تساؤلات حول التوسل والوسيلة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836929 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379447 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191303 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2671 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 664 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 951 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1105 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 857 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-08-2020, 04:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي تساؤلات حول التوسل والوسيلة

تساؤلات حول التوسل والوسيلة (1)


أحمد الجوهري عبد الجواد






إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد فيا أيها الإخوة!
إن أولى ما أنفقت فيه الأعمار، ووصل في سبيل تعلمه الليل بالنهار، لهو الاعتقاد الصحيح في العلي الغفار، على ما أخبر به النبي المختار، واعتقده الصحابة الأبرار، ومن تبعهم من السلف الصالح الأخيار، فهو الاعتقاد الصحيح الذي يجب أن ينثني عليه قلب المسلم وينطوي عليه صدره لا ما اخترع أهل البدع والأهواء بآرائهم وعقولهم وإن كانت هذه الطريقة الأخيرة هي المنتشرة المشهورة حتى زعم الزاعمون أنها عقيدة أهل السنة والجماعة والتي كان عليها الصحابة ومن تبعهم بإحسان وهي التي عُلَّمها النبي صلى الله علية وسلم وعنه أخذت هكذا زعموا زورًا وبهتانًا فكبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون - والله - إلا كذبًا.

ومن مسائل العقيدة المهمة التي غاب عن كثير جدًّا من المسلمين العلم بأحكامها واضطربوا اضطراباً كبيراً، واختلفوا اختلافاً عظيماً في شأنها، بين محلل ومحرم، ومغال ومتساهل، مسألة التوسل وقد بينا أن التوسل المشروع هو التوسل بأسماء الله وصفاته، والتوسل بالأعمال الصالحة، والتوسل بدعاء الصالحين الأحياء، وقد قامت الأدلة من الكتاب والسنة على جواز بل استحباب هذا النوع من التوسل فهو المشروع وأما ما سواه فممنوع، وقد اعتاد جمهور المسلمين منذ قرون طويلة أن يقولوا في دعائهم مثلاً: "اللهم بحق نبيك أو بجاهه أو بقدره عندك عافني واعف عني"، وأن يقولوا: "اللهم إني أسألك بحق البيت الحرام أن تغفر لي"، ويقولوا: "اللهم بجاه الأولياء والصالحين، ويقولوا: اللهم اغفر لنا وارحمنا بحرمة وبركة صاحب هذا المقام، مثل فلان وفلان"، أو يقولوا: "اللهم بكرامة رجال الله عندك، وبجاه من نحن في حضرته، وتحت مدده فرج الهم عنا وعن المهمومين" ويقولوا: "اللهم إنا قد بسطنا إليك أكف الضراعة، متوسلين إليك بصاحب الوسيلة والشفاعة أن تنصر الإسلام والمسلمين..بل اعتاد بعض الناس إذا عرضت لهم حاجة، أو ألمت بهم ملمة، أن يقرأوا ورد "يا شيخ عبد القادر جيلاني شيئا لله"....... "الخ ما نعرفه ونسمعه من هذه الكلمات والدعوات.

ويسمون هذا توسلاً، ويدَّعون أنه سائغ ومشروع، وأنه قد ورد فيه بعض الآيات والأحاديث التي تقره وتشرعه، بل تأمر به وتحض عليه، وبعضهم غلا في إباحة هذا حتى أجاز التوسل إلى الله تعالى ببعض مخلوقاته التي لم تبلغ من المكانة ما يؤهلها لرفعة الشأن، كقبور الأولياء، والحديد المبني على أضرحتهم، والتراب والحجارة والشجر القريبة منها، زاعمين أن ما جاور العظيم فهو عظيم، وأن إكرام الله لساكن القبر يتعدى إلى القبر نفسه.... إلى آخر هذه المقولات التي ليس عليها من كتاب الله ولا من سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - دليل لكن إخواننا هؤلاء هداهم الله غالوا وزعموا أن ذلك يصح أن يكون وسيلة إلى الله، بل قد أجاز بعض المتأخرين الاستغاثة بغير الله!

وادعوا أن لهم أدلة قرآنية وسنية يستندون إليها باتخاذهم هذا النوع من التوسل الذي دعوناه ممنوعاً واعتبروه مشروعاً بالنسبة لما يحفظون من الأدلة فتعالوا بنا لنرى، فلعلهم يكونون على حق فليدلوا بأدلتهم وإنا أو إياهم لعلى هدى أو في ضلال مبين. وسنورد أهم الأدلة عندهم آملين لمن كان على الخطأ أن يعود إلى الصواب

فأعيروني القلوب والأسماع - أيها الإخوة - والله أسأل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

تساؤلات حول التوسل والوسيلة:
يقول دعاة التوسل والذين يرون جوازه:
هل تنكرون قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 35]

وقوله سبحانه: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾ [الإسراء: 56، 57].

وفي البداية أقول - أيها الإخوة -: يجب أن نتنبه إلى أنه ليس المهم إيراد الآيات والأحاديث لإثبات شرعية أمر ما، إنما المهم أن تكون هذه الآيات والأحاديث واردة في محالها وفي مناسباتها وخاصة منها الأحاديث فمن المعلوم عند أهل العلم أنه ليس كل ما يرد من الأحاديث صحيحاً ففيها الصحيح والضعيف وشديد الضعف والموضوع والمكذوب والباطل الذي لا أصل له، بل ليس كل حديث صحيح يسلم به لمن احتج به فقد يحتج بالحديث في غير موضعه فتكون حجته داحضة باطلة.

إذاً فمجرد إيراد الأحاديث لا يقدم في الموضوع ولا يؤخر فيه شيئاً إلا إذا كانت صحيحة في ذاتها وفي الاستشهاد بها، عندها تصلح دليلاً وتثبت بها الحجة.

ما معنى الوسيلة؟
أيها الإخوة - إن معنى الوسيلة إلى الله تعالى : هو مراعاة سبيله بالعمل والعبادة، وتحري مكارم الشريعة، وهي كالقُرْبة، والواسل: هو الراغب إلى الله تعالى ، وأما عن الآيات التي يستدل بها من يجيزون التوسل بهذا النوع الذي ذكرنا.

وهي قوله تعالى: ﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدا في سبيله لعلكم تفلحون، وقوله سبحانه: "أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾ [الإسراء: 57].

فتعالوا بنا نتعرف إلى هاتين الآيتين من أوثق كتب التفسير.

فأما الآية الأولى، فقد قال إمام المفسرين الحافظ ابن جرير - رحمه الله - في تفسيرها: يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله فيما أخبرهم، ووعد من الثواب، وأوعد من العقاب. اتقوا الله يقول: أجيبوا الله فيما أمركم ونهاكم، بالطاعة له في ذلك، وابتغوا إليه الوسيلة: يقول: واطلبوا القربة إليه بالعمل بما يرضيه. [1]

ونقل الحافظ ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن معنى الوسيلة في هذه الآية القربة أي الطاعة، ونقل مثل ذلك عن مجاهد وأبي وائل والحسن وعبد الله بن كثير والسدي وابن زيد وغير واحد، ونقل عن قتادة قوله فيها: أي تقربوا إليه بطاعته، والعمل بما يرضيه، ثم قال ابن كثير: وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه... [2] إذا فليس فى الآية على صحة التوسل بأحد إنما معناها التقرب بالطاعة والعبادة.

وأما الآية الثانية: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾ [الإسراء: 57]: فليس فيها متعلق لهذه المسألة فقد بين الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- مناسبة نزولها التي توضح معناها فقال: نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفراً من الجن، فأسلم الجنيون، والإنس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون.[3]

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: أي استمر الإنس الذين كانوا يعبدون الجن على عبادة الجن، والجن لا يرضون بذلك، لكونهم أسلموا، وهم الذين صاروا يبتغون إلى ربهم الوسيلة، وهذا هو المعتمد في تفسير الآية. [4]

قلت: وهي صريحة في أن المراد بالوسيلة ما يتقرب به إلى الله تعالى ، ولذلك قال:
يبتغون أي يطلبون ما يتقربون به إلى الله تعالى من الأعمال الصالحة، وهي كذلك تشير إلى هذه الظاهرة الغريبة المخالفة لكل تفكير سليم، ظاهرة أن يتوجه بعض الناس بعبادتهم ودعائهم إلى بعض عباد الله، يخافونهم ويرجونهم، مع أن هؤلاء العباد المعبودين قد أعلنوا إسلامهم، وأقروا لله بعبوديتهم، وأخذوا يتسابقون في التقرب إليه سبحانه، بالأعمال الصالحة التي يحبها ويرضاها، ويطمعون في رحمته، ويخافون من عقابه، فهو سبحانه يُسَفه في هذه الآية أحلام أولئك الجاهلين الذين عبدوا الجن، واستمروا على عبادتهم مع أنهم مخلوقون عابدون له سبحانه، وضعفاء مثلهم، لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضرّاً، وينكر الله عليهم عدم توجيههم بالعبادة إليه وحده، -تبارك وتعالى-، وهو الذي يملك وحده الضر والنفع، وبيده وحده مقادير كل شيء وهو المهيمن على كل شيء.

والخلاصة - أيها الإخوة - أن الاستدلال من الآيتين على هذا التوسل استدلال خاطئ لا يصح حمل الآيتين عليه، لأنه لم يثبت شرعاً أن هذا التوسل مشروع مرغوب فيه، ولذلك لم يذكر هذا الاستدلال أحد من السلف الصالح، ولا استحبوا التوسل المذكور، بل الذي فهموه منهما أن الله تبارك وتعالى يأمرنا بالتقرب إليه بكل رغبة، والتقدم إليه بك قربة، والتوصل إلى رضاه بكل سبيل.

ولكن الله سبحانه قد علمنا في نصوص أخرى كثيرة أن علينا إذا أردنا التقرب إليه أن نتقدم إليه بالأعمال الصالحة التي يحبها ويرضاها، وهو لم يكل تلك الأعمال إلينا، ولم يترك تحديدها إلى عقولنا وأذواقنا، لأنها حينذاك ستختلف وتتباين، وستضطرب وتتخاصم، بل أمرنا سبحانه أن نرجع إليه في ذلك، ونتبع إرشاده وتعليمه فيه، لأنه لا يعلم ما يرضي الله - عز وجل - إلا الله وحده، فلهذا كان من الواجب علينا حتى نعرف الوسائل المقربة إلى الله أن نرجع في كل مسألة إلى ما شرعه الله سبحانه، وبينه رسول الله، ويعني ذلك أن نرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله وهذا هو الذي وصانا به رسولنا محمد صلوات الله عليه وسلامه حيث قال: تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة رسوله. [5]

إذاً فقد سقط الاستدلال بهاتين الآيتين.

ثانياً: قالوا: إن الله تبارك وتعالى قال: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 64]

قالوا: إن هذه الآية فيها إثبات جواز التوسل برسول الله صلى حتى بعد مماته وأوردوا على ذلك قصة مكذوبة لا أصل لها ولا خطام ولا زمام عن رجل يقال له: العُتْبي، قال: كنت جالساً عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾ وقد جئتك مستغفراً لذنبي مستشفعاً بك إلى ربي ثم أنشأ يقول:
يا خيرَ من دُفنَت بالقاع أعظُمُه
فطاب منْ طيبهنّ القاعُ والأكَمُ

نَفْسي الفداءُ لقبرٍ أنت ساكنُه
فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرمُ


ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال: يا عُتْبى، الحقْ الأعرابيّ فبشره أن الله قد غفر له.

وزاد بعضهم البيتين التاليين:
أنت الشفيع الذي ترجى شفاعته
على الصراط إذا ما زلت القدم

وصاحباك فلا أنساهما أبداً
مني السلام عليكم ما جرى القلم[6]


وهذه - أيها الإخوة - حكاية باطلة، وقصة واهية، لا تدل على جواز التوسل بالرسول صلى الله عليه سلم، والرد عليها بأربعة أمور ذكرها الشيخ الفاضل صالح آل الشيخ في كتابه: "هذه مفاهيمنا" قال:
أولاً: ما دام أنها ليست من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا فعل خلفائه الراشدين، وصحابته المكرمين، ولا من فعل التابعين، والقرون المفضلة، وإنما هي مجرد حكاية عن مجهول نقلت بسند ضعيف، فكيف يحتج بها في عقيدة التوحيد، الذي هو أصل الأصول، وكيف يحتج بها وهي تعارض الأحاديث الصحيحة التي نُهِي فيها عن الغلو في القبور، والغلو في الصالحين عموماً، وعن الغلو في قبره، والغلو فيه صلى الله عليه وسلم خصوصاً، وأما من نقلها من العلماء أو استحسنها فليس ذلك بحجة تعارَض بها النصوص الصحيحة وتخالَف من أجلها عقيدة السلف، فقد يخفى على بعض العلماء ما هو واضح لغيرهم، وقد يخطئون في نقلهم ورأيهم، وتكون الحجة مع من خالفهم.

وما دمنا قد علمنا طريق الصواب، فلا شأن لنا بما قاله فلان أو حكاه فلان، فليس ديننا مبنيّاً على الحكايات والمنامات، وإنما هو مبني على البراهين الصحيحة.

ثانياً: قد تخفى بعض المسائل والمعاني على من خلع الأنداد، وتبرأ من الشرك وأهله، كما قال بعض الصحابة: "اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر، إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده ما قاله أصحاب موسى: ﴿ اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ ﴾ [الأعراف: 138]"[7]

والحجة في هذا: أن هؤلاء الصحابة، وإن كانوا حديثي عهد بكفر، فهم دخلوا في الدين بلا إله إلا الله، وهي تخلع الأنداد، وأصناف الشرك، وتوحد المعبود، فمع ذلك ومع معرفة قائليها الحقة بمعنى لا إله إلا الله، خفي عليهم بعض المسائل من أفرادها، وإنما الشأن أنه إذا وضح الدليل، وأبينت الحجة، فيجب الرجوع إليها والتزامها، والجاهل قد يعذر، كما عُذر أولئك الصحابة في قولهم: "اجعل لنا ذات أنواط"، وغيرهم من العلماء أولى باحتمال أن يخفى عليهم بعض المسائل ولو في التوحيد والشرك.

ثالثاً: كيف يتجاسر أحد أن يعارض نصوص كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بقول حكاه حاك مستحسناً له، والله سبحانه يقول: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].

قال الإمام أحمد: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، يذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ﴾، ثم يقول: الإمام أتدري ما الفتنة؟.

الفتنة: الشرك لعله إذا رَدَّ بعضَ قولِه أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك. [8]

فطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمة على طاعة كل أحد، وإن كان خيرَ هذه الأمة أبا بكر وعمر، فالأمر كما قال ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون: قال أبو بكر وعمر. [9]

فكيف لو رأى ابن عباس هؤلاء الناس الذين يعارضون السنة الثابتة، والحجة الواضحة بقول أعرابي مجهول في قصة العتبى الضعيفة المنكرة.

إن السنة في قلوب محبيها أعظم وأغلى من تلك الحجج المتهافتة، والمفاهيم البدعية السقيمة، تلك المفاهيم المبنية على المنامات والمنكرات، فأعجب لهذا، وجرد المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحذار ثم حذار من أن ترد الأحاديث الصحيحة وتؤمن بالأخبار الباطلة الواهية، فيوشك من فعل ذلك أن يقع في قلبه فتنة فيهلك.

رابعاً: ما من عالم إلا ويرد عليه في مسائل اختارها إما عن رأي، أو عن ضعف حجة، وهم معذورون قبل إيضاح المحجة بدلائلها، ولو تتبع الناس شذوذات المجتهدين ورخصهم، لخرجوا عن دين الإسلام إلى دين آخر، كما قيل: من تتبع الرخص تزندق، ولو أراد مبتغ الفساد والعدول عن الصراط أن يتخذ له من رخصهم سلماً يرتقي به إلى شهواته لكان الواجب على الحاكم قمعه وصده وتعزيره، كما هو مشهور في فقه الأئمة الأربعة وغيرهم.

وما ذكر ففيه أن من أحال لتبرير جرمه على قول عالم، عُلم خطؤه فيه أنه يقبل منه ولا يؤخذ بالعتاب. [10]

أيها الإخوة! إن الحكايات لا يثبت بها دين.

والآية لا تدل مطلقاً على شيء من ذلك الذي ذهبوا إليه، وإنما تبين: "أن الله - سبحانه وتعالى -... هو التواب الرحيم ومهما اقترف عباده من الذنوب والخطايا... ثم رجعوا إليه وأنابوا... فإنه يتوب عليهم ويغفر لهم ذنوبهم على أن يعزموا على عدم العودة إلى الذنب. ومن رحمته بعباده أنه يدلهم على الطريق الذي إذا سلكوه... يوصلهم إلى عفوه ومغفرته، لأن لكل شيء سبباً ففي هذه الآية يدلهم على هذه الأسباب... فإنه تعالى يخبر في محكم آياته أنه لم يرسل إلى الناس من رسول إلا ليطاع ويستجيبوا لرسالته التي أرسلها إليهم، فمن أطاع له عند الله تعالى الدرجات العلى، ومن ظلم نفسه بالإعراض... أو المعصية... فقد فتح له باب العودة إليه تعالى ، إنما هذا الطريق له سبل تؤدي إليه فدلهم عليها بقوله جل وعلا: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 64].

وذلك بأن يحضروا إلى الرسول الأعظم ويستغفروا الله في مجلسه ثم يسألوه أن يستغفر لهم أيضاً وهكذا، فإن استغفارهم ربهم ثم استغفار الرسول لهم، يكونان سبباً في توبته تعالى عليهم ورحمته بهم، فثبت أن الله تعالى أرشدهم إلى توسلين يستمطرون بهما توبة الله ورحمته.
الأول: استغفارهم الله لأنفسهم في مجلس رسول الله.

الثاني: سؤالهم الرسول أن يستغفر الله لهم فالأول كان توسلاً بالأعمال الصالحة... وهو استغفارهم الله الذي هو عمل صالح، والثاني كان توسلاً بدعاء المؤمن لأخيه وكلا التوسلين كانا بإرشاد من الله تعالى فهل من دليل على مشروعية هذين التوسلين أدل من دلالة الله عليهما في هذه الآية؟ أما التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم فهذا غير مشروع فضلاً عن أن يدل على مشروعية التوسل بذوات الصالحين وبهذا سقط الاستدلال بهذه الآية أيضاً.

ثالثاً: قالوا: إن مما يدل لصحة ما ذهبنا إليه قصة استسقاء عمر بالعباس رضي الله عنهما: ففيها جواز التوسل بجاه الأشخاص وحرمتهم وحقهم وهو أن أنساً قال: إن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان إذا قَحَطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا، فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال: فيسقون.

فيفهمون من هذا الحديث أن توسل عمر -رضي الله عنه- إنما كان بجاه العباس رضي الله عنه، ومكانته عند الله سبحانه، وأن توسله كأنه مجرد ذكر منه للعباس في دعائه، وطلب منه لله أن يسقيهم من أجله، وقد أقره الصحابة على ذلك، فأفاد بزعمهم ما يدّعون.

وأما سبب عدول عمر - رضي الله عنه - عن التوسل بالرسول - بزعمهم - وتوسله بدلاً منه بالعباس رضي الله عنه، فإنما كان لبيان جواز التوسل بالمفضول مع وجود الفاضل ليس غير.
والجواب: إن فهمهم هذا خاطئ، وتفسيرهم هذا مردود فليس المعنى كما فهموه: كنا نتوسل بجاه نبينا، وإنا نتوسل إليك بجاه عم نبينا، إنما المعنى: كنا نتوسل إليك بدعاء نبينا، وإنا نتوسل إليك ب-دعاء عم نبينا على رأينا نحن.

وإذا لجأنا إلى السنة، لتبين لنا طريقة توسل الصحابة الكرام بالنبي فهل يا ترى كانوا إذا أجدبوا وقحَطوا قبع كل منهم في داره، أو مكان آخر، أو اجتمعوا دون أن يكون معهم رسول الله، ثم دعوا ربهم قائلين: اللهم بنبيك محمد، وحرمته عندك، ومكانته لديك اسقنا الغيث. مثلاً، وهذا لا وجود له إطلاقاً في السنة النبوية الشريفة، وفي عمل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، أم أنهم كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم ذاته فعلاً، ويطلبون منه أن يدعو الله تعالى لهم، فيحقق طلْبتهم، ويدعو ربه سبحانه، ويتضرع إليه حتى يسقوا؟ ما الذي دلت عليه الآيات والأحاديث والسيرة -أيها الإخوة- ؟ الواضح من هذا كله أنهم إنما كانوا إذا رغبوا في قضاء حاجة، أو كشف نازلة أن يذهبوا إليه، ويطلبوا منه مباشرة أن يدعو لهم ربه، أي أنهم كانوا يتوسلون إلى الله تعالى بدعاء الرسول الكريم ليس غير.

ويرشد إلى ذلك قوله - تبارك وتعالى -: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 64].

ومن أمثلة ذلك ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت: شكا الناس إلى رسول الله قحوط المطر، فأمر بمنبر فوضع له في المصلى، ووعد الناس يوماً يخرجون فيه. قالت: فخرج رسول الله حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر، فكبر وحمد الله، ثم قال: إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم، وقد أمركم الله أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم ثم قال: الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين، لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغًا إلى حين ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه، ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت ثم أمطرت بإذن الله، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، فقال: أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله.[11]

فهذه الواقعة وأمثالها مما وقع زمن النبي وزمن أصحابه الكرام رضوان الله عليهم تُبين بما لا يقبل الجدال أو المماراة أن التوسل بالنبي أو بالصالحين الذي كان عليه السلف الصالح هو مجيء المتوسِّل إلى المتوسَّل به، وعرضه حاله له، وطلبه منه أن يدعو له الله سبحانه، ليحقق طلبه، فيستجيب هذا له، ويستجيب من ثم الله - سبحانه وتعالى -.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-08-2020, 04:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تساؤلات حول التوسل والوسيلة

أيها الإخوة:
ولقد فسرت بعض روايات الحديث الصحيحة كلام عمر المذكور فى قصة التوسل وقصده، إذ نقلت دعاء العباس - رضي الله عنه - استجابة لطلب عمر رضي الله عنه، فمن ذلك ما نقله الحافظ العسقلاني - رحمه الله - في "الفتح"[12] حيث قال: قد بين الزبير بن بكار في"الأنساب" صفة ما دعا به العباس في هذه الواقعة، والوقت الذي وقع فيه ذلك، فأخرج بإسناد له أن العباس لما استسقى به عمر قال: اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، وقد توجّه القوم بي إليك لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب، ونواصينا إليك بالتوبة، فاسقنا الغيث، قال: فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض، وعاش الناس.

وواضح في هذا الحديث: أن التوسل بدعاء العباس - رضي الله عنه - لا بذاته كما بينه الزبير بن بكار وغيره، وفي هذا رد واضح على الذين يزعمون أن توسل عمر كان بذات العباس لا بدعائه، إذ لو كان الأمر كذلك لما كان ثمة حاجة ليقوم العباس، فيدعو بعد عمر دعاءً جديداً.

ثانياً: إن عمر صرح بأنهم كانوا يتوسلون بنبينا في حياته، وأنه في هذه الحادثة توسل بعمه العباس، ومما لا شك فيه أن التوسليْن من نوع واحد: توسلهم بالرسول وتوسلهم بالعباس، وإذ تبين أن توسلهم به صلى الله عليه وسلم إنما كان توسلاً بدعائه فتكون النتيجة أن توسلهم بالعباس إنما هو توسل بدعائه أيضاً، بضرورة أن التوسليْن من نوع واحد.

إذا تبين هذا: علمنا أن قوله كنا نتوسل إليك بنبينا، أي بدعائه، وبذا نعلم أن التوسل الذي حدث من عمر إلى العباس أنه طلب من العباس أن يدعو الله أن يسقي الناس فدعا العباس وهذا لا يدل على التوسل بذوات الصالحين وبهذا يسقط الاستدلال بهذا الأثر أيضاً.

رابعاً: حديث الضرير: يرون أن هذا الحديث يدل على جواز التوسل في الدعاء بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الصالحين، إذ فيه أن النبي علم الأعمى أن يتوسل به في دعائه، وقد فعل الأعمى ذلك فعاد بصيراً.

وحديث الضرير هو ما أخرج أحمد وغيره بسند صحيح عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي، فقال: ادع الله أن يعافيني. قال: إن شئت دعوت لك، وإن شئت أخّرتُ ذاك، فهو خير، وفي رواية: وإن شئتَ صبرتَ فهو خير لك، فقال: ادعهُ. فأمره أن يتوضأ، فيحسن وضوءه، فيصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني توجهتُ بك إلى ربي في حاجتي هذه، فتقضى لي، اللهم فشفّعه فيَّ [وشفّعني فيه]. قال: ففعل الرجل فبرأ.[13]

يقولون: فهذا دليل وحجة على جواز التوسل بذات الرسول صلى الله عليه وسلم والجواب: إن هذا الحديث لا حجة لهم فيه على التوسل بالذات، بل هو دليل التوسل المشروع، لأن توسل الأعمى إنما كان بدعائه صلى الله عليه وسلم وليس بجاهه وذاته.

والأدلة على ما نقول من الحديث نفسه كثيرة، وأهمها:
أولاً: أن الأعمى إنما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو له، وذلك قوله: ادعُ الله أن يعافيني فهو توسل إلى الله تعالى بدعائه، لأنه يعلم أن دعاءه أرجى للقبول عند الله بخلاف دعاء غيره، ولو كان قصد الأعمى التوسل بذات النبي أو جاهه أو حقه لما كان ثمة حاجة به إلى أن يأتي النبي، ويطلب منه الدعاء له، بل كان يقعد في بيته، ويدعو ربه بأن يقول مثلاً: اللهم إني أسألك بجاه نبيك ومنزلته عندك أن تشفيني، وتجعلني بصيراً. ولكنه لم يفعل، لماذا؟ لأنه عربي يفهم معنى التوسل في لغة العرب حق الفهم، ويعرف أنه ليس كلمة يقولها صاحب الحاجة، يذكر فيها اسم المتوسَّل به، بل لابد أن يشتمل على المجيء إلى من يعتقد فيه الصلاح والعلم بالكتاب والسنة، وطلب الدعاء منه له ها هو ذا قد فعل فأتى رسول الله ليدعو له.

ثانياً: أن النبي وعده بالدعاء مع نصحه له ببيان ما هو الأفضل له، وهو قوله:
إن شئت دعوتُ، وإن شئت صبرت فهو خير لك. وهذا الأمر الثاني هو ما أشار إليه في الحديث الذي أخرجه البخاري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه - أي عينيه - فصبر، عوضته منهما الجنة. [14]

ثالثاً: إصرار الأعمى على الدعاء وهو قوله: فادع فهذا يقتضي أن الرسول دعا له، لأنه خير من وفى بما وعد، وقد وعده بالدعاء له إن شاء كما سبق، فقد شاء الدعاء وأصر عليه، فإذن لا بد أنه دعا له، فثبت المراد، وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم الأعمى بدافع من رحمته، وبحرص منه أن يستجيب الله تعالى دعاءه فيه، وجهه إلى النوع الثاني من التوسل المشروع، وهو التوسل بالعمل الصالح، ليجمع له الخير من أطرافه، فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يدعو لنفسه وهذه الأعمال طاعة لله سبحانه وتعالى يقدمها بين يدي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له، وهي تدخل في قوله تعالى : وابتغوا إليه الوسيلة كما سبق.

وهكذا فلم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم بدعائه للأعمى الذي وعده به، بل شغله بأعمال فيها طاعة لله سبحانه وتعالى وقربة إليه، ليكون الأمر مكتملاً من جميع نواحيه، وأقرب إلى القبول والرضا من الله - سبحانه وتعالى -، وعلى هذا، فالحادثة كلها تدور حول الدعاء - كما هو ظاهر - وليس فيها ذكر شيء مما يزعمون.

ولذلك فإن هذا الحديث ذكره العلماء في معجزات النبي ودعائه المستجاب، وما أظهره الله ببركة دعائه من الخوارق والإبراء من العاهات، فإنه بدعائه لهذا الأعمى أعاد الله عليه بصره، ولذلك أخرجه المصنفون في"دلائل النبوة" كالبيهقي وغيره، فهذا يدل على أن السر في شفاء الأعمى إنما هو دعاء النبي فقول الأعمى في دعائه: اللهم إني أسألك، وأتوسل إليك بنبيك محمد إنما المراد به: أتوسل إليك بدعاء نبيك، أي على حذف المضاف، وهذا أمر معروف في اللغة، كقوله تعالى : ﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ﴾. [يوسف: 82] أي: أهلَ القرية وأصحابَ العير.

هذا ولا بد من بيان ناحية هامة تتعلق بهذا الموضوع، وهي أننا حينما ننفي التوسل بجاه النبي، وجاه غيره من الأنبياء والصالحين فليس ذلك لأننا ننكر أن يكون لهم جاه، أو قدر أو مكانة عند الله، كما أنه ليس ذلك لأننا نبغضهم، وننكر قدرهم ومنزلتهم عند الله، ولا تشعر أفئدتنا بمحبتهم، كلا ثم كلا، فنحن ولله الحمد من أشد الناس تقديراً لرسول الله، وأكثرهم حباً له، واعترافاً بفضله. ونحن كذلك من أعرف الناس بأقدار الصالحين من الأولين والآخرين بما عرفنا الله في كتابه وما عرفنا رسوله في سنته نسأل الله أن يحشرنا مع نبيه والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأغنى وأقنى، وجعلنا من خير أمة تأمر وتنهى، والصلاة والسلام على خير الورى، وما ضل وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى.

أما بعد، فيا أيها الإخوة!
خامساً: الأحاديث الضعيفة في التوسل:
يحتج مجيزو التوسل المبتدع بأحاديث كثيرة، إذا تأملناها نجدها غير ثابتة النسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه الأحاديث كثيرة، فأكتفي بذكر ما اشتهر منها، فأقول:
الحديث الأول:
عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: من خرج من بيته إلى الصلاة، فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وأسألك بحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً...أقبل الله عليه بوجهه. [15]

فهذا الحديث أخرجه أحمد واللفظ له، وابن ماجه، وإسناده ضعيف.

الحديث الثاني:
حديث بلال وهو ما رُوي عنه أنه قال: كان رسول الله إذا خرج إلى الصلاة قال: بسم الله، آمنت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله. اللهم بحق السائلين عليك، وبحق مخرجي هذا، فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً.. [16]

والحديث أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"- من طريق الوازع بن نافع العقيلي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله عنه.

وهذا سند ضعيف جدّاً، وآفته الوازع هذا، فإنه لم يكن عنده وازع يمنعه من الكذب.

الحديث الثالث:
عن أبي أمامة قال: كان رسول الله إذا أصبح، وإذا أمسى دعا بهذا الدعاء: اللهم أنت أحق من ذكر، وأحق من عبد.. أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض، وبكل حق هو لك، وبحق السائلين عليك.... [17]

والحديث قال عنه الهيثمي في "مجمع الزوائد": أخرجه الطبراني، وفيه فضال بن جبير، وهو ضعيف مُجْمَع على ضعفه.

بل هو ضعيف جدّاً، اتهمه ابن حبان فقال: شيخ يزعم أنه سمع أبا أمامة، يروي عنه ما ليس من حديثه. وقال أيضاً: لا يجوز الاحتجاج به بحال، يروي أحاديث لا أصل لها.

وهنا وقفة لطيفة عن أهل الحديث وهي أنهم يقولون: توثيق ابن حبان وتحسين الترمذي لا يعتد بهما كثيراً، لأن ابن حبان متساهل في التوثيق والترمذي متساهل في التحسين فإذا كان ابن حبان يتساهل في التوثيق وهذا قوله في ابن جنيد هذا فماذا يكون حاله ليكون قول ابن حبان فيه هكذا لا شك أنه ساقط كذاب فالحديث لا يصح.

الحديث الرابع:
عن أنس بن مالك قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي رضي الله عنهما دعا أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاماً أسود يحفرون، فلما فرغ دخل رسول الله، فاضطجع فيه فقال: الله الذي يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ولقنها حجتها، ووسع مدخلها بحق نبيك، والأنبياء الذين من قبلي، فإنك أرحم الراحمين......[18]

والحديث قال عنه الهيثمي أيضاً في "مجمع الزوائد": فالحديث إذًا لا تقوم به حجة.

الحديث الخامس:
عن أمية بن عبدالله بن خالد بن أسيد قال: كان رسول الله يستفتح بصعاليك المهاجرين. [19]

والحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" ومداره على أمية بن خالد يرفعه، ولم تثبت صحبته، فالحديث مرسل ضعيف، لا تقوم به حجة.

الحديث السادس:
عن عمر بن الخطاب مرفوعاً: لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي، فقال: يا آدم! وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه؟ قال: يا رب لما خلقتني بيدك، ونفخت في من روحك رفعت رأسي، فرأيت على قوائم العرش مكتوباً: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تُضِف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال: غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتُك. [20]

والحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك" وقال الذهبي عن هذا الحديث: هو حديث موضوع، ومما يؤيد كذب هذا الحديث وبطلانه أنه يخالف القرآن الكريم في موضعين منه:
الأول: أنه تضمن أن الله تعالى غفر لآدم بسبب توسله به، والله - عز وجل - يقول: ﴿ فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾. [البقرة: 37] وقد جاء تفسير هذه الكلمات عن ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما مما يخالف هذا الحديث، فأخرج الحاكم[21] عنه: فتلقى آدم من ربه كلمات قال: أي رب! ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى. قال: ألم تنفخ فيَّ من روحك؟ قال: بلى. قال: أي رب! ألم تسكنّي جنتك؟ قال: بلى. قال: ألم تسبق رحمتك غضبك؟ قال: بلى. قال: أرأيت إن تبتُ وأصلحت، أراجعي أنت إلى الجنة؟ قال: بلى. قال ابن عباس: فهو قوله: فتلقى آدم من ربه كلمات وقال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

وقول ابن عباس هذا في حكم المرفوع من وجهين:
الأول: أنه أمر غيبي لا يقال من مجرد الرأي.

والثاني: أنه ورد في تفسير الآية، وما كان كذلك فهو في حكم المرفوع، ولا سيما إذا كان من قول إمام المفسرين عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الذي دعا له رسول الله بقوله: اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل. [22]

وأما ما قيل في تفسير هذه الكلمات: إنها ما في الآية الأخرى قالا: ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. وبهذا جزم بعض المفسرين[23].

فهو مقبول أيضاً ولا منافاة بين القولين، بل أحدهما يتمم الآخر، فحديث ابن عباس لم يتعرض لبيان ما قاله آدم عليه السلام بعد أن تلقى من ربه تلك الكلمات وهذا القول يبين الكلمات، فلا منافاة والحمد لله، وبهذا ثبت مخالفة الحديث للقرآن، فكان باطلاً وهذا هو الموضع الأول.

الموضع الثاني: قوله في آخره: ولولا محمد ما خلقتك، فإن هذا أمر عظيم يتعلق بالعقائد التي لا تثبت إلا بنص متواتر اتفاقاً، أو صحيح عند آخرين، ولو كان ذلك صحيحاً لورد في الكتاب والسنة الصحيحة، وافتراض صحته في الواقع مع ضياع النص الذي تقوم به الحجة ينافي قوله -تبارك وتعالى-: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9] والذكر هنا يشمل الشريعة كلها قرآناً وسنة، كما قرره ابن حزم في "الإحكام" وأيضاً فإن الله تبارك وتعالى قد أخبرنا عن الحكمة التي من أجلها خلق آدم وذريته، فقال - عز وجل -: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، فكل ما خالف هذه الحكمة أو زاد عليها لا يقبل إلا بنص صحيح عن المعصوم كمخالفة هذا الحديث الباطل. ومثله ما اشتهر على ألسنة الناس: لولاك لولاك ما خلقت الأفلاك، فإنه كذب وموضوع كما قاله الصنعاني ووافقه الشوكاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة"[24].

ومن الطرائف أن المتنبي ميرزا غلام أحمد القادياني الكافر سرق هذا الحديث الموضوع المكذوب فادعى أن الله خاطبه بقوله: لولاك لما خلقت الأفلاك!! وهذا شيء يعترف به أتباعه القاديانيون، لوروده في كتاب متنبئهم "حقيقة الوحي" فسبحان الله الذي وفق بين مكذوب وكذاب[25].

الحديث السابع: توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم، وبعضهم يرويه بلفظ: إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي، فإن جاهي عند الله عظيم.

وهذا باطل لا أصل له في شيء من كتب الحديث ألبتة، وإنما يرويه بعض الجهال بالسنة كما نبَّه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في "القاعدة الجليلة"[26] قال: مع أن جاهه عند الله أعظم من جاه جميع الأنبياء والمرسلين، ولكن جاه المخلوق عند الخالق ليس كجاه المخلوق عند المخلوق فإنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، والمخلوق يشفع عند المخلوق بغير إذنه، فهو شريك له في حصول المطلوب، والله تعالى لا شريك له كما قال سبحانه: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السموات وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [سورة سبأ: 22-23]، فلا يلزم إذن من كون جاهه عند ربه عظيماً، أن نتوسل به إلى الله تعالى ، لعدم ثبوت الأمر به عنه، ويوضح ذلك أن الركوع والسجود من مظاهر التعظيم فيما اصطلح عليه الناس، فقد كانوا وما يزال بعضهم يقومون ويركعون ويسجدون لمليكهم ورئيسهم والمعظم لديهم، ومن المتفق عليه بين المسلمين أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو أعظم الناس لديهم، وأرفعهم عندهم. ترى فهل يجوز لهم أن يقوموا ويركعوا ويسجدوا له في حياته وبعد مماته؟
الجواب: إنه لا بد لمن يجوز ذلك، من أن يثبت وروده في الشرع، وقد نظرنا فوجدنا أن السجود والركوع لا يجوزان إلا له - سبحانه وتعالى -، وقد نهى النبي أن يسجد أو يركع أحد لأحد، كما أننا رأينا في السنة كراهية النبي للقيام، فدل ذلك على عدم مشروعيته.

ترى فهل يستطيع أحد أن يقول عنا حين نمنع السجود لرسول الله: إننا ننكر جاهه وقدره؟ كلا ثم كلا، فظهر من هذا بجلاء إن شاء الله تعالى أنه لا تلازم بين ثبوت جاه النبي وبين تعظيمه بالتوسل بجاهه ما دام أنه لم يرد في الشرع.

هذا، وإن مما يغفل عنه هؤلاء أن من جاهه أنه يجب علينا اتباعه وإطاعته كما يجب إطاعة ربه، وقد ثبت عنه أنه قال: ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا أمرتكم به.[27]

فإذ لم يأمرنا بهذا التوسل - ولو أمرَ استحباب - فليس عبادة، فيجب علينا اتباعه في ذلك وأن ندع العواطف جانباً، ولا نفسح لها المجال حتى ندخل في دين الله ما ليس منه بدعوى حبه، فالحب الصادق إنما هو بالاتباع، وليس بالابتداع كما قال - عز وجل -: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].

ومنه قول الشاعر:
تعصى الإلهَ وأنت تظهر حبَّه
هذا لَعَمْرُك في القياس بديع

لو كان حبك صادقاً لأطعتَه
إن المحب لِمن يحب مطيع


أيها الإخوة!
وهكذا يتبين لنا أن من يجيزون التوسل المبتدع يحتجون بأحاديث إذا تأملناها نجدها تندرج تحت نوعين اثنين: الأول ثابت النسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه لا يدل على مرادهم ولا يؤيد رأيهم، فقد فهموه خطأ.

والنوع الثاني غير ثابت النسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو إما مكذوب أو ضعيف.

وهذا وذاك لا يصح دليلاً على التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم ولا بالأموات من الأولياء والصالحين، وبقي معنا بعض التساؤلات نرجئها إلى اللقاء القادم بمشيئة الله، نسأل الله أن يعلمنا من ديننا ما ينفعنا، وأن يأخذ بأيدينا إليه أخذ الكرام عليه.

الدعاء.


[1] تفسير الطبري - (10 / 289).

[2] تفسير ابن كثير - (3 / 103).

[3] أخرجه البخاري (4714، 4715), ومسلم 7742.

[4] فتح الباري (13 / 191).

[5] أخرجه مالك 1628, والحاكم 291، وصححه الألباني في: "المشكاة".

[6] المجموع (8/217) الإيضاح (ص498).

[7] أخرجه الترمذي (2180)، (4 / 475)، وأحمد (5 / 218), وصححه الألباني المشكاة 5408.

[8] أخرجه ابن بطة في « الإبانة الكبرى"(97).

[9] أخرجه أحمد (3121).

[10] هذه مفاهيمنا (ص76), نقلًا عن تحقيق: سامي بن محمد سلامة لتفسير ابن كثير, انظر: (2 / 348), دار طيبة للنشر والتوزيع.

[11] أخرجه أبو داود (1173) والطحاوي (1 / 192) والبيهقي (3 / 349) والحاكم أيضا (1 / 328), وحسنه الألباني في إرواء الغليل (3 / 136).

[12]"الفتح" 3/150.

[13] أخرجه الترمذي (3578)، وأحمد (4 / 138) وابن ماجه (1385), والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (1 / 519).

[14] أخرجه البخاري (5653).

[15] أخرجه أحمد 3/21 واللفظ له، وابن ماجه، وانظر تخريجه مفصلاً في"سلسلة الأحاديث الضعيفة" رقم 24.
وإسناده ضعيف.

[16] أخرجه ابن السني في"عمل اليوم والليلة – رقم 82.

[17] مجمع الزوائد"10/117.

[18]"مجمع الزوائد"9/257.

[19] أخرجه الطبراني في"المعجم الكبير"1/81/2.

[20] أخرجه الحاكم في"المستدرك"2/615.

[21] 3/545.

[22] رواه البخاري (75).

[23] انظر تفسير المنار(1/279).

[24] ص132، 150.

[25] ص99.

[26] ص116.

[27] قال في أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم - (3 / 942): رواه الطبراني بإسناد صحيح - كما في" الإبداع" -.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 109.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 106.94 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (2.15%)]