|
|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الاهتمام بالشكل دون المضمون
الاهتمام بالشكل دون المضمون د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي يغلب على بعض المجتمعات الإسلامية الاهتمام بالشكل على حساب المضمون، وهذا الاهتمام لا يكون له التأثير الفعَّال، ولا يفيد كثيراً في الحياة، لأنه اهتمام زائف ما يلبث أن يزول. ومن الأمثلة على ذلك، ترى في بعض الأعمال العامة والخاصة عناية بعض الناس في إظهار هذه الأعمال وتنميقها وتحسينها، وهي لا تستحق كل هذا الإظهار من أجل لفت الأنظار، وهي ليست ذات تأثير حقيقي في تقدم الأمة ورقيها. ومن الأمثلة الشخصية؛ من يرغب في الزواج يبحث عن الشكل ولا يفكر في المضمون، وهذا بخلاف التوجيه النبوي الوارد في الحديث الشريف عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ، لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ "[1]. ونتيجة لعدم التزام البعض والاهتمام بهذا التوجيه العظيم، فقد تحدث إشكالات كبيرة داخل الأسرة، وربما تكون سبباً في تشتتها وضياعها، وينعكس ذلك بشكل سلبي على المجتمع والأمة بأسرها. ومما يؤكد اهتمام الشريعة الإسلامية بالجوهر دون الشكل ما جاء في الحديث الشريف عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ.[2] ينبغي أن نفكر بطريقة أكثر عملية في حياتنا، فالشكل الخارجي للأشياء يزول بعد فترة من الزمن، فالجمال زائل، والديكورات الخارجية للأعمال زائلة، والمظاهر البراقة زائلة، ولا يبقى إلا الأصل، فهو الذي يجب أن تتوجه له المقاصد، وتبذل من أجله الأوقات والأموال، وبهذا نسهم في تقدم الأمة ورقيها. [1] البخاري، صحيح البخاري، كتاب: النكاح، باب: الأكفاء في الدين وقوله: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾، حديث رقم: 4700. [2] مسلم، صحيح مسلم، كتاب: البر والصلة والآداب، باب: تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله، حديث رقم: 4651.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |