16-10-2020, 05:41 AM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,405
الدولة :
|
|
في زمن السكوت
في زمن السكوت
د. محمد سليمان صعنون
قالت: كان يمسك الحبل مثلي، يضعه على خصره، يدور ويدور، كأنه ليس بدراً بل بدور، كان مثلي يعشق الحب ويلثم خد الورد، كان مثلي يداعب الحزن ليضحكه، وينافس المجد ليقهره، كان مثلي يحن إلى الطفولة، ويرسم أمجاد البطولة،كان مثلي محباً لطيفاً، آهٍ على لطفه، كان لكأس القلب شارباً، ويلي علي رشفه!! كان زوجي طيبا هادئا لكنه مضى، من يعيده إليّ؟! من يرسم لي خياله؟! من يبحث عن روح بين أكوام من الأرواح؟! من يمسح الدمع عن وجنات حزني؟! من لي؟؟!! قولوا: من؟! قلت: الله وحده. قالت: الله، الله ربي وليس مع ربي إله، هو خالقي وخالقه لن ينساه، الله ناصره ولا ناصر سواه. ربي لا تطلني بعده، فإن قضى في الوطن فاجعل عند الحبيب محمد لقاه، وأرسل ملائكة تسبل عينيه، وتغسله وتلفه بالحرائر، وتزكيه بأجمل العطائر، إنه الحبيب الغيور فالطف بجنانه وأدخله جنانك، ثم دخلت في بكاء عميق عميق خالطه أنات وأنات بعدها لفَّت أبناءها إلى صدرها وصمتت صمتا طويلا، لم أر أمًّا في حياتي أمامي تموت، صاح أحدهم، ماتت حسبي الله على زمن السكوت، هو حسبي على من سلّم البلاد وهدّم البيوت، من لهؤلاء الصغار؟! من لهم؟! قلت: لهم الله سبحانه مالك الملكوت.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|