|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مترددة في إكمال الزواج
مترددة في إكمال الزواج أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة مخطوبة لشابٍّ به عيوب لا تتقبَّلها، حاولتْ إصلاحه كثيرًا ولم يتغير، وهي الآن مترددة، وتسأل: هل أكمل معه أو لا؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أريد استشارتكم في أمر خطبتي، في بادئ الأمر خُطبتُ لشخصٍ على أساس خلُقه ودينِه، والحمدُ لله به كثير مِن المميزات، وسأعرض مميزته أولًا، ثم أذكر سبب تردُّدي بعد ذلك. مميِّزاته: هو شخص طيِّب، ذو أخلاقٍ حميدة، يشهد له الكلُّ بذلك، يُصَلِّي الفروض في المسجد، بارٌّ بوالديه وأهلِه، ويَصِل رحِمه، كريمٌ ذو طباع حسَنة، له طموحٌ وأهداف واضحة. أسباب تردُّدي: وجدتُ منه بعضَ التساهُلات في دينه - ولديه جهْلٌ بالعديد مِن الأمور التي أعتبرها مهمة - ومنها: • يُشاهد الأفلام والبرامج التافِهة في التلفاز، وتعلمون أنها قد تحتوي على موسيقا ونساء. • يُصلِّي في البيت. • كان يطلب العلم وتَرَكَه، وأصبح الآن لا يطلُب العلم، ولا يحفظ القرآن، ولا أجد له همَّةً لذلك. • يكلِّم بعض الفتيات مِن قريباته على (الفيس بوك). • تُسافر أمُّه وأختُه مِن محافظةٍ لأخرى بدون مَحرم، وعندما سألتُه عن ذلك، لَم أجده يُنكر هذا. • يتكلَّم مع أصدقائِه بأسلوب مُتدنٍّ في الكلام. • لا أجد القبول ولا الميل له حتى أساعِدَه على التخلُّص مِن هذه المشاكل، بالرغم من أني أرى أنه قابلٌ للتغيير وللتحسُّن. • ما يجعلني متردِّدة أكثر: خوفي أن أكون آثمةً، وأسبِّب له انتكاسةً في دينه. بهذه الأسباب السابقة أراه عِبْئًا عليَّ؛ لأني سأحمل همَّ دعوتِه، ولا أرى أن هذا الشخص يَصْلح أن يكونَ قدوةً لأبنائي، رغم أني أرسلتُ إليه إنذارات، فكان يتحسَّن، ثم بعد فترة أجده يعود. أحوالُه لم تتغيَّر طوال مدة الخطوبة، رغم طول المدة والتي قربتْ أن تكملَ سنتين أرجو أن تُوجِّهوني للقرار الصحيح، وجزاكم الله خيرًا الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. اعلمي أيتها الفاضلة أن الزواجَ متى بُنِي على الشفَقة، أو كانتْ أكبر أسبابه، فسرعان ما سينهار، وتتصدَّع أركانُه، ويهوي بناؤُه حجرًا وراء حجر! واعلمي أنَّ أكثر ما يجذب الفتاة للرجل الذي تتمنَّاه زوجًا قوَّتُه، وتختلف القوةُ باختِلاف شخصيَّة الفتاة؛ فصاحبةُ الدِّين تُحبُّه قويَّ الإيمان، ثابت الجنان، وصاحبةُ المال يَستهويها الغنِي الذي تنطلق معه لترفلَ في نعيم الدُّنيا، وتنهل مما تشتهيه نفسها مِن زُخرفها وبهرجها، وصاحبة هواها يجذبها مَن يُحسن صياغة الكلمات، وتهوي إليه الفتيات، وصاحبةُ الجاه تبحث عنْ أكبر العائلات، وتهتم بالأسماء والألقاب، فكلُّ واحدة تبحث عنِ القويِّ فيما تعشق، ومَن يُشبع رغباتها، ويرضي ميولها، ويُحقق أحلامها، أيًّا كان نوعُ تلك الأحلام، ومهما كانتْ فصيلتها. بدَا الالتزامُ الدينيُّ على شخصيتكِ أكبر ما يميِّزها؛ فأنتِ تبحثين عمَّن يأخذ بيدكِ إلى الجنَّة - بإذن الله - ومن يكون لكِ خير مُعين على فِتَن الزمان، وخير مربٍّ للأبناء في المستقبل، ومَن تقتدين به في أمور دينكِ، ومَن يطمئن قلبكِ إليه، وترتاح نفسكِ به، ويؤسفني أني لم أرَ في صفات خاطبكِ من ذلك إلَّا القليل، حتى ما كان يُفترض أن يشد من عضد الزواج ويرجِّح كفة القبول (الميل الفطري)، لا أسمع له صوتًا بين دقات قلبكِ، ولا أجد له أثرًا بين ثنايا رسالتكِ، بل أشعر باشمئزازٍ ونفورٍ واضحٍ تجاه هذا الرجل، فإنْ كان هناك مِن ظلمٍ فلن يكونَ إلا بقَبولِه، وأنتِ على هذا الحال من الرفض الداخلي والتمرُّد الباطني. لا أجد مبررًا للخوف عليه من الانتكاس بسبب فسْخ الخطبة، فعلى كل إنسانٍ أن يسعى لإصلاح دينه أولًا، وألَّا يُضحِّي بشيء من دينه في سبيل إصلاح غيره، وعلينا أن نحملَ همَّ أنفسنا قبل أن نحملَ همَّ الآخرين متى تعلَّق الأمرُ بالآخرة، فإن لم يتعارَضا فلا بأس من التفكير فيمن حولنا، والسَّعْي لإصلاحهم ودعوتهم بما نستطيع. طريقةُ تفكيركِ هذه قد تُسبِّب لكِ الكثير من المتاعب في حياتكِ المستقبليَّة؛ لهذا أنصحكِ بمُجاهدة النفس في مِثْل هذه المواقِف، والتصرُّف بشكلٍ أكثر إيجابيَّة؛ هذا الرجل به بعضُ صفات الخير، وله منَ المُخالَفات ما لا أظنكِ ستتحمَّلينها، أو تصبرين عليها بعد الزواج، فلِم تُكرهين نفسكِ على تقبُّله، وتشعرين نفسك بذنب لم تجنِه يداكِ؟ أنصحكِ بالاستخارة، ثم التوكُّل على الله، وما زلتِ - بفضْل الله - صغيرةً، فليس لديكِ ما يدعوكِ لتقديم تنازُلاتٍ أو تضحيات أنتِ في غِنًى عنها. كما أنَّ إتمام الزواج من رجلٍ لا يوجد لديكِ أي قبول أو ميل فطري نحوه، سيوقعكِ في معصيةٍ كبيرةٍ، وهي سوء مُعاملة الزوج على أي صورة كانتْ، من معاملة لا يرضاها الزوجُ بسبب النفور الذي تستشعرينه من الآن، ولا أظنه سيزول بعد الزواج. وفقكِ اللهُ، ويسَّر أمركِ، وفتح لكِ أبواب الخير والله الموفق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |