطان.


اللباس.. زينة للإنسان وستر للعورة البدنية.
التقوى .. ستر للعورة النفسية.


العُري.. سمة حيوانية بهيمية.
لازلنا نرى في هذه الأيام أناس يعيشون في الغابات على هذا الحال أي التعري الكامل.. فهؤلاء قوم جاهليون ،، ولما
وصل الإسلام إليهم بيّن لهم تلك القضية.


قال عز من قائل: { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }

نهى أمهات المسلمين عن التبرج الذي كان في الجاهلية.

المرأة التي تكون متحضرة حقيقة هي التي تكون محتشمة.. عكس مايقال الآن من بعض النساء بأن المحتشمة متخلفة.

العًري النفسي من التقوى والحياء نكسة.
قال عز وجل : { يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }


إذا رزق الله العبد لباس التقوى ، صار العُري قبيح عنده .
ستر الجسد والحياء.
وقد كان المشركون رجالاً ونساءً يطوفون عراة بالبيت، وكانوا يرون ذلك جمالاً وزينة..


العُري المعاصر يقف وراءه شياطين من بيوت الأزياء العالمية.
صارت المرأة للأسف الشديد لعبة في أيادي الشياطين.


إن قضية اللباس لايمكن أن تنفصل عن الدين ..
فهل يعي ذلك من يغالط في هذه القضية ؟؟؟


ونقول بكل فخر : لا يوجد نظام إجتماعي يحدده سوى هذا التشريع الإسلامي ويحمل للبشر كل خير.

2- العوامل التي تؤثر في تطور اللباس.

الأصل أن للإنسان لبسه الذي يلاءم فطرته.
والله تعالى هو من أرشد إليه وذلك في خطابه لآدم عليه السلام.


وكلك حاجة الإنسان أن يواري هذا الجسد من حر الشمس وبرد الهواء.
ويتحقق بأن يضع قطعة من القماش ،،
وكما قال الله تعالى : {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمْ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ }


وهناك عوامل تؤثر في ذلك منها :
* الظروف المناخية.
* ماتحمله الأمة من أخلاق.
* الذوق الفطري.
* تختلف أذواق الناس وتؤثر في لباسهم.
* أسلوب المعيشة الذي يتفاوت من مجتمع لآخر.
* التقاليد الشعبية أو الموروثات.
* مؤثرات خارجية .. بإحتكاك الشعوب والأمم بغيرها.


وهناك تحول في اللباس... فقد يكون محموداً وقد يكون مذموماً.
إن الأمة التي تختار زي غيرها تكون ناقصة وتشعر بالذل..


حينما نسمع عن البنطال أو الجينز في بلادة المصنعة له مثل أمريكا يباع عندهم بـ 17 دولار ،
وحينما يصدر لليابان يباع عندهم بـ 70 دولار ، وهذا فقط لتقليد الأمريكان في لبسهم...


لبس القبعة ولبس العدسات الزرقاء ولبس الجينز ولبس بلوزة يكتب عليها عبارات غير مفهومة وتسمع الموسيقى
فظنوا أنها تقدم.. الواقع أن من تعمل ذلك فقد منيت بحماقة تعيي من يداويها.


3- لباس النساء في هذا الوقت.

واقع اللباس عند كثير من نساء المسلمين الآن عندما يتجول الإنسان الآن في الأسواق ،،
لا يكاد يكون هناك لباس ساتر ، فعامة اللباس لباس لا يستر العورة ،، واقل ما فيه أن تجد لباس يجسد ويصف الجسد.


وإذا خوطب أصحاب المحلات عن ذلك .. قالوا : أن هذا الذي يطلبه الناس الآن !!!..

ولعلك تجد فساتين طويلة من غير أكمام ،،،!!! أو مفتوحة من الظهر !! أو ضيقة من الجانبين !!!!
وأخرى إلى الركبة !! وأخرى إلى الفخذين !!! وطويلة وشفافة تظهر الصدر !!!
وتلك قصيرة من غير أكمام !! ولإنما عليها قطعة شفافة من القماش !!!


ولباس أستورد من عباد البقر والفئران ذلك اللباس الذي يسمونه بالزي الهندي ..عبارة عن قطعة تلف على الجسد ويبين مابين ذلك!!

أيضاً .. الميني جيب والتي شيرت يكتب عليها عبارات سيئة وعليها صور للساقطين والساقطات..!!
وبلايز تغطي نصف البطن !!!


وهناك بناطيل جلدية لامعة تعلق بالجسد لشدة ضيقها ،، وتلبسها المرأة المترجلة..
وهناك تنانير الإسترش..نوع من المطاط حسب الجسم..
وهناك تنورة اللف تُزر من أحد جانبيها ، إذا تحركت المرأة أدنى حركة بان مابين ذلك !!


وهناك امرأة وصفت حال النساء في الزواج ونُشر في بعض الصحف..
وقالت : أن هناك من النساء:
نصفها الأسفل واضح تماماً تحتها شفاف..والنصف العلوي حكم ماكان ساتر..
واخرى تكشف عن الوسط ،،
ومن البديهي صار خلع الأزرار ولبس القصير والضيق والمفكوك من كل الجهات..


4- أسباب هذا التحول التي أبتليت فيه مجتمعات المسلمين وفي أوساط النساء .

أسبابه كثيرة منها :
* تفريط من ولاه الله عز وجل أمر هؤلاء النساء.
* ضعف الإيمان وضعف الوازع الديني لدى بعض النساء.
* القنوات الفضائية.
* المجلات الهابطة.
* الإلغاء التام للتفكير والعقل.
* حرص النساء على الموضة والرغبة في شراء كل جديد.
* الأسفار لبلدان الكفر والتي لاتعرف الدين والحياء.
* الألبسة السائدة في الأسواق.
* القدوة السيئة.
* إنعكاس المفاهيم وإنقلاب المقاييس.
* دعاة التبرج وسعيهم في تعرية نساء المسلمين.


5- شبهه يرددها كثير من النساء عن عورة المرأة بالنسبة للمرأة.
أو الهفم الخاطيء لما يسمعنه من بعض الفتاوى.


العورة تطلق على كل مكمن للستر. وكل ماوجب سترة خوفاً من الفتنة.

العورة تطلق بإطلاقات متعددة لابد من فهمها لنفهم هذه المسألة.

وللعورة ثلاث إطلاقات :
1- العورة في الصلاة.. وهو مايجب سترة فيها مع إختلاف أهل العلم فيها.
فهذه تختلف عن العورة بإطلاق آخر.


2- العورة في حق النظر..
سواء أجنبي أو محرم أو من النساء فهو مايحرم إظهاره والنظر إليه.
المرأة أمام الرجال الأجانب جميعها عورة.


3- على كل شيء يستره الإنسان أنفةً أو حياء.

عورة المرأة أمام المحارم :
إن المرأة جميعاً عورة سوى ما يظهر عادةً في بيتها، الكفين ، القدمين ، الوجه ، الشعر ،
موضع القلادة من النحر ، القرط من الأذن ، مواضع الزينة التي تظهر عادةً.
وأوضح الأدلة على ذلك .. قول الله تعالى : {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }


زينة ظاهرة وباطنة.

عورة المرأة أمام النساء :
كعورتها أمام المحارم.
ويكون اللباس لباس تنطبق عليه شروط اللباس الشرعي.
يغطي المواضع التي يجب تغطيتها وضابطه أن لايظهر تحته لون الجسد ولايكون ضيقاً ولايصف أعضاء المرأة ،
ويكون من لباس النساء وليس الرجال ولاتتشبه بلباس الكافرات.


لباس الصحابيات كان ضافي وساتر.

6- حكم هذه الألبسة .

هل يعقل أن يكون اللباس بين النساء الآن مابين السرة والركبة ؟؟؟
هذا لا يقوله عاقل ولا يلبسنه إلا الكافرات..


والألبسة التي يلبسها كثير من النساء الآن هي ألبسة محرمة. وأن عامتها من ثياب الكفار وازيائهم.
منها عموم الأدلة على أنهن عورات.
وهناك ما أخرجه مسلم في صحيحه : ( صنفان من أهل النار ....)الحديث..


أن لبس المرأة لهذه الأزياء يؤدي إلى التبذل وعدم الحياء ويؤدي إلى التساهل.

7- علاج هذه الظواهر.

* أن يقوم أولياء الأمور بمنع النساء ومحارمهم من اللباس الغير محتشم.
* وعلى من بسط الله يده.. أن يقوم على دور الأزياء والمشاغل ومتابعة المخالفات.
* التربية الإيمانية وغرس الحياء في الجيل منذ الصغر.
* أن نغرس في النفوس ونقررأن هذه القضية دين وفطرة وليست مأخوذة من التقاليد.
* أن نكثف التوعية والبرامج التي توجه للمرأة.
* توزع الفتاوى في ذلك في الأعراس والمحلات....
* تفقيه النساء عبر الدروس والمحاضرات.. فلا يتركن بين جهل وهوى.


*** نهاية ملخص المحاضرة
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 30-01-2007, 09:04 AM
الصورة الرمزية المستغفرة
المستغفرة المستغفرة غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: سوريا
الجنس :
المشاركات: 1,063
الدولة : Syria
افتراضي

المحارة


(بناتنا والحجاب)الكاتب : د.أماني زكريا الرمادي


1- ما هو الحجاب؟
هو ما يحجب مفاتن المرأة وعوراتها،التي تتمثل في كل جسدها ما عدا الوجه والكفين...والدليل: حديث عائشة رضي الله عنها ,الذي قالت فيه إن أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم , وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها و قال :" يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وأشار إلى وجهه وكفيه" (*)
وشروطه:
(ألا يصف(يكون فضفاضاً) ،
وألا يشِفّ(لا يُظهر ما وراءه) ،
وألا يلفت النظر(ألا يكون به من الحُلي والزينة - أو أن تكون ألوانه -مما يخطف البصر)،
وألا يكون معطَّرا،
وألا يشبه ملابس الرجال،
وألا يُقصد به الشهرة والتباهي به أمام الخلق،

فالمقصود من الأمر بالحجاب إنما هو ستر زينة المرأة ، فلا يعقل حينئذ أن يكون الحجاب نفسه زينة )(1) ولا يعقل أن تعتقد المرأة أن قدميها ليسا بعورة فتظهرهما ؛أو تحاول إخفائهما بجورب شفاف يزيدهما حُسنا‍!

2- لماذا الحجاب؟
أ-لأنه أمرٌ صريح من الله ورسوله، وقد أمر الله سبحانه النساء بالحجاب قائلاً:{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا } [النور : 31]
وقال أيضاً: { وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } [الأحزاب :33] وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } [الأحزاب : 59].
أما أمر الرسول الكريم به فهو حديث عائشة المذكور سابقا.
ب- لأن الحجاب طاعة لله عز وجل وطاعة للرسول صلى الله عليه وسلم، والله تعالى يقول في كتابه العزيز:" وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قَضَى اللهُ ورسولهُ أمراً أن تكون لهُم الخِيرَةُ من أمرهم"(36-الأحزاب)
فهو بالتالي فرض على كل مسلمة بالغة كما جاء في القرآن والسنة ؛
ويكفي أن نعلم عن ثواب الطائعين لله ما جاء في القرآن الكريم:
• "ومن يطع الله ورسوله يُدخله جناتٍ تجري من تحنها الأنهارُ خالدين فيها وذلك الفوزُُ العظيم"(النساء-13)؛
• "ومَن يطِع اللهَ والرسولَ فأولئك مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا" (النساء-69)"؛
• "ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون"((النور-52)"؛
• "ومن يطع اللهَ ورسولَه فقد فاز فوزاً عظيماً"( الأحزاب-71)"؛
• " ومن يُطِع اللهَ ورسولَه يُدخله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار ؛ومن يتولَّ يعذبه عذاباً أليما"(الفتح-17)
ج - لأن الحجاب إيمان فالله سبحانه وتعالى لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات فقال : { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ } وقال أيضاً: { وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ}
د- لأنه يميز العفيفة عن غيرها، فتسلَم من المضايقات،وتعرُّض الفساق لها بالأذى ؛لقوله تعالى:"يا أيها النبي قُل لأزواجك وبناتك ونساءِ المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن، ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذَين ،وكان اللهُ غفوراً رحيماً} (الأحزاب/59).
هـ-لأن الحجاب حياء وستر ،والله حييٌ يحب الحياء ،سِتِّير يحب الستر قال صلى الله عليه وسلم في الحياء: " إن لكل دين خُلُقاً، وإن خلق الإسلام الحياء" موطَّأ مالك 949
وقال: " الحياء من الإيمان،# والإيمان في الجنة" البخاري كتاب الأدب –باب 77
وقال: "الحياء خيرٌ كله" رواه مسلم
و-لأن جسد المرأ ة أمانة أعطاه الله تعالى إياها ؛ وما أحراها بأن تحافظ على هذه الأمانة،فلا إيمان لمن لا أمانة له.
ز- لأن الحجاب تكريم ، فلقد كرم الله سبحانه بني آدم على سائر المخلوقات بعدة أشياء منها ستر عوراته،حياً وميتاً؛ وحجاب المرأة ستر لعوراتها،فكيف تهين نفسها؟!!
ح-لأن الحجاب طهارة، والدليل قوله تعالى::{ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } [الأحزاب : 53].
ولعله –سبحانه- وصف الحجاب بأنه طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات لأن العين إذا لم تر لم يشتهِ القلب، ومن هنا كان القلب عند عدم الرؤية أطهر، وعدم الفتنة حينئذ أظهر لأن الحجاب يقطع أطماع مرضى القلوب:{ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } [الأحزاب: 32].
قال تعالى: { يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ } [ الأعراف : 26])(2)
ط-لأن الحجاب غيرة (فهو يتناسب مع الغيرة التي جُبل عليها الرجل السوي الذي يأنف أن تمتد النظرات الخائنة إلى زوجته وبناته ، وكم من حرب نشبت في الجاهلية والإسلام غيرة على النساء وحمية لحرمتهن، قال علي رضي الله عنه: "بلغني أن نساءكم يزاحمن العلوج –أي الرجال الكفار من العجم – في الأسواق ألا تغارون؟ إنه لا خير فيمن لا يغار")(3)
(ولعل فيما حدث عند مقتل عثمان بن عفان - رضي الله عنه- عبرة،وعظة لكل ولي أمر من المسلمين،فقد حاولت زوجته "نائلة" أن تدفع عنه الثوار بخلع خمارها،لعلهم إن رأوها استحوا وانصرفوا،ولكن عثمان أبَى وقال:" والله لإن أُقطَّع تقطيعاً أحبَّ إلي من أن يرى رجل منك خصلة شعر واحدة"!!!(4)

3- ما هو حب الحجاب؟
هو أن تشعر المرأة بأن الحجاب جزء من جسدها ،وأنه سترها، و أداة حيائها وعنوان عفتها،وطريقها لحب الله تعالى لها، وسُلََّمها إلى الجنة.

4- لماذا نسعى لترغيب بناتنا –منذ الصغر-في الحجاب؟
أ-لأن الآباء والأمهات أو المربين سوف يقفون بين يدي الله تعالى ويسألهم عن بناتهم كيف ربينهم ولماذا لم يأمروهن بطاعة الله،يقول صلى الله عليه وسلم:" كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته" هذا بشكل عام،أما بالنسبة للرجال من أولي الأمر كالزوج والأب والأخ فإذا لم يأمر نساءه بالحجاب ويرغبهن فيه أصبح ديوثا(أي لا يغار على حرمة نساءه)،والديوث لا يدخل الجنة.
ب- (لأن الإسلام يأمر بتدريب الصغار على العبادة قبل التكليف بها أي قبل بلوغهم؛فالصلاة مثلاً فرض عين على كل مسلم ومسلمة ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بأن ندربهم عليها منذ السابعة،ونضربهم عليها في العاشرة،وذلك قبل بلوغهم سن التكليف؛وقد اختص الرسول صلى الله عليه وسلم الصلاة من بين العبادات لكونها عماد الدين )(5)
والحجاب-كالصلاة- فريضة على المسلمة ،بأمر صريح من الله ورسوله كما تقدم .
ت-لأننا( لو أطلقنا لهن الحرية منذ الصغر في ارتداء ما يشئن- تقليداً لغيرهن من غير الملتزمات- دون حزم أو توجيه، فسوف يعتدن هذا، ثم يفاجأن - حين يصلن لسن التكليف- بمن يأمرهن بالحجاب ،فتكون كالصدمة بالنسبة لهن،مما يؤدي لصعوبة الأمر عليهن وعدم قدرتهن على تنفيذ هذا الأمر؛بينما لو علمنهاهن حبّ الحجاب والاقتناع به منذ الصغر لطلبن ارتداءه من تلقاء أنفسهن ، قبل أن يؤمرن بارتدائه)(6)
ج-لأنهن لو لم يُحببنه ويقتنعن به منذ الصغر؛ فقد يرتدينه بالإكراه خوفاً من أولي الأمر، مما يؤدي إلى تحايلهن-بعيداً عن أعين أولي الأمر - بشتى الطرق لمسخه وإخراجه عن وظيفته -كما حدث حين انقسمت المحجبات إلى فئات- أو حتى خلعه،وهذا يتنافى مع ديننا السمح، لأن الله تعالى يقول:" لا إكراهَ في الدين"،كما أن هذا يتنافى مع تعليمهن تقوى الله في السر والعلانية.

كيف ندرب يناتنا على حب الحجاب؟

قبل الزواج:
إن أولى وأهم الخطوات هي التي يقوم بها الرجل حين يختار لبناته أُمَّاً ذات خُلق ودين تكون قدوة متحركة ؛ فإذا تربت البنت في أحضان هذه الأم كان الحجاب أمرا ًبديهيا بالنسبة لها ،وقضية لا جدال فيها،وأمنية غالية ترنو لتحقيقها.

بعد الزواج
على الوالدين أن يبنيا بيتهما على أساس من الود، والاحترام، والتفاهم حتى ينشأ الأبناء فى جو هادىء مستقر؛مما يبعدهم عن المشكلات النفسية التي تؤدي بهم إلى التنفيس عما يحسون به ،بالتمرد والعصيان ومخالفة الأهل.
كما ينبغي أن لا يتوقف الوالدين عن الدعاء لله تعالى بأن يهبهم ذرية صالحة،وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في عدة مواضع منها:" ربِِّّ هَب لي من لدنك ذريةً طيبة إنك سميعُ الدعاء،وفي موضع آخر:" ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين"ولعل هذا الأمر ضروري لأن الشيطان أقسم قائلاً:" لأحتنكنَّ ذريته إلا قليلا "(الإسراء -62)

مرحلة الأجنة:
إن تقرُّب الأم الحامل إلى الله تعالى بالطاعات المختلفة من شانه أن يشيع في نفسها السكينة والاطمئنان... هذه المشاعر تنتقل بقدرته- سبحانه- إلى طفلتها التي تصبح مهيئة للطاعة حين تنمو وتكبر.

بعد الوضع،وحتى سنتين:
من البداية ،ينبغي أن تحرص الأم على تعليم ابنتها الحياء لأنه أساس الحجاب،ولأنه –كما قال صلى الله عليه وسلم-" خيرٌ كله" فتح الباري بشرح صحيح البخاري- كتاب الإيمان- باب 3
وكما قال :" لا يأتي إلا بخير" فتح الباري بشرح صحيح البخاري-كتاب الأدب – باب 77
فلا تغيِّر الأم حفاضات طفلتها أمام أحد،أما حين يبدأ تدريبها على ضبط الإخراج فتعلمها -بلطف ومزاح- أن تغطي عوراتها ؛وأن لا تخلع ثيابها أمام أحد،ولا تظن الأم أنها صغيرة ،فالطفل يعي ويدرك ولكنه لا يستطيع التعبير،وكلما بدأت معها الأم مبكرة بهذا الأمر كان أفضل.

بعد ذلك يأتي دور القدوة حيث يكون الطفل متلهفا لاستكشاف العالم من حوله، فحين ترى الطفلة أمها تجري إلى غرفتها لارتداء حجابها لأن شخصا ًمن غير المحارم جاء فجأة لزيارتهم،وحين تلحظها لا تطل من النافذة أو تفتح باب الدار إلا بعد ارتداء الحجاب ،وحين تتأملها وهي تربط حجابها بإحكام وإتقان- وهي تستعد للخروج - خوفا من أن يظهر منها شيء،وحين تعلم أن أمها لا تتعطر إلا في بيتها ،وأمام المحارم فقط ؛ ستتلهف تلقائياً لتقليد أمها وتحاول أن تقف أمام المرآة لتجرب أغطية الرأس ،وعندها يجب أن تنتهز الأم هذه الفرصة وتقول لها:
" ما أجملك بالحجاب يا ابنتي،إنه يضفي عليك نوراً؛هل تعلمي أنك حين تكبرين سأشتري لك العديد من أغطية الرأس الملونة الجميلة لتكوني مثل أمك مسلمة طائعة؟ "
كما أنها إذا رأت أمها تغض البصر عن المحارم،أو عن منظر مُخل بالأدب في أي مكان ؛وتستأذن قبل الدخول حتى على أولادها ؛فإن ذلك يكون أمراً طبيعياً بالنسبة للطفلة،مما ييسر عليها الاستجابة حين توجهها الأم لذلك فيما بعد.

من ثلاث إلى خمس سنوات:
في هذا العمر يكون تقليد الكبار من الأمور المفضلة لدى الطفل،لذا فان عمل طرحة صغيرة مزركشة بلون تفضِّله الطفلة وتختاره بنفسها؛ لترتديها حين تصحب والدتها إلى المسجد للصلاة أو حضور درس،أو حين تريد تقليد أمها فتصلي معها أو بمفردها، يكون بمثابة تمهيد لحب ارتداءه فيما بعد؛كما أن هذا يعين الإبنة أن تصبح عوناً لأمها،فإذا رأت بعضاً من شعر الأم يظهر دون أن تدري سارعت بتنبيهها،وإن جاءهم شخص من غير المحارم فجأة؛ سارعت بإخبار أمها لكي تستتر،أو أحضرت إليها ملابس الصلاة ...و هكذا.
وفي هذا العمر أيضاً تكون الطفلة –في الغالب- قد تعلمت ضبط الإخراج،لذا يجب أن تعلم أن لها خصوصيات، فلا تقضي حاجتها إلا بعد إغلاق دورة المياه بإحكام ؛ولا تغير ملابسها إلا في مكان مغلق.
وينبغي أن تعرف أن بعض الناس لا يفعلون ذلك لأن أحداً لم يخبرهم أو لأنهم ليسوا مهذبين مثلنا؛ فإذا رأت أحداً يكشف عورته ،فيجب أن تغض بصرها على الفور.
كما نعلمها حدود التعامل مع الغلمان والرجال من الجيران والأقارب،وحتى والدها وإخوتها؛ فتسود علاقتها بهم الود الاحترام ،دون تبسط في التعامل.
وفي هذا العمر يمكن أن نحفِّّظها ما تيسر من القرآن الكريم؛ مما يلين قلبها ويهيء روحها لطاعة الله تعالى ،مع الشرح الوافي للآيات الكريمة على قدر مستوى فهم الطفلة. ومن المفيد أن توالي حفظ القرآن في دار تجمعها بصحبة صالحة من الفتيات المقبلات على طاعة الله،وتحفُّها بالعديد من المعلمات اللاتي يمثِّلن القدوة الصالحة لها بالإضافة إلى الأم؛ مع ضرورة متابعة الأم لما تتلقاه الطفلة في هذه الدار لتتأكد أنهم ليسوا من المتشددين أو المبتدعين.هذا بالإضافة إلى( الحرص على أن يكون لها مصحفاً خاصاً بها-مع تعليمها آداب التعامل معه- و إعانتها ببعض الأشرطة المعلِّمة التي تترك مساحة من الوقت فإن هذا يعوِّدها القرب من القرآن،والأُنس به،والإقبال*لتردد وراء المقرىء (**) عليه؛فإذا ارتبط قلبها بالقرآن فإنها لن تعرف مبدأ تعتقده سوى مبادىء القرآن،ولا تعرف تشريعاً تستقي منه سوى تشريع القرآن،ولا تعرف بلسماً لروحها،وشفاءً لنفسها سوى الخشوع بآيات القرآن،وعندئذٍ نصل بها إلى الغاية المرجوة في تكوينها الروحي وإعدادها الإيماني والخُلُقي)(7)
هذا بالإضافة إلى تحفيظها ما تيسر من الحديث النبوي الصحيح ليكون ذخراً لها في حياتها المقبلة،بالإضافة إلى القرآن الكريم.

ونعود للحجاب ،فتنصح كاتبة هذه السطور بأن تقوم الأم بتفصيل ملابس الحجاب للدمية المفضلة لدى ابنتها، تكون ذات ألوان زاهية مزركشة تنتقيها الطفلة،وتقوم بتغييرها للدمية بنفسها ...ومن المفيد أن تشاركها الأم في اللعب بها وانتقاء غطاء الرأس المناسب للون الجلباب الذي ترتديه الدمية،و في تلك الأثناء تتحدث الأم إلى الدمية قائلة-مثلاً- " كم هو الحجاب جميل عليك ! أرجو أن تكوني معنا في الجنة إن شاء الله ،لأنك تطيعي ربك وتحبي حجابك،فالجنة مليئة بالأشياء الجميلة ومها اللُعَب"...فمن خلال اللعب يمكن أن يتعلم الطفل أكثر وبشكل أيسر مما يتعلمه بالتلقين أو الكلام المباشر.

من ست إلى ثماني سنوات:
في هذه المرحلة –مع استمرار حفظ وفهم القرآن-نستكمل تعليمها الحياء؛فنعلمها (الاستئذان قبل الدخول على الوالدين –كما جاء في سورة النور- وقبل دخول أي مكان حتى ولو على إخوتها.
وأن يكون صوتها خفيضاً-خاصة أمام غير المحارم- فلا ترفعه بالضحك أو حتى عند الغضب؛وألا تمشي وسط الطريق؛ وإنما عن يمينه أو يساره )(8)
وأن تتعلم حدود عورتها أمام غير المحارم،وأمام نساء المسلمين،والنساء من غير المسلمين.

ولعل بعض الأمهات يخطئن بشرا ء الملابس الخليعة لبناتهن- ومنها لباس البحر المبالغ في تبرجه- بحجة أنهن لا يزلن صغيرات،ولكن المشكلة أن في ذلك تشبُّه بالكافرات، كما أن الحياء لا يتجزأ ولا يرتبط بمكان ؛بالإضافة إلى أن البنات يتعودن على مثل هذه الثياب ،حتى يُفاجأن بأمرهن بالحجاب عند سن التكليف،فتكون أشبه بالصدمة بالنسبة لهن، لذا يجب التدرج في تعليمهن الحجاب بشراء الملابس المعتدلة ليكون الحجاب سهلاً فيما بعد إن شاء الله.
كما يجب أن يتعلمن الحياء أمام النفس، من خلال تعليمهن احترام الذات،(وذلك بإظهار احترامنا لهن في شتى تصرفاتنا وتعاملاتنا معهن، فإن ذلك يجعلهن حريصات على بذل مجهود أكبر للسمو بسلوكياتهن ليظللن دائما ًمحل تقدير واحترام من الوالدين)(9)؛فيترتب على ذلك ألا تقبل الفتاة أن ترى نفسها في وضع مخل بالأدب أو الشرف !

من تسع سنوات إلى إحدى عشر عاماً:
في هذه المرحلة ( يرقى فكر الطفلة وتتنوع خبراتها،وتتسع مداركها ،وتنمو قدراتها على التأمل والتخيل،وتتحول إلى طاقة إيمانية مستعدة لتقبل أوامر ربها،وتنفيذها أكثر من أي مرحلة أخرى في حياتها الماضية والمستقبلة،فتتجه بتفكيرها نحو الخالق ، مدركة جوانب التنزيه والوحدانية،والقدرة لديه ومتقبلة لهذه الصفات تقبلا نفسيا تشعر معه بالراحة والرضا،وتصبح قادرة على تصور العظمة الإلهية ؛ فإذا وُجِّهت الطفلة الوجهة السليمة نحو الإيمان والخير،إندفعت إليهما في تعلُّق وشوق. لذا فإن دور الوالدين في هذه الفترة أن يستغلا هذا التطور الإيماني في نفسها، وان يعملا على تقوية عقيدتها بالله التي سترى فيها خير عون لها على تقبُّل ما تتعرض له من آلام الواقع،و صراعات الحياة،والتي سوف تمسح عنها الكثير من صنوف الحرمان والوهم والخوف،وتعمل على تقوية شخصيتها واستعدادها لتكون عوناً لغيرها،وذلك من خلال التركيز على جوانب العقيدة المؤثرة في روحها،ومن أهم تلك الجوانب:
• تعليمها صفات الله تعلى التي تربي فيها أن الله تعالى يحب المتقين ،وأنه قريب منها يراها، ويرعاها أينما كانت كما جاء في القرآن الكريم: " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"(سورة البقرة-186) ،و"وهو معكم أينما كُنتم"الحديد -4،وإن الله لا يخفى عليه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماء"آل عمران-5 )(10)
، فإن هذا يُعلِّمها مرتبة أرقى من مراتب الحياء (وهو الحياء من الله عز َّ وجل أن يراها على غير ما يحب ويرضى )(11)
• (دعوتها إلى التعمق في إيمانها بالله تعالى والاطمئنان إلى عظمته وقدرته؛من خلال النظر والتأمل والتفكر في خلقه،فالكون آية الله الكبرى،ومعرض قدرته المعجزة التي تبهر العقول؛ولكن الإلف والعادة يفسدان روعة التطلع في آيات الكون و الإحساس به ؛فتتبلد الحواس لما ترى وتسمع. لذا فقد حث القرآن في الكثير من آياته على هذا،ومنها:" قُل انظروا ماذا في السماواتِ والأرض وما تُغني الآياتُ والنُذُرُ عن قومٍ لا يؤمنون"(يونس- 101) ،و"الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماواتِ والأرض،ربنا ما خلقتَ هذا باطلاً سبحانك،فقنا عذاب النار" آل عمران-191
• دعوتها للإيمان بالحياة الآخرة،والتأكيد على أن السعادة الحقة لا تكون إلا في الجنة،وأن الجنة أعدت للمتقين الذين يسيرون في طريق الله ورسوله، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر على رواه البخاري،ومسلم*قلب بشر"
ويقول في القرآن الكريم:" فلا تعلم نفسٌ ما أُُخفي لهم من قُرةِ أعين"( السجدة-17 )
• تربيتها على الاستسلام لله تعالى وطاعة رسوله،فكثيرا ما تسأل الطفلة عن سبب فعل أشياء معينة،لأنها لم تستطع إدراكه،ومن المفيد أن نجيبها على قدر عقلها،أما الأمور التي تتعلق بالدين،فيجب أن تعرف أن الإسلام مشتق من الاستسلام لله ،وتسليم الأمر له مع بذل الجهد،وأنه ليس لها أن تقيس الدين برأيها وعقلها،لأن العقل له حد ينتهي عنده،وكثيرا ما تخطىء العقول،وتعجز عن تفسير جميع أمور الدين،فالمسلم الحقيقي هو الذي ينفذ أوامر الله-مادام قد ارتضاه ربا-دون أن يعرف الأسباب التي خفيت عليه.
• إعلامها أن الأنثى كالذكر،كلاهما عبدٌ لله،خلقهما لعبادته، يقول تعالى:" من عمِل صالحاً من ذكرٍ أو أُنثى وهو مؤمن فلَنُحيينَّه حياة طيبة" النحل-97كما نقرأ عليها الآية 35 من سورة الأحزاب،ونوضح لها أن الأنثى مخاطَبة في القرآن بقوله تعالى:" يا أيها الناس" ،وكذلك بقوله:" يا أيها الذين آمنوا" وبالخطاب الذي قد يبدو ظاهره أنه للذكر،مثل:" وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين"(آل عمران 133 ) ومما يعينها على الاستسلام لله وطاعة رسوله أن نقص عليها من القصص ما يعزز ذلك،مثل قصة هاجر عليا السلام حين تركها إبراهيم عليه السلام ووليدها في الصحراء،وقبلت ذلك حين علمت أنه أمر من الله وقالت،"إذن لا يضيِّعنا"،وقصة النساء المهاجرين الأوَل الذين قالت عنهم عائشة رضي الله عنها:"يرحم الله النساء المهاجرات الأوَل ،لما أنزل الله " وليضربن بخُُمُُرهن على جيوبهن"(النور-31 شققن مُروطهن<ستائرهن> فاختمَرن بها" [أخرجه البخاري] أي لم ينتظرن حتى تحصل كل منهن على خمار وإنما نفذن أمر الله بما تيسر لهن.
• غرس الاعتزاز بالانتماء إلى الإسلام في نفسها ،فالكثير من أبناء الإسلام يتقدم بهم العمر دون أن يعرفوا غايتهم أو هدفهم من الحياة،لذا ينبغي أن تعرف منذ طفولتها أن الإسلام نعمة عظيمة اصطفاها الله بها وأنها تنتسب إلى أمة موصولة بالله ، تسير على نهجه،وتملك ما لا تملكه سائر البشرية وهو كتاب الله،وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،لذا فيجب أن تكون متميزة عن غير المسلمات في مظهرها ومخبرها،وغاياتها وآمالها،وأن تتأسى بأمهات المؤمنين،والصالحات القانتات كمريم عليها السلام،وامرأة فرعون،والصحابيات رضوان الله تعالى عليهن.وأن تعلم أن هذا الدين أمانة وأن عليها أن تحمل رايته بالتزامها الديني والخُلقي ؛و أن يكون هدفها من التعلم أن ترضي الله عز وجل بأن تعلم غيرها ،أو تنفع أخواتها المسلمات بأن تتعلم الطب أو التدريس،وأن تنصح لله ورسوله أينما كانت) (12) ومن المفيد في هذه المرحلة أن تشجعها الأم على تلاوة سورة "النور" مرة كل أسبوع،ففي ذلك تذكرة وتثبيت لها على الخير إن شاء الله.



رد مع اقتباس
  #29  
قديم 30-01-2007, 09:05 AM
الصورة الرمزية المستغفرة
المستغفرة المستغفرة غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: سوريا
الجنس :
المشاركات: 1,063
الدولة : Syria
افتراضي

تتمة ماسبق:
ولعل من أخطاء الأمهات أيضاً ألا ترى الأم في ابنتها سوى عروس المستقبل ،وتظل تحلم بيوم زفافها،وتتحدث أمامها عن ذلك،بل وأحياناً حين تطلب البنت شيئاً يكون الرد:" عندما تتزوجين"!!! فيصبح هذا الموضوع هو الشغل الشاغل للبنت، فتعمد إلى المبالغة في إظهار زينتها سعياً لتحقيق حلم الأم الذي أصبح -مع مرور الوقت وإلحاح الأم - حلمها ؛ولعل الحل لهذه المشكلة هو الامتثال لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم:" طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة" فالعلم الشرعي والعلم الدنيوي مفروض علينا لكي نكون مسلمين أقوياء؛ولعل الوقت المناسب له هو الطفولة المبكرة ..حين يكون كالنقش على الحجر؛ هذا بالإضافة إلى تنمية ما حباها الله تعالى به من مواهب طبيعية، كالقدرة على تعلم اللغات ،أو الحاسب الآلي ،أو الخطابة ،أو الكتابة الأدبية ،أو ممارسة الرياضة-في حدود الشرع-،أو التمريض،أو الزراعة،أو الرسم -في حدود الشرع أيضاً-أو التطريز، أو الأشغال الفنية،أو التفصيل والحياكة،أو الغزل،أو فنون السجاد اليدوي،أو الطهي أو تصنيع المواد الغذائية،أو تربية الطيور والحيوانات ...إلى آخر ما يمكن أن يمتعها، و يصقل مواهبها، ويشغل عقلها ووقتها بما يفيدها في دينها ودنياها...حتى يأتي الزوج المنتظر،أو لا يأتي؛فهو أمر بيد الله وحده؛ ولا ينبغي أن تنشغل الفتاة العفيفة به أكثر مما ينبغي ؛والدليل قول الله تعالى:" و ليستعفِف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يُغنيهم اللهُ من فضلِه"(النور-33) .
كما يجب أن تعرف البنت أن قيمتها الحقيقية في عقلها وأدبها وحياءها،فهذه الأشياء تنمو مع الزمن،بينما يتناقص الجمال الحسي مع الزمن ،حتى يزول.
ومن المهم في هذه المرحلة –التي تسبق سن التكليف بالحجاب - أن نحكي لهن عن نماذج للعفيفات من السلف الصالح ، مثل:
• عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها التي قالت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر:"كنت أخلع ثيابي في حجرتي ولم أكن أتحرج،أقول : زوجي وأبي،فلما دُفن عمر رضي الله عنه ،كنت أشد عليِّ ثيابي حياءً من عمر"!!!
• فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم التي لم تعجبها طريقة وضع الثياب على المرأة وهي ميتة خوفا من أن تصفها،(فقالت لأسماء بنت أبي بكر:" يا أسماء إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء أن يُطرح على المرأة الثوب فيصفها،فقالت أسماء:" با ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحَنَتها ثم طرحت عليها ثوباً،فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله تُعرف به المرأة من الرجل،فإذا أنا مِتُّ فغسِّليني أنت وعلي،ولا يدخل عليَّ أحد،فلما توفيت رضي الله عنها غسَّلها علي وأسماء.)(13))


• إمرأة من أهل الجنة حدَّث عنها عطاء بن أبي رباح حين جاءت المرأة فقال لابن عباس:" ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقال بلى،فقال هذه المرأة السوداء جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم،فقالت" إني أُصرع وإني أتكشَّف،فادعُ الله لي،فقال إن شئتِ دعوت لك وإن شئت صبرت ولك الجنة،فقالت:" أصبر:،قالت إني أتكشف فادع الله لي رواه البخاري ومسلم#ألا أتكشف؛فدعا لها "!!!

• الفتاة التي سقى لها ولأختها موسى عليه السلام،و قال عنها القرآن الكريم أنها جاءته(" تمشي على استحياءٍ ،قالت إن أبي يدعوك ليجزيَك أجرَ ما سقيتَ لنا" فكانت تمشي على استحياء وتتحدث على استحياء...فلم تتكلم معه إلا بالضروي من الكلام وهو أن أبيها يدعوه،ثم مشت خلفه حتى وصلا إلى أبيها)(حلقة الحب ،من سلسلة حلقات كلام من القلب للأستاذ عمرو خالد)
• "مريم" ابنة عمران التي قال عنها القرآن الكريم أنها: " أحصنت فرجها"،ولما ظهر لها جبريل عليه السلام في صورة رجل،قالت له:" إني اعوذ بالرحمن منك إن كنتَ تقيا"


و بالإضافة إلى ما سبق،يمكننا أن نطلق العنان لأحلامها بذلك اليوم الذي ستحتفل فيه الأسرة والأصدقاء والأقارب بارتدائها الحجاب،فتقيم حفل حجاب"فلانة" !! ويا حبذا لو كانت هناك صديقة لها أو قريبة تحتفل بحجابها أيضاً في نفس الوقت؛ فيكون الحفل لاثنتين أو أكثر؛ فتكون البهجة أكبر!

مرحلة إلثانية عشر حتى السادسة عشر
في هذه المرحلة تكون ابنتك قد بلغت سن التكليف أو قد لا تكون ،فإذا بلغته فعليك أن تخبريها- بلطف -أن موعد إقامة حفل حجابها قد حان، فإن استجابت عن طيب خاطر،فبها ونعمت؛وإن لم تستجب،فإليك ما نصحت به الأستاذة نيفين السوبفي(14) لمعالجة هذا الأمر،تقول:
" قد يبدو ما سأقوله محبطًا، ولكنها الحقيقة التي يجب أن نتفهَّمها حتى نستطيع التعامل معها، فما تمر به ابنتك وما تجدينه من صعوبة في إقناعها أمر طبيعي جدًّا، خاصة في مرحلة المراهقة التي تتسم بالعند والرفض، والرغبة في إثبات الذات- حتى لو كان ذلك بالمخالفة لمجرد المخالفة- وتضخم الكرامة العمياء التي قد تدفع المراهق رغم إيمانه بفداحة ما يصنعه إلى الاستمرار فيه، إذا شعر أن توقفه عن فعله سيشوبه شائبة أو شبهة من أن يشار إلى أن قراره بالتوقف عن الخطأ ليس نابعًا من ذاته وإنما بتأثير أحد من قريب أو بعيد.


أختي الحبيبة، لن أطيل عليك، وسأبدأ معك في عرض اقتراحاتي لحل المشكلة، وأرجو منك أن تتفهميها وتسمعيني فيها إلى آخر الحديث:
دعيني أوضح لك شيئًا هامًّا، وهو أن أسلوب الدفع في توجيه البنت وتعديل سلوكها، لن يؤدي إلا إلى الرفض والبعد، فكما يقولون: "إن لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه".


سأقترح عليك برنامجًا قد يستغرق منك 3 أشهر، وربما أقل أو أكثر حسب توفيق الله وقدره وتنظيمه، كالتالي:

المرحلة الأولى: وستستغرق منك 3 أسابيع إلى شهر:
قومي فيها بالتوقف عن الحديث في هذا الموضوع" الحجاب" تمامًا، ولا تتحدثي فيه من قريب ولا بعيد، ولو حتى بتلميح مهما بعد. أعلم ما قد تبدينه من استغراب قد يصل إلى الاستنكار، ولكن الأمر بالضبط كالدواء الذي يكتبه لنا الطبيب و نأخذه رغم عدم درايتنا الكاملة بمكوناته و تأثيراته و لكننا تعلمنا من الرسول صلى الله عليه و سلم أن لكل داء دواء لتمرد المراهقة و هو الداء الذي يصيب أغلبية الشباب كما يصيب البرد أغلبية الأطفال في الشتاء.


تذكري أننا نربِّي ضميرًا ونعالج موضوعًا إذا لم يُعالج في هذه المرحلة فالله سبحانه وحده الذي يعلم إلى أين سينتهي،فلا مناص من الصبر و حسن التوكل على الله و جميل الثقة به سبحانه.

و نعود مرة أخرى إلى العلاج ألا و هو التوقف لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع عن الخوض في موضوع الحجاب ،والهدف من توقفك عن الحديث في هذا الأمر هو نسيان ابنتك له، حتى تفصل بين الحديث في هذا الأمر وبين علاقتك بها، لنصل بهذه العلاقة إلى مرحلة تشعر فيها البنت بالراحة، وكأنه ليس هناك أي موضوع خلافي بينكما، فتستعيد الثقة في علاقتك بها، وأنك تحبينها لشخصها، وأن الرفض هو للفعال السيئة وليس لشخصها.

فالتوتر الحاصل في علاقتكما الآن بسبب اختلافكما أحاطك بسياج شائك يؤذيها كلما حاولت الاقتراب منك أو حاولت أنت الاقتراب منها بنصحها حتى أصبحت تحس بأنها تصاب بالأذى النفسي كلما حاولت الكلام معك، وما نريد فعله في هذه المرحلة هو محاولة نزع هذا السياج الشائك الذي أصبح يفصل بينكما.

المرحلة الثانية: مرحلة الفعل الصامت من ثلاثة أسابيع إلى شهر:
في هذه المرحلة لن توجهي إليها أي نوع من أنواع الكلام، وإنما ستقومين بمجموعة من الأفعال المقصودة، فمثلا قومي بدعوتها- بشكل متقطع على فترات؛ حتى يبدو الأمر طبيعيًّا وتلقائيًّا- للخروج معك، ومشاركتك حضور أحد الدروس بدعوى أنك تريدين مجرد صحبتها وليس دعوتها لحضور الدرس، بقولك: حبيبتي أنا متعبة وأشعر بشيء من الكسل، ولكني أريد الذهاب لحضور هذا الدرس، تعالَي معي، أريد أن أستعين بك وأستند عليك.. فإذا رفضت لا تعلقي ولا تعيدي عليها الطلب، وأعيدي المحاولة في مرة ثانية؛فإذا حضرته معك إسأليها عن رأيها ودعيها تعبر عن رأيها بحرية ،وبإنصات منك جيد، واتركيها حتى تبدأ هي بالسؤال عن الدين وعن أموره.


ويتوازى مع هذا الأمر أن تشاركيها في كل ما تصنعينه في أمور التزامك في أول الأمر من خلال طلب رأيها ومشورتها، وكأن هدفك- بل هو في الحقيقة ما يجب- تقريب العلاقة وتحقيق الاندماج بينكما.. بمنتهى الحب والتفاهم تقولين لها: "حبيبتي تعالَي سمِّعي لي القرآن الكريم الذي حفظته"، أو: "حبيبتي ما رأيك في هذا الحجاب الجديد"، "ما رأيك في هذه الربطة"… كل هذا وأنت تقفين أمام المرآة، تستعدين للخروج مثلاً ... وهكذا بدون قصد أوصليها بالطاعات التي تفعلينها أنت.

اتركيها تتحدث عن نفسها، وعن رأيها في الدروس التي تحكين لها عنها بكل حرية
وأود أن أوجِّه نظرك إلى أمور مهمة جدًّا:


- يجب ألا تتعجلي الدخول في مرحلة دون نجاح المرحلة السابقة عليها تمامًا، فالهدف الأساسي من كل هذا هو نزع فتيل التوتر الحاصل في علاقتكما، وإعادة وصل الصلة التي انقطعت بينها وبين أمور الدين؛فهذا الأمر تماما كالمضاد الحيوية يجب أن تأخذ رجعته بانتظام و حتى نهايتها،فإذا تعجلت الأمر و أصدرت لها و لو أمرًا واحدًا خلال الثلاثة أسابيع فتوقفي و ابدئي العلاج من البداية.

- لا تتحدثي في موضوع الحجاب أبدًا، أبدًا في هذا الوقت؛ فهو أمر يجب أن تصل إليه عن قناعة تامة، وإذا نجحتِ في كل ما سبق- وستنجحين بإذن الله، فأنت قد ربيتِ نبتة طيبة حسب ما تذكرين أنك ملتزمة وأن أباها على خُلُق- فسيأتي اليوم الذي تطلب منك هي شخصيًّا أن ترتدي الحجاب، بل قد يأتي اليوم الذي تشتكين فيه من سفر أغطية رأسك وحجابك وهجرتها إلى دولابها الخاص.

- لا تعلِّقي على ملابسها، إلا في أضيق الحدود، وتجاوزي عن بعض التجاوز فيه مثل الألوان التي لا تعجبك.

- اقصري الاعتراض واستخدام سلطتك في المنع على الأخطاء التي لا يمكن التجاوز عنها، مثل: لو أرادت الخروج مع صحبة غير مؤتمنة، أو أي شيء فيه انتهاك شرعي صريح،قد تعترضين و تقولين :"أليس عدم لبس الحجاب بعد البلوغ تجاوز شرعي؟"لا يُخالفك أحد في هذا الأمر و لكن هذا الموضوع نحن بصدد علاجه بصورة جذرية حتى نصل إلى تشكيل قناعة داخلية لا تجعل من موضوع الحجاب و الطاعة بصفة عامة رد فعل لأوامر الأهل.

- استعيني بالله ولا تحزني، وادعي دائمًا لها، ولا تدعي أبدًا عليها، وتذكري أن الأمر قد يحتاج إلى وقت، لكنه سينتهي بسلام إن شاء الله، فالأبناء في هذه السن ينسون ويتغيرون بسرعة، خاصة إذا تفهمنا طبيعة المرحلة التي يمرون بها وتعاملنا معها بمنتهى الهدوء والتقبل وسعة الصدر والحب)إنتهى حديث الأستاذة" نيفين" جزاها الله تعالى خيرا ؛وتضيف كاتبة هذه السطور أن الأم من حقها أن تحزن وتستاء إن لم تستجب إبنتها ،فهي تخاف عليها من غضب الله وعقابه ،ولكن هذا لا يبرر أن تثور عليها؛ أو تعيِّرها بعدم حجابها،وإنما الأجدى لهدايتها إن شاء الله أن تبلغها أنها مستاءة من عدم حجابها وليس منها هي !! وأنها تحبها -فهي مهجة قلبها- و تتمنى لها الخير في الدنيا والآخرة ...إلا أن عدم حجابها يقلق الأم ويزعجها...وذلك حتى لا تتأثر علاقة الأم بابنتها وتضيع جسور الاتصال التي تعبت في بناءها في الفترة السابقة،فتصبح الإبنة مستعدة لتلقي المزيد من النصح والإرشاد،إذا ما وجهتهم الأم بذكاء ودون ضغط.
وما أجمل أن تطلبي أيتها الأم منها مشاركتك في اختيار و شراء الهدايا لتهنئة من ارتدين الحجاب من أقاربكم وجيرانكم وأصدقائكم، لعلها تغار !! بل دعيها تسمعك وأنت تهنئينهن برضوان الله، وتوبته عليهن، وإبداله سيئاتهن حسنات إن هن أَتبعن الحجاب بأعمال صالحة،وبالجنة حيث النعيم المقيم،وحيث تكون المرأة المؤمنة أجمل وأرفع مكانة من الحور العين!!

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 30-01-2007, 09:05 AM
الصورة الرمزية المستغفرة
المستغفرة المستغفرة غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: سوريا
الجنس :
المشاركات: 1,063
الدولة : Syria
افتراضي

تتمة ماسبق:
مرحلة السابعة عشرة وما بعدها:
أيتها الأم المؤمنة الصابرة :بارك الله في جهدك وأثابك عليه خير الثواب،وأقر عينك بطاعة ابنتك...ولكن إن لم يمنَّ الله عليها بالحجاب حتى هذه المرحلة،فلا تقنطي من رحمة الله،واعلمي أن لحظة التوبة في علم الله ،قد تكون قريبة أو بعيدة،المهم ألا تتوقفي عن محاولاتك....وفي هذه الحالة يمكنك أن تتبعي معها أسلوب الحوار الهادىء الهادف،وأن تتركي لها حرية الإجابة على الأسئلة التالية:


• هل تحبين يا ابنتي أن تأخذي سيئة بكل شعرة ظهرت منك لغير المحارم ؟
تذكري أنك كلما خرجت من بيتك سافرة حصلت على سيئات بعدد من رآك من غير المحارم،فهل حسناتك تعادل هذا الكم من السيئات؟!


• هل تبيعين دنياك الفانية بالآخرة الباقية؟
"إن من آثر دنياه على آخرته خسرهما معا،ومن آثر آخرته على دنياه ربحهما معا"(15) هل يسرك أن يكون الله عز وجل مستاء لعدم حجابك؟
أما علمت أن الله تعالى يضحك لمن يطيعه ويفرح به،بينما يبتسم الشيطان وينفخ في وجه من يعصي ربه؟(16))


• هل تقبلين أن تكون النساء في الجاهلية قبل الإسلام أفضل وأتقى منك؟
لقد كن يسترن عوراتهن إلا قليلاً من الشعر الموجود بناصية الرأس،وفتحة الجيب فقط!!!


• "هل أنت مصرة على أن تقولي "لا" لأوامر الله تعالى كلما ظهرت أمام غير المحارم بغير الحجاب؟ "عمرو خالد"
لا أظن أنك تتعمدين ذلك... ولكن عدم حجابك ليس له معنى إلا ذلك!!!


• هل ترفضين أن تكوني أجمل وأشرف مكانة من الحور العين في الجنة؟
إن نساء المؤمنين يكن أجمل وأعلى مكانة من الحور العين،لأن الحور العين خلقن طائعات،بينما خُلِقتِ للجهاد في الدنيا والصبر عن المعاصي، والتصبر على طاعة الله تعالى وامتثال أوامره!!!


• هل تستطيعين مقاومة الموت وتظلي على قيد الحياة لتهربي من حساب ربك؟
إن الموت قدَر كل الكائنات ،وهو مغادرة كل مباهج الدنيا وزينتها ،وملابسك وعطورك ومساحيق الزينة ،وحُليِّك وغير ذلك مما تحبين،فهل تغادرينها إلى عزة وكرامة في القبر وفي الجنة، أم إلى ذل وهوان في القبر وفي النار!


• هل تضمنين أن يُمهلك ملك الموت حتى ترتدي الحجاب وتتوبي قبل أن يقبض روحك؟
إن ملَك الموت لا يستأذن من أحد قبل قبض روحه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذا فإنه من الحكمة أن يسارع المرء بالتوبة قبل ألا َّينفع الندم،ليفوز بحظ كبير عند الله تعالى،(والكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت،والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني،فخالقك ، وخالقك الدنيا وما فيها من متع ومباهج يقول:" قل متاعُ الدنيا قليل")(17)


• هل تقبلين أن تكوني من الفُجَّار الذين قال الله تعالى عنهم:" وإن الفجَّار لفي جحيم؟"(الانفطار -14)
لعلك تعلمين أن( الحياء ضده الفجور ،وهو يعني عدم الخشية من الله تعالى،والمجاهرة بالمعصية )(18)،وهو ما تفعله المُصرَّة على عدم ارتداء الحجاب !


***

وبالطبع سيكون لديها الكثير من الاعتراضات والتساؤلات التي تشغل بالها بخصوص الحجاب ،وفيما يلي ذكر بعضها ؛والرد على كل منها:

• أنا لا اقصد شيئا من ارتدائي هذه الملابس التي تسمونها(متبرجة)فما هي إلا (موضة)
نعم، هذا ما يحدث في الغالب... ولكن آن الأوان لأن تنتبهي لما ترتدين من ملابس،وأن تستبدلي ملابسك بغيرها مما يرضي الله ورسوله،حتى لا تكوني-والعياذ بالله- من الذين يستبدلون " الذي هو أدنى بالذي هو خير"


• يعز عليَّ كثيراً أن يقل جمالي بسبب الحجاب.
نعم قد يقل جمالك،ولكن ليس في كل الأحوال؛ فبعض المحجبات يكنَّ أكثر جمالاً بالحجاب،خاصة حين يعمُر الإيمان القلب فيمتلىء الوجه نوراً وبهاء،وتذكَّري أن الجنة هي سلعة الله،والله تعالى سلعته غالية؛وأن الجنة محفوفة بالمكاره،وأن النار محفوفة بالشهوات...فلا تظني أن الطريق إلى الله سهل ممهد،ولكن البطولة الحقيقية هي أن تتخطي كل العقبات حتى تصلي إليه سبحانه،ولسان حالك يقول:" وعجلتُ إليك ربِّ لترضى"
فتكوني من الأبرار الذين قال الله تعالى عنهم" إنََّ الأبرارَ لفي نعيم ،على الأرائكِ ينظرون، تعرف في وجوهِهم نَضرةَ النعيم،يُسقون من رحيقٍ مختوم،خِتامُه مسكٌ،وفي ذلك فليتنافس المُتنافسون" المطففين2 2-27


• سيتسبب الحجاب في سقوط شعري
لك أن تعلمي أن هذا القول غي صحيح،والدليل قول الدكتور"محمد ندا" عن" تأثير الحجاب على صحة وسلامة الشعر:" الحجاب حماية للشعر،فقد أثبتت البحوث والتجارب أن تيارات الهواء وأشعة الشمس المباشرة تؤدي إلى فقدان الشعر لنعومته وشحوب لونه ،فتصبح الشعر خشنة ياهتة اللون،كما ثبت أن الهواء الخارجي(الأكسجين) وتهوية الشعر ،ليس له أي دور في تغذية الشعر،ذلك لأن الجزء الذي يظهر من الشعر على سطح الرأس وهو ما يعرف بقصبة الشعر،عبارة عن خلايا قرنية (ليس بها حياة )وهي تستطيل بانقسام برعم الشعر الموجود داخل الجلد...وهذا الجزء النشيط والذي يؤدي انقسامه إلى استطالة الشعر بمعدل نصف ملليمتر كل يوم، يحصل على غذائه من الأوعية الدموية داخل الجلد ،ومن هنا نستطيع القول بأن صحة الشعر تتبع صحة الجسم عامة ...وأن أي شيء يؤثر على صحة الجسم من مرض أو نقص في التغذية يؤدي إلى ضعف في الشعر.
وفي حالة ارتداء الحجاب، يجب غسل الشعر بالصابون أو الشامبو مرتين أو ثلاثاً في الأسبوع، حسب درجة تدهن البشرة.. بمعنى أنه إذا كانت البشرة دهنية فينبغي غسل الشعر ثلاث مرات في الأسبوع، وإن كان غير ذلك، فيكتفي بغسله مرتين أسبوعيا.. وينبغي ألا يقل تكرار غسل الشعر عن هذا المعدل في كل الأحوال.. إذ إنه بعد مضي ثلاثة أيام تبدأ الدهون في التحلل إلى أحماض دهنية، وهذا يؤدي إلى كسر قصبة الشعر أي : تقصف الشعر) (19)


• إن الحجاب يعوق حركتي
"لقد لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة كفيلة بأن تصون عفتها، وتجعلها عزيزة الجانب، سامية المكان، وإن الشروط التي فرضت عليه في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة، وهذا ليس تقييداً لحريتها بل هو وقاية لها من أن تسقط في درك المهانة، ووحل الابتذال، أو تكون مسرحاً لأعين الناظرين"( 20)
كما أن الحجاب لا يتقيد بلباس معين وإنما هو كل ما يستر العورات ولا يصفها أو يشف عنها،فلك أن ترتدي ما يناسب حرية حركتك مما يحقق الحجاب الصحيح، وتذكري أن أمهات المؤمنين والصحابيات كن يتحركن بكامل الحرية: يسافرن،ويحاربن مع الرسول صلى الله عليه وسلم ،ويعالجن الجرحى، ويمارسن شتى الأنشطة في الحياة،دون أن يعيقهن الحجاب عن الحركة...فالمشكلة لا تكمن في الحجاب إذن!!!
ولكن القيود الحقيقية هي التي جاءت في الآية الكريمة:" إذِ الأغلالُ في أعناقِهم والسلاسلُ يُُسحبون"!!!


• أخشى أن أفقد أناقتي بعد الحجاب
كان هذا الاعتقاد الخاطىء يسود بين الفتيات ولكن الآن- بعد أن امتلأت المحال التجارية بأزياء المحجبات من شتى الموديلات،والألوان ،وأنواع الأقمشة،حتى أن غير المحجبات قد أقبلن على ارتداءها من شدة أناقتها - لم يبقَ لك من عذر!
ولا تظني أن الإسلام يريدك رثَّة الثياب سيئة المظهر؛ ،ولك أن تراجعي سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي كان نظيفاً يدعو للنظافة ،أنيقاً يدعو للأناقة،وعلى الرغم من هموم ومشاغل أمته كان يحرص على التطيُّب مع أن عَرَقه كان أطيب من الطيب،وعلى دهن شعره ولحيته ليكونا في أبهى منظر!!
فالمسلم قدوة لغيره،لذا يجب أن يكون أنيق المظهر ، أنيق التصرفات.


ولك أن تستمعي لما قالته( "فابيان "أشهر عارضة أزياء فرنسية سابقا ؛بعد أن هداها الله للإسلام: " لولا فضل الله علي َّو رحمته بي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان كل همه إشباع رغباته و غرائزه بلا قيم و لا مبادئ ") (20) لقد قالت ذلك بعد أن ارتدت من أفخر ا لثياب ما لا تحلم به أية فتاة، و جربت من خطوط الموضة ما تتو ق له أ ية امرأة، ،ولكنها أدركت أن كل ذلك سرا ب خادع، وأن نهاية الإنسان -لا محالة- للحساب ،جعله الله تعالى لنا ولك يسيراً إن شاء الله.

• أخشى أن أبدو أكثر وزنا ،أو تختفي رشاقتي بعد الحجاب
نعم ولكن ما يضيرك أن يحدث هذا؟ إن الدنيا سويعات قلائل وستمر ؛ فإن أنت صنتِ رشاقتك عن أعين الناظرين أبدلك الله في الجنة بقوام ورشاقة خير مما عندك،وإن لم تفعلي احترقت رشاقتك هذه في النار وذابت ثم عادت ثم احترقت...وهكذا؛فما رأيك؟!!!


• مازلت صغيرة السن
لا أظن أنك لا زلت تؤمنين بتلك الاعتقادات القديمة التي كانت تبيح للشابات أن يرتدين ما يحلو لهن بحجة أن يتمتعن بشبابهن،وأن الاحتشام يقتصر على من بلغن من العمر أرذله؛ وأن الحجاب لا ترتديه إلا كبيرات السن اللاتي أدين فريضة الحج لأنهن قد شبعن من لذات الدنيا؛وهن الآن يتهيأن للقاء الله لأن آجالهن قد اقتربت!!!
ولعلك تدركين بالمنطق أن الشابة أولَى بستر محاسنها من كبيرة السن،كما أنك
إذا طالعت صفحة الوفيات لفوجئت بالأعداد الهائلة من الشباب الذين انتهت أعمارهم فجأة وهم يعتقدو ن أن مَلَك الموت لا يزور إلا المسنِّين فقط!!! أو الذين اعتقدوا أنه كان سيعطيهم مهلة للتوبة قبل أن يقبض أرواحهم!
وأعتقد أن الانطلاق، وممارسة الرياضة ،والأنشطة المختلفة، في حدود طاعة الله ،مع النعيم الدائم في الجنة.. أفضل من المتع القليلة الزائلة في معصية الله،التي تؤدي إلى جهنم والعياذ بالله!!! وإذا كنا لا نطيق لمسة من نار الدنيا، فهل نطيق لحظة واحدة في جهنم؟!!!


لماذا لا تكوني من الأُوليات اللاتي يسارعن في الخيرات ويسابقن إلى طاعة الله ، فتصبحي من الذين قال عنهم سبحانه:" والسابقون السابقون،أولئك المقربون،في جنات النعيم،ثُلَّةٌ من الأولين وقليلٌ من الآخرين ، على سُرُرٍ مَوضُونَة مُتَّكِئين عليها متقابلين،يطوفُ عليهم ولدانٌ مُخلَّدون بأكوابٍ وأباريقَ وكأسٍ من معين ،لا يُصَدَّعون عنها ولا يُنزَِْفون،وفاكهةٍ مِمَّا يتخَيَّرون ولحمِ طَيرٍ مِمَّا يشتهون جزاءً بما كانوا يعملون(الواقعة- 10 )

وما يمنعك بُنيتي عن تلبية نداء الحق : ((سَابِقُوا إلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)) [الحديد: 21]؟!!!

(إن كل يوم يمضي يزيدك من الآخرة قرباً ، وعن الدنيا بُعدا... فماذا أعددت لنفسك بعد الموت؟
اركبي ـ يا بنيتي ـ قطار التوبة قبل أن يرحل عن محطتك .
تأملي ـ يا حبيبتي ـ في هذا العرض ...اليوم قبل الغد .
فكِّري فيه ـ يا قرة عيني ـ الآن... قبل فوات الأوان!!! )(21)


• إن الحجاب يكلِّفني مادياً أكثر من ملابس التبرج ،فالعباءات غالية الثمن ،وتفصيلها يتطلب كمَّاً أكبر من القماش،هذا ناهيك عن أغطية الرأس.
نعم هذه حقيقة ولكن ألا يستحق المولى سبحانه الذي أنعم عليك بنعم لا تحصى أن تضحي من أجله بخزانة ملابسك،ويكون ثوابك أن تصبري على البدء بثوب أو ثوبين حتى تمتلىء خزانة ملابسك،ويكون ثوابك رضوانه وأمانه؟إن ما تنفقين من أجل طاعته تعالى هو في سبيل الله،وأنه لابد سيجزيك عنها خيرا في الدنيا والآخرة...كما أن ملابسك وكل ما تملكين هو من رزقه تعالى،فهل تنفقين رزقه في معصيته؟!!!
ثم( هل تعلمين يا ابني أن المرأة المسلمة لا يجوز لها الخروج من المنزل بأي حال من الأحوال حتى يستوفي لـبـاسـهـــــا الشروط المعتبرة في الحجاب الشرعي والواجب على كل مسلمة تعلُّمها، فنحن جميعا نحرص على تعلم أمور الدنيا ولكن لا يصح أن ننسى الأمور التي تنجينا من عذاب الله وغضبه بعد الموت ، ألم يـقـل الله تعالى : ((فَاسْأََلُوا أََهْلَ الذِّكْرِ إن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) [النحل: 43]، إذن فتعلمي شروط الحجاب!
فإذا كان لا بد من خروجك ،فــلا تخرجي إلا بالحجاب الشرعي؛ إرضاءً للرحمن، وإذلالاً للشيطان؛ لأن مفسدة خروجك بدون حجاب أكبر من مصلحة خروجك للضرورة.
فلو صَدَقَتْ نيّتُك يا بنيتي وصـحّـــتْ عـزيـمـتُـك لامتدت إليك ألف يدٍ خيِّرة، ولسهل الله تعالى لك الأمور ! أليس هو القائل : ((وَمَن يـَـتَّـقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))( الطلاق: 2، 3 )(22)
والدليل هو هذا العدد الكبير من المحجبات ، لك أن تسألي واحدة منهن كيف امتلأت خزانة ملابسها تدريجياً بعد الحجاب،لعل جوابها يريحك.


• الجو حار في بلادي وأنا لا أتحمله ، فكيف إذا لبست الحجاب ؟
إذا كانت بلادك من هذا النوع ، فهل تذكري كيف كان جو "مكة" والجزيرة العربية بأسرها قبل أن يكون لديهم أجهزة التكييف؟ وهل ترددت المسلمات الأوليات في ارتداء الحجاب لهذا العذر؟ هل كانت الخيام تمنع عنهن الحر؟؟ كلا ! ولكنهن امتثلن لأمر الله مهما تكن الظروف، حباً له ،وإيماناً به... بل لعلك سمعت من إحدى المحجبات أنها لا تشعر بالحر إلا بعد أن تعود لمنزلها وتخلع الحجاب!!! فهذا والله يحدث يا بنيتي في أشد الأيام حراً، لأن من يتَّقِ الله يجعل له مخرجا،ولأن من ترتدي الحجاب حباً في الله لا تشعر بتبعاته، لأن حبها لله ينسيها ما تعانيه من أجله ...هذا لمن تحب الله تعالى حق الحب،أما من عداها فأود أن أذكِّّرها بأن حر بلادها لن يصل في درجته إلى نار جهنم، وقانا الله وإياها منها، " قُل نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ" [التوبة: 81]

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحذير...تحذير...هام للفتيات والأمهات...للأخوات نسائم الايمان ملتقى الأمومة والطفل 32 03-09-2011 02:55 AM
تحذير.. تحذير .. تمور إسرائيلية ملوثة تغزو الاسواق بهاء الدين الملتقى العام 16 13-12-2009 05:09 PM
تذكير الواعي بان احترام قوانين السير واجب شرعي الفقير الى الله الملتقى الاسلامي العام 4 16-09-2006 07:07 PM


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 222.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 216.70 كيلو بايت... تم توفير 5.75 كيلو بايت...بمعدل (2.59%)]