للمربية الناجحة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850058 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386243 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-02-2019, 11:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي للمربية الناجحة

للمربية الناجحة 1/4



يخطئ الطفل فينهال عليه أبوه أو أمه ضرباً، فيهرب إلى سريره وينام بحسرته، وما تلبث الأحلام المزعجة أن تداهمه فيستيقظ فزعاً.. هذا مشهد يتكرر في كثير من بيوتنا.
وأكثر العائلات تتبع مبدأ العقاب بالضرب لتربية الطفل، رغم أنّ بعض الأبحاث العلمية أثبتت أنّ هذه الوسيلة عديمة الجدوى، ولا ينتج عنها سوى اضطرابات نفسية وجسدية وعقلية قد تُصيب الأطفال، فتحدّ من نشاطهم وقدراتهم وحيويتهم، وقد تؤثر على درجة ذكائهم، بل إنَّ بعضها قد يترك آثاره الدائمة على أجساد أولادنا من عاهات وغيرها.
للآباء والأمهات الذين يتخذون العقاب بالضرب وسيلة لتربية أبنائهم نقدم لهم ما توصلت إليه أبحاث التربويين وعلماء النفس في هذا الصدد:
أولاً: يعتقد كثير من الآباء والأمهات أن الضرب قد يضع حداً نهائياً لأخطاء طفلهم وتمرده، لكن الحقيقة أن ذلك لا يغير من سلوك الطفل، بل قد يسبب تعثراً في العلاقة بينه وبين الأهل.
ثانياً: الآباء والأمهات الذين يلجؤون إلى العقاب يبعدون أبناءهم عنهم، إذ يعمد الأخيرون إلى الحدّ من علاقاتهم مع أهلهم خوفاً من العقاب الشديد، ممَّا يساعد على تعطيل دور الأهل في مسيرة التربية الصحيحة اللازمة للأولاد.
ثالثاً: استخدام الضرب المفرط قد يحدُّ من الأعمال السيئة والتصرفات الشاذة للأطفال، لكنَّه لايحسن ولا يهذّب سلوكهم، إذ يعلِّمهم ما لا يجب القيام به، لكنَّه لا يرشدهم إلى ما يجب القيام به.
رابعاً: اعتماد مبدأ العقوبة غير المضبوط بشكل مستمر قد يفقد قيمته وفعاليته كلَّما تقدّم الولد في العمر.. فالأساليب التي كانت تردع الولد في سنِّ الخامسة أو السابعة قد لا تؤثِّر عليه إذا بلغ الحادية عشرة من عمره.
خامساً: استخدام مبدأ العقوبة الشديدة قد يصنع عند الأبناء شعوراً بالنقمة وحبِّ الثأر من المعاقب، وإن كان والده.
ولقد لفت "ابن خلدون" النظر في مقدمته إلى مساوئ استعمال الشدَّة في التربية، فقال: "من كان مربّاه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم، سطا به إلى القهر، وضيَّق على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها، ودعا إلى الكسل، وحُمل على الكذب والخبث خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلَّمه المكر والخديعة لذلك، وصارت له هذه عـادة وخـلقاً وفسدت معاني الإنسانية".
فاستخدام الشدّة في التربية إذاً وسيلة غير ناجحة، ولا يمكن أن تعالج أخطاء الأبناء، وقد برهنت هذه الوسيلة على فشلها الذريع في معالجة المشاكل الناشئة؛ لأنَّها ليست بالأسلوب العقلاني أو النهج الإنساني الذي يمكنه أن يضع حدَّاً نهائياً لأكثر سلبيات الأولاد.

أمام فشل هذه الوسيلة علينا أن نبحث عن الطرق التربوية الناجحة التي يمكنها أن تضع حدَّاً لكل ما يرتكبه الأولاد من أخطاء وسلبيات.
منقول
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20-02-2019, 11:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: للمربية الناجحة

للمربية الناجحة 2/4

عقاب الأبناء مسألة مهمة وشائكة في آن واحد، فمع التسليم بمبدأ العقاب إلا أن الاختلاف يبدأ عند الحديث عن وسائل هذا العقاب. وقد حدد الإسلام عدداً من المبادئ المهمة في عقاب الأبناء حريٌّ بكل أم أن تلم بها:
* قبل أن تفكري في العقاب تذكَّري أنّ طفلك بحاجة إلى لمسة حنان من أمّه وأبيه ومن حوله، ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، ففي حديث رواه النسائي عن أنس رضي الله عنه قال : "كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يزور الأنصار، ويسلّم على صبيانهم، ويمسح رؤوسهم".
وروى الطبراني عن جابر رضي الله عنه قال : دخلنا على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وهو يمشي على أربعة (أي على يديه ورجليه) وعلى ظهره الحسن والحسين، وهو يقول :"نعم الجمل جملكما ونعم العِدلان أنتما".
كما رَوى الترمذي وغيره عن عبدالله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال:"رأيت النبي صلى الله عليه وسلَّم يخطب، فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران،يمشيان ويعثران، فنزل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال : إنَّما أموالكم وأولادكم فتنة" نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي، ورفعتهما" .
فحين يستيقظ طفلك في الصباح لاتترددي في المسح على رأسه، وقبل أن يغادر طفلك البيت إلى المدرسة، ضمّيه إلى صدرك بحنان، وحين يعود إلى البيت.. قبّليه وأنت تسألينه عمَّا فعل في مدرسته اليوم.. وقبل أن يذهب إلى النوم ليلاً ضمّيه إلى صدرك وقبّليه..
فمن الحاجات النفسية المهمة للأطفال: الحاجة إلى العطف والرحمة واللين والمحبة، فإذا حُرم الطفل من هذه الحاجات في صغره يكون في المستقبل إنساناً قاسياً في معاملته للنَّاس.
ويكاد يُجمع علماء النفس على أنّ تقبيل الوالدين للطفل من الأمور التي تؤدِّي إلى النمو السليم، وأنّ نبذ الوالدين له يؤدِّي إلى سوء توافقه.
فكما يتفاوت الأطفال فيما بينهم ذكاء ومرونة واستجابة. وكذلك تختلف أمزجتهم، فمنهم صاحب المزاج الهادئ المسالم، ومنهم صاحب المزاج المعتدل، ومنهم صاحب المزاج العصبي الشديد، فإنه يترتب على ذلك أن تختلف أساليب عقابهم.
فبعض الأطفال تنفع معهم النظرة العابسة للزجر والإصلاح، وقد يحتاج طفل آخر إلى استعمال التوبيخ في عقوبته، وقد تلجأ الأمّ المربية إلى استعمال الحرمان في حالة اليأس من نجاح الموعظة أو طريقة التوبيخ والتأنيب.
وقد ثبت عند كثير من علماء التربية الإسلامية أنّه لا يجوز للمربية أن تلجأ إلى العقوبة إلا عند الضرورة القصوى، وبعد التهديد والوعيد وتوسّط الشفعاء.. لإحداث الأثر المطلوب في إصلاح الطفل وتكوينه خلقياً ونفسياً..
وممَّا ترويه كتب التاريخ: أنّ الخليفة "هارون الرشيد" طلب إلى "الأحمر" مؤدِّب ولده ألاَّ يدع ساعة تمرُّ دون أن يغتنم فائدة تفيده من غير أن تحزنه فتميت ذهنه، وألاَّ يمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألفه، ويقوّمه ما استطاع بالقرب والملاينة، فإن أباهما فعليه بالشدَّة والغلظة .. فعلى الأم أن تكون حكيمة في استعمال العقوبة الملائمة التي تتفق مع ذكاء الطفل وثقافته ومزاجه، كما عليها ألاَّ تلجأ إلى العقوبة إلاَّ في مرحلتها الأخيرة ..
* التدرج في المعالجة من الأخف إلى الأشد: تقول العرب: "الكي آخر الدواء" وكذلك العقوبة، إذ ينبغي أن تأتي كآخر وسيلة للتربية، فهناك مراحل من المعالجة والتأديب يجب أن تمرَّ عليها الأم قبل اللجوء إلى العقاب؛ لعلَّها تؤدِّي الغرض في تقويم اعوجاج الطفل وتصلح شأنه. والناس في ذلك على طرائق شتّى:
ـ فمن النَّاس من يعوّد أبناءه النظرة الحادة، ينظر بها الأب إلى ابنه المخطئ فيردعه، بل ربَّما يبكي بعض الأطفال من شدّة وقعها عليهم.
ـ ومن الآباء من يهمهم بصوت يخرج من الحنجرة، ممَّا يعني إنكاره لما فعله الطفل، فينبّهه إلى ما وقع أو ما سيقع منه.
ـ وربَّما يكون العقاب بأن يدخل الأب يسلّم على أبنائه، ولا يخصُّ الذي أخطأ في ذلك اليوم بالسلام، حتى يشعر بخطئه، وحينئذٍ يُبين للطفل خطأه، ولكن لا تتماد في إهماله؛ لأنّ مقصدك التعليم وليس التعنيف.
ـ وقد يكون العقاب بحرمان الطفل من شيء يحبّه، من مصروف أو نزهة، أو استخدام الكمبيوتر وغيره، ولكن لفترة قصيرة..
ـ وقد يُلجأ تهديد الطفل إن هو كرّر الخطأ، ولكن بشرط تنفيذ التهديد إن تهاون الطفل.
ـ ومن الوسائل المتّبعة: شد الأذن، وقد فعلها الرسول صلّى الله عليه وسلّم، قال الإمام النووي في كتابه "الأذكار" : روينا في كتاب ابن السني عند عبدالله بن بسر المازني رضي الله عنه قال : بعثتني أمي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بقطف من عنب، فأكلت منه قبل أن أبلغه إياه، فلما جئت أخذ بأذني وقال:"ياغُدُر".
ـ مدح غيره أمامه، بشرط أن يكون للعقاب فقط وليس في الأحوال العادية، مع عدم الإكثار من هذا الأسلوب في العقاب؛ لما في تكراره من أثر سيئ يتركه في نفس الطفل من عداوة وحقد على الآخرين.
إذاً على الآباء والأمهات أن يقللوا من العقاب ما استطاعوا لذلك سبيلاً، ويلجؤوا إلى التدرّج في العقاب (من الأضعف إلى الأشد)، فبعض الأطفال لايحتاجون إلى أكثر من التنبيه كي يرتدعوا.
ورحم الله من قال: "لا أستعمل سوطي مادام ينفعني صوتي، ولا أستعمل صوتي مادام ينفعني صمتي"!
منقول


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20-02-2019, 11:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: للمربية الناجحة

للمربية الناجحة 3/4

وضع الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم أمام المربيات وسائل وأساليب واضحة المعالم لمعالجة انحراف الأطفال وتأديبهم، وتقويم اعوجاجهم، ودعم تكوينهم الخلقي والنفسي.
ومن أهم الأساليب التي فتح معالمها النبي عليه الصلاة والسلام:
يعتقد العالم السويسري الشهير"بياجيه" أنّ أفضل وسيلة للتعلم عند الأطفال هي أن ندعه يكتشف نفسه بالتفاعل المباشر مع محيطه، ومن ثم توجيهه وإرشاده إلى الخطأ بالحكمة، والتوجيه المؤثر المختصر البليغ .. ويرفض "بياجيه" فكرة تسريع النمو عند الطفل أو استباقه، فالتعليم السليم يرتكز على مستوى التفكير لدى الطفل؛ لذا يجب على الأم أن تعرِّف أطفالها على خبرات تسمح لهم باختيار مفاهيم ذهنية جديدة، وتعديل نظرتهم الخاطئة.. ولاتحاول فرض مهارات جديدة قبل أن تتأكد من أنَّ الطفل مهتم وجاهز لمثل هذه المهارات والتعاليم، وهناك أخطاء مختلفة يقع فيها الأطفال، ويكمن دور الأم في معالجة تلك الأخطاء بالصورة التربوية المناسبة.
ولنر كيف عالج الرسول صلى الله عليه وسلم بعض الأخطاء: فقد روى البخاري ومسلم عن عمر بن أبي سلمةَ رضي الله عنهما، قال: كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي تحت رعايته) وكانت يدي تطيش في الصّحْفة (أي تتحرّك هنا وهناك في إناء الطعام) فقال لي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "يا غلام !! سمِّ الله، وكُل بيمينك، وكُل ممَّا يليك".
فرسول الله عالج خطأ عمر بن أبي سلمة بطريقة تربوية حكيمة، فلم يزجر الغلام أو يوبخه أو ينهره، بل اختار التوقيت المناسب لعلاج خطأ الغلام، وذلك عندما كان الغلام مستمراً فيه، فقد صححه مباشرة قبل أن يتحوّل إلى عادة يصعب معالجتها.. وهذه لفتة تربوية يجب أن تستفيد منها الأمهات.
كما أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعالج طيش يد عمر بن أبي سلمة في الإناء فقط، إنَّما أراد عليه الصلاة والسلام أن يشمل التوجيه تقديم الأسلوب المناسب لعملية تناول الطعام، فقال صلى الله عليه وسلم: "يا غلام سمّ الله وكُل بيمينك وكُل ممَّا يليك".
وتؤكد هذه القصة أنّ ذاكرة الأطفال لتفاصيل الحياة اليومية مدهشة، فطريقة تذكرهم لهذه التفاصيل شبيهة بالطريقة التي يستعملها الإنسان الراشد، أي أنّهم يسترجعون في ذهنهم تفاصيل ما يحدث لهم بعد مرور عام أو أعوام للحدث، آخذين بعين الاعتبار الزمن والمكان لكل حدث.
ويمكن الاستفادة من ذلك في تعويد الأطفال ممارسة السلوكيات والعادات الحسنة كالنظام والنظافة وغيرها، فقد طلبت المدرّسات في إحدى مدن الصين الصغيرة من الأطفال الصغار أن يحملوا أكياساً صغيرة عند خروجهم من بيوتهم وذهابهم إلى المدرسة كل صباح، وأن يضعوا في هذه الأكياس ما يجمعونه من الطريق مما يشوّه النظافة والذوق العام.. وبذلك أصبحت المدينة الصغيرة مدينة نظيفة..!!
فهل لنا أن نعلّم أبناءنا كيف يكون في حوزتهم كيس في السيّارة يضعون فيه النفايات بدلاً من رميها من نافذة السيارة في الطريق؟!
دفء العلاقة التي تربط الطفل بوالديه يعطي للإرشاد والتوجيه فعالية أكبر.. فالطفل الواثق بمحبَّة وعطف والديه يتقبّل منهما الإرشاد إلى الخطأ ويقتنع به، خصوصاً عندما يأتي الإرشاد إلى الخطأ بالملاطفة، ويرافقه شرح واضح للطفل حول سوء تصرفه وتأثيره على الآخرين. ولايمكن للتربية أن تتمّ دون ملاطفة وحبٍّ، فالأطفال الذين يجدون من مربيهم عاطفة وملاطفة في التوجيه والإرشاد إلى الخطأ ينجذبون نحوه، ويصغون إليه بسمعهم وقلبهم.. ولهذا ينبغي للأبوين أن يحرصا على ملاطفة الأطفال أثناء توجيههم وإرشادهم، وألاَّ يعاقباهم بأعمال تُحجر على حريتهم وتحرمهم من تلبية مطالبهم المشروعة.
عوّدي صغارك على حلو الكلام.. وصوني لسانك ـ عند توجيههم وإرشادهم إلى الخطأ ـ عن الكلمة السيئة التي تجرح مشاعر الطفل.. روى البخاري ومسلم عن سهل ابن سعد رضي الله عنه: أنّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أُتى بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم للغلام:" أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟" ـ وهذه هي الملاطفة وأسلوب التوجيه ـ فقال الغلام : لا والله، لا أوثر بنصيبي منك أحداً، فتلّه رسول الله في يده ـ أي بوضع الشراب في يده. وهذا الغلام هو عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
فحينما نتأمل هذا الحديث النبوي الشريف نجد المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم أراد أن يعلّم الغلام التأدُّب مع الكبار في إيثارهم بحقِّه في الشراب قبلهم، وهذا هو الأفضل، .. وقد قال له مستأذناً وملاطفاً وموجِّهاً : "أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟".
طفلك حينما يستشعر بعد إرشاده وتوجيهه إلى الخطأ بالملاطفة بعطفك وملاطفتك له، وأنَّك ما أردتِ من ذلك إلاَّ تربيته وإصلاحه، فلايمكنه بحال إلا أن يتقبل هذا التوجيه، بل و يُقدِّر لهذه المعاملة الرحيمة قدرها، ويؤدِّيها حقَّها، ويسير في مواكب المتقين الأبرار.
منقول

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20-02-2019, 11:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: للمربية الناجحة

للمربية الناجحة 4/4





العقاب آخر وسيلة للتربية، فبعد الموعظة والتوجيه والإرشاد والملاطفة والاقتداء، وغيرها من الوسائل يأتي العقاب حلاً أخيراً، والعقاب درجات وأنواع وأساليب، منها:


الإقصاء يعني مقاطعة صغيرة عن الأنشطة التي يقوم بها الطفل. ويتم تنفيذ هذا الأسلوب بإبعاد الطفل لمدة قصيرة عن الموقف السار الذي حصل أثناءه سوء تصرفه، بحيث يوضع الطفل أثناءها في مكان ممل خال من الأشياء السارّة، لمنعه من الحصول على الاهتمام أو المكافأة بعد إساءة التصرف، وتكون مدة الإقصاء دقيقة واحدة لكل سنة من عمر الطفل مهما كان التصرف.

ويعدد الدكتور "لين كلارك" في كتابه "دليل الآباء في تربية الأبناء" مزايا استخدام أسلوب الإقصاء كطريقة لعقاب الأبناء، ومنها:

* الإقصاء سهل الاستعمال من قبل الآباء، وأقل ضرراً بالطفل من وسائل العقاب الأخرى.

* يساعد على إيقاف السلوك السيئ بسرعة.

* تعود العلاقة بين الأب وطفله بسرعة إلى الوضع الطبيعي بعد استخدام أسلوب الإقصاء .

معظم الأطفال لا يحبون عقوبة الإقصاء؛ لأنها تحرمهم من الاهتمام من عائلاتهم، وتفقدهم المقدرة على إزعاج الآباء وإغضابهم، وتمنعهم حرية اللعب بالألعاب التي يحبونها خلال مدة الإقصاء.

ويكون الأطفال عادة حسّاسين من آبائهم وأمهاتهم عندما يعاقبونهم بالإقصاء، وعادة ما يختفي انزعاج الأطفال سريعاً بعد انتهاء العقوبة.

يستخدم الآباء والأمهات ـ كما يذكر الدكتور كلارك ـ طريقة الإقصاء لعقاب أبنائهم بنجاح بين سنّ الثانية والثانية عشرة، ويمكن استخدام طرائق أخرى مع الأطفال الأكبر سناً، ومع ذلك لا يعتبر أسلوب الإقصاء حلاً أمثل لجميع مشاكل سلوك الأطفال. فعلى سبيل المثال لا تستخدمي أسلوب الإقصاء في علاج المشاكل التالية:

* التجهّم والعبوس عند الطفل.

* سرعة الانفعال والتذكر والمزاج السيئ .

* نسيان أو عدم أداء الأعمال اليومية.

* عدم رفع الملابس أو الألعاب عن الأرض.

* عدم أداء الواجبات المدرسية .

* الخوف.

* النشاط الزائد عند الطفل.

* السلوك الانعزالي والرغبة في البقاء وحيداً.

* أي سلوك لم يشاهد من قِبل الآباء والأمهات.

عند استخدام أسلوب الإقصاء في العقاب فلا تطبقيه على كل سلوك لا ترضين عنه، فإنّ ذلك ربَّما يجعل طفلك يقضي معظم يومه في الإقصاء.

اختاري مكاناً مملاً في بيتك ولكنَّه آمن، وجيّد الإضاءة، ويسهل الوصول إليه، وأرسلي ابنك إليه عند اتباع أسلوب الإقصاء.

ويفضّل من أجل سلامة الأطفال الصغار أن يكونوا على مرأى من الوالدين أثناء تطبيق عقوبة الإقصاء عليهم.

وعليك أن تراقبي طفلك بطرف عينك وأنت تعاقبينه، ولاتنظري إليه بشكل مباشر، فلابد أن يشعر بأنّك تتجاهلينه خلال فترة الإقصاء.

* تأكدي من المدة الزمنية لهذا العقاب باستخدام منبّه، ولاتتجاوز المدة الزمنية المحددة حسب عمر الطفل دقيقة لكل سنة من عمره. فإذا كان عمر الطفل سنتين، فيضبط المنبّه على دقيقتين في كل مرَّة تضعه في الاقصاء.. وهكذا.

وبعد انتهاء مدة الإقصاء على الطفل أن يُخبر بالسبب الذي أرسل من أجله إلى الإقصاء، لا توبخي الطفل ولاتطلبي منه الاعتذار، وإن نسي لماذا أُرسل إلى الإقصاء فما عليك إلاَّ أن تذكِّريه بالسبب؟
منقول
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 84.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 80.91 كيلو بايت... تم توفير 3.31 كيلو بايت...بمعدل (3.93%)]